كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وفتحته...لتقف مشدوهة فاغرة الفم لمشاهدة. فتمتمت متساءلة وكأنها لا تصدق:
- كول؟
بدا لها مدمراً في وسامته، سترته الخمرية اللون المخملية، تناسب بإبداع كتفيه وصدره العريض، والبنطلون يتقولب بروعة على وركيه القويين، وربطة عنق مخملية تناسب لون سترته وتبرز بحدة اللون الابيض الثلجي لقميصه الحريري.
وانقطعت أنفاس لاسي، وتوقفت عند حلقها، مع شعورها بسخافة وقوفها هناك دون كلمة، إلا أنها لم تستطيع دفع الكلمات لتخرج من فمها.
ورفع كول حاجبيه بسخرية:
- هل ستتركيني واقفاً طوال الأمسية، أم ترين أنه بالامكان ان أدخل؟
- اوه...اوه...أنا آسفة...ادخل...ارجوك.
دخل الى غرفة استقبالها الرخيصة الاثاث، والنظيفة المرتبة في آن، ولحقت به. وراقبته وهو يجلس في الصوفان ويضع علبة بيضاء كبيرة الى جانبه. وبدت العلبة مألوفة، لقد قدم واحدة مثلها من قبل.
وقالت له بخشونة وقد سيطر الفضول على الأخلاق الحميدة.
- لماذا أنت هنا؟
- أنا خطيبك.
- ولكن ألم يزعجك هذا كثيراً خلال اليومين الماضيين؟
- هل أنت غاضبة من شيء؟
وردت بحدة:
- غاضبة؟ ومما يجب ان أغضب؟ وما حقي في أن أغضب من أي شيء؟
ورد بلطف...لطف مبالغ فيه:
- أخبريني أنت.
- لقد قلت إنك ستتصل بي.
- وحضرت بنفسي الآن بدل الاتصال.
- بعد يومين!
- لقد كنت مسافراً بالأمس.
- أعرف هذا.
- اذن تعرفين سبب عدم اتصالي بك...استخدمي عقلك يا لاسي...كنت مسافراً في عمل، ولم يكن لدي وقت للمكالمات الشخصية.
فتمتمت:
- وخاصة لي. وانا واثقة ان...معارفك الآخرين...لم يمروا بنفس المعاناة.
ولم تكن بحاجة اذكر الاسم، فهو سيعرف حتماً أنها تعني مونيكا اندروس!
وبدا عليه نفاذ الصبر وقال:
- ماذا دهاك؟ أنا واثق أن عدم اتصالي بك ليس هو السبب الكافي لتكوني في هذا المزاج السيء. فانت لا تهتمين لي البتة وانت تعرفين هذا.
- بل أهتم بواقع انني أبدز غبية عندما لا أستطيع القول متى سأراك ثانية. أنت مالك شركة ريتشاردز للاستثمارات والتمويل والبناء، لقد اجتذبنا الكثير من الاهتمام بخطوبتنا. وتطرح علي اسئلة كثيرة خلال النهار، وبكل بساطة لا اعرف الرد.
فرد بغطرسة:
- هذا ليس من شأن احد. ولا أهتم أبداً بمناقشة أموري الشخصية مع احد.
فضحكت بخشونة:
- اذن توقف عن اثارة الكثير من الأقاويل من حولك.
واتسعت عيناه بغضب، وأصبحا رماديتان باردتان كالفولاذ:
- هل لي أن أذكرك أنك من بدأ هذا، ولست أنا. أنت بالتالي من يتسبب بالأقاويل!
وسمحت لألمها وخيبتها أن تظهر:
- ولكنني لم أبدأ الشائعات حولك وحول السيدة اندروس، انهن "صديقاتك" من بدأها!
وما زاد في ألمها وخيبة أملها أن ما من أحد تذكرغيد ميلادها. ولكن هذا لبس خطأ كول، فليس لديه أي سبب يدفعه ليتذكر. وقال:
- أنا لم آت الى هنا لأتجادل معك...وأنصحك بأن لا تستمعي للشائعات. فغالباً ما يظهر أن ليس لها من أساس.
ونظرت إليه بسخرية:
- هل تحاول القول ان صديقاتك مخطئات؟
- بل أنا واثق أن كم سمعتهما يتحدثان ليستا من صديقاتي.
فردت ساخرة:
- ولكنهن يرغبن في صداقتك.
ووقف بقوة:
- لأجل الله ماذا بك؟ لقد اتيت الى هنا كي...
فقاطعته بفظاظة:
- نعم لماذا اتيت الى هنا بالضبط وانت ترتدي هذه الملابس؟ أظنك ذاهب الى سهرة ما.
فهز رأسه:
- ظنك في محله.
فاستدارت عنه وقالت بتصلب:
- اذن لا تدعني أؤخرك.
ومرر يده في كثافة شعره الاسود وتمتم بعنف:
- اوه...اللعنة! انت تؤخريني فعلاً...لقد أتيت لأخرج معك.
|