كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ثوبها كان من الحرير الخمري، يبرز الألوان الحمراء في شعرها البني، ويلتف بثنايا ناعمة والنعومة على صدرها وخصرها، الباقة المستديرة المرتفعة كانت تضفي الرقة والنعومة على عنقها الذي يشبه عنق الاوزة. وتنتهي أكمامها برباط عند الرسغين، يبرز جسدها النحيل، ويناسبها تماماً، كما لم يناسبها اي ثوب امتلكته من قبل.
كانت قد غسلت شعرها، ومشطته الى ان جف ّ والتمعت خصلاته البنية المحمرَة، ووضعت مكياجاً خفيفاً وبعض اللون اللماع الخوخي على شفتيها. وبرقت ماسات القرطين والسلسلة بجمال
أخاذ مقابل لون قماش الفستان الداكن قليلاً، وعلمت انها تبدو في أفضل حالاتها.
لمعت عينا كول ريتشاردز بالموافقة لها حالما وقعت عيناه عليها وهو يدخل شقتها الصغيرة. وكان يبدو جذاباً بشكل خاص ببنطلونه الأسود وقميصه الحريري الأبيض، وسترته المخملية الرمادية التي كانت تماثل لون عينيه الفولاذيتين. وكان يحمل علبة كبيرة تحت ابطه، واحست بالفضول لتعرف ما بداخلها.
تراجع الى الخلف ليفحصها، وقال:
- جميلة جداً.
ووضع العلبة على الطاولة. فاحمر وجه لاسي بجمال:
- شكراً...الليلة...انت...لن تتركني لوحدي كثيراً؟ فأنا... أنا لا أعرف أحداً ممن قد يكون هناك.
- ولكن تعرفين تيدي.
- أنا لا اعرفه. لقد رايته مرتين عندما كان يأتي ليراك. وانا اعرف عنه ما اعرفه عنك، وهذا لا يجعلني أعرفه حقاً.
- ستعرفينه قربياً. أنا واثق انه لن يضيع وقتاً ليقدم نفسه لك. ولكن لا تنسي ابداً ان من المفروض انك مخطوبة لي.
- من المستحيل ان انسى وهذا الحجر الضخم يزن الكثير في اصبعي لينزل يدي الى الاسفل. أنت حتى لم تزعج نفسك بمعرفة اذا كان يعجبني ام لا.
- وهل هذا مهم؟
- انه يبدو غالي الثمن لترتديه خطيبة كول ريتشاردز. وهذا ما تتمتع به سيد ريتشارد، وتتمتع بواقع انني بكل غباء أوقعت نفسي في فخ خطوبتك.
- انا لا اتمتع بهذا ابداً يا لاسي. ولكن لم يكن امامي الخيار. وهكذا أنا انوي الاستفادة من الوضع قدر استطاعتي، ومن الافضل ان تفعلي مثلي. أليس هو السبب جزئياً لما فعلته؟ لقد انكرت افتتانك بي، اذن لا بد انه نوع من الابتزاز.
- بل كان للانتقام فقط.
- لا بأس اذا أحببت أن تفكري هكذا. ولكن مهما يكن، فالجواهر التي تملكينها الآن ستأتيك بمبلغ محترم اذا قررت بيعها، وهذا سيسهل عليك احتمال خطوبتك لرجل تقولين انك تكرهينه...فلسبب ما تجد النساء في الجواهر راحة كبيرة.
فأجابته بقوة:
- هذه الجواهر ليست لي لبيعها. وسأعيد اليك القرط والسلسلة في نهاية الأمسية، أما الخاتم فسأعيده اليك عندما تقرر انك عاقبتني بما فيه الكفاية على غبائي. واذا كنت تصدقني أم لا. فالابتزاز لم يدخل الى تفكيري ابداً...لقد آمنت مرة أنني...
وصمتت مترددة، لماذا تعطيه الرضى بأن يعرف أنها كانت تظن نفسها تحبه؟ لا بد انه سيضحك عليها لمثل هذا الاقرار...وتابعت:
- الأمر ليس مهماً...أليس من الأفضل ان نذهب الآن؟ لقد تأخرنا.
- أعتقد هذا.
|