كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
- ليس بالضبط...فقد هربت من غرفة النوم بأسرع وقت ممكن، قبل ان تظهر علي أية رغبة في البقاء معك.
فاحمرّ وجهها:
- كول..
فضحك:
- أعلم...أعلم...ولكنني لم أستطع ان أتمالك نفسي بسهولة. ولو لم يقاطعنا ريتشارد في الغابة فلا ادري إلى أين وصلنا وقتذاك. وأصبحت بعد هذا خائفاً أن اكون قد اخفتك مني...فأنا لست باالمراهق الذي يرضى ببضع ضمات وقبل...فلقد كنت أريد كل شيء منك...ولكن سني كان حاجزاً ما بيننا.
ولم تكن لاسي تدري إلى أين يقود هذا الحديث...ولكن، بكل تأكيد هذا الجالس أمامها ليس كول المتعجرف الذي تعرفه. فقالت:
-ولكن سنك لم يكن أبداً حاجزاً بيننا، ولم افكر به قط..ما عدا أنه يعطيك قدراً أكبر من الخبرة في الحياة لا املكها أنا.
- ولا أريدك ان تملكيها...ولكن بدا لي في كل مرة قابلتك فيها مؤخراً، انه عليّ إبعاد شاب عن طريقك. ولن تعرفي أبداً ماذا كان يحل بي وانا اراك معهم.
منتديات ليلاس
وأدركت انها لا يجب أن تتركه مرتاباً حول هذا مدة أطول:
- المرات الوحيدة التي كانا هنا كانت تصدف ساعة زيارتك لي...وهذا كله مجرد صدفة.
- قد يكون هذا صحيحاً، ولكنه لا يبدل واقع ان لك اشياء مشتركة اكثر معهما، لا استطيع الأمل ان تكون بيننا، ساصبح في الثامنة والثلاثين الشهر القادم، أي أنني أكبرك بسبعة عشر عاماً.
فردت بهدوء:
- هذا لا يهم أبداً.
- بالطبع هذا يهم، ومع ذلك فقد جئت الليلة أطلب منك أن تتزوجينني.
واتسعت عيناها:
- أنت تطلب مني؟
-اجل...أطلب منك.
- ولكنني...لا أفهم...لقد قلت انك ستجبرني على التوسل إليك للزواج.
- والآن، أنا من يقوم بالتوسل...وأنا أتوسل إليك يا لاسي.
وبدت عليه المرارة...فرددت بحيرة:
- ولكن...ولكن لماذا؟
فضحك:
- لماذا؟ لقد قلت لك لتوي لماذا؟
- لنك تشتهيني. ولكنك تعلم أنني لن أتزوجك لهذا السبب.
- أعلم أنني كنت قاسياً وخشناً معك، وأنني اتهمتك بأشياء كثيرة لم تكن صحيحة. وأعلم أنك لم تعاشري رجلاً من قبل...أعلم كل هذا، ومع ذلك استمريت في تعذيبك...ولم أكن أريد أن أشعر هكذا نحوك يا لاسي...ولكني لم أستطع تمالك نفسي.
- وكيف تشعر نحوي؟
وصاح بعنف وقد لاحظ الصدمة على وجهها:
- أحبك...اللعنة عليك! أهذا صعب التصديق؟ عندما تفكرين كم كنت أعاملك بسوء...ولكن هذه هي الحقيقة...أحبك كثيراً لدرجة أنني سأجن من حبي لك. إلى هذا الجنون يجب ان تردي سبب قساوتي عليك، انه الجنون المؤقت.
وأمسكها بكتفيها:
- ولكنني عدت الى عقلي الآن، لما يكفي ان أعرف أنني احبك وأريد أن اتزوجك فهل ستقبلين بي؟
وأخذت تبحث في وجهه عن أي أثر للسخرية، ثم قالت:
- أنا...لست أدري ما أقول...أليست هذه خدعة منك لتجعلني اعترف بأنني أريدك لدرجة الزواج منك؟
وقطب...ولكنها لم تكن تقطيبة غضب:
- أوه...يا الهي...لقد أسات معاملتك اكثر مما كنت أتصور...القول لك انني أحبك لا يكفي...أليس كذلك. لقد خسرت ثقتك...أليس كذلك؟
- لست أدري..لكنها صدمة أن أسمعك تقول انك تحبني...فأنت لم تظهر لي حبك بأية طريقة.
- لقد كنت رجلاً في آخر لحظات احتضار حريته والتي كانت طوال حياتي أقدرها أكثر من اي شيء آخر...وكنت سأخسرها أمام إمرأة لا تهتم بي مطلقاً. وكنت منجذبة إليّ، أعرف هذا، ولكن ليس هذا كا كنت أرغب به. وجاهدت كي أجعلك تعترفين مشاعرك نحوي حتى أنك في النهاية وتحت الضغط تراجعت عني. ولكن أحببتني أو لا...تزوجتني أو لا...لن أعود أبداً كما كنت...لقد أسرت جزءاً كبيراً مني لن أسترجعه مطلقاً، ولا أريد استرجاعه.
وبدا الأسى على وجهه لاسي للهزيمة الكاملة على وجهه. فتلمست خده بلطف، وبدأت تصاعد الى حنجرتها خنقة عاطفية قوية وهو يدير وجهه ليدفئه في راحتها...ويقبل يدها، وعيناه توسلان.
- هناك حرية في الحب أيضاً يا كول. إنها نوع مختلف من الحرية...ولكنها حرية.
وبدا الأمل على وجهه:
- وهل يعني هذا...أنك...أنك...
ولم تعد تستطيع تحمل ألمه أكثرمن هذا فقالت لتنهي عذابه:
- أحبك...أحبك منذ مدة أطول مما احببتني فيها...منذ أن جئت للعمل عندك.
عيناه أصبحتا معتمتين من الوجد، وظهرت نظرة حب فريدة من نوعها على وجهه. وجذبها إليه. وأخذت يداها تضغطان على جسده...تصدر عنه تأوهانت الرضى الدفين وأخذ يرتجف:
- يا إلهي...لاسي...لقد كنت على وشك الاستسلام، والتخلي عن الأمل. لقد حاولت جاهداً اجبارك على حبي، وكنت دائماً ترفضيني. ولقد ظننت أنني فقدتك إلى الأبد...هل حقاً تحبيني؟
فابتسمت بلطف:
- حقاً...
ودفن وجهه في صدرها وأخذ يتمتم:
- لا أستحق هذا. ولكنني أحتاج إليك كثيراً حتى أنني لست أهتم كيف احصل عليك.
وأحست أنها على وشك البكاء من السعادة...كول يحبها ويطلب الزواج منها! لم يعد أي شيء آخر يهم...لا المرارة ولا وسوء التفاهم...
- شدني إليك يا كول، وأعدك أنني لن أرفضك هذه المرة، ولا مرة بعد الآن.
|