كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وتهاوت لاسي مرة أخرى، ومدت يدها دون وعي لتستند الى شيء، ولتمنع نفسها من السقوط. ولسوء الحظ لم يكن أمامها أي شيء، فوقعت مغمياً عليها.
وفتحت عينيها بعد لحظات لتجد نفسها مستلقية فوق الصوفا ريتشارد منحني فوقها. وحاولت الجلوس، ولكنها عادت لتغرق بين الوسائد، وقد دفعها ريتشارد بلطف الى الوراء. فابتسمت وفد خجلت من ضعفها:
- آسفة لهذا، فلست معتادة على الاغماء أمام ضيوفي.
فابتسم لها:
- انها تحية غير مألوفة، ولكني لم امانع...لقد كان الامر جيداً، حقاً.
- لست أدري ما حصل لي...لقد اغمي علي فجأة...وأشعر بالسخف الآن.
وبدا عليه الاهتمام:
- وهل حدث لك هذا من قبل؟ هل أحسست بالغثيان أو الدوار؟
فهزت رأسها نفياً:
- لا...الامر لا يستحق القلق. فأنا...
- أي شيء غير عادي يثير القلق. فالصحة ليست أمراً ياخذه الانسان بخفة. يجب ان يكون هناك سبب للاغماء هل...
وصمت...وبدأ اللون الأحمر يتدرج ببطء فوق وجهه وبدا عليه الارتباك:
- اوه...
- ما بك؟
- حسناً...أنا ...ليس من شاني.
وأشاح بوجهه عنها. فقطبت:
- بماذا تفكر يا ريتشارد؟
وجلست فجأة بما تبقى لها من قوة، ثم وقفت:
- لا تزعج نفسك بالقول لي. استطيع تصور ما تفكر به، خاصة ولديك الانطباع الذي أعطاه لك كول حول علاقتنا. ولكن هذا الانطباع غير صحيح. وأنا لست حامل...كل ما في الأمر انني جائعة. لقد حصل الكثير في اليومين الماضيين. حتى نسيت ان آكل.
وطهر الارتياح على محياه:
- اتعنين انك لم تأكلي أبداً؟
- شربت الكثير من القهوة ولكن بدون طعام.
ورمى ريتشارد سترته ورفع أكمامه.
- ابقِ حيث أنت، سأحضر لك بيضاً مقلياً وكوب شاي أسود حلو.
- ولكني لا احب السكر في الشاي.
- هذه المرة ستتناولينه مع الشاي. أوامر الطبيب.
وابتسم لها...فقالت مداعبة:
- لقد حذرني كول منك...ولكنني ظننته يمزح.
- لم يكن يمزح...فأنا أنظر الى كل هذا بجدية. والآن عودي الى الصوفا بينما أحضر لك بعض الطعام.
فضحكت:
- لن أتحرك. فهل ستجد كل شيء بنفسك؟
- ساتدبر أمري.
وهكذا فعل، ففي بضع دقائق أحضر لها بيضاً مقلياً منتفخاً والشاي الموعود. وأخذت تبتسم وهي تشرب الشاي، ولكنها اجبرت نفسها على شربه وهو يشرف على العملية. وقالت له:
- انت في الحقيقة تحضرالبيض الجيد.
منتديات ليلاس
واستوت في جلستها وقد ارتاحت.
- انه مغذي، وسهل التحضير بسرعة.
- أنت مدهش حقاً. لا أستطيع تصور كول يفعل هذا...لديه مدبرة منزل.
- اوه...هذا صحيح..ولكنه يدبر طعامه كما نفعل جميعاً. في مثل عمري كان قد بدأ العمل لتوه، ومثلي أيضاً، رفض مساعدة والدنا.
- لم أكن أعلم هذا. فلقد أعطاني الانطباع بأنه...بأنه...
ورد ريتشارد متعاطفاً:
- أعلم بالضبط ما تعنيه...ولكنه مر بصعوبات مثلنا تماماً.
واخذ الطبق من يدها:
- هل تشعرين بتحسن الآن؟
وابتسمت بامتنان:
- كثيراً.
وعاد من المطبخ ليقول:
- لقد أتيت فعلا إلى هنا لأسألك اذا كنت غفرت لي ما فعلته تلك الأمسية...وأنا أعرف طباع كول وأخشى أن يكون ما فعلته وما قلته قد زاد شكوكه.
فضغطت على يده مطمئنة:
- حسناً...لا زلنا مخطوبين.
ورفعت يدها بالخاتم الذي نسيت ان تخلعه بعد افتراقها عن كول:
- وهكذا لا يمكن أن يكون قد انزعج كثيراً.
- أنا سعيد لهذا...لست قذراً هكذا عادة. ولكن عذري الوحيد هو اني معجب بك...ولكن أعتقد ان عليَ أن أعتاد عليك أختاً لي.
ونظر الى ساعته:
- يجب ن أذهب الآن...جئت لمجرد تصفية الجو بيننا.
- وتحضير وجبة رائعة لي. جميل منك ان تأتي، وأنا مقدرة لك هذا.
ووقفت لتلحق به الى الباب. فتح واستدار اليها:
- هل لي بقبلة أخوية؟
- طالما تبقى أخوية...وواحدة.
ولم تكن القبلة أخوية بالضيط...ولكنها لم تعترض...في الواقع لم تتح لها الفرصة..فقد ابتعد عنها ريتشارد بقوة، لينظر بغير توازن الى الوجه الغاضب لكول. وكانت عيناه الرماديتان كالجمر وهو يحدق الى أخيه:
- اخرج من هنا قبل أن أفعل شيئاً أندم عليه.
|