كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وبدأت نهاية الأسبوع تلوح أمامهان الفراغ الأسود. صحيح أن كول لم يدخل حيانها الا من اسابيع، ولكنه خلال هذا الوقت أوقف نهائياً كل حياة اجتماعية لها، وجعل من المستحيل أمامها أن تلتقي ياصدقائها القدامى.
استفاقت صباح السبت وفي قلبها رهبة من نهاية الاسبوع، وخاصة تلك الليلة. فلا أحد يبقى في بيته ليلة السبت، ومعظم أصدقائها او صديقاتها لهم خططهم المسبقة لهذه الامسية.
بعد الظهر أحست بالاختناق في شقتها الصغيرة. كانت جدرانها تكاد تنطبق عليها. ويجب ان تخرج، أن تذهب الى اي مكان. يجب ان تخرج فقط.
اتصلت بصديقتين فأكدتا لها انهما خارجتان مع مجموعة الى ناد ليلي وانهما ستسعدان لمرافقتها لهن. لقد عرفتهن منذ كانت تسكن بيتاً للطالبات، ومع أنهن تركن بعضهن وخرجت كل واحدة الى الدنيا لتبني لها مستقبلاً، إلا أنهن كن دائماً يتصلن ببعضهن.
وانتظرتها لينا و كلود في السيارة التاكسي التي أتيتا بها. فما من واحدة منهما ترغب في العودة في سيارتها لوحدها آخر الليل. كانتا صديقتيها متلهفتين لمعرفة ما حدث مع خطيبها الشهير. كلاهما لم تلتق كول من قبل، ولكن، كمعظم الناس شاهدنه في الصور على صفحات المجتمع في الصحف.
وتركت الفتيات الثلاث معاطفهن في قسم الاستقبال، وذهبن الى طاولتهن المحجوزة بالقرب من حلبة الرقص. وكانت الفرقة الموسيقية قد بدأت عزف ألحانها لنصف دزينة من الأزواج أخذت تذرع الحلبة رقصاً ومرحاً.
وبما أنها لم تشرح لصديقتيها بعد سبب فراغ امسيتها تلك، فقد كانت تعرف انها ستواجه حفنة من الاسئلة...التي لم تتأخر في الظهور. وبما انهن كن أول من وصل من الشلة، فقد استغلت الفتاتان الفرصة لسؤالها على انفراد.
وبدأ المكان بزدحم، ولم تمض ساعة حتى أصبحت حلبة الرقص مكتظة بالناس. وعندها ربما سيتحول اهتمام صديقتيها عنها، مع انها لا يمكن أن تلومهما على فضولهما. وقالت لينا:
- وسيم...! انه ساحر. له عينان رماديتان مثيرتان. لقد شاهدت صورته في مجلة... ولم أستطع تصديق كم أنت محظوظة عندما علمت انك مخطوبة له.
فقتهدت لاسي:
- شكراً على بطاقة التهنئة...ولكن تلك العينان الساحرتان الرماديتان يمكن أن تصبحا مزدريتين باردتين...صدقيني...فأنا أعلم.
فشهقت كلود:
- ولكنه بالتأكيد لم يكن هكذا معك؟
- لا أبداً فكول رجل مثير وسيم، ولكنه قاسي...ولقد خشيت أن لا أكون الزوجة المثالية له.
فنظرت اليها لينا بتعاطف:
- كم هذا مؤسف...ولكن لا يبدو عليك أنك محطة القلب.
فهزت لاسي كتفيها:
- ولكني متكدرة. ما من يحب أن بعترف بأنه أخطأ. ولكن كان من الافضل اكتشاف هذا الآن وليس بعد الزواج.
عندما وصلت باقي الشلة بعد عشر دقائق، واجهت لاسي الفضول عينه ولكنها أعطت الاجوبة الغامضة نفسها واصبحت الفتيات ستة والشباب ستة.
|