كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وقال متجهماً:
- لم تكوني بحاجة لأن تفعلي هذا. ولكني سأعطيك حجة لما فعلت الآن.
وتقدم منها خطوة. فأحست بالخوف. هذا ليس ريتشارد الذي دخل شقتها منذ قليل. ولكنه رجل مصمم متجهم، وتراجعت عنه قدر استطاعتها.
- لا تكن سخيفاً يا ريتشارد...ستندم على ما ستفعل.
- قد يستحق الأمر ذلك. فلا بد انك تملكين شيئا ً غير الجمال لتأسري به كول.
- لا أظن أن رأيك بكول أفضل من رأيك بي!
ووصل إليها ليثبتها إلى الحائط، وقال ببطء:
- أنا احترم وأحب كول أكثر من أي شيء. إنه كل شيء أريد أن أكونه.
- وأعتقد أن كل هذا الاحترام والحب هو الذي يدفعمك للعبث مع خطيبته.
- لا...بل أنت من يجعلني أفعل هذا...أنت ببرودتك التي تدفعني إلى الرغبة في أذيتك، ولكي اجعلك كما لا بد شاهدك كول للعديد من المرات.
- أنت...انت مجنون!...سيقتلك كول لهذا.
فهز راسه وابتسامة ماكرة على فمه:
- كول لن يعرف بهذا مطلقاً.
- اوه...بل سيعرف...أنا...
- لن تقولي له. لانك اذا فعلت سأقول إنك أنت من دعوتني إلى هنا، وشجعتني إلى أن أصبح من المستحيل علي رفض طلبك.
وببراعة وقوة، قادها الى غرفة الجلوس وألقاها فوق الصوفا، وانقض عليها. ولم تقاومه، ولكن لم تتجاوب معه، بل بقيت جامدة وكأن صاعقة نزلت عليها، وتمتم ريتشارد:
- اريدك يا لاسي...
- ولسوء الحظ أنا أريدها كذلك وأعتقد أنني طلبتها قبلك.
وقفز ريتشارد واقفاً عن الصوفا لحظة سماع صوت شقيقه صائحاً:
-كول! ماذا تفعل هنا؟
وكانت لاسي على وشك سؤاله نفس االسؤال ولكن اللمعان الخطرفي عينيه منعها. ولم يكن قد نظر إليها بعد بل كان كل غضبه مركزاً على ريتشارد. وجاست تراقبهما وكأنهما غريبان عليها.
ودخل كول الغرفة وهو ينتزع ربطة عنقه ويفتح زر باقته، ويخلع السترة، ونظرة باردة قاسية على وجهه. ورد عليه ببرود:
- افعل كما تفعل أنت على ما أظن. ولكن على لاسي أن تتذكر أنها قد دعت حبيباً قبل أن تدعوا غيره لقضاء الليل عندها. فقد يكون محرجاً لها.
فشهقت لكلامه:
- ولكن يا كول أنا...
فقاطعها:
- لم تكوني تتوقعين عودتي بهذه السرعة.
وجلس على الكرسي يحدق فيهما، ثم أكمل:
- هذا ما أعرفه...ولا أقول انه واضح.
ونظر ريتشارد إلى كول:
- هل كنت تعرفين انه سيعود إلى سيعود الى هنا الليلة؟
فقاطع كول ردها:
- بالطبع...فأنا أبقى عندها معظم الليالي، لاقنعها بأنها ستكون غبية اذا لم تتزوجني.
واستدار ريتشارد على عقبيه نحو الباب.
- لو سألتني ستكون أنت الغبي...حتى انها لم تقاومني وانا أضمها.
ووقف كول:
- وهل عانقتها؟ هل فعلت؟
وأدرك ريتشارد، ولكن متأخراً، وسارع يفتش عن اكرة الباب ويقول متلعثماً:
- حسناً...أنا...أنا...صحيح ولكنها لم تقاومني.
واكتفت لاسي بما فعلت، كانا كحيوانين يتعاركان على أنثى! فقالت بحدة:
- لا تكذب يا ريتشارد لتزيد ما فعلته سوءاً. لقد هددتني!
وسأل كول شقيقه ببرود خطر:
- بماذا هددتها؟
وتردد ريتشارد، لم يعد واثقاً من نفسه، فكرر كول:
- بماذا يا ريتشارد؟
فضحك ضحكة متوترة وأخذ يكذب:
- لم أهددها بشيء...انظر...لقد قدمت لي لاسي العشاء...فهل هذا يعني أنني هددتها؟
- اخبرني انت...
ورد ريتشارد بحزم:
- حسناً...أنا لم أفعل. والآن يجب أن أعود الى عملي...شكراً على العشاء يا لاسي.
ونظرت لاسي إلى كول بعينين متوسلتين بعد خروج ريتشارد:
- لم يكن الامر كما صوره. لقد قدمت له العشاء...ولكني لم أشجعه.
فقال ببرود:
- عندما تدعين رجلاً إلى العشاء فضعي في ذهنك أنك تدعينه إلى شيء آخر.
- أنا لم أدعه إلى هنا أبداً. لقد جاء بنفسه.
- اوه...أحقاً؟
- أجل...حقاً. ألا تصدقني؟
- ولماذا لا أصدقك؟ الليلة الوحيدة التي أتركك فيها منذ أسبوعين يحضر ريتشارد دون أن تتوقعيه...وتتوقعين مني ان أصدق انه صدفة؟
- ولكن هذا صحيح! أرجوك صدقني.
- ولكني عدت وافسدت عليك سهرتك.
فصاحت به غاضبة:
- ولماذا عدت؟
فضحك ضحكة خشنة:
- لم أعد واثقاً من السبب الآن.
وبدا الحزن على وجهها...ستفقده عشية قراره بأن تتزوجه.
- ولكن لا بد أن لعودتك سبباً. لقد قلت انك ستراني في الغد.
فتنهد:
- أجل...كان هناك سبب لعودتي...لقد عدت لأجلك.
|