كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وسألها:
- هل تناولت العشاء؟
- أجل...شكراً لك...أنا لا أريدها يا كول.
ولم تع انها استخدت اسمه الاول.
- وانا كذلك تناولت الطعام.
- كول! أنت تتجاهل قصدي متعمداً.
حدق إليها ببطء واجمر وجهها عندما استقرت عيناه عليها.
- أنا لا أتجاهلك يا لاسي...بل اظن العكس.
- أنت تعرف ما أعني...أنا لا اريد السيارة...انها تعني الكثير...وكأنها دفعة!
- دفعة ماذا؟
- دفعة لـ...لـ... لست أدري ماذا.... لا بل اعرف! انها تبدو كدفعة لخدمات تطلبها.
فضحك ولم يغضب كما توقعت، واذا اغضبته بما يكفي هناك فرصة بأن يخرج. ولكن لم يبدو عليه الغضب وهو يبتسم لها وينزل سترته، ويلف أكمام قميصه الى تحت المرفق بقليل، وهو يقول:
- الجو حار الليلة... أنا لم الاحظ انك تعرضين عليّ أية خدمات.
واحمرّ وجه لاسي حتى اصبح كالجمر، لقد انفلب الموقف كالعادة ضدها. وردت بكل عنف:
- ربما أنت تحب ان تدفع مقدماً.
- ليس في العادة، فقد يصاب المرء بالاحباط....في حالة من يأخذ المال يهرب|,
- اذن استرجع سيارتك اللعينة!
- انها ليست لي...لقد اشتريتها باسمك وهي مسجلة لك.
فاستدارت عنه:
- انت لا تفهم...أو لا تريد أن تفهم. أنا فتاة عاملة عادية...أوكي؟ وأنا أتقبل في هذه اللحظات أنني متورطة في حياتك. ولكن عندما ينتهي هذا كله لن أستطيع تحمل حتى بوليصة تأمين السيارة عدا ثمن الوقود.
- لن ينتهي الامر بيننا يا لاسي...أنت لي...ولن يطول المر حتى تعترفي لي بهذا.
وردت ساخرة:
- وأنا راكعة على ركبتي؟
فهز رأسه:
- اذا كان هذا ضرورياً.
- أبداً! لن يحصل هذا!
فابتسم لها:
- لا بد من وقت طويل طويل...يا حبيبتي لاسي... وانا أكون في العادة عنيداً عندما أقرر امراً. اسألي كل من عمل معي.
- اوه...لست بحاجة للسؤال أنا أعرف كم انت عنيد.
- اذن لماذا لا تجلسين وتسترخين؟
ووربت على الصوفا الى جانبه فابتعدت لاسي مجفلة:
- لماذا لا تذهب وتقابل مونيكا اندروس؟ فانا واثقة أن البهجة ستغمرها لمشاهدتك.
- أشك في هذا، فهي ومايكل يقضيان عادة عيد زواجهما لوحدهما. ولا أحب أن أقاطع وحدتهما.
- اوه....
انه الآن يضحك عليها بشكل مكشوف...وقال آمراً:
- اجلسي با لاسي...لا...ليس هناك...بل هنا...بالقرب مني؟
- لا...شكراً...ماذا تنوي أن تفعل الليلة؟
- لاشيء...لا شيء اطلاقاً. لماذا؟ بماذا تفكرين؟
- لا شيء ايضاً...ولكن أنت بالتأكيد لا تنوي قضاء الامسية معي؟
- والليل أيضاً لو سمحتي لي.
- لن أفعل!
- هكذا ظننت...ضعي قليلاً من الموسيقى هه؟
وتحركت نحو المسجلة:
- ما نوع الموسيقى التي تحبها؟
- النوع الرومانسي.
- رو...رومانسي؟
- هه...عندها تأتين لتجلسي بفربي وأهمس لك باشياء حلوة في أذنك التي تشبه صدف البحر.
ونظرت إليه غاضبة لسخريته. واختارت متعمدة موسيقى لا تمت للعاطفة بصلة. وجلست تبتسم برضى وهي تتمتع بالموسيقى مع علمها الكامل انها لن تعجبه. ولكن سرعان ما وقف وتفدم من المسجلة وأوقفلها:
- صحيح انني لا اكره هذه الموسيقى ولكنها لا تثير المشاعر.
- لم أكن اقصد بها اثارة المشاعر.
- هذا ما ظننته.
وأخذ يبحث بين مجموعتها للتسجيلات المختلفة من كل أنواع الموسيقى، فالموسيقى نقطة ضعف لاسي...وبدلاً من أن يعود الى مقعده بعد أن وضع الشريط المختار، تقدم الى ذراع المقعد الذي تجلس عليه واستقر عليه. وتمتم بصوت منخفض.
- لدينا الذوق نفسهفي الموسيقى.
- يبدو أن هذا كل ما نتشارك به.
|