كاتب الموضوع :
هدى 2008
المنتدى :
الارشيف
_21_
عندما وصلت سما إلى الفيلا مع احمد
كانت فاتنه ما تزال بغرفتها ترفض الخروج
اما البقيه فقد كانوا بالصاله مجتمعين
كانت إسراء ما تزال تشعر بالغضب من كلمات فاتنه وان لم تتحدث بذلك ، كانت تنتظر عوده سما و امجد والذي ابلغ رغبته للجميع بان لا يتعرض أي شخص لها بالكلام
وفي الحقيقة كان الجميع يشعر بالترقب لما ستسفر عنه الامور بعد هذا الموقف خاصها ن اغلبهم يشعر بالغضب للطريقه التي عامل بها احمد فاتنه
وبالحيرة ايضا لما اصاب ياسمين
ما ان دخلت سما واحمد والقوا التحيه
حتى التفتت لهم جميع الاعين بلهفه
بادرتهم اسراء بقولها : كيف هي ياسمين؟
جلست سما وهي تقول : بخير لقد استيقظت ، وقد بقي امجد معها
ثم تسألت : اين فاتنه ؟
اجابتها ليلى هذه المرة : بغرفتها
ثم اكملت ببعض التردد وهي تنظر لاحمد : ما تزال حزينه ومصدومه لما حدث
اشاح احمد بوجهه ولم يعلق
اخذت سما نفسا عميقا وهي تقول: لا بأس ، سيحضر امجد قريبا وهو سيتصرف بما يرضي الجميع
اجابها عمر ببعض الحدة: اتمنى ذلك
نظرت له سما بحزن لما الت له الامور بين الاعضاء : عمر ، امجد لم ولن يظلم احدا بيوم من الايام وعندما يحضر ستتضح الامور
ثم اكملت : لدي الان ما اخبركم به ، سيصل بعد قليل عضوان اخران سينضمان إلى المجموعه
بد الاهتمام على وجوه الجميع
بينما اكملت سما : اتمنى من الجميع ان يستقبلهم بشكل جيد وان نتناسى جميعا ما حدث ولو مؤقتا
اتفقنا
اجابتها همهمه خافته ثم تكلم الدكتور عمار وهو ينظر للبقية : طبعا سما ، فنحن هنا جميعا اسرة واحده
وان حدثت خلافات بيننا فهي مجرد فقاعه وسيستمر الجميع على العمل لما فيه الخير للجميع
قامت سما من مجلسها وهي تقول : سارتاح بغرفتي الان إلى حين وصولهما
ثم استأذنت وصعدت إلى غرفتها
بقي احمد لدقائق ثم استأذن وتوجه إلى المكتب
ساد الصمت البقيه إلى ان قطعته إسراء موجهة حديثها للجميع : ما بكم لماذا هذا الوجوم ؟
اجابها عمر : ما زلنا نشعر بالضيق ..... ثم سكت ولم يكمل
هنا تكلم الدكتور يحي موجها حديثه لعمر : ما رأيك ان نذهب إلى الشاطئ قليلا؟
تردد عمر للحظات ثم قال : افضل ان نجلس بالحديقه
وافقه الدكتور يحيى ثم خرجا
.......
بالحديقه ، جلس الاثنان على كراسي الخيزران
بادر الدكتور بالحديث : عمر ، لما كل هذا الضيق ؟
نحن معرضون جميعا في هذه الحياة إلى المشاكل والصدامات واختلاف وجهات النظر
فلما تعطي الموضوع هذا الحجم الكبير مع اني اراه في غايه البساطه ، مشكله وسيتم حلها
اجابه عمر وهو يعجز عن تفسير الشعور الذي بداخله تجاه فاتنه: احس بالغضب لاجل فاتنه
فهي مجرد انسانه ضعيفه ومتعبه تحتاج تفهما ، لا ان يقوم احدهم بالصراخ بوجهها كما حدث
وافقه الدكتور يحيى على كلامه وهو ما زال يتكلم بنفس الهدوء : انا اوافقك الرأي لكن الا ترى معي ان للموضوع جوانب اخرى ربما نحن لا نعلمها
نظر له عمر بحده وهو يقول : ماذا تقصد ؟ ام انك تحاول ايجاد المبررات لمعاملتها بهذا الشكل
رد يحيى : لا ، الامر ليس كذلك لكني احاول لفت نظرك إلى الجانب الاخر من المشكله ، ياسمين
الا ترى معي انه ربما فاتنه قد تصرفت معها بطريقه ادت إلى ايذائها حتى لو كانت غير قاصده
اجابه عمر بمزيد من الحده : انت ايضا تقول ذلك
اجابه يحي : عمر ما اقصده انك لا يجب ان تحكم على الامور بظاهرها فقط وهناك امر اخر ، امجد قد طلب منا عدم التعرض لها ، هذا معناه انه هو ايضا قلق بشانها وانه لا يريد لها ان تتعرض إلى أي مضايقه او تلميح ،فهو يقلق ويخاف على الجميع هنا ، اليس كذلك
سكت عمر على مضض
انتظر الدكتور للحظات ثم غير الموضوع فجأة وهو يقول لعمر : لماذا رفضت الذهاب إلى شاطئ البحر
فوجئ عمر بسؤاله الغير متوقع وبقي للحظات عاجزا عن الرد ، بينما استمر الدكتور ينظر له بتمعن
ثم تكلم عمر بصوت مخنوق : لا احب البحر
ساله يحيى : لماذا ؟
اجابه عمر بانفعال : لانه اخذ مني اعز صديق
رفع الدكتور كفيه امام عمر مهدئا : اهدأ ، حاول استجماع انفاسك
بقي عمر لدقائق عاجزا عن الكلام والانفعال يملأ كيانه كله
راقبه الدكتور باهتمام ثم تكلم : عمر يجب عليك مواجهة مخاوفك
رد عمر بشئ من اليأس : كيف ؟ وانا ....... انا ما زلت غير مصدق لكل ما حدث
ذلك اليوم ما زال يعيش بوجداني
ما زلت اسمع صوته وهو يصرخ مناديا علي حتى ابتلعته الامواج امام عيني
ثم اكمل بالم : اتدرك ذلك
رايته يغرق امامي وانا مكتوف اليدين لا املك نجدته
غاب صديق العمر عن نظري وخسرته للابد
ما زلت غير مصدق لموته
اهكذا يباغته الموت فجأة ؟؟
كان الدكتور يستمع باهتمام إلى ان توقف عمر عن الكلام
ثم اكمل بألم : انا السبب
هنا قاطعه الدكتور : لا تلم نفسك فما حدث له هو قضاءه وقدره
ساسألك سؤال ، هل تعتقد انه لو لم تذهبوا بهذه الرحله سيكون صديقك على قيد الحياة الان؟؟
لم يجب عمر ، فاكمل الدكتور : عمر الانسان متى ما حان قدره واتت ساعته فلا راد لقضاء الله
ولو كان باحضان والدته ذلك اليوم فالموت مدركه لا محالة
هنا ردد عمر بصوت خافت : الموت ، لم افكر به بهذه الطريقه قبل تلك الحادثه
سأله الدكتور : باي طريقه؟
اجاب عمر : اصبحت اخافه بشده ، احسب انه بانه يخيم علي مثل الشبح ويلاحقني بكل مكان
اتعرف تمنيت ان لا احب احدا بهذه الدنيا ، اردت الابتعاد عن الجميع ، لا اريد ان اتألم مجددا
واصبحت احس بخوف شديد
سأله الدكتور : من البحر ؟
اجاب عمر : من البحر ومن الموت
تسيطر علي فكرة انني ان اقتربت منه ساغرق
بهذه اللحظه ، سمع الاثنان صوت توقف سيارة خارجا
نهض الدكتور يحيى اولا ووضع يده على كتف عمر مطمئنا وهو يقول : لا تقلق ، وكن متفائلا سنجد حلا وستتوقف كل هذه الافكار والمشاعر التي تؤلم روحك ، فقط امهل نفسك الوقت ، وتمسك بايمانك بالله
نهض عمر وهو ينظر للدكتور بامتنان : اشكرك على انك استمعت لي ولم تسخر من مخاوفي
رد الكتور : ولماذا اسخر ؟ جميعنا لدينا مخاوفنا التي تنتابنا بين الفينه والاخرى ، المهم هو ان لا نسمح لها بان تسيطر علينا وتدمر حياتنا
وما ان اكمل الدكتور جملته فتح باب الفيلا الداخلي وخرج منه احمد الذي حياهما وقال : القادمان الجدد وصلوا
ثم توجه نحو الباب الخارجي وفتحه
رحب احمد بالقادمين ، وادخلهم
جلس الجميع بالصاله وتم التعارف بينهم
ثم قامت إسراء بارشادهم إلى غرفهم لاخذ قسط من الراحه على ان يلتحقوا بالبقيه فيما بعد
........
شارفت الشمس على المغيب وارتدت السماء ثوب الغروب المجلل بالحمرة
ذلك الغروب الجميل
حينما تنسل خيوط الشمس هاربه من بين ثنايا السماء
تاركه وراءها اثارها الداميه
ظلال شفق احمر
ما يلبث هو الاخر ان يتلاشى وكأنه لم يكن
ليت اوجاعنا تتلاشى كشفق احمر
ويغمر السكون ارواحنا
.....بالطريق إلى الفيلا
ساد الصمت السيارة إلى ان قطعه امجد وهو يلاحظ شرود ياسمين وهي تنظر من نافذه السيارة
_ بماذا تفكرين ؟
_ التفت له ياسمين وهي تبتسم بخجل : لا شئ ، كنت اراقب الغروب
الغروب الحزين
سألها امجد: لماذا دعوته بالحزين ؟
نظرت له بحزن وارجعت ظهرها إلى مقعد السيارة ثم اغمضت عينيها وكانها تحلم
_ لانه يذكرني باوقات حزني ، كنت اودع الشمس كل يوم من نافذتي وانا اتمنى ان تاخذ معها احزاني وتهبني فجرا جديدا عندما تشرق
ودعتها دوما وانا طفله متألمه بمنزل خالتي
ودعتها وانا مراهقه خائفه بمدرستي الداخليه
ودعتها وانا شابه وحيده بمقتبل العمر
ودعتها وانا زوجة مكسورة حبيسه قفصي الذهبي
واخيرا
ودعتها وانا أم ثكلى منتحبه على قبر ابني
ثم فتحت عينيها ونظرت له وهي تكمل : أترى بعد هذا بان الغروب عندي يحمل اسما غير الحزين؟
تالم امجد وهو يستمع لكلماتها والتي لامست شغاف قلبه وتمنى لحظتها بان يمسك يدها ويضمها إلى صدره
_ ياسمين ، سيأتي اليوم الذي ستنتهي فيه تلك الوداعات الحزينه ، وتستقبلين فيه فجرك الجديد
تنهدت ياسمين : اتمنى ذلك
ثم سألته : هل بقي الكثير حتى نصل؟
اجابها امجد : لا ، قاربنا على الوصول
اجابته : خائفه
_ من الطبيعي ان تحسي ببعض الخوف ، لكنك ستتغلبين عليه ، انا واثق من ذلك
قاطعته : كيف ساقابل فاتنه ؟ كيف ساتعامل معها ؟
كيف سانظر باعين الجميع؟
اجابها امجد بحزم : بقوة وثقه
ثم اكمل : ياسمين انتي لم تخطئي فلا تعاملي نفسك على انك مذنبه ، وبالنسبه لموضوع فاتنه فلا تقلقي سيكون لي معها حديث لن تضايق بعده احدا
وبالمناسبه نسيت ان اخبرك بان هناك عضوان اخران قد انضما لنا
فتاة وخطيبها
وهما الان بالفيلا
لم تتكلم ياسمين ، نظر لها امجد وجدها تفرك يدها بحركه عصبيه دلت على زياده توترها
قال لها : ياسمين ، ما اجمل شئ او حدث مر عليك بحياتك؟
توقفت عن فرك يديها ، فكرت قليلا ثم سألته : وانا طفله ؟
اجابها وهو يحاول صرف تفكيرها عن أي شئ يقلقها بالوقت الحالي: حسنا وانتي طفله
اجابته وهي تبتسم ابتسامه حالمه: قبل ان يتوفى والداي كانت حياتي كلها حدثا مفرحا
ثم التفت له بحماس وهي تقول له : هل اخبرتك عن مشمش قبلا؟
رد بتسأل: مشمش ؟؟
ضحكت وهي تقول : قطتي
ضحك وهو يقول : قطتك كان اسمها مشمش؟
لكنه لم يرد ان يقول لها انها ذكرتها قبلا اثناء حديثها عن زوج خالتها حتى لا ينغص عليها
بينما اكملت ياسمين وهي تقول بمرح : كانت تكره الاستحمام
اتذكر انها كانت تهرب من بين يدي والصابون يغطيها ، كان منظرها مضحكا وهي تركض بأرجاء المنزل
ثم سكتت فجأة وتلاشى مرحها وهي تتذكر كيف اجبرت على تركها عندما ابعدتها خالتها إلى مدرسه داخليه تمنع وجود الحيوانات الاليفه
لاحظ أمجد سكوتها المفأجئ ، التفت لها بقلق
نظرت له وهي تقول بإحباط : لماذ ترتبط كل الاحداث السعيده بحياتي بنهايات حزينه؟؟ يجعل من تذكرها امرا عسيراوقاسيا على نفسي
لماذا ؟
ما ان اكملت كلماتها حتى لاحظت انهما اصبحا امام باب الفيلا الخارجي
اوقف امجد السيارة ثم نظر لها بحنان : سأجيب على سؤالك ولكن ليس الان ، هل انتي جاهزة للدخول
ارتجفت بمقعدها وقد عاودها توترها
خرج امجد من السيارة ودار حولها ثم فتح لها الباب وهو يساعدها على النزول ، وقبل ان يدخلا همس لها : انا بجانبك فلا تخشي شيئا
كانت لكلمته مفعول السحر بنفسها ، احست بانها تستمد قوتها من وجوده
هزت رأسها له بنعم ، ثم فتح امجد الباب الخارجي ودخلا
........
|