لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-11, 06:56 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218526
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: دلوعة فلسطينيه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دلوعة فلسطينيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دلوعة فلسطينيه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اسفة يا بنات لاني اتأخرت عليكم
بس انا مضغوطة هاليومين ف استحملوني شوي
وشكرا الكم

 
 

 

عرض البوم صور دلوعة فلسطينيه   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:00 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218526
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: دلوعة فلسطينيه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دلوعة فلسطينيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دلوعة فلسطينيه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث


بعد أن فضى فترة ليست بالقليلة في جناح أحد المتخصصين في الاسلحة القديمة عاد جيلبير جالان إلى جناح باردو حتى يتأكد من أن صديقه تمكن من اصطحاب الفتاة بعيدا عن زوجة أبيها الثرثارة كانت هذه الاخيرة تتبادل حديثا مع ثلاثة رجال على ما يبدو أن أحدهم من أصدقائها عندما اقترب منهم استقبلته اورورا بكل مظاهر الترحاب واللطف وانطلقت في الحال إلى حديث حديد وطلاقة اللسان التي تتتمتع بها جعلت الممثل الشهير يتساءل متى تجد هذه السيدة الوقت للتنفس
ولما أبدى قلقه لغياب الشابين أشارت له الكونتيسة إلى المشرب وعندما رأت المجموعة أنه يعتزم التوجه إلى الشابين تبعته جلسوا جميعا حول المائدة وبإشارة من مارك أحضر النادل الشراب مرة أخرى أعلنت اورورا أنها لا تفهم حقا سبب حياتها بعيدا عن باريس
- لكن يا سيدتي العزيزة لماذا لا تسكنين باريس ؟
قال مارك هذا وهو يغمز بعينه إلى ستيفاني التي ألقت إليه ابتسامة خاطفة
- إنك على حق يا عزيزي هل يعجبك هذا العرض يا ستيفاني ؟ غاية ما في الامر يلزمنا مسكن
لأن حياة الفنادق مملة كلها عادية !
سألها جالان
- في أي فندق نزلتما ؟
- في جورج الخامس حيث حجزنا جناحا
أردف الممثل الكوميدي ساخرا
- من البديهي أن جناحا في جورج الخامس يعتبر شيئا عاديا
شعرت ستيفاني بالحرج مما تبديه زوجة أبيها من مبالغة وبالتالي ندمت على لقائها مع مارك على انفراد إنها المرة الاولى في حياتها التي تضع فيها ثقتها بشاب كما انها شعرت بالطمانينة عندما ضغط على يدها برفق وأثناء ما كانت الفتاة غارقة في أفكارها لم تشعر بوصول مخلوقة جذابة انتفضت عندما سمعت صوتا ذا نبرة معسولة يقول
- هأنت هنا يا مارك يا عزيزي ! كنت متوقعة وجودك هنا ... لماذا لم تنتظرني ؟
إذا بمارك ينهض بسرعة كادت تسقط مقعده مما تسبب في أن جميع الانظار صوبت نحوها نحو هذه الفتاة ذاب الشعر الذهبي والقوام الرشيق التي أمسكت بذراع الشاب وواصلت
- عندما اتصلت هاتفيا بمنزلك أخبرتني أنا بأنك خرجت منذ فترة قليلة وهذا بالرغم من أني أخطرتك بال تلكس أني قد أصل من نيويورك اليوم !
ولما لم يجبها بفرست فيه دهشة وأخذت تضحك بلطف قائلة لكي بداعبه
- أرجوك ألا تبدي مثل هذه البراهين لإثبات سرورك عندما تلتقي بي ! ليس امام اصدقائك ! كان من الافضل ان تقدمهم لي وان تعطيني مقعدك
ثم توجهت إلى جيلبير الذي نهض فور وصولها وأبدت له إشارة وديه قالت
- اه ! إنك هنا ؟ صباح الخير هل تعلم ان فيلمك الاخير أساء إلى الولايات المتحدة ؟ أين زوجتك ؟
- إنها في المنزل ... إنها متعبة بعض الشيء اتصلي بها لأن ذلك يرضيها إنها تحبك كثيرا لكن على ما يبدو أنك تتمتعين بصحة جيدة ! هذا بالاضافة إلى انك تزدادين جمالا أكثر فأكثر إنك فعلا بهجة للنظر تفيضين حيوية
هكذا حدثها الممثل الكوميدي ضاحكا مما زاد من عمق النقرة التي بذقنه استنار وجه السيدة بابتسامة مشرقة ثم جلست بجوار ستيفاني التي شعرت بالحيرة فجأة لم تجرؤ الان أن ترفع عينيها نحو مارك الذي بعد أن طلب لها مقعدا وكأسا يقوم الان بعملية التقديم كورين مير كادييه تقرب من الثلاثين من عمرها وهي ابنة جراح شهير متخصص في جراحة التجميل وهي مدللة كان والدها يحبها لأنها وحيدته ويلبي كل رغباتها وأهوائها ويزيد بسخاء حسابها في البنك كانت قد التحقت بمدرسة الفنون الجميلة وعندما فاتها الامتحان تزوجت في هذه الفترة من شاب رسام وسرعان ما تخلت عن كل شيء لكي تلتحق بمدرسة اللوفر التي تركتها لمتابعة دراسة غير معروفة للمحيطين بها لكن منذ عامين بقريبا اكتشفت ميلا للاشياء القديمة فأسرع والدها حينئذ بإهدائها محلا في فيلاج سويس وهو حي الاشياء الاثرية الشهير الذي يقع بالقرب من برج إيفل وهي شخصية صبور وذات كفاءة واختصاص في هذه المهنة بعد ذلك اتجهت إلى افاق أخرى
وكان من المستحيل أن يؤخذ عليها مأخذا عن أي شيء كان إذ إن سحرها كان يؤثر في الجميع ومنذ شهر أعجبت بالشاب الجميل مارك دي موجاندر الذي يجب الاعتراف بذلك وقع هو أيضا في هوى وسحر هذه الشابة الساحرة
والان ها هي الكونتيسة تعجز عن التحدث لأن كورين كان لديها أمور كثيرة ترغب في سردها أما بالنسبة لمارك بعد أن سحب مقعده بيها وبين جالان فكان يبدي سرورا عميقا في الاستماع إليها وهي تسرد بعض الاداث والنكات اللاذعة عن إقامتها الحديثة في نيويورك
كما أن ستيفاني بالرغم مما كانت تعانية من حيرة وضيق ينقبض لهما قلبها كانت ايضا غير قادرة على الامتناع عن الاعجاب بشخصية ابنة الاستاذ مير كاديية اللامعة
- اه كورين ! إني سعيد بلقائك لقد حاولت عبثا الاتصال بك هاتفيا في هذه الايام الاخيرة لأني عندي خير سار أزفه إليك
اتجهت كل الانظار إلى هذا الشاب الذي أتى ووقف بالقرب من السيدة وهو شاب فارع نحيف يربدي بدلة اخر صيحة ذو نظرة حادة تتعارض مع ما له من مظهر متراخ أطلقت صرخه سرور نهضت بسرعة ثم تعانق الصديقان بعد ذلك قامت كورين بتقديم الوافد الجديد
- الاستاذ جيرار ديرييه المحامي الخاص بي
بعد أن قدم هذا الاخير التحية للمجلس جلس بجوارها وبذلك فصلها عن جالان
- سبق لي يا صديقتي العزيزة أن أخبرتك بأن لي زبونا يمتلك شقة في حي هولس وأنه جار ترميمها وتطويرها لقد زرته ووجدتها مناسبة لما ترغبين في العثور عليه
- اه شكرا يا جيرار إنك حبوب ! سأهتم بهذا الامر منذ الغد أكرر لك شكري !
وكانت الكونتيسة في هذه الاثناء قد انتصبت
- هل تعرف أماكن شقق خالية يا أستاذ؟
ابتسم المحامي قائلا
- لا يا سيدتي لقد سمعت التحدث عن هذه بمحض الصدفة
عادت اورورا من جديد إلى قصتها وهي رغبتها في العثور على مسكن لكي تستقر في باريس وكانت في هذه المرة توجه كلامها إلى كورين والمحامي فما كان من السيدة الشابة إلا أن صاحت
- ولو أنني تركت مسكني الحالي وهو في حي تروكاديرو فقد يناسبك به حجرة معيشة وثلاث حجرات ملحق بإحداها صالون وأتيلية للرسم مع مدخل منفصل عن الشفة وهو بالطابق الارضي من عمارة صغيرة كما أنه يطل على حديقة داخلية ذاب سحر رومانسي إنه أحد القصر القديمة التي ترجع إلى القرن الماضي ولقد تم تحويله بفن رائع
في الحال أردفت اورورا معلقة
-كم أعشق هذه الاماكن التي بطل استعمالها
أما ستيفاني فكانت تترك المجال لخيالها أثناء ما كانت تستمع بأذن شاردة غلى كورين وهي توضح أنها لم تعد قادرة على السكن بعيدا عن حي هولس لأنها ترغب في الصعود إلى مستوى مباهج حياة العاصمة وأن هذا الحي وحده هو وال ماريه كفيلان بذهنها الذي لا يكف عن الحياة في الماضي ...
وكان مارك يلقي بنظراب إلى جيلبير ويبتسمان
أما ستيفاني فها هي الان ترى ذاتها في الاتيلية تعد فيه معملا وتشتغل في التصوير ثم عادت غلى الارض أي أفاقت عندما سمعت مارك يتحدث عن مصنع بوتريكو
- لقد وقعت منذ فترة قليلة عقد بيع الاراضي ولقد تم الحصول على تصريج مشروع البناء من قبل هيئة الاشغال لقد تم إعداد كل شيء ولا يبقى إلا البدء في التنفيذ لأني أرغب أيضا في إنشاء مصنع حديث مع مساكن مناسبة لليد العاملة في إطار حياة ممتعة للجميع
- رائع !
هكذا تعجبت كورين
- وأتوقع أنك سوف تقيمين في الايام القادمة إحدى سهراتك الجميلة التي تحتفظين بسرها ؟
- ولم لا ؟ لقد أعطيتني فكرة قريبا استقبال كبير تكريما لافتتاح مشروع موجاندر الجديد
هكذا أعلنت ضاحكة
لاحظت ستيفاني أنه يسند ذراعه على ظهر المقعد الذي تجلس عليه السيدة الشابة كما انها كانت تهز راسها بلا توقف كان راسها يحف بوجه مارك لكنه كان لا يتراجع حينئذ حدثت نفسها بأنها لا بد أنها كانت تحلم عندما تخيلت انه متاثر مثلها أثناء سيرهما معا قبل ذلك بقليل إنه ببساطة رجل ودود ومن البديهي انه وجدها ظريفة وكان عندما راها تنصرف بمفردها قد عرض عليها ان يرافقها وقد كان هو ايضا وحيدا في هذه اللحظة
كان ميلهما وولعهما بالاشياء المتعلقة بالماضي قد قارباهما من بعض لحظة تماما كما اجتمع الاصدقا حول هذه المائدة في شيء من التجانس لقد جال ذهني الرومانس على خريطة تاندر هكذا فكرت وهي تسخر من نفسها في شيء من المرارة إذ إنها من فرط تفكيرها فيه منذ لقائهما عند هنري باردو كونت لذاتها فصة جميلة ....ختم مارك الحديث قائلا
- إني أدعوكم قريبا عندي !
صاح احدهم
- سنتوجه بكل سرور
ثم متوجها إلى اورورا قال
- سيدتي العزيزة سوف ارسل لك دعوة وأتعشم أن تتكرمي بالرد عليها وكذلك ستيفاني
هكذا أضاف وهو يلتفت نحوها
وإذا بشعاع رضا يلمع في عيني الكونتيسة لقد توطدت علاقات ودية بينهما وبين موجاندر وأصدقائه ومن يدري ربما تتحقق الفكرة الخاطفة التي أتت إلى ذهن هذه السيدة إثر لقائها بالشاب رجل الاعمال الصناعية كثيرا ما تكون المصادفة خلف أمور كثيرة كانت ستيفاني بمثابة طعم له ثم تسبب وصول كورين غير المتوقع في إفساد كل خططها غير أنها لم تتم كل الاعيبها هذا المتوقع في إفساد كل خططها غير أنها لم تتم كل الاعيبها هذا بالاضافة الى أن لها العديد من المشاريع على اي حال كان من عادتها الاتتعجل ابدا كانت تجيد الانتظار لان الثمرة لا تسقط من شجرتها الا عندما تنضج وهذا الشخص لم يكن حتى الان إلا في حالة مجرد فكرة ....
وكانت نهاية الحفل ونهض الجميع من أمام المائدة بينما كانت اورورا تجيب على مارك بتلك المودة التي لها في الحديث والحركات وهي من مميزات شخصيتها
- إن تفكيرك فينا يعتبر لمحة طيبة سوف يأتي اليوم عن قريب الذي سوف تتناول فيه طعاما عندنا احتفالا بالمنزل الجديد
عندما سمعت كورين هذه الكلمات اقتربت منها وتعاهدت السيدتان على اللقاء لمشاهدة مسكن تروكاديرو وهما متجهتان نحو باب الخروج عرض عليها الاستاذ ديرييه سيارته غير ان اورورا اعلنت اها استراحت بما فيه الكفاية حتى تتمكن من الوصول إلى ال شانزليزيه بل إلى فندق جورج الخامس سيرا على الاقدام ثم دون ان تفكر في اخذ رأي ستيفاني قالت مع تنغيم نبراتها
- إني أعشق المشي في باريس في الليل
ورفضت كورين عرض ديرييه كانت تفضل العودة مع مارك وامام ما بدا على الشاب من ضيق اتى جيلبير جالان إلى نجدته التفتت السيدة إلى الرجلين وأطالت النظر إلى وجه مارك الذي تظاهر بأنه لا يفهم السؤال الذي يمكن قراءته في عيني صديقته الجميلتين ثم مقتربا من ابنة وزج الكونيسة أمسك بيها وضمها طويلا وهو يتمتم
- أشكرك لأنك سمحت لي بأن ارافقك في المعرض وأن أكون لك مرشدا كما أني أشكرك ايضا على ثقتك بي حتى إنك صارحتني بالكثير من أمورك إلى لقاء قريب ستيفاني اعملي في التصوير في باريس
عجزت الفاة عن الرد لأنها شعرت بانقباض في حلقها إذ شعرت بالسعادة تغمرها حينئذ ألقت كورين نظرة سريعة نحوهما وتوقفت عن الكلام إذ كانت لا تزال تتحدث مع جالان التفتت فجأة نحو الممثل الكوميدي غير أنه كان يميل برأسه لكي يشعل سيجاره وأورورا بالرغم ن انها كنت منهمكه في تبادل الحديث الان مع المحامي لم يفتها شيء من الحديث الخاطف الذي دار بين الشابين ثم انصرفت السيدتان في اتجاه الشارع الشهير بدا الاحساس ببرودة الليل فعملت الكونتيسة على ضم الفراء حول عنقها مع استمرارها في مواصلة الكلام لكن هل من فائدة من ذلك ؟
ولما كانت الفتاة معتادة هذه الثرثرة لم تستمع إليها وتقدمت بخطى سريعة بجوارها
- أترغبين يا ستيفاني في التوقف عند فوكيتس لتناول مشروب ساخن قبل العودة إلى الفندق ؟
أمام صمت الفتاة التي بدت وكأنها لم تسمع شيئا كررت الكونتيسة سؤالها
أخيرا اجابت الفتاة
- لا لا اشعر بالرغبة في ذلك لاني متعبة
غير ان الفتاة كانت تشعر في الواقع برغبة في التواجد بمفردها في حجرتها لكي تستعيد في ذاكرتها التفاصيل لكل جملة لكل حركة لكل عبارة من مارك لها كانت في حاجة إلى تنظيم أفكارها وذكرياتها وإذ بها تطيل النظر إلى ثنائي يسير أمامها الشاب وهو دو قوام فارع نحيف يمسك بذراع الفاة ويضمها إليه وكانا يتبادلان النظرات من حين الى اخر اثناء ما كانا يسرعان الخطى كان لهذا المجهول طريقة حانية وحالمة بان يميل براسه على رفيقته رات ستيفاني وجهه والابتسامة التي تضيئه اغلقت عينيها لبضع ثوان وقد لحق بها تأثر عجيب ولم اتجه الثنائي في جهة اخرى حاولت ان تلمحهما للمرة الاخيرة وفي هذه اللحظة فقط فهمت انها وقعت في حب مارك دي موجااندر طاب مساؤك يا سيدتي هكذا قال الموظف في الاستقبال وهو يمد لها يده بمفتاح مسكنها إن احدهم يرغب في مقابلتك لقد طلب حجرة وبعد ان استقر فيها نزل الى المشرب حيث ينتظرك
ثم الفى نظرة الى مفكرة على مكتبه وقال
- إنه يدعى السيد رينالدي
اطلقت اورورا صرخة تعبر عن السرور والدهشة في ان واحد واسرعت الى المشرب تتبعها ستيفاني
كان فيتوريو رينالدي جالسا يقرأ جريدته وامامه كاس يشرب ما بها ملقيا من حين الى اخر نظرات قلق نحو الباب كان هذا الشاب متوسط القامة جميلا ومن الممكن ان يكون ذا سحر لما له من بريق في عينيه كشاب ايطالي وعلة ما يبدو أنه لا يتجاوز سبعة وعشرين عاما وكان يرتدي بدلة بيج مع قميص حريري ذي خطوط رفيعة بلون بيج ايضا ولون سماوي اما حذاؤة فكان لامعا مثل المراءة
صاحت اورورا وهي تحتضنه بقوة
- كم انا سعيدة يا عزيزي .... لم اتوقع لقاءك بهذه السرعة !
فما كان منه إلا ان دفعها بشدة بعد ان طبع قبلة على وجنتها اردف في لهجة باردة
- لقد تلقيت الشيك الذي ارسلته لي في وقت مناسب لكي اتجنب إقامة اطول في سيدني شكرا
ثم التفت الى ستيفاني تفرس فيها قبل ان يتوجه إليها بشيء من الوداعة
- لم ألتق بك منذ فترة طويلة إنك تزدادين جمالا أكثر فأكثر !
ثم أضاف بلهجة ساخرة
- ما زلت بلا رجل في حياتك ؟! وضحك بعد ذلك في سخرية أمام نظرة الفاتة التي بدا فيها الحرج وقد علت الحمرة وجهها وكالمعتاد تضايقت لوجود فيتوريو ولم تتوصل حتى الان إلى تفسير مشاعرها نحو الاخر الاصغر ل اورورا وبالرغم من معرفتها جيدا لما عليه زوجة ابيها من تجاوز في حدودها كانت تجدها عاطفية نحو فيتوريو شعرت فجاة بالضيق لوجود هذا الشاب الذي حكمت بأنه غير مناسب وفي غير محلة لا شك في أنه سوف يقطن عند أخته إذا استأجرت شقة تروكاديرو ولن تغفل عن تقديمه إلى اصدقائهما الجددكما انها قد تفرضه على سهراتها وفي كل مكان كما كانت تفعل في فينيسيا فكرت ستيفاني في ان مارك واصدقاءة ليسوا من النوع الذي يقدر او يسعى الى صحبة فيتوريو تطلعت إليهما مرة اخرى وهما جالسان الان الواحد بجوار الاخر وكم دهشت لوجه التشابه بينهما
ثم بعد ان تمتمت (( مساء الخير وإلى الغد )) صعدت الى حجرتها وهي قلقة

 
 

 

عرض البوم صور دلوعة فلسطينيه   رد مع اقتباس
قديم 25-04-11, 07:03 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218526
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: دلوعة فلسطينيه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دلوعة فلسطينيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دلوعة فلسطينيه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصـــل الرابـــع

كانت حركة نقل اثاث كورين كسائر كل ما كانت تشرع فيه قد تمت في خشونة من جانبها
إذ إنا في صباح اليوم مالتالي لل بينالي لم تخمد الا عندما اصطحبها ديرييه منذ الصباح الباكر الى مالك شقة ال هولس وكان هذا الشخص على استعداد للزيارة كادت كورين تطير فرحا عندا رأت المسكن وأيقنت أن وجهة نظر ديرييه كانت صائبة عندما اكد لها انه- اي المسكن- مناسب لذوقها تماما إذ كان وهو يقع في قلب حي هولس بالقرب من نافورة لي إينوسان يجمع بين سحر الماضي ورفاهية واستقرار العصر الحديث تمت الاجراءات بسرعة ثم تركها الاستاذ ديرييه اما مدخل منزل بايي للنقل من كل الانواع حيث اسرعت الى المكاتب وهي تعتزم الحصول على سيارة نقل في اليوم ذابه عملت موظفة الاستقبال على تهدئتها في لطف واتفقتا على موعد مناسب للقيام بهذه المهمة بنظام ولما كانت كورين مريضة بداء عدم الصبر عادت إلى منزلها وبدأت تحزم أمتعتها مما جعلها تقلب المنزل راسا على عقب في اسرع وقت ومن خلال هذه الحركة في الفترة ما بين تفريغ ما بدرجين في حقيبتين اتصلت ب مارك هاتفيا وكان وقتئذ في مكتبه لكي تزف له الخبر
ذكرها هذا الاخير بانها كانت قد وعدت الكونتيسة بأنها سوف تترك لها المسكن الذي تشغله حاليا
- يا إلهي حقا ! كنت قد غفلت تماما ! حمدا لله أنك تتمتع بذاكرة أقوى من ذاكرتي يا عزيزي لأني كنت سأرتكب خطأ لا يصحح إلى اللقاء يا عزيزي
ثم أخفضت السماعة دون أن تنتظر أكثر من ذلك وقف مارك حائرا ينظر إلى الة التليفون وكأنه يراها للمرة الاولى في حياته أشعل سيحارة والقى بنفسه على مقعد ذي مساند وأغلق عينيه إلى النصف واستغرق في التفكير سمع صوتا يهمس له في الاذن لو كانت اورورا تستقر في باريس او في روما فسأتمكن اخيرا من ممارسة مهنتي كم كنت اسعد لذلك وإذا بعينين زرقاوين تنظران إليه معبرتين عن الامل
أطفأ مارك سيجارته وضغط على زر الانترفون الموضوع أمامه
- اسمحي يا ايسة بالحضور عندي ومعك مفكرة الاختزال من فضلك أحضري أيضا الملفات الاخير الخاصة ب بورتريكو ..
ثم تجمد فجأة وجهه النحيف وكأنه ندم في داخله مالذي يحدث لي ؟هكذا تساءل هل سأصبح عاطفيا ؟ لا شك في أني قد شخت .
الان ستيفاني في حجرتها بمفردها ترتب وثائق تصويرية لم تكف الفتاة منذ الليلة المائية عن التفكير في مارك ووصول كورين هذه الكورين من هي بالضبط بالنسبة ل مارك ؟ فهي تبدو مقربة منه لكن ربما كان ما يربطهما لا يتعدى شعورا بالزمالة ؟ وكانت ستيفاني تعلم تماما وهي تحدث ذاتها بذلك أنها تكذب على نفسها ولما سمعت رنين التليفون ورفعت السماعة تعرفت صوت تلك التي طالما عذبتها
- صباح الخير أرغب في التحدث إلى الكونتيسة ماركتيني
- إنها غير موجودة ولن تعود قبل ساعتين انا ستيفاني ابنة زوجها
أبدت كورين ابتهاجها لسماعها هذا وعرضت عليها ان تلحق بها في تروكاديرو ولا شك في ان زوجة ابيها ستاتي للقائهما وبذلك يكون في إمكانها معرفة أين ستكون إقامتهما الجديدة ولما شعرت بأن ستيفاني مترددة ألحت حتى إن الفتاة قبلت بعد أن اقتنعت ببراهينها
بعد زيارتها للحجرات التي بدت خالية وقفت ستيفاني تتأمل الصالة الكبرى التي سوف تكون اتيليه ها هي ترى ذاتها فيها مسبقا التفتت الى كورين مبتسمة
- أتعشم ان اورورا ستوافق عني شخصيا لو كنت مكانها لوافقت فورا !
- أخبريها برأيك إنك لست فتاة صغيرة بعد ! هل أنت خجولة ؟
هكذا سألتها كورين وهي تتفحصها
- لا غاية ما في الامر لم تكن لي كثيرا الغرصة قبل الان للتعبير عن رأيي ولا عن رغباتي ! لأنه لو عملت لم يسبق لي أن سئلت عن ذلك قط إن القرار ل اورورا دائما نتوجه إلى هناك نرحل لأجل ....ثم نعود....إلى .... كانت تتصرف كما يحلو لها عندما كنت في سويسرا لدراسة فن التصوير بعد خروجي من المدرسة الداخلية ... لكن منذ عودتي إلى فينيسيا فهي المسؤولة الوحيدة عن كل الشؤون المادية وبما أنها بطبيعتها لا تميل إلى الوحدة فهي لا تستطيع التخلي عني ! لقد تركها أخوها منذ أن غادر المنزل من أجل أعماله كما تعلمين
ثم عضت الفتاة على شفتها لماذا تحدثت عن فيتوريو ؟ وإذ ندمت على كلامها هذا اتجهت في صمت إلى الصالون
رفعت كورين الملابس الموجودة على أريكة ضخمة وجلست عليها في ارتياح في انتظار الكونتيسة التي اتصلت هاتفيا منذ قليل معلنة وصولها بعد لحظات
فجأة سألت السيدة ستيفاني
- هل تعرفين مارك منذ فترة طويلة ؟
اتفضت الفتاة لأنها فوجئت بهذا السؤال غير أنها أجابت في بساطة
- لا لقد قابلته للمرة الاولى عنند بائع بوحات قبل الاحتفال ببضعة أيام وهو صديق قديم للمرحوم والدي
بدت الطمأنينة على كورين وإن كانت قد دهشت قالت
- كنت أظنكما على صلة قديمة أقوى من ذلك لكنكما على ما يبدو كنتما أكثر اتصالا ليلة أمس إنه شاب خطير رائع جذاب أليس كذلك ؟ عندما أتواجد في إحدى السهرات أجد متعة في مشاهدة التفاف الفتيات حوله مثل الفراشات حول النور دون أن يفكرن في أنهن معرضات لأن تحرق أجنحتهن الجميلة فيها ! من جانبهن أراهن يلقين إلي بنظرات الغيرة ......
وها هي كورين بدورها تندم هي أيضا على النطق بهذه الكلمات لماذا تكلمت هكذا مثل ببغاء الصالون مع هذه الفتاة الصغيرة لأنها فعلا ليست سوى فتاة صغيرة هكذا حدثت نفسها تبدو وديعة غير مؤذية وغير كفيلة بالقيام بالثرثرة مع السيدات الاخريات بل بالعكس لقد لمست فيها الجانب الطبيعي والصادق الذي يدفع إلى التعلق بها ثم هزت شعرها الكثيف الاحمر وطردت من ذهنها تلك الفكرة التي أتت إليه بأنها قد تكون غيورا ... غيورا ؟ هي ؟ مستحيل ! لا !
أشعلت ستيفاني سيجارة في هذه الاثناء لكي تتمالك نفسها إذ كانت كلمات كورين أشبه بأشوالك صغيرة غرست في قلبها فكانت تبحث يائسة عن رد مقنع غير أن دخول اورورا أنقذه في الوقت المناسب
وتمت الامور بسرعة وقعت الكونتيسة في نفس اليوم عقد الايجار وبعد يومين أخلت كورين الشقة وذلك بنقل أثاثها
كانت ستيفاني ومعها فيتوريو يتناولان العشاء في رفقة اورورا في مطعم الفندق وإذا بهذه الاخيرة تخرج من حقيبتها ورقة عليها مذكرات التفتت الى اخيها وفي عينيها شعاع الحنان الفائض الذي تكنه له دائما
- سأكلفك يا عزيزي بمهمة لثقتي بك ها هي قائمة الاثاث واللوحات التي أرغب في جلبها من فينسيا وأنت يا ستيفاني يجب أن أسألك عن رأيك لأن بعضها يخصك
ابسمت لها الفتاة
- تصرفي كما يحلو لك يا اورورا سيكون كل شيء على ما يراخ
وأنا واثقة بذلك بالنسبة لي ليس أكثر من تواجدي في باريس وان يكون لي فيها اتيليه هذا كاف جدا لإسعادي
انتفخت الكونتيسة .... ثم قالت
- ليس لي نية إحضار كل اللوحات البعض فقط مقابل ذلك أجد أني متمسكة حتما بالحصول على لوحة دافنشي
مكث فيتوريو لحظة جامدا والشوكة التي بيده معلقة في الهواء وإذا بشعاع غريب يلمع في عينيه وهو يثبت النظر على أخته التي واصلت
- إنك تعلم مكانه يا أخي الصغير.... أليس كذلك ؟ سأعطيك الاوراق اللازمة له واهتم بالتأمين والجمرك اعمل خاصة على العثور على شركة نقل ذات عربات مصغحة ومحمالين متميزين
أجابها وقد عاودته شهيته
- مفهوم
- أما أنت فلك فكرة في رأسك أفي إمكاني معرفتها ؟
مالت اورورا على أخيها وتمتمت
- لا أستطيع منحك معلومة محددة إني في الانتظار ... لقد فكرت فقط في أنه قد يكون في إمكاني بيع لوحة دافنشي إلى من ؟ هذا سوف يكون سؤالك لي مازال سرا إذا نطقت بأحد الاسماء قد أتعرض لجلب الحظ السيء وكما تعلم أني موسوسة
هز الشاب كتفيه وهما الان جالسان في حجرة اورورا
- إذا نجحت في هذه المهمة فسيأتي ذلك بمبلغ كبير لكن وجب أن تتركك اوربا لفترة معينة ولكن أين نتوجه ؟ هذا ما أتساءل عنه ! لم يبق لي بعد إلا اليابان باعتبارها بدا امنا هادئا وكذلك كندا كم لاقت أعمال الاخيرة من فشل في أمريكا الجنوبية ولحقت بي ضيقات عديدة في سيدني فمن المحال التفكير في استراليا لقد أصبح الان هواة الفن متشكيين وأنت تعلمين ذلك فمنذ أن كشفت الصاحفة عن حياة أحد البارونات ..... دون وضع في الاعتبار قضية بائع اللوحات اليوناني ! إذ يكفي الان وضع اللوحة أمامهم حتى يميزوا في الحال إذا كانت مزيفة او مسروقة وبذلك يصبح أمرا مستحيلا حقا ! هذا بالاضافة إلى وهو ما يزيد من تعقيد الامور أن مكاتب شؤون ال A.P.P.A.P؟ ماذا تعني ؟
أجابها فيتوريو في إيجاز
- إنها حركة حماية التراث الفني الخاص
ثم عاد إلى صمته الغاضب والتأمل في أظافره الملية بالمانيكير بعناية وبعد فترة صمت دامت طويلا استطردت أخته
- من جانب اخر يجب أن أحيطك علما بحالتنا المالية لقد أرسلت لك في الفترة الاخيرة مبلغا كبيرا أرجوك لا تلقي إلي هذه النظرات الشريرة ! أنا لا ألومك في شيء أو أؤنبك على شيء وأنت تعلم ذلك جيدا لكن حتى أحصل على هذا المبلغ اضطررت إلى بيع تعض الاثاث وأشياء أخرى من بينها أشياء كانت تمتلكها ستيفاني والان كيف سنواجه أسلوب الحياة الباريسية دون أن أتخلى عن بعض الاملاك الخاصة بالاسرة وجزء من مجوهراتي ؟
نهض فيتوريو فجأة وقد تقلص وجهه من الضيق وقال في جفاف قبل أن يتجه نحو الباب
- طاب مساؤك إن أسرارك ثقيلة علي خاصة عندما يطول سردها
غير أنه - بالضبط قبل أن يعبر عتبة الباب - التفت مبديا لها ابتسامة دلال فما كان من اورورا التي كانت ممسكة بمسند مقعدها بعصبية إلا أنها شعرت بأنها تفيض حنانا بالنسبة له ثم رحل فيتوريو ل فينيسيا
استلمت الكونتيسة بطاقة دعوة للسهرة التي يعدها مارك بمناسبة إنشاء مصنعه الجديد وكان قد اتصل ب ستيفاني ليلة الاستقبال شعرت هذه الاخيرة بابتهاج عندما سمعت صوته عجزت عن الامتناع عن التفكير فيها بالرغم من الجهود التي بذلتها لكي تناء منذ ما صارحتها به كورين حكمت على نفسها بأنها ليست ذلت قيمة بالقياس لتلك الفتيات الخبيرات في فن العمل على أن يعجب البان بهن وأن مارك معتمد على ما له من صفات دون جوان مع ذلك كانت - بينما كان يحدثها - تقرب سماعة التليفون من أذنها حتى تستمتع بنبرات صوته العذبة الدافئة والمرحة
- أعتقد أنك استلمت دعوتي يا ستيفاني ستحضرين لا شك في ذلك وبخلاف ذلك سيخيب ظني
- سنحضر بالتأكيد شكرا على لطفك واهتمامك بهذا الاتصال الهاتفي
ولم تجرؤ على القول مارك وكتمت الضحك من شدة تأثرها ... أما هو فواصل
- لدي اقتراح أقدمه لك لقد كدت أطلب أحد المصورين لكن سرعان ما تذكرت في الحال أنها مهنتك وأنك بدأت مهمتك في باريس فهأنا إذن أتقدم إليك بصفتي أول زبون
وكان صوته مرحا وكأنه أحد الاصدقاء ارتجفت الفتاة من السعادة وغفلت في الحال عما كان لهذا الشاب منحيل كثيرا ما يلجأ إليها لكي تجيب في صراحة وبساطة وهي من صفاتها
- اه ! يا مارك شكرا إنك تمنحني سرورا عظيما ! سوف أعمل على إحضار كل الاتي وسأبذل كل جهدي لإرضاء زبوني الاول
قال ضاحكا
- أرجو ذلك جيدا من جانب اخر لقد أعلمتني كورين أنكما استأجرتما شقتها القديمة وأخيرا ها قد أصبح لك أتيليه ( محل )!
اه كورين .... ها هو يتكلم عنها أمر طبيعي
- نعم لقد بدأت إعداده وفي انتظار أثاثنا الذي سينقل من إيطاليا من أجل الحجرات الاخرى
- كل الامور تتخذ مسارا جيدا بذلك ستتمكنين من العمل كما يحلو لك وحسبما كنت تتمنين لقد تم التوفيق بطريقة رائعة في تلك الامسية إلى اللقاء يا ستيفاني إلى الغد !
أخفضت السماعة وقلبها مثقل نعم .... إن الامور تسير سيرا حسنا ....

 
 

 

عرض البوم صور دلوعة فلسطينيه   رد مع اقتباس
قديم 26-04-11, 07:17 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218526
المشاركات: 157
الجنس أنثى
معدل التقييم: دلوعة فلسطينيه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 91

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
دلوعة فلسطينيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دلوعة فلسطينيه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

[B]الفصــل الخامــس[B]

حفلات الاستقبال التي بمثل هذا النجاح نادرة إذ إن كل شيء فيها كان كاملا ذا ذوق رفيع ورائع كما ان اناقة المنزل تسحر الواقد إليه فور تخطيه عتبة المدخل الرخامي حيث يوجد السلم الذي يصعد محاطا بدرابزين من الحديد المشغول بإتقان وفن رفيع لكي يصل إلى بسطة أخيرة مزدانة بسلال مليئة بالزهور وتفتح عليها ابواب الصالون الكبير وكم كان استقبال مارك حارا لكل من يصل اعلى درجات السلم
كانوا قد دفعوا بالاثاث بجوار الحائط المغطى بورق حائط ذي لون يظهر لون خشب الاثاث الداكن كما كانت الستائر من نفس اللون والمائدة المستطيلة ذاب القوائم المنحوته بفن تقوم بدور البوفيه إذ كانت محملة بكل انواع الحلوى وزجاجات ــالشراب مع مكعبات الثلج وعلى الحائط خلف المائدة كان الديباج الرائع يجذب الانظار وكانت المقاعد وهي من عهد لويس الثالث عشر مصفوفة امام النوافذ العريضة المطلة على الحديقة وما كان يزيد من سحر هذا المكان فهي الموسيقى الهادئة التي تملأ الارجاء
وها هو بريق الفلاش الخاطف يضيء عتبة الصالون للحظة إنها ستيفاني التي التقطت صورة ل جيلبير وزوجته عند وصولهما التفت مارك في الحال وتقدم نحو أصدقائه حينئذ صاح جيلبير متجها نحو الفتاة التي تحمل على كتفها الة التصوير الالكترونية
- طاب مساؤك يا صاحبي هأنت عثرت على مصورة رائعة !
أردف مارك
- نعم ! كما أنها مخلصة ونشيطة لم تتوقف طوال ساعة ليتك تأتين الان يا ستيفاني لتناول مشروب
ثم أمسك مارك بذراعها وقادها نحو البوفيه وتبعهما جيلبير وليديا تناولت ستيفاني كأسها على جرعات صغيرة وهي تتطلع إلى الجموع المتلاحقة إلى الصالون المضاء بالثريات الهولندية الضخمة والتي كان ضوؤها يغرف أيضا اللوحات وقماش الفرش
ثلاثة جارسونات كانوا يمرون حاملين صواني عليها الاكواب واللحوم المختلفة وال بيتي فور عندما لمحت ستيفاني فريقا بدا لها شائقا تركت المائدة لكي تلتقط صورة وكان مارك يلاحقها بنظراته معجبا بدقة حركاتها وقوامها النحيف التي تظهرة سالوبيت من الحرير باللون الفيروزي كانت الفتاة قد فضلت هذا الهندام حتى لا تشعر بالضيق عند ارتدائها فستانا لللسهرة لأنه فعلا عملي وما كان يجعله قيما جودة القماش
عندما لمح اهتمام صديقه المتزايد بهذه الفتاة سأله مازحا
- أين إذن صديقتنا كورين ؟
- متأخرة ! إنك تعلم جيدا أنها لا تميل إلى مشاهدة أول فصل في المسرحية وأنهاتصل دائما في منتصف الفيلم إذا ذهبت إلى السينما وأنها عندما تحضر حفلة ما تظهر في اللحظة التي تطفأ الانوار .....هكذا أجابه مارك ضاحكا
عندما عادت ستيفاني نحوهما سمعت رد الشاب وأدركت حينئذ أنها غفلت تماما عن هذه السيدة من فرط إحساسها بالسعادة لتواجدها بالقرب منه
عندما كانت ستيفاني قد قدمت في بداية السهرة ومعها معداتها الخاصة بالتصوير أسرع مارك وكان يرتدي بدلة سموكينح من أشهر ملابس أزياء الرجال إلى لقائها وهو يهبط السلالم أربعا بأربع وكان لنبرة صوته المرحة الصادقة وهو يرحب بها أثرا قويا فيها
وكذلك عندما أطال الاحتفاظ بيدها في يده قبل معاونتها على التخلص من حقيبتها خفق قلبها لكن قريبا ستصل كورين وكذلك اورورا وهي أيضا دائما متأخرة
فجأة عمل صوت عال إلى حد ما على قطع ما كانت عليه الفتاة من حالة أحلام اليقظة
- رائع ! حقا إنه رائع ! ..... أين صاحب الدار لكي أهنئه على ذوقه الرفيع وأن أخيرة أيضا بأني أحسده على امتلاكه لمثل هذا المسكن و ..... اه لا ! لا داعي للصورة يا ستيفاني ! أرجوك لا تلتقطي لي صورة أرجوك !
ودخلت الكونتيسة ثم توقفت لحظة لكي تتخذ وضعا أكثر وضوحا لئلا تمتنع ابنة زوجها من الاستجابة إلى طلبها .... وهو ممع ذلك ما كانت تتمناه تقدم مارك وانحنى على اليد التي تقدمها له
جيلبير لفت نظر ليديا بضربة كوع خفية إلى الكونتيسة التي كان قد حدثها عنها والتي تتقدم حاليا نحوهما في فستان ضيق من الستان الاحمر الغامق وبدأت ثرثرتها المعتادة ....
ابتعدت ستيفاني استندت إلى الدرابزين وأخذت تراقب الاشخاص الذين ما زالوا يتواقدون على الحفل وإن كانوا قليلين ...
لكن كورين لم تظهر بعد عندما رأى مارك ستيفاني بمفردها أقبل إليها ولمس ذراعها بيده في حركة خجول وهذا بالاستناد إلى الدرابزين بجوارها
- هل أعجبك منزل ييا ستيفاني ؟
- نعم ... إنه منسجم معك
- إني سعيد لسماعك تخبرينني بذلك في الواقع إنه المكان الوحيد الذي أشعر فيه بالارتياح ومن البديهي يوجد هنا مصنعي لكن الوضع يختلف هل ترغبين في زيارة مكتبي ؟ إنه يعتبر معبدي ! لان فيه أتواجد وأقضي سهرتي بمفردي كما أني وضعت فيه شيئا ثمينا حدا يخصني
هكذا قال بنبرة عجيبة
ولجا في الدهليز حتى وصلا إلى باب يقع في النهاية فتحه وتراجع لكي يدعها تمر قد تكون الغرفة بسيطة ذات أثاث متقشف لكنها كانت تحتوي على جو من التالف يمنحها دفئا غير متوقع و بها نافذة ذات ستائر مغلقة حاليا لكن لا شك في أنها تطل على الحديقة واثنان من جدرانها كانا مخفيين خلف الارفف المحملة بالكتب والبيبلوهات ومن ضمن الاثاث كانت أريكة تبدو وكانها تدعو الى البطالة أو احد المولعين بالموسيقى إلى الراحة للاستماع إلى إحدى السيمفونيات
أضاء مارك النور ثم اردف وهو يقترب من لوحة لكي يضيء المصباح الموضوع أسفلها
- انظري
حينئذ صاحت ستيفاني
- اه إحدى لوحات فيليب دي شامبسينيه
وقفت صامته لحظة من شدة إعجابها بها ثم أعدت الة التصوير
سألته
- الفي إمكاني ....؟
- بالتأكيد
- صورة رائعة لا بد أن امتلاكك لها يمنحك سرورا بالغا
- لقد ورثتها عن جدي لكن ليس لك الحق في أن تحسديني عليها بقد علمت أن إحدى لوحات ليونارد دافنشي تعتبر فخر اللوحات في منزلكم في فينيسيا
- إنها ملك زوجة أبي في إمكانك أن تشاهدها لقد عملت اورورا على إحضارها إلى باريس مع الاثاث
وأثناء ما كنت تتكلم التقطت العديد من الصور لبعض اللوحات التي ترجع إلى القرن السابع عشر وهكذا واصلت التصوير إلى أن انتهت من تصوير كل اللوحات الموجودة بالحجرة وكان مارك ينر إليها وهي تصور جالسا أمام مكتبه
فجأة قالت بصوت منخفض
- لا تتحرك إنك تبدو شخصية ذات أهمية بحيث لا ينبغي ان اهمل القيام بالتقاط صورة لك .....
ولما انتهت من إصدار أوامر المصور (( بروفيل ايمن بروفيل ايسر وجه مائل قليلا الى الامام ابتسم !
- شكرا ! سيدي المدير العام ! هكذا خمنت في مرح
نهض وهو يضحك ولما لمح أنها أوقعت الحقيبة المحتوية على بكرات الافلام أسرع يجمعها لأنها كانت تتدحرج على الموكيت وقف كلاهما جامدا عندما تواجدا الواحد بالقرب من الاخر يطادان يلتصقان تتعضهما وكان لنظرات مارك بريق جعل قلب ستيفاني يخفق بشدة
حينئذ سمع صوت يقول بنبرة ساخرة
- الا أزعجكما ؟
- هأنت أخيرا !اعتقدت أن السهرة سوف تنتهي بدونك ! لكن لماذا تزعجينا يا كورين ؟
هكذا أردف ملتفتا نحو السيدة الواقفة في مدخل الباب ذات الشعر الاحمر الذي كان يبدو وكأنه يضيء على لون الفرش الاخضر الداكن
- إن كل هذه الالوان الخضراء تبرز شعرك بطريقة رائعة ! كم أنت جميلة هذا المساء
هكذا أضاف مبديا لها إحدى ابتساماته الساحرة
وكانت كورين في الواقع ترتدي لهذه المناسبة فستانا من الحرير الاخضر ذا ياقة عريضة مقلوبة وبلا أكمام ومفتوحا من الجانب فتحة مرتفعة اخذت ستيفاني تجمع معداتها تحركات بطيئة خشية إظهار نظرة قد تكون معتمة وكعادتها تمنت له كورين أمسية طبية ومصحوبة بابتسامة مشرقة وكأن وجود الفتاة يغمرها بالبهجة وواصلت
- مارك عزيزي أخبرك بأن الرقص بدأ يحل مكان الموسيقى التي كانت تشجي المدعوين منذ بداية السهرة لقد بدأ الازواج يتكونون هل ستصحبنا للرقص ستيفاني وأنا ؟
- بالتاكيد
هكذا أجابها ممسكا بذراع كل منهما لكي يقودهما إلى الصالون فكرت ستيفاني مرة اخرى في أنها أفرطت في الخيال ما الذي ظنت انها راته في العينين الخظراوين حتى تتأثر إلى هذا الحد ؟ ليس سوى سراب هكذا حدثت نفسها
أردف جيلبير عندما راهم يصلون
- إننا سننصرف يا مرك أخبرني ....أفي إمكانك الجيء معي إلى قاعة المبيعات ؟ إنه يوم الاسلحة الاثاث والمجوهرات عن ورثة فان ديرز
وعندما رأى أن مارك يفكر ألح !
- أعلم أن مصنعك يشغلك دائما لكن لمرة واحدة هذا يرضيني!
- كان بها مر لأخذي
- شكرا من جانب اخر يا ستيفاني سوف نسعد ليديا وأنا باستقبالكما في نهاية الاسبوع في منزلنا الريفي ستعجبون بالمنظر الريفي الرائع وإني لواثق بذلك وكذلك بالمزرعة التي أنشأناها سنقوم بركوب الخيل ولا تنسي أدواتك خاصة !!!
- هأنت لاحظت أن دعوته هادفة فهو يحلم بالحصول على صور لأملاكه الجديدة هكذا ختمت ليديا مبتسمة إننا معتمدون عليك الملابس اللازمة لذلك جينز بلوفر وبوت
قبلت الفتاة هذه الدعوة المفاجئة بلا تكلف
- سوف نمر لاصطحابكما في الساعة الثانية بالظبط إلى جورج الخامس مفهوم إنك يا كورين من المقربين إلينا أنا لا أتحدث عن مارك لأنه يعتبر من الاسرة ! أنهوا سهرتكم على ما يرام ... ثم كررت ليديا قبل ان تتوجه إلى السلم
- إلى اللقاء
وقفت ستيفاني ترنو الى هذا الثنائي الظريف وهو ينصرف وعندما التفتت كان مارك وكورين يرقصان
تعرفت على الاستاذ ديرييه المحامي الذي وجدته منحنيا امامها والذي لم ينتظر منها إجابة بل قادها إلى رقصة روك ورقصت أيضا عدة مرات مع مارك الذي كان بصفته رب البيت يرقص مع كل السيدات المتواجدات بالحفل وفي هذه الاثناء كانوا قد فتحوا صالونا ملحقا بالقاعة لاستقبال هواة ال بريدج كانت هناك اورورا في انتظار ابنة زوجها التي لحقت بها بعد الانتهاء من الرقصة الاخيرة مع الاستاذ ديرييه ثم انصرفتا بعد تقديم الشكر إلى مارك على دعوته المحبة
أردفت الكونتيسة وهي تطلق كعادتها ضحكتها الحنجرية المرحة
- أتعشم أن أراكما قريبا في شقتنا إن شقتنا لا ينقصها إلا الاثاث واللوحات والستائر !!
كانت ستيفاني تتمنى أن يبدي مارك رغبته في مشاهدتها قبل نهاية الاسبوع عند ال جالان لكنه قال لها في بساطة
- شكرا لحضورك طاب مساؤك إلى اللقاء عند جيلبير يوم السبت أليس كذلك ؟
أتى أحد الخدم حيث أطفأ الانوار الرئيسية وانصرف
تواجد كورين ومارك بمفردهما في الصالون الصغير
- سيظهر النهار بعد قليل يا عزيزي أأنصرف أم امكث هنا ؟
هكذا سألته وهي تحوط عنقه بذراعها وتمد له شفتيها ...
لكنه لم يجذبها إليه بل بالعكس وفع يديه بهدف إبعاد ذراعيها عن عنقه تراجعت بسرعة نحو الباب
- لقد كنت دائما لاعبة جيدة ومن مبدئي ألا اتعلق ابدا أتذكر ان نابليون قال (( إن أجمل نصر في الحب هو الهرب منه )) ستكون لي ذكرى ممتعة يا مارك ويجب أن أحتفظ بها للمستقبل الذي لا نعلم ما هو ! سأحتفظ لك دائما بصداقتي وأتمنى أن تبادلني نفس الشعور ؟
- بالتأكيد يا كورين المعذرة ! إني عاجز عن التعبير عما يدور بداخلي ولست قادرا على تأكيد أني أكن لك مودة صادقة لكن .... ثم توقف عن الكلام حائرا عاجزا عن التعبير عما يجيش به صدره من مشاعر تتزاحم بداخله بدات تنزل السلالم واستطردت بنبرة عملت على جعلها عادية برغم أن قلبها مثقل
- سأتصل ب ليديا هاتفيا لكي أرفض دعوتها اللطيفة لقد فقدت ذاكرتي لا شك في أني أصبحت مفرطة في التدخين ! لأني تذكرت حاليا أنه ينبغي أن أسافر إلى ليون في فترة نهاية الاسبوع مع المثمن وهو احد أصدقائي هناك العديد من المبيعات الشائقة وأرغب في شراء بعض منها لمحلي
عندما تأهبت مسؤولة حجرة إيداع الملابس أمسك مارك بمعطفها الفراء الابيض وعندما عمل على معاوتنها على ارتدائه رأته في المراة الموجودة أمامهما إنه حقا جميل جدا وجذاب ايضا هكذا فكرت في اكتئاب إن قاعته مليئة بالقلوب التي حطمها وأرجو ألا يتحطم قلبه هو أيضا ذات يوم
رافقها إلى سيارتها متمنيا لها عودة طيبة طابعا قبلة خاطفة على شفتيها وبعد أن شاهد أنوار ال أوستان التي كانت تبتعد في الفجر الذي بدأ يلوح عاد إلى مكتبه شاهد تحت أحد الاثاثات بكرة أفلام نسيتها ستيفاني تناولها ووقف يتأملها طويلا ربما كان يتوقع العثور على حل لعلامة الاستفهام الهائلة الماثلة أمامه .

 
 

 

عرض البوم صور دلوعة فلسطينيه   رد مع اقتباس
قديم 27-04-11, 08:06 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218381
المشاركات: 3
الجنس أنثى
معدل التقييم: nodan عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nodan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دلوعة فلسطينيه المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولا يهمك ياقمر وتسلم ايدك

 
 

 

عرض البوم صور nodan   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللقاء بعد اليأس, frances creighton, دار ميوزيك, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية