كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رحبت دانييل بهذا الإلهاء عن أفكارها،ثم اعتذرت وتقدمت نحو النادل لتعيد ملء كأسها بعصير الكرز.
طرق سمعها أجزاء من الحديث لامعنى له،ثم أخذت كأس المياه المعدنية المبردة عندما سمعت شخصا يذكر اسمها.
التفتت ، ثم ابتسمت بأدب ،إنها كريستينا التي صقلها الثراء والنشأة الراقية ثقافة المدارس الخاصة.
-أنت بلا شك مستمتعة بهذه النشاطات الاجتماعية التي عدت إليها بعد....
ثم سكتت بشكل ذي معنى لتعود فتكمل :"بعد ذلك الغياب السيء الحظ"
حدثت دانييل نفسها بأن تتوخى الحذر ،والسلام،وتتصرف بأدب وبساطة فقالت :"نعم".
تحول شيء في عيني كريستينا :"غريب كيف استطعت أنت وأمك تغيير اتجاه الحظ هذا".
-نعم ،أليس هذا غريبا؟
-مذا فعلت يا عزيزتي ؟بعت نفسك؟
بعد هذا القول أصبح بإمكانها أن تصبح لئيمة:"إذا كان هذا صحيحا ،ما دخل الزواج في هذه المعادلة ؟".
-إنه شيء على لسان كل شخص .
استطاعت دانييل أن تبتسم ابتسامة باهتة،وامتنعت عن التعليق لكن كريستينا ألحت عليها:"أخبريني إذن لماذا تزوجك أنت بالذات؟".
-ربما عليك أن تسألي ريف.
-لا يمكن أن تكوني مغرية إلى هذا الحد.
كان في هذا الكفاية.الحديث المهذب شيء ،والتعليقات الحقيرة شيء آخر:"لايمكن؟".
تصنعت الشقراء التخمين في نظراتها :"هل أنت قادرة على مجاراته في ذلك يا عزيزتي ،فهو شبق جدا".
رسمت دانييل على فمها ابتسامة حالمة:"أممم..ألا تريد هذا فعلا؟".
لقد اكتسبت عدوة.وإذا كان لديها أي شك في هذا،فالغيرة المفاجئة التي بدت على وجه كريستينا أثبتت ذلك.
قالت كريستينا بتمهل مقصود:"لمعلوماتك فقط ،خاتم الزواج غي إصبع الرجل لا يزعجني أبدا ".
-وأنت ستنتظرين أن أفقد حظوتي عنده لكي تمسكي به؟
-سيحدث ذلك ،يا حبيبتي ،لأن ريف لايثبت طويلا مع أمراة واحدة.
-حسنا ، قد أكون أنا المستثناة في القاعدة.
أخذت تنظر إليها بطريقة هي أقرب إلى الإهانة:"أشك في ذلك كثيرا".
-ما هذا الذي تشكين فيه يا كريستينا ؟.
وكان هذا سؤالا مطاطا من ريف الذي اقترب منهما هلي حين غفلة.
تماسكت الشقراء بسرعة :"كنا نتحدث عن متجر"لافام"يا عزيزي ،لأن وضعه الجديد يبشر بنجاح باهر".
أقرت دانييل ،بصمت ،أنها ماهرة حقا ،وتساءلت إن كان ريف سيصدق كلامها .
-عن إذنك .
وأمسك بيد دانييل يشبك أصابعه بأصابعها ،ثم رفع يدها يقبلها، منتزعا منها بذلك نظرة حادة:"هل تحطمت سيطرتك على نفسك،يا ريف؟".
حاولت أن تجذب يدها من يده لكن أصابعه اشتدت،فقالت :"تمسك بللانضباط يا ريف ،يمكنني العناية بنفسي".
-إن لكريستينا غريزة سمك القرش المفترس .
-إن عينيها عليك.
قال بجفاء:"بل على حسابي في البنك".
نظرت أليه بإمعان،وقد أثارت ملامحه الجانبية فضولها.كان وجها قويا ،بفكه القوى وجبهته الواسعة وانفه المتناسق .
قالت له بعذوبة مصطنعة:"يسرني أن أعلم أنه من غير السهل خداعك". ".
ابتسم ،فخفق قلبها وهو يبدو،بهذه الابتسامة،كالصبي.رغم أنها تشك في أنه عرف قط فترة الصبا.فقد انتقل مباشرة من الطفل إلى رجل،صاغه قانون البقاء الخشن.وقال ضاحكا:"لديك لسان وقح".
قالت برزانة:"تلك إحدى مواهبي".
-مضيفتنا على وشك أن تعلن عن جهوزية مقصف الطعام .
كانت الوليمة الفاخرة مقامة علي مائدة ممتدة،فنقلت دانييل عدة لقيمات إلى صحنها .
حفلة الليلة سارت على المنهاج المألوف ،تقديم الشراب والطعام إلى الضيوف ،سامحين للوقت بأن يمر جاعلين الضيوف مسترخين ناضجين ليستطيعوا البدء بالموضوع الرئيسي.
أما الموضوع الرئيسي حاليا فكان (أشياء جديرة بالتذكر)للبيع بالمزاد العلني :
طقم كؤوس بلورية قيل إنها عائدة إلى أحد الملوك الأوروبيين ،وقلادة من الأحجار الكريمة قيل إن زوجة رئيس وزراء سابق لبستها في مناسبة رسمية حضرها أمير عربي.
لفت نظر دانييل شيء معروض هو علبة مجوهرات مميزة فيها سوار ماسي بالغ الدقة ةالاتقان ،مصنوع باليد وبتصميم فريد.
أدركت أنها هدية قدمت إليها منذ أربع سنوات في عيد مولدها الحادي والعشرين .ولكنها باعت الإسوار منذ عام واحتفظت بالقرطين الملائمين لها من باب العاطفة.
لماذا كان السوار هنا؟ومن الذي ..؟لايمكن أن يكون هو.
ألقت على ريف نظرة ثاقبة،لكنها لم تتأكدمن شيء من ملامحه.
وبدأ المزاد .وعرض السوار بصفته ملكا لأسرة أسبانية أرستقراطية.
بدأريف بالمزايدة.وساهمت كريستينا في ذلك، جاعلة المزايدة تزداد حدة زضراوة.وانضم آخرون إلى ذلك .وسرعان ما وصل إلىمبلغ هبط معه المزايدون إلى شخصين .وكل مبلغ دفعته كريستينا ارتفع ريف فوقه إلى أن توقفت كريستينا عن المزايدة على ريف.
هل كانت نية ريف أن يهزم كريستينا أمام الناس؟لم يفت أكثر الموجودين الترابط بين مزايدته على السوار وبين صاحبته الأساسية.
ارتفعت القائمة ،واحتدت المزايدة، وارتفع الثمن إلى مبلغ معتبر ،كان الستفيد منه مبرة مختصة بإمداد الأطفال المرضى بأمراض مستعصيه.وحفلة هذا المساء هي لتمويل رحلة إلى "مدينة ديزني "لفتاة صغيرة مريضة بسرطان الدم برفقة أمها وممرضتها.
بعد ذلك قدمت القهوة التي دفع ثمنها المزايدون الناجحون ثم طلبوا مشترياتهم.
عاد ريف إلى جانبها ،وأخرج سوارها من علبته ووضعه حول معصمها قائلا بهدوء:"إنه سوارك".
مرت بأناملها على حجارته الثمينة :"شكرا،كان هذا لجدتي لأبي".
رمقها بنظرة فاحصة:"كانت بين مجوهرات اشتراها وكيلي".
وهي المجوهرات التي اضطرت هي وأمها إلى بيعها"لماذا تعود فتشتري شيئا سبق أن تبرعت به؟".
-ربما نزوة طارئة.
لكن دانييل تشك في أنه يقوم بأي عمل بتأثير نزوة طارئة.فقد كان ماهرا بوضع الخطط التي تدر عليه الربح.
|