كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ولكنه غفا ولم ينتبه إلى الدقائق المسلوبة التي تسللت فيها دانييل من السرير مع بزوغ الفجر.
لبست الروب ووقفت تتأمله ،تتملى من ملامحه القوية التي رققها النوم .كان هناك ظل للحيته النابتة ليلا.وكادت تمد يدها تلامس وجنته،وأهدابه الكثيفة السوداء بأطرافها المعقوفة قليلا المنسدلة على وجنتيه.
فتح عينيه بحركة واحدة سريعة،وبدت اليقظة في عينيه فجأة،ثم رآها فابتسم ببطء وعذوبة جعلتها تذوب.
وقال ببطء وصوت عميق مبحوح وهو يمد ذراعيه:"تعالي".
فقالت تداعبه:"لا.إن في عينيك تلك النظرة".
رأت أسنانه البيضاء وهو يسألها ضاحكا:"وما هي تلك النظرة؟".
ومد يديه يشدها إلى السرير .
-همم..نظرة خطرة.
دفن فمه في تجويف عنقها الناعم،فأخذت تمشط شعره بأصابعها فقال:"ليس هناك طريقة للاستيقاظ من النوم أجمل من هذه الطريقة".
شعرت بالدم يسري حارا في عروقها:"ستصبح هذه عادة".
-ضعي هذا في حسابك.
نهضا فيما بعد ،فاغتسلا وتناولا الفطور على الفيراندا .كان يوما رائعا بسمائه الزرقاء وشمسه الساطعة وجوه المعتدل .وأخذت تفكر راضية في أن كل شيء في حياتها أصبح الآن كما تحب.لديها زوج يحبها وتحبه من كل قلبها.وابنهما ينمو في أحشائها بأمان وعلى ما يرام.
وسيستقلان الطائرة إلى الساحل الذهبي لقضاء أول إجازة لهما.
أخذت تفكر حالمة في روعة كل هذا ،وهي تقضم الخبز المحمص وترشف شاي الأعشاب.
وهكذا كان .فقد أمضياء أياما يتمدان بكسل على ضفاف البحيرة في ظل مظلة الشاطىء،ويستحمان أحيانا في البحيرة ،أو يتمشيان على الشاطىء.وفي الليل كان لديهمما بعضهما البعض.
احتوت هذه الإجازة على كل عناصر شهر العسل .وهناك ،في شمس الصيف الدافئة،كان ممكنا أن يعتقدا أن الأشهر القلائل الماضية لم تكن موجودة وأن حياتها معا بدأت من هذه اللحظة فصاعدا.
تعرضا لمحن قاسية؟ ربما لكنها ربحا شيئا غير عادي ،وهي ستدافع عن ذلك حتى الموت.
آخر ليلة في إجاززتهما أمضياها في تناول العشاء متمهلين ،ثم التمشي على ضفاف البحيرة في ضوء القمر.
-أسعيده أنت؟
رفعت وجهها إلى زوجها ببساطة:"نعم".
وشعرت بذراعه تشتد حول خصرها.
أراد أن يحتضنها ويقبلها ولا يتركها أبد.
شبكت أصابعها بأصابعه :"هل أنت سعيد بما ينتظرنا؟
قال مداعبا :"ساحرة".
-ذلك جزء من جاذبيتي.
-الأفضل أن تعود إلى الفندق .
ضحكت :"هل ستكون حريصا على إلى هذا الحد طوال مدة الحمل؟".
-ضعي هذا في حسابك.
قالت جادة:"ألن تعترض إذا عدت للعمل لفترة؟".
وكان ينتظر هذا السؤال منها:"لساعات قلائل يوميا.والأفضل صباحا،ثم الاستراحة بعد الظهر".
-لابأس.
-لا بأس فقط؟
ابتسمت له بابتهاج :"نعم".
كان ذلك كل ما تريده..لا،بل هناك شيء آخر ،إنها تريد أن تعد غرفة للطفل وأن تشتري جهازا كاملا له.
-يا لهذه الليونة والخضوع!
قالت ساخرة تداعبه:"آه، حب رجل رائع يفعل الأعاجيب بالمرأة".
بدا الهزل في عينيه:"أريد منك أن تكوني تحت تصرفي".
-وأنا أعبدك حين تفعل ذلك.
-تعبدينني؟
تبد الهزل واحتل الإخلاص مكانه فمس هذا فؤاده.وأضافت هي بهدوء:"لشد ما أحبك".
قال برقة :"أعلم هذا. وليوفقنا الله يا حبيبتي".
****
|