كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
إذا كانت الشقراء دهشت لرؤية دانييل ،فقد أخفت هذا جيدا.
وبعد ثوان من تشابك الأعين،رفعت دانييل يدها تحييها تحية صامتة.
ثم أخذت تنظر إليها وهي تتقدم نحوها :"لم أتوقع أن أراك الليلة".
اتسعت عينا دانييل متعمدة:"هل هناك سبب خاص لذلك،يا كريستينا؟".
-كيف كانت باريس؟
-رومانتيكية بالرغم من سوء الجو والبرد والمطر.
-مدينة العشاق.
-نعم.
-لا تقعي في حبه،يا عزيزتي ،إنه مهلك.
أصبحت ابتسامتها متألقة بالرغم من الحقد الثلجي البادي في هاتين العينين الرماديتين الباردتين.
لمحت دانييل ريف في اللحظة التي التفتت فيها الشقراء قليلا ومنحته ابتسامة قاتلة.
-كنا نتحدث عنك لتونا.
وضع ذراعيه حول خصرها،فشعر بتوترها :"علينا أن نذهب إلى البيت .هل لديك مانع يا عزيزني؟".
-كريستينا تريد كوب عصير .
-سأستدعي النادل.
وفرقع بأصابعه ،وفي لحظة برز النادل .
-مفسد المتعة.
تمتمت دانييل بهذا بهدوء،فشعرت بضغط أصابعه يزداد.
-هل نذهب؟
قالت كريستينا ساخرة:"رباه،أبهذه السرعة؟".
قالت دانييل بابتسامة حلوة:"في ذهنه شيء مغر".
ثم التفتت إليه :"أليس كذلك يا عزيزي؟".
لم تغفل الشقراء عن نبرة السخرية في كلمة (عزيزي)هذه،فلمعت عيناها بروح الانتقام لحظة قبل أن تنجح في تغير ملامحها:"في تلك الحالة،ابتهجا ،ولا بد أن نتصادف مرة أخرى في وقت قريب".
أخذت دانييل تنظر إليها إلى أن غابت عن الأنظار،كانت تشعر بصداع ،وشعرت بضعف لا يصدق.
-لقد بقينا هنا ما يكفي.
قال هذا بحزم،ولم تحتج وهو يقودها إلى المخرج.
وفي السيارة ،مالت برأسها إلى الخلف ةأغمضت عينيها،مسرورة بجو السيارة المعتم.
بعد ذلك بربع ساعة،دخلت إلى غرفة النوم وبدأت تخلع ملابسها ،واعية إلى تفحصه لها وهو يخلع ملابسه،وهو أيضا,
-هل لك أن تخبرني بسبب ذلك كله؟
-لا.
قالت هذا ببساطة ثم سارت إلى الحمام ـفغسلت وجهها ولبست قميصا قطنيا مقفلا.وعندما خرجت قدم إليها كأس ماء وحبتي دواء:"خذي هاتين واستلقي فب السرير.شعرت برأسها وكأنه منفصل عن جسدها.ابتلعت الدواء،ثم تسللت بين أغطية السرير.
آخر ما تذكرته كان ريف وهو يطفئ النور ،ظلام الغرفة،ثم بخجة زوال الألم.
تناولا الفطور متمهلين على الفراندا ،وتبعا لإحاح ريف اتصلت دانييل بأمها وأخبرتها بما حدث مساء أمس،واستمعت إليها وهي تهتف مصعوقة،فأخذت تطمئنها قدر إمكانها.وقبل أن تضع السماعة قالت:"نعم،طبعا،سأكون موجودة هذا الصباح".
قال لها وهي تملأ كأس عصير :"لقد رتبت أمر وجود نظام أمني في المتجر".
توقفت بدها عن العمل ،ثم وضعت إبريق العصير مكانه:"المعذرة؟".
-لقد سمعت ما قلت.
-لا حاجة لمثل هذا..
فقال بحزم :"يا عزيزتي المتفوقة،لا أريد نقاشا".
-إلى جهنم بعدم رغبتك في النقاش.
-فرقة رجال ستصل باكرا هذا الصباح ،سيكون بعض المقاطعة القليلة لعملكما.
شعرت برغبة أن تضرب الأرض بقدمها إحباطا لاستبداده هذا
***
|