كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
استقرت الأيام على شكل مألوف .وكانت تشعر بالبهجة لأنها ترى متجر"لافام "ينتقل من قمة إلى قمة بازدياد الزبتئن وارتفاع الأرباح.
وفي الليالي كانت دانييل تواجه المشاعر التي كانت ريف يثيرها في كيانها ،فتغذي جوعا بدائيا وتتركها راغبة في أكثر من مجرد متعة.
التخطيط لعرض ليليان المالي أخذ الأولوية في تشاورها مع أمها وكانت النتيجة طلب المزيد من البضاعة .
حان اليوم المنتظر ،بدأ التنظيم ...أخذت دانييل تفكر في ذلك وهي تقفل المتجر،متأكدة من أن الملحوظة التي تعلن عن العرض الخاص ،واضحة للرؤية تماما .ثم تفحصت أمر المقاعد،مسوية من وضع مقعد هنا وآخر هناك ،متأكدة من أن بإمكان الزبائن الجالسين في الخلف أن يشاهدوا العرض بسهولة.
كانت أزهار رائعة التنسيق موجودة في الوسط أمام جدار تغطية المرايا خلف مكتب المحاسبة..وهو هدية من ريف كتب عليها (حظا سعيدا).
-مارأيك؟
قالت الأم بحماسة :"يبدو هذا رائعا يا عزيزتي".
لم يكن قد مضى وقت طويل على إحضار متعهدي الطعام لمختلف أنواع المقبلات والعصائر.
كانت تنتظر حضور ثلاث عارضات أزياء مع ليليان وبعض المتطوعين للمساعدة كذلك ،ولم يبق سوى وصول المدعوين.
وفي تلك اللحظة دخلت ليليان ومعها المساعدون،وتتبعها عارضات أزياء.
قالت ليليان:"هنالك تغير خفيف في الخطة.الفتاة الثالثة العارضة التي اتفقنا معها ،اتصلت تقول إنها مريضة.وقد تمكنت من العثور على بديلة لها .وكان لطفا بالغا من كريستينا أن تأخذ مكانها في الوقت القصير".
وفي تلك اللحظة دخلت الشقراء الطويلة المتجر واندفعت نحوهن.
كريستينا؟هل هي تنقذ المناسبة،أم تتخذ ذريعة باطلة؟ وتكلفت دانييل الابتسام ،وهي تكبح زمجرة غضب.وقالت كارهة ما يتوجب عليها من تهذيب :"إنه لطف منها.العارضات الأخريات في غرفة الملابس."لين"،مساعدتنا ستراجع البرنامج معك".
نظرت آريين في ساعتها،ثم انتقلت مع ليليان نحو المدخل لتستقبل أول مجموعة من المدعوات .
وفي وقت المعين كانت كل المقاعد ملأى،وكان العرض جاهزا.
الإعداد لكل هذا قد تطلب الكثير من التفكير والعناية إلى حد لا يكاد يترك مجالا لأي عقبة.فقد حفظت دانييل البرنامج غيبا بكل تفاصيله،وبدأ التوتر عند عرض أول قطعة.
بعد مشاورات كثيرة،استقر الأمر على البدء بعرض ملابس النوم،ثم الانتاء بملابس داخلية جريئة هي سروايل بعرض الشرائط"وسوتيانات"بالغة الصغر.
كان في متجر"لافام"الآن مجموعة كاملة متنوعة من أرقى المحلات في فرنسا والمانيا وبلجيكا تضمن إرضاء أصعب الأذواق من الزبونات.البيجامات الحريرية ذات الألوان العاجية والمشمشية الباهتة والتبنية،نالت الإستحسان ،وقمصان النوم الطويلة الفائقة الإتقان وبقية ملابس البيت نالت الإعجاب .واستمر العرض مع تغير طول الوقت مع كل دورة،إلى أن تم عرض كل ذلك النوع ،ثم تبع ذلك الدثر والعباءات بأشكالها المختلفة وألوانها الرائعة.
حتى الآن كل شيء حسن ،كما همست دانييل لنفسها.
-حتى الآن كل شيء ممتاز.
قالت آريين هذا وهن يحضرن للجزء التالي وهو عرض القمصان الداخلية بكل درجات الطول واللون والطراز،من الحرير وساتان ودانتيل .
قالت لها لين :"أكثر الحاضرات يضعن علامات شراء على البرنامج ،فإن قررن الشراء ،فستكوننين بحاجة إلى تطلبي مقدارا ضخما من البضاعة بدلا منها".
أتراها تجرؤ على أن تعتبر الحظ قد خدمهن؟الإغراء لايكاد يقاوم.
رن جرس التليفون فأخذت آريين المكالمة،ثم تحدثت بعدة كلمات بهدوء ،ثم وضعن السماعة مكانها وتقدمت إلى جانب ابنتها.
-إنه ريف،يا عزيزتي ،إنه هنا في المنطقة وسيزورنا بعد عدة دقائق.
رجل وحيد في مملكة النساء.سألتها:"متى؟".
-لقد أوقف سيارته لتوه في موقف السيارات الخلفي في المنطقة .
شعرت دانييل بصراع سريع :"سأخرج وأدخله".
قالت متكلفة الهدوء مع أنها تشعر بكل شيء إلا الهدوء..سارت نحو الباب الخلفي لتفتح الباب.
وهناك وقف ريف داسا يده في جيب بذلة العمل الرائعة التفصيل التييرتديها.
وفكرت بصمت بأنه بطل أسمر،وأخمدت اللهب البطيء الذي سرى في جسدها .
ما كان ينبغي أن يكون له هذا التأثير فيها وطمأنت نفسها إلى أنها لا تتشوق إلى ذلك.
-ما الذي تفعله هنا؟
رفع حاجبه والهزل يلمع في عينيه:"وهل هناك ما يمنع أن أكون هنا؟".
آه، رباه!..عليها أن تسيطر على نفسها :"هذا شيء غير متوقع ووقفت جانبا ليدخل ،ثم أغلقت الباب خلفه :"العرض في أوجه".
-أظن ذلك.
وأمسك بذقنها ،بأصابع ثابتة،يرفع وجهها إليه.
-ولكن؟
-لاشيء.
أخذ يتأمل ملامحها ،ورأى لمحة من ألم تكسوها فمسح فمها بإبهامه:"لاشيء يسبب لك صداعا؟".
استطاعت أت تفلت من قبضته:"هل ستبقى؟".
لم يكن مصمما على ذلك .نيته الأساسية كانت أن يمر على المتجر ويحيي آريين وليليان،ويتمهل عدة دقائق لكي يضيف وزنا للعرض ،ثم يغادر .
لكنه غير رأيه الآن:"هل سيزعجك إذا بقيت؟".
آه،يا له من سؤال :"أنا واثقة من أن وجودك سيزعج بعض المدعوات".
ويسر عارضة للأزياء بالذات.
ضحكته المبحوحة جعلت الحرارة تسري في دمها.
-سأحاول ألا أكون فضوليا.
ردت بحدة :"هذا مؤكد".
ولم تستطع أن تهرب من القبلة التي قبلها إياها.
نظرت إليه عابسة وهي تمد يدها إلى حقيبتها تخرج منها قلم الشفاه تصلح به لون شفتيها
كان لحضور ريف نفس التأثير الذي توقعته دانييل ،لأنالمدعوات اعتدلن في جلستهن ،ابتساماتهن .وعندما دخلت العارضات بدت خطواتهن أخف ،وحركاتهن أكثر إثارة بشكل ملحوظ.
ضاقت عيناه وهو يرى كريستينا تظهر،ولكن ملامحه كانت جامده وهويرى ما تعرضه.
كانت هذه الشقراء إزعاجا حقيقيا،وتساءل عما فعلت لكي تحل مكان العارضة المتفق معها علي تأدية العرض هذا النهار.وبشكل ما،شك في أن تكون ليليان قد تآمرت معها لإحداث هذا التغيير.
ولكن ما هو محتمل أكثر هو أن كريستينا قد سألت عن أسماء العارضات المتفق معهن ،ثم قدمت إلى واحدة منهن مبلغا أكبر من الذي ستقبضه لكي تدعي المرض .
الملابس المزخرف والمزينة بالدانتيل لم يكن تؤثر كثيرا فيه ،وإن كان يعجب بالتفصيل والطراز الجميل .
استقر انتباه على ملامح زوجته،ولمح إرهاق وتوترأ وراء ابتسامتها.
كان المفروض أن ينتهي العرض الساعة الرابعة.فإذا غادر الآن فهو سيلحق موعده في الساعة الرابعة والنصف .
حاولت دانييل جهدها أن تتجاهله.وهذه ليست بالمهمة السهلة فقلبها يغدر بها في كل مرة،وكانت في صراع بين استسلامها وغضبها لحضوره.
لماذا لم يذهب ؟أم تراه مستمتعا بر}ية هؤلاء النسوة وهن يعرضن الملابس الداخلية؟
كانت كريستينا في مكانها الطبيعي تقوم بدور الإغراء وهي تدور في أنحاء المتجر،وتقف كل عدة خطوات لتعرض ما تلبسه،ونظراتها لاتحول عن ريف.لم تفهم دانييل كيف لم تدرك جميع الموجودات دعوة هذه الشقراء المكشوفة الوقحة.
انتهى العرض،وألقت آريين عدة كلمات مهذبة تشكر بها ليليان لتنظيمها هذه الحفلة ،وتشجيع المدعوات على استغلال الوصل بالحسم للمساهمة في تمويل الأعمال الخيرية.
قدمت القهوة مع البسكويت ،وتأخر ريف ما يكفي لكي يتحدث مع ليليان ،ثم غادر المكان .ولكن ليس قبل أن تستوقفه.
تعمدت دانييل أن تركز نظرها على مكتب الدفع حيث اصطفت المدعوات والبرامج في أيديهن .كان العمل مزدهرا.وفي الواقع كان نا جحا للغاية إلى حد أن بعض المدعوات بقين في المكان حتى حان وقت إقفاله.
ليليان وهي المثالية في التنظيم ،كانت قد رتبت أمر أخذ المقاعد مع شركة التأجير في الخامسة وبعد أن خرجت آخر مدعوة أخذت آريين ودانييل ولين في تنظيم المكان وتنظيفه.
وهكذا ،عندما دخلت دانييل بيتها وتوجهت إلى الطابق الأعلى رأسا ،كانت الساعة السابعة.
وجدت سيارة ريف في الكاراج ،وهذا يعني أنه في البيت .
وساورها الأمل في أن يكون تناول طعامه واعتكف في مكتبه.
دخلت غرفة النوم ومنها إلى الحمام حيث اغتسلت ثم عادت إلى الغرفة واستتلقت على السرير مسرورة..
لم تعرف كم مر عليها من الوقت وهي تفكر في نجاح حفلة العرض هذه ومقدار البيع .الشيء السيء الوحيد في الأمر كان كريستينا.
-كان ذلك سيئا،هممم؟
فتحت عينيها وهي تسمع صوت ريف ،واتسعتا وهي تراه فوقها.
-كانت حفلة ناجحة.
بدا لها،بشكل غامض،شبيها بالقرصان في الجينز الأسود والقميص المفتوح عند العنق بكميه المثنيين إلى المرفقين.وكان في قربه منها إلى هذا الحدما يهدد هدوءها النفسي .
قالت له بأدب :"نسيت أن أشكرك على الأزهار".
-بكل سرور.
-وكان لطفا منك المرور علينا .
ابتسم.كان بعيدا عنها خطوة على الأقل .
-ولكن لا بد أن ما جعلك تلقى أكثر من ساعة هو سبب قوي للغاية ،أليس كذلك؟
ورمقته بنظره قاتلة:"لقد تألقت وجوه الضيفات تماما لوجودك".
-اهتمامي الوحيد كان أنأساعدك.
تمنت لو تقذفه بشيء :"أحقا ؟هل لهذا بقيت؟سامحني لأنني تصورت أنك حضرت لتتفرج على العارضات الرشيقات".
قال ضاحكا:"يا عزيزتي ،النظر إليك فقط كان يغريني أكثر لعلمي ما يوجد تحت ذلك الطقم العصري الطراز الذي ترتدينه،ولعلمي أنك ملكي متى شئت.كنت منجذبا إليك أكثر من انجذابي إلى تلك الملابس الداخلية علي نساء لايجذبنني أبدا".
قالت بحدة :"لا يبدو أن هذا رأي كريستينا".
-هذا طبيعي ،وهي التي تعرض جسدها بذلك الشكل الفاضح وبغرور بالغ.
-لقد تطوعت للعرض لأجلك فقط.
-أتغارين منها؟
رفعت يدها تريد أن تصفعه ولكنه سبقها فأمسك بيدها.
-أخرج.
كان فيه شيء أشبه بالوثنية وهو يجلس قربها بتلك الطاقة الخام البدائية.
-إياك.
وحاولت أن تتتجنبه ،ولكنها وجدته يجذبها ويحيطها بذراعيه.
-استرخي.
وكيف يمكنها أن تسترخي ،بحق الله؟
حتى وهي تقاومه،مد يديه إلى رقبتها وأخذ يدعك أسفلها من الخلف.
آه،يا لله،إنها تشعر براحة بالغة.وتنفست بصمت ،مستسلمة لسحر لمساته.
بعد عدة دقائق ،لم تستطع منع نفسها من القول :"أنت تفعل ذلك بشكل جيد جدا".فشعرت بشفتيه تلامسان كتفها :"أرجو لايكون هذا هو الشيء الوحيد الذي أجيده".
أحست بالهزل في صوته،وأخذ نبضها يعلو عندما اكتسحت جسدها الأحاسيس
-ماذا تريد؟أضع لك درجة عشرة على عشرة؟
فضحك:"لاسمح الله".
تعانقا والبهجة تتملكها لهذه القوه التي تملكها في التأثير فيه.
نامت بعد ذلك ،وعند منتصف الليل نزلا إلى المطبخ ليستعيدا طاقتهما بشيء ممل الطعام.
****
نهايه الفصل الثامن
|