كاتب الموضوع :
فداني الكون0
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-دانييل ،ماأجمل أن أراك مرة أخرى.
كان صوتا مألوفا،فالتفتت با بتسامة جاهز:"ليليان".
-أحاول أن أنظم شيئا مختلفا قليلا لجمع المال للجمعيات .
فكرت في أن أمك وأنت قد تهتمان بإقامة عرض خاص للأزياء في متجركم،بناء على دعوات خاصة فقط.سنستأجر مقاعد ونحضر عارضات الأزياء ،ونوزع العصائر والحلوى...ونوزع المقيلات بحجم اللقيمات.ويكون ملحقا بكل تذكرة وصل بتخفيض عشرة بالمئة من ثمن كل قطعة يشتريها من متجر"لافام ".ما أريك؟
قالت دانييل باتزان :"أنا بحاجة إلى مناقشة هذا الموضوع مع أمي.كما أننا بجاجة إلى معرفة تفاصيل الكلفة "
-يا عزيزتي ، الكلفة ليست هي الموضوع .كل ما أحتاجه منك هو المتجر "لافام"كمكان .وحسم العشرة بالمئة هي مساهمتكم في العمل.
كان هذا عرضا جذابا،والزبائن الذين بأتون بدعوة سينفقون،دون شك ،وينفقون جيدا.
قالت ليليان بابتسامة الفوز:"فكرت في خمسين مدعوا يجلسون في صفوف مزدوجة،على كل صف عشرة ،وصفين آخرين عند مدخل يجلس في كل جانب خمسة".
من الطبيعي أن يغلق المتجر في وجه الزبائن أثناء العرض:"كم من الوقت سيستغرق العرض؟"
من الثانية حتى الرابعة بعد الظهر،في منتصف الأسبوع على سبيل التجربة،بعد أسبوعين من الآن.
-اجعلي هذا كتابة،يا ليليان ،ثم أعود إليك.
-سبق أن فعلت هذا،يا عزيزتي .
وأخرجت من حقيبتها مغلفا ناولته لها:"اتصلي بي غدا مع جوابك".
كانت واثقة من أن أمها ستوافق. فهذا عمل جيد بالنسبة إلى "لافام".
سارت دانييل بين المعروضات ،متمتمة بالتحية للناس القلائل الذين تعرفهم،ثم وقفت أمام صورة مكبرة لموتوسيكل "هارلي دايفيدسن"..لم تستطع أن تعلم من أكثر جذبا للأنظار،الموتوسيكل أم الرجل الطويل الشعر،المرتدي قميصا أسود بلا كمين،الموسوم على ذراعه وشم كبير والجالس على المقعد منفرج الساقين.
-هذا حلم بعض النساء.
قال هذا صوت مألوف باهجة مطاطة،وشعرت بلمسة ريف على خصرها.
فأومأت موافقة:"هممم...وكل تلك القوة المثيرة للنبض".
-هل نتحدث هنا عن الموتوسيكل أم عن الرجل؟
-آه،بل عن الرجل .الموتوسيكل لايفعل هذا بي.
-أليست الشخصية هي كل شيء؟
نظرت إليه متأملة :"وأنت غيرت شخصيتك".
-بالشخصية التي صنعتها لنفسي.
-ومع ذلك،تحت الثياب الفاخرة،والحنكة المدربة،هناك جوهر الشخص الذي كنته أصلا،فذلك لا يتغير.
-وهكذا أنا،أما زلت برأيك ذلك المحارب في شوارع شيكاغو؟
-أنت ريف فالديز. الرجل الذي لايتحداه سوى أحمق.
كانت عيناه قاتمتين بشكل لايصدق ،لكن الهزل كان على حافة فمه:"هل هذا مديح؟".
-بل تقرير واقع.
بإمكان أن يخلع عنه صورته المكتسبة بالسهولة التي اكتسبها بها ويعود ثانية كما كان .هناك شيء متعذر تحديده ،في وقفته ومظهره.نوع من الانتظار والمراقبة ،لمحة من الحواس المرهفة المتناغمة،باسم وحماية مايملك .
-هل تحدثت مع ليليان؟
-نعم.لقد عرضت على مشروعا ذا أهمية،ما رأيك؟
كان هذا تقدما منها ، كما اعترف وهويدرك أنها ،منذ أسبوع ،ما كانت لتذكره بل ما كانت لتسأله رأيه:"لليليان اتصالات كثيرة، وسيكون في هذا دعاية جيدة للمتجر".
كان هذا يتوافق مع رأيها ،وكانت على وشك أن تقول هذا عندما أحست بأن هناك من يراقبها.التفتت قيلا ببطء فرأت كريستينا تنظر إليها.
رأت الحقد مرسوما بشكل سافر على وجهها .فكبحت دانييل رجفة خفيفة.يالها من كراهية!
-أيمكننا الذهاب؟
كانت بحاجة إلى الخروج من هذا المكان لتنشق هواء المساء المنعش والشعور به على وجهها ،ولتبتعد قدر إمكانها عن تلك الشقراء المتألقة.
لم تدر ما إذا أحس ريف بالسبب لطلبها الذهاب. وبعد ذلك بخمس دقائق كانت تتنفس الصعداء،إذ كانت السيارة تحملهما إلى الشارع الرئيسي متجهة إلى شارع "توراك ".
وجدا عدة مقاهي مفتوحة،والزبائن يجلسون إلى الموائد الخارجية على الرصيف، دار ريف المنعطف ثم توقف،ثم اختارا معا مائدة جلسا إليها ينتظران القهوة التي طلباها.
دق تليفون ريف الخليوي فأخذ المكالمة وتكلم عدة دقائق ثم أقفله.
-عمل؟
-علي أن أجلس على الكومبيوتر وأرسل معلومات معينة إلى نيويورك.
-أتريد أن نترك المكان؟
-يمكن أن ينتظر.
كان يعمل ساعات طويلة ويأخذ القليل جدا من الراحة،وحتى أثناء ذلك كانت الراحة متصلة بالعمل .إن بإمكانه طبعا أن يرتاح كما يشاء،ولكن التجربة علمته أن اللاعب إذا حول نظره عن الكرة،قد يخسر اللعب.هذا إلى أنه يستمتع بالإثارة التي تنتج عن وضع خطة لعمل لا يلبث أن يلمس نجاحه.
لقد سارت طريقا طويلة في السنوات العشر الماضية.فهو حصل على الصيت والثروة والمركز الاجتماعي .ويمتلك الأوسمة التي تتناسب مع كل ذلك ،وبيوتا ممتازة في مختلف البلدان ،وزوجة.وقريبا سيكون له ولد ،وريث من دمه يرث كل شيء قام به.
دانييل آلبوا فالديز.امرأة لاتخفي كراهيتها له ،وهي من الصدق بحيث تستمتع بما يقدمه لها دون خداع .وهذا يشكل تغييرا منعشا.
تساءل كيف ستكون ردة فعلها إذا أخبرها بأنه تعمد أن يتابع انحدار أمها المالي وسقوطها من قمة المجتمع وفي نيته الزواج بابنتها؟لم تكن تلك مصادفة سهلة،ولكن خطة بارعة وضعت بحذر بالغ .وأنها بدلا من بقائها عدة أشهر قيد الصنع ،اختمرت في عقله منذ سنة.
كانت على حق في اتهامه بأنه يستغلها لمصلحته .ولكن السبب لم يكن فقط هو انتماؤها إلى الطبقة الأرستقراطية،بل كبرياؤها وشجاعتها هما اللتان جذبتاه وصدقها أيضا.لذلك وحده كان مستعدا لدفع الثمن ،فهذه الصفات التي يريدها في ولده.
أخذ ريف يشرب قهوته السوداء ويراقبها بتراخ وكان يعلم أنه يضايقها .
إن لديها أحلى ثغر في الوجود وملامح رقيقة كالملاك.شعر بقلبه يخفق لمجرد التفكير في تجاوبها الفوري للمساته.
لقد مضت فترة طويلة منذ كان يشعر بالحاجة إلى امرأة بالطريقة التي يحتاجها فيها. كيف ترتعش بين ذراعية،وكيف يقفز نبضها عندما يمسك بها.
إنه يشعر عندما يكون معها وكأنه قبض على شيء لايصدق.
شرب قهوته ،وانتظر حتى أنهت قهوتها ،ثم أخرج ورقة مالية ونهض واقفا.
استغرق الوصول إلى البيت عدة دقائق فقط،وقاوم الحافز الذي كان يدفعه إلى اللحاق بها إلى الطابق الأعلى.العمل ،ذكر نفسه بذلك وهو يتجه إلى المكتب..ساعة أو ساعتين على الأكثر ثم يمكنه الذهاب إليها.
لكنه لم يتمكن من الإنسلال إلى تحت الأغطية إلا بعد ثلاث ساعات .وكان يشعر بحاجة قوية إليها،فضمها إلى صدره جارفا إياها معه...
***
نهاية الفصل السابع
|