بسم الله ..
بعد السلام و التحية :)
هذه القصة المسلسة مرآة لواقع سياسي إجتماعي عربي يعكس تأثير سياسات بعض الدول في عقلية و تفكير الشعوب .. و بعض الاضرار الجانبية و النفسية لشعوب عانت في أزمنة غريبة عجيبة .. ففي ما يلي اقتراح واقعي لوجهة نظر شخصية لأوفا :)
تحكي القصة حكاية طفل صغير عاش حياة لم ترتقي لطموحاته .. لم يكف عن محاولة فهم ماذا يجري حوله دون أن يجد جواباً لتساؤلاته ..
يشاء الزمان أن يعيش هذا الطفل في زمن كانت ظروف الناس بائسة بعض الشيئ ..
فما أن تمر في الشوارع حتي تشم رائحة الخوف المنبعثة من أجساد البشر .. و ما أن تنظر الي أعيون الناس حتي ترى الحزن المكنون خلف العيون و الدمعة المحجوزة تحت الجفون ..
ولد مِعراج وسط ضجة مدينة كبيرة .. سكانها كثيرون .. السيارات تلتف حول المباني ..
عاش هذا الطفل طفولة تقليدية .. كان أبويه من عرق طيب .. ربياه علي الحب و الاخلاص ..
غالبا ما يقف مٍعراج امام باب بيتهم .. لساعات طويلة .. فهو في الخامسة من العمر .. يحدق بالباب دون حراك .. في أحد الايام لاحظت أمه انه يقف علي باب المنزل لفترة طويلة .. خطر في بالها انه ينتظر والده . فسألته: مِعراج أتنتظر والدك .؟ أجاب معراج : لا ... ا
لستغربت الأم : إذاً ماذا تفعل .؟ .. فأجاب : امي ماذا يوجد خلف هذا الباب .؟
استغربت الأم و أجابت : يوجد الشارع و الطرق و المباني ..
سكت معراج فإجابة امه لم ترضي فضوله .. فهو يعلم ان هناك مباني و شوارع خلف الباب لكنه كان يريد أن يعرف ماذا سيحصل إذا تجول في هذه الشواع و المباني ؟ فدائماً ما يخرج من الباب الي السيارة و من السيارة الي المنزل .. و لم يرى ماذا سيحصل لو مر بين الشوارع .
كاد صبر معراج ينفذ لكنها أيام إلي أن يبدأ رحلته الاولى خارج هذه البيت .. ففي غضون أسبوع سيبدأ معراج أول يوم مدرسي له .. و هذه هي التجربة التي كان ينتظرها لتجيب تساؤلاته ..
مرت الأيام بسرعة حتي جاء اليوم المنشود .. إستيقظ معراج مبكرا من النوم و لبس اللباس المدرسي بسرعة .. فهو في قمة الحماسة .. تناول الفطور و ذهب يركض الي السيارة ..
و هو في الطريق في هذا الصباح الباكر أخد ينظر الي الناس في تعجب .. التفت معراج إلي والده وقال : أبي لماذا الناس يمشون في الشوارع و هم عبوسين الوجه .؟
اجاب الأب في تعجب : لا أظن هدا يا معراج فالصباح جميل و الناس في هذا الصباح مبتسمين و سعيدين .. سكت معراج لانه علي يقين لو اصر علي اسئلته سيغضب والده و يبدأ بالتدخين .. و هذا أكثر شيئ يزعج معراج .. فهو يكره رائحة السجائر ..
التفت معراج الي أخته الجالسة بجواره في السيارة و همس في أذنها : أترين الناس العبوسين في الشوارع .. فنفجر الاب في معراج : كفا أصمت .. لقد مللت من كلامك المزعج .. سكت معراج و نظر الي والد فإذا به أصبح وجهه عبوسا كالناس في الشوارع .. واصل الرحلة في صمت الي أن وصل إلي المدرسة .. نزل من السيارة و نظر الي سور المدرسة الشاهق .. ذهل من هذا المنظر لكنه تجاهل الأمر .. دخل معراج الي ساحة المدرسة و مئات التلاميذ يركضون و يلعبون .. رن الجرس و إذ بالتلاميذ يقفون في صفوف .. وقف معراج في صف تلاميذ السنة الأولى .. هكذا كانت تصيح المدرسة للتلاميذ الصف الاول بأن يقفو صفا واحدا في جهة معينة .. عم السكون للحظات ثم بدا الطلبة يقولون كلام غريب لم يسمعه معراج من قبل ... فالجميع يهتف بإسم شخص يدعى فيصل الفيصل و نددون و يقسمون علي ان يقفو مع فيصل الفيصل و انه هو حاميهم و مصدر عزتهم ... !
استغرب معراج من ما يدور حوله .. بعد مدة صعد التلاميذ الي الفصول .. و بدأت المُدرسة بتعريف نفسها و التعرف علي التلاميذ و بدأت الحصة .. و معراج شارد الذهن .. بعد فترة سألت المدرسة : هل يريد اي احد أن يسأل أي سؤال .؟
تمالك معراج شجاعته و قال نعم عندي سؤال .. سكت الجميع و التفتو الي هذا الطفل الذي يريد أن يسأل سؤال .. المدرسة : قف .. ما إسمك .. اجاب : معراج .. قالت له : ما سؤالك ؟
احمر وجه معراج قليلا و تمالك نفسه و سألها : من هو فيصل الفيصل ؟
شهق الجميع فى مرة واحدة و احمر وجه المدرسة و قالت في صرامة : قف علي الحائط .. و انت إذهب و اجلب لي عصا ..
تكاثرة علامات التعجب و الاستفهام في ذهب معراج و ما هي الا لحظات حتي بدأت المدرسة في ضرب معراج ضربا مبرحا حتى بدا يبكي .. لم يكترث معراج لباقي الحصص .. فألمه و بكائه اشد من أن لهفته لتكملة باقي يومه الدراسي .. في نهاية يوم غريب صعد معراج سيارة والده في صمت و ترك الباب مفتوحا .. التفت الاب و قال : اقفل الباب . التفت معراج و قال لأخته اصعدي بسرعة لأغلق الباب .. نزل الاب و صفع الباب بقوة و ركب السيارة و انطلق .. في الطريق سأل الاب إبنه : كيف كان يومك الدراسي .؟ اجاب معراج :أبي لا اريد أن أذهب الي المدرسة مرة أخرى ....
يتبع