أنا ليس لدي خبرة كافية بموضوع الألعاب والغرف الخاصة والعامة التي يتعاملون من خلالها
ولكن واقع الحال الذي نراه ومن خلال تعاملنا وما نسمع
عن المشاكل الكثيرة التي يجلبها الناس لأنفسهم بسوء استخدامهم لهذه الأجهزة
يدلنا على أن الموضوع أكبر مما نتصور
أين الخطأ وأين مكمن الخطر في هذا الأمر؟؟؟
هنا يجب أن نقف مطولاً ونسأل أنفسنا
ماذا نريد من هذه الأجهزة وإلى أين نريد أن نصل؟؟؟؟؟
هل جلبناها لنستفيد منها ونواكب التطور
ونفتح آفاقاً جديدة لمداركنا وحياتنا
أم أننا ما أحضرناها إلا للتسلية وتقضية وقت الفراغ بما لا يفيد
والفراغ الذي لا نشغله بما يفيدنا ويعود علينا بالمصلحة لا خير فيه
الأمر يتشعب كثيراً وجل المسؤولية تقع على عاتق ولي الأمر سواءً كان رجلاً أو امرأة
لأنه حين وفر وسيلة الاتصال هذه كان يجب أن يعرف لم وفرها وما الهدف من إحضارها أساساً لأولاده
وهل هو قادر على السيطرة على الوضع لو احتاج الأمر لذلك؟؟؟؟؟
ثم أنه يجب ألا يترك الحبل على الغارب ويترك الأمر لهؤلاء الصغار أياً كانت أعمارهم أن ينفردوا باستخدام هذه الوسائل بعيداً عن عينيه ورقابته
ولو احتاج الأمر أن يشاركهم لهوهم ولعبهم على هذه الأجهزة
منها أنه يتعامل معهم كأصدقاء إن كانوا بسن المراهقة أو الشباب
وأن يراقبهم دون أن يشعروا أنه ما فعل ذلك إلا لمراقبتهم
ومنها أن يكسب صداقتهم ويفسح لهم ببعض المساحة للتعامل معه بشفافية حول ما يمر بهم
ولا يضعون بينهم وبينه حواجز حتى لو لا سمح الله وقعوا بمشكلة ما لا يتحرجون عن إخباره بها لعله يجد لهم مخرجاً منها بأقل الأضرار
الصراحة ثم الصراحة ثم الصراحة وإعطاء مساحة من الثقة بالتعامل بين الوالدين وأبنائهم
هذا ما يجب أن نشدد عليه قبل كل شيء في مواجهة الأمور التي يمكن أن يتعرض لها المراهق في حياته
والتواجد لهم حين يحتاجوننا وعدم إلقاء تبعات الخطأ على أحدهما دون الآخر فيما يشبه الاتهام والذي قد يخلق فجوةً بينهم وبين أبنائهم
فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته
الشباب والفراغ
شرٌّ يقع فيه الكثير في هذه الأيام خصوصاً مع قلة الوازع الديني عند البعض
فبعيداً عن أوقات الدراسة والحاجات اليومية الضرورية
نجد أبناءنا يقضون جل وقتهم في أمور لا فائدة منها
فبين متسكعٍ في الأسواق إلى مدمن نت لا يفارقه إلا للنوم إلى مستخدم هاتفٍ لا يفارق أذنيه إلا حين ينتهي شحن البطارية أو ينتهي الرصيد
تجدهم يبحثون عن التسلية والمتعة وملئ الفراغ
هؤلاء وبعيداً عن المثاليات لو وجدوا اهتماماً من الأهل ومعاملةً تناسب أعمارهم لما اتجهوا لسلوك هذه الطرق المختلفة لتقضية وقت فراغهم
ولما اعتدوا على حرمات الآخرين عن طريق الدخول في هذه المحادثات الجانبيه وما يعقبها من مشاكل لا حدود لها ولكان عندهم رادع من أنفسهم يمنعهم من سلوك هذا الطريق المعوج
شباب بعمر الخامسة عشرة فما فوق
لمَ لا نشركهم بتحمل مسؤولية البيت والأسرة ونعودهم على تحمل المسؤولية ومجابهة الحياة ليستفيدوا ويفيدوا بدل أن ألقي عليهم باللائمة إن أخطؤوا وأنا لم أُأَهلم لتلافي مثل هذه الأخطاء
لمَ لا نشغل وقت فراغهم بما يفيد كوضعهم بلجان تطوعيه تخدم المجتمع الذي يعيشون فيه
دون أن يؤثر ذلك على حياتهم الدراسية
لمَ لا أضع لهم أماكن خاصة للتجمع على أن يكون بها ما يفيدهم من اجتماعهم هذا
بحيث أجلب المنفعة لهم من كل جانب
شغل وقت الفراغ وإفادتهم بما يقيهم المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها لو تركتهم لأهوائهم
لمَ لا أستفيد من خبراتهم في وسائل الاتصال لتعليم من يجهل ذلك
حتى ولو كان على المستوى الأسري
المهم ألا أترك لهم مجالاً لتضييع أنفسهم فيما لا طائل منه
أعلم أني شطحت كثيراً وأدخلتكم بمتاهاتٍ بعيدة عن لب الموضوع فالحديث ذو شجون
لأنه يتعلق بفئةٍ تمثل ربع المجتمع إن لم تكن نصفه لذا فهي بحاجة لمن يرعاها حق رعايتها كما يجب
لنبني مجتمعاً قادراً على النهوض بمستقبل بلده وحياته
قرأت ذات يوم مقولة لشخص لا يحضرني اسمه الآن يقول فيها
دلعو أو لعبو أبناءكم لسبع وأدبوهم لسبع وخاووهم لسبع
ولكن للأسف نحن ندلع لما شاء الله ثم ينقلب الحال حين يكبر الإبن أو البنت ويبدأ بممارسة حياته بعيداً عن سيطرتنا ثم نبدأ بإلقاء اللائمة عليه لأنه ما عاد يسمع لنا أو ما عاد ينفذ ما نريد دون مناقشة
ونسينا أو تناسينا أننا نحن من أوصله لهذا الأمر
بعدم تعاملنا معه التعامل الصحيح منذ نشأته حتى شب عن الطوق
أعتذر وبشدة على الإطالة وعلى الخروج عن لب الموضوع
وهو تقديم النصيحة لهؤلاء حول سوء استخدام وسائل الاتصال
ولكن عذري
أن الضيف عندكم هو صاحب المكان
أخي العزيز
شكراً لا تفيك حقك
على مثل هذا الطرح المميز
جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الله ورعايته