الفصل التاسع والاخير
احتاجت لكل ما لديها من ارادة لتظهر بصورة طبيعية امام والدتها عندما وصلت اى الشقة في سدني ذلك المساء.
"دافينا عزيزتي, لم اتوقع ان تعودي, هل حدث امر ما؟ ليس السبب رسالتي؟"
قبلت والدتها ونظرت حولها براحة: "لا ان عمل مرهق جدا, لذلك استقلت منه وعدت."
ابتسمت والدتها وعلقت: "لا بد انك شعرت السوء من جراء ذلك, فأنت كفوءة جدا, ليس فقط في عملك بل في التعامل مع الناس, لكن كما تعلمين, اتمنى لو تفكرين في القيام بعمل اخر. فهذا ليس عملا جيدا لحياتك كلها, وبالمناسبة,ماذا عن الجزيرة هل التقطت العديد من الصور؟"
"انها رائعة الجمال من هذه النحية, اتعلمين امي, لدي شعو بان هذا اخر عممل لي كمدبرة منزل؟ لا ادري كيف,لكنني ساهتم بالتصوير لفترة, كما وانني ادخرت بعض المال, فمن يعلم, قد اصبح مشهورة جدا وفي الوقت الحل ساعمل على تصوير الازياء."
منتديات ليلاس
"ساساعدك في البحث عن عمل." ثم بدلت امها لهجتها السعيدة وهي تقول: "وماذا عن دارين؟"
"لا تقلقيي بشأنه لا يستطيع ان يسبب لي الاذى الان." قالت دافينا ذلكك وتوجهت نحو غرفتها.
ترددت امها لكنها لم تحاول الضغط عليها.
لكن عندما ذهبت دافينا الى سريرها تلك الليلة اغلقت بابها وحدقت حولها في الغرفة وفي كل الصور المعلقة على الجدار, تساءلت ان كانت تستطيع جمع ملف وتحاول الذهاب للحصول على عمل في المكتبات والوكالات, وان كان لديها القدرة للبحث عن عمل كمصورة, ام انها ستبقى هاوية او ستتوقف عن الشعور وكانها ستموت.
جلست في سريرها وغطت وجهها بيديها.اكتشفت انه لا يهم كم تقول لنفسها ان ستيف وارويك شخص لا يحتمل فهي لا تشك لحظة كم تحبه وهي لا تصدق انها تستطيع ان تغرم باحد غيره ومهما قالت لنفسها انها تصرفت بجبن, فهي تشع وكانها خدرة وتساءلت كيف يمكن لغضبها ان ينضب هكذا.
لكن بعد مرور ايام قليلة شكت ان كانت ستتمكن يوما من وضع ستيف وارويك خارج حياتها, ومهما يكن فالالم يزداد, انها تخلت عن رجل صعب ومتفاخر ولكنه ايضا رئع. لكن بسبب انها لا تزال غير قادرة على ان تثق باي رجل لماذا لم تدافع عن نفسها وتخبره عن رسالة دارين؟ لانها كانت تعلم انها ستضع حملا جديدا, او لانها جبانة وتريد اي شيءء لتختبئ وراءه.
فكرت, انها لن تعلم الجواب وربما لن تعرفه مطلقا الا اذا وضعت دارين وراءها الى الابد.
جمدت فجاة مع انها كنت تنظر الى الصور التي التقطتها في لوردهوود وهي تفعل ذلك لان واالدتها ترغب بشدة في رؤيتها وتريدها ان تضعها في ملف خاص. فتحت عينيها وتنفست ببطء. هل يمكنها القيام بذلك؟ هل يمكنها العودة الى ستيف لتقول له, جعلتني اكرهك احيانا لكن في معظم الاوقات احبك, ولذا ان كنت لا تزال ترغب في الزواج بي فانا مستعدة للقيام بهذه الخطوة ايضا؟"
منتديات ليلاس
بعد مرور اسبوع هبطت على المدرج الضيق في لوردهوود وتوسلت لتجد من يقلها من المطار.
رات المنزل يشع تحت اشعة الشمس ولم يكن هناك اي شخص, ترددت قليلا امام الباب الرئيسي ثم دخلت, في الطابق الاعلى, وجدت ان الغرف الثلاثة ما زالت تستعمل لكن احدا لم يكن فيها, كما وان هناك اثارا لتناول الطعام قبل وقت قليل, لذللك ذهبت الى غرفة الجلوس حيث جلست تنتظر. مرت ساعة قبل ان ياتي حيث بدات الشمس بالمغيب, سمعت صوت الشاحنة فشعرت بالتوتر, ثم سمعته يدخل عبر المطبخ. حبست انفاسها ولم تستطع التحرك. تركت حقائبها في القاعة ومع ذلك سمعته يسير نحو الدرج ثم توقف وغير اتجاهه. رفعت نظرها وهي تشعر بقلبها يخفق بقوة ثم راته عند مدخل الباب, فالتقت عيونهما لفترة طويلة.
اخيرا قالت: "اتمنى انك لا تمانع من قيامي بذلك, اقصد لانني سمحت لنفسي بالدخول."
"بالطبع لا." قال ذلك بهدوء مع انه بدا وكانه يرغب في قول المزيد,لكنه لم يفعل.
ستيف اتيت لاخبرك بشيء ما. هل ترغب ف سماعه؟ لا ادري ان كان ما ساقوله سيشرح لك ما حدث, لكني اريد المحاولة."
"بالطبع, لم لا تجلسين؟"
هذا ما فعلته, فاقترب وجلس قبالتها بدا لها انه متعب ومتوتر وهناك خطوط واضحة حول فمه, لكنها ابعدت افكارها عن هذه الامور متعمدة, قالت: "ستيف.. اه, هل تقرا الرسالة اولا؟" اخرجت رسالة دارين من جيب بنطالها وقدمتها له.
قطب جبينه وهو يقرا, ثم رفع عينيه اليها وقال: "تابعي؟"
اه يا للهول, قالت: "هذه الرسالة وصلتني في اليوم اذي غادرت فيه وهي السبب, لهذا فكرت في الرحيل بتلك الطريقة. ولم انكر انني استطيع القيام بشيء ما لحل هذه المسالة الا في وقت لاحق, وانني لن اعلم كيف ستجري الامور بيننا الا بعد الانتهاء من مشكلة دارين."
توقفت عن الكلام للحظة قبل ان تتابع: "لذلك اتخذت الخطوات الكفيلة بالا يشكل دارين اي تهديد لك, ذهبت لرؤيته واخذت معي كل المواضيع التي تتعلق بتفاصيل حياتنا معا. بما فيها الضغط اذي مارسه علي هو والدي, كذلك كيف عمل على نقل كثير من ممتلكاته الى اسمي ليتمكن من التهرب ممن دفع الاموال وكثير من الامور ااخرى, بما فيها اسماء كل امراة تقرب اليها امامي.
قال ستيف: "وهل لديك براهين؟" لم يكن ذلك سؤالا بل اهتماما منه.
"اجل لدي براهين, فقد كنت اكتب مذكراتي, وليسس من اجل اي شيء من هذا القبيل, بل بدا لي عملي ذاك امر يخفف الضغط عني, في البداية لم يصدقني ولم يصدق انني سافعل ذلك, بأ اذهب الى برامج بول غرانجر وقول كل ما لدي ثم حاول ان يقول لي ان احدا لن يهتم بما ساقوله,وعندما اكدت له ان بعض تلك النساء هن متزوجات من رجال من الحكومة, عندها بدل لهجته, قال لي عندها انني لست بافضل منه, حسنا لانهي هذه القصة الطويلة المملة, عقدنا اتفاقا بالمقابل لصمتي سيبقى بعيدا عن حياتي الان والى الابد."
"دافينا."
"لا دعني انهي كلامي, كنت دائما اشعر انن ساصبح سيئة ان قمت بمثل هذه الاعمال, لان الوحول ستلتصق بي بطريقة ما, لكنني وجدت ان ذلك لم يحدث. وربما يعود الامر الى ما قلته, ان يكون المرء ضحية فهذا يعني انه بخطر ليصبح ضحية بارادته.
والان لاني تمكنت من التخلص من الخوف منه ومما حدث معي, فق كنت اشعر اني غير قادرة على التجربة مع اي شخص اخر, لكن.."
نظرت الى يديها قبل ان ترفع نظرها الى عينيه وتتابع: "لم اعد كذلك."
اعتقدت انه تند, ففكرت انها علمت السبب وشعرت بسهم من الالم يصييبها في قلبها وهي تقول: "لكن اذا كان على الرغم من توضيحي للامور او مهماا يكن, انت لا تريدني, فانني سارحل."
قال بلهجته السابقةة المتفاخرة: "لا لن تفعلي, لن ترحلي مطلقا بعد الان."
همست: "ستيف." اتسعت عيناها عندما نهض وضمها بين ذراعيه وشدها اليه بقوة بالكاد استطاعت التنفس.
"ما كان عليك القيم بذلك, ما كان عليك ان تعاني كل هذه المعاناة لانني مجرد احمق كبير." تبع وهو يطبع قبل خفيفة على شعرها: "كدت ان اقتله وتقريبا فعلت ذلك عندما اكتشفت الامر."
حدقت به غير مصدقة: "كنت تعلم؟"
قال:"ذهبت لرؤيته بعد عدة ايام من زيارتك, اخبرتني لوريتا عن المقالات بالصحف واعطتني معلومات عن مقابلة بول غرانج, حسنا ان اردت الصدق, بعد ان اوصلتك الى المطار ابتعدت عن الجميع لمدة اسبوع كامل ولم يتمكن احد من الاتصال بي." اعاد راسه الى الوراء وهو يتابع: "لا اتذكر انني شعرت يوما بمثل هذا الشعور, لم اكن قادرا على تصديق ما الذي يحث معي بانني لم اتمكن من الاحتفاظ بالمراة الوحيدة التي احببتها فعلا, والسب يعود في ذلك لاخطاء قمت بها, لكن عندما عدت الى المنزل واجهتني لوريتا واخبرتني بعض الحقائق الي كان علي التفكير بها بنفسي, وعملنا معا انا وهي وكانديس ولافينيا على تصور ان الرسالة التي وصلتك في ذلك اليوم هي سب رحيلك. فكرت ان الشخصين الوحيدين القادين لى ازعاجك هكذا هما دارين سميث هاستنغز او بول غرانجر, وهكذا بدات بسميث."
منتديات ليلاس
مرر اصابعه بلطف على جانب وجهها وتابع: "كنت مندهشا من ردة فعله, في البداية رفض رؤيتي, وهكذا قمت بتهديد سكرتيرته حتى ادخلتني, عندها بدا قلقا جدا واول ما قاله: انتهى الامر وارويك يمكنك اخذها الان, لقد عقدنا اتفاقا, طلبت منه ايضاحما يقوله, فقال انا متاكد انها اخبرتك كل التفاصيل القذرة بنفسها, لكن قلت ل انني احب سماعها منه وادرك اخيرا انني كدت ان اخنقه عندما انهى كلامه. ولا اعتقد انه سينسى ما حدث طوال حياته."
حركت دفينا وجهها على صدره وهي مغمضة العينين لتشعر بالدفء الامان اللذين اشتاقت لهما, "اذن انت الان تتساءلين على ما اعتقد لماذا لم اذهب مباشرة اليك؟"
"لا, اقصد..."
طبع قبلة على راسها وقال: "كل ذلك بسبب غلطة لوريتا, فقد قالت لي انني ارغمك على اتخاذ قرار الزواج بسرعة وربما اخيفك ايضا, عمت ان ما اقوم به لا ينجح. وهكذا اعتقدت مرة جديدة انه ربما يمكنني الانتظار او ربما علي الانتظار, لانك لم تقدمي على ما فعلته الا اذا... ولهذا اتي الى المنزل, لكن هذه الايام الاخيرة مرت علي بتعاسة شديدة, لم استطع النوم ولم اتمكن من القيام باي شيء او حتى العمل. وعلمت انني لن استطيع الانتظار اكثر."
قالت وهي تضع يديهاعلى وجهه: "ستيف احبك.
لكنه قال: "توقفي عن ذلك فهناك المزيد, عمت ذلك بنفسي ولم اكن بحاجة الى لوريتا لتخبرني به, علمت ان بعد تجربة مزعجة كت تشعرين بالالم والمهانة والخوف من الرجال, لكن ما الذي لم استطع القيام به هو اعطاؤك الوقت الكافي الذي تحتاجينه, اه حاولت لكن لم استطع. فانا لم ارغب يوما بامرأة كما شعرت نحوك, والخوف من عدم الزواج بك افسد علي حياتي وهذا ما دفعني لقول ما تفوهت به وانت مغادرة,فمع مرور كل يوم كنت اشعر بوضوح اكثر اني لا استطيع التخي عنك وتركك ترحلين, وهكذا علمت انني من نوع الرجال الذين تخافين منهم, لانهم يريدون منك تنفيذ اوامرهم واعتقد انك فهمت ما اقصد."
"ستيف."
"دعيني انهي كلامي عزيزتي, لا اريد ان يكون هناك اي سوء تفاهم بيننا, كنت افكر بالا ارغمك على التحدث عن الزاج حتى تشعري بالامان وترغبي بالرتباط بي بنفسك, لكن كن اريدك ان تعلمي ان تزوجت بي فانك لن تغيبي عني مطلقا."
قالت باصرار: "ستيف دعني اخبرك ما الذي فكرت به, فكرت اني ساحظى بحياة مخيفةمعك." ابتسمت عندما لاحظت التوتر عل وجهه فتابعت: "واعلم انك تفعل المستحيل لتحصل على ماتريده, لكن ناك اتفاق واضح بيننا وهو انني لا استطيع العيش من دونك, فانا اشعر بالضياع والوحدة وهناك الم في قلبي لا احد يستطيع شفاءه غيرك."
عانقها حينها ولم يدعها تكمل ما تريد قوله, قال بعد لحظات:"لا بد ان عددا كبيرا من الناس سيقولون لك انك مجنونة."
قالت: "هناك اشخاص قلن لي العكس تماما."
منتديات ليلاس
رفع حاجبيه متسائلا: "لا يمكنني ان اتخيل من هذا اذا لم نتكلم عن لافينيا فهي بالطبع متحيزة لي."
"حسنا لنرى, اولا مايف, قالت لي في اليوم الذي التقينا فيه انك رجل رائع, من الصعب التعامل معك لكن الزوجة لا تطلب اكثر."
ضحك وعلق: "هذه هي معجبتي الوحيدة."
"لا هناك ايضا كانديس فهي دائما تقف بجانبك عندما تختلفان لوريت ولافينيا,,تقول بانك شخص صعب جدا."
"يمكني تخيل ذلك, وستسعد كانديس كثيرا بما حدث الان."
"انا ايضا سعيدة, واشعر بالخجل من الطريقة التي غادرت بها."
"لا داع لذلك." ابتسم بمكر قبل ان يكمل:"لقد حققت انسجاما بين لافينيا ولوريتا بمواساتي, ما كنت لاتخيل انه ممكن. كما واهن ما زلن هنا."
"كما وان لوريتا طلبت مني ان افكر مليا بك, فانت رجل تطب كل شيء وبالتالي تقدم كل شيء."
"اه علي الموافقة على ذلك." تابع بصوت عميق اجش: "كن اعيش في كثير من التخيلات معك, وليس هناك اي ظلال من الحزن في عينيك, في هذا المنزل اثناء المطر او الطقس الرائع, وكنت افكر بالاولاد, فتاة تشبهك تماما وتتمكن من السيطرة علي باصبعها الصغير وتثق بي لدرجة انها تخبرني بكل ما يشغل بالها, وصبي يمكنني الا اورثه فقط كل ما املك بل ايضا حبي لهذه الجزيرة وحبي واحترامي لوالدته, ولم استطع لحظة من التوقف عن التفكير في ذلك."
همست: "اه ستيف." وانهمرت الدموع من عينيها وهي تلقي براسها على صدره.
"لا مزيد من الدموع دافينا, هذا وعد مني."
"والان ماذا سنفعل؟"
هذا ما سالته دافينا بعد مرور سنة على زواجهما, اما المناسبة فكانت اول احتفال بولادة ابنتهما, ارتدت لافينيا ثوبا حريريا ازرق اللون ومجوهراتها المصنوعة من اللؤلؤ الصافي, اما لوريتا فارتدت ثوبا من التافتا بلون اصفر شاحب وكانت تضج حيوية ونشا. بت كانديس كزهرة في ثوبها الزهري وهي منشغلة بالطفلة مع والدة دافينا, اما دافينا فقد بدت تالقة ومميزة جدا بثوبها الازرق الباهت. لم يكن هناك ال عدد قليل من الغرباء, فلافينيا لا تسطيع الا ا تدعو بعض الضيوف وان تعلق على ثياب امراة ابنها. لكن لوريتا ابتسمت وعلقت ان على الام ان تكن مميزة لتتمكن من القيام بكل ما تطلبه حماتها.
منتديات ليلاس
كل ذلك لم يشغل دافينا ويدفعها لترفع نظرها عن ابنتها البالغة من العمر ثلاثة اشهر لتنظر الى عيني ستيف وتساله بكل الحب والمرح في عينيها, فهذه الفتاة والتي اسمياها كارولين وارويك, لديها شعر قليل لكن بني واشقر اللون, اما عيناها فلا تشبهان الا عيني والدها.
كر وهو يبتسم ويضع يديه حول خصر زوجته: "الان ماذا سنفعل؟ سنتابع المحاولة."
لمعت عيناه بالمرح والمكر معا, وهذا ما جعل قلب دافينا يخفق من السعادة والحب.
"يبو انني مولع بك سيدتي."
اجابت وهي ترفع وجهها لتعانقه:"وهذا ما انا عليه ايضا سيد وارويك."
تمت والحمد لله
وبعتذر عالتاخير
بس صارت معي ظروف
وبتمنى قراءة ممتعة للجميع