كاتب الموضوع :
ليتني اعود طفلة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
تنهدت متظاهرة بالضيق ثم وقفت على رؤوس قدميها لتتقبله.
قال مفكرا: "اذا, كانت هذه قبلة واحدة من بين كثيرات."
ضحكت وهي تجيب: "والان هل تتركني بسلام من فضلك؟"
اجاب: "بالطبع ان فعلت هذا." ضمها اليه وعانقها ثم تابع: "كنت امازحك كما تعلمين بدون شك."
"انت شخص لا يمكن تصديقه, لو ان احدا اخبرني انك هكذا عندما التقينا للمرة الاولى, لما كنت ساصدقه ابداز"
"مثل ماذا؟"
بالكاد سمع صوتها وهي تقول: "لطيف هكذا, ومن المتعة البقاء بقربك."
ابتسم قليلا واجاب: "هل فكرت يوما اننا نستطيع ان نظهر الافضل في كل منا؟"
رفعت عينيها اليه فحدقا ببعضهما للحظات عدة, ثم قالت بصوت قلق: "لا ادري ان كنت ابعث المرح اثناء وجودي برفقة احد ما."
"حسنا, انت هكذا صدقيني."
فكرت دافينا كيف يمكن له ان يقول هكذا...
لكن بعد قليل من الوقت قال: "ان كنت جادة في اعداد الطعام فعليك ان تبداي في العمل فورا."
ابتعدت عنه وقالت بسخرية: "سيد وارويك, انت من بدا بكل هذا." وتوقفت عن الكلام لتتنهد.
"اخبريني عنه دافينا."
"كان شخصا صعبا جدا, شديد الطموح وبدا بانشاء عمل مهم جدا ادى في النهاية الى افلاسه, لكنه احتاج لكثير من الجهد والطاقة, لكن ان فكرت في الامرو الان اعتقد انه كان دائما يشعر بالقلق, لانه لم يكن يوما وكان شديد الانتقاد, لذلككنا انا وامي ووالدتي نشعر دائما باننا نتخلى عنه بطريقة او باخرى, حتى عندما كنت اتفوق بالمدرسة كان دائما يقول لي انه بامكاني ان اكون افضل. وان لم تسر الامور جيدا في عمله كان يتخلص من ضيقه ببالقاء اللوم عليها, لكن اخبرتني مرة انها كانت تفكر بانها ليست مدبرة منزل جيدة ولا حتى اما او زوجة, مع انها كانت كل ذلك واكثر. ولم يكن يترك مناسبة حتى يذكرنا ان كل الثراء الذي نعيشه يعود له وحده, قد يبدو ما اقوله امر مربك, لكن كنا نعيش معا والاحساس بالذنب يثقلنا بسببه."
"وهذا لم يشعرك بالراحة عندما قررت مساعدته بالزواج من دارين؟"
"لا, لكنني فعلت ذلك من اجل والدتي اكثر مما هو لاجله, مع انها توسلت لي الا افعل, لكنني لم استطع تحمل ان ارى ما الذي تمر به."
"هل كنت تشعرين بالتشابه المطلق بين والدك ودارين؟ط
فكرت دافينا لفترة ثم قالت: "كنت مدركة لمرين, انني كنت اشعر بالخوف والضيق من رؤيته, لكنني لم افكر به كثيرا, كما وانني اخبرته عن سبب زواجي به كي لا اتظاهر انني احبه, لكنه قال لي ان هذا الامر لا يعنيه."
"كم من الوقت بقيتما معا؟"
"سنة باكملها."
"سنة من العذاب؟"
"لا... بعد ثلاثثة اشهر من رفضي الدائم له, اعتقد ان كبرياءه قطع كل صلة بيننا, وقد دهش لانه لم يتمكن من السيطرة علي وهكذا عمل على اذلالي, او هذا ما تمناه, مع كل امراة يتمكن من التودد اليها." ابتسمت بدون اي مرح قبل ان تتابع: "شعرت براحة كبرى لانني لا اهتم مطلقا له, لكنه وضع علي شرط ان اظهر كزوجة سعيدة معه والا سيرفع الغطاء عن ابي, وهذا ما حدث لمدة تسعة اشهر ذهبت الى كل الاماكن التي طلب مني الذهاب اليها, وقمت بكل الزيارات الاجتماعية التي يريدها, ارتديت كل الثياب التي كان يدفع ثمنها, كما وكانت تلتقط لنا صور معا وانا ابتسم له كزوجة وفية سعيدة بزواجها, وتعمد ان يظهر امامي كل النساء اللواتي يخرج برفقتهن ويتاكد من دعوتهن الى ككل حفلة اكون بها."
قال ستيف وهو يمسك يدها: "عزيزتي تستحقين ميدالية على صبرك."
علقت قائلة: "ان كان يجب تصديق كا قاله بول غرينجر, فانا لم اخدع احدا."
"ربما تحدث من خلال حدسه الشخصي."
ارتجفت قائلة: طربما ما تقوله صحيح."
|