"iهل تعلمين ما احب؟" قال بعد عشر دقائق وهو يحمل صينية عليها لحم مجفف وخبز وجبن وخصار وفاكهة, ثم وضعها على الطاولة امام المدفاة.
اجابت دافينا وهي تنظر الى لوحة مائية لجبل غوار:"لا."
"احب ان افكر انك تثقين بي بما فيه الكفاية لتخبريني المزيد عن زواجك."
جلست وهي تتنهد ثم قالت: "تقصد كيف كانت حياتي مع دارين؟ انا لا ارغب حتى في التفكير بذلك."
جلس قربها وقال: "حسنا كما تشائين."
ارتاحت دافينا قليلا وتناولت قضمة من الخبز المحمص, قالت بحزن: "لم ادرك انني جائعة... ستيف هل تؤمن بالحب؟"
فكر قليلا قبل ان يجيب: "الحب الذي لا يتغير حتى الموت؟"
همست: "اجل."
"اجل, لكن لا اعلم ان كان يصيب المرءفجاة, ان اردت الحقيقة." ثم نظر اليها متسائلا وتابع: "وانت؟"
"حقا لا اعلم."
"لا تؤمنين بالحب او لا تعلمين ان كان هكذا الحب."
رفعت كتفيها واجابت: "الاثنان معا, لكن ربما هذا ما اشتاق اليه, على رغم الانطباع المغاير الذي اعطيه للناس."
"اعتقد جميعنا هكذا."
"وانت ايضا؟" نظرت اليه من تحت رموشها الطويلة.
اراح راسه على الاريكة قائلا: "ان اردت الصدق هذا امر حقيقي, لكنه لم يكن امرا مهما في حياتي, اعتقد انني كنت بانتظار الفتاة المناسبة وان هذا ما حدث معي في السابق. لكنها لم توافقني الراي."
سالت دافينا: "كيف حدث ذلك؟"
"قالت لي بوضوح انها لا تستطيع ان تمضي حياتها هنا تماما كما لا تستطيع الطيران."
سالته: "وحطمت فؤادك بذلك؟"
نظر اليها باستياء واجاب: "اعتقد انه امر مزعج بما فيه الكفاية, الا تعتقدين ذلك؟"
"اجل, لكن..."
"هل تظنين ان على الزوجة ان تطيع زوجها بشكل مطلق؟ لا اعتقد ان هذا ما تفكر به الزوجات هذه الايام, واعتقد هذا امر جيد, فانه يوفر الكثير من الالم والحزن في وقت لاحق."
سالته فجاة: "وماذا عن الفتاة ذات الثوب الاحمر؟"
قررت ان تكون صادقة معه فتابعت: "قالت لي لوريتا انها تقيم في الجزيرة وهي تلاحقك باستمرار."
قال بنبرة مليئة بالمرح: "اذا كنت تراقبينني؟"
تنهدت واجابت: "بدون قصد مني."
"عرفت ماري هارغريفر كل حياتي, فقد ولدت هنا, مع انها غادرت اللجزيرة لعدة سنوات ولم تعد الا مؤخرا." رفع حاجبيه وتابع: "مع انها تبدلت كثيرا."
"كيف تبدلت؟"
"انها اكثر اناقة واكثر دهاء, لكن شيئا واحدا لم يتغير, فهي تحب هذا المكان كثيرا."
"هل فكرت يوما بالزواج منها؟"
"لا."
"مسكينة, فهي تحبك."
"حتى انني لم احاول التودد اليها, ان اردت الحقيقة."
فكرت دافينا, انه ليس بحاجة ليفعل ذلك, لكنها لم تقل بل قالت: "وليس هناك فتاة اخرى؟"
راته ينظ اليها باستياء قبل ان يقول: "لدي علاقات قليلة."
"ستيف, لماذا كنت تحاول الابتعاد عني وتركي وحيدة طوال الفترة الماضية, هل تعمدت ذلك؟"
"اجل." قال موافقا, ثم تابع: "لا بد انك لاحظت انني لست بشخص يتحلى بصفة الصبر, فكرت انني لست الضخص الذي انت بحاجة اليه, لكن في الحقيقة, وجدت من الصعب ان اعيش معك في نفس المنزل وانت لست لي. اسف ان كنت ابدو فظا, او حتى انني ادرك وكانني ابدو هنا مثل دارين, لكن هناك فرق واحد. اعتقد ان الشعور متبادل بيننا."
قالت بصوت هامس: "هذا امر لا استطيع ان انكره."
لم يقل اي شيء اخر بل امسك بيدها وضغط على اصابعها برقة.
شعرت دافينا بالدموع تملا عينيها, لكنها اجبرت نفسها على البقاء هادئة, قالت: "شكرا لك على صراحتك, ويمكنني ان افعل مثلك, فكرت بالحصول على شخص مثلك للاعتناء بي في الوقت الراهن بعد كل السنوات الماضية. لكن ما يخيفني انني على الرغم من حاجتي الى الحب والعطف لكنني اعاني من الاحساس بعدم الامان وهذا ما يجعلني اشعر بالقلق من الارتباط باحد."
"لم لا تتركين هذه المسالة لي دافينا؟ ودعيني اخبرك شيئا ما, في تلك المناسبة التي لا تنسى عندما رايتك للمرة الاولى, وتصرفت معك بطرقة فظة, السبب الرئيسي لتصرفي هذا احساسي كم انت فاتنة الجمال."
"لكن كان واضحا في عينيك انك تراني فتاة سهلة."
"اعلم, اعتقد ان السبب هو الحاسة السادسة لدى المرء. لكن في الواقع لا اهتم مطلقا من الاعجاب من النظرة الاولى. فمن الافضل ان يكون المرء اكثر حكمة. كما وان من الصدمة لاي رجل ان ينظر الى امراة ويشعر بالضعف امامها, حتى وان كانت معجبة به."
ابتسمت دافينا وعلقت: "اراهن ان معظمهن كن يظهرن لك ذات الاعجاب."
"حسنا, لكن هذا امر اخر, بالاضافة الى الرغبة في ايجاد الفتاة المناسبة والا تكون سريعة الارضاءء."
"هذا امر الرجل وحده يفكر به من هذه الناحية."
"اعلم فنحن نوع صعب جدا."
"بدون ذكر انكم من النوع الخطر ايضا."
"اه بالطبع."
ضحكت, ومن دون ان تفكر وضعت راسها على كتفه واغمضت عينيها, فضمها اليه, فكرت وبسعادة كم هي محظوظة لتلتقي به خصوصا مع مرور الايام حين اكتشفت انه يعمل على جعلها تنسى الايام القاسية التي عاشتها في الماضي.