[CENTER][SIZE="5"][COLOR="Navy"][FONT="Times New Roman"]"انت دافينا سميث هاستنغز اليس كذلك؟"
حدث ذلك بعد مرور سااعة او اكثر من تواجدها في الحفلة والتي كان عليها ان تعترف انها استمتعت بها, فقد اخذتها لافينيا تحت جناحها وعرفتها على ضيوفها بانها دافينا صديقة للعائلة, لكنها بقيت تشعر بالقلق لانها لم تتمكن من تذكر كل الاسماء والوجوه, غير ان كل شخص في الحفلة كان على استعداد للتحدث معها ولو لوقت قصير. حتى ان واحدة او اكثر ابدت اعجابها بثوبها وسالتها من اين حصلت على هذا الثوب الرائع. وهكذا اصبحت اكثر هدوءا وشعرت وكانها واحدة من هؤلاء الضيوف, مع انها لم تعر ستيف اي انتباه, لكنها لاحظت ان هناك فتاة جذابة ترتدي ثوبا احمر اللون تتقرب اليه وتعامله وكانه حبيب في كل الارقات, كانت تجد لافينيا او لوريتا قربها, مع انهما الان اختفتا في المطبخ, وهكذا اقترب منها رجل قصير سمج وقد بدا وجهه مالوف بطريقة ما, وهذا ما اربكها وزاد من قلقها.
قالت باختصار: "ماذا؟"
"كيف هو دارين؟"
تحرك عصب في خدها, سالته: "من انت؟"
اجاب ببساطة: "بول غرانجر, لقد تعارفنا من قبل. لكن يراودني شعور ان اسمي لم يعن لك الكثير."
منتديات ليلاس
قالت ببرودة: "تذكرتك الان سيد غرانجر, لكنني رفضت كل اتصال من محطة التلفاز التتي تعمل فيها لاجراء مقابلة في برنامج ما, ولم يتغير اي شيء حتى الان."
رفع كتفيه واجاب: "هل تعلمين ان لدي فريق عمل هنا في الجزيرة دافينا؟"
"وما يعني هذا؟"
"حسنا نحن هنا من اجل تصوير فيلم وثائقي عن هذا المكان الفريد, كما وانني افكر في اضافة المزيد من الاثارة على عملي ان استطعت الوصول الى الزوجة السابقة لدارين سميث هاستنغز. كما وانني استطيع ان اتخيل لماذا تعمل كمدبرة منزل. وهو مركزك الحقيقي في عائلة وارويك. مع انني..." نظر اليها من راسها حتى قدميها قبل ان يتابع: "اتساءل.. ان كان ستيف وارويك هو زوجك التاي. اه, اسمعي, هناك الكثير من الامور استطيع التحدث عنها, هل تزوجت دارين من اجل ماله مثلا؟ وهل تخليت عنه عندما افلس؟ كما وانني استطيع ان اصلك به, ففي المرة الاخيرة التي اجريت معه مقابلةة, والتي لم تتم منذ وقت بعيد, بدا وكانه يستعيد مركزه السابق, انه راغب في العودة اليك, وذكر انك تزوجته فقط من اجل مصلحة والدك, الا اذا كان هناك بديل اخر."
قالت دافينا بصوت مخنوق: "ماذا؟"
"بامكانك ان تجري مقابلة معي دافينا, في غرفة لا تحمل اي اثر للمكان الذي تعيشين فيه, وهكذا لا احد يعلم اين انت, وبامكانك اخباري عن كل حياتك المقلقة مع دارين سميث هاستنغز.."
منتديات ليلاس
قال ستيف وارويك من وراء دافينا: "لا اعتقد انها ستفعل ذلك, اتعلم يا بول لم اعجب يوما باسلوبك الوقح في الصحافة, لكن ما تفعله الان مناف للاخلاق ايضا, ولن اشعر باي ندم لانني يجب ان اطلب منك المغادرة. والامر الاكثر اهمية, ان وجدتك تلاحق دافينا في اي مكان, فلا بد انك ستندم على عملك."
وقف بول غرانجر صامتا للحظة ثم تمتم: "حسنا حسنا, ها قد ادخلتك في حياتها, اتمنى لك ان تدوم علاقتها بك اطول من زواجها السابق يا صديقي, عمت مساء."
"اجلسي."
قالت دافينا باضطراب وقلق: "اه ماذا افعل الان؟"
سكب ستيف لها كوبا من المياه الباردة وقدمه لها وهو يقول: "اشربي هذا واجلسي قليلا."
كانا قد دخلا غرفة الجلوس واغلق الباب وراءهما مع ان الحفلة بدات تهدا وبعض الزائرين غادروا, وتعمدا الابتعاد من دون اثارة اي انتباه لهما.
قالت دافينا بدلا من ان تجلس: "انت تعلم ما الذي يحدث الان اليس كذلك؟ سنصبح ملاحقين من قبل فريق, وستعلم الصحافة بما جرى..." رمت نفسها على المقعد وتابعت: "والان هل تفهم لما انا..."
"اجل, لكن كان من الممكن ان يلتقي بك عند الشاطئ دافينا, اذا انه دارين سميث هاستنغز, كنت اتساءل ان كنت تستخدمين جزء من اسم عائلتك."
قالت بغضب: "وماذا ان فعلت؟"
"هل تعتقدين انه يريدك في حياته من جديد؟"
" لا لا اعتقد ذلك."
"تبدين متاكدة مما تقولينه."
وضعت يديها على وجهها واجابت: "صحيح, كل الذي يحاول القيام به على ما اعتقد, ان يستعيد جزء من شهرته السابقة, باظهار نفسه كالزوج المظلوم, خصوصا ان كان يحاول استعادة مكانته السابقة."
"فهمت."
رفعت نظرها محدقة به للحظة, ثم قالت بانزعاج: "انت لا تصدقني اليس كذلك؟ او على الاقل تفكر فيما قلته؟"
"لا."
نهضت بسرعة وتحركت بقلق واضطراب وهي تحاول المغادرة قائلة: "علي ان ارحل."
"لا دافينا, قلت لك لا."
تمتمت بفقدان صبر: "يجب ان ارحل."
"والى اين ستذهبين؟"
"لا اعرف لكن.."
"اذن انت خائفة ان يلاحقك دارين سميث هاستنغز الى هنا ان علم بوجودك لكي ينتقم منك, على الرغم من كونه معروفا جدا؟"
ارتجفت فجاة وهي تجيب: "اجل."
ساد الصمت لعدة دقائق وهي تحدق بالخارج والدموع تنهمر من عينيها, قال بعد قليل وهو يقف وراءها:
"اعتقد ان افضل ما لديك ان تبقي معي, عزيزتي انه لا يخيفني البتة."
تجمدت ماكنها لكن بعد قليل تحركت, حركت شفتيها لكن لم يخرج من فمها اي كلمة, بقيت عيناها خائفتان ومصدومتان.
تابع بصوت بالكاد يسمع وهو يلامس خدها بنعومة: "بينما في المقابل, هناك هذا الانجذاب القوي بيننا والذي لا نستطيع تغييره."
اجابت" لا, اقصد..."
"ها قد قلت الحقيقة في البداية دافينا." وضمها اليه وعانقها.
همست قائلة: "اه يا للهول." واغمضت عينيها فهي لا تستطيع ان تتنفس بهدوء.
ابتسم وسالها: "هل ستكونين بخير ان تركتك لعدة دقائق؟"
اجابت متلعثمة: "اجل, لكن..."
"لا تقلقي ولا تذهبي الى اي مكان, ساعود بعد قليل."
غادر لمدة خمسة عشر دقيقة, حيث عملت دافينا على استجماع قوتها, حاولت ان تصفف شعرها, لكن لم يكن هناك مراة في الغرفة فسرحته بقدر ما تستطيع باصابعها. سكبت لنفسها كوبا من الشراب وشربته على مهل. اخيرا وقفت في وسط الغرفة وقد لفت ذراعيها حول نفسها تفكر, هل من السوء ان يهتم بها شخص مثل ستيف؟ لكن هل سيحبها فعلا؟ انها لا تعلم, تعلم انه صعب جدا في بعض الاحيان, لكن هل يؤمن بالحب لممدى العمر؟ ولماذا لم يتزوج بعد؟ هل هناك اسرار ما في ماضيه؟ ولماذا تشعر ان بامكانه ان يكون ساخرا مثلها تماما؟
منتديات ليلاس
فتح الباب فرفعت نظرها اليه وقد لمع الخوف في عينيها, سالها وقد قطب جبينه: "ما الامر؟"
"ما الذي ستفعله؟ لا استطيع ان......"
نظر الى وجهها الشاحب للحظة, ثم قال: "ولا انا, لذلك سنذهب بعيدا. لا تقلقي لقد تحدثت الى لافينيا ولوريتا." مد يده اليها وتابع: "هيا لننطلق."
ترددت قليلا, ثم امسك بييدها واخرجها من الغرفة. سالت: "الى اين سنذهب؟"
"سترين بنفسك."
وضعت دافينا يديها في حضنها ما ان اقتربا من باحة الطيران, لكن ستيف مر من هناك متابعا سيره, رات حقيبتها والكاميرا في المقعد الخلفي مع حقيبة اخرى له بالطبع, لا بد انهما ذاهبان الى احد الفنادق التي يملكها في الجزيرة وكانه يريد ان يخبر العالم كله انهما معا.
لكنه مر من امام منزل الضيوف ثم قطع مسافة من الشاطئ قبل ان ينعطف صعودا, وكما يبدو انه يتجه نحو موقغ كاتالينا, لكن ما امتدت الطريق امامهما حتى لاحظت ان هناك مزارع خضراء في مواجهة جبل مالابار, ثم انعطف نحوطريق فرعية بدت وكانها مختبئة بين الاشجار الكبيرة والضخمة, ثم اوقف الشاحنة اماام منزل قديم وصغير وبالكاد يظهر تحت اشجار الصنوبر التي تحيط به.
"من فضلك قل لي ما هذا؟"
"ملاذ للعائلة. انه المنزل الاساسي لعائلة وارويك, وقد اتت لافينيا اليه وهي عروس منذ ستين عاما, وعملت مؤخرا على اعادة بنائه, ولست متاكدا ان فعلت ذلك حبا بالايام الماضية او رغبة منها في عرضه للاعلان كمثل الحياة القديمة في الجزيرة, ولا اعلم ان كنت سادعها تفعل ذلك فهي تقول لي دائما ان لا حاجةلي به الان طالما بنيت منزلا اخر. لكن اشعر بالفرح عندما اتي الى هنا, ادخلي واعطيني رايك فيه."
وقفت دافينا ونظرتحولها بدهشة واضحة, فالبيت صغير ومضاء بمصابيح على الكاز, وكانها عادت في الزمن الى الوراء, جميع الجدران خشبية ومطلية بلون العسل, غرفة الجلوس والمطبخ معا, وهناك مدفاة كبيرة ومقاعد كبيرة حولها. اما المفروشات, كطاولة الطعام والمقاعد فهي من خشب السنديان مطلية باللون الابيض, والستائر المزدانة بالتطريز الابيض تغطي النوافذ الزجاجية الملونة ويبدو الدرج المعلق على جدرانه صور قديمة رائعة الجمال.
قالت بصوت مليء بالدهشة: "انه رائع."
"تعاليو انظري الى غرفة النوم."
رات هناك ثلاث غرف وترك الغرفة الرئيسية الى الاخير.
حبست دافينا انفاسها وهي تنظر الى السرير الكبير باعمدته النحاسية والى الغطاء الابيض المطرز باليد والوسائد الحريرية, لاحظت السجاد الابيض والازرق على كل جانب من السرير وامام الخزانة الكبيرة لم تستطع الا ان تبتسم.
سالها: "اعجبتك؟"
"انها رائعة الجمال لكن..."
"اعلم لافينيا تبالغ في كل ما تفعله, وانا لا اتذكر الغرفة هكذا, لكن الغسيل والكي اهم ما تسال عنه لافينيا, وهي لا تستعمل هذه الاغطية بل تبقيها في الصندوق."
ابتسمت دافينا للمرة الثانية, استدارت وسالته: "كم من الوقت... اقصد...؟
قاطعها ليتابع عنها: "كم من الوقت سنبقى هنا؟"
نظر الى عينيها ولاحظ الخوف فيهما, فمد يده وابعد خصلة من شعرها ليضعها وراء اذنها وهو يتابع: "فقط طالما انت ترغبين في البقاء."
[SIZE="6"]نهاية الفصل السادس
قراءة ممتعة