سالت لوريتا: "لم تكن بفكرة جيدة؟"
اجابت بفرح وفكرت بنفسها انها تستحق جائزة على اجادتها التمثيل:
"اجل. فما زال يتصرف كطفل مدلل, علينا تحمل ما يجري حتى يتحسن مزاجه."
حدقت لافينيا بها للحظات ثم قالت:
"يملك طبعا مزعجا جدا في بعض الاحيان, لكن ما ان ينتهي مما يشعر به تنتهي المشكلة, فهو لا يحمل اي احقاد."
"اه, انا افعل" هذا ما فكرت به دافينا في وقت لاحق, ولحسن حظها انها عادت تكرهه كالسابق. توقعات لافينيا كانت صحيحة. ففي اليوم التالي عاد الى طبيعته, مع انه لم يعتذر لاحد, لكن عند العشاء انفجرت قنبلة جديدة
بدا العشاء بشجار وصراخ, فقد ارسلت لوريتا كانديس لتبدل ثيابها وترتدي فستانا بدلا من القميص التي ارتدتها فوق ثوب السباحة, هذا ما دفع كانديس لتقول لوالدتها انها تكرهها, مما دعا لافينيا للتعليق ان من اعمال لوريتا ان ترعى طفلتها الوحيدة وان تتاكد انها بثياب لائقة قبل ان تاتي لتناول الطعام.
منتديات ليلاس
لكن في اللحظة التي بدا وكأن الامور ستصبح بعيدة عن السيطرة وصل ستيف, الذي تاخر بسبب اتصال هاتفي, استوعب كل ما يجري بلحظة وقال بحزم وهدوء:
"ستفعلين كما طلب منك كانديس, وانتما ستتوقفان عن المجادلة لانني اكاد افقد صبري, لذا احذركما معا."
امتثل الجميع لما طلب منهن, وقدمت دافينا الدجاج الشهي المطهو مع البرتقال والموزع فوق طبق من الارز الابيض.
قالت لوريتا باعجاب ما ان تناولت نصف ما وضع في طبقها: "انت طاهية ماهرة بالفعل."
قالت لافينيا بخشونة: "علي ان اوافقك الراي."
تمتم ستيف: "اعجوبة تتحقق."
سمعته دافينا فقط التي كانت تجلس قبالته, كما وانه ابتسم لعينيها ابتسامة صغيرة اختفت قبل ان تلاحظها اي امراة اخرى, او على الاقل هذا ما تمنته دافينا لانها شعرت وكانها اصيبت بتيار كهربائي حتى اخر عصب في جسمها.
منتديات ليلاس
عندها رمت كانديس القنبلة دون اي انتباه او قصد منها:
"كيف تكونين سيدة متزوجة لا ترتدي خاتم الزواج او زوجك ليس معك دافينا؟"
"بل هي كذلك, ناداها ستيف السيدة هاستنغز ذلك اليوم, الم تفعل ذلك ستيف؟"
"ها قد بدانا, انها بالفعل مطلقة." قال ذلك وكأنه لا يتحدث مع احد بالتحديد, ثم تراجع الى الوراء على كرسيه ليراقب ردة فعل جدته.
قالت لافينيا على الفور وباستغراب: "مطلقة! يا عزيزتي كيف حدث ذلك؟"
توقفت دافينا عن تناول الطعام وتمنت لو انها على بعد مئات الاميال من هنا, لماذا ما يحدث معها يهم الاخرين؟ ولم عليها ان تفسر الامر لهذه السيدة؟ ولماذا يستمتع ستيف بكل ما يجري.
قالت ببرودة: "زواجنا كان غلطة, فقد كنا غير ملائمين لبعضنا كما حدث تماما."
واستأنفت تناول طعامها كأنها تقول انتهى الحديث في هذا الموضوع.
لكن ذلك لم يحدث, بل سألت لافينيا: "وكم كان عمرك؟"
اجاب ستيف بضيق: "عشرون سنة."
"هل خطف قلبك, وهل كان اكبر عمرا منك؟"
"في الواقع..." نظرت دافينا الى عيني لافينيا واللتين تشبهان تماما عيني حفيدها, فتنهدت في اعماقها وتابعت: "شيء من هذا القبيل."
سألت المرأة العجوز بلهجة امرة: "وليس لديكما اطفال؟"
"لا, لا اطفال لدينا."
بقيت لافينيا صامتة لمدة دقيقتين تمضغ بعض الدجاج, وكما هو واضح تمضغ مسالة طلاق دافينا في ذات الوقت, حتى قالت اخيرا: "حسنا, لا اعجب كثيرا بمثل هذه الامور, ان اردت قول الحقيقة, لكن بالمقابل هذه امور تحدث دائما, ولا يمكن ان نعاقب الناس على ذلك حتى اخر ايام حياتهم, خصوصا فتاة مثلك دافينا, ولا بد انه رجل مخادع لا يستحقك كما اعتقد, اذا هل كان هناك اي رجل اخر منذ طلاقك؟"
تنفست دافينا بهدوء وهي تضع شوكتها والسكين جانبا, ثم قالت:
"سيدة وارويك, يجب ان اعترض على..."
قاطعها ستيف وارويك قائلا: "لا لم يكن هناك اي علاقة باي رجل."
سألته جدته باهتمام: "وكيف علمت ذلك ستيف؟"
اجاب: "قمت باستجوابها بذات الاسئلة عن السيدة هاستنغز عندما وصلت الى هنا."
منتديات ليلاس
قالت لافينيا بعد لحظة وفرح واضح: "حسنا, اعتقد يمكنن ان نقفل هذا الموضوع نهائيا دافينا, بالطبع كنت لافضل لو لم يحدث ذلك مطلقا, لكن..." رفعت كتفيها وتابعت: "لا يستطيع المرء الحصول على كل شيء. هل هناك المزيد من هذا االدجاج الشهي؟"
وجدت دافينا نفسها تحدق بالمراة العجوز وقد فتحت فمها وهي تفكر, ربما كل هذا الجنون الذي لاحظته في هذا المنزل طوال الايام الماضية قد يكون معديا.
بالكاد تلفظ ستيف: "استطيع ان اسير مع التيار."
اما لوريتا التي تابعت كل النقاش باهتمام, غمزت بعينيها وقالت: "اه, انا ايضا."
بدات دافينا تفكر, لو انني افهم عم تتكلمان لربما استطعت المساعدة, لكنها رفعت كتفيها بلا اهتمام بدلا من ذلك ونهضت لتسكب لكل شخص منهم المزيد من الطعام.
اما اثناء تناول الحلوى ادركت ددافينا فجاة من تكون لوريتا, فقد تناول الحوار كل العموميات بشكل عام, حتى سال ستيف لوريتا كيف تجري اعمالها.
علقت لافينيا: "لوريتا هي مصممة ازياء."
نظرت لوريتا اليها بحزن وقالت: "دائما اجد صعوبة في القيام بذلك, لكن في النهاية ينجح الامر."
قال ستيف: "لكنك ل تفعلين ذلك بنفسك الان, اليس كذلك؟"
"لا..."
قالت دافينا فجاة وقد اتسعت عيناها: "لست لوريتا- كا؟"
لمعت عينا لوريتا واجابت: "كم هذا رائع, انت سريعة في التقاط الامور دافينا."
"ارتديت بعضا من ملابسك لكن ليس مؤخرا. فساتين السهرة التي تصنعينها مذهلة."
"شكرا لك, هذا ما اعتقده انا ايضا,لكن يسعدني ان اسمع ذلك من الغير."
علقت لافينيا بانزعاج: "لكنها تكلف الكثير."
"على النوعية ان تكون باهظة الثمن."
قال ستيف وهو ينهض: "وقبل ان تبدآ بالشجار ثانية, اريد ان اشكرك على هذا العشاء الشهي دافينا." كما وكان لديه الشجاعة ان يضيف وبوجه خال من اي تاثر: "هل سأحظى بشيء ما ترمينه علي اذا طلبت اعداد القهوة وارسالها الى مكتبي."
منتديات ليلاس
دخلت لوريتا المطبخ في اللحظة التي انهت دافينا التنظيف بعد العشاء, ومن الاصوات التي كانت تسمعها, علمت ان لافينيا وكانديس تراقبان التلفاز في غرفة الجلوس, وان ستيف ما زال في مكتبه يعمل.
سألت لوريتا: "هل تاخر الوقت لاعد لنفسي فنجانا من القهوة؟"
ابتسمت دافينا لها وقالت: "لا على الاطلاق, انا لست مدبرة منزل صعبة وتقليدية."
ابتسمت لها لوريتا بالمقابل واجابت: "لم لا تشاركيني اذاً؟ انها ليلة مليئة بالهواء المنعش يمكننا الجلوس على الشرفة في الخارج."
وهذا ما فعلتاه, وبعد حديث عادي قالت لوريتا: "انا سعيدة فعلا لانك لست مدبرة منزل تقليدية لانني بحاجة الى فرصة للتحدث مع احد, وكما لاحظت فانني امضي معظم وقتي في النوم حتى الان, وعلي ان اعترف ان هذا يعطيني سنة بانني كسولة بالفعل."
ابتسمت دافينا وعلقت: "حسنا, هذا جزء من سبب وجودي هنا, اقصد على الاقل يمكنني ان ابعد عنك كانديس في هذه الفترة."
15-05-11, 02:34 PM
جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
العرض العادي
