بعتذر من الجميع عالتاخير
هي كمان بارت بس بعتذر لانه صغير بس هاد اللي قدرت اكتبه لهلا
************************************************************ ***************-
الايام القليلة التالية اثبتت لدافينا عددا من الامور, ففي حين انها لا تستطيع اتهام لوريتا بأنها ام فاشلة, لانها بدون شك لا تتحمل مسؤولية, لانها لا تدرك انها وضعت قوانين, فهي بحاجة لتلتزم بها مع كل نتائجها, او هكذا بدا لدافينا, فكثير من نوبات الغضب التي تنتاب كانديس سببها الارتباك, وكما بدا لها, ان لافينيا تساعد على اذكاء تلك النوبات بدون ي خجل. لكن هناك حب كبير للصغيرة, اما بشأن العداوة بين السيدتين. فلا يبدو ان لوريتا تنزعج كثيرا من ملاحظات حماتها فهي دائما ترد عليها بنبرة كسول وحاسمة.
لكن مع مرور الايام شعرت دافينا ان وراء ابتسامة لوريتا الهادئة وولعها في ترفيه نفسها ذكاء وقدرة لا مجال لانكارهما, واحيانا تسعد ستيف وحيانا تثير غضبه, لكن ليس هناك اي تصرف منها ينبئ انها تهتم له وكأنه ليس بأخ ابنتها.
منتديات ليلاس
وهكذا تمكنت دافينا من ادارة شؤون المنزل بنجاح, وعملت على السير عبر حقل الالغام للافينيا ولوريتا بانتزاع كانديس من ايديهما كلما تمكنت من ذلك, اخذتها ذات مرة اثناء قيامها بالتصوير, حيث ذهبتا الى مالابار لتصوير العصافير والى مستنقعات بلنكيز والى الممر الذي يفصل الجبل عن المياه, هناك تزلجتا على الماء ونظرتا الى الاسماك الرائعة الجمال, وهذا ما جعل دافينا تتمنى لو انها تملك كاميرا للتصوير تحت المياه. احيانا كانتا تنزلان عن دراجتيهما تجلسان على العشب الكثيف للنظر الى الاماكن الرائعة وتتنشقان الهواء المنعش.
علمت دافينا خلال تلك الايام ان لافينيا تحاول وبكل ما لديها من قدرة لتعلم عن ماضيها, كما وانها كانت حذرة في سرد معلوماتها, وهكذا, ومن دون ان تعلم دافينا كيف فعلت ذلك, علمت لافينيا في اية مدرسة تعلمت واعجبت انها امضت ستة اشهر في بلدان مختلفة مع امها ما ان انهت دراستها, كما وانها اعجبت بتعلمها لاعداد الطعام ومعرفتها المحدودة بعالم التصوير, كما وانها تمكنت من معرفة ذوق دافينا في الموسيقى والادب والفنون, ومعلومات عن اصدقائها وارائها, وذكرت مرة انها دون شك تلقت اي دافينا كل عناية واهتمام في تربيتها, وانها تملك كل الامكانيات لتكون امراة مميزة ولديها قدرة مذهلة على التعامل مع الاخرين. لكن بعيدا عن بعض التسلية الكبيرة لان لا وقت لديها, كما وان كثيرا من افكارها منشغلة بستيف, ولخيبة املها وجدت انها لا تستطيع القيام باي شيء حيال ذلك.
منتديات ليلاس
وعلى ما يبدو فقد التزم بما قالته له وهي تشعر بالرعب لانها تجد نفسها تتذكر ما قاله عنها, وان كانت فعلا كما قال؟ لكنها تجد انها لا تنسى ما شعرت به بين ذراعيه, خاصة وانها تعيش معه في ذات المنزل وتواجهه عدة مرات في النهار الواحد, لذا لا تستطيع ان تحرر نفسها من الاحساس به, وكانت دائما تامر نفسها بالتوقف عن التفكير به. لكنها وجدت نفسها تفكر به اكثر من مرة. خصوصا عندما عاد ذات يوم وهو يحمل سلة من السمك الكبير. كانت امسية جميلة, فألغت ما خططت له من اعداد للعشاء, وعملت على اعداد السلطة وتحضير السمك بكل ما لديها من منكهات خاصة به, فيما عمل ستيف على اعداد الشواء.
تناولوا العشاء الشهي تحت الشرفة الخشبية, ولأول مرة بدا ان لوريتا ولافينيا قادرتان على تحمل وجودهما معا, طلب ستيف من كانديس ان تساعده في عملية طهي السمك. لكن دافينا راودها شعور غامض بالهدوء حولها, ودورها غير المهم في كل ما يجري. رافقها هذا الشعور طوال الامسية, ولحسن الحظ لم يلحظ احد ذلك حتى عندما نهضت لتنظف المكان, مع ان كل شخص ساعد بدوره. لكن كانت الاخيرة التي توجهت للنوم, او هذا ما فكرت به وهي تتمهل بالسير في المطبخ الهادئ النظيف وهي تغادر, لانها لم تكن قادرة على مواجهة الاحساس بالوحدة في جناحها.
منتديات ليلاس
في تلك اللحظة دخل ستيف, رفع حاجبه متسائلا, فظنت انه علم بما تفكر به, بأنه الوحيد الذي ما زال مستيقظا, قال بصوت هادئ:
"ما زلت هنا دافينا؟ علي ان ادفع لك المزيد مقابل ساعات العمل الاضافية."
غضبت من نفسها لانها علمت انها غير قادرة على الحركة فقلبها يخفق بعنف من شدة الشوق, كما وانها تتذكر ملمس يديه على بشرتها.
قال: "هل هناك شيء ما؟" ورمقها بنظرة حادة ملاحظا شدة ارتباكها.
قالت بصوت عميق: "لا." واستدارت محاولة الذهاب مضيفة: "لا, لا شيء. عمت مساء."
اجاب: "عمت مساء دافينا."
مع انها لا تستطيع تحديد ماشعرت به, لكن شيئا ما في نبرة ثوته جعلتها تعلم انه علم ما تشعر به.
اقفلت على نفسها داخل جناحها ولم تعلم السبب, وضعت يديها على وجهها محاولة ان تبعد ستيف عن افكارها, لكن هذا لم يحدث, فما زالت تذكر عناقهما على الشاطئ ولمسة يديه. ابعدت نفسها عن الباب وذهبت لتستحم وهي تتساءل كيف ستتمكن من تمضية يوم واحد بعد, كيف ذلك وما زال امامها واحد وعشرون يوما.