لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-11, 09:19 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي ساعة متأخرة من بعد الظهيرة عندما كانت فكتوريا تلقي دروسها على صوفي سمعت صوت سيارة البارون تدخل ساحة القصر , أوقفت صوفي فورا ما كانت تعمله , ورفعت بصرها الى الساحة بحماس وكانت عيناها تعبّران أبلغ تعبير عن مشاعرها , قالت فكتوريا وهي متفهمة موقف صوفي:
" يمكنك أن تنهي الآن دروسك يا صوفي , هل ترغبين بالذهاب لتحية والدك؟".
تلألأت عينا صوفي , ثم تجهّم وجهها وقالت بنبرات تشوبها التعاسة :
" أنه لا يرغب برؤيتي فهو غير راض عني!".
" هذا هراء يا صوفي ! أنك عملت حسب ما قال والدك وأرهقت نفسك بالعمل طوال النهار , ألا تودين أن تقولي له ما فعلناه؟".
قالت صوفي متأملة:
" في الحقيقة أنك تتصرفين تصرّف الأطفال".
قطبت صوفي حاجبيها وهي تتميّز غيظا:
" لست طفلة صغيرة! عمري عشر سنوات تقريبا , أنا فتاة مراهقة".
هتفت فكتوريا والأبتسامة تعلو ثغرها:
" من أين جئت بهذه الكلمة . أذن توقفي عن التصرف كالطفلة الصغيرة! والدك ليس بالرجل الذي يحمل في قلبه ضغينة ".
" يبدو أنك تعرفين والدي كثيرا يا آنسة! لا تحاولي أن تقولي لي شيئا عن والدي! أنني أعرفه أكثر منك وأكثر من أي شخص آخر".
أجابت فكتوريا برصانة:
" أشك بذلك , لست في سن تستطيعين أن تميّزي بين شيء وآخر , أما والدتك فلديها ما يؤهلها لمعرفة ذلك".
هتفت صوفي بأزدراء :
" والدتيّ أنت لا تعرفين شيئا عنها!".
قالت فكتوريا بنفاذ صبر:
" أذا كانت شبيهة بك فلا أريد معرفتها".
منتدى ليلاس
ألقت صوفي قلمها على المنضدة وسارت نحو الباب وقبل أن تمسك المقبض ألقت على فكتوريا نظرة خبيثة وقالت بصوت خافت وغامض:
" في أي حال يا آنسة عليك أن تكوني حذرة في معاملتي وألا حبستك في البرج الشمالي".
تمايلت فكتوريا وقد ساورتها الشكوك وأجابت بسخرية:
" آه نعم , ومع من؟".
أجابت صوفي وقد تجهّم وجهها:
" مع والدتي طبعا".
وقبل أن تتمكن فكتوريا من الأعتراض أندفعت كالسهم من الغرفة وأغلقت وراءها الباب بعنف.
رفعت فكتوريا عينيها نحو السماء بأنزعاج وسخط كبيرين , وقالت لنفسها:
" من المستحيل تثقيف هذه الفتاة! بينما أفكر بأنني خطوت معها خطوة الى الأمام أذا بها تقوم بتغيير كامل ومفاجىء في مسلكها وتتلاشى جميع الأنجازات السابقة".
أطلقت فكتوريا تنهيدة ثم جمعت أدواتهما وقرأت بعض أعمال صوفي , كانت كتابتها ممتازة بالنسبة الى فتاة بعمرها ولكن بدون ريب تناقص أهتمامها في نهاية النهار فكانت هناك أخطاء أكثر , وزيادة في الأهمال .
هزت فكتوريا كتفيها أستهجانا وهي تفكر بأنه لم يتح لصوفي سوى أنضباط ثقافي ضئيل , لكن اليوم بكامله لا يعتبر غير ناجح تماما.
عندما دخلت المطبخ أخذت ماريا تحدّق فيها وأمائر الذهول بادية على محياها , حتى أن غوستاف نزع غليونه من فمه ونهض منتصبا على سبيل الكياسة البالغة.
شعرت فكتوريا بأنها مضحكة , كانت مستخدمة هنا وليست ضيفة وظهورها بهذا الشكل يبدو تافها بالنسبة الى هذين الخادمين المسنين , لكن ماريا أستعادت رباطة جأشها بسرعة فهزت كتفيها وعادت الى عملها لتحريك الحساء فوق الموقد , كانت فكتوريا مترددة فيما أذا كان عليها أن تعتذر وتعود الى غرفتها وأذا بالباب يفتح ويدخل منه البارون , كان خارج القصر وكان شعره مبللا بالثلج وبدأت فكتوريا ترتجف بسبب دخول هبة ريح باردة الى الغرفة.
صوّب نظره الى القامة النحيلة في الثوب الكهرماني فتحرّك في عينيه الزرقاوين اللامعتين وميض مثير , أحنت فكتوريا رأسها بأرتباك ثم سارت الى جهة ماريا وقالت بصوت خفيض:
" هل هناك شيء أستطيع القيام به؟".
ألتفتت ماريا اليها بنظرة تشوبها الشكوك وقالت:
" في هذه الملابس يا آنسة لا أعتقد ذلك".
ثم ألقت نظرة عجلى على رب عملها وقالت بنبرة دافئة ومرحبة:
" هل أنت مستعد لتناول طعام العشاء؟".
" نعم يا ماريا".
نزع البارون عنه معطفه السميك المصنوع من جلد الغنم , كان يرتدي بنطالا داكنا وكنزة صوفية رمادية غليظة مفتوحة العنق , علّق معطفه بالقرب من الباب ثم حدّق مرة أخرى بفكتوريا وسألها متجهما:
" هل ستخرجين؟".
أستدارت فكتوريا ليرى البارون خديها الأحمرين بفعل حرارة النار .
" كلا يا سيدي البارون , أنه ثوب دافىء شعرت أن بأرتدائه بعض التنويع بالنسبة الى البنطال".
هز البارون كتفيه مستهجنا وقال :
" لست بحاجة أن تفسري لي وضعك يا آنسة".
كانت ملاحظته باردة جدا ولكنها أدركت أنه لم يكن مسرورا بمظهرها ,وأردف قائلا:
" ومع ذلك بما أنك مرتدية ملابس غير ملائمة لمطبخ قصر ريشيستين أقترح عليك أن تنضمي الي في مكتبي لتناول الطعام!".
أعترضت فكتوريا بعدم أرتياح:
" لم أكن أتوقع ذلك يا سيدي البارون".
" ألم تتوقعي ذلك؟ على الرغم من هذا سنتناول الطعام في مكتبي , هل لديك أعتراض يا ماريا ؟".
رقت شفتا المرأة المسنة ولكنها أطلقت جوابا يشوبه عدم المبالاة بأنحناءة مبالغ فيها عن قصد , أشار البارون الى فكتوريا بأن تسبقه الى مكتبه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 09:41 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 159583
المشاركات: 1,070
الجنس أنثى
معدل التقييم: أموووله عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أموووله غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

رائع احداث الروايه بدأت تتسم بالتشويق انتظرك بكل ود ^_^

 
 

 

عرض البوم صور أموووله   رد مع اقتباس
قديم 14-04-11, 09:48 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ترددت فكتوريا وألقت نظرة عجلى على ماريا التي كانت مستغرقة في عملها ثم سارت أمام رب عملها عبر الرواق , كانت تتوقع أن ترى صوفي في المكتب وبعد المجاملة المعتادة قال البارون:
" صوفي مرهقة , تناولت طعامها قبل الموعد وهي الآن في فراشها , وعدتها أن أمر بها وأتمنى لها ليلة سعيدة عند رجوعي من العناية بالحيوانات , ربما تعذرينني ريثما أقوم بهذا الواجب الصغير".
" طبعا".
ضائعة في الأفكار التي تراودها وأذا بالباب يفتح مجددا ويدخل مضيفها , وثبت من مكانها بصورة لاشعورية وهي لا تستطيع أن تعي ما حولها , أدركت بعدئذ حقيقة وضعها ووقفت منتصبة عندما سار البارون عبر الغرفة بأتجاه المدفأة.
كان قد بدّل كنزته الصوفية بقميص أبيض من النسيج الصقيل تعلوه ربطة عنق زرقاء داكنة وسترة طويلة ضيقة مطرزة لا أكمام لها من المخمل الداكن , كان يبدو في ثيابه الداكنة أصغر من عمره تساءلت فكتوريا ما أذا كان بدّل ثيابه لأجلها , ولكنها كانت تشك في ذلك .
" حسنا هل أستطيع أن أقدم لك شرابا قبل تناول وجبة الطعام؟".
" شكرا لا ضرورة لذلك , لا أشرب شيئا".
وبعد أن ألقى عليها نظرة عجلى ذهب وسكب لنفسه شرابا أخذ يحتسيه وهو يحدق باللهب ثم نظر الى فكتوريا مرة أخرى وضاقت فتحتا عينيه, وأضاف بأقتضاب:
" قالت لي صوفي أنكما قمتما بعمل شاق هذا اليوم".
طوت فكتوريا يديها في حضنها وقالت موافقة:
" أشتغلت صوفي كثيرا وأصبحت مطيعة , ليست متأخرة على الأطلاق كما جعلتني أعتقد , وستلحق بمستوى مثيلاتها في أقرب وقت , وعلى وجه التخصيص خطها جيد".
تأمل البارون السائل في كأسه :
" وهكذا تعتقدين أننا أجتزنا العقبة الأولى؟".
منتدى ليلاس
تجهمت فكتوريا قليلا وقالت:
" أعتقد ذلك يا سيدي البارون , ولكن لا تتخيل أنني غير متفهمة لوضع صوفي , أعرف أن الطريق أمامنا لا تزال طويلة , وهي متيقنة من أنني لست أقل حساسية من المربيتين الأخريين".
أبتلع البارون ما تبقى من شرابه وأستدار ليسكب لنفسه قدحا آخر , وتساءل متهكما:
" وأنت يا آنسة؟".
" أعتقد ذلك".
" أنك حتما مختلفة يا آنسة".
كانت نظرته مصوّبة اليها بشدة:
" لماذا أخترت تبديل ثيابك للعشاء؟".
نهضت فكتوريا غير قادرة على الجلوس في هذه الحظة من التدقيق :
" كما قلت يا سيدي البارون , تعبت من أرتداء البنطال , هذا الثوب ليس بذاته رسميا".
" ثوب طويل ليس رسميا".
" طبعا لا , في أنكلترا ترتدي السيدات الفساتين الطويلة عند األأفطار وعند العشاء".
" كما ترين أنني من الطراز القديم".
كان بود فكتوريا أن تقول بأن ملابسه لم تكن من الزي القديم , بالعكس كان دائما يبدو وسيما في كل ما يرتديه وذلك بسبب طول قامته , كبحت رغبتها في هذه الأقوال وقالت بدلا عنها:
" أنني الآن أسألك عن ملابس صوفي يا سيدي البارون".
كانت عيناه باردتين فأجاب:
" آه نعم".
ترددت فكتوريا وكانت تختار كلماتها بعناية فقالت:
" أن ملابس صوفي ليست جذابة تماما , أليس كذلك؟".
" ماريا تحيك لها ثيابها , أنها ماهرة".
" هل من الضروري أن تكون هكذا واسعة وعملية؟ أنها بحاجة الى ألوان زاهية تزيل شحوب قسمات وجهها , أنها بحاجة لثوب يتفق مع الزي السائد".
" هل تذمرت صوفي؟".
" طبعا لا , أنا لا أزال في طليعة أعدائها !".
شد البارون على شفتيه بصورة طفيفة:
" أذن هذه هي فكرتك , محاولة أخرى لكسب ثقتها؟".
" آه ما الفائدة! يمكن القول أن تعبيرك يدل على عدم تأثرك".
أصبحت نظرات البارون دكناء.
" هل هذه هي الطريقة التي يتعامل بها أحد المستخدمين مع رب عمله في أنكلترا؟".
" لا أعرف ذلك , لم أستخدم أي شخص قط !".
تذكرت قصة كانت قرأتها مرة حول أمير وفتاة فلاحة , حتما كان للبارونبعض اللحظات يثبت فيها منزلته الرفيعة وهذه اللحظة هي أحداها. فقالت :
" لا أعني ذلك , أجد فقط أن وضعك غير منطقي".
" غير منطقي يا آنسة؟ وكيف؟".
شعرت فكتوريا بأنها تخوض شيئا فشيئا في ماء متجمد , بدأت تتكلم كلاما غير مناسب.
" حسنا , أن مشاكل صوفي لا يمكن حلها في حجرة التعليم".
" أنها حتما المشاكل التي لها علاقة بك يا آنسة".
حدقت فكتوريا فيه بنفاذ صبر وصاحت قائلة:
" لماذا أنت لدقيقة واحدة هادىء ولطيف وفي الأخرى تنفجر تماما بوجهي؟ أنا لا أحاول أن أتدخل في شؤونك الخاصة , أريد فقط أن أساعد صوفي بأية وسيلة كانت1".
بات البارون مستشيطا غيظا الآن , رأت ذلك في عينيه المتجمدتين المتلألئتين , وفي صلابة فمه وفي الخطوط العميقة المرسومة حواليه , أحتسى الكأس الثانية من الشراب ثم أعاد الكأس على المنضدة محدثا قرقعة واضحة , ونهض منتصبا على قدميه وقال بحدة:
" من الأفضل لك أن تساعدي صوفي وتساعدي نفسك بتوجيه نشاطاتك بأتجاه الأمور الدراسية الرسمية! لا أريد أن تملي عليّ الأوامر من فتاة وصلت الى ربشيستين منذ أقل من شهر".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-04-11, 05:29 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ضغطت فكتوريا على شفتيها وأعترضت بشدة قائلة:
" لم أحاول أن أملي عليك الأوامر , وكل ما في الأمر أنني أرغب أن تثق بمناهجي كما أثق أنا بها".
" وما يعني ذلك يا آنسة؟".
" لا أتوقع منك أن تفهمني".
تحرك البارون بسرعة رغم ضخامة جسمه ووصل الى الباب قبلها وأستند اليه وثنى ذراعيه وقال وهو ينظر اليها بتقييم هادىء:
" كلا يا آنسة , على الرغم من تهور الشباب الذي تتسمين به , فأنك تثيرينني وفضلا عن ذلك لا يمكننا أضاعة متعة النظر الى هذا الثوب , أليس كذلك؟".
توهّج خد فكتوريا وقالت بنبرات يشوبها التوتر والغضب:
" أنك الآن تهزأ بي يا سيدي البارون , أرجوك أن تتحرك بعيدا عن الباب ! أرغب بأن تتركني وحدي".
تردد البارون لحظة , وفي حركة خفيفة من كتفيه وقف جانبا , وأذا بالباب يطرق وسارت فكتوريا بخطى سريعة الى قرب المدفأة بينما كان رب عملها يحاول فتح الباب.
كانت ركبتاها ترتجفان قليلا ولم تكن ترغب أن تراها ماريا على هذه الحال , دخلت ماريا الغرفة حاملة صينية واسعة ووضعتها على المنضدة.
" سأحضر لك قهوتك في ما بعد يا سيدي البارون".
ووجهت نظرها بأتجاه فكتورها بفضول ظاهر وقالت:
" ربما الآنسة ستقوم بتقديم وجبة الطعام".
وجه البارون اليها أبتسامة حارة وقال بلطف:
" طبعا يمكننا أن نتغلب على هذه المشكلة , شكرا يا ماريا".
كان من الصعب على فكتوريا أن تعتقد أن هذا الرجل هو نفسه الذي كان قبل بضع دقائق يسلقها بلسانه.
ذهبت الخادمة وأغلق البارون الباب وراءها بأحكام وقال لها بسخرية:
" يبدو أنه لم يعد لك الخيار بالنسبة الى المكان الذي ستتناولين فيه طعام العشاء , ألا أذا كنت ترغبين في تحدي غيظ ماريا بأعادة وجبة طعامك الى المطبخ".
أحنت فكتوريا رأسها وأجابت بتوتر:
" لست جائعة يا سيدي البارون".
جاء البارون الى المنضدة وتفحص محتوى الصينية ووبخها هازئا:
" تعالي يا آنسة , ماريا هيأت لنا وجبة لذيذة , كلي وبعدئذ نتكلم".
منتدى ليلاس
على الرغم من مقاومتها لم تستطع أن تمتنع عن التمتع بهذه الوجبة , أما مضيفها فلم يأبه لمثل هذه المخاوف وأستطاب الأطعمة اللذيذة . سألته ماريا بلطف:
" هل تريد شيئا آخر يا سيدي البارون؟".
هز البارون رأسه ونهض ليغلق الباب وراءها ثم تمتم قائلا:
" شكرا , كان الطعام شهيا جدا , ليس في أي مكان في النمسا أفضل منه".
توردت وجنتا ماريا فرحا.
وسرّت فكتوريا لأن مديح البارون سيبدد الكراهية الأكيدة التي شعرت بها للقيام بخدمتها.
بعد أن ذهبت مدبرة المنزل رجع البارون الى المنضدة حيث كانت فكتوريا وقال:
" هل هناك ما يزعجك يا آنسة؟".
" وما هو الشيء الذي يمكن أن يزعجني يا سيدي البارون؟".
ثم أضافت:
" أرجو أن تعذرني سأذهب الى غرفتي".
سكب البارون قدحين من القهوة وقدم لها واحدا , كانت سيماؤه غريبة وساورتها فكرة سخيفة بأنه يمكن أن يكون الآن كريما طالما سارت الأمور حسب مشيئته.
رشفت قهوتها بسرعة فأحترق فمها , قدم لها البارون قدحا آخر , فأعتذرت عن القبول , تقدم الى المدفأة وتجهّم وجهه قليلا وقال لها فجأة عبارة أثارت الذهول في نفسها:
" يبدو أنه لا يمكن أسترضاؤك يا آنسة ؟ هل تحافظين دائما على طريقتك الخاصة هذه ؟".
" يست المسألة محافظتي على طريقتي الخاصة يا سيدي البارون وكل ما في الأمر أنني أجد من الصعب أن أتقبل دائما سلطانك القضائي".
هتف البارون مستهزئا:
" هيا , هيا يا آنسة , أنك تجعلين مني حاكما مطلقا".
ألقت فكتوريا عليه نظرة غاضبة وقالت:
" أولست كذلك؟".
أستدار البارون مسندا ذراعه الى أطار المدفأة وقال بحدة:
" لا يهمني ما أذا رآني الناس هكذا , في الواقع سأذهب بعيدا في هذا الأتجاه ولا أقبل بأن يخالفني أحد فيه , أذا كنت أبدو لك هكذا فلأنك تصرين على التصرف بأسلوب مزعج , أن خبرتي السابقة بالمربيات هي أنهن كن ينظرن الي كمرشد وليس بالطريقة الأخرى التي تتوهمينها".
تركت فكتوريا كتفيها تتراخيان:
" أن ما تعنيه هو أنني مهما أبديت من الآراء فلا تعيرها أهتماما البتة وأخيرا لا تعمل ألا وفق مشيئتك".
أجابها وقد أشتد صوته صلابة:
" أحاول أن أكون صبورا معك يا آنسة , لكنني أرى أن ذلك في منتهى الصعوبة , هل عليّ أن أكرر بأن واجباتك هنا محدودة؟".
" وما هو الضرر في جعل صوفي تبدو أكثر جاذبية ؟ أنها منكمشة على نفسها في أمور أخرى – ربما كان ألهاؤها بالثياب الجميلة يحدد لجوءها الى الخيال".
" من أين تقترحين أن نحصل على هذه الثياب لصوفي؟ هل عليّ أن أذكرك بأن المتانة في الملابس في ريشيستين لها شأن أكبر من الجمال السطحي؟".
" يمكن للأشياء أن تكون متينة جدا في آن واحد ! أحضرت بعض الأقمشة ويمكنني خياطتها مئزرا بغير أكمام وبلوزات , وهذا يشكل تغييرا في الملابس الصوفية التي ترتديها دائما".
وسألها بسخرية:
" هل تقولين أنك حاليا تخيطين ثيابا يا آنسة ؟".
" طبعا , حسنا يا سيدي البارون هل تأذن لي؟".
أطلق البارون تنهيدة عميقة ونهض من مقعده المريح , تفحص وجهها المتسم بالتحدي لفترة طويلة ثم أطلق أيماءة يشوبها نفاذ الصبر.
" حسنا جدا أذا كان هذا العمل يسليك , طبعا سأدفع لك ثمن القماش".
" هذا ليس ضروريا يا سيدي البارون".
" أصرّ على ذلك , لا بد أنك أشتريت هذا القماش لأستعمالك الشخصي , ربما نكون فقراء يا آنسة , ولكننا غير مستعدين لقبول الحسنات".
" حسنا جدا أذا كنت مصرا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 15-04-11, 05:44 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان واقفا قربها يحدجها بعينيه الزرقاوين اللامعتين.
" كان في أنكلترا رجل أردت الهروب منه ؟ قولي لي لماذا؟".
توهّج وجه فكتوريا أحمرارا وردت عليه بنبرات متقطعة:
" ألم تصبح أنت يا سيدي البارون شخصا مزعجا؟".
وافق على ذلك بصوت أجش وقال:
"ربما أن فتاة جميلة مثلك لا يمكن أن تفتش عن العزلة في جبال الألب في الشتاء ألا أذا كانت ترغب في الهروب من شيء , ويبدو معقولا أن يكون هذا الشخص رجلا من جنسي".
منتدى ليلاس
فجأة دوى صوت سيارة في ساحة القصر وتحرك البارون نحوها وكان الأبهام يشوب سيماءه , قال البارون وهو يلقي حطبة في النار:
" يبدو أن عندنا اليوم زائرا يا آنسة , بدون ريب هو الدكتور زيمرمن , عليك أن تبقي لتستقبليه".
كانت فكتوريا على وشك أن تقول له بأنها ألتقت سابقا بالدكتور ريمرمن ولكن البارون مشى بخطى واسعة عبر الغرفة وخرج من الباب قبل أن تبدأ بحديثها معه تاركا فكتوريا في حالة غريبة من القلق.
دخل الرجلان الغرفة سوية وهما يتبادلان الحديث , وكما كان شأن ماريا معها فالدكتور زيمرمن لم يكن يتوقع أن يرى فكتوريا في جناح البارون , ولم تبد ألا دهشة خفيفة في عينيه , أبتسم لها بحرارة قائلا:
" أنني مسرور جدا بلقائك مرة أخرى".
ألقى البارون على فكتوريا نظرة تشوبها الشكوك ثم حدق في كونراد زيمرمن وسأله بنبرة باردة:
" هل تعرف الآنسة مونرو؟".
" طبعا يا عزيزي هورست ألتقينا في زيارتي الأخيرة الى القصر وقد رحبت بي الآنسة مونرو بهذه المناسبة".
بدا الأرتباك على فكتوريا فقالت:
" في الواقع كنت في قاعة الجلوس عندما وصلت".
تمتم الدكتور زيمرمن راغبا في مضايقته:
" وألقيت أنت عليها يا هورست نظرة ترحيب".
أبتسم كونراد أبتسامة عريضة وألقى على فكتوريا نظرة عجلى مشجعة وقال:
"كما نتناقش في أمكانية تعلم السيدة الشابة كيفية التزلج , أليس كذلك؟".
شعرت فكتوريا أن رب عملها يراقب أنفعالها بعناية , كان كونراد زيمرمن يعامل فكتوريا كضيفة البارون وليس مستخدمته , ألقت فكتوريا ببصرها الى كونراد معتذرة وقالت:
" في الحقيقة عليّ أن أذهب , أستمتعوا باللعب".
ثم سارت نحو الباب , فأعترض كونراد قائلا:
" لا تذهبي , ألا يجب أن نتخذ بعض الترتيبات؟".
وقف البارون وظهره الى المدفأة ينظر اليها بعينين ضيقتين, كانت فكتوريا مذهولة لأن كونراد بدا غير آبه بالجو المتوتر الذي يكاد يكون ملموسا , فقالت :
" أعتقد أن علينا أن نترك الآن بحث هذا الأمر وفي الواقع ليس عندي متسع من الوقت للقيام بذلك".
قال كونراد ساخرا:
" يبدو عليك يا هورست أنك مراقب أرقّاء لا يرحم ".
ألقى البارون عليه من خلال أهدابه الكثيفة نظرة عجلى وتساءل متجهما:
" مراقب أرقّاء؟ بدون ريب الآنسة مونرو قالت هذا الكلام!".
أبتسم كونراد أبتسامة عريضة :
" لا أعتقد ذلك , لا يمكن للآنسة مونرو أن ترثى حالها ألي".
كانت فكتوريا تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها , هزت رأسها معتذرة :
" أرجو معذرتكما".
ثم توارت عن الغرفة بأبتسامة أعتذار , وفي الرواق أخذت تتنفس بعمق لتهدىء نفسها , يا للدقائق المفجعة!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رويات, سمعا وطاعة, the reluctant governess, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:47 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية