كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
3- طبيب الثلوج
كانت فيكتوريا تهتز وقد تملكها الفزع لكنها أرتاحت عندما أحاطت بذراعيها جسم الحيوان الضخم الودود.
دفعت فيكتوريا كلب الصيد بعيدا عنها وهزت رأسها بوهن ضاغطة بساعدها على جبينها الحار , أما وقد عاد اليها رشدها وبدأت تفكر بالعقل السليم فتيقنت أنه من الصعب جدا أن يكون الكلب قد أقفل الباب على نفسه داخل هذه الغرفة , وعلاوة على ذلك فأن الباب كان دائما مغلقا وفجأة تذكّرت علائم الرضى التي بدت في عيني صوفي عندما ألتقت بها وبوالدها في المطبخ لذلك قد تكون هي التي قامت به.
عرت فيكتوريا موجة عارمة من السخط هزت أوصالها عندما تذكرت تلك اللحظات الرهيبة التي قضتها قبل فتح الباب , كم تمنت أن تنقض على الأصطبل وتقبض على صوفي وتجلدها بالسوط , طبعا أنها لا تستطيع ذلك , لا سلطة لها على ضرب صوفي , سبيلها الوحيد هو عرض الأمر عل البارون والألتماس منه بأن يتصرف معها بالطريقة التي يراها ملائمة , فتحت باب غرفة نومها ومشت فيها بخطى وئيدة , وبعد تفكير عميق تراءى لها أنها لا تستطيع عرض الأمر على البارون , لم تكن في طبيعتها تحب سرد القصص ومن المحتمل أن يكون ذلك ما كانت تأمله صوفي , وهذه الأخيرة تستطيع نكران كل شيء , من هو الشخص الذي يستطيع أن يؤكد أن البارون سيصدق هذه أو تلك , قد يظن أنها أخترعت القصة بكاملها في محاولة للأساءة الى صوفي , عندما أصبحت جاهزة خرجت من غرفة النوم وبدأت تنزل درجات السلم الملتوية , كان كلب الصيد يتبعها بخنوع , أرتسمت أبتسامة على شفتيها , لقد أمنوا لها حاشية جاهزة لخدمتها , تبعها الكلب حتى المطبخ فألقت ماريا عليه نظرة تشوبها الحيرة وقالت له بنبرة حادة:
" الى الوراء فريتز".
منتدى ليلاس
هزت فيكتوريا رأسها وقالت بسرعة:
" أتركيه لا بأس أذا حضر معي".
" فريتز وهلكا هما كلبا السيد البارون , عليك أن تستأذني منه يا آنسة".
قال غوستاف بحدة:
" الكلاب بحاجة الى التمرين , أتركي الآنسة وشأنها يا ماريا , لا ضرر بأن يأتي فريتز معها.
هزت ماريا كتفيها أستهجانا ورجعت الى مخبزها , خرجت فيكتوريا من الباب وأغلقته وراءها بأحكام وهي مسرورة من رفقة الكلب , ربتت بلطف على رأسه وسارت عبر الفناء ثم دلفا الى أحد أطراف القصر ثم عبرا طريقا الى الفناء الداخلي حيث شاهدت الأصطبل قبل ذلك , كان الهواء باردا ومؤذيا , ألتقطت فيكتوريا حفنة من الثلج وألقت بها على فريتز فبدأ ينبح وتراءى لها وهي تقهقه أن فريتز تخيّل أنها منقذته وولاؤه الطبيعي أنتقل مؤقتا اليها.
أخترق صدى الضجة جدران الأصطبل وبرز فجأة وجه شخص صغير مكسو بالفرو وقف منتصبا يراقبهما فتوقفت فيكتوريا عن مداعبة الكلب لتستطيع مواجهة مهامها فسمعته يطلق هريرا خفيفا , وحدّقت به فرأته يحدق في صوفي وعلائم الحقد تبدو عليها , كان هذا دليلا واضحا على أن صوفي هي التي سجنت كلب الصيد في الغرفة.
شابت ملامح وجه صوفي علامات التمرد عند أجتيازهما الفناء متجهين نحوها ورأت أن الطريقة المثلى في الدفاع هي الهجوم فقالت بحدة:
" والدي وحده هو الذي بسمح لفريتز بالخروج يا آنسة , سيستاء كثيرا عندما يكتشف أنك خالفت أوامره".
نظرت اليها فيكتوريا بهدوء وقالت لها:
" وماذا لو قلت لك بأنني حصلت على أذن من والدك لجلب الكلب الى هنا".
تجهم وجه صوفي ساورها الحذر وسألت غير مقتنعة بصحة الأقوال:
" أنا لا أصدقك يا آنسة".
هزت فيكتوريا كتفيها بلا مبالاة وأوحت اليها برفق بما يلي:
" لماذا لا تسألينه ؟ قولي له أنني وجدت فريتز المسكين مقفلا على نفسه في أحد أبراج الغرف وعندما أطلقته أصر على أن يتبعني".
أزداد تجهم وجه صوفي فقالت:
" تعتقدين أنك ذكية جدا".
" كلا, بل ربما أذكى منك يا صوفي,والآن لدي تعليمات من والدك بخصوص تعليمك , أقترح أن نذهب الى مكتبه ونبدأ بأكتشاف مدى ذكائك الحقيقي".
نظرت صوفي أليها وهي تستشيط غضبا وبصمت أستدارت وأندفعت بطريقها متجاهلة تماما أقوال فيكتوريا.
وقفت فيكتوريا تجيل نظرها في الهضبات المتجمدة التي تسرّب صقيعها الى أخمص قدميها وبدأت تشعر بالهواء البارد يدب في أوصالها فرجعت مسرعة الخطى ألى البوابة المقوسة , كان فريتز قد تعب من الوثوب حولها طربا , يسير في أثرها عندما أجتازت الفناء الى المدخل الرئيسي للقصر المؤدي الى مكتب البارون , أزالت فيكتوريا الثلج عن ثيابها ونزعت عنها وشاحها وأجالت نظرها فيما حولها لتلتقي بنظرات البارون البغيضة.
|