لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-11, 08:48 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لقد قيل( كلما أزداد الحيوان ضخامة كلما أزداد وداعة) , أنهم ولا شك يقصدون الحيوانات الأليفة ولكن من يستطع القول بأن الكركدن هو حيوان وديع؟ وعلى كل فهذا يعني الحيوانات الأليفة وليس الذئاب الضارية , وعندما أقتربت منهما رفعا بصريهما اليها دون أن يهرّا وتساءلت أن كان ذلك علامة حسنة.
تسربت الحرارة المنبعثة من لهيب النار الى جميع أجزاء جسمها ولم تنزع معطفها وبلوزتها عنها وكانت تشعر بوخز خفيف في أناملها من جرائها وكانت على وشك أن تنتزع معطفها عنها المعطف المصنوع من جلد الغنم عندما شعرت بضجيج وراءها وأستدارت فرأت مقابلها أمرأة كهلة متشحة بالسواد وتنورتها تتدلى حتى تكاد تصل الى كاحلها.
منتدى ليلاس
" مساؤ الخير يا آنسة , تعالي أنك ترغبين بدون ريب أن تري غرفتك أليس كذلك؟".
أرتاحت فيكتوريا كثيرا لأن المرأة تتكلم الأنكليزية , فأومأت برأسها علامة التحية , ثم قالت بحماس:
" أين حقيبتي؟".
" غوستاف سيهتم بذلك يا آنسة تعالي كل شيء أصبح جاهزا".
جمعت فيكتوريا معطفها وحقيبة يدها وألقت نظرة عجلى عميقة على كلبي الصيد ثم تبعت المرأة الكهلة ودهشت لأنهما لم يتسلقا السلالم من الرواق بل سارا بدلا عن ذلك عبر الباب الذي ولجه البارون قبل ذلك الحين والذي بدا لفيكتوريا أنه يقود الى ممر واسع.
أشارت ماريا بنبرة يشوبها النفور وقالت:
" غرفة الحمام واقعة في الدور الأسفل من المبنى , سيكون طعامك جاهزا بعد مضي ربع ساعة أذا نزلت الى المطبخ يا آنسة".
أرتسمت على وجه فيكتوريا أبتسامة خفيفة وقالت:
" شكرا قولي لي متى ألتقي بالبارونة وبصوفي؟".
سألتها ماريا وهي تهز كتفيها أستهجانا:
" ألم تري بعد صوفي؟ أنها في مكان من القصر سترينها في الوقت المناسب".
" والبارونة , أين هي؟".
تجهّم وجه ماريا وتمتمت وقد شاب نبرات صزووتها النفور:
" البارونة فون ريشستين ليست هنا".
قطبت فيكتوريا وجهها وسألتها قائلة:
" ليست هنا أذن من هي التي هنا؟".
تلينت ملامح ماريا وأجابت:
" أنت هنا يا آنسة وأنا هنا وغوستاف هنا والسيد البارون هنا".
ذعرت فيكتوريا , سترتاع عرّابتها لكشف هذا الأنفصال الزوجي , فما عدا ماريا ليس في البيت أمرأة أخرى , لا عجب أذا كانت المربيتان الأخريان وجدتا المكان منعزلا , مع من يمكن التحدث؟ البارون؟ ماريا ؟ غوستاف؟ أو صوفي؟
أستوعبت الأمر بصعوبة وتحققت بأنها منذ نزولها من القطار من ريشستين لم تفكر مرة بمرديت هموند , وكانت ماريا تنتظر أشارة من فيكتوريا لتذهب فسألتها:
" هل هناك شيء آخر يا آنسة؟".
أومأت فيكتوريا بالنفي , كانت في حالة لا تستطيع معها أن تستوعب هذه الوقائع الجديدة فورا ثم أردفت قائلة:
"سأنزل عندما أكون جاهزة".
" طبعا يا آنسة".
أبتسمت ماريا وأنصرفت وما أن أغلق الباب حتى أستلقت واهنة على الفراش.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 08:52 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كانت ماريا منشغلة بأخراج أرغفة من الفرن ووضعها فوق صينية , أرتسمت على محياها أبتسامة عندما دخلت فيكتوريا الى المطبخ وقالت بعد أن وضعت الصينية على المنضدة:
" صباح الخير يا آنسة , هل نمت جيدا؟".
أنتعشت فيكتوريا بالدفء الذي كان يشع في أرجاء المطبخ وأومأت برأسها أيماءة خفيفة علامة الموافقة وقالت:
" نعم شكرا , أن هذا المكان أكثر دفئا من الدور العلوي".
" هل تشعرين بالبرد في غرفتك؟ هل خمدت النار فيها؟".
" نعم , هل أشعلها؟".
هزت ماريا رأسها وقالت:
" غوستاف سيقوم بذلك فيما بعد يا آنسة ".
وسارت بضع خطوات حيث كان أبريق قهوة يدندن فوق موقد آخر :
" هل ترغبين بقليل من القهوة أو الشاي؟".
أجابت فيكتوريا شاكرة:
" أن القهوة لذيذة".
ثم جلست بالقرب من النار الملتهبة:
" هل البرد هنا دائما هكذا شديد؟".
سكبت ماريا بملعقة كمية من السكر في الكأس بدون أن تسأل فيكتوريا عما تفضله وهزت كتفيها بلا مبالاة وقالت:
" في شهر أيار ( مايو) تأتي أيام الدفء".
قالت فيكتوريا وهي ترتعش:
" أيار ( مايو) نحن الآن في شهر أذار ( مارس) , أنها مدة طويلة".
قالت ماريا مؤكدة:
" قريبا ستعتادين على هذا الطقس يا آنسة وتشعرين بالراحة".
ثم قدمت لها كأسا من القهوة السوداء القوية وأردفت تقول:
" تدثري جيدا وستجدينه مقويا ومنعشا ومنشطا".
رشفت فيكتوريا قهوتها بأرتياح , كانت قهوة طيبة , بدأت تشعر بالجوع , كان منظر الأرغفة الذهبية البنية مثيرا جدا للشهية , وضعت ماريا أرغفة الخبز على صينية من أسلاك معدنية وهيأت لنفسها محلا قرب فيكتوريا , وما أن بدأت تدهن رغيف الخبز بالزبدة وتضيف اليه بعض المربى , حتى صاحت قائلة:
" البارون".
قطبت ماريا حاجبيها وقالت بنبرة متصلبة:
" نعم".
" ألا يتناول الطعام هنا؟".
أخذت ماريا نفسا عميقا وردت بصورة سريعة وحاسمة وبأستخفاف:
" تناول السيد البارون طعام الأفطار قبل ساعتين يا آنسة".
" آه فهمت".
ثم أخترقت بأسنانها الرغيف وتذوقت بأستمتاع حقيقي نكهته.
" من الغرابة أنهم لا يصنعون الخبز هكذا في أنكلترا".
ترددت ماريا وهي على مقربة من المائدة:
" هل رأيت صوفي يا آنسة؟".
لتلاشى شيء من الرضى لدى فيكتوريا عند ذكر أسم البنت , أجابت بحذر:
" نعم رأيتها , جاءت الى غرفة نومي في ساعة مبكرة من الصباح".
" ماذا قالت؟".
" كلاما قليلا".
" من الحكمة عدم الأكتراث بما تقوله صوفي , من المؤسف أنها فتاة غريبة الأطوار , لا يستطيع المرء أن يدنو منها , أنها تتخيل أشياء وهمية".
حدقت فيكتوريا في ماريا بفضول , ووجدت كلمات المرأة صدى لما تذكرته باكرا في هذا الصباح ثم أستطردت قائلة:
" أخبريني هل سمعت أنفجارا هذا الصباح؟ أعتقد أن شيئا من هذا أيقظني".
" أنفجار يا آنسة؟".
رفعت فيكتوريا كتفيها وقالت:
" نعم كطلقة من سلاح ناري".
بدت ماريا فجأة وعلائم الأرتياح على محياها وأومأت بالموافقة :
" آه , ربما كان ذلك أذ أن غوستاف خرج باكرا ومعه بندقية".
أستوعبت فيكتوريا هذا الكلام ولكن ماريا أرادت أن تنصرف لأنها على ما يظهر كانت تريد أن ينتهي الحديث عند هذا الحد.
أكلت فيكتوريا رغيفين وأستساغت الطعام وشبعت منه , وقبلت رشف كأس ثان من القهوة وأذا بالباب الضخم الواقع في أقصى طرف المطبخ يفتح ويدخل منه رب عملها , كان في هذا الصباح منتعلا حذاء عالي الساق ويرتدي معطفا سميكا مبطنا بالفرو , وهو يعتمر قبعة من الفرو ألقاها جانبا عند دخوله المطبخ وفك أزرار سترته وخلع حذاءه , رمقته فيكتوريا بنظرة خاطفة ورنت ببصرها الى قهوتها لأنها لم تكن ترغب بالظهور كفضولية وهو ينزع ملابسه الخارجية , رحبت به ماريا وهي متحمسة لأداء واجبها أكثر مما ينبغي وقدمت له القهوة فربت على كتفها بحرارة قائلا:
" ماريا أيتها المرأة الطيبة القوية".
ثم نقل أهتمامه الى فيكتوريا بأيماءة خفيفة وهو يمسك بشعره الكثيف الجميل وقال :
" آمل أن تكوني قضيت ليلة طيبة".
توردت وجنتا فيكتوريا بالأحمرار الذي يشوب وجوه فتيات المدارس تحت وطأة نظرات عينيه الزرقاوين المتلألئتين المحدقتين وكانت غاضبة عن نفسها لما بدا منها.
" من الضروري أن نتحدث في هذا الصباح يا آنسة مونرو أقترح أن تنتظري حتى أتم أحتساء قهوتي ثم نذهب الى مكتبي".
" أنني رهن أشارتك يا سيدي البارون".
ألقى البارون عليها نظرة متفحصة قبل أن يعود الى ماريا ويأخذ منها الأبريق , تقدم الى الموقد وبدأ يدفىء يديه ويمد رجليه فوق مقعد خشبي طويل وهو يحدق في لهيب النيران المشتعلة , كان متشحا بثياب سوداء تبعث الأضطراب بالنفوس.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 08:59 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنهى شرب قهوته ووضع الكأس على المقعد وأستدار بأتجاه فيكتوريا قائلا بأيجاز:
" هل أنت مستعدة يا آنسة مونرو؟".
أومأت بالأيجاب وسارت تتبع خطاه , وفي هذه الأثناء فتح باب المطبخ مرة أخرى ولكن من الردهة التي تقود الى غرفة فيكتوريا وجاءت صوفي أيضا وعليها ملامح الفرح , كانت فيكتوريا قبل ذلك تفكر بمكان صوفي لأنها لم تكن هناك قبلا , هتفت قائلة:
" أبي!".
عندما شاهدها والدها وأندفعت نحوه وطوقته بشدة بذراعيها الناعمتين قائلة:
" الى أين ذاهب؟".
قال لها والدها بلطف وهو يحل نفسه من ذراعيها المتمسكتين به:
" تكلمي بالأنكليزية يا صوفي , أنا ذاهب الى مكتبي وسأناقش مع الآنسة مونرو أجور تعليمك".
رجعت صوفي الى ذراعي والدها وقطبت أنفها نحو فيكتوريا ولم يعترض البارون عليها.
" لا أريد أن أدرس يا أبي , أريد أن أخرج معك , هل يمكنني ذلك يا أبي؟".
" هل ترغبين يا صوفي بأن يقال أن صوفي فون ريشستين غير ذكية وغير مثقفة وأمية؟".
ثم عانقها بلطف مضيفا:
" ألا ترغبين أن أكون فخورا بك؟".
" طبعا أريد ذلك ولكنك تستطيع أن تعلمني جميع ما أحتاج اليه".
" كلا يا صوفي".
" لماذا؟".
" لا وقت عندي , أنني متأكد أن الآنسة مونرو ستكون مدرّسة ممتازة , حاولي أن تكوني طيبة معها وأن تتعلمي".
" أنك لا تهتم بي".
شعرت فيكتوريا بأنها غير مرتاحة , ورفعت بصرها الى ماريا , كانت المرأة المسنة تلقي نظرة عجلى يشوبها القلق وكانت فيكتوريا تشعر بأن هذا المشهد تكرر سابقا مرات عديدة , تجهمت ملامح البارون أزاء أبنته وقال:
"هذا ليس صحيحا يا صوفي , أنا لا أستطيع بمفردي أن أكرّس نفسي لتثقيفك , عليّ واجبات كثيرة نحو القصر كما تعلمين , لا يمكنني أن أكون معلمك الخصوصي علاوة على ذلك من الأفضل أن تستفيدي من خدمات مدرّس محترف".
منتدى ليلاس
ألقى نظرة عجلى كئيبة لجهة فيكتوريا وتأكدت أنه تردّد متعمدا أن يذكرها بأنها لم تكن ذات خبرة في التعليم , مسحت صوفي عينيها بيديها وقالت:
" أذهب عني بعيدا لا أريد أن أراك بعد اليوم".
أجال البارون نظره فيها لفترة طويلة وأستدار مشيرا الى فيكتوريا بأن تسبقه وتخرج من الغرفة , قامت بما أملاه عليها البارون , وكانت عينا صوفي مركزتين عليهما عند ذهابهما.
أغلق البارون الباب وراءه وأشار الى فيكتوريا بأن تجلس على المقعد القريب من النار , ثم جلس قرب المنضدة وأخرج سيكارا من علبة خشبية منقوشة فأشعله وبدأ يدخن قبل أن يبدأ حديثه , كانت نوافذ المكتب تطل على جهة من القصر وبأستطاعة فيكتوريا أن تشاهد وهي جالسة في مقعدها المياه المتدفقة في الجدول والمنظر الشامل للأشجار المتجمدة ومنحدر التل بين قمته وسفحه , كانت الغرفة رائعة جدا وبدأت فيكتوريا تشعر بالأنتعاش من الدفء والراحة في مقعدها الوثير , عندما بدأ البارون بتدخين السيكار ووجد لذة في ذلك فألقى عليها نظرة عميقة وقال مداعبا :
" أنك مذهولة يا آنسة مونرو ؟ كنت تفكرين بأنه لم يكن عندنا ألا كراسي نجلس عليها وجدران متصلبة نحدق فيها؟".
" أذا كنت فكرت بذلك فلأنك أنت الذي أوحيت به".
" أنني متأسف , ربما كنت قاسيا أزاءك ولكن من الأفضل أن يفكر المرء بالأسوء عند بداية العمل , فلو كنت قدتك بطريق يختلف تماما عن ذلك لكنت تروعت , ألا توافقينني على ذلك؟".
أرتفعت شفتا فيكتوريا وأجابته بلهجة تتسم بالمقاومة:
" هكذا تجعلني أعتقد أنك بربري يا سيدي البارون؟".
" كلا هذا لم يكن أطلاقا , على أنه يجب أن تتأكدي منذ الآن بأن ما يمكننا أن نقدمه لك ليس هو نمط الحياة التي أعتدت عليها".
" أنك لا تعرف ما هي المعيشة التي أعتدت عليها يا سيدي البارون".
" كلا , لم أمض حياتي هنا في ريشستين يا آنسة , يمكنني أن أميّز القماش الصوفي الناعم عندما أتطلع مثلا الى كنزتك الصوفية الغليظة وكذلك فأن بنطالك غير مصنوع من الغزل الصوفي الرديء".
" لا يمكنك أن تحكم على شخص من خلال ثيابه".
" كلا , لا يمكنني ذلك , أنا أقبل بهذا القول لذلك فأنني أريد أن أختبرك , على أنني أجازف بالقول بأن المربيات اللواتي قبلك كنّ مهيئات للمهمة التي تنتظرك أكثر منك".
شعرت فيكتوريا بأنها قد أهينت فهتفت قائلة بدون تفكير :
" كيف يمكنك قول هذا الكلام بينما لم تستطع واحدة منهما النجاح في مساعيها؟".
رفع البارون حاجبيه الداكنين وقال :
" أرى أنك يا آنسة تثبتين وجهة نظري".
قالت بحدة وهي تضغط على شفتيها:
" لماذا؟ لأنني لم أراع الأحترام الواجب لشخصيتك؟".
لمعت عينا البارون بالغضب وتطاير الشرر منهما وقال بنبرة تشوبها الخشونة:
" سنترك مسألة مركزي على حدة".
لاحت علاشم الأنكماش على ملامح فيكتوريا فتمتمت بأضطراب :
" كما تريد"." كما تريد".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 09:01 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

نهضت على قدميها وأجالت نظرها في الأوراق المنثورة على المنضدة , فشاهدت رسالة عرفت مباشرة بأنها من عرابتها.
فاجأها البارون بالسؤال وهو يحدّق فيها:
" لماذا رغبت بمغادرة لندن يا آنسة؟".
أجابت فيكتوريا بلطف وهي تشبك أناملها:
" هل لهذا الأمر أية أهمية يا سيدي البارون؟".
أمسك البارون بالرسالة التي بين يديه وقال :
" أذا كان سبب مجيئك الى ريشستين هو الفرار من شيء بغيض فيجب أن أكون مطلعا على ذلك".
حدقت به فيكتوريا وصاحت قائلة:
"لماذا؟".
" أذا حدث المستحيل وسارت الأمور على ما يرام من غير المستحب التفكير بأنك قد تتركنا أذا أنحلّت مشكلتك".
" على أي شيء تستند بقولك هذا؟".
" رسالة عرابتك مبهمة والأنطباع عند قراءتها يوحي بأكثر مما قيل الآن ,ومع ذلك بما أنك تبدين نافرة , أعتبر أن هناك قضية شخصية واثقا بأنه ما من شيء يمكن أن يورطنا في مشكلة".
ضغطت فيكتوريا على أصابعها وهي مستشيطة غضبا ولكنها لم تجب بشيء , فلا شأن لبما يفكره البارون وسيبرهن الزمن أنها جديرة بالمهمة , وأنه سوف لا يشكو من أي عمل تقوم به , أدركت بأن حياتها في لندن كانت تقهقرا ووجودها في ريشستين هو الحقيقة بالذات.
أن قلقها على فراق مرديت على نحو مفاجىء أقل أهمية بالنسبة اليها من النجاح في مهمتها كمربية, لقد رفضت الليلة الماضية في خلوتها التفكير به أو ربما أحست ببعض وخزات الضمير ولكن ما يعيد الطمأنينة الى نفسها أن قلبها لم يتحطم كما كانت تعتقد قبلا.
أن ذكر خيانة ميرديت لها لا تزال تؤلمها , ولا خطر على كبريائها في هذا المكان البعيد أكثر من ألف ميل عن أي شخص عرف بعلاقتهما.
كانت عرابتها على حق عندما قالت أن ألم فيكتوريا سببه أنها ستبدو حمقاء وليس ألما حقيقيا ساحقا للقلب , أتكأ البارون على أطار الموقد وهو يرمقها بشدة وبدأ يقول:
" علي أن أحذّرك بأن صوفي ليست من البنات اللواتي يمكن التعامل معهن بسهولة وأنت عالمة بأمرها بعد هذه الضجة الصغيرة التي حدثت بصورة مبكرة".
تفرست فيكتوريا في أظافر أصابعها ولم تستطع أن تجابه هذه النظرة المحدقة الى النافذة فأكتفت بالقول:
" نعم".
" بدون ريب أنك يا آنسة تعتبرين أن موقفي منها مؤسف ويفتقر الى الحزم".
أطلقت فيكتوريا تنهيدة خفيفة وتساءلت ما عساها أن تجيب ولكنها جازفت وقالت على مضض:
" أعتقد أن صوفي أبنة وحيدة".
" كم أنت لبقة بجوابك؟ ليس مرد ذلك كونها وحيدة , عندما مرضت صوفي بذلنا في سبيلها كل عناية ممكنة , كانت أتفه رغبها لديها بمثابة أمر واجب التنفيذ, أنها عزيزة جدا علي , طبعا أفسدتها بالأفراط في التدليل والآن هذه هي النتيجة".
" كم كان عمر صوفي عندما أصبحت مريضة يا سيدي البارون؟".
" كانت في الثامنة من عمرها قبل الآن بثمانية عشر شهرا وأبلالها من الفالج كان لا يقل عن أعجوبة , لا يمكن أن تتصوري مبلغ الأرتياح الذي شعرت به عند شفائها وبدا لي لفترة من الزمن أنه من المستحيل أن تصبح مرة أخرى فتاة طبيعية".
" وزوجتك البارونة؟".
" لسنا في معرض الحديث عن والدة صوفي , والآن علينا أن نبت في مخطط المنهج الدراسي".
أحمر وجه فيكتوريا وتركته يوجه حديثه نحو الأمور الثقافية وهي أن يكون التدريس في هذه الغرفة أي في مكتبه حيث تقوم المنضدة الكبيرة للقراءة والكتابة ومراجع كثيرة في الزوايا الملأى بالكتب , رأت كتبا مدرسية باللغتين الألمانية والأنكليزية تستطيع من خلالهما أن تزن مقدرة صوفي والتجهيزات الأخرى الضرورية لتأمين المواد الكتابية كل ذلك كان في أدراج المنضدة.
عندما أكمل البارون تعليماته المتعلقة بصوفي نهضت فيكتوريا مستأذنة بالأنصراف ولكنه أشار اليها بأن تبقى في مكانها فعادت وجلست في كرسيها وأستطرد قائلا:
" من الضروري أن أبيّن لك وقت الراحة الذي ستتمتعين به وكيف ستقضينه , أذا كنت تفضلين الطعام في غرفتك فأنا على أستعداد لأتخاذ الترتيبات الضرورية لتهيئة صينية تؤمن لك ذلك".
" كلا لا أرغب بذلك , لا بأس بالأكل في المطبخ".
ثم توقفت كانت على وشك القول بأنها تفضل الرفقة على العزلة.
" لقد فهمت يا آنسة , لا تعتقدي أنني بدون مشاعر , أنا أيضا بحاجة أحيانا الى رفقة الآخرين".
عاد البارون للتكلم عن الأوقات الفارغة فأستعادت فيكتوريا رباطة جأشها :
" طبعا ستكونين غير مشغولة بالعمل كل يوم بعد أنتهاء الدروس التي ستكون ساعتين بعد الغداء , لكنني سأكون ممتنا لك أذا أعتبرت نفسك رفيقة صوفي لجزء من النهار".
أحمر وجه فيكتوريا وقالت بتوتر:
" لا حاجة للأشارة الى هذا الموضوع , أرغب من كل قلبي أن أعامل صوفي كصديقة طالما هي ترغب في ذلك , أما بخصوص الوقت الذي أكون فيه غير مشغولة فعندما أرغب بشيء سوف أطلبه دائما منك".
" على الرغم من ذلك أجد من الضروري ألا تشعري بأنك دائما منهمكة في أداء وظيفة ما , أنني أقدر أقتراحك ولكن يمكن أن تجدي القيام بوظيفة في أسرة مرهقا".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 09:17 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- طبيب الثلوج

كانت فيكتوريا تهتز وقد تملكها الفزع لكنها أرتاحت عندما أحاطت بذراعيها جسم الحيوان الضخم الودود.
دفعت فيكتوريا كلب الصيد بعيدا عنها وهزت رأسها بوهن ضاغطة بساعدها على جبينها الحار , أما وقد عاد اليها رشدها وبدأت تفكر بالعقل السليم فتيقنت أنه من الصعب جدا أن يكون الكلب قد أقفل الباب على نفسه داخل هذه الغرفة , وعلاوة على ذلك فأن الباب كان دائما مغلقا وفجأة تذكّرت علائم الرضى التي بدت في عيني صوفي عندما ألتقت بها وبوالدها في المطبخ لذلك قد تكون هي التي قامت به.
عرت فيكتوريا موجة عارمة من السخط هزت أوصالها عندما تذكرت تلك اللحظات الرهيبة التي قضتها قبل فتح الباب , كم تمنت أن تنقض على الأصطبل وتقبض على صوفي وتجلدها بالسوط , طبعا أنها لا تستطيع ذلك , لا سلطة لها على ضرب صوفي , سبيلها الوحيد هو عرض الأمر عل البارون والألتماس منه بأن يتصرف معها بالطريقة التي يراها ملائمة , فتحت باب غرفة نومها ومشت فيها بخطى وئيدة , وبعد تفكير عميق تراءى لها أنها لا تستطيع عرض الأمر على البارون , لم تكن في طبيعتها تحب سرد القصص ومن المحتمل أن يكون ذلك ما كانت تأمله صوفي , وهذه الأخيرة تستطيع نكران كل شيء , من هو الشخص الذي يستطيع أن يؤكد أن البارون سيصدق هذه أو تلك , قد يظن أنها أخترعت القصة بكاملها في محاولة للأساءة الى صوفي , عندما أصبحت جاهزة خرجت من غرفة النوم وبدأت تنزل درجات السلم الملتوية , كان كلب الصيد يتبعها بخنوع , أرتسمت أبتسامة على شفتيها , لقد أمنوا لها حاشية جاهزة لخدمتها , تبعها الكلب حتى المطبخ فألقت ماريا عليه نظرة تشوبها الحيرة وقالت له بنبرة حادة:
" الى الوراء فريتز".
منتدى ليلاس
هزت فيكتوريا رأسها وقالت بسرعة:
" أتركيه لا بأس أذا حضر معي".
" فريتز وهلكا هما كلبا السيد البارون , عليك أن تستأذني منه يا آنسة".
قال غوستاف بحدة:
" الكلاب بحاجة الى التمرين , أتركي الآنسة وشأنها يا ماريا , لا ضرر بأن يأتي فريتز معها.
هزت ماريا كتفيها أستهجانا ورجعت الى مخبزها , خرجت فيكتوريا من الباب وأغلقته وراءها بأحكام وهي مسرورة من رفقة الكلب , ربتت بلطف على رأسه وسارت عبر الفناء ثم دلفا الى أحد أطراف القصر ثم عبرا طريقا الى الفناء الداخلي حيث شاهدت الأصطبل قبل ذلك , كان الهواء باردا ومؤذيا , ألتقطت فيكتوريا حفنة من الثلج وألقت بها على فريتز فبدأ ينبح وتراءى لها وهي تقهقه أن فريتز تخيّل أنها منقذته وولاؤه الطبيعي أنتقل مؤقتا اليها.
أخترق صدى الضجة جدران الأصطبل وبرز فجأة وجه شخص صغير مكسو بالفرو وقف منتصبا يراقبهما فتوقفت فيكتوريا عن مداعبة الكلب لتستطيع مواجهة مهامها فسمعته يطلق هريرا خفيفا , وحدّقت به فرأته يحدق في صوفي وعلائم الحقد تبدو عليها , كان هذا دليلا واضحا على أن صوفي هي التي سجنت كلب الصيد في الغرفة.
شابت ملامح وجه صوفي علامات التمرد عند أجتيازهما الفناء متجهين نحوها ورأت أن الطريقة المثلى في الدفاع هي الهجوم فقالت بحدة:
" والدي وحده هو الذي بسمح لفريتز بالخروج يا آنسة , سيستاء كثيرا عندما يكتشف أنك خالفت أوامره".
نظرت اليها فيكتوريا بهدوء وقالت لها:
" وماذا لو قلت لك بأنني حصلت على أذن من والدك لجلب الكلب الى هنا".
تجهم وجه صوفي ساورها الحذر وسألت غير مقتنعة بصحة الأقوال:
" أنا لا أصدقك يا آنسة".
هزت فيكتوريا كتفيها بلا مبالاة وأوحت اليها برفق بما يلي:
" لماذا لا تسألينه ؟ قولي له أنني وجدت فريتز المسكين مقفلا على نفسه في أحد أبراج الغرف وعندما أطلقته أصر على أن يتبعني".
أزداد تجهم وجه صوفي فقالت:
" تعتقدين أنك ذكية جدا".
" كلا, بل ربما أذكى منك يا صوفي,والآن لدي تعليمات من والدك بخصوص تعليمك , أقترح أن نذهب الى مكتبه ونبدأ بأكتشاف مدى ذكائك الحقيقي".
نظرت صوفي أليها وهي تستشيط غضبا وبصمت أستدارت وأندفعت بطريقها متجاهلة تماما أقوال فيكتوريا.
وقفت فيكتوريا تجيل نظرها في الهضبات المتجمدة التي تسرّب صقيعها الى أخمص قدميها وبدأت تشعر بالهواء البارد يدب في أوصالها فرجعت مسرعة الخطى ألى البوابة المقوسة , كان فريتز قد تعب من الوثوب حولها طربا , يسير في أثرها عندما أجتازت الفناء الى المدخل الرئيسي للقصر المؤدي الى مكتب البارون , أزالت فيكتوريا الثلج عن ثيابها ونزعت عنها وشاحها وأجالت نظرها فيما حولها لتلتقي بنظرات البارون البغيضة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رويات, سمعا وطاعة, the reluctant governess, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية