كاتب الموضوع :
نيو فراولة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كان هناك صمت مطبق في الغرفة الواسعة عندما حدث العناق الذي هدم كل الشقاء الذي أصابهما سابقا , وأخيرا قال:
" حسنا جدا يا حبيبتي أصدقك أنك لم تكوني مع هموند في هذه الأمسية ولكن أرجوك أن تقولي أين كنت؟".
خلال تلك الساعات التي كنت أفتش عنك فيها كنت أتوق لقتلك أو لضربك أو لأيذائك كما آذيتني أما الآن وقد وجدتك وأستطيع أن أمسك بك وأضمك الى صدري وأشعر بأسرع خفقة من خفقات قلبك على قلبي أعرف بأنني لا أرغب ألا أيذاء الشخص الآخر ومهما يكن ذلك الشخص الذي تجرأ على حبسك". منتدى ليلاس
أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجه فكتوريا ووضعت أصبعها فوق شفتها قالت بلطف:
" بالحقيقة لم يحبسني أحد والكائنات الوحيدة التي يجب توبيخها هي حفنة من الهريرات".
حدّق بها البارون وهو لا يفهم ما تقوله.
شرحت له بسرعة كيف وجدت نفسها صدفة سجينة في المطبخ القديم في الجناح الشمالي , كان يصغي بأرتياب الى قصتها ومن حين لآخر يوقفها عن الأسترسال في الحديث ليطرح عليها سؤالا حتى وصلت الى الجزء المتعلق بنجاتها فهز رأسه مضطربا وقال:
" أتدركين أنك لم تنجحي لكان من المحتمل أن تموتي هناك!".
" أعرف ذلك , لننسى هذا الأمر , لقد نجوت وهذا المهم في الموضوع".
" لكنك لم تبيني لي لماذا ذهبت الى الجناح الشمالي".
" كان عملي في الحقيقة سخيفا , لم نجد الآنسة سيباغل قبل العشاء وقالت لي ماريا أنك سألت عنها فذهبت لأفتش عنها".
" في الجناح الشمالي".
" أعرف , قلت أن هذا العمل مني كان سخيفا , دارت فكرة في رأسي وهي......".
" بدأت أفهم كان مرد ذلك أقوال صوفي عن البرج الشمالي حيث قالت أن أمها مسجونة هناك , أليس كذلك؟".
" أكنت تعرف هذا الأمر؟".
" آه نعم أظن أن هذه طريقتها لهدم الصورة المؤلمة التي لديها عن ألسا , أظنها حاولت أن تعتقد بأنها عوقبت لما أقترفته يداها".
" فكرت بذلك أنا أيضا وفكرت بما أن صوفي لم تكن تحب مرغريت فقد تحاول أن تجعل من الحقيقة المصطنعة واقعا حقيقيا؟ آه , لا أعلم , بعد الدقائق الأولى صرت لا أعتقد بأنها قد تقدم على مثل هذا العمل... ولكن الشكوك كانت قد حسمت , ذهبت لأنقاذ مرغريت حتى لا أسمع مرة أخرى أمورا تتعلق بسلوك صوفي ... كنت حمقاء!".
" كل ما في الأمر أنك وفية بصورة مؤثرة وربما خيالية أيضا".
" آه يا هورست هل هذا حقيقي كل شيء يبدو هذا اليوم غريبا".
" أنت حقيقة وأنا حقيقة وحبنا هو حقيقة , هذا هو المهم في الموضوع , وحديثك عن مرغريت أعطاني فكرة".
" وما هو هذا الأمر؟".
" ألم تتساءلي لماذا كنت واثقا من أنك تناولت طعام العشاء مع هموند في هذه الليلة".
" طبعا أين كنت؟".
" سأشرح لك ذلك , ذهبت الى المطبخ عندما علمت بأنك تناولت طعام العشاء كنت أرغب بأن أراك لأتحدث معك حول هموند.....".
أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجهه وكان بريق عينيه لطيفا:
" في أي حال لم تكوني هناك كما تعلمين , قالت ماريا يمكن أن تكوني ذهبت لغرفتك فذهبت لأبحث عنك , طرقت الباب وعندما لم تجيبي دخلت , ولكنك لم تكوني هناك , لم أكن أعرف أين يمكن أن تكوني , في قعة الجلوس ؟ في غرفة نوم صوفي؟ حاولت أن أجدك فيها ولكن بدون نتيجة حتى في غرفتي لم أجدك".
شعرت فكتوريا بالدفء يغمر جسمها , حت الآن كان من الصعب عليها أن تعتقد أن غرفة هورست ستكون غرفتها أيضا , أستدار ووضعها فوق ركبته عندما جلس في المقعد الخشبي الطويل ذي الذراعين والظهر العالي قرب المدفأة ثم أستطرد قائلا:
" كنت أشك أن أيأس- مرغريت ما تزال مفقودة في ذلك الوقت ولا أعرف أين كانت كل منكما , أما أنت فكنت موضع أهتمامي الرئيسي لأن مرغريت بأمكانها أن تعنى بنفسها ".
" ألا أستطيع أن أعنى بنفسي؟".
|