لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-11, 08:35 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وومضت عينا الآنسة سيباغل.
" أنك حديثة السن بهذه الوظيفة أليس كذلك؟".
أجابت فكتوريا بنبرة يشوبها الأنقباض:
"أنا في الرابعة والعشرين من عمري".
" كما قلت لا تزالين حديثة العهد".
ورفعت حاجبيها بسخرية , أنها في الثلاثينات وربما أكثر أي بعمر البارون نفسه , وفكرت فكتوريا : لا أرى هذا العمر يناسبه , أخذت الآنسة سيباغل تتفحص القماش المعد للخياطة وقالت برفق وبعد تفكير عميق:
" أليس هذا لصوفي؟ أنها بدون ريب بنت مزعجة ألا تظنين ذلك؟".
أحمر وجه فكتوريا وقالت بأنفة:
" كلا لا أظن ذلك ! كل ما في الأمر أنها لا تشعر بالأمان ومردّ ذلك غياب أمها".
تجهّم وجه المرأة الأكبر سنا وهزت كتفيها قائلة:
" أتعنين ألسا؟ بما أن ألسا لن تعود يجب أن تتغلب على ذلك منذ الآن".
كانت أنامل فكتوريا تمسك بحافة المنضدة وغامرت بالقول:
" أنها فتاة صغيرة بحاجة الى أمرأة".
" أوافق على ذلك , لكن صوفي تجاوزت سن الطفولة , أعني أنها ستعود في آخر الأمر الى مدرسة داخلية , أليس كذلك؟".
" أعتقد ذلك".
" وعندئذ ينتهي عملك".
" نعم يا آنسة".
أخرجت الآنسة سيباغل من جيب ثوبها بضع لفائف تبغ وقدمتها اليها قائلة:
" هل تدخنين؟".
فهزت فكتوريا رأسها قائلة:
" كلا أشكرك".
أشعلت المرأة الأكبر سنا لفافة ودخّنتها بلذة فائقة , ثم رفعت بصرها الى فكتوريا مرة أخرى وقالت:
" ما الذي جاء بفتاة مثلك الى ريشيستين ؟ حتما توجد أماكن للعمل أكثر سهولة!".
" أحب العمل هنا".
" لم تجيبي على سؤالي , قلت ما الذي جاء بك الى هنا؟".
أجابت فكتوريا متوترة:
" لم يجلبني شيء غير الوظيفة".
" كلا , ألم تقرري تجربة حظك بأن تصبحي البارونة التالية عندما ألتقيت بالبارون الوسيم؟".
فأتّقد وجه فكتوريا:
" بالطبع لا".
أبتسمت الضيفة وعلائم البغض بادية عليها .
" يظهر من تكلّفك هذا الوضع أن الفكرة ربما راودتك؟".
نفذ صبر فكتوريا فقالت:
" لا تكوني حمقاء , وعلاوة على ذلك لا يزال للبارون زوجة".
منتدى ليلاس
أطلقت الآنسة سيباغل ضحكة خفيفة وقالت:
" لصوفي والدة , هذا تماما شيء آخر!".
وبينما كانت فكتوريا تحدق فيها بذهول دخلت صوفي الى المكتب تبحث عن سبب غياب الآنسة سيباغل , فرأتهما جالستين في سكينة , كان من جراء تدخلها أزالة الصمت بينهما ولكن فكتوريا تساءلت بقلق كم مضى على صوفي وهي تنصت الى حديثهما في الخارج.
جثمت الآن في زاوية قريبة من المنضدة تنظر الى الآنسة سيباغل , وسألتها بسخرية:
" ألم ترتدي بعد أحسن ما عندك من الملابس؟ والدي لا يحب الملابس الحقيرة".
صاحت فيها فكتوريا بصوت مرتعش:
" صوفي! أعتذري فورا".
لوت صوفي قسمات وجهها لأضحاك الآخرين وقالت:
" لماذا؟ هذا صحيح أنها لم ترتد أحسن ما عندها من الملابس".
" أصغي اليّ أيتها الفتاة الصغيرة الوقحة , أن الثوب الذي أرتديه الآن يمكن أرتداؤه في المنزل!".
هزت صوفي كتفيها أستهجانا :
" هذا ليس منزلا , أنه قصر!".
أطلقت المرأة الأكبر سنا أيماءة أشمئزاز :
" ليس في نيتي أن أمضي وقتي في التحدث اليك يا أبنتي. لدي أشياء أهم أشغل بها وقتي , أرجوك يا آنسة مونرو أن تطلبي من البارون عند رجوعه أن يحضر ويراني في غرفتي".
" نعم يا آنسة".
كان هذا جواب فكتوريا الآلي , وأختفت الآنسة سيباغل يتبعها دخان لفائف التبغ والعطور الأجنبية , بعد ذهابها أبتعدت صوفي عن المنضدة وأغلقت الباب وهي تنظر بتحد الى فكتوريا , قالت فكتوريا بهدوء وهي تجلس:
" كنت فظة جدا".
قالت صوفي بكآبة:
" أنني لا أحبها , وهي لا تحبني وأنت تعرفين ذلك".
" لا أعرف شيئا مما تقولينه , بحق السماء توقفي عن لمس هذا الحبر بجميع أناملك".
أطلقت صوفي زفرة قوية ثم تفحصت أناملها:
" ماذا تفعلين هنا؟ قلت لك أنه ليس بنيتي أن أعمل هذا اليوم؟".
" أتردد بتذكيرك يا صوفي , ولكن أذا قررت العمل فيجب أن نعمل هل تفهمين؟".
" آه , لا تتكبّري ! أعرف أن بأمكانك أن تلوي أبي حول خنصرك!".
ذهلت فكتوريا لهذا الكلام فقالت مروعة:
" هذا ليس صحيحا".
أتكأت صوفي على كرسي وقالت:
" أعتقد أنه صحيح".
ثم وضعت رأسها في أحد جوانب الكرسي:
" الآنسة سيباغل لا تحبك أنت أيضا".
وضعت فكتوريا كتبها جانبا:
" هل بأمكانك أن تتوقفي عن التصرف هكذا؟ أنت لا تعرفين شيئا عن عواطف والدك أو عواطف الآنسة وتحاولين الآن أحداث المشاكل؟ وأما فيما يتعلق بي فأنا مطلعة على مكائدك الصغيرة فتوقفي عنها!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-04-11, 09:30 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لوت صوفي قسمات وجهها لأضحاك فكتوريا وثنت ساقيها على ذراع الكرسي.
" تعاملينني دائما كطفلة , أتعلمين أنني لم أعد طفلة أذ ناهزت العاشرة من عمري؟ في الهند تتزوج البنت في سن أصغر وتلد في الرابعة عشرة من عمرها أو أقل من ذلك!".
فذكّرتها فكتوريا بجفاء:
" هذه البلاد ليست الهند".
" أعرف ذلك ولكن ما يقع في بلد يمكن أن يقع في بلد آخر , هل كان لك رفقاء من الفتيان عندما كنت في أنكلترا؟ عندما كنت في طور المراهقة؟".
" بعض الفتيان".
" هل كان لك ولد؟".
" طبعا لا".
هزت صوفي كتفيها بلامبالاة وسألتها بفضول :
" هل يجب أن تتزوجي حتى تلدي أولادا؟".
نهضت فكتوريا فجأة وأجابت بلطف:
" لا أعتقد أننا بحاجة لمناقشة هذا الموضوع الآن".
" لماذا؟ هذا يهمني , لا أعتقد أن أمي كانت متزوجة من أبي عندما ولدتني".
غضبت فكتوريا وقالت:
" صوفي!".
" أنني لا أكذب!".
" لا يهمني أذا كنت كاذبة أم لا , لكن لا أرغب بأن أصغي لمثل هذه الأشياء".
" لا أرى ما يوجب عدم سردها ألا أذا كنت خائفة من أبي".
أجابت فكتوريا بحدة:
" قلت لك سابقا أنني لا أخاف من والدك".
" ماذا يجري هنا؟".
منتدى ليلاس
دوّى صوت ذو نبرات حادة جعل صوفي تقفز من كرسيها بينما فكتوريا أهتزت قليلا , ألقى البارون عليها نظرة عجلى ثم نظر الى أبنته وقال لها:
" ماذا في الأمر؟".
" لا شيء يا أبي , كنا نتناقش في مسائل أجتماعية , هذا كل ما في الأمر".
أرتسمت على شفتي فكتوريا أبتسامة , كان هناك شيء مزعج ومع ذلك يبعث على التسلية في صوفي.
دار البارون حول فكتوريا ثم سألها:
" هل هذا صحيح يا آنسة؟".
أحمر وجه فكتوريا بشدّة , يبدو أنه سمع الحديث وهو يدخل الغرفة , وكان مصمما على تحدّي جوابها , أجابت أخيرا:
" لا شيء هام يا سيدي البارون , وبالمناسبة كانت الآنسة سيباغل تفتش عنك وطلبت مني أن أسألك أذا كان بأمكانك الذهاب لرؤيتها".
أحنت فكتوريا رأسها وألقت بالأوراق على المنضدة.
كانت موضوع أهتمام البارون الكامل وقال لها بحدّة:
" وأنت يا آنسة ماذا تعملين هنا ؟ أعطيت تعليمات الى ماريا بأن تبقي في الفراش هذا اليوم , يبدو أن كل أمر يصدر مني معناه تشجيعك على العناد".
رفعت فكتوريا بصرها اليه:
" أنني بصحة جيدة يا سيدي البارون , ماريا أطلعتني على أمرك ولكنني أفضّل أن أنهض من الفراش وأتجول في القصر".
" وعلى الرغم من ذلك كنت أفضل أن تأخذي قسطا من الراحة , طلبت من الدكتور أن يزورك زيارة قصيرة فيما بعد".
" لا حاجة لذلك , لست مريضة".
" كان من الممكن أن تصابي بأرتجاج مخّي".
" أشك في ذلك".
حدّقت فيه مستعصية , كم من الأفكار تمر وراء وراء هذا المظهر الكاذب البارد ؟ لماذا جاءت الآنسة سيباغل ؟ قالت أنها أحدى صديقاته لكن فكتوريا شعرت أن المرأة الأخرى تظهر له أهتماما خاصا , وكأنها تعتبره من ممتلكاتها , هل هذا الشعور متبادل؟
حدّق البارون بصوفي وقال:
"أذهبي وأخبري الآنسة سيباغل بأنني سأكون جاهزا للرحيل في نصف ساعة وأنت يمكنك أن تستعدي أيضا".
تلألأ وجه صوفي :
" هل تعني بأنني سأذهب معكما؟".
وأخذت تقفز بأهتياج كطفلة سعيدة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-04-11, 09:39 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تبعها البارون حتى الباب وبعد أن ذهبت وهي ترقص طربا أغلق الباب ورجع الى فكتوريا , أسند ذراعه الى المنضدة وأخذ ينظر اليها بحدّة ثم قال لها بلطف:
" هل تشعرين حقا بأنك على ما يرام؟ لم أسألك أن تبقي في الفراش ألا لمصلحتك".
ضغطت فكتوريا على شفتيها وتمتمت بأنقباض:
" هذا لطف منك يا سيدي البارون".
" أرغب ألاّ تدعيني بهذا اللقلب".
كانت أنفاس فكتوريا تخفق بعصبية:
" بماذا تريد أن أدعوك؟ يا سيدي؟".
" أسمي كما تعلمين هورست!".
أشاحت فكتوريا بنظرها عن عيني البارون المصوبيتين نحوها بأمعان , وقالت بأنفعال وكيانها العاطفي على وشك أن ينهد:
" أنت تعلم أنني لا أستطيع أن أخاطبك هكذا".
" يجب أن نتحدث حول ما جرى في الليلة الماضية".
" قلت لي أن عليّ أن أحاول نسيان ما حدث".
" هل بأمكانك ذلك؟".
" سأحاول أن أعمل بموجبه يا سيدي البارون".
قال بحزم:
" أريد أن أكلمك فقط , أدرك ما أقوم به ولكنني لا أستطيع أن أوقف نفسي عن ذلك!".
كانت كلماته الأخيرة عنيفة ويشوبها النفور من نفسه , ترددت فكتوريا ثم أستدارت قليلا , كان قريبا جدا منها فأذا بها ترى أهداب عينيه الطويلة الكثيفة وتلحظ الخطوط الصغيرة قرب عينيه , كانت ترغب بأن تلمسه بأية طريقة , وكانت مشاعرها الحميمة نحوه تجلب لها المتعة الحيّة والألم في وقت واحد , قالت برباطة جأش وهي تتأمل أفكارها المشتتة.
" حسن جدا".
وبدا عليه أنه يجد صعوبة في البدء بالكلام , مدّ يده حول مؤخرة عنقها بنفاذ صبر وقال:
" أريد أن تعرفي أنه ليس من عادتي تبرير أرتباطات عاطفية مع مربيّات صوفي ".
" لماذا تحدّثني بهذا الأمر؟".
رد بعنف قائلا:
" تعلمين بأنك ثالث مربية أستخدمها لأجل صوفي".
" هل تعني أنهما تركتا العمل لأهتماماتك غير المشروعة بهن؟".
قال وهو يطلق يده في شعرها :
" هذا صحيح".
هزت فكتوريا رأسها , لم تخطر لها هذه الأمكانية من قبل.
" بالأضافة الى ذلك فأن تأثيرك على صوفي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة قد طوّر حافزها الفكري , وبينما أعرف أنك ستقولين لا يزال هناك عمل كبير يجب القيام به , فأنها خطت الخطوة الأولى , وهذا هو المهم , لهذا يجب أن أجتهد في تفسير سلوكي وأن لا تشعري بأن عليك أن تتخلي عن منصبك بسببي".
" التخلي عن منصبي يا سيدي البارون؟".
" طبعا , لن أغفر لنفسي أذا كان سلوكي الجدير بالأزدراء سببا في حرمان صوفي من الفرة بأن تدرس على يدي مربّية معجبة بها وتحترمها".
أستوعبت فكتوريا هذا الكلام بصعوبة , أتضح الآن أن البارون آسف بشدة لتصرفاته المتهورة وأن مخاوفه الرئيسية تكمن في أنها ربما تترك القصر نهائيا.
خطت فكتوريا خطوة الى الوراء وقالت:
" لا تقلق من هذه الجهة مطلقا يا سيدي البارون , أنني مصممة مثلك على تأهيل صوفي لتصبح بنتا طبيعية , أما بخصوص أحترامها لي وأعجابها بي فأنني غير متيقنة بأنني أتمتع بهذه الصفات , ربما شيء قريب من التذمّر أدنى الى الواقع".
حدّق بها بشدة وقال:
" لقد أغضبتك".
" لم تغضبني مطلقا – أنما رغبت بأن تتركني أتابع القيام بعملي , الآنسة سيباغل تنتظرك".
وأسبلت عينيها عند هذه العبارة الأخيرة.
" الآنسة سيباغل لا تعني شيئا بالنسبة لي , هي صديقة لي فحسب , سرت أشاعات في تلك الأيام أنها تناسبني وأنني ربما أتزوجها ولكن لم يتحقق شيء من ذلك , فمرغريت ذهبت لأنكلترا لتعمل هناك , أنها مصممة أزياء ناجحة جدا على ما أعتقد".
رفعت فكتوريا كتفيها بلا مبالاة وقالت بشيء من الوقاحة:
" هذا لا يعنيني يا سيدي البارون مطلقا".
سألها بنبرة باردة:
" ألا يعنيك هذا الأمر؟".
" شرحت لي منذ لحظات بأن ما بيننا كان نتيجة ظروف سيئة , فكيف تريد أن تعنيني أمورك الأخرى؟".
" أنك مصممة على محاولة أغاظتي يا فكتوريا".
" لماذا لا تذهب أذن؟ لماذا نتحدث هنا؟ ما هي الغاية من ذلك ؟ هل تطلب مني أن أسامحك حتى تعود الى زوجتك بصفاء ذهن؟".
كان الشحوب يشوب وجهه فقال:
" أطمئني – ليس لي زوجة!".
هل صحيح أن لا زوجة له ؟ من كانت أذن المرأة المفروض أنها زوجته؟ ما قالته صوفي صحيح ؟ أن والدها يم يتزوج أمها؟
نهض بملء طوله الفارع ومشى الى الباب وهناك توقف ونظر اليها بهدوء:
" الآن عرفت يا آنسة أن فضولك حول والدة صوفي لا مبرر له".
" هل تعني أن والدة صوفي ماتت".
ضاقت عيناه:
" أنها على قيد الحياة وفي أحسن حال ومقيمة في ستوتكارت!".
ودون أن يترك فرصة لسؤاله عن سبب ذهابها أغلق الباب بعنف.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-04-11, 12:34 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10- الغوص في الماضي

مر اليوم بسرعة زائدة , حملت ماريا الى فكتوريا خبرا هو أن البارون وضيفته وصوفي لن يرجعوا الى القصر قبل موعد تناول الغداء.
سمعت صوت سيارة تدخل ساحة القصر فنهضت ومشت نحو النافذة لترى من القادم , كانت سيارة الدكتور زيمرمن , ورآها تتطلع في الخارج فلوّح بيديه محييا كما فعل في المرة السابقة , لم تفكر في هذا الوقت بالذات أذا كان يستطيع تسليتها بغياب البارون , كان يريحها جدا أن تجد شخصا تتحدث معه ويصرف أنتباهها عن الجو الخانق الذي يكتنفها , فتحت له الباب عند وصوله وأرتسمت أبتسامة على وجهه عندما رحّبت به بسرور , قال مقلدا نبرات البارون العميقة:
" ماذا تعملين هنا يا آنسة؟ هل تنتظرين رجلا ما؟".
أبتسمت فكتوريا وقالت:
" لا تكن سخيفا يا كونراد , تفضل وأدخل , الجو متجمد في الخارج , قال البارون أنه طلب منك الحضور لزيارتي , لم يكن بحاجة لذلك من الوجهة الطيبة أذ أنني على أتم ما يرام صحيا".
" هل هذا صحيح؟ لماذا كنت تتسلقين المرتفعات أذن؟".
" كنت أحاول القبض على هيلكا , رفضت المجيء معي عندما ناديتها فحاولت الأمساك بها".
" هذا صحيح".
هز رأسه علامة الموافقة , ووضع حقيبته الطبية فوق المنضدة.
" بما أنني هنا فسألقي نظرة على الأصابة وعندئذ ربما دعتني ماريا لتناول الغداء".
نزع معطفه وأردف قائلا:
" أذا لم تقع حالة طارئة وهذا ما لا أتوقعه فأنني حر لمدة ساعتين , كنت أتوقع أستقبالا أكثر حرارة".
" آسفة , أشعر بأنني لست حرة بأن أستضيفك وأنا مجرد مستخدمة هنا".
" لا بأس ماريا ستسمح لي بذلك , تناولت طعام الغداء هنا مرات عديدة عندما كان هورست خارج القصر طوال اليوم".
فتح حقيبته الطبية وقال:
" أرني رأسك".
منتدى ليلاس
بقي كونراد حتى ما بعد الظهيرة جالسا في المطبخ مع المرأتين يمتعهما بسرد النوادر المضحكة عن مرضاه , تراءى لفكتوريا أنه شخص لطيف فتساءلت لماذا أقحمها قدرها المشؤوم بين أناس كانوا على خلاف ذلك".
بعد ذهابه بقيت مع ماريا تلمس بأصابعها سطح خزانة الأطباق وأدوات الطهو اللامعة وترفع قدرا صغيرا ذات مقبض متألقة تتفحص مظهرها الخارجي وهي مستغرقة في التفكير , ثم أستدارت وقالت:
" من هي والدة صوفي يا ماريا؟".
بقيت ماريا لحظة ثابتة في مكانها ثم قالت أخيرا:
" آه , لا شأن لي بذلك يا آنسة".
فتنهدت فكتوريا:
" لماذا كل هذه الأسرار ؟ كل من أسأله يمتنع عن التكلم حول موضوع هذه المرأة , لماذا؟ ماذا حدث؟".
" لماذا لا تسألين البارون يا آنسة؟".
" قال لي البارون هذا الصباح أن والدة صوفي تعيش في ستوتكارت , هل هذا صحيح؟".
أجابت ماريا:
" أذا كان سيدي البارون قال هذا فمعناه أنه صحيح".
" وقال أيضا أن لا زوجة له".
" هذا أيضا صحيح يا آنسة".
" على أنني عندما سألتك عند حضوري أين البارونة قلت أنها ليست هنا ملمحة الى أنها في مكان آخر".
هنا أومأت برأسها موافقة:
" هذا صحيح , البارونة هي والدة البارون , تأتي الى ريشيستين في الصيف ولكن في الشتاء حين يشتد البرد تبقى في فيينا مع شقيقته".
أستوعبت فكتوريا هذا الكلام بصعوبة , وهكذا فللبارون والدة وشقيقة , تخيلت بطريقة أو بأخرى أن البارون آخر شخص منحدر من أسرته بأستثناء صوفي طبعا , قالت أخيرا:
" فهمت , وهكذا فأن والدة صوفي لم تكن البارونة".
" آه لم أقل ذلك يا آنسة".
" هل تعنين أنهما تطلّقا؟".
أرتبك وجه ماريا فجأة :
" سيدي البارون لا يؤيد الطلاق".
" وهكذا لم يتزوجا قط".
" بلى أنهما تزوجا في الكنيسة الصغيرة الجميلة الواقعة في ضواحي القرية , لقد شاهدتها وكانت ترتدي ثوبا مزركشا مصنوعا في البندقية ,كم كان جميلا؟".
هزت ماريا رأسها والألم يعصرها لهذه الذكرى المرة , تجهم وجه فكتوريا وهتفت بيأس:
" أعتقد أنك تحاولين متعمدة بلبلة أفكاري".
رفعت ماريا حاجبيها:
" ربما يا آنسة أكون كذلك".
ثم هزت كتفيها أستهجانا :
" في أي حال لم يبق البارون بعدئذ كما كان عهدنا به".
بقي شيء واحد كانت ترغب في أيضاحه , سألتها بتردد:
" قولي لي يا ماريا , هل البارون يكره الشعر الطويل؟".
كان هذا السؤال يبدو سخيفا وأنتظرت الجواب وهي محتارة , رفعت ماريا بصرها اليها وقالت:
" كان شعر والدة صوفي طويلا , أعتقد أن سيدي البارون فكر بها عندما رأى شعرك الطويل ".
في الأيام القليلة التالية لم تر البارون والآنسة سيباغل لم تغادر القصر في يومين كما كان متوقعا , وأذا كانت أسباب بقائها أكثر من ذلك غامضة بالنسبة الى فكتوريا , فلم تكن كذلك بالنسبة الى صوفي .

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 19-04-11, 12:56 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أعلنت صوفي بعد ظهيرة أحد الأيام لفكتوريا عندما كانت منهمكة في وضع علامة لأختبار مدى نجاحها في التحصيل:
" هذه المرأة أفعى".
رفعت فكتوريا بصرها اليها مذهولة , كانت صوفي مقطبة الجبين تحدّق فيها متناسية عملها مؤقتا , قالت فكتوريا برفق:
" أفترض أنك لا تتكلمين عني".
لوت صوفي قسمات وجهها لأضحكاكها وقالت:
" حتما لا , تعرفين عمن أتكلم , عن سيباغل".
وضعت فكتوريا قلمها على المنضدة.
" كيق يمكنك أن تصدري أحكاما قاسية كهذه؟ أنك لا تكادين تعرفين هذه المرأة".
" أعرف أنها جاءت الى ريشيستين لظنها أن أبي سيقع في حبها ويتزوجها".
كظمت فكتوريا المشاعر التي أثارتها في نفسها عبارات صوفي.
" أعتقد أنك أصبحت تتصرفين بدون ضرورة تصرف فتاة ناضجة يا صوفي , أنا متأكدة أن الآنسة سيباغل ليست بالمرأة التي تقنع بالعيش هنا في هذا المكان المنعزل في ريشيستين , أنها أمرأة أجتماعية وعلاوة على ذلك عندها عمل في لندن".
هتفت صوفي بأزدراء:
" ألا ترين أنها لا تفكر بالبقاء في ريشيستين ؟ أنها على الأكثر تتوقع أن يبيع والدي القصر والممتلكات التي حوله ويذهب ليعيش معها في فيينا أو في مكان آخر مماثل".
منتدى ليلاس
بللت فكتوريا شفتيها الجافتين بلسانها :
" أنا متأكدة أن والدك لا يمكن أن يقوم بعمل كهذا , أنه يحب ريشيستين , هذا هو موطنه وهذه هي ممتلكاته! لا أعتقد أن أمرأة في العالم تستطيع التأثير على واالدك وتحمله على بيع ممتلكاته في ريشيستين".
" هل تعتقدين أنه لن يفعل ذلك؟".
" طبعا , ولو كان في الحقيقة يرغب في البيع لكان فعل ذلك منذ سنوات عديدة".
" أعرف ذلك , لكن لم يكن هناك الآنسة سيباغل".
" قال لي والدك بأنه عرفها مدة طويلة , قبل أن يتزوج والدتك".
تغيّر وجه صوفي :
" أنه لم يتزوج والدتي".
صاحت فكتوريا بنفاذ صبر:
" طبعا تزوجها , أفادتني ماريا بذلك".
أخذت صوفي نفسا عميقا وقالت بيأس:
" لم يكن زفافا حقيقيا , أذ كانت والدتي متزوجة من شخص آخر".
شعرت فكتوريا أن الدم يتدفق من وجهها فقالت بأرتباك:
" ما هذا الكلام؟".
" لا أعتقد أن ماريا حدثتك بهذا الموضوع ".
وأحنت صوفي رأسها وهي تتفحص أظافرها:
" لا يهمني أي شيء , أنني غير محتاجة لأحد!".
نهضت فكتوريا وبدأت تنصحها قائلة:
" لا تضخّمي الأمور يا صوفي , يجب أن تعتبري نفسك سعيدة لأن لك والدا".
هزت صوفي رأسها وتساءلت بكآبة:
" هل لي بالحقيقة والد؟".
وجلست فكتوريا مرة أخرى , كانت الأشياء التي باحت بها صوفي تدور في مخيلتها , أذا كان ما قالته صحيحا فهو يفسّر أشياء كثيرة , هناك تلميحات أصبحت وقائع صلبة , وها هي تتفهم مشاكل البارون مع أبنته, كانت لسوء حظها مطلعة على ما حدث.
" قولي يا صوفي متى علمت بشأن والدتك؟ من قال لك ذلك؟".
رفعت صوفي بصرها اليها شبه مذهولة:
" أنها لم تحبني قط ولم ترغب بي , قالت لي ذلك , كنت دائما مصدر أزعاج لها في طريقها... كسرت مرة زجاجة عطور تخصها لم يكن فيها كثير من العطور , ولكنها تميزت غيظا , قلت أنني لم أقصد ذلك ولكنها لم تصغ اليّ وشتمتني بعبارات نابية فظيعة! لم أعرف معنى نصفها ولكنني بعدئذ عرفتها , ومنذ ذلك الحين أدركت أننا لم نكن نشكل أسرة عادية".
" هل حدّثت والدك بذلك؟ أعني هل عرف والدك كيف تعاملك والدتك؟".
هزت صوفي كتفيها بدون مبالاة:
" أظن ذلك ولكنني لا أعرف بالضبط , فقد سلك طريقه الخاص , أعتادت ألسا أن تعنّفه وتلومه بقسوة , جعلت حياته تعيسة , كنت أشاهد ذلك في بعض الأحيان وأتمنى أن تذهب بعيدا وتظل بعيدة ولكنها كانت دائما تعود".
" هل تعتقدين أنها ستعود الآن؟".
" لا أعتقد ذلك وآمل أن لا تأتي".
بدأت فكتوريا تفهم أشياء كثيرة عن صوفي , أصبحت صريحة جدا وودودة أتجاه مربّيتها , وقالت وقد هدأت قليلا:
" في أي حال كما قلت تخلّص والدي منها !".
علّقت فكتوريا بسخرية :
" يحبسها في البرج الشمالي على ما أظن؟".
" نعم!".
" كنت أعتقد أنك تعرفينني أفضل من ذلك! هل تتخيلين أنني أصدق كل هذه الترهات! أنك تحاولين أختلاق الأشياء لتوقعي في نفسي الذعر , ألا ترين كم هو مضحك هذا العمل الذي تقوم به بنت من عمرك؟ لقد تخطيت السن التي تتخيلين بها مثل هذه القصص الخيالية يا صوفي! ألم تقولي لي أنت بنفسك أنك أوشكت على بلوغ سن المراهقة؟ أذن فالمراهقون لا يلفقون القصص والأخبار كما تفعلين".
بدت صوفي متمردة:
" أنا لا ألفق الروايات , في أي حال لم أكن أرغب أن أتركها ترحل بدون عقاب!".
" والآن أقتربنا من الحقيقة أليس كذلك؟ هذا ما كنت تتمنين حدوثه , لذلك أخترت هذه الرواية السخيفة لتتسلي بها , آه يا صوفي متى تتعلمين أننا لا نستطيع أن نحل مشاكلنا بمحاربتها أو بأسدال الستار عليها؟ يجب علينا أن نتعلم مجابهة الحياة كما هي".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
anne mather, ان مثير, روايات رومانسية, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, رويات, سمعا وطاعة, the reluctant governess, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية