كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
-أفضل الموسيقى العصرية.....كالروك مثلاً.
لبت طلبه على الفور بينما ابتسمت النسوة بحنان عند رؤيتهن تعابير وجهه.....فمنذ وصوله إلى هذا المكان و هو يطالب بموسيقى الروك أند رول، لكن طلبه لم يلق يوما آذناً صاغية.....
كانت هذه المرة الأولى منذ وقوع الحادث، التي يشعر فيها بأن الوقت يمر بسرعة غريبة.....فالنسوة بدللنه خير دلال، و كأنة بلغ الواحة بعد عبوره الرمال الحارقة.....لم يمكن مايكل برويستر من النوع الذي ينقاد وراء الأوهام أو يؤمن بالأمور الخارجة عن إطار المألوف.....فالحقيقة الوحيدة بالنسبة اليه هي التي يمكن لمسها و تذوقها وشم رائحتها و الإحساس بها.....
و مع ذلك ساوره شعور من الصعب تفسيره وكأن والدتة حاضرة معه.....ربما لأن هؤلاء النسوة يشبهنها الى حد بعيد فتراهن يقطبن جينهن كلما سمعنه يشتم و يسامحنه على الفور عندما يعبر عن أسفه,
وهن يحضرن له البسكويت و الأطباق الشهية و يتبرعن لرتق سرواله حتى أنه لم يعد يعلم كيف سيرفض الدعوات التي تلقاها للمشاركة في عشاء عيد الميلاد من دون أن يجرح إحساس أحد.....
و عندما عرضت عليه السيدة جاكوبز أن تنظف منزله سألها:"كيف علمت أنه يحتاج للتنظيف؟"
أجابته و قد علت وجهها ابتسامة شبيهة بالابتسامة التي ارتسمت على وجه والدته يوم رأت شقته القذرة للمرة الاولى:"توقعت ذلك"
منتديات ليلاس
و مع أنه كان واقعياً إلى حد كبير إلا أنه وجد نفسه يتساءل في بعض الأحيان ما إذا كانت والدته قد قادته بطريقة أو بأخرى إلى هذا المكان حيث تهافتت النساء على تدليله و الاهتمام به.صدحت أغنية كلاسيكية لأحد الفنانين المفضلين لديه في أرجاء الغرفة ما جعل مايكل يدرك أنه حبس أنفاسه وشبك أصابعه خشية أن يخترن أغنية مريعة.....
تنفس الصعداء و قد شعر بالحر.....الحر الشديد.
بحق السماء! لأسبوع خلا كان يتباهى بعدم إحساسه بالبرد أو الحر أو حتى الحياء.....عليه أن يغادر هذا المكان من دون أن ينظر وراءه.....
لا عليه أن يهرب مما يحصل له، وتلك العودة الموجعة والبطيئة لإحاسيسه، والرغبة في إستعادة الأمل والإيمان بأن الحياة يمكن أن تكون ممتعة.....
لكن إن لاذ بالفرار الآن فستصاب النسوة بالهلع و يتخيلن أنهنّ لم يحسن التصرف معه فقد بدون جميعاً راضيات عن المؤامرة التي حكنها لمفاجأته بموسيقاه المفضلة.....
قال لهن و هو يحاول أن يخفي حقيقة ذوبان الجليد في داخله:
"يمكنني تغليف بسهولة على وقع هذه الموسيقى".
تنهدت السيدة هندرسون و رمتة بالشريط اللاصق فضحكت السيدة جاكوبز بينما اهتز جسد لولو الضخم. كانت كريستن تنظر إلى الرزمة الموضوعة امامها و تغلفها بحماسة جنونية.-اترغبين في الرقص يا كريستن؟
هل أراد أن يغيظها أم أن يرضي نفسه؟
أجابته دون أن ترفع نظرها:"كلا"
فصرخت لولو قائلة:"أرقص معي"
رقص مايكل بالتعاقب مع لولو، و السيدة هندرسون و السيدة جاكوبز، على وقع الأغاني التي جمعنها خصيصاً من أجله.....
كلا.....ليس هن.....إذ لا يعقل أن تختار أي هؤلاء العجائز أغان أكثر حداثة من أغاني فرانك سيناترا.....إنها هدية من كريستن التي صممت على تجاهله و هي تتمتم ساخطة عن ضرورة الإنتهاء من تغليف الهدايا في أسرع وقت ممكن.
-كريستي.
كانت تلك المرة الأولى التي يناديها بهذا الشكل المختصر لاسمها.
-تعالي.
-كلا.
منتديات ليلاس
لكن العجائز أبينّ الامتثال لرغبتها فاستخدمت لولو قوتها البدنية لترغم كريستن على الابتعاد عن الطاولة قائلة لها:"ارقصي معه".
وقفت كريستن أمامه بتحد شابكة ذراعيها فوق القميص الخاص ببابا نويل و راحت تطرق الأرض بكعب حذائها.
-أليس من الأفضل أن تنتهي أولاً من تغليف الهدايا؟
و تغير اللحن و صدح من المذياع القديم صوت حزين يشدو بأغنية عن امرأة جميلة.....
قال لها بنبرة خافتة : "هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟"
و تنبه فجاة أنة يتحرق شوقاً لسماع موافقتها على الرقص معه ليتسنى له أن يلمس بشرتها مرة اخرى.....
-كلا.
فقال لها عابثاً:"هيا يا كريستن.....خففي قليلا من جديتك".
- لا أريد أن أخفف من جديتي.....
وأضافت هامسة في أذنه:"يمكنني أن أتخيل ما قد يحصل للمرأة التي لا تتعامل معك بجدية".
-حقاً؟ افكارك سيئة . لكن الكل رقص معي.
-هذة هي المشكلة . فأنت شديد الثقة في جاذبيتك مع انك رجل مرتبط.....أظن أن ثمة صفة تطلق على أمثالك من الرجال.
-ما هي؟
-أظنك تعرفها جيداً.
-أجابها بعناد:"كلا......لا أعرفها"
-انت رجل عابث.
|