كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
قالت له بحدة وكأنها تخشي هذه اللحظة وهذا الاحساس بالحميمية الذي يتشاركانه :" علي أن أنصرف ... وعليك أن تنصرف معي لأنني لا أملك مفتاحا اخر
" لن أسمح لك بالذهاب الي سيارتك بمفردك ".
بدت وكأنها علي وشك أن تصرخ محتجة لكنها عادت وارتأت ألا تفعل ...
أدارت له ظهرها وجمعت قطع البيتزا المتبقية ووضعتها بعناية في الثلاجة . وما هي الا دقائق قليلة حتي فتحا الباب الأمامي ليواجها سويا صقيع المساء .. سألته موبخة :" ألا تملك سترة أكثر دفئا ؟"
كان من البديهي أن تعامله معاملة الفتي اليتيم , وتقلق عليه وتلعب دور الأم الحنون , خاصة بعد أن أفضي اليها بسره ... وتذكر في تلك اللحظة أنها أبدت قلقها عليه قبل أن يفضي اليها بمكنونات قلبه ...
" لا أشعر بالبرد ..."
رمته بنظرة حائرة غير أنه ارتأي أن يتجاهلها لأنه لم يكن مستعدا للمزيد من الاعترافات ... وبينما كانت تقفل الباب , رأي مايكل رجلا ضخم الجثة يعبر الشارع وكتفاه محنيتان من شدة البرد .
"أظن أنني رأيت هذا الشاب قرب بابك منذ قليل ".
"أتقصد هذا الشاب ؟ انه يبقي هنا دوما ... لست واثقة من هو هذا الفتي اليافع لكنني أتصور أنه يطن أنه يحميني"
منتديات ليلاس
حدق مايكل في الشات وهو يبتعد عنهما وقد وجد تفسيرها غير منطقي ... فوجوده لم يكن بدافع الغيرة عليها لكنها بدت واثقة مما تقوله ..
كانت بريئة الي حد يفوق التصور , غير أن عينيها قالتا كلاما في غاية الخطورة : صحيح أنها بريئة , غير أن هذا لا يعني أنها بريئة بملء ارادتها ...
وصلا الي سيارة مغطاة بالثلج , سيارة صغيرة , عملية واقتصادية , بعيدة كل البعد عن البهرجة , تماما كما توقع .
لكن من يملك سلاحا سريا مثل شفتيها لا يحتاج الي سيارة مبهرجة .. صعدت الي السيارة وشغلت المحرك بينما راح مايكل يزيل الثلج عنها بيديه وكمي سترته ... فترجلت كريستن من السيارة وأعطته فرشاة ...
" هل ستعود في الغد لتنهي تركيب الدراجات ؟"
تردد مايكل قليلا ...
"ستسدي لي خدمة كبيرة
لكن الأمور باتت أكثر تعقيدا بعد أن عرفها ... وان قرر ألا يعود ثانية , فستعتبر المسألة شخصية .. لذا , أجاب الصوت الذي لم يتوقف عن الكلام حتي بعد أن طلب منه أن يصمت :" أجل سأعود حنما في الغد ".
بينما كانت كريستن موريسون تقود سيارتها , اجتاحتها موجة من الحر شبيهه بتلك التي تجتاح امرأة تلعب بالنار , مع أن جهاز التدفئة في السيارة لم يكن قويا بما فيه الكفاية ليخفف من حدة البرد . هل كانت تدرك عواقب ما أقدمت عليه عندما وضعت أحمر الشفاه علي شفتيها , وخلعت سترتها وطلت أظافرها بطلاء الأظافر ؟
كم من المهين أن يفتضح أمرها بهذه السرعة !.. انه مجرد تحذير من مدي خطورة نيرانه لاسيما وأنه خبير في النساء ويدرك ما يفكرن فيه . فقد فهم دوافعها حتي قبل أن تتمكن هي نفسها من ادراك حقيقتها ... وما زاد الطين بلة هو أنه أفصح لها عن مصابه و الفاجعة التي ألمت به يوم خسر أفراد عائلته . انفطر قلبها حزنا عليه , وأحست بأن من واجبها أن تساعد مايكل برويستر علي تخطي فترة عيد الميلاد بأقل ضرر ممكن .
لكن كيف ستتمكن من المكوث معه في الغرفة نفسها من دون أن تطلق العنان لأحلامها الخيالية التي تتخطي الواقع بأشواط
"كفي!"
منتديات ليلاس
هذا جزاء من تتودد الي رجل غريب !لكن دوافعها كانت نبيلة , اذ أرادت محو القسوة التي ظهرت في عينيه ... أو لعلها كانت تتحرق شوقا لمعانقته وكأنه خشبة خلاص يمكنها التشبث بها .
لكنها عندما لمست خد مايكل لم تكتشف حقيقة تتعلق بمايكل بل بالأسرار الكامنة في أعماقها ... اذ كان في داخلها شعور بدائي , شعور أشبه بالتوق الملح الذي يمكن أن يقلب عالمها المتزن رأسا علي عقب .. ولعل أكثر ما أثار دهشتها هو أنه بدا أمامها ضعيفا وكأنها سلبته قوته ...
حذرها مايكل بوريستر من أنه لا يملك ما يقدمه لها وهي تعي تماما أنه من الحكمة أن تثق بكلام رجل يتفوه بكلام مماثل ...
منذ صغرها , تميزت كريستن بحكمتها وطبعها العملي لتتحول الي فتاة جذابة ومثيرة
كما تاقت لأن تكون من يضمد الجروح التي مزقت روحه ...
وفجأة , ارتطمت بطبقة سميكة من الجليد فانزلقت السيارة رغم جهودها الحثيثة للسيطرة عليها .. انحرفت السيارة عن الطريق واصطدمت بالحافة قبل أن تتوقف علي بعد انشات قليلة من عمود الهاتف فوقعت كافة الأغراض الموضوعة علي المقعد الخلفي علي الأرض .. من
حسن حظها أن الوقت كان متأخرا والطريق خالية من السيارات ...
أخذ قلبها يتخبط بين ضلوعها وأدركت في الحال أن القدر شاء أن يلقنها درسا فعلاقتها بمايكل برويستر ستواصلها الي قمة منحدر زلق , ومن الممكن أن تفقد السيطرة علي الأمور في أي لحظة .ارتعدت فرائصها فأنبت نفسها لأنها تغالي في ميلها الي الدراما وفي خوفها من أن تتعرض للأذي , فالانسان الواقعي لا يمكنه أن يتوقع أن يعيش حياته من دون صدمات وكدمات ...
|