كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
نظر بطرف عينه الى اسفل الشارع ...يمكنه ان يعود ويسألها عما تحتاجه بالظبط لكنه لم يشأ ذلك .
ووجد نفسه تواقا لمفاجأتها , اذ بدا واضحا من التعابير التى ارتسمت على وجهها انها لا تتوقع منه خيرا على الاطلاق , كما لو انها واثقة من انه لن يعود ابدا .
لعلها لا ترغب فى عودته , مع انها المرة الاولى التى تواجهه امرأة برد فعل مشابه .
كانت الفرصة متاحة امامه لئلا يعود مرة اخرى , مخلفا ورؤه ذكرى ذلك اللقاء الآسر , لكن التفكير فى تلك المعاطف التى يحتاجها الاولاد حرك فيه احساسا غريبا , احساسا بالتوتر ...كيف يسعه ان ينجز مهمة مماثلة دون ان تتحرك احاسيسه الانسانية ؟.
الم يكن السيد ثيودور يعى ان السد فى اعماق مايكل اذا ما انهار سيكون السل الجارف خطيرا, مدمرا محطما كل ما يقف فى طريقه ؟.
كلا , لا يمكنه شراء المعاطف ..لكن ماذا عن الاطفال الخمسين الذين يحتاجون الى سترات تقيهم من البرد ؟ اطلق شتيمة خافتة , فخرجت الكلمات وسط هبة من الرياح المحملى بالصقيع , ما نبهه الى مدى برودة الطقس .
فى تلك اللحظة ادرك مايكل انه لم يعد بامكانه التراجع عن فكرة شراء المعاطف فاطلق شتيمة اخرى .
عاد يحدق فى دليل الهاتف المتلف ومزق صفحة من الصفحات القليلة المتبقية التى تضم عناوين متاجر المعاطف فيما الاحساس بالذنب لا يفارقه لحظة واحدة
بعدئذ , مزق ايضا الصفحات السابقة التى تضم ارقام المهرجين وعناوينهم .
لم يستطع مايكل اخفاء دهشته وهو يفكر بالاحساس بالذنب الذى انتابه ...انه احساس فريد من نوعه والاول الذى يساوره منذ فترة طويلة جدا..الا اذا اخذ ما شعر به اثناء تبادله الحديث مع ماما نويل بعين الاعتبار.
لم يكن احساسا بالدفء الحقيقى , لكنها ذكرى الاحساس بالدفء ,وذكرى الشعور الذى ينتاب المرء عندما يرغب فى شئ ما ...ما الذى يريده؟ قطب مايكل جبينه ..اراد التواصل معها وتبادل المزاح السطحى والبرئ مع انسان آخر ..تاق الى جعل خديها يتوهجان خجلا ...فسيكون ذلك ممتعا.مضى زمن طويل لم يشعر فيه بذرة اهتمام بأى شئ او اى شخص ...ولم تكد تمر ساعة واحدة على قبوله بتلك المهمة الغامضة حتى اخذت المشاعر تتسلل الى اعماقه ...لكن هل سيكون ذلك كافيا لانقاذه؟؟ ام تراه سيقضى على ما تبقى منه؟؟
وجد انه من الافضل ان يتحلى بقليل من الايمان .لكنه ادرك ان هذا المفهوم لم يعد له مكان فى عالمه منذ فترة بعيدة , بعيدة جدا .
تمكن مايكل من العثور على العنوان الذى مزقه من دليل الهاتف , ووجد نفسه فى عالم مختلف كليا عن مكتبة جمعية بابا نويل السرية فهو قسم فى متجر كبير فخم مشع بالانوار البراقة , يعرض السلع الفاخرة ويقع عند طرف حى راق.كانت الواجهات تتالق بزينة الميلاد والاضواء تومض ابتهاجا مقارنة باكفهرار ذلك النهار .
ودخل متجرا يحمل اسم "المعاطف الغربية" فطالعته شجرة ميلاد مزينة بالكامل باللون الابيض فيما صدحت من المذياع نسخة محدثة لترانيم الميلاد ...كم كان يكره هذة الامور!
|