لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-11, 06:06 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

تسعة وثلاثون يوما قبل عيد الميلاد
-أحتاج إلى جني
وأضافت كريستين موريسون قائلة عبر الهاتف : (( ولا أريد الجني الذي أرسلته لي السنة الماضية . ألا يفترض بي أن أكون متطلبة بشأن الجني الذي سأستخدمه ؟ كان أخرق بحث وقع عن متن المركبة )).
شعرت بقشعريرة تسري في أوصالها ، فعزت السبب إلى فتح الباب الأمامي الذي جعل نسمة تشرين الثاني الباردة تتسلل إلى الداخل .
-ثمة نقص في عددهم ؟ تعني أن ثمة نقص في المتطوعين للعب دورالجني ... ما هو المبلغ المتوجب علي دفعه للحصول على جني كفؤ لا يقع عن متن المركبة ؟
تكلمت بثقة فائقة بالنفس وكأنه تملك المال الكافي لاستخدام جني مع أنها لا تفعل .
- خمسمائة دولار ؟ هل انت جاد في ما تقوله ؟ هذه سرقة ! أي نوع من الأشخاص قد يقوم على سرقة بابا نويل ؟
أمعنت النظر عبر باب مكتبها في الشخص الذي دخل إلى المتجر. لم تعد الرؤية واضحة كما في السابق . فبعد أن كان متجرها متجرا صغيرا للبيع بالتجزئة ، بات الجزء الأمامي يعج بالألعاب إذ وصلت بعد ظهر اليوم ستون علبة جديدة من الدراجات الثلاثية العجلات ، ما ساهم في سد الباب الأمامي .


لا بد من تجميع الدراجات . حفظت هذه الملاحظة السريعة في ذهنها وهي تدرك أن قائمة الأولويات طويلة جدا . لمحت بطرف عينها الزائر الذي دخل المتجر فحبست أنفاسها لا إراديا وهي لم تعد فجأة واثقة ما إذا كان الهواء قد جعلها ترتعش .
كان الرجل ضخم الجثة ، طويل القامة ، وقد انهمك بإزالة بقايا الثلج المتساقط عن كتفيه العريضتين إلى حد مذهل . لم يكن يضع قفازين ، مع أن الشتاء أعلن وصوله مساء البارحة بطريقة عنيفة ، وتمكنت من رؤية يديه مع إمعانها في النظر .
يدان قويتان قادرتان على كل شيء .. يدان قادرتان على جعل المرأة تدرك أنها وحيدة وأن ثمة أمور لن تلفح أبدا في القيام بها مهما بلغت درجة استقلاليتها .
كان من هذا النوع من الرجال .. نوع يحرك داخل المرأة ، فجأة ومن دون سابق إنذار ، مشاعر اللهفة التي نجحت في معظم الأحيان في إبقائهامكتومة حتى عن ذاتها .
كان ساحرا بطريقة غامضة ، بشعره الأشعث الذي يحاكي لونه لون الشوكولا الغنية والذي يصل الى طرف ياقته ، وعظام خديه المنحوتين اللذين تعلوهما شعيرات خشنة ، ما يبرز ذقنا يشكل إطارا مثاليا لشفتين ممتلئتين لا تعرفان معنى الابتسام .
وعيناه ! آه من عينيه !
عينان تتميزان بخضرة غريبة لم تر لها مثيلا من قبل ، تعلوهما أهداب كثيفة سوداء حالكة إلى حد مهلك .
قالت له بصوت عال : (( سآتي في الحال )).

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 09:20 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وأشاحت بنظرها بعيدا عنه في محاولة منها لتركز اهتمامها على المسألة العالقة بني يديها : (( خمسمائة دولار لاستخدام جني ؟ أين روح الميلاد ؟ عيد ميلاد مجيد لك أيضا )).
أقفلت السماعة بعنف وجلست تحدق فيها . وأخيرا ، شقت طريقها نحو واجهة المتجر
كان المكان ضيقا جدا فوقعت بعض علب الدمى من أعلى كومة الألعاب الأخيرة التي يفترض بها بيعها ، قبل أن تصل إلى المساحة الصغيرة الفارغة قرب الباب الأمامي .. مساحة كان يملؤها بحضوره .
التقط علب الدمى قبل أن تلمس الأرض مظهرا خفة وسلاسة ورشاقة
تضاهي صفات أفضل الرياضيين فأصبح على مسافة قريبة جدا منها، ووجدت نفسها مرغمة على مد عنقها إلى الأمام لتتمكن من النظر إليه . وشعرن بعبير النظافة والنضارة يغمرها .
رباه ! ليته لم يكن ملفتا للنظر عن قرب أكثر مما هو عليه عن بعد ! باستثناء عينيه....مع اقترابها منه ، لاحظت كريستين شيئا غريبا يلقي بظله على خضرة عينيه، بدت كطبقة الجليد التي تغطي سطح بركة من الماء . حاولت أن تعطي اسما لهذا الشيء لكن من دون جدوى
نظر إلى الدمى التي أٌلبست فساتين شبيهة بفساتين الأميرات ثم سلمها إليها وكأنه يخشى أن تحرق يديه إن بقي ممسكا بها وقتا أطول .
قالت له بنبرة جافة ك (( شكرا )).
منتديات ليلاس
وكبحت جماح نفسها لئلا تضيف قائلة : لا أظن أن هذه الدمى قادرة على إيذاء الشبان الأقوياء ، الشديدي الرجولة .
وعندما لم يسارع إلى الإفصاح عما جعله يدخل من هذا الباب الذي كتب عليه (( جمعية باب نويل السرية )) ، قالت له : (( لا يخيل إلي أنك أتيت
لتسليم إحدى لوائح بابا نويل


لم يتكبد عناء الرد ، بل اكتفى بمد يده إلى الوراء ليصفق الباب الذي كان الهواء البارد يتسرب منه .
(( آه )) .. كانت كريستين تعي أن المتجر قائم في أحد الأحياء العنيفة من المدينة . ولطالما لفت الجميع انتباهها إلى ضرورة أن توصد الباب بالمفتاح عندما تكون في المتجر بمفردها . ولكن ماذ لو جاء أحدهم ليسلم إحدى لوائح بابا نويل ووجد الباب موصدا ؟
أحست بالارتعاش .. فإحساسها القوي بهذا الرجل الذي ظهر فجأة في عالمها لم يكن من النوع المثير للخوف ولكن من النوع الذي ينبئ بالخطر
إنه يتميز بجاذبية فائقة تثير في قلب فتاة فقدت إيمانها بالقصص الخيالية إحساسا بوجود خطر محدق بها ، وكأنه يفترض بها أن تعيد النظرفي معتقداتها . فقد مضت أربع سنوات ....
- حسنا ، أنت لا تحمل أي من لوائح بابا نويل .
وأدركت أن نبرة الفرح في صوتها مفتعلة ، وأنها كانت تقاوم شعوراً
غريباً في داخلها .
- كيف يسعني خدمتك ؟
كان يتأملها وفي عينيه شيء من الاهتمام ، عينان بدتا لها أكثر غموضا
وعمقا وهي تحدق فيهما مطولا ، رغم افتقارهما إلى الدفء . كانتا
تنطويان على شيء خفي ذكرها بجبل الجليد .
- سمعت أنك تبحثين عن جني .
منتديات ليلاس
حملت كلماته في طياتها شيئا من الدعابة التي تتعارض كليا مع النظرة التي في عينيه . كانت طريقة أداءه جامدة خالية من أي تعبير ، وسرعان ما أدركت أنه سمع حديثها على الهاتف . تسمرت كريستين مكانها منتطرة أن يفتر ثغره عن ابتسامة خجولة . أرادت التأكد ما إذا كانت هذه الابتسامة ستضفي القليل من الدفئ على نظرته ، غير أن آمالها كلها ذهبت هباء .
قالت له : (( جني .. إنني بحاجة ماسة إلى جني ولكن طولك لا يتوافق مع الشروط المطلوبة .. إذ لا ينبغي أن يتجاوز طول المتطوع للعب دور الجني الأربعة أقدام و 11 بوصة .. في السنة الماضية ، كان طول الجني أربعة أقدام وسبع بوصات )).
ووجدت نفسها تحبس أنفاسها منتظرة منه أن يبتسم

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 09:23 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-

ولكنه لم يفلح في أداء المهمة .
بدا واضحا أنه سمع حديثها كله .. ولم تر أثرا لأي ابتسامة بعد . فمن يمتنع عن الابتسام عند سماعه قصة هذا الجني لا يمكن أن يبتسم لأي سبب كان ما ترك في نفسها تأثيرا سخيفا . وأحست برغبة لا تقاوم في جعله يبتسم .
قالت له متجاهلة ما يفترض بها أن تفعله أو أن تمتنع عن فعله : (( كان يعامل بابا نويل معاملة فظة طالباً منه أن يبذل جهدا أكبر )).
وسط توقها الشديد لجعله يبتسم ، شعرت بشيء يتأجج في صدرها .
لطالما انزعجت كريستين من احمرار خديها خجلا ، وذلك منذ كانت
تلميذة على مقاعد الدراسة ، لكنها نجحت في السنوات الأخيرة في التغلب على موجة الإحراج القرمزية التي تجتاحها من خلال تحويل تفكيرها سريعا إلى أي أمر آخر .
أجابها قائلا : (( أرى أنه سبب وجيه لاستبداله بجني أطول قامة إذ من
الصعب التنبؤ بتصرفات قصيري القامة منهم )).
- لم يسبق أن استخدمنا واحدا طويل القامة ..
- يؤسفني سماع ذلك . فهذا الإجراء غير عادل ويعاقب عليه القانون الخاص بتساوي الفرص .
- في الواقع إن ما ينبغي أن يعاقب عليه فعلا هو انتحال صفة الجني .
خطرت في بالها عبارات عديدة وغريبة لكنها أرغمت نفسها على أن تغمض عينيها للحظات . وعندما فتحت عينيها من جديد ، قالت له بصوت خافت لا بل أكثر خفوتا مما توقعت : (( عليك تناول كعكة الميلاد رغماً عنك ، وانشاد أناشيد الميلاد )).
ولم يبتسم إلا أنها لم تغفل عن ذلك الطيف الذي مر في عينيه ، طيف هو أشبه ببريق شعاع شمس ومض عبر طبقة الجليد الأخضر .
سألها : (( من ينتحل شخصية من ؟ سمعتك تدعين عبر الهاتف أنك بابا نويل .. إنها كذبة واضحة لأن بابا نويل لا يعتبر كعكة العيد ، وأناشيد
الميلاد عقابا .. بالمناسبة ، لا أرى أي اثر للحية البيضاء والبطن
المنتفخ )).
كانت هي من ابتسم هذه لامرة وقد أبهجها هذا الحوار العفوي الخطير مع شخص غريب شديد الغموض ، دخل متجرها في هذا النهارالكئيب الممل . بقيت مبتسمة إلى أن لاحظت أنه يتفحصها ، فأدركت أنها تبدو بعيدة كل البعد عن بطلات الحكايات الخرافية التي تنتهي بعبارة (( وعاشا معا في سعادة إلى الأبد )) . فالقسم المخصص للمستودع في المبنى والقائم خلف مكتبها ، مكسو بالغبار وشديد البرودة ما جعلها تختار تنورة بنية داكنة ، وجوارب تبعث الدفء ، وحذاءً عملية فضلا عن سترة تصل إلى المرفقين . وبدا شعرها فجأة مريعا ، وتمنت في سرها لو أنها رضخت لطلب المتطوعة (( لولو )) التي توسلت إليها في الأسبوع الفائت كي تسمح لها بأن تصبغ بعض خصل شعرها البني بلون أشقر لامع .rقالت لها لولو : (( أنت في الثالثة والعشرين من العمر يا كريستي
ولكنك تبدين كامرأة في العقد الرابع )).
وتساءلت في تلك اللحظة ما إذا كانت تبدو كامرأة في الأربعين من عمرها مؤكدة لنفسها أن الرجل هو السبب في ارتباكها . فتلك الفتاة التي امتنعت عمداً عن مواعدة الرجال منذ أكثر من أربع سنوات ، بدت فجأة قلقة بشأن سترتها ولون شعرها وتذكرت ، والحزن يغمر قلبها ، أقلام أحمر الشفاة الأربعة والعشرين الموضوعة على مكتبها والمرسلة إليها كهبة .
قالت له باذلة ما بوسعها لإخفاء الارتباك الذي كانت تشعر به : (( ليس باليد حيلة إذا كانت نظرتك إلى بابا نويل محدودة إلى هذا الحد ..أنا بابا نويل في هذا المكان أو يمكنني القول على الأقل ، إنني أجسد روحهوأحرص على أن يحظى الأولاد في الجوار بهدايا عيد الميلاد )).
أجابها قائلا : (( يمكن حتى لأكثرهم انفتاحاً وتسامحاً أن يصاب بصدمة عندما يعلم أنك بابا نويل )).
لم تظهر على وجهه علامات الـتأثر بحبها للغير ، باستثناء ذلك الخط الساخر الذي ازداد عمقاً عند طرف فمه . إنزعجت كريستين لدى إدراكها
مدى توقها إلى إثارة إعجاب هذا الرجل الغريب بنشاطاتها وإنجازاتها ربما لأنها كانت تعلم في قراراة نفسها أن مظهرها فشل تماما في الـتأثير فيه .
-حسنا ، لن يعرف أحد الحقيقة . ولهذا السبب ، أطلقنا على جمعيتنا اسم (( جمعية بابا نويل السرية )) . وفي كل سنة ، نختار متطوعا ليلعب دور بابا نويل .
وجدت نفسها تقدم له معلومات مملة قد لا يرغب في الاطلاع عليه، وهي تعي تماما أنها اتخذت موقف الدفاع عن النفس بعد أن شعرت بخطر يحدق بها .
لماذا ؟ هل التواء فمه سخرية هو السبب ؟ أم لأنه ينظر إليها وكأنها تدعي الفضيلة ؟ أو ربما لأن الفرصة كانت متاحة أمامها لتصبغ شعرها ولم تفعل
بدا واضحا أن الوقت حان لإنهاء هذا اللقاء . فقالت له : (( حسنا، ثمة الكثير من الأعمال في انتظاري إلا إن كنت ترغب في مقاضاتي لأنني لا أملك وظيفة شاغرة لجني ))
متى كانت آخر مرة حرك فيها رجل مشاعرها ؟
إنها مسألة في غاية السهولة . ففي عامها الأول في الكلية ، ارتبطت كريستين بعلاقة جدية مع زميل لها ، يدعى جايمس موريارتي . وقد نجح هذا الأخير ، على مدى ستة أسابيع تقريباً ، في التظاهر بشدة افتتانه بها لأنه كان بحاجة إلى من يساعده في امتحان الرياضيات .
ولن تنسى أيضا زوج أختها السابق الذي كان يقطن في المنزل المجاور وادعى أنه الزوج المثالي . لكن وفيما كانت العائلة كلها بحاجة إليه ليساندها ، ما الذي شغله ؟ انشغل بالعبث مع سكرتيرته
شعرت بقشعريرة تسري في جسمها . هذه هي الأسباب التي جعلتها تفقد إيمانها بالقصص الخيالية . فالرجال، مهما اختلف مظهرهم، يوهمونك بحقيقة ليست حقيقتهم لا سيما أمثال هذا الذين يتميزون ببنيتهم القوية، ويتحلون بثقة فائقة في النفس ووسامة تفوق الوصف .
ومع أن الرجل الواقف أمامها بدا بعيدا كل البعد عن التظاهر، لاحظت في أعماق تينك العينين الباردتين اللاذعتين إلى حد الذهول أموراً حقيقية تشكل خطرا على الحجاب الواقي لقبها .
قال لها متجاهلاً محاولتها صرفه : (( لست قاسي القلب إلى هذا الحد لأقاضي جمعية بابا نويل السرية )).

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 09:27 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكلت كلماته خير إثبات على ما لمحته في تعابير وجهه ، إذ بدا عليه نوع من الملل من الوجود ، ملل مفعم بالسخرية . لم يكن من أولئك الرجال المرحين ، الطيبي القلب الذين اعتادوا أن يقصدوا الجمعيات الخيرية ويتطوعوا للعمل فيها أجابته بصوت جدي متعمدة أن تصرفه بطريقة مهذبة : (( حسنا .. ما من وظيفة شاغرة لجني )).
لم تغب عنها نبرة الأسف المتمردة في صوتها وكأنها كانت تتمنى أن تؤمن له عملا ، مع أنها تعي تماما أن رجلاً مثله لا يمكن أن يتطوع أبداً للعمل في جمعية مماثلة . وقررت في سرها أنه لا يعجبها .. أو لا تعجبها على الأقل معاملته لها ، فتوهج خداها خجلاً .. فالمشاعر المتأججة في صدرها أخذتها على حين غرة .
وعندما علا الاحمرار خديها ، احتاج اللون القرمزي وجهها من طرف
فكها حتى أعلى جبينها .
وفي تلك اللحظة ، ارتسمت ابتسامة على ثغره ، إبتسامة معذبة ليست سوى التواء بسيط لشفتيه وكأن البسمة قد تسبب له الألم .
لكن تلك الابتسامة لم تلامس عينيه .
-يمكنني القيام بأعمال أخرى إلى جانب لعب دور الجني .
سألته لاهثة : (( ما هي الأعمال الأخرى التي تجيد القيام بها ؟ ))
بدا سؤالها سخيفا لا سيما وأنها شعرت بأنه قال ذلك على مضض .
منتديات ليلاس
اتخذت كريستين في سرها قراراً بإبعاده عن المكان وقد بدا واضحا لها أنه من النوع القادر على إيذاء المرأة ، خاصة إمرأة مثلها ، وإلى أقصى حد كان قادرا على القيام بذلك من دون أن يتكبد أي عناء
تلاشت ابتسامته كليا ووقف يحدق فيها لبعض الوقت وهو مستغرقفي التفكير . وامتدت تلك اللحظة إلى ما لا نهاية .
أدركت كريستين مذعورة أن دفاعاتها لم تعد حصينة .
كان معظم الرجال على استعداد لاستغلال الفرص المتاحة ليثبتوا لها مهاراتهم التي تفوتها . لكن هذا الرجل لم يحاول استغلال الفرصة للتوددإليها مع أن مظهره يدل على أنه يجد راحة كبرى في مغازلة النساء، النساء الفاتنات اللواتي يصبغن شعورهن ، ويحرضن على استعمال أحمر الشفاه كل يوم ويرتدين سراويل الجينز الضيقة التي تصل إلى الوركين بدلا من التنانير البنية الرثة . . .
خطر لها أنه لن يجيب أبدا إلا أنه عاد وقال لها بصوت أجش : (( إنها مسألة وجهة نظر . هل من أعمال أخرى ترغبين في القيام بها ؟)).
كانت أفكارها متمردة ... أيعقل أن تتواجد أي امرأة في غرفة واحدة مع رجل مثله ولا تفكر في الأمور التي يمكنه القيام بها ؟
تفاجأت من نفسها ومن أفكارها .
عاشت كريستين في السنوات الأربع الأخيرة حياة شبيهة بحياة الراهبات . ففشل زواج بيكي ، بعد علاقة حب عاصفة وجدت كريستين فيها خير مثال لها ، كسر شيئا في قلب كريستين . وبدأت بيكي بمواعدة كينت بعد انفصالها عن جايمس ، في الوقت الذي اتخذ فيه والدا كريستن قراراً بإنهاء زواجهما الذي دام عشرين سنة . فدفع هذا الأمر بالمراهقة الحساسة البريئة إلى أن تحول حاجتها إلى الإيمان بالحب نحو بيكي وكينت . إلا أنهما عززا في نهاية المطاف مخاوفها الأكثر عمقاً إذ أدركت أن الأمور التي تبدو صلبة قد تكون هشة إلى حد يسحق القلب
سألته من دون أن تسعى إلى إخفاء شكوكها : (( أهذا هو السبب الذي جاء بك إلى هنا ؟ أتريد حقا أن تتطوع ؟ ))
تردد قليلا قبل أن يومئ برأسه بالموافقة ، إيماءة هي أشبه بانحناءة بسيطة للرأس
-إنني أمارس مهنة النجارة فهل ترغبين في بناء شيء ما ؟
تنهدت كريستن في سرها . ثمة أعمال كثيرة عليها أن تقوم بها هذا إذا
ما أخذت عرضه على محمل الجد ، بدءاً بالستين دراجة .
كانت تدرك تماما أنه لم يأت إلى هنا لمساعدتها ، على الرغم من حاجتها الماسة في هذه المرحلة إلى رجل قوي ، صلب البنية ، لإفراغ الشاحنة ووضع الأغراض الثقيلة على الرفوف ، نجار؟
كانوا يحرصون في كل سنة ، على بناء عربة لتسليم الهدايا ، عربة يضعونها على سطح القاطرة المتزعزع ، وفي كل سنة ، كانت تحمد الله على نجاة الجميع من الأذى وصمود العربة طوال فترة عيد الميلاد .
أيعقل أن تسمح لوسيلة إغراء مثله بالتسلل إلى عالمها ؟
منتديات ليلاس
إلى جانب هذا ، لم يكن من السهل عليها أن تصدق أنه جاء إلى هنا ليتطوع فهو لا يبدو من هذا النوع على الإطلاق . لا ، لا بد أنه سلك المنعطف الخاطئ ، وقرر أن يلهو لبعض الوقت على حسابها .
في عالم القصص الخيالية ، كان من الممكن أن تجد في هذا الرجل خير معين لها لتجميع الدراجات وبناء عربة آمنة لبابا نويل .
في عالم القصص الخيالية ، كان من السهل أن تجد فيه حلاً لكافة الأمور التي تزعجها بما في ذلك واقع أنها غالباً ما تستيقظ في الليل وتشعر بنفسها ضعيفة من شدة إحساسها بالوحدة .
ولكن الحياة لقنتها درسا قاسيا وقضت على أحلامها الوردية وجعلتها تدرك أن المرأة العاقلة لا تعتمد إلا على نفسها .
ماذا يكمن تحت تلك الطبقة الجليدية ويجعلها تؤمن بوجود شيء خفي ؟ شيء قد يحطم فؤادها من دون سابق إنذار .. وكأن فؤادها لم يتحطم من قبل .. فؤادها .. وفؤاد أختها .. وأختها .. وزوج أختها .. وابن اختها
ذلك العالم الذي كان يبدو في غاية الصلابة .. وذلك النذر الذي كان يبدو غير قابل للكسر .. تلاشى بومضة عين ..
استدارت نحو مكتبها وهي تفكر في السلامة من كافة الضغوط التي تتعرض لها غير راغبة في الغوص في الأحلام المحطمة .
قالت له محاولة صرفه من جديد : (( علي أن أبحث عن جني وأؤمن خمسين سترة واقية من المطر للأولاد .. هذا ما علي أن أفعله )).
كان ذلك كافيا لإخافته ، إلا أنه لم يكن من النوع الذي ممكن إخافته بسهولة . وساد صمت مطبق بينهما فيما نظرت إليه بطرف عينها. لم يحرك ساكنا وبقي واقفا مكانه فوق بركة الماء الصغيرة التي تجمعت على الأرض بعد أن ذاب الثلج عن ملابسه . كان يرتدي سترة من الجلد الأسود، سترة رقيقة بالية لا تتلاءم مع البرد القارس الذي اتسم به هذا النهار، وسروالا من الجينز ممزقاً عند الركبة مع أن الطق لا يشجع على تعرية أي جزء ولو بسيط من الجسم .وبدلا من إظهاره في مظهر الرجل الفقير ، أضفت السترة الرثة وسروال الجينز الممزق عليه سحراً خاصاً.
أدركت في تلك اللحظة أنها كانت تتأمل رجلاً لا يكترث البتة لمظهره ، أو البرد القارس أو ربما لأي شيء على الإطلاق .
كان ينتمي إلى تلك الفئة من الرجال التي لطالما حذرتها والدتها منها .. أمها التي عجزت عن إصلاح زواجها .. والدتها التي وافقت على زواج بيكي من كينت ..
هزت كريستن رأسها وأشاحت بنظرها بعيدا عنه لئلا يلاحظ اضطرابها . وإذ عادت والتفتت نحوه ، رأته يومئ برأسه باقتضاب قبل أن يستدير ويخرج من الباب مخلفا وراءه موجة أخرى باردة .

 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
قديم 05-04-11, 09:30 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2010
العضوية: 161788
المشاركات: 902
الجنس أنثى
معدل التقييم: قلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداعقلب حائر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 384

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
قلب حائر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : قلب حائر المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لاحظت كريستن أنها تحاول أن ترى إلى أين ذهب ، لكن الثلج المتساقط بغزارة جعله يتوارى بين كتله البيضاء الناصعة فشعرت وكأنه مجرد سراب وليد خيالها ولم يكن له أي وجود في الأصل
رفعت كتفيها بلا مبالاة وتوجهت نحو مكتبها قائلة : (( كان لقاءاً غيرمتوقع ومن النوع الفائق الغرابة )).
فتحت روزنامتها .. تسعة وثلاثون يوما .. ثمة أعمال كثيرة في انتظارها والوقت بدأ يداهمها . لم يكن بوسعها أن تضيع لحظة واحدة في التفكير في عينيه الخضراوين .. ما هو سرهما ؟ أهي الوحشة ؟ كلا .. إنها الوحدة .. وحدة يعاني منها رجل رأى الجحيم بأم عينيه ...
لعله من الخطورة أن تشفق على حاله أو تسمح لنفسها بالوقوع أسيرة تينك العينين الغامضتين .
فتح الباب من جديد فالتفت على عجل مشمئزة من نفسها لأنها ودت لو يكون هو . ولكن آمالها خابت . كان السيد (( تامبل )) ساعي البريد المقيم في الجوار ، والذي لم يكن يعمل في تلك الحقبة من السنة كساعي بريد فحسب - يعاني ولدا آل جونسون من الفقر ولا يتوقعان أن يحظيا بأي شيءعلى الإطلاق ولا يملكان أي أمل .. تصوري أن هذين المخلوقين الصغيرين لا رجاء لهما في الحياة .. طلبت منهما أن يتظاهرا بأن ذلك يمكن أن يحصل .
- إذن ؟
ناولها ورقة صغيرة وعيناه تومضان ببريق غريب ، كان السيد تامبل الأكثر حماسة بين المتطوعين والجاسوس الأكثر حذاقة في الجوار .
قرأت على الورقة عنوان الولدين المقيمين في منزل متداع في الشارع الخامس .. كان هانز يرغب في دراجة هوائية ولا رز بكرة سلة .
-لا بأس !
وأحست لبرهة من الزمن بعبء هذه الأمنيات الذي ألقى على كاهلها . لم تكن تأبه مطلقا لواقع أنها لا تملك الكثير من النقود أو متسعا من الوقت، ففي كل سنة تواجه المشكلة نفسها ، وفي كل سنة ، تحصل معجزات ..إذ يكفي أن تجري المزيد من الاتصالات الهاتفية، وترسل المزيد من الرسائل وتعد المزيد من البرامج الإذاعية
كما أنها تشعر دوما بالإرتياح عند تلقيها طلبات يمكن تلبيتها إذ كانت تحتفظ بملف اطلقت عليه اسم (( ملف الأحلام المستحيلة )) للأمنيات التي يتعذر عليها تحقيقها .
-أحضرت لك شيئا آخر يا كريستي .
وقدمه لها وقد انفجرت أساريره فرحاً .
لم تصدق كريستن عينيها فسألته وهي تأخذ الكتيب منه بوقار : (( أين عثرت عليه ؟))
أجابها ممازحاً : (( يمكنني إخبارك ولكن أخشى أن علي أن أقتلك بعدها ))
إنه كتيب الميلاد الخاص الصادر تحت عنوان (( القليل من الحب )) والمخصص للهواة الذين بلغوا درجة متقدمة جدا في جمع هذا النوع من التماثيل الصغيرة الثمينة . وأصبحت كريستن تملك اليوم اثني عشر تمثالاً صغيراً من أصل المئات التي ابتكرها الفنان وذلك بفضل الهدايا التي تلقتها والقطع التي اكتشفتها في متجر للسلع المستعملة
تضم مجموعة ( القليل من الحب ) تماثيل خزفية صغيرة ، مطلية يدويا ابتكرها الفناة (( لو ليتل )) في الخمسينات . تجسد التماثيل كلها زوجين شابين هما هارييت وسميدلي ، وتصور مشاهد مبهجة من حبهما . بفضل براعته ، تمكن ليتل من نقل كافة التفاصيل التي من شأنها أن تأسرالقلوب : من البراءة إلى السحر مروراً بالإعجاب المتبادل ، حتى ليخيل إلى المرء أن البئر الذي يستقي منه مواده لا ينضب أبدا .
هرعت إلى مكتبها باذلة ما بوسعها لئلا تبدو متلهفة أو فظة ، وأقفلت الباب وراءها ثم فتحت الكتيب ووقفت تحدق فيه لاهثة .
جسدت مجموعة لو الجديدة ، الصادرة تحت عنوان (( القليل من التاريخ )) هارييت وسميدلي في حقبات تاريخية مختلفة : ها هو طيار في الحرب العالمية الأولى يطل برأسه من الطائرة ليقبل هارييت ، وها هو رائد منهمك في بناء منزل له وهارييت واقفة تتأمله .
وفجأة ، رأته .. (( فارس ذو درع لامع )).. إنها أجمل قطعة رأتها كريستن وتجسد سميدلي ممتطياً حصاناً أبيض مدهش ، رافعاً مقدم خوذته ومنحنيا نحوالأسفل ليقبل هارييت .
أجفلت كريستين عند رؤيتها ثمن القطعة وسرعان ما أدرجتها ، شأنها شأن كافة القطع في هذا الكتيب ، ضمن ملف الأحلام المستحيلة .
وضعت الكتيب جانباً على مضض . كان من المفترض أن يساهم ذلك الكتيب في محو ذكرى اللقاء الغريب من ذهنها . وكم عظمت دهشتها عندما أدركت أنه لم يفعل. فقد بقيت أفكارها تائهة مشتتة ، ما جعلها عاجزة عن إنجاز مهمة مسك الدفاتر ، مهمة لا تتطلب منها الكثير من الجهد عادة لكنها تعد من أكبر المسؤوليات الملقاة على عاتقها نظراً لأنها من أسس جمعية بابا نويل السرية وهي الموظفة الوحيدة فيها التي تتقاضى راتبا. وبدلاً من أن تلهي نفسها بصورة سميدلي ، بقي بالها مشغولاً طوال فترة بعد الظهر بتلك العينين الخضراوين اللتين تضاهيان بركة الجليد برودة
............................................................ .
انتهى الفصل الاول


 
 

 

عرض البوم صور قلب حائر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احلام, دار الفراشة, روايات مترجمة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, قلب يحتضن الجراح, كارا كولنر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية