كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رأى مايكل وسط الحشود المتجمهرة المعجزة نفسها التي رأها
على وجه كريستن المشع ,رأى الدموع تمتزج بالضحك, وسمع صراخ
الاولاد حين كان بابا نويل يناديهم بأسمائهم, ونظرات التعجب والامل
التي تظهر على تلك الوجوه الصغيرة وهي تتأمل العلب المغلفة وتعانقها
بلهفة ريثما يتسنى لها ان تفتحها في صباح اليوم التالي.
سمع مايكل أسم اماندا واتسون, فألتفت ليرى فتاة قصيرة القامة مقارنة
بسنواتها الست, شعرها مصفف بشكل جميل جداً وقد اتسعت عيناها
الجميلتان عندما سمعت بابا نويل يناديها بأسمها.
بحث مايكل عن علبتها الكبيرة وحملها بسرعة وقفز عن المركبة
ليسلمها إليها بنفسه. حدقت الفتاة فيه ودست يدها في يد الرجل الواقف
بقربها, ثم استدارت ورفعت نظراتها نحوه وقالت له بصوت رقيق متردد
-من أجلي انا؟
منتديات ليلاس
لم تستطع حمل العلبة الكبيرة فسارع الشاب الذي جاءت برفقته الى
رفعها عن الارض ووضعها على كتفه لعله شقيقها او عمها, لكن مايكل
تمكن من التعرف عليه لأنه كان من ضمن مجموعة الشبان الذين ساعدوه في
ترميم المبنى.... أما الفتاة الصغيرة فراحت ترقص حوله وتشد على
يده الاخرى وهي تصرخ فرحاً..
اقسم مايكل على أن ذكرى هذه اللحظة المميزة ستبقى محفورة
في ذهنه الى الابد, لحظة امتزجت فيها مشاعر الأمتنان والأجلال
بالاحساس بالاخر.
عادت المركبة الى الامام, مكتب جمعية بابا نويل السرية وخيم سكون
غريب على المتطوعين اذا راح كل منهم يتأمل في تلك اللحظات النادرة
حيث قدر له المشاركة في أحدث اعظم منه.
حملت لولو المذياع للمرة الأخيرة وقالت "انتظروا مازال بابا نويل يحتفظ ببعض الهدايا في كيسه "
كانت تلك اللحظة التي ينتظرها مايكل بفارغ الصبر.. انها اللحظة
التي جهز لها لوائح سرية والمهمة التي اعادت اليه قلبه
وعلى الرغم من ذلك لم يستطع البقاء, فسارع الى المغادرة قبل ان
تبدأ بتوزيع الهدايا هدايا بابا نويل السرية لكل المتطوعين
غادر المكان وقد احس بأن قلبه امتلأ بالفرح حتى كاد ينفجر,
لم يعد امامه سوى عشر ساعات لأنجاز الأعمال المتبقية في المركز
قبل ان يطلع الصباح .فقد حرص على أن يضع في كافة العلب التي
وزعت هذا المساء دعوة للحظور في يوم عيد الميلاد والمشاركة في
رفع الستارة عن المفأجاة التي يعدها للحي كله.
عليه ان يضع اللمسات الاخيرة على الطلاء ويخرج الاثاث من
الغلاف, ويرتب الكتب التي أرسلت إليه كهبات على الرفوف
دس يديه في جيب سرواله وتابع سيره.
كانت لولو قد تركت المذياع مفتوحاً فسمعها وهي تصرخ قائلةٍ " يا
رب السماوات ! سيتسنى لي ان اقلم اظافري في اريزونا وسأقصد
المكان وانا أنتعل حذاء صممه مصمم مشهور."
منتديات ليلاس
وقفت كريستن تحدق في المتطوعين وهم يفتحون هداياهم وقد
تفاجأت مثلهم تماماً بضخامة هذه الهدايا التي تنم عن الكرم,
وحظيت اختها بيكي وأبنها غرانت بنصيبهما من الهدايا ايضا,
كان غرانت قد احرز تقدماً ملحوظاً لجهة تنقله على الكرسي
بعجلات. ففي وقت ابقَ من هذا اليوم ,لاحظت بيكي ان كريستن
كانت تراقبه فقالت لها " عليك ان تتخلي عن الاحلام الكبيرة التي
رسمتها له وتنظري إليه على أنه فتى يتمتع بقلب كبير وعزيمة لا
توصف ,ولن يرضى بأن يهزم لمجرد فقدانه القدرة على المشي لعله كان
ليكتسب هذا العزم من دون ان يحصل الحادث ...وربما لا... عليك
ان تثقي ان الامور تحصل لسبب معين "مضت اربع سنوات على الحادث ولم تنفك كريستن تفكر في ما
فقدته متناسية ما تبقى لديها, صحيح انها تتوق الى العيش بثبات ونبات
لمدى العمر لكن أتراها فوتت عليها فرصة العيش بسعادة؟
ماذا عن الثقة؟ تمكن الجميع من تخطي الامر وتقبلوا حياتهم
الجديدة على ماهي عليه, وليس كما كانوا يحلمون بها
كانت اختها سعيدة وابنها ايضا .اختار الجميع العيش بسعادة إلا
هي استفاقت من احلام اليقظة على صوت لولو وهي تنادي أسم غرانت
وتناوله كرة السلة لتقدمها له
- انها موقعه من احدى الفرق المعروفة
|