كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سبعة أيام قبل حلول عيد الميلاد. . .
- أترغبين في رؤية مشهد جميل؟
وضعت لولو إصبعها على ثغرها وقادت كريستن إلى الغرفة في الجهة الخلفية فإذا بها تجد مايكل نائماً داخل العربة الجليدية. . . كان قد أخبر كريستن أنه منشغل بمسألة مهمة يريد إنجازها قبل عيد الميلاد. وعلى الرغم من ذلك، كان يجد متسعاً ليمر كل ليلة ويتاكد بنفسه من أن المور تسير على ما يرام. لم تكن كريستن غبية فقد حرص مايكل على ألا يتركها تتوجه إلى سيارتها بمفردها.
لم يكن الأمر يزعجها على الإطلاق، فقد اعتاد أن يمسك بيدها وينفخ عليها في بعض الأحيان، ليبعث الدفء ليس في يدها فحسب بل في قلبها أيضاً.
رافقها مرتين ألى منزلها ولعبا الورق معاً، لكن عندما نجحت في التغلب عليه، أدركت أن الإرهاق بلغ منه مبلغاً.
غمرتها موجة من الحنان والشوق وهي تتأمله مستغرقاً في النوم. وكانت هذه المرة الأولى التي ترتبك فيها كريستن إلى هذا الحد.
عليها أن تتأكد بنفسها. عليها أن تحصل على إجابات صريحة.
أخذت نفساً عميقاً، ثم تسلقت المركبة وجلست بقربه ومررت يدها على شعره وخده.
استفاق ببطء، وقد بدا مترنحاً ونكداً، فعادت ولامست خده من جديد.
أدناها منه وعانقها بشغف ولهفة وكأنهما يبحثان معاً عن حقيقة أعظم منهما، وأعظم من الألم الذي عانيا منه، وأعظم من القصص الخيالية. وسمحت لنفسها بأن تتخيل شكل حياتها إذا ما قدر لها أن تستفيق كل صباح بقربه.
كيف يمكن أن يكون شكل حياتهما معاً؟ هل يمكن أن يقرآ الصحف معاً في السرير؟ ويشربان القهوة من الفنجان نفسه؟ ويذهبان في إجازات طويلة؟ ويسيران وياهما متشابكتان؟ ويحرقان الخبز أثناء تحميصه؟ وينجبان الأطفال؟
أحست بنوع من الدفء وهي تفكر في تلك اللحظات اليومية الروتينية، دفء نابع من ثقتها بانها عثرت على أميرها الذي سيشاركها تفاصيل حياتها اليومية. .
قال لها وهو يمد يده ليلامس خدها: " احمر خداك خجلاً ".
- أعلم هذا.
ولم تتكبد عناء التفكير: " هذه أنا. . أحمر خجلاً ".
- هل راودتك أفكار عابثة؟
- كلا.
وضحكت ثم استطردت قائلة: " حسناُ، ربما ".
نظر إليها بعينيه الناعستين وكانه يتأمل الشمس وهي تشرق وليس خديها المتوهجين. .وفجأة، ومض شيء في عينيه، شيء عابث ومغرِ.
- لو كنت فتاة سيئة، لسهل الأمر أكثر.
- يمكنك أن تعلمني. تذكر أنني تعلمت لعبة الورق من دون جهد.
كلا. . آسف. . عقدت العزم على أن أغير نمط حياتي. كم الساعة الآ،؟
قطبت كريستن جبينها، لا يفترض به أن يسأل عن الساعة في لحظة مماثلة.
- تجاوزت الساعة منتصف الليل وغادر الجميع إلى منازلهم.
رباه! هل بدا تعليقها وكانه دعوة صريحة لتمضية المزيد من الأوقات الحميمة معاً؟ لم يكن أمامها خيار آخر وازداد احمرار خديها حدة، غير أنه لم يلاحظ الأمر.
- تجاوزت الساعة منتصف الليل؟
وطار النوم من عينيه فأبعدها عنه ليتمكن من الجلوس، ثم هب واقفاً على قدميه قائلاً: " تباً، عليّ أن انصرف ".
إلى أين يمكن أن ي1هب بعد منتصف الليل؟
توقف قليلاً، والتفت إليها وعلى ثغره ابتسامة دافئة مثيرة.
- عليّ أن أذهب كريستن، مع أن الأمر صعب علي. .
ومال نحوها وعانقها عناقاً سريعاً وودوداً. ولم تغفل عن إمارات الندم البادية في عينيه، غير انها لم تكن كافية لحثه على البقاء.
بقيت تراقبه إلى أن توارى عن ناظريها ثم قفزت إلى المركبة، وأصلحت ثنايا الفستان الجديد الذي ترتديه.لعل أكثر ما تكرهه في مايكل برويستر هو أنها تحبه إلى درجة حملتها على منح القصص الخيالية فرصة أخرى.
لبضعة أسابيع خلت، كانت حياتها مختلفة كلياً: غير أنها انقلبت اليوم رأساً على عقب. لبضعة أسابيع خلت، كانت قادرة على التحكم بتفاصيل حياتها من دون أي عناء.
لكن مشكلتها مع مايكل هي أنها لن تتمكن بعد اليوم من الإمساك بزمام الأمور. . هل كانت قادرة على تحمل هذا؟
لم تكن واثقة تماماً لكنها واثقة من أنها لن تتمكن بعد اليوم من الاكتفاء بما كانت قانعة به من قبل. وهذا ما تكرهه في الحب: فهو يدمر كل شيء
******************************
انتهى الفصل التاسع
|