كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
8- امرأة مختلفة
عشرة ايام قبل حلول عيد الميلاد..
لم يرتدِ مايكل بذلة رسمية منذ حفل زفاف صديقه براد,ما جعله يشعر بالغرابة الان.وسمع صوتا في داخله يقول له:*انها ضريبة الحب*.أليس صحيحا ان الحب المتأجج في قلبه دفعه لان يقصد بائع الزهور,مرتدياٌ هذه الملابس المضحكة,ويشتري باقة صغيرة من الورد؟
سيقام الليلة الحفل الخاص بالمتطوعين في إحدى أصغر القاعات في فندق(تريمونت) الراقي,وقد تبرع الفندق بكافة تكاليف الحفل تقديراً للجهود التي يبذلها المتطوعون في جمعية بابا نويل السرية. لم يكن تنظيم حفل مماثل في مكاتب الجمعية ممكناً فكل شبر فيها مكدس بالهدايا والعلب.وكان مايكل يعاني من الصداع كلما فكر في وسيلة لنقل هذه العلب كلها الى المركبة.
منتديات ليلاس
لم تكن المسألة وحدها تشغل باله بل شغله الغموض الذي أحاطت كريستين نفسها به.فعلى الرغم من أنه أخبرها قصة حياته كلها,إلا أنه يشعر يوماً بعد يوم أنه لا يعرف عنها إلا القليل القليل.فهي لم تفتح له قلبها او حتى تعطيه بعض التلميحات البسيطة.هل مشاعرها نحوه مغايرة لمشاعره نحوها؟ تلك المشاعر التي دفعته لشراء تمثال (الفارس ذو الدرع اللامع) بثمن باهظ جداً,ليهديها إياه في عيد الميلاد.
وفيما هو يتجه إلى شقتها, بقي مايكل مشغول البال لشدة ما خشي ألا يكون اهتمامها به بقدر اهتمامه بها...
لكن ما إن وقعت عيناه عليها حتى زال قلقه إذ لا يمكن لأمرأة ان ترتدي فستاناً مماثلاً لرجل لا تأبه لأمره.وقف مايكل مذهولا يحدق في المرأة التي فتحت له الباب.
لم تكن كريستين التي عرفها في جمعية بابا نويل السرية,تلك الفتاة التي تحاول إخفاء مفاتنها تحت ملابسها الفضفاضة .
كلا,كريستين هذه بدت رائعة الجمال بشعرها الرفوع وتبرجها الخفيف الذي أبرز عينيها الواسعتين ,وجعل خديها يبدوان متألقين وفمها مغرياً.
كان الفستان ينساب على جسدها النابض بالأنوثة ,مظهراً مفاتن فاقت توقعاته سحراً وجمالاً.
بدا مايكل كتلميذ صغير وهو يتأملها كالأبله.وأخيراً ,قال لها:
(تبدين مدهشة...جمالك يخطف الأنفاس...رباه!تبدين متألقة).
-كفى!
وإحمر خداها فشعر مايكل بالارتياح بعد ان لمح طيف كريستين التي يعرفها تحت هذه الطبقة الشديدة التأنق.
قال لها محاولاً ان يغيظهالا يفترض بك أن ترتدي فستاناً مماثلاً إن كنت لا تتحملين الإطراء.هل ألهمك الكتاب الذي أعارتك إياه لولو؟)
أراد مايكل أن يصبح خداها بلون فستانها ,ونجح في تحقيق مراده!
لم يخبرها عن باقة الورد الصغيره التي اشتراها لكن بائع الزهور نصحه باللون الابيض إن كان لا يعرف لون فستانها.مد يده يبحث عن العلبة ,وتمكن في نهاية الأمر من أن يخرج الباقة الصغيرة ويحملها بين يديه وهو يحدق في الجزء العلوي من فستانها.
قال متمتماً:
-يا للهول! دقت ساعة الخطر.
ضحكت كريستين وازداد توهج خديها حدة... حمل الباقة الصغيره والمشبك,ولمس قماش الفستان الذي كان ناوعماً ومثيراً.
منتديات ليلاس
تراجع خطوة إلى الخلف ليتأمل عمله فلاحظ أن باقة الورد الصغيره غير مستوية لكنه أبى أن يصلح وضعها.وفقد فجأة رغبته في الذهاب الى الحفل وتمنى لو يستطيع أن يقنعها بالدخول إلى شقتها والاستماع إلى الموسيقى الرومانسية الناعمة على ضوء الشموع...
-شكرا لك ... إنها المرة الاولى التي أحصل فيها على باقة ورد صغيرة لتزيين الصدر-ماذا؟ لا بد انك وضعت واحدة في حفل تخرجك.
-كلا,لم افعل.
ولم يعد يرغب فجأة في تمضية الليلة برفقتها فحسب بل أراد أكثر من ذلك بكثير .أراد أن يوفر لها كل ما حُرمت منه في الماضي, وأحس أن واجبه يحتم عليه أن يعوض عليها في هذه الليلة, عن كل تصرف صدر عن أي شاب سطحي استخف بفتاة مثلها وألحق بها الأذى.
|