كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وتجلت له الحقيقة فجأة في ظلمة الليل الحالكة ، وأدرك في تلك اللحظة أنه وقع في غرامها . إلا أن هذه الفكرة لم تثر الرعب في نفسه أوتجعله يلوذ بالفرار .
راح مايكل يفكر وقد غمره سكون داخلي وهو ينفخ على يديها متأملا عينيها الرماديتين اللتين أصبحتا مألوفتين جدا .
"يمكنني الاكتفاء بما تفعله الآن".
ثم راحت تغني بصوت مريع : " ليلة عيد .. ليلة عيد".
"أنا جاد في ما أقوله" .
"وأنا أيضا".
"هيا يا كريستن ، أخبريني".
وتنبه في تلك اللحظة إلى أنه يتوق إلى سماعها تقول ما يوحي باستعدادها لاحتضان تلك المشاعر الجميلة التي تنمو بينهما ، شيء يوحي بأنها يمكن أن تأتمنه على ذاتها ، حتى وإن كانت ترغب بشدة في الحصول على تمثال"الفارس ذو الدرع اللامع" .
اكتشف مايكل أن البحث عن هذا التمثال يضاهي في صعوبته البحث عن الجني ، فالهواة يتحولون إلى اشخاص سيئي الطبع إذا ما حاول أحدهم المس بمجموعتهم .
قالت له بنبرة امتزج فيها الأمل بالحزن : " يوم واحد .. جل ما نقدمه لهم, يوم واحد من البهجة . ليتنا نستطيع أن نقدم لهم أكثر".
"مثل ماذا ؟"
ترددت قليلا ثم رمقته بنظرة أكدت له أنها ليست واثقة بعد ما إذا كان بإمكانها أن تأتمنه على أسرارها وأحلامها وخططها .
حبس مايكل أنفاسه . وحين سمعها تتنهد حذا حذوها .
"رأيت عند طرف الشارع بناءا معروضا للبيع فأعجبني متجره الصغيرذا الواجهة الكبيرة . أظن أنه كان متجرا للسكاكر . وحلمت بشرائه وتحويله إلى قاعة للمطالعة ، قاعة فسيحة فيها أرائك وثيرة ووسائد وكتب ، فضلا عن طاولة في الزاوية للوجبات الخفيفة والفواكه . إنه حلم بسيط وسخيف لكنه مستحيل .
وتلاشى صوتها ، فطرفت بعينيها ولذلك جهدا لتضفي على نبرة صوتها طابعا عمليا وهي تضحك بتراخ قائلة : " وكأن أعمالي الحالية ليست كافية".
ولاحظت أنه ما زال يمسك بيديها ، فسحبتهما من بين يديه على عجل ..شعر مايكل بأنها لم تفض إليه بشيء على الإطلاق . لم لا تحدثه عن نفسها ؟ لم لا تعترف له بتعلقها بمجموعة " لو ليتل " من التماثيل الصغيرة ؟ يمكنه عندئذ أن يغيظها ويسخر من سذاجة الأسماء التي أطلقها عليها .
هل كانت ثقتها فيه ضعيفة إلى هذا الحد ؟ لعلها تعرفه جيدا وتشعر بنفوره من كل ما يوحي بالرومانسية ، والحنان . لكنه أرادها أن تعرف أنه أصبح ناضجا وبمقدروه أن يضع ميوله الشخصية جانبا ليسعد الآخرين .
قال لها بنبرة جافة : " صحيح أن حلمك نبيل للغاية وسأحرص على إضافته إلى ملف الأحلام المستحيلة ، ولكن ألا تريدين شيئا لنفسك ؟" لم تبد أي رد فعل .
"الا ترغبين في هدية معينة ؟ آنية خزفية أو حذاء من تصميم مصمم مشهور "؟
"بالله عليك يا مايكل ، ما الذي تعرفه عن الآنية الخزفية والأحذية ؟"
أجابها بعناد : " أعرف أن الفتيات يعشقنها"
كانت خبرته في أذواق الفتيات حديثة نسبيا وهي ثمرة ما سمعه على لسان كل متطوعة دخلت مكتب جمعية بابا نويل السرية .
"أعرف جيدا ما تحاول أن تفعله . لا تظن أنه بإمكانك خداعي".
تظاهر بالبراءة وسألها : " ماذا " ؟
"سمعتك تتحدث مع كل واحدة من المتطوعات عما ترغب في الحصول عليه في عيد الميلاد ، حتى أنني بدأت أتساءل ما إذا كانت شخصية بابا نويل حقيقية ؟ وكيف شكله ؟ أتراه يشبه مايكل بويستر" ؟
"ما زلت تراوغين".
"دعني أفكر" .
"خذي وقتك كله.. يفصلنا عن عيد الميلاد عشرون يوما"
|