كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سألها وهو مقطب لتدرك إلى أى حد هو جاد : " إن قُدر لك أن تحصلى على كل ماترغبين فيه فى عيد الميلاد ، فماذا تختارين ؟ "
"أتمنى أن يستلم كل طفل فى هذا الحى هديته وأن أتمكن من العثور على جنى" ...
بدت مصممة على تجاهل عبوس وجهه وتفادى قدر المستطاع التطرق إلى الأمور الشخصية
"لم أكن أطرح سؤالاً فلسفيا بل قصدت الأمور المادية .."
"فهمت" .
وإذا أرادت أن تخفف من حدة كلامها ، ابتسمت له ابتسامة عريضة ، ابتسامة تحمل الكثير من الجرأة والأذى ....
تجاهل مايكل كريستن ، ووجه سؤاله للسيدة هاندرسون قائلاً : " ماذا عنك سيدتى ؟ "
فكرت السيدة هاندرسون ملياً قبل أن تجيبه : " أتعلم ما أريده فى عيدالميلاد ؟ أريد شوكولا ألمانية . قبل زواجنا ، أرسل لى إيدى بعضاً منهاخلال إقامته هناك . واعتاد فى كل سنة أن يشترى لى القليل منها .. إنهاتأتى فى علبة رقيقة كتب عليها " شكراً " باللغة الفرنسية " .
وتابعت تقول : " تحمل الشوكولا الألمانية اسماً فرنسياً وأقسم أننى كنت أستيقظ أحياناً فى الليل وأنا أتحرق شوقاً لتذوق طعمها ."
خيم صمت مطبق على الجميع خرقته لولو قائلة : " من جهتى ، أتمنى أن أحصل على جهاز لتدليك القدمين وأصابع الرجلين . ألا يبدو ذلك أشبه بالجنة ؟ لاأظن أن هذا الجهاز سيثير المتاعب بقدر الرجل "
وانفجرت ضاحكة وشاركتها كريستن الضحك بحماسة لا تتوافق مع الفكرة التى أوحى بها تعليقها ..
عندما توقفتا عن الضحك ، بدأت صورة مهمته تتوضح وكأن شعاعاً براقاً يضاهى بريق النجمة التى تبعها الرجل الحكيم ، قد سُلط عليها..
لقد قاده القدر إلى هنا ليكون بابا نويل العاملين فى هذه الجمعية ، كانعليه أن يؤمن لهؤلاء المتطوعين الطيبى القلب ، الهدايا التى يحلمون بها فى عيد الميلاد .
يمكنه أن يرسلها إلى مركز العناية المترف فى ميتشيغن ... كانت والدته تحتفظ بكتيب عنه ، ويمكنه العثور عليه ..
أعجبته الفكرة كثيراً : سيرسل لولو إلى المكان الذى لطالما حلمت به والدته من دون أن تأتى على ذكره أبدا .
كانت السيدة جاكويز تتمنى أن يعود ابنها من الخارج برفقة حفيدها المنتظر .. حفظ مايكل كلام كل واحدة منهن واحس بالدفء يغمره وكأن أحدهم حرص علىضبط الحرارة باستمرار فى المكان ...
لأسابيع قليلة خلت ، كان رجلاً لايشعر بالحرارة . وهاهو الآن يشعر برغبة فى تمزيق قميصه من شدة الحر فى داخله ..
سألها أخيراً بعد أن أفضت إليه النساء الثلاث بما يحلمن به فى عيد الميلاد : " ماذا عنك ياكريستن ؟ "
"سبق وقلت لك إننى أريد جنياً" .
"إننى جاد فى ما أقوله" .
أجابته بحدة : " حسناً .. أريد فارساً راقصاً يرتدى تنورة زهرية اللون " .
انفجر الجميع بالضحك باستثنائه هو . بدا واضحا أنها تحاول المراوغة لأنها لاتريد أن تفصح لأحد عما تريده فى عيد الميلاد .
"أعلم أنك تحبين مجموعة " لو ليتل " من التماثيل الصغيرة لكن يؤسفنى أن أقول لك إنها سخيفة" .
"كيف عرفت هذا ؟"
"سمعت ما قالته لولو فى تلك الليلة قبل أن تسكتيها وتهدديها بقطع رأسها ... أهذه هى روحية الميلاد ؟"
حملقت فيه غاضبة ولكن من دون أن تتفوه بكلمة ..
"رأيت واحداً منها فى مكتبك .. فضلاً عن الكتيب ."
ليتها تخبره ماهى القطعة المفضلة لديها بدلاً من الجلوس أمامه وفى عينيهاتلك النظرة العنيدة ... ربما كان من الأفضل لمايكل أن يرضى غرورها ويشترىلها ماترغب فيه متغاضياً عن ميوله الشخصية
هذا جزء من الإلهام الذى نزل عليه : فالميلاد الحقيقى يعنى أن يتناسىالمرء رغباته الشخصية فى محاولة منه لإرضاء رغبات الآخر ، وعاد بالذاكرةإلى الماضى يوم قرر بالتواطؤ مع أخيه براين أن يشتريا لوالدتهما بندقية منعيار 22 مطلية بالفضة .
لكن كريستن بدت مصممة على جعل مهمته مستحيلة ، فقالت له بشئ من الحدة : " لا أريد شيئاً منك " .
ربما كان يفترض به أن يشعر بالإهانة لكن عندما رفع نظره إليها تساءل فى سره ما إذا كانت ترغب فى أى شئ على الإطلاق . لعلها تتخذ من مجموعةالتماثيل كحجة تتذرع بها لأنه ليس لديها ماتفكر فيه .
يا لسخرية القدر! فهذه المرأة الشابة كانت قادرة على العطاء لكن من دون أن تأخذ أى شئ فى المقابل .
فى تلك اللحظة ، قرر مايكل أن ينطلق فى رحلة لسير أغوار رغباتها الدفينة وتحقيق كل ما تريده فى عيد الميلاد .
لذا تجاهل ما قالته قبل قليل وقال لها موبخاً " هيا ، اعترفى . لا شك فى أنك ترغبين فى شئ أكثر أهمية من تلك التماثيل الصغيرة " .
وإذ لاحظ أن تعليقه لم يجعلها تضحك ، شعر بالإحباط من محاولته البائسةلاستدراجها وجعلها تتكلم . وتبين له فى تلك اللحظة مدى تعلقها بتلك التماثيل ، وأنب نفسه لأنه بدأ رحلته بالاستهزاء بها
ألم يكن حرياً به أن يشترى لها قطعتين من تلك المجموعة اللعينة وينتهى من المسألة ؟
وفى الأيام القليلة التالية ، بدا له أنها مصممة على ألا تخبره شيئاً عننفسها ، على الرغم من مساعيه الحثيثة الفائقة الرقة لجعلها تتكلم ..
"حسناً يا كريستن .. هل فكرت فى هدية عيد الميلاد ؟"
"لم يغمض لى جفن طوال الليل وأنا أفكر فى الموضوع]
|