اصنع الحظ لنفسك !
مقال عجبني وحبيت انقله لجل عيونكم
محمد البلادي
لاشك أن كثيراً من القراء قد أتاهم نبأ ( تيد ويليامز) ؛ الأميركي الذي تحول من مجرد متشردٍ يمتهن التسول عند إشارات مرور مدينة كولومبس إلى نجم إذاعي و تلفزيوني شهير خلال 48 ساعة فقط ..
القصة بدأت بعد أن صّور له احد الهواة مشهدا بجواله وهو يتحدث على طريقة كبار المذيعين ثم نقله إلى الانترنت ، ليحظى المشهد بأكثر من 13 مليون زيارة خلال يومين ، انهالت بعدها العروض على ويليامز فحصل على فرصة للعمل مذيعاً، كما اختارته شركة <كرافت> للترويج لمنتجاتها، بالإضافة إلى عدة عروض للتمثيل في السينما .
هذا التحول السريع لا علاقة له بالحظ كما قد يعتقد البعض ؛ ولا بالشفقة كما قد يعتقد البعض الآخر، فمن شاهد المقطع لابد أن يشهد بندرة موهبة الرجل ..غير أن غيبوبة المخدرات التي أدمنها لأكثر من عشرين عاما أفقدته الثقة بنفسه و بموهبته كما أفقدته والدته وزوجته وأبناءه الخمسة.. والتحول الحقيقي حدث في اللحظة التي عاد فيها إلى وعيه وقرر العودة إلى نهر الحياة ؛ حينها تذكر موهبته النادرة ، فاستجمع ثقته بنفسه، ووضع على صدره لافتة صغيرة يقول فيها انه يحتاج فقط إلى فرصة وكان له ما أراد.
هي الثقة إذن وليس الحظ .. الثقة بالنفس والثقة بالموهبة والثقة بالقدرة على النجاح .. فمهما كان حجم موهبتك لن يثق بك احد ما لم تثق أنت بنفسك أولاً وتؤمن بتميزها ، ومهما كان جهدك ونبوغك فلن تحقق شيئاً ما لم تنتصر على الانهزامية واليأس في داخلك .
الحظ صناعة بشرية لا تتأتى للخاملين والمحبطين.. وأدبيات النجاح تحوي مئات القصص التي تؤكد أن الإنسان هو من يصنع الحظ وليس العكس ، لعل من أطرفها قصة ( ألان سمبسون) رجل الأعمال الأمريكي الشاب الذي لجأ ذات مساء إلى إحدى الحدائق العامة بعد أن أنهكه التفكير في الديون التي تكاد أن تُغرق شركته الصغيرة .. ولشدة انهماكه في التفكير لم يشعر (سمبسون) بذلك العجوز الذي جلس بجواره إلا بعد أن بادره بالسؤال: لابد أن ثمة أمرا جللا يزعجك .. فطفق سمبسون يحدثه عن المصاعب الضخمة التي تهدده بالإفلاس .. حينها كتب العجوز شيكاً سلّمه لسمبسون وهو يقول : خذ هذا المبلغ ،عالج به مشاكلك ، وسألقاك هنا بعد عام كي تعيده لي .. لم يصدق سمبسون عينيه وهو يرى بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار موقعاً باسم ( جون روكفلر) احد أشهر أثرياء أمريكا والعالم .. فقرر للوهلة الأولى أن يسدد كل ديونه ، لكنه عاد بعد تفكير ليقرر الاحتفاظ بالشيك وعدم صرفه قدر الإمكان.. ثم سعى لجدولة ديونه ،
وانطلق يعمل بهمة و ثقة ، وخلال شهور استطاع أن يعيد شركته لدائرة الربح دون أن يصرف الشيك .. وفي الموعد المحدد ذهب سمبسون إلى الحديقة ذاتها فوجد العجوز جالساً على احد المقاعد ، وما أن جلس بجواره حتى وصلت إحدى الممرضات لتمسك بالعجوز بلطف قائلة : أرجو أن لا يكون قد أزعجك فهو دائم الهروب من المصحة العقلية الملاصقة للحديقة وكثيرا ما يدعيّ أنه جون روكفلر.
الحظ معادلة بسطها العمل؛ ومقامها الثقة بالنفس مضروبة في الاجتهاد .. فاجعل من ثقتك بقدراتك وقودا لنجاحك و لا تقلق أبداً من تأخرك في النجاح ، فالمباني المتميزة تحتاج في بنائها إلى وقت اكبر من الذي تحتاجه المباني العادية..واعلم انه قد تكون هناك أحلاماً أعظم أو أقل من أحلامك الخاصة .. ولكن لن يكون هناك حلم يشبه تماماً حلمك الخاص ، ذلك لأنك متفرد أكثر مما تظن.
م / ن