استنشقت شاني نفساً عميقاً , وقالت :" هؤلاء الأطفال أصيبوا بمرض الجدري ,والآن بيسي ما زالت تعاني منه .أعلم أنها في المتجر العمومي , في حين أنه لا يجدر بها أن تكون هنا ,لكن ليس هنالك من خيار آخر . حتى وأنا موجودة لمساعدتهم . يوم أمس سهر بيرس طيلة الليل مع الطفلة المريضة لكنه اضطر إلى أن يأخذ بيسي إلى الطبيب . كان مرهقاً جداً حتى أنه غفا في سيارته بانتظار تحضير وصفة الدواء . أما الأطفال فكانوا بأمان في المنزل معي , لكن تم التبليغ عنه .وصل إلى المنزل ليواجه تفقداً آخر من قبل الشرطة . ثم قرر أحدهم ليلة أمس أن مصلحة رعاية شؤون الاطفال لا تقوم بعملها ,ذلك العمل الذي يبدو أن أحدكم هنا يريده,وهو طرد بيرس والأولاد من البلدة.لذا قرر دفع الأمور لتتطور".
" شاني! ".
قال بيرس ذلك وبدأ يسير إلى الأمام ,لكن وندي قبضت على قميصه وتعلقت به قائلة : " دعها تقول الأمر أبي. هؤلاء الناس لا يعجبهم ذلك".
منتديات ليلاس
تابعت شاني كلامها وقد تكدر صوتها الآن, كما لو أنها تواجه صعوبة في المتابعة :"أحدهم أطلق ثورنا في الحديقة.ليس هذا فقط, بل إنه أثار غيظه، فجرحه بمسدس يطلق حبيبات الخرز مراراً وتكراراً إلى أن صار الثور ضارياُ وفاقداً للسيطرة على نفسه. أظن ذلك الشخص تخيل أن بيرس هو من سيخرج عندما يرى الثور في الحديقة, لكن بيرس كان في الطابق العلوي مع الطفلة المريضة بيسي التي لا تكف عن البكاء, لذا,فإن دونالد. . . "
دلت شاني عليه, وتابعت : "... الطفل البالغ من العمر سبع سنوات وهو طفل عازم ويائس لإصلاح الأمور وفعل الصواب كجميع إخوته, ذهب إلى الخارج كي يهتم بأمر الثور بنفسه".
شهق الجميع في الوقت نفسه. لكن السيدة التي كانت ترتب الرفوف أخذت تنظر إلى بيرس والأولاد بشكل مختلف .كلمت شاني الجموع الساكتة : " أنا صديقة قديمة لبيرس, وجئت لمساعدته. سمعت دونالد في الحديقة ,ووصلت إليه قبل أن يهجم عليه الثور ".
أشارت إلى الحمالة التي وضعها الطبيب لذراعها, وقالت : "انتهى بي الأمر بكتف مجروحة,لكنني لو لم أكن هناك. . ."
قال بيرس:" شاني! توقفي ".
أبعد وندي جانباً وبدأ يسير نحوها.قالت شاني وقد تمكنت أن تبتسم له: " اَه! سوف أتوقف. سوف نترك هذا المكان جميعنا, نحن ذاهبون إلى البحر في إجازة .لقد طفح كيل بيرس من هذا المكان,وأنا لا ألومه. لكننا سوف نعود بعد بضعة أسابيع كي نعرض المزرعه للبيع.."
" شاني! "
قالت شاني برقة:" لايمكنك أن تحتفظ بهذه المزرعة إذا ما استمر هؤلاء الناس باعتبارك شخصاً شريراً. إن جل ما أفعله هو عرض الوقائع أمام الجميع