قال بيرس : " آه! أنت شانى " .
ردت شانى وهى تقوس حاجبيها : " أتظن ذلك " ما إن غادرت سيارة الشرطة ، حتى توقفت عن السير نحو بيرس . لم تقترب بعد ذلك خطوة واحدة . تابعت تقول : " ربما ترغب فى التحقق من ذلك . من المهم أن تتأكد من هوية من تترك أطفالك بعهدته " .
ــ اسمى! أنا ...
وضعت شانى بحذر جانباً ابتسامتها العريضة وسحرها ، وقالت : " ما اللعبة التى تمارسها بحق الجحيم ؟ أى نوع من الآباء أنت ؟ أين كنت بحق الجحيم ؟ " .
ركز بيرس على الشئ الصغير الوحيد الذى يمكنه أن يتحكم به ، فقال : " هل تمانعين أن تراقبى ألفاظك ؟ أنا أعلم أطفالى التحدث بلباقة وعدم إطلاق الشتائم " .
استنشقت شانى نفساً عميقاً ، وقالت : " هل تمزح ؟ أطفالك الذين يتضورون جوعاً يتم تعليمهم ألا يشتموا! " .
ــ إنهم لايتضورون جوعاً .
ــ ما هو الطعام الذى تركته لهم على الغذاء ؟
أجبر بيرس ذهنه المشوش على التفكير : " لست أدرى . هناك البيض ، اللحم ، النقانق ، البطاطا المجلدة ... " .
ردت شانى بدهاء : " وهذه الأشياء كلها تحتاج إلى الموقد
راحت تنظر إلى بيرس بقرف كما لو أنه دودة ما خرجت من قالب الجبنة .
ــ اسمعى! لقد غفوت .
رفعت شانى أحد حاجبيها ، وقالت : " أحقاً ؟ حصلت على قيلولة صغيرة ، لذا تضور أطفالك من الجوع " .
ــ الأطفال لايتضورون جوعاً بسبب غذاء وحيد يفوتونه .
حملقت به شانى .
ــ أبى!
منتديات ليلاس
نادته وندى بصوتها الضعيف ، لكنها بقيت واقفة خلف شانى ، ولم تقترب من بيرس ، كما لو أنها تستخدم شانى كدرع لها . ازداد الثقل الذى أحس به بيرس حول قلبه . لقد خذل وندى . هذه الطفلة الضعيفة التى تحمل العالم فوق كتفيها . كان قد بدأ يكسب ثقتها ... قليلاً ...
ــ اللعنة ، وندى ... !
قالت شانى بصوت بارد كالثلج " لا تلعن أمام الأطفال! " .
قال بيرس يائساً : " اسمعى! لقد غفوت . لم أنم مطلقاً ليلة أمس . وندى ، أخبريها أننى لم أنم . كان على أن آخذ بيسى إلى الطبيب ، ثم اضطررت أن أنتظر حتى يحضروا لى الوصفة الطبية . جلست فى السيارة وانتظرت ، إذ من غير المسموح أن تترك الأطفال بمفردهم فى السيارة ، و ... غفوت بكل بساطة " .
فتح بيرس ذراعيه . فكر أنه قد لايتمكن من إقناع شانى ، لكن ما يهمه هو إقناع وندى . سادت برهة صمت مطولة ، فيما فكرت وندى بالموضوع ، أما شانى فبقيت صامتة . أخيراً تكلمت وندى قائلة : " إنه فعلاً لم ينم ليلة أمس . لم ينم ليلة ما قبل الأمس أيضاً ، فقد رأيت كابوساً ، واستيقظت ، فأعد لى الكاكاو الساخن " .
ذاب جليد شانى قليلاً ، فقالت : " أتقولين إن لديه عذراً ؟ " .
قالت وندى : " إنه يبدو مريعاً " .
وافقت شانى قائلة : " إنه كذلك . متى حلق ذقنه آخر مرة ؟ " .
ردت وندى : " إنه يبدو على ما يرام عندما يحلق ذقنه . أما الآن فذقنه شائك جداً " .
مشت وندى إلى الأمام ، فانتزعت بيسى من بين ذراعى بيرس ، ثم تراجعت إلى خلف شانى مجدداً . لا بد أن الفتاة تشعر بالرعب .
ــ أنا آسف فعلاً .