كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
تكلم الطبيب بنبرة تدل على الاهتمام العميق ، قائلاً لبيرس : " حتما إنه الجدري . هذا يجعل من العائلة كلها مصابة . يجب أن يتمتع الأطفال الأكبر سنا بالمناعة ، فنحن نقوم بإعطاء اللقاحات العادية عند بلوغ الطفل الإثني عشر شهراً . بيسي سوف تدفع ثمن إهمالك القيام لذلك "
فكر بيرس بملل أنه كان ليقذف الطبيب من النافذة لو أنه أقل إرهاقاً ، لكن حمل الطبيب وقذفه أمر يتطلب الطاقة والمجهود ، وهما أمران غير متوفران لديه الآن . قال له الطبيب بنبرة باردة : " هاك وصفة طبية ! مرتان في اليوم ، تماما مثل الأطفال الأكبر سنا . هل يمكنني أن أعتمد عليك لتعطيها الدواء ؟ ". رد بيرس بحدة :
- نعم .
لربما ما زال يمتلك الطاقة اللازمة ليضرب الطبيب ، لكن بيسي متعلقة بعنقه ومن الصعب جدا أن يفعل وهو يحمل طفلة باكية . قال الطبيب: " الضابط المختص في مصلحة رعاية شؤون الأطفال قال إنك تبدو غير قادر على الاعتناء بهم ".
حدق الطبيب بيبرس كما لو أنه ليس واثقاً تماماً ، ثم تابع يمكنني أن أتصل بهم ليحضروا إذا شئت . قلت لك ذلك حين توفيت والدتهم .
- لا أريد هذا ، كما أن المساعدة آتية في الطريق .
- ممتاز ! آمل أن يكون شخصا كفوءاً ، فقد عانى هؤلاء الأطفال بما فيه الكفاية .
أغلق الطبيب ملف بيسي العلاجي معلنا إنتهاء المعاينة ، وتابع : " أعلمني
إذا ما غيرت رأيك . يمكنني أن أتصل بمصلحة رعاية شؤون الأطفال يوم غد
منتديات ليلاس
#####################################
بدا المنزل مقلوباً رأسا على عقب . دخلت شاني إلى المطبخ ، وكادت تخرج منه على الفور .
-إنه .. إنه فوضوي بعض الشيء .
قالت وندي ذلك ، وهي تلحق بشاني إلى الداخل . لم تكن وندي قد أنزلت آبي بعد . بقيت تترنح تحت ثقل جسد أختها ، فيما تابعت : " بيسي كانت مريضة فعلا يوم أمس .
بدا المطبخ باردا ، والمكان رطباً . أقرت وندي وهي تلامس الموقد البارد قائلة : " نفد منا الحطب ليلة أمس ، ولم يتوفر الوقت لأبي كي يقطعه . لكنه قال إن ذلك أفضل ، لأنه ما كان ليغادر إلى عيادة الطبيب تاركاً النار مشتعلة . نحن تناولنا رقائق الذرة مع عصير الليمون على الإفطار ، لذا لم نكن بحاجة إلى الموقد ".
قال شاني : " فهمت !
وضعت وندي أختها بغير رفق على أحد كراسي المطبخ ، وقالت : "سوف أجد ضمادة لاصقة للجروح .
يمكنها إلى الأقل أن تبدأ من هنا . قالت لوندي : " نحن بحاجة لأن ننظف الجرح ، هل يمكنك أن تجدي لي منشفة صغيرة نظيفة وبعض الصابون ؟ ".
قالت وندي بحذر : " أظن ذلك . هل ستعتنين بنا ؟ ".
قالت لها شاني : " لا فكرة لدي .. بالأحرى ليس على المدى البعيد . لكن الآن يبدو أنني سأعتني بكم ، على الأقل حتى يعود والدكم إلى المنزل . دعونا نبدأ بهذا الإصبع المجروح .
#############################
أخيراً غرقت بيسي في النوم ، على الطريق ما بين عيادة الطبيب والصيدلية ، إنها لم تكف عن البكاء طيلة الليلة الفائتة ، كما في غرفة الانتظار لدى الطبيب وداخل عيادته . حين غرقت في النوم كاد الصمت يبدو صاماً للآذان . شعر بيرس أنه محظوظ لأنه وجد مكانا لركن السيارة أمام الصيدلية تماماً . نعم ! لا مجال لأن يوقظها . آه ! هذا تصرف آخر يمكن أن يعرضه للملاحقة من قبل مصلحة رعاية شؤون الأطفال ، لا تترك طفلتك أبداً بمفردها في السيارة ! لكن سيارته الرياضية الصغيرة الصفراء اللون ذات سقف مكشوف أمام أشعة الشمس ، وهذا نهار ربيعي رائع . سيتمكن من مراقبة بيسي عبر نافذة الصيدلية ، فيما يسرع إلى الداخل ليشتري الدواء المدون في وصفة الطبيب .
وجد هنالك عشر وصفات طبية قبله .
منتديات ليلاس
قال له الصيدلي : " سيتطلب الأمر عشرين دقيقة ".
- لديى أطفال في المنزل ، والطفلة في السيارة . هل يمكن الإسراع ..؟
- عشرون دقيقة .
- حسنا !
تنهد بيرس باستسلام . إنه لا يستطيع أن يضرب كل شخص في هذه البلدة ، حتى لو بدأ يشعر كما لو أن الجميع يتآمرون ضده . قال : " سوف أجلس في السيارة ، وأنتظر .
حاول أن يمشي مرفوع الرأس إلى الخارج ، لكن قدميه بدتا مرهقتين جدا ليفعل ذلك . لم يحلق ذقنه منذ يومين ، وكان قد نام في ملابسه هذه . إنه يبدو مريعا كالموت . انسل بيرس الى المقعد الخاص به في سيارته الصغيرة الباردة. بجانبه كانت بيسي ما تزال تغط في نوم عميق .
-عشرون دقيق ، بيسي .
قال بيرس لها ذلك ، لكن الطفلة لم تتحرك ، تفهمها بيرس ، وتنهد ، ثم أغمق عينيه . الشمس الربيعية الدافئة بدت كالبلسم ، وكذلك الهدوء المسيطر على المكان . يمكنه أن يلقي ذراعيه بكل بساطة على المقود ، ويدع رأسه يستريح .. بدا الجو دافئاً جدا
############################################
- كم من الوقت سيتأخر والدك ؟
- قال إنه سيعود بعد ساعة . الموعد لدى الطبيب حٌدد في الساعة العاشرة والنصف .
قالت شاني بحذر : " الساعة الآن تجاوزت الحادية عشرة ، ألا يجدر به أن يعود الآن؟ ".
- نعم.
قالت وندي ذلك ، وارتعشت شفتها السفلى قليلاً . قالت شاني لنفسها إنها سوف تبقى هنا فقط إلى أن يعود بيرس إلى المنزل . بعدئذ سوف ترحل . بدا الأطفال أكثر قلقاً منها . لا يمكنها أن تتركهم ، كما أنها لا تستطيع أن تبقى هنا في هذه الفوضى المنفرة غير عارفة بمكان وجود بيرس . راح الأطفال يحدقون بها . فقد هؤلاء المساكين والدتهم ، والآن بيرس تأخر . إن عالمهم ليس مستقرا كما يحبونه أن يكون . قالت شاني : " حسنا ! سوف أتصل هاتفيا بعيادة الطبيب . هل أفعل؟ ".
قالت وندي فيما ظهر عليها الارتياح : " نعم ".
نعم ، كان بيرس في عيادة الطبيب . أخبرتها موظفة الاستقبال : " إنه مضطر لأن يمر بالصيدلية كي يشتري لها الدواء قبل عودته إلى المنزل . لعله استغل الفرصة ليتسوق . هل ترك المساكين بمفردهم ؟ " .
حملت نبرة صوت موظفة لااستقبال ما يكفي من النقد واللوم ، ما جعل شاني تتراجع :
- كلا . إنهم معي .
- إذا كان هنالك أي مشكلة ...
- لا ! ليست هناك أي مشكلة .
- إن مصلحة رعاية شؤون الأطفال ليست مسرورة جدا من أسلوب تأقلمه مع الوضع .
جاء صوت موظفة الاستقبال صادحاً بما يكفي لتسمعه وندي الواقفة إلى جانب شاني . قالت وندي وقد احمرّ لون وجهها : " أخبريها أنا نتأقلم بصورة جيدة ، نحن بخير ".
- نحن بخير .
قالت شاني ذلك ، ووضعت سماعة الهااتف . قالت لها وندي : " إنهم يريدون أن يأخذونا بعيداً عن والدنا
لعل هؤلاء . . . أيا كانوا لديهم أسبابهم . لكن ما زال الخوف مرتسماً على الوجوه الأربعة الصغيرة .
- إذا كنتم قلقين بخصوص مصلحة رعاية شؤون الأطفال ، فنحن بحاجة لأن نظهر لهم أننا نتأقلم .
سألت وندي :
- وكيف نفعل ذلك ؟
منتديات ليلاس
حدقت شاني نحو كومة الأطباق الوسخة ، وقالت : " الأمور الأهم تأتي في المرتبة الأولى . نحن بحاجة إلى خطة أساسية . سوف أقطع ما يكفي من الحطب كي أشعل النار وأحصل على الماء الساخن .. دعونا نملأ حوض الاستحمام ، فالمغسلة لن تكفي . احملو كل ما هو وسخ إلى الحمام باستثناء السكاكين . دعوا السكاكين لي . الصبيان يغسلون الصحون والفتيات يجففنها . أريد أن أرى الحمام بأكمله مليئاً بالأطباق النظيفة إلى درجة اللمعان . أنا سأنظف المكان هنا ، ثم سنحمل الأغراض النظيفة إلى هنا
قال دونالد : " لا نستطيع . نحن لسنا ناضجين بما فيه الكفاية حتى نغسل الأطباق . فقط وندي . . .".
تكلمت شاني بحدة تفوق ما تشعر به فعلاً ، قائلة لهم : " هذا كلام تافه . غسل الأطباق في حوض الاستحمام أمر ممتع . هل لديكم جهاز لتشغيل الموسيقى ؟ ".
قالت وندي : " ... أبي لديه واحداً ".
قالت شاني : " حسنا ! إذا دعونا نضع قرصاً مضغوطاً مناسباً للعمل . شيء مثل آبا . هل تعرفون أغنية " الملكة الراقصة"
آشرقت عينا آبي وهي تقولآمنا احبت آبا لهذا اطلقت علي اسم آبي
-اذا سوف نستمع الى أبا
قالت وندي :
- لست أدري إذا ما كان والدي يمتلك أقراصاً لآبا .
- دعونا نبحث إذا . هلا فعلنا
##########################
|