قالت أولغا منقطعة الأنفاس: " أنا أستطيع أن اكون كذلك
لكنها عادت، ونظرت غلى بيرس قائلة: " لكن لا. أنا أريد أن أبقى معكم في خليج الدلافين، لكي صديقة تدعى مايبيلاين، يمكنها القدوم إلى هنا. كانت تملك مزرعة قبل أن يهجرها زوجها مع امرأة أخرى ما جعلهما كلاهما مفلسين. أنها تحب الأولاد ".
أضاف بلايك: " روبي تود الانتقال إلى خليج الدلافين. هي اخبرتني بذلك. هنالك ناد جيد للتطريز هناك. لذلك كل ما أنتم بحاجة إلى فعله هو أن تجدوا منزلاً كبيراً هناك ".
قال نك: " أظن أنه يجدر بروبي أن تحصل على منزلها الخاص ".
علق بلايك: " لكن ليكن بالقرب من منزلك ".
وقف بيرس قائلاً: " أعذروني! ".
سألته آبي بصوت لطيف: " هل تريد أن تتزوج شاني؟ ".
سكت الجميع، ونظرت شاني إلى بيرس، أما هو فبادلها النظر, قال: " نعم ".
أطلق الجميع أنفاسهم بتنهيدة جماعية، ثم أضاف بيرس: " لكنني بحاجة إلى أن أسألها ".
قال بلايك: " ما من داع لذلك. فقد أُنجز العمل. أولغا، هل يمكنك أن تمرري لنا الفطيرة إلى هنا، أرجوك؟ ".
كان بيرس في وسط الطاولة. ناولته أولغا الفطيرة. ناولها بيرس لبلايك من دون أن يفكر. بدت شاني مرتبكة، أما البقية فتابعوا تناول الحلوى.
منتديات ليلاس
زمجر بيرس: " اتركوا القليل لنا أو ستموتون ".
حثته أولغا قائلة: " إذا كنت تريد أن تسألها أن تتزوجك، فافعل ذلك بسرعة. بلايك تلك القطعة كبيرة جداً. تسع حصص متساوية. أنت اقطع الفطيرة ونحن سنختار ".
أخذها بيرس إلى الحديقة. مشى بها نحو البوابة، ثم توقف. قالت شاني بتردد: " إنك تبدو . . . غاضباً ".
استدار بيرس ليواجهها: " أنا أحب أن أحظي ببعض السيطرة على الأمور ".
" وأنا أيضاً ".
" أتحبين الأولاد؟ ".
قالت شاني: " بالطبع أحبهم ".
" هل تعرفين ما الذي ستورطين نفسك به؟ ".
همست شاني: " سيكون الأمر على ما يرام. إذا . . . ".
" إذا ماذا؟ ".
" إذا كنت تحبني ".
جمد العالم في مكانه. أخيراً قال بيرس: " ما الذي يجعلك تعتقدين أنني لا أحبك؟ ".
" لم تقل لي أبداً ".
" لست أدري كيف أفعل ذلك ".
" إنه أمر سهل ".
قالت شاني ذلك، وقد جاء دورها لتبدو ساخطة. شبكت ذراعيها حول عنقه، ثم وقفت على أطراف أصابعها. عانقته بخفة فائقة، ثم تراجعت قليلاً إلى الوراء قبل أن يتمكن من التجاوب معها. همست قائلة: " هكذا تحب. بيرس ماك لاكلان، أنا أحبك. أحبك من قمة رأسي حتى أخمص قدمي. أحبك أكثر مما ظننت نفسي قادرة على أن أحب أي شخص. أحبك حتى أكثر مما أحب سوزي بيل
" سوزي بيل؟! ".
" لم تتعرف إليها بعد. ستتعرف إليها قريباً. إنها على وشك أن تجعل وندي ابنتنا سعيدة جداً ".
" وندي . . . ابنتنا؟! ".
همست شاني: " إنها وندي فتاتنا الصغيرة الرائعة. أكثر الأطفال شجاعة. أنا أحبها حباً جماً ".
" شاني . . . ! ".
منتديات ليلاس
كانت شانيس ما تزال واقفة على أطراف أصابع قدميها، وما زالت ممسكة به: " نعم يا حبي ".
" لست أعرف بشان مسألة الحب ".
" ألا تظن أنك قادر على أن تحبني؟ ".
قال بيرس وهو يبدو مبهوراً: " يبدو أنني قادر. يبدو أنني كذلك ".
قالت له شاني وهي تعانقه مجدداً: " حسناً! هاك اختبار. سانتقل إلى هنا على أي حال. أنا أحب هؤلاء الأولاد. روبي أحبتهم أيضاً وكذلك أولغا. لقد استعدت لي للتو مبلغاً كبيراً من المال، لذا يمكنني أن أستاجر منزلاً كبيراً رائعاً في منطقة خليج الدلافين، وأنشئ معرضاً فنياً إلى جانبه. يمكنني أنا وأولغا وروبي أن نأخذ الأولاد وأن نحبهم إلى الأبد. يمكننا أن نكون عائلة واحدة ضخمة. وأنت يمكنك أن تنسل عائداً إلى حياتك المستقلة في سيدني، وأن تمارس دورك كأهم مهندس معماري في العالم
" أنا . . . ".
" أنا جدية، بيرس ".
قالت شاني ذلك وقد بدت جدية. خلا صوتها من الضحك. تابعت كلامها: " وندي أخبرتني أنك لن تطلب مني الزواج لأنك ظننتني ساكره أن أتقيد بالأولاد. أهذا هو الحال معك؟ لأنني سوف أقدم لك عرضاً، وأنا جدية بذلك. يمكنك أن تعود إلى حياتك السابقة وسوف نعيش بسعادة إلى الأبد من دونك ".
ما تعرضه عليه بدا هائلاً لدرجة أنه أحس بالدوار. استعادة حياته السابقة . . . استقلاليته. وندي، دونالد، برايس، آبي، بيسي، شاني، روبي وأولغا يعيشون سعداء في خليج الدلافين، من دونه.
فجاة بدت له فكرة وجوده من دونهم باهتة جداً، ولم يقو على احتمالها: " لا! ".
" لا؟ إذا الخيار التالي هو من دوني أنا. إذا كنت لا ترغب بي، يمكنني أن أزوركم فقط ".
" لا ".
" ألا أستطيع أن أزوركم؟ ".
" لا، أنا لا أريدك ".
" أنا أواجه هنا صعوبة في الفهم نوعاً ما ".
فجاة صار الأمر واضحاً كالبلور. على الرجل أن يفعل ما عليه أن يفعله. هي قامت بعرض الزواج عليه. هي رمت بقلبها داخل الحلبة. أخبرته أنها تحبه. إن الهاوية التي وضعتها أمامه، أي الحياة من دونهمـ هو أمر جعله يرى ما لم يكن قادراً على رؤيته حتى الآن. إنه مغرم بجنون وعمق وجموح بكل فرد منهم. نزل بيرس راكعاً على إحدى ركبتيه. أخذ يديها بين يديه، وقال: " شاني! أنا أحبك ".