أوقف بيرس السيارة في الباحة الأمامية للقصر , وجلسوا للحظة , كما لو أن كلا منهم يتردد في الخروج .
قالت شاني بلطف لوندي :" لابد أنهم ينتظرونك علي الشاطئ . أليسوا كذلك بيرس ؟"
قال بيرس :" كانوا يخططون لتناول الغداء علي الشاطئ عندما غادرت . نصبوا خيمة , وبدوا كأنهم سيبقون هناك للشهر التالي بأكمله ".
" اذن عليكي أن تحضري لباس السباحة , وأن تنضمي اليهم ."
همست وندي :" أنا أريدك أن تأتي ".
" لا أستطيع."
قال بيرس :" تعنين أنك لا تريدين ".
ردت شاني بكلمات لاذعة :" أنت تعرف حق النعرفة لماذا أفعل هذا , فلا تصعب علي الأمر أكثر ".
لم يجيبها بيرس . لاحظت شاني أن يديه تقبضان علي المقود بقوة شديدة .
أخيرا قال :" حسنا ! وندي دعينا نحضر ملابس السباحة ".
" لكن ...."
قال بيرس بخشونة :" يجدر بنا أن نتعلم أن نبقي معا , أما شاني فليست جزءا من عائلتنا ".
اه ! هذا مؤلم . لكن كلامه صحيح .
قالت شاني :" وندي , أنا أحبكم كثيرا . سوف أنزل الي الشاطئ لأودعكم ".
نزلت شاني من السيارة , وأسرعت الي القصر قبل أن يقولا أي شئ اخر .
منتديات ليلاس
فتحت شاني حقيبتها , وحدقت بالغرفة . حاولت أن تتصور من أين عساها تبا> . اللعنة ! انها تبكي . هي لا تبكي أبدا ... الا أنها نشجت كالأطفال . واستجمعت ذاتها قليلا , ثم مشت نحو الحمام .
بدت الملكة فيكتوريا مذهولة . قالت شاني للملكة :" نعم , انفطر قلبي بسبب خمسة أولاد ورجل لم أعرفه الا منذ أيام ".
تابعت وهي تنشق بقوة :" ظننت أنني لن أقع في الحب بهذه السرعة , لكنني كنت مخطئة".
" شاني !"
تجمدت شاني في مكانها . انه صوت بيرس ينادي من أسفل الدرج . صاح مجددا :" أين أنت بحق الجحيم ".
" انني أكلم فيكي ".
سادت لحظة من الصمت , تلاه وقع خطوات بيرس علي الدرج . كان باب الحمام مقفلا , لذلك فهي
بأمان .
نادي بيرس :" أخرجي !"
" لما لست علي الشاطئ ؟"
" أنزلت وندي الي الشاطئ , ثم عدت . شاني ! أنا اسف لأنك سمعت ذاك الحديث ليلة أمس ".
" وأنا أيضا ".
ردت شاني ذلك بكلنات لاذعة وسريعة , ثم فتحت الباب بسرعة , ظانة أن غضبها سوف يحميها , ويمنحها علي الأقل مجالا لأن تخرج من الحمام نحو خصوصية غرفة نومها . لكن حالما رأته " هل كنت تبكين ؟"
قال بيرس ذلك , وهو يضع يديه علي كتفيها .
قالت شاني بقدر ما استطاعت أن تستجمع من عزة النفس :" أنا أعاني من الحساسية . أنا أتحسس تجاه بعض أنواع النباتات ".
" لا أريدك أن ترحلي ".
استنشقت شاني نفسا عميقا , وقالت :" يجدر بي أن أرحل . انني أقع بحب .... الأولاد ".
تردد بيرس ثم قال :" وندي انفطر قلبها ".
" لم يمض علي وجودي معها أكثر من أسبوع . أنا مجرد صديقة . سوف أتخطي الأمر ".
تمهلت شاني , ثم صححت :" أعني أنها ستتخطي الأمر ".
" اذا , ينتابك الشعور نفسه !"
ردت شاني بكلمات لاذعة وسريعة :" تجاه الأولاد , نعم . انهم مذهلون , وأنت فعلا محظوظ ".
" الا أنك لا تري ذلك
" أنا فقط أعلم أن الأطفال يعتقدون أنك رائعة ".
" اذا تريدني أن أبقي حتي تتمكن أنت من التفرج أكثر كالمشاهد . لا أظن ذلك ".
" ليس فقط بسبب الأولاد ".
حبست شاني أنفاسها .
" اسمعي , شاني ! أنا ... لست أدري ...
حشر بيرس يديه بعمق في جيبيه , وأردف قائلا :" ... انك تعدين كعكا رائعا بالشوكولا ".
منتديات ليلاس
انه عاجز عن رؤية ما هو أمام عينيه مباشرة , وهو أنها أخذت تقع في حبه بشكل ميؤوس منه , وكل دقيقة تمضيها معه تجعلها أكثر بؤسا . قالت شاني برقة :" بيرس , أنا لست مدبرة للمنزل . استخدمتك كمكان للتوقف , والان انتهي الأمر الطارئ "." هل انتهي حقا ؟"
فقالت :" نعم , اذ انني استجمعت نفسي . لذا سأعود الي عالمي , وسأدعك لتعود الي عالمك ".
" ما زلت لا أريدك أن تخبري روبي ".
حسنا لا بأس بذلك بالنسبة اليها , لو كان هذا كل ما في الأمر .
قالت شاني :" لا يمكنك أن توقفني . لن أكون مشاركة في ايذاء عمتي روبي . أنت سببت لها الأذي بعدم اخبارها عن الأطفال . هي تعلم أنني كنت معك , وسوف تستجوبني . لن أكذب عليها ".
" فقط لا تقتربي منها ".
" أتريدني أن أتجنب عمتي روبي الودودة , كما فعلت أنت خلال السنة الماضية ؟ أنا أحب روبي . لابد أن يكون عقلك متحجرا كي تقترح علي أمرا مماثلا ".
" سوف تسبب لي وقتا عصيبا ".
ضحكت شاني ضحكة مكتومة علي الرغم من قلبها المفطور . قالت :" نعم , سوف تفعل ".
" شاني , لا ترحلي !"
ابتسم بيرس تلك الابتسامة الودودة , التي تجعل قلبها يتخبط في مكانه .
ها هو بيرس الذي وقعت بحبه ...
قالت شاني :" لا".
حدق بيرس بها بذهول , وقال :" اللعنة , شاني ! لست أفهم ".
قالت شاني بحزن :" ولا أنا . أنا فقط أعلم أن لا خيار لدي . سوف أنزل الي الشاطئ لأودعهم , ثم أغادر . أرجوك بيرس , لا تمنعني . أنا بكل بساطة يجب أن .... أغادر
................................
انتهى الفصل التاسع