كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
مدهش!
هذا العناق غير عالمها، أما الشبكة الركيكة التي حبكتها حول نفسها للسيطرة على ذاتها فقد تشتتت. ولم يعد أمامها سوى الغرق بإحساسها به والتمسك به، من دون أن ترغب بإفلاته أبداً. لكنها على سطح برج في دار للأولاد، وفي البناء خلفهما هناك خمسة أولاد في عهدتهما. هذا الجنون يجب أن يتوقف، وهذا ما حصل.
فتح باب في مكان ما تحتهما، ثم غمرت الأنوار سطح البرج. إنه صوت امرأة ينادي من الأسفل: " أهذا أنت بيرس؟ "
انفصل بيرس وشاني عن بعضهما، كما لو أنهما مراهقان مذنبان تكورت البطانية حول قدمي شاني، فانحنت شاني لتسترجعهما. شعرت بالرتباك والضياع، فيما جاهدت لاستعادة صورة الواقع، تاركة بيرس ليجيب من يناديهما. كانت هذه سوزي، لايدي لوغانايك. نادى بيرس بصوت بدا مرتعشاً: " مرحباً "
قالت سوزي باعتذار: " كان يجدر بي أن أخبرك. لدينا جهاز إنذار، يرن إذا ما صعد أحدهم إلى هنا ".
آه، اللعنة! فكرت شاني بصمت، ثم قامت بمسح شامل للمكان بعينيها لترى إن كانت هنالك لآلات تصوير.
منتديات ليلاس
نادى بيرس: " نحن آسفان حقاً لأننا أيقظناك
فكرت شاني، الحمدلله إنه يستطيع التكلم، لأنها لا تظن نفسها قادرة على ذلك.
نادت سوزي: " أنتما لم توقظاني. كنت في المطبخ، أحلم بتناول مخلل نبات الشبث ".
تكلمت شاني بحذر، وهي تسترق النظر من فوق الحافة قائلة: " أأنت حامل؟ "؟
نادت سوزي بابتهاج: " آه! مرحباً، شاني. نعم، أنا حامل ".
نادى صوت رجولي من داخل أبواب القصر المفتوحة: " سوزي! أين أنت بحق السماء؟ ".
" أنا هنا . . . في الخارج، أحمي سطوح الأبراج ".
ما لبث أن خرج هاميش، لورد لوغانايك من الأبواب الخشبية الأمامية الضخمة. زمجر وهو يقبل زوجته برفق على قمة رأسها: " من هناك على سطح البرج؟ "
استدار ليحدق إلى الأعلى، وهو يحمي عينيه من وهج الأنوار الكاشفة. كانت شاني وبيرس مضائين كالتماثيل التي تزين الفتحات الجانبية للبرج. حدقت شاني ببيرس، إنه مشعث الشعر، مع ذلك بدا رائعاً. فجأة ضحكت ضحكة مكتومة، فوجئت هي نفسها بها.
طالبها بيرس قائلاً: " ما المضحك الآن؟ "
" أفكر أننا تمثالان رائعان ".
قالت شاني ذلك بصوت مرتفع بما فيه الكفاية، كي يسمعها الزوجان في الأسفل.
زمجر بيرس: " تكلمي عن نفسك "
" تمثال السيد والسيدة ".
قالت شاني ذلك، وقد قررت أن المزاح هو الأسلوب الوحيد للخروج من هذا الموقف.
علقت سوزي: " ربما أنت على حق. أفترض أن التماثيل تتجول ليلاً، حين يكون الآخرون في أسرتهم ".
سأل هاميش: " هل أنتما بخير؟ ".
أجاب بيرس: " نحن بخير ".
" والأولاد؟ "
" نائمون. نحن كنا فقط . . . نتكلم عن الأولاد ".
ردت سوزي وهي تبتسم ابتسامة عريضة: " هذا ما بدا عليه الأمر ".
طالب هاميش زوجته وهو يستدير نحوها مجدداً: " إذا لم أنت مستيقظة؟ "
" كنت أبحث عن مخخل نبات الشبث ".
" مخلل نبات الشبث؟! ".
" لم ليس لدينا مخلل نبات الشبث في مكان حفظ المأكولات؟ أو السردين؟ السردين المعلب. لا يمكنني أن أجده في أي مكان تكلم هاميش بنبرة تنم عن الرضوخ، فقال: " هذا سوف يكون حملاً طويلاً. أتريدنني ان أوقظ بقال خليج الدلافين الآن، فأطلب منه إيصال طلبية مستعجلة من المخلل؟ ".
تنهدت سوزي قائلة: " يمكنني أن أعيش من دونه الليلة، شرط أن أحصل عليه في الصباح الباكر ".
" أود أن أذهب إلى البلدة غداً، لقص شعر وندي ".
نادت شاني بذلك، وهي تحاول أن تتحكم بالحديث. تابعت: " يمكنني أن أحضر مخلل نبات الشبث حينها
|