كاتب الموضوع :
قلب حائر
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ألحت شاني قائلة: " ما هي كوابيسك؟ ".
تذمرت وندي: " الظلام ".
هذا كثير جداً عليه. أخذ بيرس يتراجع خارجاً من الباب. في الواقع، بدا مذعوراً. قال بصوت قاس: " سوف أدعكما. سأكون في الأعلى . . .بعيداّ جدا حيث لا أسمعكما ".
أرادت شاني ان تناديه ليعود، لكنها علمت أنه لا يجدر بها فعل ذلك. وندي ما تزال مضغوطة بقوة بملاصقة جسدها. هل استيقظت تماماً من كابوسها، أم أن بعض أثاره ما زالت باقية عليها؟ أتراها تخشى بيرس؟ هذا ليس منطقياً. آه . . . الاستغلال؟ هذا أمر لا يحتمل أن تفكر به، لكن شاني استنشقت نفساً عميقاً، ثم ابتلعت ريقها، وقررت أنه يجدر بها أن تتصرف كراشدة هنا. إنها بحاجة لأن تتعامل مع الأمر وكأنها لا تعرف شيئاً، وهذا ما فعلته. قالت لوندي: " بيرس رحل. يمكنك أن تخبريني عن كوابيسك الآن
" أنا . . . لا ".
قررت شاني أنه آن الآوان لاستخدام بعض التسلط، فقالت: " وندي! أنا أنقذت دونالد من الثور، وسانقذك أنت أيضاً مما يرعبك. لكنني بحاجة لأن أعرف ما هي كوابيسك ".
ساد صمت مطول، ثم همست وندي: " مظلم ".
" هنالك ضوء ليلي خافت في غرفتك. أليس منيراً بما فيه الكفاية بالنسبة إليك؟ ".
منتديات ليلاس
" لكن. . .عندما أذهب إلى النوم . . .".
" هل تشعرين بالظلمة حين تذهبين إلى النوم؟ ".
قالت وندي: " الحزانة . . ".
حبست شاني أنفاسها: " أي خزانة؟ ".
" إنه يضعني داخلها. . . إنه يكرهني، لأني اخبر أمي لو ضرب الأطفال, أمي في السرير. . .إنها مريضة. وكل مرة. . .".
بدا من الواضح أن الكابوس يمزج الماضي مع الحاضر بشكل مريع. قاطعتها شاني: " أهو بيرس؟ ".
" لا . . .".
بالكاد سُمع كلامها وهي تقول همساً: " الآخر . . . ".
" رجل آخر؟ ".
" بقينا معه فترة طويلة. أمي قالت أن علينا أن نبقى معه، لأن ليس لديها مكان آخر تقصده، لذا لم أخبرها بخصوص الخزانة. كانت تغضب حين أخبرها أنه يضرب الأولاد. . . أخبرت الأطفال أنه لا بأس بذلك. أنا لم أمانع . . . ادعيت أنها لعبة، لكنها لم تكن كذلك. في أحد الليالي ضرب دونالد بقوة. . . جعل عين دونالد تتورم، فركلته. . . حبسنا كلينا في الخزانة، لكن دونالد بكى بصوت مرتفع جداً، فسمعته آبي وأخبرت أمي. نهضت أمي فصرخت وصرخت. . . أخبرها دونالد أنه كان دوماً يضعني في الخزانة، بالرغم من أنني طلبت منه ألا يفعل. بكت أمي طيلة الليل، وفي اليوم التالي وضعتنا جميعنا داخل السيارة، وقصدنا منزل بيرس.
فكرت شاني بيأس وهلع أنها ليست مؤهلة لتتعامل مع هذا الأمر. لكنها كل ما لدى وندي. بلإسثتناء بيرس، الذي يتضح أن وندي تخلط في رأسها بينه وبين صديق والدتها البغيض. فكرت ساني أنها تفعل ذلك في نومها فقط، لكنه كاف لأن يجعل بيرس عاجزاً عن مساعدتها الآن.
" وندي هذه قصة مرعبة. كيف تجرأ أن يعاملك بذلك الشكل؟ كان عليكم أن تبلغوا الشرطة ".
قررت شاني أنه لن يؤذيها لو أظهرت غضبها، فتابعت: " آه، وندي! كيف احتملت ذلك؟ كما أنه كان عليك أن تعتني بأطفال آخريت أيضاً ".
" إنه كان. . . .مظلماً ".
" ووالدتك، ألم تعلم؟ ".
منتديات ليلاس
" حاولت مرة أن أخبرها، لكنها غضبت وخرجت من السري فوقعت. هو اخبرها أنني كنت شقية، وأنه وضعني هناك لدقيقة فقط، لكنه وضعني هناك لساعات وساعات، وتكرر الأمر مرات عديدة. طيلة الليل أحياناً. إلى أن تكلم دونالد. أنا حاولت ألا أخبرها ".
همست شاني: " آه، وندي حبيبتي! آه، وندي! أيتها الشجاعة, أنت أكثر طفلة شجاعة عرفتها على الإطلاق. أنت تعلمين أن بيرس ليس مثل هذا الرجل ".
" أنا. . . .أنا أعلم ".
استنشقت شاني تفساً عميقاً، ثم أرجحت رجليها خارج السرير، ونهضت، فأضاءت النور العلوي. هذا الأمر بدا لها فجأة ذا أهمية فائقة. قالت: " تعلمين أنني أنقذت دونالد من الثور ".
أومأت وندي، وهي غير واثقة مما تبغي شاني الوصول إليه.
" وندي! أقسم لك، لو حاول أي شخص آخر أن يؤديك، فأنا سأتعامل معه تماماً مثلما تعاملت مع الثور. لا يهم من هو هذا الشخص. هل تصدقين؟ "
وضعت شاني يدها تحت ذقن وندي، وأجبرتها أن تلاقي عينيها قائلة لها: " وندي، يجدر بك أن تصدقي هذا ".
" أنا. . .أنا أصدق ".
" إذا، هل تخشين بيرس؟ "
حبست شاني أنفاسها. فكرت حتماً لا يمكن أن تكون مخطئة بخصوص شخصية بيرس. لكن هذه الطفلة تثقبها.
" أرجوك. . .! ".
همست شاني، لكنها أجبرت وجهها على أن يبقى خالياً من أية تعابير، لا ينم عن أي شيء. همست وندي: " لا ".
" لم ترعبي بدخوله الآن ".
" لا. . . أنا . . . ".
|