المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
وما زال هناك يوماً سعيد ..
فى احدى قرى محافظة الجيزة
نشأ شاب بسيط يدعى سعيد الذى توفى والده بعد ميلاده بخمسة سنوات
واهتمت امه برعايته وظلت تعمل فى المنازل من اجله.
وعندما وصل الى سن السابعة توفيت والدته لتتكفل خالته بتربيته
والتى احبته كثيراً من شدة ادبه. فقررت عدم الزواج من اجله وكانت تعمل
مدرسة وظلت تكافح من اجله. ولكن الحظ لم يحالفه فقد توفيت خالته لتتركه يتخبط
ويصارع مع الزمن وكان قد وصل الى المرحلة الثانوية وكان متفوقاً فى دراسته.
ولكنه قرر ان يترك الدراسة(فما باليد حيلة) فقرر ان يعمل كى يستطيع العيش.
فبدأ اول يوم له بعد ان ترك الدراسة ، فأستيقظ من نومه مبكراً ، ثم قام وصلى
الفجر ودعى ربه كى يرزقه بعمل يساعده على ظروف المعيشة الصعبة. خرج سعيد من
بيته يبحث عن عمل هنا وهناك وظل هكذا طوال اليوم ،ثم حل عليه الظلام وهو لم يجد عملاً. فسار فى
الشارع يفكر ويعاتب نفسه كيف انا سعيد ولم ارى يوماً سعيداً منذ ميلادى فهو يعاتب نفسه
ويتعجب وبينما هو يسير فى الشارع، واذا بشيخ كبير تبدو عليه علامات الغنى
يسير على قدميه، واذا بسيارة كادت ان تدهس هذا الرجل من شدة توهانه
ولكن بمشيئة من الله انقذه سعيد واخذه ثم جلسا على حافة الرصيف.
وبعد ان افاق الشيخ من الصدمة،سأله عن اسمه وعن سبب سيره وحيداً فى الشارع،
فحكى له سعيد قصته وكانت عيناه مليئة بالدموع وهو يروى قصته. ولكن كان يبدو شيءً غريباً
على هذا الشيخ فكان متحمساً جدا لسماع قصة سعيد وبع ان انتهى سعيد من رواية قصته.
بكى الشيخ قليلاً ثم ضحك ورفع يداه الى السماء وقال(انك على كل شىء قدير).
فتعجب سعيد ولكنه لم ينطق.فنظر اليه الشيخ ثم ابتسم،
فسأله سعيد عن سر ابتسامته! فأجاب الشيخ"لقد بعثك الله لى عوناً"
فإزداد سعيد استغراباًوتعجباً فقال له الشيخ لا تتعجب ثم وضع يده على كتفيا سعيد
وقال له" ان لى ابنة وحيدة وهى مازالت تدرس وليس لها احد غيرى
وقد تقدم السن بى وكنت افكر فى مصيرها بعدى واعرف ان الله غفوراً رحيم"
ثم صمت الشيخ قليلا واكمل الحوار وقد بعثك الله لى فهل تقبل ان تعمل عندى
فى معرض السيارات الذى امتلكه وسوف ازوجك ابنتى ولكن بشرط.
فسكت سعيد ثم قال وما هو؟ فأجابه الشيخ ان تعود الى المدرسة وتكمل تعليمك وبتفوق ....
ففرح سعيد وشكر الشيخ ثم صمت قليلاً ونظر الى الشيخ وقال له"حقاً وما زال هناك يوماً سعيد".
|