لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-11, 03:08 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

راحت تنظر اليه بتعاسة , ولم تقوى على الرد فقال لها:
" لا تقلقي لذلك , ولكنني أقول لك أنني أحسن من لو مارش , ولعلك تأخذبن هذا في الأعتبار".
" آسفة لذلك الفيلم يا جيري .... وهل صرت بدون عمل؟".
" لا , ولكنني لم أسعد بطردي من الفيلم لأن دوري فيه كان رائعا".
ولما وصلا الى كريستابل كورت سألها جيري:
" هل أنت سعيدة حقا مع لو يا فاي ؟ لا بد أن أتأكد من ذلك".
وشعرت به يتحسس دثارها المخملي , وفكرت أنه طيّب ورقيق ولكنها لم تتأثر بأعلان حبه وردت تقول:
" أنا سعيدة مع لو... أعرف أنه قاس ولكنني أفهمه".
" أيتها المجنونة الصغيرة!".
وفجأة ضمها بين ذراعيه وحاول تقبيلها , ولكنها قاومته بكل قوتها , وهي تقول :
" أنك لا تجرؤ , أنا لا أريدك , كيف تظن أنني أريدك؟".
فأرتجفت يداه وبدا على وجهه الألم وقال :
" آسف".
وتركت فاي السيارة ودخلت باب المنزل , فتنهد جيري وجلس بالسيارة ينظر الى الباب الذي أحتوى قدها الرشيق.
بقي جيري في السيارة ساكنا لبضع دقائق ثم قفز منها وقصد الباب.
ولما رنّ جرس الشقة بأصرار توترت أعصابها , وفكرت في أنه ربما أرسل لو من يخبرها شيئا عن بيل , لكن لو لا يضيع وقتا بل يتصل بها تلفونيا.
وفتحت الباب وأخذت تنظر الى جيري في دهشة وغضب وقالت :
" ماذا تريد يا جيري ؟ ألا تكف عن ملاحقتك أياي أبدا؟".
" ولكننا لم نفرغ من كل الحديث بعد , ولا يمكننا الأبتعاد بعضنا عن بعض ونصبح غريبين , فلن أسمح بذلك أبدا , أرجو أن تسمحي لي بالدخول حتى أكلمك".
وضغط بشدة على الباب ودخل الشقة , ثم أغلق الباب , وأستند بظهره عليه قائلا:
" ماذا جرى لنا ؟ لقد كنا صديقين ... ماذا قال لك لو عني حتى أصبحت ضدي؟ من حقي أن أعرف يا فاي".
منتديات ليلاس
" أنه لا يحبذ أهتمامك بي فهو زوجي".
" أنك صورة للعروس السعيدة , فوجهك شاحب وعيناك فقدتا القدرة على الأبتسام ".
ونظر اليها فوجدها ترتدي ثوبا من الصوف الخفيف رمادي اللون مطرزا برسوم لونها نبيذي على الوسط والرقبة , وبرقت فصوص الياقوت في أذنيها , كان مظهرها أنيقا يوحي بالثراء.
وأردف يقول:
" أنني أذكرك يوم ألتقينا على الشاطىء , وكنت ترتدين ثوبا للبحر .... ليموني اللون وكان شعرك معقوصا الى الخلف بشريط ليموني , فبدوت كطفلة صغيرة , وودت ساعتها أن أحملك وأهرب بك وليتني فعلت".
وأستعرضت فاي معه تلك الذكريات فأبتسمت وقالت:
" ربما كنت هربت معك حينئذ".
" وهل فاتت الفرصة الآن؟".
" لقد تزوجت لو وأنا أعرف أنه يريد دمية يلهو بها , وأنني ألوم نفسي كلما عاملني بهذه الطريقة , ولكن الوعد حق , فسأبقى معه طالما هو يريدني".
" لكن هذا ليس كافيا".
وخطا نحوها وقبض على يدها ثم قال:
"أنك خلقت كي يتباهى بك أي رجل ويمنحك صداقته , لا بد أن يجلسك في شقة فاخرة , تعالي معي يا حبيبتي سوف أعطيك البسمة والمرح , فأنني أعرف كيف أرجع الى طفولتي لنمرح سويا – تعالي معي الآن قبل فوات الأوان , وقبل أن يقتل ذلك الرجل كل ذرة من شبابك المرح".
" ولكنني أحبه".
وسحبت يديها منه وواجهته بثبات غريب أدهشه , فقال بمرارة:
" أنك أسيرة ذلك الرجل , وسوف تفيقين بعد فوات الأوان تماما مثل أينز , لقد حطمها وسوف يحطمك مثلها".
" لا أقبل كلامك هذا , فليس لك الحق أن تحط من قدر لو , فهل أنت أفضل منه؟".
" ماذا تعنين؟ وماذا قال لك لو عني؟".
" أذا كنت تصر , فقد لمح لو أن سمعتك في مستوى سمعته بالذات".
" وما هو رأيك ؟ هل تظنين أنني على شاكلته؟".
فهزت رأسها وقالت:
" لن نصل الى شيء بكلامنا هذا سوى أن يؤلم أحدنا الآخر , فأنا آسفة لعدم أمكاني حبك يا جيري , فلو يحتل قلبي في السراء والضراء , ولن أنزعه منه".
" لا يا صغيرتي , ليس من السهولة يمكان أن ننزع شخصا من قلوبنا , لا أنزعك من قلبي بسهولة , أذ تسللت فيه بوجهك الصغير وعينيك الكبيرتين , لقد ظننت أنك أحببتني يا فاي , كنت ترقصين بين يدي وكأنهما مرفأ الأمان الذي تقصدين اليه وسط العاصفة".
وخفق قلبها ومد يديه وأحتواها بينهما فأسندت رأسها على كتفه وقال لها:
" كان لا بد لنا أن نلتقي منذ زمن بعيد , يا حبيبتي فاي لا تدعي لو مارش يلحق بك ضررا , فسوف أكون قلقا عليك دائما ".
" أنه ليس بالوحش الكاسر , والآن يحسن بك أن تنصرف , فالوقت متأخر".
" ولكن ماذا نفعل؟ هل أكتفي بلمحات منك في أفتتاح الأفلام والحفلات والمطاعم؟".
" آسفة يا جيري".
وقف ينظر اليها وهو في طريقه الى الباب ثم قال لها:
" هل أنت واثقة أنك لم تطردي الرجل الجدير بك يا فاي؟".
فهزت له رأسها , ثم خرج بهدوء من الشقة.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-03-11, 04:01 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5- لعبة الهر والفأر

رجع لو متأخرا وكانت فاي ما زالت مستيقظة تنتظره , فنظر اليها وهي راقدة بين الوسائد الحمراء على الأريكة , ثم سألها:
" لماذا لم ترقدي الى فراشك؟".
" لم أشعر بالرغبة في النوم , كيف حال بيل؟ وماذا قال الطبيب ؟".
" نصح بنقله الى المستشفى , ولا أظنه سيخرج منها أبدا , بل سيموت هناك , وهو في الثالثة والثلاثين من عمره , ولم يبدأ حياته بعد , ولم ينجز أعماله وهو رجل طيب ,, فلماذا يحل به المرض؟".
" لا أدري يا لو , عندما كنت أشتغل في التمريض كانت تصادفني مثل هذه الحالات , وكنت أحزن لها , لذلك أعرف شعور الحزن واليأس الذي تعانيه , لأنك عاجز عن عمل شيء له , هذا شعور كئيب".
ثم سألته قائلة:
" هل ترغب في شرب القهوة؟".
" نعم – أرجوك".
ولما عادت بالقهوة والشطائر وجدت لو يقف قرب النافذة يحدق في ظلام الليل بقامته الطويلة وظهره العريض , فعجبت فاي من شخصيته المتناقضة , أذ عرفت اليوم أنه طرد جيري من دوره لمجرد الحقد , ولكنه الآن يقف وكله أسى , تملئه المرارة لأنه عاجز عن درء أجنحة الموت وأخيرا قالت:
" تعال كي تشرب القهوة قبل أن تبرد".
جلس لو على الأريكة بجانب فاي وقال لها:
" سوف أذهب الى أنكلترا بعد أسابيع قليلة وذلك بعد الأنتهاء من التصوير , فكريستابل يود أخراج قصة لشكسبير , ولا أخفي عليك أنني متحمس لذلك , وسوف أذهب الى سترانفورد كي أقنع واحدا من الممثلين من عزلته , ويمثل معنا".
" وماذا عن الرقابة؟".
فأبتسم يقول وهو يأكل الشطائر:
" هذه هي العقبة , ولكن كارل يمكنه تحمل الخسائر أذا أخفق الفيلم , أما أنا فسوف أشعر بالرضى لأخراجي فيلما فنيا يتكلف كثيرا ولا يدر أيرادا , ومن العجب أن قصص شكسبير بكل أثارتها لا تنجح في جذب الجمهور وتحقيق أيراد كبير , فهل تعرفين السبب؟ ذلك لأن الناس يشمئزون من الرغبة ويغلفون الجنس بكلمات أخرى مثل كلمة الحب".
" هذا لأن من طبع المرء أن يجذبه الغلاف الجميل يا لو , مثل الفتاة التي ترتدي الحرير والهدية الموضوعة في صندوق مزخرف , فالحياة تصبح لا طعم لها أذا لم تجمل".
حدّق لو في فاي وراح يضحك وفجأة سألته فاي:
" لماذا سحبت الدور من جيري كوفمان؟".
" هل علمت بذلك؟".
" قابلت جيري اليلة".
" حقا؟ وما وجهة نظره ؟ هل قال أنني طردته من الفيلم لأنه يتعقبك؟".
" أظن أنك فعلت ذلك حقدا عليه".
" ما أحسن الصورة التي لديك عني يا فاي! فكيف تطيقين البقاء معي في غرفة واحدة ؟ الواقع أنني أنا وكوفمان لم نوفق في العمل معا وهذا يضر الفيلم ,ولكنني لا أسمح للحقد أن يؤثر عليّ يا فاي , ولك أن تصدقي أو لا تصدقي ما أقول , ولن أحزن أذا أخترت ألا تصدقيني ".
منتديات ليلاس
تنهدت فاي فسمعت لو يقول:
" قوليها , يا فاي... قولي أنك أصبحت لا تحبينني".
فنظرت اليه بعينيها الزرقاوين وقالت هامسة:
" أذا أردت أن تقص جناحي وتحد من حريتي فأفعل يا لو".
" أهو الشعور بالذنب أم روح الأستشهاد تدفعك لأن تعرضي هذا العرض؟".
فحدقت فيه وقالت هامسة:
" أنني أعجب من نفسي , لماذا أحبك؟ فأنت قاس كالحديد".
وضع لو فنجان القهوة جانبا , ومد يده وقبض على رسغها وجذبها نحوه بشدة فسقطت على صدره وقال لها:
" آسف لأنني لست ذلك الفارس ذا الدرع البراق الذي كنت تتمنينه , ولكنني أحرص على أن أعاملك بالحسنى بأقصى ما بوسعي وكما لا أعامل غيرك".
وشعرت بدقات قلبه القوية , وفي هذه اللحظة بالذات تنبهت الى أنها تحمل طفله في أحشائها , وتساءلت ماذا يقول أذا أطلعته على الحقيقة الآن ؟ وكيف يتصرف يا ترى؟ هل يمنحها حنانه؟ أم يروح يتخبط لأن زواجهما المؤقت سوف ينجب طفلا؟
" فيم تفكرين؟".
فحاولت التخلص من من قبضته وقالت:
" لا شيء , أشعر بالتعب يا لو ... دعني أذهب الى الفراش".
" من برهة مضت أدعيت أنك لا تشعرين بالنعاس , ماذا بك يا حبيبتي ؟ هل أنت خائفة من أن أضغط عليك برغباتي العاطفية؟ وهل أصبحت لا تستسيغين لمساتي بعد أن ذقت لمسات كوفمان؟".
وراحت تتخلص من قبضته والألم يطل من عينيها وهي تقول :
" أنك حقير ... دعني وشأني ... دعني يا لو".
" لا بد أن أقول لك أولا وطالما أنك تعيشين تحت سقفي , لا بد أن تبتعدي عن كوفمان , أنت زوجتي ويجب أن تفعلي ما آمرك به , أتهمتني مرة أنني أشتريتك , نعم يا فاي , أشتريتك وأبتعت عواطفك , وعندما أريد أن أتمتع بتلك العواطف فسوف أفعل , علي أن أكون الوحيد الذي له الحق في ذلك".
وفجأة دفعها على الوسائد فرقدت فاي ساكنة تعيسة , ثم قال لها بسخرية:
" هل هذا أستسلام أم عدم أكتراث؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-03-11, 04:46 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وفي اليوم التالي ذهبت فاي لأستشارة الطبيب الذي أكد حقيقة الحمل , وكان الطبيب شابا ضخما أخذ ينظر اليها بود ثم سألها :
" ماذا يقلقك يا سيدة مارش؟ الأطفال مبعث سرور للناس وعندي منهم ثلاثة".
نظرت اليه متعجبة , فهو يبدو صغير السن لا يوحي بأنه متزوج .
ثم قال لها:
" عندما أكدت لك لأول مرة حقيقة حملك برقت عيناك فرحا , والآن ماذا يحزنك؟ هل تظنين أن زوجك لا يريد هذا الطفل , أنني أعرف كثيرا من الأزواج عندهم هذا الشعور الخاطىء , فهم يتوهمون أن مجيء الأطفال قد يؤدي الى أهمال زوجاتهم أياهم , أذ يحولن أهتمامهن وعطفهن الى الأطفال , هل هذا ما يقلقك يا سيدة مارش؟".
ليت الأمر بهذه البساطة , ومع ذلك ردت تقول:
" أظن أن هذه هي مشكلتي".
" أذن عودي الى المنزلي وحوّلي أهتمامك كله الى زوجك , فسوف يرغب بعد ذلك في الأطفال دائما".
ثم راح الطبيب يحدثها بأهتمام ويقول:
" يجب أن أقول لك يا سيدة مارش أن هناك نساء خلقن كي يحملن أطفالهن بسهولة ويسر , والآخريات لا يشاركنهن هذا الحظ السعيد".
" وهل أنتمي الى الزمرة الأخيرة؟".
" نعم للأسف , ويجب أن تهتمي بنفسك , فتتريضي , ولكن بدون أن ترهقي نفسك , والقليل من الرقص لا يضر , ولكن تجنبي السهر والحفلات الصاخبة والسفر المرهق , الكثيرات من النساء يمكنهن ممارسة كل هذه الأشياء بدون ضرر , ولكن أنت لن تحملينها".
فصاحت فاي تقول:
" لا تقل لي أنني سوف أصبح طريحة الفراش".
" لا أبدا , بل خذي الحياة بهدوء وسكينة , خصوصا في الأشهر الأولى من الحمل , ولا تنسي أن تحضري لزيارتي بأنتظام".
خرجت فاي مذهولة , وتذكرت بسرور أن لو لم يدعها الى الذهاب معه الى أنكلترا , فلعل الأقدار تتحالف لتبعدها عنه , فأذا طلب منها لو الآن أن تذهب معه فسوف ترفض.
منتديات ليلاس
بعد ثلاثة أسابيع مات بيل سيمانز , وبرغم أن فاي ولو كانا يتوقعان ذلك , لكن الخبر صدمهما , وحضرا الجنازة مع المئات غيرهم , كان بيل محبوبا من الجميع , وهال فاي أن ترى أناسا لا يبدو عليهم الحزن ينهارون ويبكون عندما وارى التراب نعش بيل.
أما لو فبقي متماسكا طوال مراسم الجنازة , ولكنه أنهار بعد رجوعه مع فاي الى المنزل , فدخل الغرفة وأخذ معه زجاجة الشراب وأخذ يشرب الى أن غاب عن وعيه , ولم تدهش فاي لتصرف لو , فهي تعرف أنه لن يتقبل موت بيل بسهولة , فتركته وشأنه الى أن بلغت الساعة التاسعة , ثم جهزت له القهوة ودخلت عليه فوجدته مستلقيا بعرض الفراش .... شعره مشعث... وربطة عنقه سائبة , وسترته ملقاة قرب السرير.
وضعت فاي القهوة على المنضدة قرب السرير , وجلست على حافته وأخذت رأس لو بين يديها ... ولما تشبث بها وضعت خدها على شعره وأخذت تهدهده وتقول هامسة:
" أعرف يا حبيبي شعورك , فالأألم يعتصرك لفقد شخص تحبه , أنني أعرف يا لو ذلك الشعور بالمرارة والأسى".
وبقي ساكنا بين ذراعيها لعدة دقائق ثم تنهد وأبتعد عنها وأخذ ينظر اليها بعينين محمرتين من أثر الشراب وقال لها:
" سوف أسر عندما نغادر هذا المكان , وأنني أتعجل سفرنا يا فاي".
فسألته قائلة:
" وهل تريدني معك؟".
" بكل تأكيد , وهل ظننت أنني أتركك في هذا المكان الملعون؟ أنني لست بهذه السفالة".
ثم قامت تصب القهوة , لقد قال لها الدكتور فورستر ألا تجهد نفسها بالسفر , ولكن لو محتاج اليها بشدة ولن ترفض له هذا الطلب , وخصوصا أنه الأول من نوعه في علاقاهما معا , فلقد رأت في عينيه نظرة أستجداء وهو يرفع شعره عن وجهه ويبدو وقد ذابت الصلابة عن فمه , ولكن أذا أخبرته الآن عن الطفل فسيصر على السفر وحده الى أنكلترا , فلم تقو على أخباره لأن الوحدة كانت تطل من عينيه , وهو يريدها معه فلن تقوى على مخالفته.
ذهبت فاي الى الطبيب قبل سفرها بأيام معدودة , وشرحت له ملابسات الرحلة , وبالغت في عدم تقبل لو موت صديقه بيل وقالت:
" لن أتخيله يسافر وحده".
" ولكنك تعرضين طفلك للخطر يا سيدة مارش".
" ولكننا سوف نسافر بالطائرة , وهي ليست بالرحلة الطويلة".
فقال لها بجدية:
" تقبلي نصيحتي وأبقي هنا".
هزت رأسها قائلة:
" أن لو يأتي في المرتبة الأولى!".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-03-11, 10:18 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقفت فاي تتطلع الى النافورة التي تتدفق فوق بيحيرة آفون وعلى يسارها شمخ مسرح شكسبير التذكاري الحديث , تنعكس صورته بكل بساطته المعمارية على المياه الصافية , ولكن فاي كانت تشعر فقط بالهواء البارد يلفحها وبأوراق الخريق تتساقط على قدميها.
فأرتجفت وأخذت تضم ياقة معطفها على عنقها ووجهها , طال غياب لو , فقد أقترح عليها أن تتجول في البلدة بدلا من حضور المؤتمر الممل معه في الفندق الصغير القائم في الناحية , ولكن المؤتمر الذي كان يضم رجال السينما المهتمين بقصة شكسبير الجريئة , ومعهم الممثل الذي جاء لو خصيصا كي يضمه الى الفيلم , فأشعلت لنفسها سيكارة ,ولكنها شعرت برجفة في يدنها ونتركزت على ساقيها اللتين كادتا تنثنيان تحتها , فأخذت تجذب أنفاسا عميقة من السيكارة جعلتها تسعل قليلا.
كان هذا شهر مارس آذار في أنكلترا بسحبه لبيضاء , وقد أشعر فاي بلسعة برد بعد تعودها جو هوليوود الدافىء.
وراح الهواء يطيّر شعرها وينثره على جبهتها , فلم تشعر بوقع خطوات خلفها , الى أن سمعت صوتا مألوفا يقول لها :
" أعرف مشربا للشاي حيث نجد الفطائر مصنوعة كتحف من الفن , والشاي مثل الرحيق .... هيا معي نجربهما".
فألتفتت مندهشة تحلّق في أعماق عيني جيري كوفمان.
ثم شعرت بالدفء يكتنفها ويعيد اليها الحيوية , ويجعل عينيها تبرقان بلونهما الأزرق , وهتفت تقول:
" هل هذا أنت يا جيري؟ ماذا تفعل هنا؟".
" أتمتع بمفاتن سترنورد وأشم عبير هوائها".
وأخذ يطون بنظره على وجهها بود ومحبة وأعتزاز وقال:
" لقاؤك يسعدني".
" كنت أشعر بالوحدة عندما ظهرت لي".
" تعالي معي نأكل الفطائر وسأقص عليك كل شيء".
" ولكنني أنتظر لو".
" وأين هو؟".
" أنه يعقد صفقة عمل , وعندما يناقش أعمالا سينمائية أجيء أنا في الأخير حتى أعتقد أنه نسي حضوري معه.....".
" وأنك تشعرين بالسأم والجوع".
ثم أمسك بذراعها وقال:
" تعالي معي أذن لأطعمك اللحم البقري والحلوى , فأنت تحتاجين الى اللحم البقري الأحمر والصلصة يا صغيرتي".
ومشى معها على الحشائش الى المطعم وهناك تناولا وجبة كاملة , وأثناء شرب القهوة أخبرها بالغرض من مجيئه الى أنكلترا وقال:
" أبرمت عقدا جيدا مع شركة صوفيا للأفلام , وهي شركة أوروبيى , وكنت معجبا بالأفلام التي تنتجها , والظاهر أنهم أعجبوا بي أيضا , كنت قد أصبت بالعمل في هوليوود من تمثيلي اللون نفسه من الأدوار , وسأعرف كيف أنطلق وأفرد جناحي مع شركة صوفيا".
ثم نظر اليها وأبتسم :
" أنك اليوم أجمل منك في أي يوم مضى".
ولكنها تجاهلت هذا الأطراء وقالت:
" وماذا تفعل هنا في سترانفورد؟".
" أنني هنا كي أخطف زوجة لو مارش".
" وهل جننت ؟ حسبت أنك قد تركت هذا الهراء جانبا".
" هذا ليس هراء بالنسبة لي , فأنا أحبك يا فاي وسوف أفوز بك".
" ولكن الذي أتفقنا عليه في هوليوود ما زال ساريا , أتظنينني تغيرت؟".
" سوف تتغيرين يوما ما ويبطل السحر الذي لفك به لو وأنا أود أن أكون بقربك حينذاك, ولذلك أظهر لك دائما كالمارد المسحور".
ولما رجعا الى المسرح التذكاري رأيا لو يتمشى بجانب البحيرة , فحملق لو فيها عندما أكتشف جيري وهو يمسك بيدها ويساعدها على أجتياز الطريق , وقال لها:
" أين كنت بحق الشيطان؟".
فأبتسمت له وقالت:
" شعرت بالجوع والبرد وفجأة ظهر لي جيري فأصطحبني للغداء".
" كان في أمكانك الرجوع الى الفندق أذا كنت بهذا الجوع , فمن يسمعك يقول أني أهملتك عن عمد".
ثم وجه نظرة الى جيري وقال ساخرا:
" ماذا تفعل في سترانفورد؟ هل تثقف نفسك؟".
" جئت في جولة سياحية , وقد ذهبت أمس لزيارة قلعة وورويك وهي مكان رائع يجب ألا تفوتكما زيارته".
" أشك أننا سنجد الوقت لذلك , فسوف نرجع الى لندن هذا المساء".
فسألته فاي متعجبة:
" هل نحن ذاهبان حقا؟ ظننت أننا سوف نبقى هنا لبضعة أيام أخرى".
" الأجدر بك أن تودعي صاحبك فسأسرع الى الفندق لأجري بعض الأتصالات".
ونظرت فاي الى جيري تقول:
" الوداع يا جيري , أرجو أن توفق في العمل مع شركة صوفيا".
" سوف أوفق يا صغيرتي".
ثم ذهب.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 29-03-11, 10:12 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وشعرت فاي أن الجو برد ثانية بعد ذهاب جيري بصداقته الدافئة فألتفتت الى لو قائلة:
" لماذا لا تعامل جيري بتهذيب؟".
" ولماذا يغضبك أن أعامله بهذا الأسلوب؟".
" لأنه صديقي ولا حق لك أن تسخر منه , وأذا كنت تكره جيري فلست مجبرة أنا على ذلك".
وأخذ ذراعها وأجتاز الطريق وهو يقول لها:
"أنك تشعرين بالزهو لأن جيري يتبعك الى كل مكان".
وكان في ذلك القول شيء من الحقيقة ولكنها أنكرت قائلة:
" بل حضر الى هنا كي يمثل بعض الأفلام".
" بل هو يتبعك أينما ذهبت , فقد فزت بأعجابه , ولكن عليه أن ينتظر طويلا , فأنا لست مستعدا أن أسلمك اليه الآن".
جذبت ذراعها منه وقد أحمر وجهها وقالت:
" لا داعي لأن تكون جافا معي لأن أتصالاتك لم يقدر لها النجاح".
وكانت قد شعرت بذلك عندما رأته يتمشى بجانب البحيرة وهي راجعة مع جيري , فأعتذر لها قائلا:
" آسف يا فاي , وأعتقد أنني حاقد على بروستر , فهذا الممثل لن يمثل الدور ,, فقد صرّح أن التمثيل يثير فيه الملل والآن وقد عثر على عمله الحقيقي وهو الزراعة , أتصدقين أنه يفضل أنتاج الكرنب على التمثيل؟".
وراحا ينهبان الطريق الى لندن ليلا في السيارة التي أستأجرها لو كي يذهبا الى سترانفورد , ولم يكن لو معتادا على وجود عجلة القيادة الى الجهة اليمنى كما هو الحال في السيارات الأنكليزية , فكانت السيارة تهتز فجأة في يده وتجعل فاي تشعر بالغثيان الخفيف.
وكان هذا الشعور يقلقها لأن حدوثه كان قبلا قاصرا على الصباح فقط ثم يختفي بعد ساعة , لكنه حينئذ بقي طوال اليوم يصاحبه ذلك الضعف في ساقيها.
ومالت الى الوراء وحاولت الأسترخاء حتى لا تلتفت الى قيادة لو السيارة بأستهتار , ثم قالت:
" أنك تتكلم يا لو وكأن رالف بروستر لن يمثل الدور الأول فالممثل معروف في أميركا ويمتلك الحماسة والحيوية التي قد لا توجد في غيره من الممثلين الأنكليز من مستواه".
وفجأة قال لو لفاي:
" لن أعلن خيبتي فلدي الوقت الكافي لأرجع الى سترانفورد مرة أخرى".
منتديات ليلاس
" الليلة؟".
وكانت فاي تشعر بالتعب والقلق والمرض , ولذلك تذكرت تحذير الدكتور فورستر لها بأن ذهابها الى أنكلترا سوف يعرض طفلها للخطر , ثم مدت يدها وقبضت على ذراع لو وقالت:
" ألا يمكننا المبيت في أي مكان ونرجع الى سترنفورد في الصباح؟".
" هل تشعرين بالتعب؟".
فهزت فاي رأسها بالأيجاب.
فقال لو:
" نحن قريبان من تايم فيمكنني أن أتركك في أحد فنادقها ثم أذهب بمفردي".
" أنتظر حتى الصباح يا لو!".
" أحب أن أنهي أموري متى صممت على ذلك , ولن أقبل كلمة لا من ذلك الرجل , سأذهب اليه الليلة , ولك الخيار في أن تبقي هنا أو تذهبي معي , وأختارت فاي أن تبقى لأنها شعرت بالتعب من أهتزاز السيارة , وقال لها بعد أن أطمأن عليها وهمّ بالذهاب:
" أنتظري رجوعي باكرا وقت الغداء , ولن أنسى أنني تركتك هنا".
" حسنا ألا تقبلني؟".
" وهل تريدين ذلك؟".
ولما نظرت في عينيه تأكدت أنه برغم أن مسألة بروستر كانت تشغل باله , ألا أنه لم ينس ظهور جيري فجأة في سترانفورد , ولم يزل يشك في ملابساته.
" طبعا أريدك أن تقبلني".
فضحك وجذبها اليه وأخذها بين ذراعيه , فتعلقت بعنقه , ثم قال لها :
" أنك تقبليني وكأنني ذاهب الى الحرب".
وكان لو يمزح لكنه شعر بالتأثير نفسه.
" نعم وأنني أتساءل عن السبب".
وكانت تود أن تقول له:
" لا تذهب يا لو... أرجوك ألا تتركني ". لكنها تمالكت نفسها ولم تقلها , وفجأة قال لها:
" هل أنت بخير يا طفلتي؟".
وذلك لأنه لاحظ شحوبها وضعفها وأستغرب لذلك , فقد أمضيا ثلاثة أسابيع هادئة في أنكلترا , وعاود سؤاله:
" هل أنت على ما يرام؟".
" أشعر بالتعب فقط".
" أذن أذهبي الى الفراش في وقت مبكر يا حببتي".
ثم داعب ذقنها ومضى.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
lucifer's angel, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير, قطار في الضباب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية