لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-11, 08:55 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

برقت عينا الفتاة وقالت لفاي:
" أذن أنت تفهمين ما أقول وترين فيه لمسة الطبقة العليا من الرومان , هذا الرجل قادر أن يؤلم بشدة ولكنني لن أهتم بذلك".
" وهل يرجع حكمك الى أنه رجل خارق فيبرر له ذلك الخروج عن ناموس التصرف الطبيعي؟".
وراحت الفتاة تتأمل هذا السؤال وتعجب من الجدية التي ظهرت في وجه فاي وقالت:
" أعتقد أن تسعة من عشرة من النساء يغفرن لهذا الرجل , أما العشر الأخير فيفتقر الى المشاعر القوية".
ثم أردفت الفتاة :
" هل تغفرين لهذا الرجل أخطاءه؟".
" أنني أغفرها طوال النهار ... أنه زوجي".
فأضطربت الشوكة من يد الفتاة وقالت وهي تضحك:
" لماذا تركتني أبوح لك بأسرار قلبي؟ ولكن لعلك أعتدت الآن الأستماع الى التنهدات الحاسدة التي تطلقها النساء الأخريات".
ثم أردفت:
" أنا أعتقد أنك تلك القطة التي يود ذلك القرصان الجسور أن يحملها الى كل مكان يذهب اليه , وأنني أحسدك كثيرا".
" هل هذا صحيح؟".
منتديات ليلاس
وكانت هذه الملاحظة تسعد فاي ذات يوم , لكنها اليوم تؤكد مدى أمتلاك لو لها , فهي قطته الصغيرة وهي دمية وهي قطعة من غنائمه.
وبعد العشاء تجمّع الضيوف في غرفة الأستقبال الفخمة , وهناك أعلن كريستابل مفاجأته وهي قارئة الطالع , فبدا على لو الأهتمام أذ أدار وجهه لفاي وهو جالس على ذراع مقعدها.
وكانت العرافة أمرأة مهيبة طويلة القامة في منتصف العمر , ذات عينين سوداوين براقتين وجلد أسمر , ولها وشم على خدها الأيسر , وكانت تعلّق في عنقها عقدا يتكوّن من عدد من العملات المتنوعة , وتربط رأسها بمنديل أحمر , وكانت يداها كبيرتين خشنتين جدا , جلست العرافة بجانب منضدة تقلب أوراق اللعب , وكان معظم الحاضرين قد تأثروا بهيبتها ألا لو , أذ راح يبتسم وينظر الى جسمها النحيل بعينين جريئتين.
وجلست تراقب أوراق اللعب تنساب بين أصابعها ثم رفعت رأسها فجأة فوقع نظرها على لو , وكانت سخريته الصريحة وعدم أهتمامه بها سببا في طعن كبريائها فنادته وجعلت منه فريستها الأولى , ومدّت له يدها فجأة وقالت وصوتها الأجش يرن في الغرفة كلها :
" أنك تشك في مقدرتي على قراءة الغيب , أليس كذلك أيها الشاب؟ وهل تظن أن الغيب يختفي وراء ستار كثيف لا تقوى عين الأنسان على أختراقه؟".
هز لو رأسه وقال ردا عليها:
" أنتم الدجالون لا تؤثرون عليّ أبدا".
" أذن أقترب من المنضدة وأختر ورقتين".
" أفعل ذلك لمجرد التسلية".
ثم أقترب من المنضدة وراحت المرأة تقلّب أوراق اللعب بينما النقود المعقودة حول عنقها تخشخش والنظرة التي تحدج بها لو نظرة خبيثة , وعندما أقترب منها مرت فوق وجهها تقلصات غريبة جعلت شفتها العليا تكشف عن أسنانها , وبانت في عينيها نظرة ثاقبة لمدة ثانية فقط ثم أسبلت أهدابها السوداء فغطت عينيها.
ولما وصل لو الى المنضدة أشارت اليه أن يقلب ورقتين من أوراق اللعب , ففعل بدون أكتراث وكانت الورقتان ملكا أسود وجوكر أحمر.
ثم قال لو ساخرا:
" والآن أخترقي الستار وأقرأي المستقبل أذا أمكنك ذلك".
راحت المرأة تضحك ضحكة خاوية جعلت النقود تخشخش ثانية , ثم أخذت تحرك الجوكر وتضعه بجانب الملك الأسود وتدفعه بأصبعها , وقالت وهي تغالب ضحكتها :
" في حالتك أيها الشاب , يحسن أن أدع الستار منسدلا".
ثم أشارت الى فاي وقالت لها:
" أنني أفعل ذلك لأجلك".
فقبض لو على كتفي المرأة حتى أن رأسها الداكن راح يدور وهو يصيح فيها قائلا:
" لا تحاولي أخافتها.
وساد الغرفة سكون رهيب متحفز مترقب , تركزت كل العيون على لو وعلى العرّافة , ولكن فاي كانت تشعر أن كل الأفكار تدور حولها , فأنكمشت في مقعدها وأبتهلت كي ينتهي سريعا المنظر الدائر حول المنضدة.
" ليس في قدرتي أن أخيف زوجتك , بل تكمن هذه القدرة فيك".
ثم جذبت كتفيها من قبضته , وجمعت أوراقها وراحت تقلبها ثانية ودارت بعينيها حول الغرفة قائلة:
" من منكم يأتي الى الآن ؟".
فرأت فاي الفتاة ذات الشعر الأحمر التي كانت تجلس بجانبها حول مائدة العشاء تقف وتقصد الى المنضدة.
لزمت فاي الصمت وهي عائدة بالسيارة الى المنزل , فقد كان ذلك المساء غريبا كالكابوس , والآن تشعر أن حيويتها نضبت وأن روحها خوت من كل شيء ما عدا الشعور بالتعب والخوف من المستقبل , وجلست في السيارة تنظر الى الجهة الأخرى بعيدا عن لو , وترى الشوارع تنساب بسرعة حولها فأرتجفت وراحت تمرّغ خدّها في جلد السيارة البارد لعلها تحس بالأمان , ... كانت على أهبة البكاء , فحياتها مع لو ترتكز على رمال متحركة , أذ قد يشعر بالسأم منها في أي يوم , وبرغم أنها تعرف تعاليه وغطرسته ألا أنها تخاف من مستقبل خاو بدونه , فهو يمتلك قلبها ويمتلك كذلك القدرة على تحطيمه!

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-03-11, 09:08 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تشبثت فاي بصداقة جيري بشدة , وتمسكت به تمسكها بطوق النجاة الذي أذا لم تقبض عليه فستغرق وتضيع في هذه الدنيا الغريبة التي دخلتها من أجل حب رجل لا يحبها.
وكانت من السذاجة بحيث لم تفطن الى اللغو الدائر حولهما والذي وصل الى أذن لو فجأة أثناء أحدى حفلات أوليف هادلي.
وكان جيري قد رقص مع فاي في الشرفة ثم أخذا يطلان على أنوار المدينة ويعجبان بها وحينئذ قال جيري:
" ما رأيك في النزهة بالسيارة يا فاي؟".
" لا أجرؤ على ذلك".
ولكن الحفل كان صاخبا , ودخان السكائر يملأ الغرف , صفاء الجو يغري بالقبول , وأضاف جيري:
" لو لن يفتقدك , فهو منهمك في لعب الورق".
" كم يستغرق غيابنا؟".
" لن يتعدّى نصف الساعة , تحرري من حياتك الزوجية لمرة واحدة فالكل يشيد بأخلاصك للو".
أحمر وجهها وقالت:
" تقصد أن الكل يسخر مني لأن لو يتركني في ركن منعزل بينما يلعب الورق ".
" ممكن جدا".
وخرجت فاي مع جيري وغابا أكثر من نصف الساعة بكثير , وكانت سيارة جيري الكاديلاك تطوي الأميال بسهولة ويسر , وأستمتعا بهواء الليل العليل ونجومه اللامة ولم يتنبها الى مرور الوقت , وأتخذا طريق البحر , وأخذ الهواء يحمل لهما رائحة البحر المالحة بينما سبح القمر عاليا مضيئا فوق البحر االقاتم , وأخذ راديو السيارة يبث الموسيقى الحالمة , الدنيا بدت خيالية وجعلت فاي تتحرر من الهموم والمتاعب وقال لها جيري :
" أتركي شعرك منسابا يتطاير مع النسيم".
فشعرت فاي بالأرتياح لتطاير شعرها وقالت:
" هذا رائع.... كأنني في عربة تجوب أنحاء السماء".
" يا لك من فتاة مضحكة!".
قال جيري ذلك ثم أوقف السيارة على التلة وهو صامت , وألقى برأسه على جلد السيارة وشاركته فاي الصمت وأستكانت الى دفء صداقته.
ثم أخذ جيري يتكلم عن نفسه فقال :
" هل سمعت عن جي برونكس يا فاي؟".
" سمعت عنه من الكتب والأفلام".
منتديات ليلاس
" جي برونكس يجذب المؤلفين ومخرجي الأفلام , ولكنني عشت فيه ولم أشعر بجاذبيته , فقدت أبواي وأنا صغير , وعشت على هامش حياة أسرة أيطالية فقيرة تكاد لا تقوى على أطعامي , ولما بلغت الثالثة عشرة جئت الى كاليفورنيا وعملت في بستان فاكهة , ثم حصلت على وظيفة كنت فيها أنظف غرفة للمراهنات وأقدم الشراب لروادها , وهكذا كان , وأصبحت أمتلك هذه السيارة لكنني أحيانا أشعر كأنني لا أمتلك شيئا , أنني أبلغ الثانية والثلاثين من عمري ومن ذلك الصنف من الرجال الذي يحب الأستقرار في بيت مريح مع زوجة وأطفال".
" ألم تقع في الحب أبدا؟".
" نعم , أحببت زوجة رجل آخر ... الوحدة تخيّم على من يحب أمرأة متزوجة!".
وهكذا بقيا يتحدثان لمدة ساعتين مرتا كالبرق , ثم رجعا بعد أن أنصرف جميع المدعوين ما عدا لو.... فوجداه جالسا أمام البيانو وأصبعه ينقر عليه , أما أوليف فجلست أمام المدفأة وكان قلب فاي يدق هلعا وهي واقفة بالباب بجانب جيري , ووبرغم أن نزهة فاي مع جيري كانت بريئة تماما , ألا أن وضع لو بكتفيه العريضتين والطريقة التي كان يدخن بها سيكاره جعلا فاي تشعر بالذنب والخوف.
ثم قام لو بتراخ وسألها وهو ينظر الى شعرها المنساب:
" هل أنت مستعدة الآن للذهاب الى المنزل؟".
فتدخل جيري يقول:
" أسمع يا لو , لا تظن بنا الظنون , فقد قمنا بنزهة في السيارة".
" أية ظنون يا ترى؟".
ثم ألتفت الى أوليف.
" سوف نراك قريبا".
ثم قبض على ذراع فاي وقادها برفق من الغرفة.
ولم ينبس لو بكلمة وهما في السيارة , ولكن فاي كانت خئفة من تصرفه هذا , وتخيلت كيف واجه نظرات الشماتة عندما كفّ عن لعب الورق , وجاء يبحث عنها فلم يجدها في ركنها المنعزل , ولا بد أن أحدهم تبرع وأخبره بذهابها وهو يبتسم سعيدا بأن يقول للو المتعجرف المتعالي : يا عزيزي , تسلّلت فاي مع جيري منذ ساعات طويلة .... مع جيري الذي يمقته.
وأقلهما المصعد الى الطابق العلوي من كريتابل كورت فأرتجفت فاي, ورغم أنها كانت ليلة دافئة ألا أنها كانت تشعر ببرودة في الداخل والخارج , وفتح لو باب الشقة ولكن فاي لم تتحمل الصمت القائم بينهما فقالت:
" قل لي يا لو , ماذا تظن بي؟".
فلم يرد , وبدت فاي في هذه اللحظة جميلة رائعة ثم قالت:
" أذا كنت تريد مشاجرة لأنني ذهبت مع جيري في نزهة بريئة دعنا نتشاجر ثم نفض الخلاف".
فرد لو يقول:
" نزهة بريئة؟ وهل كانت حقيقة بريئة؟".
فبرقت عيناها وقالت:
"
أذا كنت تعني أنها غير ذلك , فأنت مخطىء وتقذفني بالأثم".
" كنت مع رجل مثل جيري كوفمان لمدة ساعتين... وأصدق أنها بريئة!".
" تجولنا في السيارة ولم نتكلم كثيرا".
" أصدق أنكما لم تتكلما كثيرا".
وفجأة أجتاح فاي الغضب , فبأي حق يتهمها لو أن جيري طارحها الغرام ألا يثق فيها؟ يعلم أنها لا تحتمل قبلات أي رجل آخر غيره ؟ أنها تتقبل عطف رجل آخر وليس ممارسة الحب معه.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 27-03-11, 10:14 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ولما أوقدت المصباح الجانبي رأت نفسها في المرآة شاحبة , وشاهدت لو يقف في الباب ويقول:
"كنت أصدقك أذا كان الشخص الذي معك غير كوفمان , ولكنني لا أصدق أنه لم يمسسك لمدة ساعتين كاملتين , أنه ليس بالرجل النبيل الذي يسيطر على تصرفاته".
" لا تصدق! ولا تقبل! أنني لا أقبل أن تتهمني بجرم لم أرتكبه!".
وتملّك الغضب فاي فأطاح بحبها له وبتحفظها وبكل شيء وقالت له:
" أنت لا يحق لك أتهامي أو أتهام جيري , فأنت ذلك الوغد الحقير الذي دفع بأينز هولدن الى حتفها".
وخطا لو نحوها بسرعة وأمسك كتفيها وسألها:
" من قال لك هذا؟".
" ثاليا فاندين منذ أسابيع".
" وهل صدقتها؟".
" هذه هي الحقيقة , أليس كذلك؟ أقرت بات بهذه الحقيقة أيضا , وأشارت ثاليا الى أنك أسأت معاملة تلك الفتاة وأنك صرحت أثناء التحقيق بأنك طردتها".
" أذن فحكمك عليّ الآن أنني وغد".
" نعم يا لو ! هذا هو حكمي عليك!".
كانت فاي تود أن تؤلمه ثم سمعته يقول:
" وماذا أذا أنكرت قصة ثاليا؟".
" ستضيّع وقتك , أذ لم أعد تلك الفتاة البلهاء التي أتيت بها الى هوليوود , فلن تخدعني مرة ثانية لأنني أعرفك جيدا".
أخذ ينظر اليها لبرهة ثم جمع ملابس نومه وقال :
" سأنام في الغرفة الأخرى هذه الليلة , لا بد أنك تفضلين ذلك".
شعرت فاي بالتعاسة , لأن لو لن يغفر لها جهرها له بالحقيقة أو معرفتها أياها , فقد بانت الدهشة في عينيه ثم الغضب عندما نطقت بأسم تلك الفتاة , ولكن كان لا بد له من أن يدرك أنها سوف تعرف القصة عاجلا أو آجلا , وخصوصا في هذه المدينة المملوءة بالشائعات , فأذا لم تسمعها من ثاليا فهناك غيرها ...
منتديات ليلاس
وأنتابها الندم لأنها لامت لو لمعاملته لأينز , وراحت تتساءل كيف يعاملها في الصباح ... هل يغفر لها؟ أم يأمرها أن تخرج من حياته؟
وكان نومها مضطربا فشعرت بالوحدة وأفتقدت ذراعي لو القويتين حولها , ولما أستيقظت كان الوقت مبكرا , ولكنها هبّت واقفة لأن نومها تتخلله الأحلام المزعجة , وقصدت المطبخ لتعد الأفطار .
وحملت الطعام الى غرفة الجلوس حيث جلس لو يقرأ الجرائد , فلم يرفع رأسه عندما وضعت فاي طبق البيض أمامه , لماذا يلزم الصمت؟ وراح يأكل طعامه ويشرب القهوة ثم أخذ يعاود قراءة الجريدة.
وشعرت فاي بالتعاسة , فأزاحت طعامها جانبا بدون أن تلمسه , وكانت في طريقها الى المطبخ عندما قال لها لو:
" لا تنسي أننا سوف نحضر الليلة أفتتاح فيلم بيل".
" هل تريدني أن أذهب معك؟".
ثم شعرت فجأة أنه وراءها وأنه يديرها حتى تواجهه ويقول:
" ليس لدي النية أن أسلب بيل سعادته لمجرد أننا تشاجرنا , فالرجل المسكين كان كريضا هذه الأسابيع الأخيرة , والليلة لها أهميتها لديه ".
" حسنا يا لو".
ثم خرج من الغرفة وصفق الباب , وبعد دقيقة سمعته يغادر الشقة.
كان مدخل السينما , حيث يعرض فيلم بيل سيمنز وعنوانه ( قمر الصيّاد) يموج بالحاضرين وتتلألأ فيه المجوهرات الثمينة تحت أنوار النيون , وأضواء عدسات التصوير , وتمتزج الطور برائحة السكائر.
ودهشت فاي وهي تدخل دار السينما مع لو وبيل سيمونز لهذا الحشد بضجيجه وبريقهم وعطورهم , وكانت فاي لا تحب هذه الأجتماعات وخصوصا هذا العرض الذي كان يصعب عليها أن تبقى حتى نهايته , وقفت متوترة بين لو وبيل تحس بالعيون الفضولية ترمق شعرها بأعجاب وقد صففته لدى أوليف هادلي على الطريقة الأغريقية , وتعجب كذلك بدثارها من القطيفة النبيذية , وكانت فاي تود أن تجري هاربة الى الظلمة في الخارج , فالكل هنا لا يتقبلها , كما لا يتقبلها لو نفسه , وفجأة قبضت يد بيل على يدها وهمس يقول:
" تخيلي نفسك في حديقة الحيوان وأن الحاضرين مجرد حيوانات تستعرض نفسها أمامك , أنظري هذه النمرة ذات الثوب الليموني وفراءالسمور الثمين , أنها تبدو كأنها لم تتناول عشاءها , وهذه الببغاء في ثوبها الأخضر الزمردي , وهذا السنجاب اللذيذ بأنفه المرفوع وعينيه المستديرتين !".
فضحكت فاي ونظرت الى بيل شاكرة , وكان يبدو على وجهه الأرهاق والتعب , فأعتصر الحزن قلبها وسألته قائلة:
" هل أنت بخير يا بيل؟".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 28-03-11, 02:09 AM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 158726
المشاركات: 436
الجنس أنثى
معدل التقييم: سومه كاتمة الاسرار عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 95

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سومه كاتمة الاسرار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

تسلمين ياقمر على هالاجزاء الرائعه منتظرين التكمله بشووووووووووق دومتى بود

 
 

 

عرض البوم صور سومه كاتمة الاسرار   رد مع اقتباس
قديم 28-03-11, 02:32 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وكان الفيلم قصة نفسية مثيرة ذات أخراج بديع وتمثيل بارع , وبذا كانت قادرة على الأستيلاء على حواس فاي كلها , لولا أن عقلها كان مشتتا لحالة بيل أذ كانت عيناه تبرقان من تأثير الشراب , وعندما ألتفت اليها ليحدثها مرة مست يده ذراعها عفوا فشعرت بسخونتها وجفافها , وراحت تراقبه خلسة , فلما ترك مقعده في منتصف الفيلم ألتفتت الى لو , وقالت له هامسة:
" لا أظن أن بيل بخير , لقد خرج لتوه".
فتبعاه ووجداه جالسا على أحد المقاعد في المدخل وهو يجاهد كي يتنفس , فخرج لو مسرعا كي يحضر سيارة , فقابله الجمهور الذي جاء كي يشاهد نجوم الشاشة وهم يدخلون ذلك العرض , وراحت النظرات تلاحقه ولكنه لم يشعر بأحد أذ أستحوذ عليه منظر بيل وهو مستند على فاي في شبه غيبوبة , ولما ركبا السيارة قال بيل معتذرا:
" كان يجب ألا تتركا الفيلم".
فرد لو يقول:
" ليذهب الفيلم الى الجحيم!".
وراح يراقبه فوجد العرق يكسو وجهه , وفتحتي أنفه بيضاوين كالشمع متوترين من الألم , ولما وصلا الى شقة بيل أتصل لو بطبيبه ولكن بيل أحتج يقول:
" أنك تبالغ في الأمور , فأني أعاني من هذه الأزمات كثيرا , ولكنها تمر بسلام".
أخذت فاي تحل بعناية ربطة عنقه , فأبتسم أبتسامة واهية , ثم سألته:
" أين الدواء ؟".
" في خزانة الدواء على الرف العلوي في الحمام".
فهرعت الى الحمام , وبينما كانت تمد يدها الى الرف العلوي أنتابها حالة دوار مخيف , فأتكأت على الحائط وراحت تتنفس بعمق وببطء وتغالب ضعفها بكل ما بقي لديها من قوة , ومرت بضع دقائق قبل أن تفيق وتشعر ببرودة الحائط تحت يديها وبسرعة دقات قلبها , وقفت كتمثال من الجمر فقد أصبح الشك الذي كان يراودها منذ أسبوعين مضت حقيقة واضحة , أذ أنها تنتظر مولودا ,ولما رجعت بالدواء الى بيل كانت شاحبة لكنها متماسكة , فأخذت تعنى به وتزيح شعره الأشقر عن وجهه المبتل بالعرق وسألته:
" هل تشعر بتحسن؟".
فأجابها قائلا:
" نعم , أن لك يدين باردتين مريحتين , وفي المثل يقولون : اليد الباردة تصاحب القلب الدافىء , لو رجل محظوظ فهل هو مقدر لذلك؟".
منتديات ليلاس
أرتفع الدم الى وجهها , وكان لو مستريحا وقد سكب لنفسه كأسا من الشراب , وكانت وسامته والصحة البادية عليه ولونه الأسمر على النقيض من مظهر بيل , الذي أحالته الحمى الى شيء واهن , ثم أبتسم بيل وقال :
" أنك بادي الصحة يا لو حتى أشعر بجانبك كأنني أمرأة عجوز ضعيفة البنية".
" الله له أحكام لا نفهمها , يضع الألم والمرض في بدنك ويجعلني مليئا بالصحة , ليتني أقدر أن أهبك حياتي".
" هراء يا لو , أنني لا أشعر بالمرارة وأنت لا يجب أن تشعر بها".
" تقول مرارة ؟ أنني ألعن الحظ العاثر لما فعله بك , فالحياة تصبح سقيمة عندما تخلو من كل شيء طيب".
" هذه فلسفة قاسية يا لو , فبعضنا طيب والبعض سيء وبعضنا ضعيف والآخر قوي , واللله يختار من كل هذه الأنواع , وأنني لا أقبل مناقشة حكمته , بل أبارك قوتك يا لو وأشكر الله لكل هذه السعادة التي تدخل حياتك , فتتحمل التعاسة أذا صادفتك".
وعندما وصل الطبيب نصح لو فاي أن ترجع الى المنزل قائلا:
" يبدو عليك الأرهاق ,وسأبقى أنا هنا حتى يتحسن بيل قليلا , هل لديك نقود كافية للعودة؟".
" نعم يا لو".
مشت فاي الى الناصية لتجد سيارة , وفجأة رأت الكاديلاك تقف أمامها , ووجه جيري كوفمان الباسم الذي يشبه وجه الصبي يطالعها ويقول لها:
" هاللو يا صغيرتي , هل أوصلك الى المنزل؟".
فنظرت فاي اليه بعدم أرتياح فبالأمس القريب كان جيري أعز صديق لها , ولكن الآن وقد فسّر لو هذه الصداقة تفسيرا أحالها الى متهمة , لم تعد ترضى عن تلك الصداقة ثم سمعته يقول:
" لدينا ما نناقشه ".
" كيف عرفت أني هنا؟".
" حضرت حفل الأفتتاح, وأذ رأيتك تغادرين المكان مع لو وبيل تبعتكم وأنتظرت هنا كي أحظى برؤيتك".
" لا أجرؤ أن أركب معك يا جيري".
فغابت الأبتسامة من وجهه وقال:
" هل آلمك لو أيضا يا فاي؟".
" ماذا تعني؟".
" طردني من تمثيل فيلم ذرة في المدينة".
" لا تقل هذا يا جيري".
" والآن هل تريدين الركوب معي؟".
هزت له رأسها بالمواففقة فمد يده ثم جذبها الى السيارة بجانبه وقال :
" فكرت أن أتجنبك يا فاي ولكن عندما رأيتك اليوم في العرض الأول أنهارت كل قراراتي الطيبة , فأنا أحبك يا صغيرتي منذ أسابيع".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
lucifer's angel, روايات, روايات مترجمة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, عبير, violet winspear, فيوليت وينسبير, قطار في الضباب
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية