لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-07-10, 08:33 AM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



صباحكم ورد وياحياكم الله


سعيدة جدا فيكم وفي كل حرف تخطه أناملكم الغالية الله لا يحرمني منكم جميع


.


.



بنات سامحوني بس سبق وقلت الرواية حصرية على ليلاس وما أحلل أبد نقلها للنشر في المنتديات


لكن اللي تبي تنسخها لنفسها ما أمانع حياها الله


ومن هنا أقول كان فيه وحدة غالية بعثت لي خاص من زمان تبي نقلها لمنتدى ثان


لكن هالغالية معطلة خاصية الرسائل عندها فما قدرت أرد عليها


ولها بعد أقول سامحيني يالغالية.. ما يهون علي أردك ولا يهون علي أرد أي وحدة منكم


بس هذا شيء قررته من البداية وذكرت أسبابي


.


.


عبدالله وأخطائه المتكررة رغم شخصيته المتميزة


هذا شيء أنا قصدته تماما


أردت أن أؤكد أن الأخطاء لا يرتكبها فقط أصحاب الشخصيات السيئة أو الطيش


فالأخطاء قد يرتكبها المتدين والعقلاني والحساس لأبعد الحدود


فكلمة واحدة تقصد بها شيئا قد تُفهم شيئا آخر وتُشنق على مشانقها


تصرف واحد غير مدروس سيؤدي بك لسلسلة من الأخطاء الجسيمة


لذا لابد أن نكون حذرين قبل أن نتكلم.. قبل أن نتصرف


وحينما يحدث القول أو التصرف يجب أن تكون مستعدا لكل العواقب


هنا المغزى.. !!


وهذا هو بالفعل مدار بين الأمس واليوم كما سبق وذكرت في بداية الجزء الأول من الرواية..


.


.


فيه ناس توقعوا إن ردة فعل أبو صالح تكون أقوى شوي


بينما أنا قصدتها كذا.. شخصية مثله ما تظهر انفعالاتها بسهولة


لو أنا خليته ينفعل ويصارخ ويصيح ما يكون أبو صالح اللي من البداية رسمت له سمة الجلال والرزانة والمهابة


أنا حريصة جدا على رسم مسارات الشخصيات بحيث إن كل شخصية تعبر عن نفسها


لكن لأن من يقرأون متعددو المشارب والأذواق فلازم يصير خلاف في وجهات النظر


وكل الاختلافات على رأسي


وعلى العموم تونا في ردة فعل أبو صالح ماخلصناها بعد ومطولين معها


.


.


يالله مع الجزء السادس والثلاثون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.


.




بين الأمس واليوم/ الجزء السادس والثلاثون






" عبدالله.. عبدالله.. عبدالله "



منذ بدأت تستعيد وعيها وهي لا تهمس بشيء عدا اسمه.. أنين..زفرات.. حسرات.. نزيف..


لم يكن مجرد اسم يُنادى.. كان شيئا فوق النداء وكل تصوارته..


لم تكن مجرد "أحرف" كونت "اسما" .. كانت أحرف "ألم" كونت "فجيعة"..


كانت روحها تذوب مع همسات الاسم الذي تنزفه روحها اشتياقا وفقدا.. الاسم الذي لا يرد عليها صاحبه..




" أين هو؟؟


ألم يقولوا أنه عاد من بعد الموت؟؟


ما باله لا يجبيني؟؟.. هل أصابكِ الجنون يا صافية؟؟


هل أصابكِ الخرف؟؟


هل تخيلتِ كل هذه الحكاية؟؟


الأموات لا يعودون.. لا يعودون"



ومع ذلك.. حتى وهي تظن أنها تخيلت ذلك.. لم تتوقف عن مناداته.. فالأمل أُطلق في قلبها.. اُطلق في قلب أم




" أنا رايح البيت.. خلوه يجيها"


هتف أبو صالح بحزم بذلك وهو يقف موجها الحديث للأربعة المتواجدين قريبا منه.. فهد وهزاع وعالية ونايف...


بينما كانت نجلاء تجلس في الزاوية ملتفة بعباءتها.. وغارقة في حزن شفاف لحال أم صالح.. وصدمة غامرة لعودة عبدالله..



عالية أمسكت بذراع والدها وهي تمسح وجهها الذي احمر لكثرة ماذرفت من دموع اليوم:


يبه وش ذا القسوة اللي عندك؟؟


ما تبي تشوف عبدالله؟؟ لو مهما كان اللي سواه مزعلك.. المسامح كريم


تكفى يبه.. عبدالله جاه ما كفاه.. تكفى تسامحه..



أبو صالح نفض يدها من يده بحدة.. بينما عالية تراجعت مذهولة من تصرف والدها الذي تعرفه مولعا بها لأبعد حد..


وهتف بحزم بالغ: ماحد منكم يتدخل في اللي ماله فيه شغل.. أخيكم بصركم فيه.. مارديتكم منه..


بس أنا ما حد منكم يهقى أنه بيمشي شوره علي



كان أبو صالح على وشك الخروج حينما تفاجئوا جميعا بالإعصار الذي اقتحم عليهم الغرفة وصالح يحاول اللحاق به..



عبدالله حينما اقتحم الغرفة لم يكن يبصر أي شيء فيها سوى المرأة المسجاة بالدثار الأبيض.. وقف للحظة وأنفاسه تعلو وتهبط بصوت مسموع..


وقف للحظة يملأ عينيه من محياها.. وكأنه يريد أن يعوض آلاف اللحظات التي مرت وهو يحلم بلثم هذا المحيا فلا يجد إلا سرابا


آلاف اللحظات التي مد يديه ليحتضنها فاحتضن خيالا شاردا مرا


آلاف اللحظات التي حلم فيها بعبق رائحتها ودفء أحضانها واختلاف حنانها.. فلم يجدا إلا صقيعا ومرارة وقسوة..



انتفض من أفكار الخيال ليغترف من الحقيقة.. لينكب على قدميها يقبلهما..


فتسقط غترته عند قدميها وهو يغمرها بقبلاته المشتاقة الموجوعة


وهي حينما شعرت بحرارة أنفاسه المختلفة على قدميها مدت يدها اليمين وهي تهمس بصوت مبحوح متقطع: عبدالله جيت؟؟



التقط يدها مقبلا مختنقا.. لينتقل لجبينها ووجهها وكتفيها وهو يهمس في أذنها باختناق:


جيت يالغالية.. جيت جعل يومي قبل يومش..


كذا تروعيني عليش.. توني ما كحلت عيني بشوفتش..



مدت يدها لتمسح خده وهي تهمس بصوت أثقلته العبرات.. صوت أرواه الحزن: صدق أنك عبدالله؟؟



عاود تناول كفها من خده لينثر في باطنها وظاهرها مزيدا من قبلاته المغرقة في الاشتياق والوجع


ثم نقل أنامله ليمسح قطرات انهمرت من عينيها: طالبش ما تبكين.. والله أني عبدالله.. جعل عبدالله فدا لخطاوي أرجيلش..



لم تستطع منع نفسها من البكاء: البكا يأمك قد بكيته وبكيته لين مل مني..



مدت يدها السليمة لتحتضن رأسه بارتعاش .. وتقربه هي منها لتطبع على خده قبلة واحدة مبللة بدموعها مثقلة بالنشيج والأنين..


تشعر أن كل هذا كثير عليها.. ابن يعود من خلف الموت بعد أن تجرعت طيلة سنوات ألم فقده


يعود بعد أن أشبعت الأيام بصدى بكائها الذي تردد في روحها ونخر عظامها كسوس لا يرحم..


يعود بعد أن ذوت الروح لفقده وهو عريس جديد ترك خلفه يتيما كلما رأته تجدد جرح قلبها الذي لا يندمل..




فترة مضت والاثنان على هذا الحال بين نشيج وأنين واحتضانات لم يشعرا فيهما بأحد..


رغم العيون العديدة التي احتضنت المشهد.. ورغم تعالي نشيج عالية بوضوح



وهناك شخص كان يقف.. كان سيغادر.. وأراد أن يغادر..


ولكنه رغما عنه.. وبقوة تفوق صلابته التي لطالما عُرف بأنها لا حد لها.. لم يستطع أن يغادر!!


قدماه مغروستان في الأرض.. وعيناه تنهشان بجوع مرير كل تفصيل صغير من تفاصيل العائد من خلف الغياب..


تفاصيل ربما لم يلحظها سواه.. جرح صغير غائر بقرب صدغه اليمين..


سمات مهابة متزايدة جللت وجهه الذي أُشبع من تفاصيل الحزن..


وما لاحظه سواه -وآلمه هو رغم الإنكار- شعيرات شيب تزايدت في عارضين كانا كسواد ليل بهيم..



" أكانت روحه تشيب كروحي؟!!


أ كان يشاركني حزنا لم نستطع إظهاره سوى ببياض شعيرات عكست سواد أيامنا؟!!


أ كان هذا البياض هو بياض أعين ذرفت الدموع حتى شاخت؟!!


أم هو وجع شق الروح وما استطاع الظهور سوى بشق طريقه بشعيرات بيضاء؟؟


لا.. لا.. هو ارتحل.. وهان عليه كل شيء..


ألقى بكل شيء خلفه.. وطنه وأهله.. وحتى سمعته


لم يهمه أي شيء..


وأنا كذلك لن يهمني أي شيء"



هكذا كان يفكر وهو ينظر لعبدالله وأمه ويذهب به التفكير فلا ينتبه أن عبدالله وقف واتجه ناحيته..


وقبل أن يتصرف كان عبدالله ينكب على يده مقبلا وهو يهتف برجاء عميق موجوع مستميت..


رجاء الهالك عطشا لقطرة الماء الأخيرة.. رجاء المختنق لنسمات الهواء المتبقية:


طالبك تسامحني.. أنا حاضر للي تبيه يبه.. بس سامحني جعلني فداك..طالبك




ارتعشت أعماقه حتى آخر خلية وهو يشعر بأنفاسه على يده.. ولكن هذه الرعشة لم تتجاوز الروح لبنية الطود العظيم وهو ينتزع يده بحدة..


ويترك الغرفة مغادرا دون أن يتفوه بكلمة..




عبدالله وقف يغتاله حزن عميق أفسد فرحة كانت بذاتها مبتورة من كل ناحية..



" أنت شغال أفلام هندية أول شيء مع أختي ثم مع نسيبي..


والخال المسكين ماله من الحب جانب.. وإلا عشاني صبي يتيم نسيتوني؟!!"



عبدالله يلتفت لنايف وابتسامة شفافة تتسلسل لروحه وهو يحتضنه بعمق دافئ شاسع: المنسي غيرك ياخال.. ماكثروا جداني الخوال عشان ننساك..



نايف بتأثر عميق: يوم قالوا لي أنك حي.. ماصدقت لين شفت بعيني.. الحمدلله على سلامتك..


وترا عشاك أول ما تشالى أم صالح عندي.. بأعزم هل الدوحة كلهم..



صالح مقاطعا: مالك لوا ياخال... حن نبي نسوي لعبدالله عشا كبير أول.. بس خل نضبط الأوضاع... وانت عقب بصرك أنت وإياه..



أم صالح قاطعت سيل الحلف الذي بدأ بين الأنهمار.. وهي تشير بيدها وتهمس بضعف: عبدالله تعال اقعد جنبي يأمك..



عبدالله سحب مقعدا وجلس جوارها وهو يحتضن يدها بين كفيه..


حينها همست نجلاء التي كانت تجلس في الزاوية البعيدة بصوت مبحوح بدا أثر البكاء فيه واضحا: الحمدلله على سلامتك يأبو حسن..



عبدالله دون يلتفت رد عليها بنبرة احترام أخوية عميقة: الله يسلمش يأم خالد.. بشريني منش..



بعد انتهاء السلامات المتأثرة فعلا بين الطرفين.. عاود عبدالله الانتباه بكل مشاعره مع أمه يحادثها حينا ويقبلها حينا.. وهي تستمع ودموعها تأبى التوقف..


بينما صالح أشار لنجلاء أن تخرج حتى يوصلها للبيت....



بعد حوالي ساعة..


فهد الذي أنهى اتصالا التفت للمتواجدين جميعا: يا الله يا شباب... خلونا نطلع عبدالرحمن جايب أم حسن تشوف أمي..



الشباب الثلاثة فهد وهزاع ونايف نهضوا بتلقائية ليغادروا وهم يسألون عالية إن كانت تحتاج أي شيء لها أو لوالدتها بما أنها هي من ستنام مع والدتها..


ولكن الشاب الرابع كانت مشاعره أبعد ما تكون عن التلقائية والعفوية..


كانت غاية في التعقيد والالتباس وهو يريد أن يخرج قبلهم.. لا يريد حتى أن يكون معها في نفس الطابق.. لن يحتمل إحساسه بقربها أبدا..


وأكثر ما يؤذيه في الصميم ويجرحه أنها أصبحت لرجل آخر وحتى تفكيره بها لا يحل له ولا يجوز..


ولكن والدته لم تسمح له بالمغادرة وهي تتشبث به بقوة.. عبدالله همس لها بحنان: يمه فكيني بأروح شوي وبأرجع عليش.. بتجيكم مرة..



أم صالح همست له برجاء عميق بصوتها المبحوح: يأمك مابه حد غريب.هذي أم ولدك..أحذفها بالسلام.. واكيد مهيب مبطية.. بتسلم وتروح..


طالبتك ماتروح...



عبدالله أشار لعالية بعينيه (أنقذيني).. عالية همست لأمها بحنان: يمه خلي عبدالله يروح لين تروح جوزا.. مهوب رايح مكان.. قريب منا.. وبيرجع علينا



عاجزين عن فهمها وهي عاجزة عن إطلاق إساره.. لم تطمئن روحها بعد أنه عاد إليها..فكيف يريدونها أن تتركه؟؟..


حتى يختفي مرة أخرى.. حتى لا يعود لها؟؟



همست حينها أم صالح بتصميم رغم إرهاق صوتها المنهك:


خلاص ما يبي يواجه جوزا.. كلميها تعذري منها وقولي لها ترجع يوم ثاني دامه يبي يفشلني..


عبدالله الليلة مهوب مفارقني شبر..



عالية بجزع: يمه وش أكلم جوزا وأقول لها لا تجي.. المرة صارت تحت.. وجايه متعنية ذا الحزة



عبدالله حينها هتف بحزم وهو يقبل يد أمه: ما يصير إلا اللي يرضيش.. أنا الليلة عندش ما أنا مفارقش مكان..



أم صالح شدت على يد عبدالله وهمست بألم عميق: تكفيني السنين اللي أنت فارقتني فيها.. مستكثر علي ذا الليلة؟؟



بعد دقائق كان باب الغرفة يُطرق بخفة..


جوزاء كانت متأكدة أن من مع أم صالح عالية وربما بعض شقيقاتها أو نجلاء.. لذا فتحت الباب ودخلت بهدوء لا يحركها سوى رغبتها الصادقة بالاطمئنان على أم صالح..



جوزاء رفعت طرف الشيلة عن عينيها حتى تنظر.. لتفجع بكل وحشية بالجالس جوار أمه..


تأخرت خطوة وكانت تتمنى لو تهرب ملايين الخطوات!!


تأخرت خطوة وهي تتمنى لو كان بينهما كل قارات العالم ومساحاته الشاسعة!!


تأخرت خطوة وهي تشعر أن جدران الغرفة تتقارب لتطبق على صدرها.. وتسحقه..



هو لم يرفع بصره مطلقا إليها.. رغم أنه روحه كانت تذوي وهي تطالبه بمجرد نظرة.. نظرة واحدة..


ولكنه لم يستجب وعيناه مثبتتان على يد والدته التي تمسك بيده..



وهي شعرت باختناق محرق وكأنها القيت وسط نار مستعرة عاجزة عن التنفس وأطرافها تذوب من حرارة النار والكراهية التي لا حدود لها..


إن كان هو لم ينظر.. فهي نظرت ونظرت ونظرت وهي تشعر بكراهيتها له تتجسد وتتجسد وتتجسد لتتحول إلى غول ضخم يوشك على الانقضاض والتدمير..



"مازال كما هو.. وسيما متفاخرا.. شعيرات بيضاء زادته وسامة وتفاخرا


بينما أنا ازددت بشاعة وقبحا


هو لم يتغير .. بينما أنا تحولت بفضله إلى مخلوق بشع شكلا ومضمونا"



ضمت قبضتها بقوة.. وأظافرها تنغرس في باطن كفها..كانت تود أن تصفعه وتصفعه وتصفعه حتى تطفئ بعضا من نيرانها المتأججة..


أو على الأقل أضعف الإيمان تمنت لو تهرب من هذا المكان الضيق الذي جمعهما..


ولكن بما أنها لا تستطيع فعل أحد الأمرين


فأقل ما تستطيعه أن تشعره أنه غير ذا أهمية بالنسبة لها.. وانه لم يحرك في داخلها أي ذرة إحساس.. لأنه مخلوق لا وجود له بالنسبة لها


مجرد هباء... هو لا شيء.. لا شيء أبدا..


كل هذا التفكير كان في مجرد ثوان.. وهي تشد لها نفسا عميقا بعده.. وتهمس بثقة غامرة وإن كانت مصطنعة : السلام عليكم..



عالية تقف لتسلم عليها وهي ترحب بها.. بينما جوزاء دارت من ناحية السرير الأخرى.. وقبلت كتف أم صالح..


لم تقترب من رأسها حتى تبتعد عنه قدر الإمكان..


وهمست لها من قرب: الحمد لله على سلامتش يمه.. خطاش الشر..جعلها سلامة طويلة يارب.. وأجر وعافية..



همست لها بصوت خافت.. همسات مزقت هذا الصامت المنحني بنظراته على يد والدته..


همساتها كانت قريبة.. دافئة.. حانية..


رغما عنه.. صبت في النقطة الأعمق في روحه لترتعش هذه الروح المرهقة..


سيجن شوقا لها ولهمساتها.. سيجن!!



"يا الله أي عاشق متيم مجنون أنا؟!


أ هكذا هو العشق بكل حالاته.. أم هذه حالة خاصة بي تلبستني شياطينها؟؟


حالة خاصة بي هي عقوبة رب العالمين لي على كل مافعلته!!"



همست لها أم صالح بضعف: الشر ما يجيش.. ما كان تعنيتي يامش ذا الحزة وخليتي حسن.. أنا مافيني إلا العافية



جوزاء همست بحياد وهي تبتعد لتقف بجوار عالية: حسن عند جدته وخالته.. وما أقدر أدري أنش تعبانة وما أجيش.. أنتي مع كل شيء صار أمي..



شددت النبر على عبارة (كل شيء صار) تشديدا لم يفهم مقصدها منه سواه..



همست أم صالح لعبدالله: سلّم على أم حسن يأبو حسن..



عبدالله هتف بهدوء يختلف عن أعاصير جوفه ودون أن يرفع بصره: أبيها تخلص سلام عليش أول..


مساش الله بالخير يأم حسن..



جوزاء تمنت ألا ترد عليه.. أن تخرج خارج المستشفى بكامله في هذه اللحظة.. ولكنها لم ترد أن تشعره بتأثيره المرعب عليها.. وإحساس مر بالكراهية والبعض والحقد يتصاعد في روحها حتى خنقها


(يسلم كنه ما سوى فيني شيء


يمسيني بالخير.. والخير ودعته مع شوفة وجهه)



ورغم كل مرارة مشاعرها المعقدة النارية..همست بهدوء يشابه هدوءه الملغوم: الله يمسيك بالنور.. والحمدلله على السلامة..


ما هقيت أن أمريكا تقوم حتى الميتين من قبورهم يأبو خالد ..



رغما أنها فلتت العبارة الأخيرة.. لم تستطع منعها..خصوصا وهي تشدد النبر على ختام العبارة.. وعلى (أبو خالد) وكأنه توصل له رسالة ما وهي تناديه بكنيته القديمة باسم والده.. وكأنها تريد إبعاده عن ابنها.. فهو لا يستحق أن يكنى بأبي حسن.. لأن حسن ابنها هي!!


وماهمها في الموضوع هما أم صالح وعالية فقط.. وخصوصا أن الاستياء ظهر في وجيهما واضحا



عبدالله أجابها ببرود: الله سبحانه إذا بغى رد الميتين.. ورد حقوقهم عليهم بعد..يأم حسن



هذه المرة هو من قصد أن يوصل لها رسالة واضحة.. وصلت لها بكامل الوضوح لترتعش رغما عنها


(الحيوان النذل.. يهددني بولدي... الحين صار له حقوق عندي..


لو أدري إنه عند أمه.. والله ما أجي)



جوزاء مالت على أذن أم صالح وهمست لها بخفوت شديد فلم يسمع صوتها سواها.. همست لها ببضع عبارات.. ثم سلمت على عالية وغادرت..



حينما غادرت همست عالية بضيق: ما تخلي طبعها الشين.. هي وقط الكلام على غير سنع..



همست لها أم صالح بحزم رغم ضعفها: أنتي آخر من يتكلم عن قط الكلام على غير سنع.. وجوزا ما تجيبين طاريها إلا بالزينة..


يوم بغيت أموت عقب خبر عبدالله.. ماحد قام بي غيرها... والله لو أنتي اللي عندي ما تسوين سواتها.. وجميلها فوق رأسي لين أموت..



عالية تقف لتقبل جبين والدتها وتهمس بعمق: وأنتي تدرين زين أني عمري ما عتبت على كلمة تقولها..


بالعكس أشوف أحيانا إن كلمتها اللي تقطها كلمة حق.. وأنا عمري ما كرهت الحق


لكن هي شايفتنا فرحانين برجعة عبدالله.. مالها سنع ذا الكلمة.. كان كتمتها في نفسها..




" يمه هي وش قالت لش يوم جات تطلع؟؟" عبدالله الغارق في أفكاره قاطع الجدل الدائر بتساؤله..



همست أم صالح بحزم بصوتها المنهك: كلام مالك فيه لزوم..



عبدالله برجاء: هي أمنتش ما تقولينه؟؟..



أم صالح باستغراب من سؤاله: لا..



عبدالله برجاء حازم: زين أنا أمنتش بالله تقولينه لي..



حينها أشارت له أن يقترب منها وهمست في أذنه بتأثر وهي تشد على يده: قالت لي يمه لا تزعلين مني طالبتش.. ما قصدت أحزنش.. بس أنا مجروحة منه.. مجروحة منه واجد..






***********************************







" يبه.. أبي أشورك في سالفة؟؟"



أبو غانم يلتفت لغانم: قول.. وش عندك؟؟



غانم يهتف بهدوء مدروس: عشان الرجّال اللي قلت لك عنه أنت وعمي


اللي يشبه عبدالله



أبو غانم بتوجس: وش فيه؟؟



غانم بذات الهدوء المدروس: أنا قلت عند عمي يشبه عبدالله.. بس لك أقول أني متأكد إنه عبدالله..



أبو غانم صمت لثانية ثم همس بنفس مبحوح والعبارة تتقطع: متأكد يأبيك؟؟



غانم بثقة: متأكد مية في المية..



أبو غانم شعر بألم عميق في قلبه والصدمة تثقل عليه بشفافية مذهلة.. ليهتف بعدها بسعادة حازمة:


أجل رحلتك اللي بتروح فيها احجز لي معك...أبي أشوفه بعيني..



حينها ابتسم غانم وهو يرتاح لتقبل والده للأمر ويربت على يد والده ويهتف بمودة دافئة: أجل قم أنا وإياك نتحمد لام صالح السلامة ونشوفه عندها..






************************************








" يبه أقدر أدخل؟؟"



صوت صالح يرتفع من خلال الباب الموارب.. ليرد عليه والده بصوته الحازم الذي يتبدى في ثناياه إرهاق عميق: تعال يأبو خالد..



صالح دخل بهدوء ليجلس بجوار والده الذي كان يجلس على طرف سريره.. هتف أبو صالح بحزم قبل أن يتكلم صالح: شوف عندك حكي غير أخيك قوله.. ماعندك توكل على الله..



صالح برجاء عميق: يبه ما يصير كذا.. موضوع مثل مثل ذا ما ينوخذ بالعصبية.. لازم تأخذ وتعطي فيه..



أبو صالح بنفس الحزم: صالح اقصر الحكي.. وتوكل على الله



صالح بنبرة رجاء أعمق: يبه شوف أمي وش صار لها.. هذي الحمدلله عدت على خير.. بس الدكتور يقول إنها ماراح تحمل جلطة ثانية



حينها شعر رغم عنه بالألم.. فهذه شريكة العمر كله: وأمك ما رديتها منه.. تشوفه مثل ما تبي.. بس أنا ماني بمجبور..



صالح يعلم أن والدته ستشكل نقطة ضغط قوية: زين يبه.. ويوم تشوفك طارد ولدها ومانعه من البيت ظنك إن ذا الشيء مهوب مأثر على صحتها..



أبو صالح بنبرة قاطعة.. لا يريد أن يتحدث.. متعب أكثر منهم جميعا: صالح قم عاد النفس عليك طيبة... فارقني في السعة..



صالح تنهد وهو يقف ويخرج ليغلق الباب خلفه ويترك خلفه هما كالجبال يُطبق على روح الشيخ المغموسة في حتى نهاياتها في هم مصفى


لا يستطيع انتزاع صورته اليوم من باله.. وهو مثقل بوجع الغربة ويبدو كما لو كان كبر سنوات كثيرة


كان الهم يتجلى واضحا من كل تقاطيعه.. لا يستطيع انتزاع هذه الصورة من خياله.. لا يستطيع!!


.


.


حين دخل صالح غرفته وجد نجلاء تصلي..ألقى غترته وجلس على الأريكة وهو يغمض عينيه ويسند رأسه للخلف..


بعد دقائق شعر بأناملها الحانية الناعمة تدلك جانبي رأسه.. وهمسها الرقيق : هونها تهون يأبو خالد..



رد عليها بصوت مرهق: تعبان يا نجلا.. تعبان.. كل شيء حاسه يضغط علي.. ابي وامي وعبدالله ومشاكل كل واحد منهم.. تعب امي وزعل ابي ومشاكل عبدالله الكثيرة


حاس اني بين نارين.. وخايف من كل خطوة لا يكون تأثيرها عكس اللي أبيه..


غلطت يوم علمت إبي برجعة عبدالله لأنه راح وصدم أمي..


حاس أن الذنب ذنبي...



نجلاء تحاول تطمين روحه بصوتها الهادئ العميق: لا تحمل نفسك كل شيء يا قلبي


صدقني عمتي لو درت بالخبر بأي طريقة كانت بتتعب... الموضوع مهوب بسيط


هذي رجعة واحد ميت... أنا كان بيجني سكتة يوم دريت... أشلون أمه وهي مرة كبيرة مثلها ومريضة..



صالح بضيق عميق: بس بعد أنا المسؤول.. كان المفروض انتظرت كم يوم وأنا أمهد لها قبل أقول لأبي..


لو أمي صار لها شيء بعيد الشر عنها.. كان عمري كله ماسامحت نفسي






**************************************







" الحين أبي أدري وش فيش... من يوم جيتي من المستشفى وأنتي في بكية وحدة"



جوزاء لم تجبها وهي مستمرة في بكاء عميق خافت مثقل بالأنين والوجع



شعاع همست باصرار: والله ان قد تقولين لي وإلا والله لأزعل عليش



جوزاء من بين أناتها الممزقة: شفته .. شفته عند أمه... حسيت شريط حياتي الأسود كله يمر علي في لحظة..


لا ويهددني بعد يأخذ ولدي...



شعاع شهقت: شفتي عبدالله؟؟



جوزاء بنبرة كراهية خالصة: شفته الله يأخذه.. الله يأخذه.. الله ينتقم منه.. مستحيل يرتاح وأنا باقي فيني روح ماذبحها..



ثم أردفت بألم عميق عميق: اللهم لا اعتراض بس ليه الدنيا عاكست معي كذا.. بكرة بأتطلق.. واليوم شفت الزفت وهددني يأخذ ولدي مني


أنا قاعدة احترق الحين ياشعاع.. احترق.. حاسة إن روحي تحترق وجسمي يحترق..


حاسة بوجع في كل مكان فيني... حاسة عروقي مولعة وراسي بينفجر..



شعاع مدت يدها بخفة ولمست جبين جوزاء المحمر.. أرجعت يدها بجزع: جوزا أنتي مولعة صدق..


قومي البسي عباتش.. بأخلي عبدالرحمن يودينا المستشفى..



جوزاء بغضب: وعبدالرحمن لين متى مبتلش فيني.. ما أبي مستشفى.. اللي فيني ما يعالجه دكتور.. ما يعالجه إلا عبدالله يموت وإلا أنا أموت وأرتاح



شعاع بجزع: بسم الله عليش .. وش ذا الطاري..



جوزاء سحبت نفسها ودفنت وجهها في حجر شعاع وهي تحتضن نفسها بذراعيها وتئن:


اللهم أني استغفرك وأتوب إليك.. بس والله أني في ذا اللحظة أتمنى أموت.. خايفة من اللي بيجي كله..


وخايفة من عبدالله يأخذ ولدي.. حتى لو ماخذه جسم.. خايفة يأخذه روح.. خايفة حسن يحبه أكثر مني..


أنا من غير حسن ومحبته مالي في الدنيا حاجة.. مالي فيها حاجة...



شعاع بدأت دموعها تسيل على حال أختها وهي تمرر أناملها بحنو في خصلات شعرها وهي تقرأ عليها آيات من القرآن الكريم حتى هدأت وغفت..


حينها انسحبت بهدوء وهي تعدل وضعها ووضع حسن وتغطيهما ثم تخرج متوجهة لغرفة عبدالرحمن..الذي كان في لحظتها عائدا من المجلس..



عبدالرحمن هتف لشعاع باهتمام: ها وش علومها الحين؟؟



شعاع بألم : تعبانة ياعبدالرحمن.. تعبانة واجد.. أنا خايفة عليها.. تكفى عبدالرحمن إبي خلاص بيوصل بكرة الصبح من سفرته...


احجز لك أنت وجوزا عمرة.. ودها بكرة لا تتأخر.. أكيد إنها بتتضايق عقب مايطلقها امهاب..


تكفى عبدالرحمن إن شاء الله روحتها بيت الله الحرام تهدي نفسها وروحها شوي..



عبدالرحمن جلس وهو يمسح وجهه: وانتي وامي ما تبون تروحون معنا..؟؟



شعاع بهدوء: نروح في رمضان إن شاء الله مثل العام اللي فات.. الحين اهتم في جوزا بس..واحنا بنقعد مع حسن..







***************************************






" ما تخيلين وش كثر انبسطت بشوفة عمي.. ماشاء الله عليه ما تغير أبد"



عبدالله كان يهمس لعالية بخفوت حتى لا يزعج والدته النائمة.. والاثنان يقضيان الليلة عندها ساهران..



عالية تبتسم: صدق ماشاء الله عليه عاده جنتل ومزيون.. لولا غلا أم غانم وإلا كان خطبت له بنية مزيونة



عبدالله صمت لدقيقة ثم أردف باستغراب: تدرين عالية... ماهقيت إن جوزا تعرف تقط كلام بذا الطريقة



عالية بسخرية: ما تعرف تقط كلام؟؟ جوزا اللي كنت تعرفها مابقى منها شيء.. جوزا مهوب بس تقط كلام.. ممكن تجرح بشكل مباشر وما تهتم..



عبدالله بصدمة: معقولة؟؟ جوزا؟؟ كانت مثل النسمة..



عالية بنبرة مقصودة: النسمة الله أعلم أنت وش سويت فيها.. وعقبك خالاتك والدنيا كلها ماقصرت..


الظروف كلها عاكست معها.. حمل وحداد وضياع مستقبل وتجريح من الناس..


تدري عبدالله.. جوزا عمري ما عتبت عليها.. لأني بشوف عيني شفت كل شيء هي مرت فيه.. وحسيت بكل وجيعة آجعتها..


ما ألومها .. والله العظيم ما ألومها..



عبدالله بتساؤل حازم: أنا من أكثر من جهة أسمع إن خالاتي ضايقوها.. خالاتي وش دخلهم فيها يضايقونها؟؟.. ووش اللي كانوا يقولون لها...؟؟



عالية تتنهد: عشان الحق.. أكثر من كان يضايقها خالاتي نورة وسلطانة.. الكبيرة والصغيرة..


تدري خالتي نورة كانت تبيك أنت وصالح لبناتها الثنتين.. بس صالح خذ بنت عمه.. مالها لسان تتكلم..


لكن أنت خذت وحدة مهيب بنت عمك.. وما ترقى في نظرها لمستواك.. فويش اللي حدكم عليها..؟؟


ومع إن بناتها تزوجوا ومتوفقين في حياتهم.. بس أبو طبيع مايجوز من طبعه..


وطبعا خالتي سلطانة مع خالتي نورة في كل شيء...


أول شيء قبل ما أنت تختفي.. يقطون عليها كلام ويسمعونها إنها ما تستاهلك.. وأنك تستاهل ملكة جمال مهوب وحدة مثلها...



عبدالله بصدمة: من جدش؟؟ وهي ليه ماقالت لي وقتها؟؟



عالية هزت كتفيها: ما أدري عن علاقتك أنت وإياها.. أنا سافرت عقب عرسك بشهر... وكنت أدافع عنها قد ما أقدر..


بس خالاتك ماشاء الله كل وحدة منهم لسانها شبرين..


وعقب ماجانا خبرك.. المرة حامل وتعبانة وقايمة بأمي ومع كذا ماخلوا التنغيز إنها قايمة بأمي لأنها حاسة بالذنب لأنها وجه نحس عليك وأنك مت بسببها


لأن بعض النسوان وجهها خير.. وبعضهم وجهها شر.. وهي وجه شر


حينها انحدر صوت عالية بألم: تخيل عبدالله.. كانوا يسمونها البومة..


أنا لاغيتهم وأمي لاغتهم.. بس عقب ويش.. عقب ما وصلها الكلام.. وش عاد يفيد لغو مارد الحكي منها..


الحين طبعا مستحيل وحدة منهم تفتح ثمها عندها بكلمة.. تأكلهم بقشورهم.. بس خلاص تدري إن هذا قده رد وحدة موجوعة ومجروحة..



" وش عاد يفيد لغو مارد الحكي منها؟؟"


ترددت العبارة في خياله الموجوع المنهك


(يرده لو أنا كنت موجود عندها


لو أنا دافعت عنها ووقفتهم عند حدهم


لو أنا خففت عنها.. لو أنا عرفتها بس بمكانتها قي قلبي


لو بس عرفت هي أنا وش كثر أحبها!!


لا حول ولا قوة إلا بالله.. قدر الله وماشاء فعل)







*****************************************







" أشلون النفسية الحين؟؟"



عفراء تناولت غترة منصور منه..وهمست بهدوء عذب:


الحمدلله.. كل شيء تمام



مد يده ليرفع وجهها وهو ينظر لإرهاق وجهها وللهالات السوداء تحت عينيها: مبين كل شيء تمام!!



عفراء همست بذات الهدوء: عطني كم يوم بس..



منصور يجلس وهو يشير للمكان الخالي جواره.. تتقدم لتجلس حيث أشار ليشد على كفها بين كفيه بقوة ويهتف بحزم:


يمكن توقيتي في الروحة لجميلة وأنتي حامل كان غلط..بس صدقيني الروحة كانت ضرورية..



عفراء تنظر لكفيه الضخمتين اللتين تحتويان نعومة كفها وتهمس بهدوء عميق كأنها تحادث نفسها:


خلنا الحين من الروحة لجميلة.. لأني لحد الحين صعب علي أتجاوز اللي صار


خلنا في حملي.. أنت أشلون تقبلك لحملي؟؟



حينها نفض منصور يديه بغضب ووقف وهو يهتف بغضب مشابه: أشلون تقبلي لحملش؟؟


اعتقد اني بينت لش عدل فرحتي فيه...فأشلون تسألين الحين أنا متقبل حملش وإلا لا؟؟


حد يعترض على عطا رب العالمين؟!!



عفراء بذات الهدوء وهي مازالت تنظر لكفيها التي ابتعدت عن مدى كفيه:


هذا أنت قلتها.. رضا بعطا رب العالمين اللي جا غصبا عنك


وقلت خلاص هو صار شيء واقع.. خلني أجاملها وخصوصا عقب ماجرحتها بروحتي لبنتها..



منصور شد نفسا عميقا حتى لا ينفجر فيها لغرابة أفكارها التي أثارت غيظه.. ثم هتف بنبرة غضب واضح:


أول شيء قلتها لش قبل .. تكلميني؟؟ .. تفكّري فيني وعيني في عينش


وثاني شيء عمري ما سمعت أسخف من ذا الكلام.. لأني لا أعرف أجامل ولا أزيف مشاعري.. لو أنا ما أني بفرحان بحملش كان عرفتي ذا الشيء


لكن قولي أنش أنتي اللي منتي بفرحانة فيه.. لأنش زعلانة علي وما تبين شيء يربطش فيني.. وتبين تلبسيني الغلط..



عفراء حينها انتفضت بجزع وغضب لتقف وهي تواجهه: أنا اللي عمري ما سمعت أسخف من ذا الكلام..



منصور بغضب كاسح: ما اسمح لش تسخفين كلامي..



عفراء تحاول أن تكتم غضبها وأن تهدئ نبرة صوتها: وليش أنت سمحت لنفسك تسخف كلامي.. حق لك أنت تجرحني وبس؟؟..



منصور ينهمر بغضب عارم: أنا الحين اللي أجرحش.. وأنتي اللي من يوم جيت وأنتي تبكين وحالتش حالة.. ماحتى خفتي الله في النفس اللي في بطنش


عشان أيش؟؟ عشان الدلوعة درت أن أمها تزوجت...


وخير إنها درت.. هذا اللي المفروض اللي يصير.. خلي الحب اللي ما انطحن في رأسها ينطحن


البنت ذي ماحد خربها غيرش.. دلعتيها وماعرفتي تربينها.. وردات فعلش أنتي وإياها زيادة عن اللزوم..


هي تزوجت وتسهلت في طريقها مع رجّالها.. وعقب أنتي تزوجتي..


وش اللي صار؟؟ الكون انهار.. أخر الدنيا.. بتقوم القيامة؟؟


عيب عليش اللي تسوينه في نفسش وفيني... وقبلي أنا وإياش.. ذا النفس اللي مالها ذنب.. اتقي اللي فيها



عفراء كانت تستمع لانهماره بصمت وهي تقف مواجهة له وتنظر له بشكل مباشر بعينيها الذابلتين


حينما انتهى.. انسحبت بهدوء.. لكن منصور أمسكها وهو يصر على أسنانه: يعني أنتي متعمدة تطلعيني من طوري.. تدرين زين أني ما أرضى تروحين واحنا ماخلصنا حكي..



عفراء بسكون: ماعندي شيء أقوله.. أنا تعبانة منصور.. وأنت ماعندك رحمة.. تبي كل شيء ينحل على كيفك وفورا..


بس النفس مهيب على كيفي ولا على كيفك.. ارحمني.. عطني فرصة أعبر عن ضيقي.. عن زعلي ..عن حزني..


أنا ما أنا بجندي عندك لازم يكتم مشاعره عندك ويقدم فروض الطاعة وبس






*************************************






"جوزا أنا حجزت لي أنا وإياش عمرة.. يالله طلعت الحجز.. تجهزي نطلع المطار بعد شوي"



همست جوزاء بسكون: امهاب طلقني خلاص؟؟..



عبدالرحمن يحاول تنحية تأثره فلا يستطيع: ماتدرين يمكن الله كاتب لكل واحد منكم نصيب أحسن



جوزاء بذات السكون: له يمكن.. لكن لي مستحيل..



عبدالرحمن يقترب ليجلس جوارها ويحيطها بذراعه ويسند رأسها لكتفه ويهمس لها بحنان: وسعي خاطرش.. ولا تنسين إن هذا قرارش أنتي



جوزاء تخفي وجهها في كتفه وتهمس باختناق: أنا ماني بندمانة على قراري.. عشان حسن ممكن أسوي أكثر من كذا


بس أنا حزينة ياعبدالرحمن.. الطلاق صعب على أي وحدة.. وامهاب كان فرصة نادرة لوحدة مثلي



عبدالرحمن يربت على كتفها بحنو: قومي يا بنت الحلال تجهزي خلنا نسافر.. وإن شاء الله ما ترجعين إلا قلبش مغسول من الحزن



جوزاء تمسح وجهها: حجزت لحسن معنا؟؟



عبدالرحمن يهز رأسه: حسن عند جدته وخالته والسالفة كلها يوم واحد بنسافر اليوم ونرجع بكرة.. خلنا نتفرغ للعبادة ومانحاتي البزر اللي معنا..







********************************







" هلا والله الحمدلله على السلامة"



تميم يشير ردا على إشارة كاسرة وعلى وجهه ترتسم علائم خبث لطيف: الله يسلمش.. ووينش مختفية ؟؟.. صار لي ساعتين راجع..



كاسرة تبتسم: من غير تلميحات مالها معنى.. أنا أصلا توني راجعة من برا.. واول شيء سويته رحت لغرفتك ما لقيتك


كيف كانت رحلتك ؟؟عساها موفقة؟؟..


عريس عرسه عقب شهر ونص وناط يشتري طيور !!..



أجابها تميم ووجهه يغيم فجأة وهو يتذكر من كان يجب أن يكون معه يوم عرسه عريسا كذلك: الرحلة كانت تمام.. بس امتغثت يوم رجعت بخبر طلاق امهاب..



غام وجه كاسرة كذلك وهي تشير بهدوء متمكن: النصيب كذا.. خلاص أنت بتكون عريسنا بروحك



تميم يحاول تنحية ضيقه من أشياء كثيرة.. وهو يشير لها بمودة: أشلون استعدادات العروس؟؟



كاسرة هزت كتفيها بعدم اهتمام: كله ماشي حسب التخطيط..






**********************************






شعور ضيق خانق يكتم على روحه منذ وقع ورقة الطلاق..


وهاهو يتجه للمطار مطالبا برحلة يسافر فيها فورا عله يتناسى بها الهم الذي ركبه



"لم أتخيل أن توقيع ورقة الطلاق سيكون صعبا علي لهذه الدرجة


كنت على وشك التراجع والرفض في اللحظة الأخيرة


بأي حق يفرضون علي أن أتخلى عن زوجتي؟!!


هي كانت حقي الذي منحه لي الله عز وجل وربطنا برباط مقدس


كيف يُحل الرباط بهذه البساطة؟؟


فكرت للحظات أن أكون أنانيا لمرة واحدة.. أن أرفض التخلي عنها


أن أستميت في الدفاع عن حقي المشروع


ولكن كعادتي .. لم أستطع.. لم أستطع تفضيل نفسي على من سواي


لا أستطيع أن أجبرها على العيش معي وهي تعيش رعبا من فقدان ولدها


لا أستطيع أن أكون أنانيا وأجازف بفقدانها لحسن..


هكذا كتب له الله عز وجل.. ومهما كنت أشعر بالضيق والظلم فهو لابد أن أتجاوز كل هذا.. لابد"







************************************








"ياهلا ومرحبا.. نورت مكتبنا"



غانم يعتدل في جلسته وهو يرتشف رشفة من فنجانه ثم يعاود وضعه أمامه ويهتف بهدوء: النور نورك.. ماودنا نعطلك من شغلك..


بس لنا حاجة عندكم.. لا أنتو اللي عطيتونا إياها.. ولا أنتو اللي قطعتوا رجانا منها..



كسّاب يشد له نفسا عميقا ثم يهتف بحزم:


صدقني ياغانم إن نسبك يشترى بالذهب.. بس الدنيا ماعطتني على الكيف



غانم يشير بكفه وهو يهتف بحزم: خلاص يأبو زايد.. وصل الرد..



كساب يهتف بذات النبرة الحازمة: والله لو هو بكيفي مابغيتها لغيرك.. بس أختي توها مسجلة ماجستير وبتنشغل في دراستها


وإلا أنت مافيك عيب تنرد..



غانم يعاود تناول قهوته التي بردت.. ويهتف بسكون كسون روحه التي انطفأ فيها أمل عذب:


لا تعذر يأبو زايد.. بغينا قربك ولا حصل.. تكفينا صحبتك.



.


.



في ذات الوقت



" مبروك رجعة عبدالله.. يا سبحان الله من كان يظن"



فهد يرد بسعادة: الله يبارك فيك.. والله ماكان حد يظن.. يا سبحان الله..


ثم أردف بمرح: هذا عبدالله طيب وبخير


إن شاء الله دورة المظليين الجاية ما تحجب عني..



منصور يبتسم بفخامة: لا تستعجل على رزقك..



حينها شد فهد له نفسا عميقا وهتف بحذر: وعلى طاري استعجال الرزق


أقدر استعجل الرد على طلبي.. وخص أنه ابطأ واجد



منصور حينها أجابه بحزم: لك رزق(ن) يا ولدي مابعد نواه ربك..



فهد اطرق لثانيتين ليرد بنفس طريقته الحازمة: مابغيت إلا قربك يابو علي


الله يرسل لنا خير من عنده







*******************************************






" حسن تأخر عند ابيه"



أم عبدالرحمن تنظر لساعة يدها.. بينما شعاع تهمس لها بضيق: أنتي أصلا غلطانة تخلينه يروح


جوزا مهيب هنا... والصبي أمانة عندنا.. لو جوزا هنا.. عادي.. بس هي مهيب هنا.. وإبي من يوم درا برجعة عبدالله وانه كان مطلق جوزا


وهو مفول عليه ومعصب.. وهو أكيد بيرجع بعد شوي.. لو درى إن حسن مهوب هنا أو شاف عبدالله وهو مرجعه.. الله يستر بس



أم عبدالرحمن بضيق متزايد: الرجال كلمني بكل أدب ويقول يبي يودي حسن لجدته في المستشفى أقول لا يعني.. ماقدرت



وهما مازالتا تتحادثان ارتفع رنين هاتف البيت... شعاع تنظر للكاشف..وتعطي أمها السماعة



كان عبدالله يهتف باحترام عميق: يمه أنا برا صار لي نص ساعة وحسن مهوب راضي ينزل.. ويقول أمه سافرت ويبي ينام عندي



أم عبدالرحمن بجزع: لا تكفى يامك..ما أقدر أخليه ينام بعيد مني.. أمه موصيتني عليه..



عبدالله رغم شعوره بخيبة الامل إلا أنه أجاب بنفس الاحترام العميق: خلاص يمه اطلعي لي الحوش أسلم عليش واعطيش حسن..




بعد ثلث ساعة أم عبدالرحمن تعود للداخل لوحدها.. شعاع بصدمة: يمه وين حسن؟؟



أم عبدالرحمن بضيق: فضحني.. متعلق في رقبة أبيه تقولين ماكني بجدته اللي مربيته.. وخفت إبيش يجي حن واقفين في الحوش


والله إن قد يسود عيشتي وعيشة عبدالله... قلت لعبدالله خلاص يأخذه يمسي عنده.. وش اسوي..



شعاع تكاد تشد شعرها: زين ولو ابي سأل من حسن.. وإلا جوزا سألت عنه..



أم عبدالرحمن بقلة حيلة: أنا وش تبيني أسوي.. أسحبه بالغصب وإلا أضربه عشانه يبي إبيه..


اطلعي لغرفتش وسكري على روحش.. وأنا الله يسامحني لو حد سألني بأقول إنه راقد عندش.. لين بكرة يحلها الحلال...






******************************






ينظر بانبهار وحنان للمعجزة الربانية التي تنام بحضنه بسكون وطمأنينة


أتعبه كثيرا قبل أن ينام.. وهو يبكي بحرقة مطالبا بوالدته


لدرجة أن هزاعا الذي كان قرر أن ينام عندهم هرب ليعود للبيت لينام في غرفته هو


فهزاع لم يحتمل صراخ حسن وإلحاحه.. بينما عبدالله كان يحتويه ويهدئه بكل حنان وهو يستمتع بكل لحظة يقضيها معه


كان بداية يريد أن ينام به عند والدته في المستشفى ولكنها رفضت.. وقالت أن الصغير لن يحتمل النوم غير المريح في المستشفى


وخيرا فعلت والدته.. فهو لم يعلم أنه سيُحدث هذه المناحة الطويلة طلبا لوالدته..


رغم أن حسنا كان من أصر أن ينام عنده اليوم لأن والدته (ثافرت مع دحمان)



هاهو يمسح شعره وجفونه الغافية.. وهو يتذكر بكائه حتى غفا وهو ينادي أمه



" يا الله ياحسن.. حتى أنا أبي أمك.. والله العظيم أبيها


بكل قطرة في دمي أبيها


أمك صارت حرة ياحسن.. تدري ليش؟؟


لأنها حلالي أنا بروحي.. والله سبحانه ما يرضى بالظلم..


ما يرضى أنه عقب اللي أنا شفته كله يأخذون روحي مني وحلالي يصير حلال غيري


تدري ياحسن.. أربع سنين مرت أمك ماغابت عن بالي دقيقة.. كنت حاس إنها مستحيل تكون مع رجّال غيري


مع أني وقتها كنت عارف إنه مستحيل أرجع للدوحة


أدري أنانية مني.. بس الحب كذا يأبيك.. أناني..


كل شيء هنا ما غاب عن بالي أمي وابي وأخواني وديرتي


بس إحساسي في أمك كان شيء خاص فيني.. أحيانا كنت أقول رحمة لكن أكثر الأحيان أقول عذاب..


تعذبت واجد يأبيك.. واجد.. ومن أشياء كثيرة..


بس يا ترى عذابي قرب ينتهي؟؟ وإلا الله كاتب لي شيء جديد؟؟ "



يميل ليقبله بحنو وهو يهمس في أذنه بحزن عميق شفاف:


الله يرحم أخيك ويصبرني على فرقاه.. ويجعلك لي العوض والسلوى..







**********************************







"يبه أقدر أدخل"



زايد كان أنهى قيامه للتو.. التفت للباب حيث تقف مزون وهتف بحنان: تعالي يابيش



مزون اقتربت وقبلت رأسه ثم جلست جواره على الأرض وهمست برقة: يبه أنت عادك متذكر أنك وعدتني أروح لجميلة عقب عرس كساب



زايد يبتسم: أكيد متذكر وأنا متى أخلفت لش وعد



مزون بضيق: لا والله فديتك مهوب المقصد.. بس جميلة متضايقة من عقب مادرت بعرس خالتي.. وصار لي مرتين أكلمها وكل مرة ألاقيها تبكي


قلبي متقطع عشانها.. أبي أروح لها أشوف وش اللي في خاطرها.. وأرضيها من صوب خالتي وعمي..



زايد يقبل رأسها ويهتف لها بحنان: لا تحاتين يأبيش.. عقب عرس كسّاب إن شاء الله على طول حن مسافرين







************************************







" الحمدلله على سلامة أبيش .. تو مانورت الدوحة بطلته الحلوة وابتسامته الأحلى"



شعاع تضحك برقة وهي تسند ظهرها لسريرها وتمسك هاتفها على أذنها: هذا إبي؟؟



سميرة (بعيارة) : إيه عمي فاضل.. ياحلات عمي فاضل.. ويافديت باكستان اللي شافتها عيونه..


أنا من يوم راح وأنا حاطة على قناة باكستان معسكرة عليها...أقول يمكن ألمح عيونه العذاب..



شعاع بدأ تضحك بهستيرية: هذا إبي؟؟



سميرة تتنهد تنهيدة تمثيلية: وه.. وأنا وش ذابحني إلا أبيش.. والله لولا شوي الحيا.. كان شفتيني صلعاء من تقطيع شعري



شعاع تعالى صوت ضحكها:لا والله باقي عندش حيا عقب ذا كله


و هذا كله ابي؟؟ وين أمي عنش..



سميرة بنبرة حالمة: ياحظ عيونكم اللي تشوف إبيش.. وأنا محرومة من شوفته.. ماشفته إلا يوم جاء يخطب .. لا وكان محزن بعد..


ترا قصدي إبيش يوم كان يخطب أمش في القرن التاسع عشر..



كان صوت ضحكات شعاع يرتفع.. لتفجع بصوت طرقات حاد على الباب وصوت والدها المتفجر غضبا: اشعيع يا قليلة الحيا افتحي الباب..



صوت شعاع انحدر من الضحك للرعب وهي تهمس لسميرة: سميرة مع السلامة.. ابي شكله بيذبحني..



شعاع قفزت لتفتح الباب بجزع.. ورعب متزايد يتجمع في قلبها..


عبدالرحمن ليس هنا ليدافع عنها.. وحسن كذلك ليس هنا وهذا سبب ليتزايد غضب والدها


فتحت الباب وتأخرت لأقصى حد بينما والدها دخل كبركان ثائر وهو يزمجر: من اللي كنت تكلمينه وتضحكين بمياعة ياقليلة الحيا؟؟



شعاع تتأخر وهي تخبئ وجهها خلف ذراعيها وترد بصوت مختنق: والله العظيم انها سميرة بنت راشد آل ليث.. وهي اللي متصلة علي



أبو عبدالرحمن مازال يزمجر: عطيني تلفونش..



شعاع اعطته له وهي ترتعش وتكف يدها بسرعة خوفا أن يمسكها منها


أبو عبدالرحمن عاود الاتصال بالرقم المخزن باسم سميرة والذي كان الرقم الأخير في قائمة الاتصالات المستلمة وكان الاتصال من خمس دقائق فقط


جاءه صوت سميرة المرح: هاه اشعيع.. عمي فاضل ذبحش وهذي روحش تكلمني من العالم الآخر..



ابو عبدالرحمن أغلق الاتصال وأعاد الهاتف لها دون أن يتكلم بكلمة..


لتنفجر شعاع بالبكاء رغما عنها.. وهي تتراجع لتجلس على سريرها وتدفن وجهها بين كفيها..


مد يده ليربت على كتفها ثم ردها وهو يقهر نفسه..كان بوده أن يطيب خاطرها أو حتى يحتضنها..


ولكنه تركها غارقة في عويلها المنفعل.. وخرج دون أن ينتبه حتى أن حسنا ليس معها..






*****************************************







" ماشاء الله حسن عاده معك؟؟"



عبدالله يعدل وضع حسن على ساقيه وهو يحتضنه ويبتسم: أمسى عندي البارحة بس بأروح أرجعه لبيت جده..


لأن أمه بترجع اليوم من العمرة..



عالية بتساؤل: صحيح إنها تطلقت؟؟



عبدالله لم يستطع منع ابتسامته من الاتساع: صحيح



عالية تغمز: ودعاية معجون الأسنان هذي ليش؟؟



عبدالله يبتسم: يجيش العلم بعدين..



أم صالح تهمس بحنان: أنتو خلو المساسرة ذي وعطوني حسون أحبه..



عبدالله يقرب حسن من جدته ليقبلها ثم يهمس لأمه بحنان: يمه الدكتور يقول حالتش زينة.. يمكن بكرة وإلا بعد بكرة إن شاء الله تطلعين..



حينها شدت أم صالح يده برجاء: وأنت بتجي تقعد عندي؟؟



عبدالله يحاول أن يبتسم رغم انطفاء وجهه: يصير خير يمه.. يصير خير



.


.


بعد ساعة



عبدالله يقف أمام بيت أبي عبدالرحمن ليعيد حسن.. وهذه المرة حسن لم يرفض أبدا لأنه كان مفتقدا لوالدته بشدة


كان عبدالله على وشك الاتصال بالبيت حين رأى أبا عبدالرحمن يخرج من مجلسه متوجها نحوه..


عبدالله نزل من سيارته متوجها نحوه ومسلما عليه..


كان الغضب باديا بالفعل على وجه أبي عبدالرحمن الذي فور انتهاءه من السلام والتبريك لعبدالله بسلامته..


هتف بحزم غاضب: عسى ماشر يا بوحسن.. ماعاد تدل طريق المجالس..؟؟



رغم قسوة التجريح المقصود إلا أن عبدالله شد له نفسا عميقا وهو يهتف باحترام:


السموحة ياعمي.. مادريت أصلا أنك رجعت من السفر.. وانا عارف إن عبدالرحمن مسافر



أبو عبدالرحمن بذات النبرة الغاضبة المقصودة: ومتى سافرنا كلنا وخلينا محارمنا ماعندهم حد؟؟...


وترا اللي يلحق محارمنا يلحقنا قدامهم.. والرجّال اللي فيه خير يحشم الرياجيل اللي عزّوه وناسبوه..



عبدالله رغم أنه بدأ يفهم مقصد أبي عبدالرحمن إلا أنه حاول ادعاء عدم الفهم حتى لا يثير غضب أبي عبدالرحمن المعروف بالحدة حينما يغضب:


أكيد مافيه شك كلامك.. والحين طال عمرك خذ حسن.. وخلني أتوكل لأمي في المستشفى



ولكن أبا عبدالرحمن لم يتركه وهو يكمل بذات النبرة الغاضبة: تراني يوم زوجتك.. تخيرتك على رياجيل واجد.. وأنا أهقى أني أزوج خيرة الرياجيل


وتراك يوم خذت بنتي خذتها من بيت رجّال.. والسنع أنك يوم تبي تطلقها ترجعها لبيت الرجّال اللي خذتها منه


أو على أقل شيء كان تتصل لي وتعلمني حتى لو أنت مطلقها في ديرة ثانية


هو حق إن بنتي تحاد في بيتك وأنت مطلقها..؟؟ ضاعت دراستها وجامعتها.. وقهرتوها.. وكسرتوا نفسها..


يومك رجّال(ن) بايع(ن) من أولها.. كان طلقت بنتي قدام تسافر..



حينها قاطعه عبدالله بحزم: مهلك علي ياعمي.. جعل ربي يقصف عمري كني بعت أول وألا تالي..


وماحدني على الشين إلا اللي أشين منه.. وأم حسن أم ولدي ولها القدر والحشيمة ..


ورضاك ورضاها على رقبتي.. وأنا حاضر للي تبونه إن كانك شرفتني بنسبك مرة ثانية






#أنفاس_قطر#


.


.


.



قبل ما يصير لبس عند بعض البنات


المطلقة قبل الدخول بها والتي لم يحدث بينها وبين زوجها أي خلوة لا عدة لها شرعا


يعني جوزا مالها عدة :)


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 27-07-10, 08:47 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباحات المودة للقلوب الطاهرة


.


صار فيه كم تساءل المرة اللي فاتت ومع أني جاوبتهم.. بس أعرف أنه فيه بنات مايقرون كل الردود


عشان كذا اسمحوا لي أعيدها هنا


.



قولة جوزاء لعبدالله يأبو خالد مو لأنها تعرف بولده خالد من وين بتعرف؟؟


لكن لأنها تبي تبعده عن ولدها.. لأنها طبعا مهوب حلوة تناديه باسمه مجرد


وما تبي تناديه بأبو حسن.. فتناديه ببو خالد مثل ما صالح وهزاع وفهد ينقال لهم كلهم أبو خالد


يعني تناديه بكنيته قبل مايجي عليه حسن.. المقصد إنه حسن موب ولدك عشان ينقال لك أبو حسن


آسفة لو صار لبس.. بس أنا حسبت مقصدها واضح


وعشان كذا أنا رجعت وضحته في نص القصة نفسه


.


.


طلاق عبدالله لجوزاء كان طلاق بائن بينونة صغرى.. يعني هي ما حرمت عليه عشان تتزوج غيره ويدخل بها قبل ماترجع له


لكن ترجع له بعقد جديد وبمهر جديد وهذا هو الطلاق البائن بينونة صغرى أو الطلاق الرجعي


ياحليلكم يا بنات عادكم على ذا السالفة من أيام طلاق عبدالله وجواهر في بعد الغياب


وإنه لازم يدخل عليها زوج آخر قبل ترجع له


تدرون يا نبضات القلب أنكم شككتوني في روحي خليتوني وقتها سألت وش كثر


بس الحين متأكدة


يا قلبي أنتو.. طلاق عبدالله وجوزا طلاق بائن بينونة صغرى أي طلاق رجعي..


يعني تقدر ترجع له بعقد جديد ومهر جديد


لكن بعد الطلاق الثالث تحرم عليه إلا تتزوج واحد يدخل بها


وهذا من حكمة رب العالمين


لأن الزوج ممكن يغلط ويتهور ويطلق.. هل ينهدم بيته وحياة أولاده بسبب التسرع؟؟


الله سبحانه يمنحه فرصتين من رأفته بعباده


لكن بعد الطلاق الثالث معناها فيه خلل في حياتهم ولازم يتأدبون


أما الطلاق البائن بينونة كبرى فلا يقع من مرة واحدة أو طلقة واحدة إلا إذا أكد الزوج رغبته بذلك لاستحالة المعيشة (مثل طلاق موضي وحمد في أسى الهجران)


لكن هنا أنا نهائي ماجبت طاري أن عبدالله طلق جوزا بالثلاث


لذا جوزا ممكن ترجع له بعقد جديد ومهر جديد <=== كلام أنا متأكدة منه ميه بالمية ارجعوا لمواقع المشايخ الكبار وتجدون عدة فتاوى حول الموضوع


هذا على فرض إن جوزا بترجع لعبدالله.. لو يعني كانت بترجع.. حطو كم خط تحت لو :)


.


.


.


.


وطلاق امهاب لها كان قبل الدخول بها ولم يحدث بينهما اي خلوة شرعية


لذا فهي لا عدة لها


.


.


أيها السيدات والسادة .. إعلا ن هام.. قربوا الميكرفون.. <== لا تأكلينه بس


احم احم


أجزاء هالأسبوع بدءا من بارت اليوم الثلاثاء مرورا ببارت الخميس وانتهاء ببارت الأحد


بتكون كلها داخلة في مسابقة أفضل رد لهذا الأسبوع وهذي المسابقة ضمن فعاليات صيف ليلاس أحلى ناس


يعني الأجزاء الثلاثة كلها داخلة.. والرد المميز هو الرد اللي يعبر عن شخصية صاحبه وتفننه في التحليل وفي إحاطاتها بكل شخصيات الجزء وأحداثه


ويكون طبعا الكلام كله في الصميم وليس لمجرد تطويل الرد


ومن الحين أقول لكم.. كل وحد يتعب نفسه ويكتب لنا رد هو عندي فايز


لكن القانون يقول إن الفائز شخص واحد بس <== حسافة !!


.


.


جزء اليوم جزء اللقاءات العاصفة


بداية بلقاء أبو عبدالرحمن وعبدالله


وانتهاء بلقائين مثيرين


لكن شتان بين ظرف اللقاء الأول ومأساوية اللقاء الثاني


.


الجزء السابع والثلاثون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.


.




بين الأمس واليوم/ الجزء السابع والثلاثون






كان عبدالله على وشك الاتصال بالبيت حين رأى أبا عبدالرحمن يخرج من مجلسه متوجها نحوه..


عبدالله نزل من سيارته متوجها نحوه ومسلما عليه..


كان الغضب باديا بالفعل على وجه أبي عبدالرحمن الذي فور انتهاءه من السلام والتبريك لعبدالله بسلامته..


هتف بحزم غاضب: عسى ماشر يا بوحسن.. ماعاد تدل طريق المجالس..؟؟



رغم قسوة التجريح المقصود إلا أن عبدالله شد له نفسا عميقا وهو يهتف باحترام:


السموحة ياعمي.. مادريت أصلا أنك رجعت من السفر.. وانا عارف إن عبدالرحمن مسافر



أبو عبدالرحمن بذات النبرة الغاضبة المقصودة: ومتى سافرنا كلنا وخلينا محارمنا ماعندهم حد؟؟...


وترا اللي يلحق محارمنا يلحقنا قدامهم.. والرجّال اللي فيه خير يحشم الرياجيل اللي عزّوه وناسبوه..



عبدالله رغم أنه بدأ يفهم مقصد أبي عبدالرحمن إلا أنه حاول ادعاء عدم الفهم حتى لا يثير غضب أبي عبدالرحمن المعروف بالحدة حينما يغضب:


أكيد مافيه شك كلامك.. والحين طال عمرك خذ حسن.. وخلني أتوكل لأمي في المستشفى



ولكن أبا عبدالرحمن لم يتركه وهو يكمل بذات النبرة الغاضبة: تراني يوم زوجتك.. تخيرتك على رياجيل واجد.. وأنا أهقى أني أزوج خيرة الرياجيل


وتراك يوم خذت بنتي خذتها من بيت رجّال.. والسنع أنك يوم تبي تطلقها ترجعها لبيت الرجّال اللي خذتها منه


أو على أقل شيء كان تتصل لي وتعلمني حتى لو أنت مطلقها في ديرة ثانية


هو حق إن بنتي تحاد في بيتك وأنت مطلقها..؟؟ ضاعت دراستها وجامعتها.. وقهرتوها.. وكسرتوا نفسها..


يومك رجّال(ن) بايع(ن) من أولها.. كان طلقت بنتي قدام تسافر..



حينها قاطعه عبدالله بحزم: مهلك علي ياعمي.. جعل ربي يقصف عمري كني بعت أول وألا تالي..


وماحدني على الشين إلا اللي أشين منه.. وأم حسن أم ولدي ولها القدر والحشيمة ..


ورضاك ورضاها على رقبتي.. وأنا حاضر للي تبونه إن كانك شرفتني بنسبك مرة ثانية..



أبو عبدالرحمن بصدمة بالغة: تبي ترجع جوزا؟؟



عبدالله بتصميم: يشرفني.. واللي تبونه أنا حاضر له..



حينها همس أبو عبد الرحمن بنبرة مقصودة: اللي نبيه!!!


ثم انفجر بغضب هائل وهو يشد حسن ليحمله: اللي أبغيه ماعاد توريني وجهك


وأنت ماعادك بعارفها ولا عاد هو بجامعكم بيت لا وأنا حي ولا وأنا ميت..


ليه شايف بنتي سبية لك.. تحذفها ثم ترجع تبيها؟؟..


بنتي توه مطلقها رجّال أطلق من شاربك يا المرة.. إذا بغت جوزا تعرس خذت من مناعير الرجال رجّال يسواك ويسوى طوايفك


وإن مابغت بيت إبيها مهوب عاجز يضفها لين تموت..



أبو عبدالرحمن حمل حسن ودخل للمجلس.. بينما كان عبدالله ينتفض من شدة كتمانه لغضبه الذي تفجر أمواجا متتالية في روحه


ووجهه وعيناه يشتعلان احمرارا.. فهو كتم غضبا بثقل جبال.. حاول التخفيف منه بلكم السيارة بقبضتيه حتى تفجر فيهما ألما مرا كما لو أن عظام قبضته تهشمت


ولكن كل هذا الألم الجسدي لم يخفف من ألم روحه المسحوقة المهانة شيئا



كيف يقطع كل أمل في حياته بقرار ظالم مجحف كهذا؟؟


كيف تكون حياته كلها بيده يعبث فيها كيف يشاء؟؟


ثم كيف يهينه ويهين رجولته بهذه الطريقة؟؟


كيف يسمح لنفسه ان يتطاول عليه بهذه الطريقة رغم أنه كان يخاطبه بكل احترام؟؟


لولا احترامه لفارق العمر بينهما لكان هناك رد آخر منه.. رد مختلف.. مختلف جدا


رد رجل مقهور محترق مدمر.. رأى كل أمل في حياته يُسلب أمام عينيه بلا رحمة!!







**************************************







كانت ترتب حقيبة تميم وتستخرج مافيها لكي ترى ما الذي يحتاج إلى الغسيل حين دخلت عليها وضحى وهي تهمس لها برقة:


يمه خليها أنا بأرتبها..



مزنة همست بهدوء: يأمش أنا دارية أنش تعبانة من الدورة.. روحي تريحي


أصلا كان المفروض أني رتبتها من أمس.. بس أمس امتغثت من طلاق امهاب..



وضحى همست حينها بحزن: وامهاب وينه الحين؟؟



مزنة أجابتها وهي تلتهي بما بين يديها عن حزن بكرها الذي خالج الروح.. الذي سُلبت منه فرحته قبل أن تكتمل حتى: عنده رحلة


أمس رحلة واليوم رحلة.. الله يزينها بس.. والله يشرح صدره



وضحى همست بتردد: ماتدرين يمه يمكن الله باغي له خير



مزنة بحزم: عيب عليش وضحى ذا الكلام.. لا تعيبين في بنت عمتش..



وضحى بذات التردد: يمه ما أقصد شيء شين.. جوزا مافيها قصور.. بس امهاب يستحق وحدة يكون هو أول واحد في حياتها


وبعدين شوفي رجالها الأولي رجع من الموت.. لو كان امهاب تزوجها.. ما يندرى وش ظروف حياتهم لو هو لزم يأخذ حسن..


يعني الله باغي له الخير من كل صوب..



مزنة تنهي إخراج أخر مافي الحقيبة وتضعها تحت السرير وتهمس بحزم: يأمش ماحد يدري وين الخيرة


أنا طالعة الحين مع كاسرة اليوم جلستها الأخيرة في الصالون


وأنتي تمددي شوي بأروح أجيب لش قرفة تشربينها قدام أروح


وكأننا تأخرنا.. تغدي أنتي وتميم.. تميم في شغله الحين وأكيد بيرجع عقب صلاة الظهر..







**************************************






" ها ياماما الجديدة.. كيف إحساسش بالحمل؟؟ حلو ؟؟ صح؟؟ "



عفراء تمد يدها لتمسح جفنيها الناعسين وتهمس بحنان وهي تشد هاتفها بيدها الأخرى:


من حيث حلو.. حلو.. خصوصا أن الوحم توه خفيف مابعد بدأ يثقل



مزون بحماس: ياربي مافيني أصبر.. أبي أشوفه.. اسمعيني ترا ماعلي منش أنتي وعمي..


أول موعد تلفزيون أنا بأروح معش.. حتى لو عمي موجود.. بأغسل وجهي بمرقة



عفراء بحنان: طيب ولا يهمش.. وبلاها منصور.. انتي وبس..



مزون برفض لطيف: لا والله تبين عمي يذبحني.. ياربي ما تخيلته بيكون مبسوط كذا لدرجة إنه زعل إني سبقته وبشرت إبي قدامه



تحفزت مشاعر عفراء وتصلبت أناملها وهي تتذكر ما تحاول تناسيه.. وضعها غير الطبيعي مع منصور.. همست حينها لمزون برقة:


زين حبيبتي أنتي أزعجتيني من صبح عشان ترتيبات عرس كساب واحنا مخلصين كل شيء


الحين خليني أنام شوي قبل يجي عمش.. وأنا بأكلمش إذا قمت



أغلقت الهاتف وهي تعاود التنهد وتتمدد على سريرها ومنصور يقفز ليستولي على كل أفكارها..


لا تعلم كيف حدثت كل هذه التعقيدات وخلال الفترة البسيطة التي تزوجا فيها


والغريب أنها تشعر أن منصور ليس زوجها من شهر واحد فقط.. كأنهما متزوجان منذ قرون لشدة تعقيد المشاعر بينهما..



الآن تجزم يقينا أنها تحبه وليس فقط تستلطفه أو مابينهما هو محض مودة..


لأنها لو لم تكن تحبه لم تكن مطلقا لتبقى عنده بعد معرفتها بسفره لجميلة.. لكنها وبكل جبن تعترف أنها عاجزة عن تركه رغم أن عقلها حثها على ذلك كثيرا..


عاجزة عن تخيل حياتها خالية من وجوده بل حتى من تسلطه وحدته!!


فنحن حين نحب إنسان ما.. نحبه كما هو بعيوبه كما مزاياه..



اليومان الماضيان كان منصور يضغط عليها كثيرا وهو يرفض أن يترك لها مساحة للتنفس بعيدا به..


لم يسمح لها أن تنم بعيدا عنه.. بل حتى لم يسمح لها بالنوم بعيدا عن حضنه!!


لم يسمح لها أن تشيح بنظراتها أو حتى أن تعبر عن رفضها لمناجاة عينيه..


لم يسمح لها أن تعتصم بالصمت في حضوره


كان يقتحمها ويستولي عليها حتى آخر نفس.. وهو يجسد حضوره في كل خلية من خلاياها..


بل مازاد الأمر تعقيدا أن اليومين الماضيين كانا يوما إجازته لذا الوقت الذي كان لعمله أصبح بكامله لها.. بعيدا عن مواعيد مجلسه المقدسة..


لذا شعرت باختناق حقيقي وهو يبقى أمامها بالساعتين والثلاث ساعات متواصلة.. وهو يجري عليها تحطيما مدروسا للمقاومة..



تعلم أنها ليست ندا له.. بل تعترف بذلك.. ولكنها تتمنى بالفعل أن تخلو بنفسها.. وفي ذات الوقت نفسه باتت تخشى أن تختلي بنفسها


فهي مع وجوده المتواصل أمامها تشعر أنها عاجزة عن المسامحة أو تجاوز ماحدث.. فكيف لو ابتعد عن عينيها؟؟


تخشى أن تقسى أو يقوى البعد عزمها عليه..


يا الله كم هي المرأة مخلوق معقد عصي على كل التفسيرات المنطقية!!






***********************************






" يالله كيف هي استعدادات العروس؟؟"




كاسرة هزت كتفيها وهمست بثقة وهي تثبت هاتفها على أذنها: عادي..



فاطمة تضحك: سوسو علي... أنا فاطمة ترا..



كاسرة تبتسم: زين ويافاطمة ترا.. وش تبين أقول لش.. أكذب عليش وأقول أني متوترة وما أنام الليل من الهم..


عادي لأنه فعلا عادي..



فاطمة بابتسامة: عرسش بعد بكرة.. جد منتي بمتوترة؟؟


أنا قبل عرسي باقي أسويها في ثيابي من كثر ماأنا خايفة ومتوترة..



كاسرة تضحك: باقي تسوينها؟؟... إلا شكلش سويتها.. أنا أصلا متذكرة بنفسي وأنتي سنونش تصك في بعضها تقولين داخلة فيلم رعب



فاطمة تضحك: هذا لأني بنت طبيعية وما أدري عن الحياة اللي قدامي لازم أخاف..



كاسرة تهز كتفيها: وأنا وحدة الخوف ملغي من قاموسي.. يعني وش اللي في الزواج بيرعبني؟!..


والله عجبني خير وبركة.. ماعجبني مافيه شيء يحدني أصبر


أنا خذت بخاطر جدي وخذت الرجال اللي هو يبي.. لكنه ماقال لي اصبري عليه حتى لو هو مايستاهل..



فاطمة بخبث: سوسو.. كسّاب ينقال عليه ذا الكلام؟؟ أنا شايفته بعيني..



كاسرة ببرود: أبي أدري وش عاجبكم كلكم في ذا الكسّاب؟؟ أنتي وأمي ووضحى..



فاطمة تضحك: وحطي فوقنا كل موظفات الهيئة اللي شافوه طالع شايلش يوم الحريقة..



كاسرة تبتسم: عليكم بالعافية.. ليش أنكم شفتوه منظر بس.. ماعرفتو شين اطباعه..



فاطمة تغمز: ماكلمش عقب آخر مرة؟؟



كاسرة بعدم اهتمام: لا.. هجد ورحمنا من صوته.. الله يديمها نعمة ويحفظها من الزوال...



فاطمة بخبث: وأنتي جد ما تبين تسمعين صوته؟؟... صدق نسوان ما ينعرف لنا!!



كاسرة بابتسامة: تدرين أنش مزعجة.. أمي قايلة لي أتجهز عشان موعد الصالون.. هي أحرص مني على المواعيد


حتى لو بغيت أتهرب ما تخليني.. والحين بتعصب علي من سبتش..



فاطمة تضحك: دواش خالتي أم امهاب.. خلها تسنعش..



كاسرة تهتف باهتمام: خليني ألبس ألحق أنزل لجدي أول.. جيته قبل شوي لقيته نايم فديت قلبه..







************************************







" عبدالله أنت وش فيك متضايق كذا؟؟


من يوم وديت ولدك ورجعت وأنت مكتم"



عبدالله يلتفت لعالية ويهمس بهدوء: مافيني شيء يا الغالية.. إلا أخوانش وينهم ماهنا حد منهم..؟؟



عالية بطبيعية: فهد وصالح عندهم دوام ومرونا كلهم الصبح مبكر..


وهزيع كان هنا قبل ما تجي.. وراح يشوف نتيجته بتطلع اليوم وراح معه نايف



ثم أردف عبدالله بحذر: وإبي؟؟



عالية بحذر مشابه: مرنا هو بعد الصبح قدام تجينا بحسن.. وراح يقول عنده شغلة وبيرجع..



عبدالله بخيبة أمل: يعني أقوم أفارق؟؟



عالية بتصميم: لا لا تروح مكان.. أمي رقدت وهي تسأل عنك.. إبي لازم يتقبل وجودك..ولو أن إبي ماحده على ذا اللي شيء كايد


خاطري أدري وش انت مسوي!!



عبدالله صمت ولم يجبها.. فما به اليوم يكفيه عن كل شيء!!




بعد دقائق .. وعت أم صالح من نومها.. وكانت كلمتها الأولى أنها سألت عن عبدالله..



عبدالله تناول كفها مقبلا: أنا هنا جعلني فداش..



أم صالح بصوت ناعس: وديت ولدك؟؟



انقبض قلب عبدالله وهو يتذكر ماحدث وهو يعيد حسن .. هتف بسكون: وديته يمه..



عاد ليميل على كتفها مقبلا.. وكأنه يريد أن تسكن رائحتها وحنانها وجع قلبه المتزايد (كل ما قلت هانت..جد علم(ن) جديد)


ثم ارتكى على طرف سريرها وهو يسند رأسه لكفه



همست حينها أم صالح بانقباض: وش فيك يأمك.. شيء يوجعك؟؟



عبدالله باستغراب: لا فديتش مافيني شيء



أم صالح بألم: تدس علي؟!.. أشلون مافيك شيء وأنت تون!!..



عبدالله بصدمة: أنا ونيت..!!



أم صالح بذات نبرة الانقباض المتألمة: إيه ونيت ونين موجوع..



عبدالله يشير لعالية بصوت منخفض: أنا ونيت؟؟



عالية هزت كتفيها علامة (لا أدري) بينما دهشة عبدالله تتزايد..


في داخله هو متيقن أنه أنّ أنينا يكاد يمزق صدره خارجا..


لكنه متيقن كذلك أن هذا الأنين لم يتجاوز شفتيه للخارج..


فهل اشتمت رائحة وجعه وسمعت بروحها صوت أنينه المسكوب في روحه قطرات من فجيعة ؟؟



" أماه .. موجوع أنا حد الثمالة


موجوع حد السماء.. موجوع حتى أقصى درجات الوجع


سلبوني حتى حق الحلم بها


ما أن انتعشت روحي بحلم القرب منها حتى اُنتزع مني الحلم بذات السرعة


روحي مرهقة يأمي.. لا أعلم حتى متى ستصمد


لا أعلم حتى متى سأصمد من كل شيء.. كل شيء!!"





طرقات حازمة ارتفعت على الباب انتزعت الجميع من أفكارهم.. تلاها صوت أبي صالح الحازم: حد عندكم؟؟



عالية وقفت وهي تهتف بحذر: تفضل يبه.. تعال



دخل ليتفاجئ بوجود عبدالله.. اليومين الماضيين حاول قدر الإمكان تجنب مواجهته أو رؤيته.. ولكنه هنا وأم صالح متعبة وإلا كان طرده فورا من المكان..


أبو صالح ألقى السلام.. وعبدالله وقف ليسلم عليه.. ولكنه أشار بيده ألا يتقدم ناحيته


لكن عبدالله لم يستجب للإشارة وهو يستغل وجود والدته كغطاء له ويتقدم ليقبل جبين والده ثم كتفه..


الاثنان تفوح منهما نفس الرائحة تماما.. دهن عود فاخر يبدو من نفس النوع



تنهد أبو صالح في داخله بعمق (مازال كما هو.. يحاول جاهدا التسلل لتحت جلدي


ولكن لا.. لا..


ابني ذاك مات.. مات وانتهى !!)



أبو صالح جلس على نفس المقعد الذي كان عبدالله يجلس عليه جوار أمه وهو يهمس بفخامة: أشلونش الحين يأم صالح؟؟



أم صالح أجابته باحترام عميق: من الله في خير.. اللهم لك الحمد والشكر



عبدالله شد له مقعدا وألصقه بمقعد والده وجلس.. بينما هتف أبوصالح بحزم: ضاقت عليك الحجرة؟؟



بينما عبدالله أجابه بشبح ابتسامة: القلب يتبع هواه يأبو صالح..



بينما همست أم صالح بعتب: وش فيك على الصبي ياخالد؟؟



أبوصالح يميل على أم صالح ويهتف بهدوء: ماسويت به شيء.. المكان وسيع.. أبيه يتوسع..



أم صالح بألم: يبي قربك.. ياقلب أمه ذبحته الوحشة بروحه ذا السنين كلها..



حينها همس أبو صالح بنبرة مقصودة: والله الوحشة هو اللي جابها لروحه.. هو اللي بغاها..



عبدالله بعمق: والله يبه ماحد يبي الوحشة والبعد من هله.. ومايحد على ذا إلا شيء أعبر منه



أبوصالح بنفس النبرة الملغومة: والله يابوحسن.. الشان مهوب في الغيبة.. الناس تغيب سنين وترجع..


الشان على اللي قبل الغيبة أشلون قلبك طاوعك عليها؟؟



عبدالله صمت.. ليس هناك مايجيبه به.. كيف يبرر له حكاية الانتحار المزعومة ولكن والدته أنقذته وهي تهتف بضيق عميق:


خالد الله يهداك أنت وش فيك تبّحّث ورا عبدالله.. كفاية فرحتنا برجعته..


وألا لا تكون أنت منت بفرحان..؟؟



أبو صالح رغما عنه هتف باصطناع مغلف بالحقيقة أو ربما حقيقة مغلفة بالاصطناع: إلا وكاد مبسوط..



حينها فجرت أم صالح قنبلتها وهي تهمس بحزم لطيف مخلوط بنبرة رجاء ألطف:


زين ترا عبدالله إذا طلعت من المستشفى بيرجع معي.. ماله عازة يقعد في بيت صالح بروحه..







***************************************







كانت نائمة حين شعرت برائحة عطره تخترقها قبل أن تشعر بدفء ذراعيه يطوقانها وصلابة صدره تحتوي ظهرها.. همست بنعاس: جيت منصور؟؟



منصور همس بخفوت: صار لي أكثر من ساعتين راجع يالكسلانة.. وش ذا النوم كله؟؟



همست وهي تفتح عينيها: أنا منبهة الساعة عشان أصحى قبل ما تجي.. أشلون مارنت..



منصور بثقة: أنا جيت بدري شوي وطفيتها قبل ترن.. قلت خلش تنامين شوي.. ونمت أنا بعد معش شوي



عفراء كانت تريد أن تنهض لكنه لم يتركها وهو يشدد احتضانه لها.. همست عفراء بألم ماعادت تعرف له سببا: فكني منصور.. خلني أقوم أسوي لك ريوق



منصور هتف بعمق وهو يديرها لناحيته : ما أبي ريوق.. أبي أشوف ابتسامتش بس



حينها لا تعلم لماذا انخرطت في بكاء رقيق وهي تشد جيبه بيديها الاثنتين وتدفن وجهها في صدره..


أصبحت شديدة الهشاشة كما لو أنها قابلة للكسر مع أقل هزة


منصور احتضنها بقوة وحنان وهو يتركها حتى أفرغت طاقة بكاءها كله وهدأت حينها همس بخفوت دافئ:


أبي أدري بس وش اللي يرضيش ياعفرا والله لأسويه لو على قطع رقبتي


حالش مهوب عاجبني كلش



عفراء همست بصوتها المبحوح ووجهها مازال مختبئا في صدره: والله العظيم ماأبي شيء.. هذا دلع الحوامل بس



منصور كان يمسح خصلات شعرها ويهمس بذات الخفوت الدافئ: تدلعي على كيف كيفش.. بس لا تحرقين قلبي بذا الحزن اللي ماعرفت له حل..








**************************************








" خليفة.. مامليت من قعدتك ساكت.. أنا مليت


لين متى وأنت مقاطعني من الكلام كذا؟؟ "



خليفة يرفع رأسه عن كتاب كان يقرأ فيه ويهمس بحزم: إذا كلمتي عمتي عفرا وخذتي بخاطرها هذاك الوقت بأكلمج



رغم إحساس جميلة بندم عميق وتأثر أعمق منذ مكالمتها لوالدتها


وبعدها انفجار خليفة الناري فيها المرة الماضية ..إلا أنها لم تسمح له أن يشعر بذلك وهي تهتف بغضب:


وأنت وش دخلك بيني وبين أمي.. عنك ما كملتني.. أريح أصلا.. من زينك وإلا من زين كلامك.. خلك ساكت أحسن



رغم تصاعد غضب عميق في روحه إلا أنه هتف بتمكن: أصلا أنا عارف أنه أنا ما أهمج في شيء


بس على الأقل حطي بالج على أمج.. توني كلمت عمي منصور البارح يقول إنها حامل وتعبانة كلش ونفسيتها في النازل والسبب أنتي



جميلة فتحت عينيها بذهول وكحت وهي تشهق بصدمة موجعة بعثرتها تماما: تقول حامل؟؟


أمي أنا حامل؟؟


حامل.. أكيد أنت غلطان.. أمي حامل؟؟



خليفة ببرود مدروس: إيه حامل.. ووش فيها؟؟ أمج بعدها صغيرة



جميلة بكلمات مشتتة مهزومة: فيها أنها أمي أنا.. وأنا كنت أنتظر زيارتها على نار..


أشلون الحين بتزورني وهي توها حامل في اللي بيأخذ مكاني عندها؟؟



خليفة يرفع حاجبا وينزل آخر ويهتف بتهكم: الحين تنتظرين زيارتها على نار وأنتي توج معورتها بالحجي كل كلمة أكبر من الثانية



ثم لم يستطع بعدها إلا أن يهتف لها بنبرة حنان: وبعدين مافيه ولد يأخذ مكان ولد ثاني..


لو أمج عندها عشرة يهال لكل واحد منكم غلاه مايشاركه فيه الباقيين..



حينها بدأت عيناها تدمعان وهي تهمس باختناق: لا هذا صغير.. وبيأخذ كل وقتها واهتمامها وحبها.. وأنا خلاص ماراح يبقى لي شيء



خليفة بهدوء عميق: وش هالأفكار الغريبة؟؟.. أمج من حقها يكون عندها حياة وأطفال..


مثل ما أنتي صار لج حياة خاصة فيج.. وبكرة بيصير عندج أطفال.. وتلهين فيهم عن كل شيء



جميلة شهقت بصدمة خجولة: أنا.. أطفال؟؟ ومِن مَن؟؟



خليفة بنبرة سخرية غاضبة: مِن مَن؟؟ الطوفة اللي جدامج موب مالي عينج!!



جميلة تفجر وجهها احمرارا غشى حتى أخر أطراف شعرها..


حين وافقت على خليفة.. كانت تظن أنها تموت..


لم تفكر في خطوة أبعد من الزواج نفسه ومن معناه.. من الزواج من رجل يحمل اسم والدها ورائحته ودمه.. ترتحل للعالم الآخر وهي على ذمته


لكن حياة كاملة ومسؤولية وأطفال؟؟ لم تخطر ذلك أبدا ببالها..


بل ماهو أقرب من ذلك وأعمق.. حقوق هذا الرجل الشرعية عليها!!


قد تكون هذه الحقوق غير واردة الآن وهي في وضعها الصحي الحالي.. ولكن حينما تتحسن صحتها............!!!!


( أشلون أنا غبية كذا.. أكيد فكر بذا الشيء دامه يتكلم عن أطفال!!)


حينما وصل تفكيرها لهذه النقطة لم تعد حتى تستطع رفع عينيها إليه وهي تبتلع لسانها السليط في جوف حلقها..


عاجزة عن أي رد وهي تشعر أن عروقها ترتجف لشدة الخجل!!



خليفة يعلم أنها صدمها بشدة.. ولكنه أراد أن يصدمها فعلا.. لكي تعلم أنها تقف على أرض صلبة... وأن وجوده معها ليس وجودا مؤقتا.. بل سيكون ارتباطا أبديا..


فهي ليست بحاجة أحد سواه.. ولا داعي لئن تقلق من زواج والدتها أو انجابها عشرات الأطفال حتى..


يريدها أن تشعر فعلا بالأمان والاحتواء وأنه باق إلى جوارها حتى النهاية!!







*************************************






" أشلون كانت العمرة؟؟ عسى ارتحتي وتريحتي؟؟"



جوزاء تشد حسن لصدرها وتهمس بهدوء عميق: ماحد يروح هناك وما يتريح قلبه.. الله لا يحرمنا زيارتها



ثم همست بهدوء حذر: شعاع أنتو خليتو حسون ينام عند ابيه البارحة؟؟



شعاع بصدمة: من اللي قال لش؟؟



جوزاء تحاول ألا تغضب: حسن.. بس ما صدقته..



شعاع شدت لها نفسا عميقا ثم همست مع ابتسامة لطيفة: لا تعصبين تخربين جيتش من بيت الله..


ولدش صدعنا ناشب فيه كنه قرد.. وبعدين وش فيها؟؟ هذي ليلة وحدة بس..


وبعدين كان يبي يوديه لجدته في المستشفى..



جوزاء رغم ضيقها العميق همست بهدوء: خلاص ماصار إلا الخير..


وجدته أنا بأوديه بنفسي.. ماني في حاجة حد يوديه..



شعاع بتساؤل حذر: يعني لو حد من عمانه اللي موديه بتتضايقين كذا؟؟



جوزاء تمسك برأسها وتهمس بقهر: لا تستعبطين شعاع.. أنا ماني بناقصة والله العظيم...








.


.



في الأسفل



أم عبدالرحمن تهمس لعبدالرحمن بحنو: هانيك مازرت يأمك



عبدالرحمن يميل ليقبل كتفها للمرة الرابعة ربما: هانيش خير وعافية يمه.. وإن شاء الله في رمضان أنا وإياش فيها



أم عبدالرحمن بمودة عميقة: الله لا يحرمني خوتك لمكة كل سنة لين تدفني..



عبدالرحمن بمودة أعمق: عمرش طويل في الطاعة.. أبشري بسعدش



ثم تساءلت أم عبدالرحمن بحزم لطيف: عبدالرحمن أنت زرت عمتك؟؟



عبدالرحمن باستغراب: أي عمة؟؟



والدته بغضب: أي عمة؟؟ أم مرتك.. أفا عليك يعني أنا اللي باعلمك السنع!!



عبدالرحمن ابتسم: يمه توني ما تعودت على ذا السالفة.. بس تدرين يمه.. حلوة مرتي ذي اللي حتى إصبعها مابعد شفته







***********************************







"قوم نروح للحلاق"



فهد يفتح عينا ويغلق الأخرى وهو ينظر لهزاع الواقف فوق رأسه: هزيع فارقني ترا ماني بمتفرغ لك.. أبي ارقد شوي عشان أروح لأمي



هزاع بابتسامة: قوم نروح للحلاق وعقبه أروح أنا وإياك لأمي..



فهد بنبرة غضب: هزيع قوم فارق قدام أخلي وجهك شوارع.. ماتعرف تروح للحلاق بروحك؟!..



هزاع تتسع ابتسامته: إلا.. أعرف.. وأعرف أوديك بعد عشان نحلق شنبك..



فهد قفز واقفا وعيناه تتسعان ذهولا وهو يكح: نجحت؟؟



هزاع يرقص حاجبيه: نجحت وجبت 80% بعد



عينا فهد اتسعت أكثر وهو يكح بشكل متواصل من الشهقة: مستحيل..



هزاع يضحك: وش ذا الروعة؟؟ بدل ما تقول لي مبروك..



عينا فهد بدأت تدمع لكثرة ماكح وهو يهتف : مبروك ألف مبروك.. أبشر بالهدية اللي تبيها..



هزاع يرقص حاجبيه مرة أخرى: أبي شنبك بس.. حواجبك متنازل عنها مع أنك اللي عرضتها علي..



فهد برجاء باسم: هزيع يأخيك تبي تضحك الرياجيل علي؟؟



هزاع يبتسم: مالي شغل .. ماحد قال لك تمد لسانك وتقلل من قدراتي وتبي تكسر بنفسي قدام الامتحانات



فهد يبتسم: بالعكس أنا كنت أسوي لك حافز نفسي.. لو أني ماقلت لك كذا..ماكان تحديت نفسك وجبت ذا النسبة


يعني شنبي كان أهم عندك من النسبة



هزاع مازال يبتسم: ودامه عندي أهم وانت قلتها بنفسك.. يالله قم للحلاق..



فهد تغيرت ابتسامته: هزيع من جدك تبي تحلق شنبي؟؟



هزاع بتصميم باسم: أكيد من جدي..


أنت قايل لي كم مرة لا وعندي شهود.. عيب عليك ما تكون قد كلمتك..



حينها ابتسم فهد: زين وأنا باشتري شنبي باللي أنت تبغي..



هزاع بتصميم مرح: وأنا ما أبيع.. أبي شنبك وبس



فهد بغضب: هزيع بلا سخافة.. قلت لك بأعطيك اللي تبي



هزاع حينها ابتسم: خلاص أبي سيارتك الجديدة..



فهد قطب حاجبيه: مهوب كنك زودتها..



هزاع يضحك: والله أنت اللي مديت لسانك شبرين يأبو شنب.. أنا أصلا ما أبي شيء.. بس دام شنبك غالي عندك.. لازم أخذ شيء بغلاه..


وبعدين يأخي توك بايع السيارة اللي عطاك إياها منصور آل كساب وحاط فلوسها في جيبك


عطني سيارتك واشتر سيارة غيرها..



فهد بغضب: بس أنت داري زين إن السيارة ذي طلبتها من الوكالة وقعدت أنتظرها أكثر من شهرين..


وين بلاقي لي سيارة مثلها الحين؟؟



هزاع يهز كتفيه: خلاص عطني الشنب.. ما أبيها.. غطها على كبدك وأنت بدون شنب



فهد يفتح الجارور المجاور لرأسه ويتناول المفتاح ويلقيه على هزاع وهو يبتسم:


خلاص دامك ماخذها ماخذها على الأقل تاخذها وأنا سامح


ماتقول إنك خذتها غصبا عني... مبروكة عليك تستاهلها..


ولو أنك خليتها والله لأشتري لك سيارة أغلى منها.. تستاهل على ذا النسبة أنت ووجهك..



هزاع يأخذ المفتاح ويقبل جبين فهد وهو يبتسم: حتى لو قلت أنك سامح.. أدري أنك محترق.. لازم أحرّك شوي هذي حلاتها..






***************************************






"عبدالله قال لي اليوم إن أمي لزمت أنه يرجع معها للبيت


ها وش رأيش نكمل تشطيب بيتنا وننزله.؟؟. ترا مايبي له حتى شهر وإلا حن مخلصين كل شيء"



نجلاء ابتسمت برقة: أكيد ماعندي مانع


مابغيت تنطق بذا الدرة..



صالح يضحك: يعني كني السبب.. مهوب أنتي اللي طقيتي وهملتني أنا والبيت



نجلاء تجلس جواره لتحتضن عضده ثم تسند خدها له وتهمس بألم: خلاص صالح تكفى.. نبي نفتح صفحة جديدة..



صالح يمد يده ليحتضنها بقوة ثم يهمس بابتسامة: زين والصفحة الجديدة مافيها غرفة نصبغها بالوردي..؟؟



نجلاء تبتسم: تبي غرفتين ثلاث بعد ماعندي مانع الله يعطينا من عنده خير.. المهم خويلد وعزوز هم اللي ينقون غرفهم أول..



صالح بشفافية مرحة: حاضرين لخالد وعزوز وأمهم.. المهم أنتي وعيالش ما تزعجوني أنا وبناتي وتغثونا..






****************************************






" نعم وش تقول؟؟ عبدالرحمن عند الباب يبي يسلم على أمي


من جدك أنت؟؟


قل له يروح ويرجع بعدين.. ماعندي حد من أخواني"



صالح بحزم: يا بنت الحلال روحي أنتي وادخلي الحمام.. وانا باقول له ادخل.. أمي ماعندها حد..


أنا عادني في البيت وأخوانش هزاع وفهد عندي.. وعبدالله في المحكمة يصدق أوراقه.. ماحد منا بلاحق يجيش.. والرجّال يقول عند الباب..



عالية بضيق عميق وحرج أعمق: خلاص.. قل له يدخل عقب دقيقتين ألحق أضبط برقع أمي وجلالها وأسكر على روحي في الحمام..


وياويلك تجيب طاري أني عند أمي..



صالح يضحك: كم مرة قايل لش لا عاد تهددين أنتي وجهش.. تراني أخيش الكبير.. بيني وبينش فرق 11 سنة..



عالية تشعر أنها ستبكي من الحرج وهي تعلم أنه ليس بينها وبينه إلا هذا الباب: تدري إنك متفرغ.. بس دواك عندي يأبو خالد على ذا المقلب اللي سويته فيني..



عالية أنهت الاتصال ثم شرعت تعدل وضع برقع أمها على وجهها وجلالها وهي تهمس بهدوء تحاول أن تزرع فيه كل ثقتها بنفسها:


يمه عبدالرحمن بيجيش يسلم عليش.. أنا بأدخل الحمام لين يروح..



أم صالح باستغراب: تدخلين الحمام وتخليني ماحتى عندي حد يقهويه..



عالية شدت لها نفسا عميقا: يمه مهوب جاي يتقهوى.. جاي يسلم ويروح..



أم صالح بحزم: انطقي.. اقعدي على حيلش.. والله ماتروحين مكان.. الرجال أول مرة يجيني ..تبينه حتى فنجان القهوة مايذوقه عندي..



عالية بغيظ: يمه أنتي وذا الكرم.. استغفري.. تراش في المستشفى منتي بفي بيتش طال عمرش..


وعبدالرحمن لو انطبقت السما على الأرض ماني بقاعدة عنده أقهويه.. عنه ما تقهوى..



أم صالح بغضب: أنا بنت أبي.. بتفجرني اللي ما تستحي.. كن فيش خير فروحي وأنا حالفة عليش..



عالية بالفعل تكاد تبكي وهي تنظر لنفسها (حتى حالتي حالة من قعدة المستشفى.. خوش شوفة بيشوفها)


عالية حين سمعت الطرقات على الباب شهقت وهي تضفي عباءتها عليها وتتأكد من وضع نقابها على وجهه..


وهي تتمنى لو تنشق الأرض وتبلعها ( عادي علوي خلش جامدة..


الحين مهندسة جينية وكل يوم تقابلين الناس أشكال ألوان خايفة من الدحمي.. تراه مايأكل أوادم)



عبدالرحمن طرق الباب عدة مرات ثم فتحة بشكل موارب وهو يهتف بصوت عال: أم صالح.. أم صالح



أم صالح هتفت له : تفضل يأمك تعال..



عبدالرحمن قبل أن يدخل بشكل كامل شد الستارة قليلا ليمنع من يقف خارجا من رؤية داخل الغرفة وهو يهتف بذات الثقة:


يمه معي بوي جايب ورد.. وين يحطه؟؟..



أم صالح بحرج: يأمك ماكان كلفت على نفسك.. خله يحطه أي مكان..



عبدالرحمن يتقدم لمكانها وهو يهتف بمودة: مابه كلافة أنا اصلا قدني متفشل منش أدري أني تاخرت..



عبدالرحمن وصلها ليتفاجأ أن هناك مخلوقة تلتف بالسواد تقف في الزاوية.. عبدالرحن تجاهل وجودها ليصل أم صالح التي كانت تجلس على سريرها ويقبل رأسها وهو يهتف بمودة واحترام: سلامات يمه.. ما تشوفين شر.. أجر وعافية



هتفت له أم صالح بمودة: الشر ما يجيك.. اقعد يأمك تقهوى..



عبدالرحمن يشير بيده رافضا: لا يمه جعلني ما أبكيش.. أنا جاي أسلم عليش وبأروح.. بشريني منش الحين.. عساش أحسن؟؟



أم صالح بمودة: والله إن قد تقعد تقهوى.. وأنا الحمدلله من يوم شفت عبدالله وأنا بأحسن حال



ثم أشارت للواقفة في الزاوية التي لم ترفع عينيها مطلقا والتي تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها منذ سمعت صوت عبدالرحمن الرجولي الرخيم


(يمه.. يمه.. صوته يجنن وكله رجولة.. لا أحكي أنا نافسته في رجولة الصوت.. عز الله طفش الرجّال) :


عالية تعالي قهوي أبو فاضل..



عبدالرحمن حين سمع اسم عالية شعر بارتباك ما سرعان ما تجاوزه.. فهو ليس طفلا ولا مراهقا.. وهو رغم استبعاده أنه قد يلتقيها إلا أن الأمر لم يصدمه


لذا هتف بحزم واثق: الحمدلله على سلامة الوالدة يابنت خالد..



عالية في داخلها تمنت ألا ترد عليه.. ولكنها لم ترد أن تشعره بتوترها وخصوصا أنها كتعليم وشخصية هي أبعد ما تكون عن التوتر والارتباك


ردت عليه بهدوء متمكن قدر استطاعتها: الله يسلمك..



كتم في داخله ضحكة كانت ستفلت منه.. فصوتها كان مخنوقا لأبعد حد (لا يكون هذا بس صوتها من جد؟!!) : أشلون الوالدة الحين بشرينا منها؟؟



عالية اختناقها يتزايد( يتميلح هو ويا وجهه!!) ردت عليه بهدؤها ذاته.. أقصى هدوء استطاعته: الحمدلله



حينها كانت تصب له فنجانا من القهوة.. ولكنها لم تناوله له بل صبته ووضعته على الأرض قريبا منه..


حينها رفعت نظرها له بغير قصد لتتفاجأ أنه كان ينظر لها بتمعن ويبتسم .. أعادت حجز نظرها للأرض وهي تسب نفسها (الأخ كاشخ ومتأنتك .. أكيد يضحك على حالتي اللي ما يستحي أبو عين قوية البصباص)



أم صالح قطعت الجو الغريب بينهما وهي تهمس بأريحية: يأمك اشرب فنجالك..



عبدالرحمن حينها أجاب بخبث: وينه فنجالي؟؟



أم صالح زجرت عالية: عالية صبي لعبدالرحمن فنجال قهوة يامال الزين..



عالية حينها بدأت تشعر بغيظ ممزوج بالحرج ممزوج بالغضب.. همست من بين أسنانها حتى لا تسمع أمها: يعني منت بشايف الفنجال قدامك؟؟



حينها كاد بالفعل أن ينفجر ضحكا من طريقتها الطفولية في الغضب وهو يتأكد أن صوتها ليس مخنوقا كما كان يظن


رد عليها بخفوت مشابه: لا تكونين عقب عرسنا ناوية تحذفيني بالفنجال كذا!!



حينها اشتعل وجه عالية احمرارا وهي تتمنى لو كانت تستطيع سكب دلة القهوة فوق رأسه...


بينما أم صالح همست باستفسار: وش تقول يأمك؟؟



عبدالرحمن ينظر لعالية وهو يقف ويبتسم: أقول كثر الله خيركم.. وما تشوفين شر.. واسمحي لي أترخص طال عمرش..








***********************************






" وضوح أنتي أكيد استخفيتي.. ما أقدر أطلع لش.. والله لا تدري أمي وإلا نجلا أني نزلت في بيتكم إن قد يذبحوني


تبين الناس يقولون أن سمور الحياوية نازلة في بيت رجالها وهي ماباقي على عرسها إلا كم أسبوع


تبين الناس يأكلون وجهي أنتي ووجهش..لا وعشان ويش؟؟ عشان وجهش الشين


خلي الخدامة تعطيني أوراقش والسي في بسرعة عشان أقدم لش معي بكرة"



وضحي برجاء: سمور يا الدبة.. والله العظيم تعبانة من الدورة ومافيني حيل أنزل الدرج لين تحت وأروح للمطبخ الخارجي عشان أعطيه الخدامات


والله العظيم البيت فاضي.. أمي والعروس رايحين الصالون أخر جلسة لكاسرة اليوم عشان الحناية بتجيها في الليل


وتميم في شغله.. وامهاب في رحلة.. تكفين تعالي لي أنتي أنا في غرفتي..


والله ماحد يدري..



سميرة تستعد للنزول: ياويلش حد يدري والله لأسود عيشتش.. وإن شاء الله الخدامة والسواق ما يفتنون علي..


أنا قايلة لأمي بأروح للمكتبة القريب أصور أوراق وإلا ماكان خلتني أطلع.. وماهقيت أنش بتنشبين في حلقي تبين أصور لش وأقدم لش بعد



وضحى تضحك: حماتش جعل الزمان يتبارك.. إذا ما نفعتيني تنفعين من؟!!



سميرة نزلت بسرعة وأخذت الأوراق بسرعة لتعود ركضا للدرج.. ما كادت تصل الدرج حتى اصطدمت بعنف بشيء قوي


رفعت رأسها لتنظر.. لتفجع وعيناها تمتلأن بالدموع فورا



بينما هو حينما وصل لأعلى الدرج ومازال على العتبة الأخيرة حتى رأى المرأة التي تتجه نحوه ركضا ودون أن تنظر أمامها حتى


كان يريد أن يتنحى عن طريقها ولكنها لم تمنحه الفرصة وهي تصطدم فيه بقوة


الاصطدام رغم قوته لم يكن ليؤثر في بنية قوية كبنيته


وكان على وشك استعادة توازنه حتى رآها ترفع عينيها ويتعرف على شخصيتها من البياض الناصع المتبدي من فتحتي نقابها


ليفقد حينها توازنه فعلا وارتباكه يخل بأي توازن حاول التجلد به.. ليهوي متدحرجا من أعلى السلم إلى آخره..





#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 29-07-10, 08:39 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياصباح الورد ياريحة الورد

ماشاء الله عليكم عيني عليكم باردة
وش هالردود الحلوة... تدرون أنا بأطلب منهم قصتي مشاركة على طول<== أبي أنبسط <== وجهها قوي بعد!!
جد الله لا يهينكم كلكم على الردود الرائعة كروعة قلوبكم
وكلكم في عيني وقلبي فايزين
والاختيار إن شاء الله لين تكتمل الردود على بارت الأحد إن شاء الله
الله لا يهينكم ويكبر قدركم ويحرم ايديكم على النار..
.
.
بنات لاحظوا تذكرون من فترة لما قلت لك الأحداث بتصير في خط متوقع وبعد كذا المتوقع يصير غير متوقع
الحين حادث تميم وليه صار.. كان لكم توقعات كثيرة لكن ولا واحد منها صاب الحقيقة إذا ماخالفني الظن
الحادث هذا بيؤدي لشيء غير متوقع.. وأعترف لكم (مؤلم ) جدا!!
اليوم بنتعرف على هالشيء
.
حتى البنات اللي توقعوا إن عبدالله يستخدم حسن سلاح عشان يرجع جوزا
اليوم بتشوفون إن حسن ماراح يكون أبدا هو وسيلة الضغط
.
ما أطول عليكم
البارت الثامن والثلاثون
.
قراءة ممتعة مقدما
وترا بارت الأحد هو البارت المنتظر من أجزاء كثيرة
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.

بين الأمس واليوم/ الجزء الثامن والثلاثون


سميرة حين رأت تميما يهوي متدحرجا بعنف وعتبات الدرج الرخامية ترتطم به بقوة شعرت بقلبها يسقط بين قدميها وصراخها يتعالى..
وماكاد يصل إلى أسفل الدرج إلا وهي تصل معه..
كان يشعر بألم بشع يتصاعد في كل جسده.. وكأن عظامه تحولت لفتيت من ألف قطعة..
حاول أن يقف لكنه لم يستطع وهو يشعر بدوار حاد وألم لا يحتمل في ذراعيه بالذات..

سميرة اقتربت منه بجزع وهي تحاول أن تسنده دون تفكير بأي شيء عداه.. بينما هو كان يحاول أن يشير لها ألا تقترب منه أو تلمسه..
ولكنها كانت في دوامة عاصفة من الرعب وهي تدخل كفيها تحت ذراعيه وتحاول أن توقفه في محاولات فاشلة مرتاعة زادت من إحساسه بالألم..
تميم حرك كتفيه بضعف دلالة أنه يريدها أن تتركه..

بينما كان صراخ سميرة الباكي يرتفع بهستيرية : انتبه انتبه.. لا تتحرك العظم طالع..

وهي تتناسى مطلقا أنه لا يسمع حرفا من عويلها الذي سمعته وضحى ونزلت ركضا لتفجع بالنظر أمامها..
جسد تميم الممتليء بالرضوض والسجحات والدم.. والأقسى من ذلك العظم الذي شق جلده خارجا من ذراعه اليمين..

كان تميم يريد أن يشير لها أنه يبدو أن يديه الاثنتين قد كُسرتا ولكنه لم يستطع أن يشير بأي شيء..
وقهر عظيم شديد القسوة والمرارة بدأ يتصاعد في روحه...
وضحى بدأ بكائها يتعالى وهي تشير له ألا يتحرك أبدا .. و تصرخ بسميرة بين شهقاتها وهي تجثو بجوار تميم دون أن تلمسه خوفا أن تؤذيه :
اتصلي في الإسعاف بسرعة وارجعي لبيتش الحين بسرعة..

بينما اتصلت وضحى بأبي عبدالرحمن لكي يحضر لهم فورا.. فهو الشخص الوحيد الذي تستطيع طلب مساعدته في غياب مهاب..
عدا عبدالرحمن الذي شعرت طبعا بالخجل أن تتصل به...






********************************





" أنا أبي أعرف وش ردى العقل اللي عندش أنتي وأختش
هي تبكي كنه ميت لها ميت.. وانتي ماعاد تبين تحنين
ليه أنتو تفاولون على ولدي... ؟؟
تميم مافيه إلا العافية.."

كاسرة كانت تنظر لتميم النائم بجبس في يده اليمين ورباط ضاغط بجبس خفيف على يده اليسرى ولاصقات طبية على نواحي مختلفة من وجهه
وتنظر كذلك لوضحى المنتحبة جواره ثم همست بحزم: ليه يمه تشوفين إن كسر إيديه الثنتين بسيط؟؟

مزنة بحزم: إيه بسيط... ولدي رجّال.. ومهوب اللي يهزه كسر..
الدكتور أصلا كان يبي يطلعه .. بس أبو عبدالرحمن لزّم أنه يمسي الليلة تحت المراقبة..

كاسرة بحزم: يمه أنا وش قلت؟؟ أنا قلت أني بأجل العرس يعني؟؟ كل اللي قلته أني ما أبي أتحنا خلاص.. مالي خاطر فيه وتميم كذا..

مزنة بحزم: بترجعين الحين وبتحنين غصبا عنش بعد.. أنتي لين آخر لحظة لازم تعصيني..أنتي تبين تفضحيني في الناس..
على العموم امهاب اتصل فيني جاي من المطار ويقول كلكم ارجعوا البيت لأنه بيجيهم زوار رياجيل الحين..

مزنة أنهت عبارتها.. ثم توجهت لجوار تميم وهي تقبل رأسه.. ثم تجلس جواره وهي تربت بوجع عميق على يده المغمورة في الجبس..
دون أن يظهر هذا الوجع المصفى على علائم وجهها المشدود بحزم..
كانت روحها تذوب وجعا صافيا.. ربما لو كان ابنها بغير هذه الحالة الصامتة كانت لتحاول تجاوز الوجع..
لكنها الآن تعلم يقينا أي قهر وأذى نفسي يعانيه..وهو يفقد وسيلته الوحيدة للتواصل مع الآخرين..
الآن سيشعر بإحساس العجز الحقيقي الذي حرصت كثيرا على ألا تشعره به..
سيكون عاجزا عن التعبير عن حاجاته ومشاعره..
سيكون عاجزا حتى استبدال ملابسه أو تناول طعامه لوحده..
سيكون عاجزا عن أداء عمله الذي يجد روحه فيه والحواسيب تفتقد لمسته الحانية!!
تعلم أن هذا الأمر مؤقت.. ولكن القهر والعجز الذي سيشعر بهما إلى أي مدى سيجرحان روحه الحرة الوثابة ؟؟!!




**************************************





" أنا أبي أعرف ليه ذا البكا كله..
احمدي ربش أن ماحد درا أنش نازلة في بيته"

سميرة بين شهقاتها: وهذا يعني اللي هامش.. ماحد يدري أني نزلت في بيته
كان ودي العالم كله يدرون ولا يصير له شيء من اللي صار..

نجلاء تربت على ظهر سميرة المنكبة على سريرها باكية.. موجوعة .. حزينة وتهمس بحنان: يا قلبي يا سميرة أنا بنفسي كلمت أم امهاب.. تقول أنه طيب ومافيه إلا العافية
كانوا خايفين من الارتجاج في المخ.. بس الحمدلله مافيه شيء
وكل اللي فيه كسر في يده اليمين.. وشعر في يده الثانية.. وحتى الدكتور يقول لو يبي يطلع يقدر يطلع..

سميرة تشهق بوجع: منتي بفاهمتني يانجلا ليه؟؟ أنا ماني بمعترضة على اللي الله كتبه
أنا اللي محطمني أني أنا السبب يا نجلا.. أنا السبب!!
عرسي عقب شهر ونص.. أدخل عليه والجبس في يده.. لا وأنا السبب.. أشلون أحط عيني في عينه؟؟
وبعدين نجلا تخيلي القهر !!.. لو اللي انكسر رجله.. وإلا يده اليسار بس.. كان بسيطة.. بس الحين المسكين حتى ما يقدر يأشر..
انقطع تواصله مع العالم كله بسبتي.. يعني تخيلي ما يسمع ولا يتكلم ولا حتى يقدر يستخدم إيديه..
أشلون حتى الحين يقدر يعبر وإلا يطلب وألا يأكل وإلا يبدل ملابسه؟؟..
على ما يوصل وقت يوم العرس أساسا بيكون أستوى من الزعل علي والقهر مني..

حينها هزت نجلاء كتفيها وهمست بحزم: القرار من البداية قرارش يا سميرة.. لازم تحملين أي شيء بيصير..






****************************************





" تميم مايصير ياخيك.. ماكلت شيء"

تميم يهز رأسه رفضا.. الإشارة الوحيدة التي مازالت لم تسلب منه..
القهر العظيم الذي شعر به منذ تيقن بكسر يديه وهو يتصاعد في روحه حتى كاد يخنقه..
يفضل أن يموت جوعا على أن يطعمه مهاب كطفل يُدفع باللقمات في فمه.. وخصوصا في وجود عبدالرحمن والده..
قد تكون علاقته بهما قوية وخصوصا بأبي عبدالرحمن ولكن يكفيه مشاهد واحد لضعفه وقلة حيلته.. لا يحتمل مزيدا من الأعين المشفقة !!

وهاهو الآن أيضا يشعر بألم مريع شديد يتصاعد في كل جسده.. يريد أن يعبر عن ذلك حتى يحضروا له أي مسكن.. لكنه عاجز عن إيجاد وسيلة ما للتعبير..
حتى يده اليسار التي أخبروه أن مافيها هو محض شعر بسيط هو عاجز عن تحريكها تماما..
هاهو يشير لمهاب بعينيه.. ولكن مهاب لم يفهم مطلقا ماذا يقصد..
فهم بالكاد كانوا يستطيعون أن يستوعبوا إشارات يديه.. فكيف وهو محروم حتى من إشارات يديه؟!

وآخر ما ينقصه أن يجلس وهو بهذه الحال في زواج شقيقته.. أي عذاب هو هذا العذاب؟؟

غارق في عالم خاص من صمت هادر ووجع هادر غرق فيه لقمة رأسه
كانوا يتحاورون وهو بعيد جدا عنهم.. مغلق عليه في عالمه الصامت كقبر موحش خال حتى من همس الهواء!!
والآن خال حتى من الإشارات.. قبر حقيقي جدرانه أطبقت على نفسه الغارقة في سكونها!!


مهاب يلتفت لأبي عبدالرحمن ويهتف بامتنان واحترام: والله ياعمي ماني بداري وأشلون أرد جميلك.. وأنت مقابل تميم كنه ولدك

أبو عبدالرحمن بمودة عميقة وهو يلتفت لتميم: وتميم صدق ولدي..

عبدالرحمن يبتسم: لا لا.. أنا أعترض.. أنا بروحي ولدك..

مهاب يبتسم: شين السرج على البقرة.. لا تكون تتدلع بس..

عبدالرحمن يبتسم: حلالي أنا الولد الوحيد.. وش حاشرك؟؟

أبو عبدالرحمن بشجن عميق: جعلني اشوف عليك عشر عيال.. قول آمين..

مهاب يعاود الالتفات لتميم ليلحظ أن علائم ألم قوي ترتسم على وجهه
يقفز بجزع ويشير له: شيء يوجعك؟؟

تميم في داخله يهتف ( وأخيرا حسوا فيني.. قاعد أتقطع وهم يسولفون)
هز رأسه بقوة علامة الإيجاب.. مهاب يشير له باهتمام وهو يقترب منه: وش اللي يوجعك؟؟

حينها أدار تميم رأسه دائرة كاملة.. مهاب فهم الإشارة الغريبة.. حينها أشار بجزع حقيقي: كل شيء؟؟

تميم بألم هز رأسه إيجابا..ومهاب قفز ليستدعي طاقم التمريض بنفسه دون أن يرن الجرس

بينما تميم كان يقطب جبينه بقوة وهو يغمض عينيه.. وعبدالرحمن ووالده يحيطان به..
الألم يمزق خلاياه بشراسة ولا يستطيع التعبير عن شيء .. عن أدنى شيء!!
وكل هذا بفضلها هي.. بفضلها هي!!

" سبحان الله.. في داخلي كنت أرفض الزواج منها..
فهل يرسل الله عز وجل لي رسالة ما؟؟
اليوم كسرت يديك.. الله أعلم ماذا ستكسر فيك غدا؟؟
اليوم كسرت شيئا يمكن تجبيره..
ولكن ما أدراك غدا أن لن تكسرك كسرا لن يُجبر!! "






************************************





" فيه عروس خلاص عرسها بعد بكرة ومادة البوز كذا"

كاسرة بغيظ: عاجبش سوات خالتش أم امهاب.. تحلف علي أتحنى غصب وتميم مرقد في لمستشفى

فاطمة تنظر لساقي وذراعي كاسرة المطرزتين بنقوش حنا لم يجف بعد وتهمس بابتسامة: إذا ذا السيقان والذرعان ما تحنا.. ما للحنا خانة ولا عازة
يا الخبلة تميم طيب مافيه شيء.. وانتي عروس من حقش تحنين.. ومن حق كسّاب يشوفش متحنية..

كاسرة بتجبر: ترا آخر واحد يهمني رأيه كساب ذا..

صوت هاتف يرتفع فاطمة تقفز: يمكن رجّالي جا.. تأخرت الليلة واجد..

كاسرة تبتسم: يالخبلة هذا تلفوني.. شوفي وينه وردي..

فاطمة تبحث عن هاتف كاسرة بين الفوضى التي تركنها الحنايات خلفهن قبل دقائق.. تجده لتهمس لكاسرة: رقم مميز حده.. سبيشل موت ..بس بدون اسم

رغما عنها شيء ما تصاعد في روحها وهي تهمس بحياد: هذا أكيد كساب.. حطيه على الصامت

فاطمة تضغط زر الاتصال وتضعه على أذن كاسرة: آسفة.. أنتي بتردين وأنا باسمع.. وإلا تدرين أحطه على السبيكر أحسن..

كاسرة بتحذير: يا ويلش تحطينه سبيكر..

فاطمة تعيد وضعه على أذن كاسرة وتلصق أذنها معها .. بينما كاسرة هتفت بهدوء: هلا..

صوته الذي يثير فيها أغرب المشاعر: هلا بش.. هذا كله عشان تردين..

كاسرة ببرود: آسفة مادريت أنك بتتصل أو كان علقته في رقبتي..

فاطمة تشير لكاسرة أنها ستخنقها.. بينما كان صوت كساب ينساب بثقة: مافيها شيء تعلقينه في رقبتش لأني ما أحب حد ينقعني على التلفون..
على العموم أنا متصل أقول لش الحمدلله على سلامة تميم.. توني دريت.. وكنت عندهم في المستشفى..
الحمدلله مافيه إلا العافية.. خطاه الشر..

كاسرة بنبرة محايدة: الله يسلمك وماقصرت.. وش ذا الذوق كله؟؟

كسّاب ببرود: ما أقدر أسميه ذوق.. لأني أنا ماعندي ذوق.. لكن تقدرين تسمينه واجب لأني واحد أقدس الواجب..

كاسرة بتهكم: زين معلومة جديدة ولو أنها تبي لها دراسة..

حينها همس كسّاب بخفوت: عندش حد؟؟ صح؟؟ وحاط أذنه مع أذنش على التلفون؟؟

كاسرة بصدمة: وش دراك؟؟

بينما فاطمة ابتعدت برعب قدر استطاعتها وهي تمسك بالهاتف على أذن كاسرة..
بينما كساب همس بتلاعب: والحين اللي عندش بعد أذنه عن التلفون

كاسرة باستغراب: أقول وش دراك؟؟

كسّاب ببساطة: كان فيه صوت نفسين على التلفون مهوب نفس واحد..

كاسرة حينها لم تستطع إلا أن تبتسم: يمه منك.. جني.. هذي فاطمة وأعتقد أنك تعرفها

كسّاب شعر باستغراب أنها أشركته بهذه البساطة باسم من هو معها.. مع أنه توقع أن تعاند..
حينها همس بخفوت متلاعب خبيث: زين وبما أن فاطمة بعدت أذنها عن التلفون
وأنا الحين بس سامع صوت نفسش اللي مذوبني.. أشرايش تقولين تصبح على خير حبيبي؟؟ أو الأحسن عطيني بوسة..

كاسرة تهمس بخفوت من بين أسنانها: قسما بالله أنك مريض نفسي بالوقاحة..
ثم أردفت بصوت أعلى: فاطمة سكري التلفون لو سمحتي..


فاطمة أرادت أن تنهي الاتصال.. لتجده فعلا قد أنهاه.. همست باستغراب: أصلا هو سكر

كاسرة بغيظ: الوقح النذل.. مايخلي حركاته اللي كنها وجهه..
تنهدت كاسرة بغيظ فعلي (هذا أشلون باستحمل العيشة معه؟؟ أشلون؟؟ ما ينطاق يا ناس.. ما ينطاق والله العظيم)





****************************************



اليوم التالي..


" الحمدلله على سلامتش يمه نورتي بيتش.."

صالح يسند والدته وهو يدخلها للبيت ثم يجلسها.. بينما عالية تدخل خلفه تحمل حاجيات والدتها
تهمس أم صالح بإرهاق: وينه عبدالله؟؟

صالح يجلس جوارها وهو يشد على يدها ويهتف بابتسامة: راح يفصل له ثياب يمه.. خاشرني في ثيابي.. الغنات زينة..

أم صالح بألم: سبحان الله من كان يهقى.. تصدقت بثيابه كلها..

صالح يبتسم ويهمس بمرح: يالغالية الموضة تغيرت.. خله يفصل ثياب جديدة.. خليت فهيدان يروح معه عشان يعلمه التفصيل الزين..وش عرفه أبو الشناقيط؟!!


التفتت أم صالح لعالية التي جلست جوارها: يأمش افتحي قسم عبدالله ونظفيه أنتي والخدامات.. وشوفي وش اللي قاصره

عالية تبتسم بمرح: من الحين بدأ الشقا.. يمه خلني أشم نفسي أول..

حينها هتف صالح لأمه بحذر لطيف: ودام عبدالله رجع وخذ مكاننا.. أنا يمه خلاص بأكمل بيتي وبأطلع له..

حينها هتفت أم صالح بانقباض: وش فيك مستعجل يأمك؟؟

صالح هتف بمودة عميقة: مستعجل؟؟ إلا قدني متوخر..

أم صالح همست بضيق: جعلك تهنا بالمنزل يأمك..

حينها مال على كتفها مقبلا: ترا مابه بعد يالغالية.. حذفة عصا.. وانا عندش.. طالبش ما تضايقين نفسش





************************************





" الحمدلله على السلامة نورت بيتك"

أشارت وضحى بحماس لتميم الذي كان يستلقي على سريره دون أدنى حماس وهو عاجز عن مجرد الرد على إشارتها..
والألم مازال يتصاعد في نواح مختلفة من جسده..

أشارت له بخبث لطيف: شايف باقة الورد هذي.. ترا جات لك من ناس خاصين..

تميم انتبه للتو لباقة أزهار رقيقة ومنسقة بذوق رفيع بجوار سريره.. قطب جبينه متسائلا.. لتفتح وضحى الجارور أسفل الباقة وتستخرج منه بطاقة..
ثم تديرها أمام عينيه.. كان خطها يرتسم بعذوبة على الفضاء الزهري للبطاقة:
" الحمدلله على سلامتك
خطاك الشر..
سامحني لأني ماني بقادرة أسامح نفسي

سميرة"

تميم أشاح بنظره جانبا دلالة على عدم الرغبة في البطاقة.. أو حتى مجرد قراءتها!!

بينما وضحى وضعتها في جيبها وأشارت له بحنان:
تميم فديتك.. ترا هذي قسمة رب العالمين
وأعرفك رجال مؤمن.. يعني سميرة صدمت فيك وأنت طحت
كان ممكن أكون أنا أو أمي.. أو حتى أنت تطيح بدون سبب

لا يستطيع حتى أن يرد عليها أو يعبر عن تعقيد مشاعره.. وأن الأمر عنده يتجاوز ذلك بكثير..
لا يستطيع حتى أن يشير لها ويخبرها كم أصبحت سميرة قضية معقدة وملتبسة بل مرعبة عنده..
بعد أن أصبحت تتكون في مخيلته صورة سلبية بل شديدة السلبية عنها..
بداية من توجسه الذي بدأ يتصاعد من سبب موافقته عليها..
فما الذي يدفع شابة صغيرة وجميلة ومتفجرة بالحياة للاقتران بشاب أصم أبكم وليس حتى جامعيا مثلها إلا إن كانت تخفي سرا ما؟؟

ثم كيف تواتيها الجرأة وهي تخالف العادات المعروفة في دخولها لبيته؟؟.. تصرف مثل هذا لا تقدم عليه إلا شابة خلعت الحياء!!

ثم كيف تجرأت أن تلمسه وهي تحاول إيقافه عندما سقط؟!..
هو أحس أن شعر جسده قد وقف حينما أحس بيديها على جسده رغم كل الألم المنتشر في جسده..بينما هي لم تبالِ..

بل حتى باقة الورد والبطاقة تدل على جرأة أصابته بالتوتر وبمزيد من التوجس!!

يحاول أن يمنع هذه الأفكار المريضة من التسلل لرأسه والسيطرة عليه وإيذائه بمرارته ووحشيتها...
يهمس لنفسه ويكرر: حتى لو كنت ما أعرفها ..آل ليث معروفين بطيب الأصل والأخلاق..

ولكن الوساسات كذلك تعود لتطرق رأسه بقسوة: أ ليس لكل قاعدة شواذ.. لكل قاعدة شواذ!! لكل قاعدة شواذ !!




**************************************





"يبه أبي أقول لك شيء"

أبو صالح يلتفت لصالح الجالس جواره ويهتف بحزم: عسى ماشر..

صالح بمودة واحترام: خير إن شاء الله
أنت عارف إن بكرة عرس ولد زايد آل كساب.. وبنروح كلنا..

أبو صالح بهدوء: أكيد مافيه شك..

صالح شد له نفسا عميقا: زين حن نبي عبدالله يروح معنا.. لازم الناس يدرون إنه رجع..
وعشان نعزم الموجودين كلهم على عشا عندنا بعد بكرة لعبدالله دامهم متجمعين

أبو صالح صمت لدقيقة.. لو كان الأمر برغبته هو لرفض.. ولكن هذا هو مايجب أن يحدث.. وهكذا هو المفترض والأصول.. وليس هو من يقصر في (مواجيبه)!!
لذا هتف بحزم: بصركم.. الله تبون سووه..

صالح بحذر: زين أنت داري إن عبدالله الليلة خلاص بيمسي هنا..

أبو صالح بنبرة غضب: ليه أنت ظنك إنه بيدخل بيتي وأنا مادريت.. لكن والله لولا خاطر أم صالح وإلا والله ماعاد تشوف عينه ذا البيت أسود الوجه..




*********************************




" نام أخيرا؟؟ "

جوزاء بإرهاق: نام الله يصلحه.. والله العظيم هذي مهيب حالة.. بأقعد كل ليلة على ذا الحالة.. يبكي ويصدعني يبي أبيه..
شايف السالفة لعبة يبكي عليها لين تجيه.. أنا الغلطانة اللي دلعته كذا!!

شعاع تبتسم: لمعلوماتش ترا الليلة اللي نام عند أبيه صدعه يبيش.. يعني انبسطي..

تسللت ابتسامة شفافة لشفتي جوزاء: من اللي قال لش؟؟

شعاع تجلس وهي تهمس: عالية قالت لي..

جوزاء بتشفي: جعله الزين فيه..
ثم أردفت بحنان: وفديت قلب حسوني.. أنا أصلا تيك الليلة ماقدرت أنام وهو مهوب في حضني..

شعاع تغمز بعينها: زين وش رأيش.. يصير زيتنا في طحيننا.. ريحو حسن وجمعوا الشامي على المغربي...

جوزاء انتفضت بغضب: تدرين.. أسخف من ذا الكلام ماسمعت..

شعاع تهز كتفيها: والله الكلام السخيف هذا مهوب من عندي.. من عند أب ولدش اللي ماصدق أنش تتطلقين عشان يخطبش ثاني يوم..

جوزاء بصدمة: من اللي قال لش ذا الكلام..؟؟

شعاع بخفوت: سمعت باباتي فاضل بيه يقوله لأمي.. بس طبعا هم مادروا أني سمعت..

جوزاء شعرت بضيق عميق كتم على روحها وهي تسأل شعاع: وأبي وش قال له؟؟..

شعاع تبتسم: شرشحه وسبه وطرده وخلاه مايسوى بيزة.. على قولته

حينها اتسعت ابتسامة جوزاء: الله يبشرش بالخير.. ليتني بس شفت بعيني..
ثم همست بدفء حنون: وجعل عمر أبو عبدالرحمن طويل في الطاعة.. وجعل عيني ماتبكي زوله..





***************************************






" وش إحساسك بأول ليلة في بيتك؟؟"

عبدالله يجلس على السرير ويلتفت لفهد وهو عاجز عن التعبير عن وطأة مشاعره وقوتها بل وقسوتها.. خليط قاس من حنين وألم وذكريات
هنا قريب من رائحة أهله.. حنان أمه وقوة أبيه وعزوة أشقائه..
هنا كان المكان الأخير الذي جمعه بها.. مازال المكان كما هو لم يتغير.. السرير والدولايب والجلسات..
عدا أنها خالية تماما من أي متعلقات شخصية أو ملابس!!

عبدالله تنهد وأجاب فهد: مبسوط وحزين في نفس الوقت.. مبسوط أني رجعت لمكاني..
وحزين لأن قعدتي هنا مهيب من خاطر أبي ولولا مرض أمي ماكان وافق!!

فهد وقف وهو يهتف بحزم: عط أبي كم يوم.. إبي مستوجع منك.. الله أعلم وش أنت مسوي فيه..
الحين رخص لي.. دوامي بكرة عقب صلاة الفجر..

فهد غادر عبدالله الذي وقف يدور في الغرفة الخالية تماما.. يتذكر الليلة الأخيرة له هنا.. وجوزاء تدعو أن يذهب ولا يعود..
مستعد أن يبيع عمره كاملا حتى لا يلمح نظرة الكراهية نفسها في عينيها مرة أخرى!!

في زاوية قسم الجلوس لمح الخزنة مازالت في نفس مكانها (أيعقل أنها مازالت لم تفتح؟؟
الوحيدة التي كانت تعرف رقمها هي جوزا
أعطيته لها حتى تضع مجوهراتها فيها)

عبدالله توقع أن يجد الخزنة فارغة ومع ذلك أدخل الرقم السري.. ليفتحها ثم يصدم صدمة بالغة القسوة بما وجده فيها
وجد جميع أوراقه الخاصة وساعاته ومتعلقاته الثمينة مازالت كيوم وضعها بيده
ولكن لم يكن هذا هو مصدر صدمته.. بل مصدر صدمته أنه وجد شبكة جوزاء ودبلتها و هدية صباحتيها منه!!

شعر بألم عميق وغضب أعمق.. ألهذه الدرجة كرهت أن تحمل معها شيئا من رائحته؟؟.. لماذا لم تبعها فقط إن كانت لا تريد الاحتفاظ بها
فهذه الأشياء هي حقها الذي شرعه لها الله عز وجل..

وجد أن تفكيره يُترجم في صورة تصرف لم يتردد فيه وهو يتناول هاتفه ويتصل برقمها القديم..
لا يعلم إن كانت قد غيرته.. ولكنه تمنى أن يكون هو نفسه..

وقتها كانت جوزا تستعد أن تنام بعد ان صلت قيامها مبكرا لأنها كانت مرهقة فعلا..
رن هاتفها برقم غريب.. لم ترد عليه.. عاود الرنين لثلاث مرات
حينها تناولته بحذر وردت بذات الحذر: نعم؟؟

صوته الغاضب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كادت تلقي الهاتف من يدها وهي تتعرف على صاحب الصوت.. لكنه في ختام الأمر هو من أتصل بها لذا ليحتمل ماسيسمعه.. لذا هتفت بغضب عارم:
صدق قلة حيا ومرجلة.. بأي حق أنت تتصل ؟؟

عبدالله مصدوم من طريقتها في الرد ومع ذلك رد عليها بحزم متمكن: والله قليلة الحيا اللي تاخذ الرياجيل بشراع ومجداف كنها شريطية في سوق..

جوزاء تصاعد غضبها: هذا اللي مع شينه قوات عينه.. نعم وش تبي؟؟..
وياليت الرقم هذا تنساه وتمسحه من ذاكرتك مثل ماكنت ماسحه طول السنين اللي فاتت..

عبدالله حينها همس بخبث: وهذا اللي مزعلش؟؟ أني كنت ناسي الرقم السنين اللي فاتت؟؟!! انتظرتي مني تلفون يعني؟!!

جوزاء ليس لها بال لتشعر بالحرج أو حتى لتسمح له أن يشعرها به.. لذا همست بذات الغضب المشتعل:
لا والله ما انتظرت تلفون.. إلا تمنيت إن راعي التلفون مارجع من قبره.. ليته قعد فيه وكف شره عنا..

ألم عميق تصاعد في روح عبدالله.. أن يكون يحبها بهذه الطريقة الجنونية بينما هي تصفعه بكراهيتها ويغضها بهذه الطريقة غير الإنسانية الخالية من أي رحمة
ألم يكفها مافعله والدها به.. لتأتي وتكمل هي عليه!!

عبدالله حينها همس ببرود يختلف عن الحرارة المرة التي اجتاحت كل خلاياه:
أنا ما أبي أطولها وهي قصيرة.. أنا بس كنت أدري ليه خليتي أغراضش في الخزنة
الأغراض هذي حقش وبكرة بأعطيها عبدالرحمن يعطيش إياها

إن كان هو يتحدث ببرود لا يعبر عن حرارة حزنه.. فإنها كانت تتحدث بغضب ملتهب عله يعبر عن بعض التهاب جوفها
وخصوصا أن دموعها بدأت تتساقط من عينيها ملتهبة ساخنة تكاد تحرق خديها:
اسمعني عدل لو تبي تعطيها عبدالرحمن احذفها في أقرب زبالة أحسن.. لأن هذا هو اللي أنا بأسويه..
لأن الزبالة مايجي منه إلا الزبالة اللي مثله.. عشان كذا أنا من البداية خليت الزبالة في مكانها.. حد يشيل زبالة معه؟!!

حينها ماعاد عبدالله قادرا على الاحتمال.. قد يكون أخطأ في حقها كثيرا.. كما أخطا في حقوق الكثيرين.. لكنه لن يسمح لها أبدا أن تهينه بهذه الطريقة
سمع من عالية كثيرا عن سلاطة لسانها لكنه لم يتخيل أنها قد تصل إلى هذا المستوى المتدني والمنحط..

حينها صرخ فيها بغضب عارم: تدرين عمري ما تخيلت إنش ممكن تصيرين مخلوق بشع ومريض كذا
عشان كذا أنا مستحيل أخلي ولدي معش.. أي تربية بتربينه أنتي؟؟
أنا متأكد أني لاطلب عرضش على طبيب نفسي أن الولد بيصير في حضانتي من أول جلسة!!

حينها انهارت جوزاء بالفعل وبدأت تنتحب.. لم يكن عبدالله يقصد ماقاله أبدا..
لكنه أراد أن يؤلمها كما آلمته..
فإن كانت وصفته بـ"الزبالة" فهو وصفها بالمريضة النفسية وهو يظن أنه كان رحيما بها بينما هو ضربها على الوتر الحساس تماما
وهي تنهمر بوجيعتها وشهقاتها دون أن تشعر:
الحين تعايرني أني معقدة وهذا كله من بركاتك.. الحين تهددني تأخذ الولد اللي سنين مادريت عنه؟؟
خذتني وأنا روح صافية شفافة لوثتها بسوادك.. وعقبه أنا المعقدة التي تبي تعرضها على دكتور نفسي عشان تأخذ روحها منها؟!!
لا تنسى تقول للدكتور أنك اللي ذبحتني.. لا تنسى تقول له أنك اللي عقدتني.. لا تنسى تقول له أنك اللي حطمتني وحطمت مستقبلي وأنوثتي وإنسانيتي...
لا تنسى تقول له أن المخلوقة البشعة هذي أنا اللي صنعتها بيديني وتفننت في صنعها..
الحين تبي تأخذ حسن مني عشان هو الشيء الوحيد اللي باقي لي في الدنيا ماخذتها؟؟
خذت مني كل شيء.. عمري ودراستي وحتى شخصيتي ومستقبلي.. كل شيء خذته مني.. باقي لي حسن بس.. مهوب هاين عليك تخليه عندي
أنت لازم تأخذ مني كل شيء عشان ترتاح.. قبل ما تشوفتي ميتة منت بمرتاح.. ليت الله يأخذ روحي الحين وأرتاح من كل شيء وأريحك..

حينها قاطعها عبدالله بجزع بعد أن مزقت مشاعره المرفهة كل كلمة موجوعة انسكبت من روحها بكل صدق مجروح: بسم الله عليش.. روحي قبل روحش..

حينها شعرت جوزاء أن كل شعرة في جسدها وقفت وهي تُصاب بإحساس موجع يشبه تماما يوم سمعت كلمة "لبيه" اليتيمة منه..
ولكن شتان بين إحساسها المموه ذلك اليوم.. وإحساسها الناضح بالكراهية المرة اليوم!!
شعرت بصدمة موجعة وهي تستعيد سيطرتها على نفسها وتندم على كل كلمة ألقتها على مسامعه وهي تكشف أوراقها كلها أمامه
لملمت جراحها وهي تهمس باختناق: خلاص أبو حسن.. تبي شيء؟؟

عبدالله شد له نفسا عميقا.. واختناقها يصب في روحه الموجوعة وهتف بحزم:
أم حسن.. ترا خطبتي لش مفتوحة لين آخر يوم في عمري..
ماراح أقول عشان حسن.. لأني أوعدش إن حسن بيقعد معش لو مهما صار
لكن بأقول عشان تعطيني فرصة أصلح غلطتي معش
وإذا أنا ما أستحق ذا الفرصة.. أنتي تستحقينها!!







************************************





" ما تبينا الليلة نروح نبات في الأوتيل يالعريس"

كساب يلتفت لعلي ويهتف بحزم: لا .. أبي أنام في غرفتي..

علي يبتسم: والأجنحة اللي أنا حجزتها الليلة كذا على الفاضي..

كساب يبتسم: روح نام أنت هناك بروحك..إلا كم جناح أنت حاجز؟؟

علي ببساطة: ثلاثة.. واحد للعروس.. واحد لك وطبعا أنا معك.. وواحد لخالتي ومزون عشان يحطون أغراضهم فيه ويتعدلون فيه
بس طبعا الرئيسي حق العروس لأنهم يقولون إنها مختلفة مع أمها هي ما تبي تنزل للقاعة.. تبي تقعد بغرفتها..
وأمها ملزمة عليها تنزل وتقعد في الغرفة الملحقة بالقاعة عشان الحريم اللي يسلمون عليها أكيد ماراح يطلعون لفوق
وما ادري وش استقروا عليه.. فقلت على كل حال هي تأخذ الجناح الكبير وتأخذ راحتها..

كساب شعر بغضب ما أن معلومة جديدة مثل هذه يتلقاها من علي ومع ذلك هتف ببرود: ومن اللي قال لك ذا الكلام؟؟

علي بتلقائية وهو يسترخي على الأريكة: من مزون.. العروس بنفسها قايلة لها..

تزايد غضب كساب.. قد يكون الموضوع بمجمله غير مهم.. بل سخيفا جدا في نظره.. فأخر ما يهمه أن يعرف أن ستجلس..
ولكنه يكره أن يشعر أنه الحلقة الأضعف في أي قضية..
كان من المفترض أن يكون هو من يعرف بالخبر قبل أي أحد




*********************************





وضحى تغلق الحقيبة ثم تلتفت لكاسرة وتهمس برقة: شوفي هذي شنتطتش حقت الأوتيل..
والشنطتين هذي حق السفرة.. لا تفتحينهم.. شيليهم بس بكرة عالجاهز..

كاسرة جلست على طرف السرير وهمست بهدوء فيه شجن غريب: مشكورة أخدمش يوم عرسش إن شاء الله

وضحى جلست جوارها وهمست بمرح: ريحي روحش.. شكلش مطولة..

كاسرة غمزت لها بعينها: خليني بس أضبط موقعي هناك ونضبط لش ولد زايد الثاني..
لا ونزوج امهاب أختهم بعد.. ونستولي على العايلة كلها

وضحى ضحكت: أنتي ضبطي كساب لروحش وبس.. وبعدي عني أنا وأخي.. عاجبنا حالنا..
أنتي شكلش تبين تجلطين امهاب تزوجينه الكابتن طيار

كاسرة هزت كتفيه: خله.. يمكنها دواه..

وضحى تبتسم وتقف: بأروح أشوف تميم وبأرجع لش..
ثم أردفت بتردد: أبي أنام عندش الليلة .. ممكن؟؟

كاسرة شعرت بألم عميق أخفته خلف هدوء صوتها الحازم: أكيد ممكن.. ولو ماجيتني تنامين عندي.. أنا بأجي أنام عندش..


فور خروج وضحى رن هاتف كاسرة.. التقطته بعفوية .. كان كسّاب هو المتصل..
تنهدت بعمق (حتى أخر ليلة أنا فيها حرة منه إلا ينكد علي..)
ومع كل هذه الأفكار الرافضة لاتصاله إلا أنها ردت بهدوء: نعم؟؟

صوته الحازم: الله ينعم عليش

صوتها الهادئ بعمق: يعني أنت مافيك صبر لين بكرة عشان تنكد علي؟؟

أجابها بتهكم: ليه متوقعة أتصل لش عشان أنكد عليش؟؟

أجابته بذات الهدوء الساكن: كالعادة .. كل مرة تكلم عشان تنكد علي..

حينها أجابها بسخرية: زين دامش متوقعة النكد.. ماني بمخيب ظنش..
ممكن أعرف ليش ترتيباتش للعرس ما بلغتيني فيها؟؟
ليه أنا أتبلغ فيها من أخي اللي أختي بلغته..؟؟

كاسرة هزت كتفيها: والله أنا سويت الأصول.. وكذا الأصول
وعلى فكرة ترا حتى سفرنا أنت بلغت امي فيه قبلي..

كساب بسخرية حازمة: يعني تردينها لي؟؟

كاسرة بثقة: والله مافكرت فيها بذا الطريقة.. لكن والله إذا تفكيرك المحدود يبيها بذا الطريقة.. أنت حر

كساب بابتسامة متلاعبة: زين يا بنت ناصر..
بس حطي في بالش عدل دام حياتنا سوى بتبدأ بكرة
إنش ما تفكرين يوم تحطين راسش برأسي
أدري أنش مسكينة شايفة نفسش شخصيتش قوية.. بكيفش
بس العبي على قدش..





*********************************




صحا على قبلة على جبينه.. فتح عينيه مستغربا ليجد مزون أمامه.. ابتسم بتلقائية.. وهو يمد يده ليمسح خدها..
ولكن سرعان ما كف يده وتجهم وجهه وهو يجلس معتدلا ويهتف بحزم: وش ذا الإزعاج؟؟

مزون ابتسمت بسعادة حقيقية.. يكفيها انه ابتسم لها.. تفجرت تحت ردائها سعادة لا حدود لها
حين جاءت تتسحب إلى غرفته وهي تقرر أن تكون من توقظه في هذا النهار الاستثنائي.. كانت مستعدة لانفجاره الناري فيها
كانت مستعدة لكل شيء سيقوله.. ولكل تأنيب.. بل لكل قسوة..
لذا تفاجأت بشدة وتصاعدت دقات قلبها للذروة وهو يبتسم لها.. ثم كاد قلبها يتوقف وهو يمسح خدها بحنو حقيقي..
لذا لم تهتم بعد ذلك لتجهمه ولا لحزم صوته وهي تجيب بسعادة: اليوم يوم غير..قلت لازم أنا اللي أقومك..

كان يريد أن يصرخ فيها ولكنه لم يستطع أن يسلب الابتسامة التي طال اشتياقه لها ..
لذا هتف وهو يقف ببرود محترف: وليش ماحولتي إزعاجش على علي..

مزون بابتسامتها الصافية: علي ياقلبي أصلا ما رجع عقب صلاة الفجر.. راح مكان الحفل يشيك على كل شيء بنفسه
أقول له تو الناس.. مارح تلقى حد الحين..
يقول لي مهوب مرتاح لين يتاكد بنفسه

حزن شفاف لا معنى له غمر روحه.. أن يكون شقيقاه بهذه السعادة من أجل زواجه الذي هو بنفسه غير مهتم به..

كساب حينها كان سيتجه الحمام وهو يهتف بحزم :خلاص روحي هذا أنا قمت

كانت ستخرج.. ولكنها عادت بحذر لتقف أمامه ثم تمد ذراعيها لتحيط بهما خصره وهي تقبل صدره وتهمس بنبرة حزن عميقة:
ألف مبروك.. ما تتخيل أشلون أنا مبسوطة اليوم.. الله يجعل وجهها خير عليك

بينما هو وقف كتمثال وذراعاه مسدلتان جواره.. لم يتحرك لاحتضانها ولا للرد عليها وهو مشغول فقط بإحساسه الدافئ باستكانتها على صدره..
تمنى أن يشدها ليدفنها في صدره... ولكنه لم يبدر منه تصرف ونبرة الحزن في صوتها تغتال روحه بإحساس غير مفهوم..
(إن كانت سعيدة.. فلماذا كل هذا الحزن في صوتها؟؟)





*************************************



ينزل الدرج بخطوات هادئة شديدة الهدوء.. وكأنه يريد أن يتذوق وقع خطاه على الدرجات..
يستمتع بنغماتها المهدئة للروح كأمواج بحر ساكن عذب تضرب الشاطئ بسلاسة
لتنبئ العالم أن هناك حياة تستحق دائما أن تُعاش مهما كانت الحياة مُثقلة بالمصاعب..

وقبل أن يصل للأسفل يقف للحظات ليملأ عينيه من المكان.. النوافذ الضخمة المرفوعة الستائر تتيح لأشعة الشمس الدافئة أن تنير المكان بشكل صارخ
بعيدا عن برودة بورتلاند وغيومها التي غاص فيها حتى أذنيه..

المكان المتسع الذي مهما تغلف بالحضارة يبقى نابضا بروحه البدوية بعيدا عن شقته الضيقة الكئيبة التي خنقت روحه وأطبقت بجدرانها على صدره..

وقبل كل شيء.. وأهم من كل شيء...
من تصدرت المشهد.. منحنية على قهوتها الصباحية.. الحلم الذي مافارق خياله المؤرق بأحلام العودة المستحيلة!!
أراد أن يبكي.. فقد يكون البكاء هو التعبير الوحيد الذي قد يُعبر عن مدى وطأة المشاعر المفرطة في القوة والعنفوان..
ولكن تبقى روح الرجل ترفض البكاء تعبيرا عن مشاعر غالية ترخصها وتمتهنها الدموع..

وصلها وهي غارقة في أفكارها.. همس لها وهو ينحني على رأسها: صبحش الله بالخير..

انتفضت بخفة.. ثم أشرقت عيناها بابتسامة حانية: الله يصبحك بالنور والسرور
اقعد.. اقعد يأمك خلني أقهويك..

جلس مجاورا لها وهو يشد القهوة ناحيته ويهمس بشجن عميق:
أنا بأتقهوى بروحي وأقهويش.. والله ما تصبين علي الفنجال..

أم صالح ردت عليه بشجن مشابه: جعل عيالك يقهونك..

عبدالله يبتسم: ياه يمه.. عيالي!! هم حسن وبس..

أم صالح بنبرة عتب: ليه أنت بتقعد على حسن وبس.. لازم أنك بتعرس وبيجي عليك عيال(ن) غيره

عبدالله يتنهد: يمه يصير خير.. ادعي لي أنتي بس بالتوفيق وبرضا الوالدين ما أبي شيء غيره..




*********************************





"يالله يأمش شناطش صارت في السيارة
يا الله عشان نروح الفندق"

كاسرة تلف شيلتها على رأسها وتحمل نقابها بيدها وتهمس بنبرة حزن لم تستطع منعها لأنه الوحيد الذي يذيب هذا القلب:
زين يمه عطيني وقت شوي أسلم على جدي

مزنة بحزن مشابه: يأمش من عقب صلاة الفجر وانتي قاعدة عنده ماحتى رقدتي ولا تريحتي.. والحين يمكن إنه راقد يتريح قبل صلاة الظهر..

كاسرة بشجن عميق: ماعليه يمه.. خمس دقايق بس.. أسلم عليه..

طرقت الباب ثم فتحت بالمفتاح.. وطلبت من سليم أن يخرج من عنده لتدخل هي..
كان متمددا وعيناه مغلقتان كانت على وشك الانحناء لتقبيل جبينه حين سمعت همسه الساكن العميق: بتروحين الحين يأبيش؟؟

حينها لم تستطع أبدا أن تمنع دمعة يتيمة فرت من عينها رغما عنها.. رغما عن جبروتها وقوتها..
دمعة انسكبت على وجهه وهي تقبل جبينه وتهمس بشفافية مختنقة:
بأروح يبه.. وماني بمبطية.. عد كم يوم وأنا عندك

فتح عينيه الصغيرتين وهمس بحنان: أفا المهرة تبكي؟؟

عاودت تقبيل جبينه وانتقلت لكتفه وهي تهمس بوجع: المهرة ما يقدر عليها غيرك.. ودموعها مهيب لغيرك..

مد يده ليضعها على خدها وهمس بذات الحنان: وأنا ما أبي دموعها لي ولا لغيري..

حينها ابتسمت: خلاص لا تفتن علي أني بكيت.. وأبشر بسعدك..

مد يده حتى تجلسه.. شدته من يده برفق حتى يجلس ثم همس لها حين استوى جالسا: يأبيش ما أوصيش في نفسش ورجالش..
ترا يأبيش الرجّال مهو يدمح الزلة.. فلا تخلينه يعين الزلة عليش..

ابتسمت له وهي تشد على كفه الضخمة المعروقة: يبه أنا مايجي مني الزلة.. بس أنا مثله ماني بدامحة الزلة..

شد على كفها التي تمسك بيده وهتف بحزم: يأبيش المرة هي اللي لازم تحاضي وتسامح.. لا تخليني أحاتيش.. ولا تفرطين في ولد زايد ولا تقصرين في حقه..

وقفت لتقبل رأسه وهي تهمس بمودة: ولا يهمك يبه.. مايصير إلا اللي يرضيك
المهم الله الله في الكشخة الليلة وأنت قاعد في عرسي.. أبيك تغطي على المعرس..






************************************





كساب يفتح باب جناحه الخاص لمهاب الذي دخل مستعجلا وألقى بغترته على أقرب مقعد: زين أني لقيتك يوم كلمتك
الوالدة ملزمة علي أقعد قريب من كاسرة لين ترجع..
وأنا مابعد صليت الظهر..

كساب بتساؤل لم يخل من خبث: ليه كاسرة بروحها؟؟..

مهاب بتلقائية: إيه بروحها.. أمي نست بعض الأغراض ورجعت مع السواق والخدامة وبترجع بعد شوي..
واختي الثانية قاعدة عند تميم في البيت وبأرجع أجيبها العصر
ثم أردف متسائلا: وين الحمام؟؟

كساب شيء ما يدور في رأسه: في الغرفة الثانية.. وترا بتلاقي علي نايم.. رجعنا قبل شوي من صلاة الظهر ودخل ينام..
مسكين من صلاة الفجر وهو يشيك بنفسه على كل الترتيبات منهد..

مهاب يضع هاتفه ومحفظته وأزرته فوق غترته ويتوجه للداخل..

بينما كساب تناول هاتف مهاب دون تردد وأرسل منه رسالة
.
.
ذات الوقت
كاسرة في جناحها المجاور.. وكما هو معروف غالبا يكون بين الأجنحة بابان مزدوجان.. لا يفتحان طريقا بين الجناحين إلا إن فُتحا من الناحيتين
كانت قد انتهت من صلاة الظهر وكانت تريد أن تستحم قبل تصل خبيرة الشعر وخبيرة التجميل حين وصل هاتفها رسالة من مهاب:

"تعالي لي أنا في الجناح اللي جنبش
بطلي الباب من عندش وأنا بأبطل الباب اللي عندي
أبيش ضروري"

كاسرة حين وصلتها الرسالة كانت خالية الذهن تماما ولم تشك بشيء مطلقا
فهي تعلم أن كسّاب حجز عدة أجنحة..
ولم تشك مطلقا أن أخاها هو في الجناح المجاور.. فهو اتصل بها منذ دقيقتين فقط وقال لها أنه جوارها إذا أرادت أي شيء..

كاسرة وضعت جلال الصلاة على رأسها ولفته بإحكام..
وفتحت الباب ببساطة...


#أنفاس_قطر#
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 01-08-10, 09:00 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياصباح الورد والخير ودفا القلوب الطاهرة


.


رد على بعض التساؤلات:



الشعر: الكسر البسيط جدا.. ومعناه أنه حدث كسر لكن العظمان لم يتباعدا بل مازالا ملتصقين وهذا النوع يلتئم بسرعة.. يعني نستطيع نقول شرخ بسيط..


يدمح الزلة: يتناساها ويغفرها


الشناقيط: البنطلونات..


.


ترا أنا والله أقرأ كل الردود بتمعن ويكون فيه أشياء أقول أبي أرد عليها وأنسى عقب غصبا عني <<< مخ مافيه


فلو وحدة سألتني سؤال وأنا ماجاوبته يا ليت تعيده لأني والله مهوب قصدي ذا التناسي سامحوني يالغوالي


.


.


.


شاعرتنا (أبي قليلك ولا حصلت) خجلتني وابهرتني بقصيدة أتمنى أني أستحق ربعها


طوق ياسمين لبراعتها المذهلة ولروحها الطاهرة




[مابين الامس ويومنآ] كان عنوان


... ... ... ... للرائعه والمذهله من قطرنا !



حطت لها في ساحه البوح ميزان


... ... ... ... ثقله كبير ونجحده لو جهرنا



ياجعل ربي مايصغر لهآ شان ..


... ... ... ... ويكتب لهآ عتقٍ ليا جاء شهرنا



في عيني اليمنى تقل طير حوران


... ... ... ... ماهي برجلٍ لكن الله وآمرنا !



إن حن نقول الصدق في كل الأركان !


... ... ... ... وهي عن ميه رجل باللي حضرنا



وفي عيني اليسراء تقل هي بستان !


... ... ... ... من الورود الغالية.. لا نظرنا



ياتي لها جوري ومشموم ريحان !


... ... ... ... والآخره نبته لمآضي اسرنآ !



والله يالولا الجاذبية .. ولا كان !


... ... ... ... امقابلين الشاشة إن كان طرنا



من الفرح لو ضوها لحظةٍ بان


... ... ... ... الله يطول عمرها مع عمرنا ،،



وختامها صلوا على شيخ عدنان !


... ... ... ... محمد ـ وعذراً ليا من قصرنا



فعلا موهوبة يا شاعرتنا.. مبهورة جدا فيك <<< عشان براعة حبك القصيدة موب عشاني :)



ويالله جات الفرصة نشكر بعد فيتامين سي على شلتها.. <<< والله أبي أشكرك من زمان بس أنسى..



وبعد نشكر شاعرنا علي آل عذبة في قصيدته لحزبه..


.


.


أنا أتأثر كثير من الشعر.. لأنه معنى إن الشاعر اقتطع من وقته عشان يمنحنا نبع روحه اللي هو أصعب أنواع الإبداع وهو الشعر


هذا يتوجب علينا نقول لهم كلهم ألف ألف شكر ولا نوفي بعد..


.


.


تتشرف كل من


عائلة السيد زايد آل كساب.........وعائلة المرحوم ناصر آل سيف


بدعوتكم لحضور حفل زفاف


نجل الأولى كساب...... على كريمة الثانية كاسرة


وذلك في ثنايا أحداث الجزء التاسع والثلاثون من بين الأمس واليوم


وبقراءتكم تكتمل لنا الأفراح والمسرات


ملاحظة: يرجى سدح تعليق يثبت حضوركم للزفاف :)


.


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.



بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والثلاثون







كاسرة حين وصلتها الرسالة كانت خالية الذهن تماما ولم تشك بشيء مطلقا


فهي تعلم أن كسّاب حجز عدة أجنحة..


ولم تشك مطلقا أن أخاها هو في الجناح المجاور.. فهو اتصل بها منذ دقيقتين فقط وقال لها أنه جوارها إذا أرادت أي شيء..



كاسرة وضعت جلال الصلاة على رأسها ولفته بإحكام.. وفتحت الباب ببساطة.. لتتفاجأ بيد تشدها بقوة..


وهو يثبتها على الحائط الملاصق للباب..


كاسرة حينما رأته أمامه.. شعرت كما لو أنه سُكب على رأسها ماء مثلجا وهي تشعر بتجمد خلايا مخها..


في الوقت الذي تصاعدت دقات قلبها حتى كادت تختنق بها..


ثوان من صمت مرت وكل منهما يستشف ملامح الآخر..


كانت المرة الأخيرة التي رأته فيها هي يوم الحريق.. بدا لها اليوم أكثر وسامة وقربا وغموضا بشكل غير معقول..


وهو يقف أمامها دون غترة أو حتى طاقية وخصلات قصيرة تلتف حول أذنه دلالة على تشعث شعره من أثر تمدد..


لا تعلم حينها لـمَ اتجهت عينها مباشرة لخده.. حيث أخبرها جدها بمكان عضتها القديمة..


ربما لأن قربه هكذا وملامح وجهه تبدو شديدة القرب والوضوح دفعها لاكتشاف تفاصيله المخبئة..


وربما لأنه هذه المرة هي الأولى التي تراه بعد أن أخبرها جدها بالحكاية..


وبالفعل كانت عضتها ماتزال واضحة إلى حد ما ولكن شعر عارضيه أخفاها ولا يراها إلا من يدقق فيها..


كانت أنامله القوية تنغرز في كتفيها بتملك واستحواذ وعيناه تطوف بتمعن في إطلالتها الكريستالية وغطاء الصلاة يمنح وجهها سماوية غير مفسرة


ثم حرر أحد كتفيها وهو ينقل يده لكفها ويمسك بها ويرفع لخده.. مكان عضتها تماما..


ثم يمسك بأناملها التي كانت ترتعش ليمسح بها عارضه المحدد بأناقة..


وهو يهمس بغموض: عينش هنا؟؟ ما أعتقد أنش تذكرينها!! من قال لش عنها؟؟



شعرت أن قلبها سيتوقف فعلا من لمساته.. من حديثه.. بل حتى من نبرة صوته وفي هذا الوقت بالذات..


وخصوصا وهي ترى أغراض مهاب على مقعد خلف كساب.. تشعر أنه سيتسبب لها بمصيبة بتهوره المجنون..


ولكنها لم تسمح له بإشعارها بالتوتر وهي تتجاهل سؤاله الملتبس الذي كان يشغلها فعلا.. وتصحو من غيبوبة الموقف


وتهمس بثقة طاغية بها نبرة غضب واضحة: ممكن أعرف سبب الحركة السخيفة ذي؟؟


يعني زواجنا خلاص الليلة وش بتسفيد من شوفتي الحين؟؟



كساب همس لها ببرود وهو يعاود تثبيت كتفيها: كذا.. حبيت أشوفش



كاسرة همست بغضب متزايد من بين أسنانها: عشان كذا خدعتني بحركة رخيصة عشان تجيبني هنا..



كساب ضحك ضحكة مصطنعة بسخرية: خدعتش.. ضحكتيني


قالها وهو يدفعها ليعيدها لجناحها ويغلق الباب..



كاسرة تفاجأت جدا من تصرفه.. ومع ذلك تأكدت من إغلاق الباب وألقت جلالها على المقعد المجاور للباب


وهي تضع يدها المرتعشة على صدرها وتحاول تهدئة دقات قلبها التي كانت تصرخ كدقات المطارق من تصرفه المتهور الذي كاد يفضحها في شقيقها


وهي تحاول بفشل أن تهدئ ارتعاش جسدها الذي مازالت تحس بحرارة أنامله عليه


وكل ذلك يغذي غضبها المتزايد منه وهي تهتف لنفسها بكلمات أقرب للتبعثر:


صدق إنه غبي.. وش فايدته من ذا الحركة كون إنه ياكد لي إنه ماعنده عقل.. الشيء اللي أنا متأكدة منه.. وهو يأكده لي دوم



ماكادت تنهي عبارتها وهي تريد أن تجلس لأنها تشعر أن طاقتها كلها استنزفت من الصدمة غير المتوقعة


حتى فوجئت بالباب الذي أغلقته منذ ثوان يُفتح وكساب يدخل منه ثم يغلقه..


هذه المرة وقفت مصدومة بالفعل.. وعيناها تتعلقان به بذهول.. (أشلون دخل ذا؟؟ متأكدة أني قفلت الباب!!)


بينما كساب تقدم لها بخطوات واثقة.. حتى وقف أمامها وأمسك بها من عضديها وهتف بثقة متجبرة:


عشان تعرفين أني لو بغيت شي ما تردني منه حتى البيبان المسكرة..


وعشان للمرة الألف ماتحطين رأسش برأسي..


ثم ابتسم بخبث: وعشان شوفتش وأنتي مبققة عيونش كذا تستاهل..



كاسرة كانت على وشك الرد لولا أنها فوجئت به يُسند جبينه لجبينها بدون مقدمات..


ثم نقل كفيه من عضديها ليدخلهما في موج شعرها وهو يمسك برأسها من جانبيه من الخلف..


كاسرة شعرت بصاعقة ضربتها في منتصف رأسها ..وصواعق كهرباء لا حدود لقوتها تضرب خصلات شعرها بقوة مكان يديه..


همست من بين أسنانها: أنت وش تسوي يا المجنون؟؟



كساب همس لها بخفوت بنبرة أمر واضحة متسلطة: أششششش... خليني أسمع..



كاسرة تشعر أنها ستموت فعلا وهو يقتحم خجلها الطبيعي بهذه الطريقة البالغة الجرأة ومع ذلك همست بثقة: تسمع ويش؟؟.. فكني..



همس لها بعمق وجبينه مازال ملتصقا بجبينها: أسمع همس ريحتش العذاب.. تدرين أول مرة أدري إن الريحة تهمس ولها صوت..



كاسرة رغم صدمتها البالغة مما يقول ودقات قلبها تعاود الصراخ بصوت أعلى حتى خشيت أن يسمعها.. إلا أنها همست بذات الثقة:


كسّاب أنا ماني بمتعطرة.. فكني لو سمحت بدون خبال..



كساب همس بدفء خافت موجع لأبعد حد: وأنا ماقلت ريحة عطرش.. قلت ريحتش أنت...



كاسرة رغم عنها ولا إراديا بدأت تتنفس هي أيضا رائحة عطره الفخم والغامض الذي كان يعكس شخصيته تماما


ولكنه لم تسمح لهذا الجو المتهور الغريب أن يسيطر عليها


حركت كتفيها للتخلص منه وهي تهتف بحزم: كساب هدني.. لو حد دخل علينا الحين وش موقفنا؟؟



كساب أبعد جبينه عن جبينه وهتف بثقة: ما يهمني حد..


قالها وهو يشدها قليلا ناحيته ويقربها منه..



كاسرة بدأت تقلق من الموقف كله.. همست حينها برجاء حازم مدروس:


كساب.. هدني.. يعني أنت تبي تخرب إحساسي أني عروس تنتظر ليلة عرسها؟؟



حينها أفلتها كساب وابتعد خطوة وهو يهتف ببرود: وأنتي تبين أصدق أنش حاسة مثل عروس..



رغم تضايقها من كلامه إلا أنها ردت عليه ببرود مشابه: مثل ما أنت حاس إنك عريس بالضبط..



هز كتفيه وهتف بتهكم: بصراحة ماني بحاس بشيء..



ردت عليه بتهكم مشابه: ودامك منت بحاس بشيء.. وش جابك عندي؟؟



كساب هتف بحزم: تقدرين تقولين طبت في بالي.. وانا ضايق من الحبسة... وجية امهاب عطتني الفرصة نشوف أم لسانين..



كاسرة بإزدراء: صدق إنك بزر..



كسّاب لم يرد عليها وهو ينظر لها بنظرة استخفاف شعرت أنها توشك أن تحرقها وهو ينظر لها من أعلاها لأسفلها..


ثم يغادر الجناح ولكن هذه المرة من بابه الرئيسي..


لتجلس كاسرة على أقرب مقعد وهي تشعر بغضب عميق يتجمع في روحها عليه..


(غبي.. غبي.. وسخيف


وماعنده عقل!!)







*************************************






" ياي خالتي تجنين.. تحفة ماشاء الله.. عاد عمي الليلة بينجلط"



عفراء تبتسم وهي تغلق سحاب فستان مزون عليها وتهمس بحنان: أنتي اللي ماشاء الله عليش منورة من قلب..


وإلا أنا خلاص راحت علي..



مزون سعيدة جدا هذه الليلة : خالتي اللي بيشوفني أنا وإياش يمكن يقول أنتي أختي الصغيرة..



عفراء تلبس أسوارتها وتهمس بابتسامة: حلوة النكتة ذي يا بنت..



حينها همست مزون بحذر: خالتي عادي نروح لجناح كاسرة نشوفها قبل ننزل للقاعة؟؟



عفراء بثقة: عادي ياقلبي.. مع أني ما أظن إنها خلصت..



مزون تبتسم: أبي أشوفها وأبارك لها.. أخاف بعدين أخوانها موجودين في الزفة.. ما أقدر أخذ راحتي..مع أني بأموت عشان أشوف كساب جنبها



.


.



في الجناح الآخر..



" أنتو من فيكم العروس؟؟"



وضحى بين شهقاتها: هي العروس ..



خبيرة التجميل تبتسم: أدري إنها العروس.. بس أشوفج أنتي تبجين وهي ماشاء الله عليها مأخذها الموضوع ببساطة مابعد شفت مثلها..



وضحى تبتسم بفشل: أبكي نيابة عنها..



الخبيرة بابتسامة: أنا دايم أحاتي دموع العروس وأنا أسوي الميك آب.. لكن هي ماشاء الله عليها ما تعبتني


ماظنيت إن الدموع وراي وراي... يا الله هدي شوي.. على الأقل لين ينشف الكحل وعقب ابجي على كيفج هو ضد الماي...



كاسرة كانت انتهت من وضع زينة وجهها وتنتظر خبيرة الشعر بينما والدتها تجلس جوارها وتكثر من قراءة الأدعية والأذكار عليها..



كاسرة شدت يد والدتها ثم همست بهدوء خافت وهي تنظر لوضحى التي كانت تمسح دموعها: يمه حطي بالش على وضحى زين


اللي صار معها ذا الأيام واجد عليها.. طلاق امهاب وعقبه حادث تميم.. وعقبه عرسي..


هي بروحها حساسة بدون أي شيء.. أشلون مع ذا كله؟؟



مزنة بذاتها تشعر بألم عميق لكل هذه الأحداث ومع ذلك شدت على يد كاسرة وهي تهمس بثقة: لا تحاتين وضحى.. ما ينخاف عليها..



ما أن أنهت مزنة عبارتها حتى تصاعدت الدقات على باب الجناح.. وقفت لنفتح.. ثم تعالى صوت ترحيبها بعفراء ومزون


بينما عفراء تهمس برقة: حبينا نمر نسلم عليكم قبل ننزل القاعة..



مزنة تبتسم: تو الناس على القاعة.. اقعدوا معنا شوي..



عفراء بمودة: لا فديتش نبي نشيك على كل شيء قبل يجون المعازيم..



مزون وعفراء تقدمتا للداخل.. سلمتا على كاسرة ووضحى وباركتا لكاسرة بمودة حقيقية ..ثم غادرتا..



مزون في الخارج تهمس لخالتها بابتسامتها الشفافة: تدرين خالتي والله العظيم خايفة على أخي..



عفراء تضحك: تخافين على كساب.. خافي على المسكينة من كساب..



مزون بحماس شفاف: خالتي جمالها شيء غير طبيعي.. ماشفتي بنفسش.. مالها حل..


يأما أنش تقعدين تطالعين لين توجعش عيونش لأنش حتى ما تقدرين ترمشين لا يفوتش شيء منها


ويأما أنش ترحمين حالش من أول شيء وتغمضين عيونش..



عفراء تضحك: زين منتي بولد.. عندش غزل خطير مابعد مر علي في كل القواميس..



مزون بشجن: الله يجعلها بس سكن لروح كساب اللي تعبت الكل..







*************************************






" يا الله وش إحساسك يالعريس الحين؟؟"



علي يهمس في أذن كسّاب الذي كان يجلس للتو بعد أن أنهى السلام على فوج من المهنئين..



كساب بعدم اهتمام: أحلى شيء لبسة البشت.. كنك شيخ!!



علي يبتسم وهو يهمس بمودة صافية: على شكلك في البشت شهويتني أعرس وألبس بشت.. بس عاد أنا من وين لي كتوف مثلك تشل البشت


أخاف ألبسه يزلق !!



كساب يقف ليسلم على فوج جديد وهو يهمس لعلي: سلمني نفسك بس ست شهور.. وأنا اخلي البشت ما يزلق



علي يستعد للمغادرة ليرحب بالمعزومين وهو يهمس باسما: لا يأخي ماني بحملك..


وديتني التدريب معك مرة قعدت عقبها يومين مريض.. ماعندك رحمة..



حينما غادر المهنئون ليجلسوا في مقاعدهم مال زايد الذي كان يجلس يمين كساب على أذن كساب وهو يهمس بحزم: وش ذا المساسر بينك وبين أخيك؟؟


لا عاد يتكرر..



زايد استغرب أن كساب ابتسم له وهو يشير برأسه: أبشر.. والسموحة.. كان ينشدني عن شيء..



كساب نفسه استغرب أنه هذه الليلة ليس متحفزا ضد أبيه.. بل يهدف إلى إرضاءه..


فهو إن كان أقدم على الزواج من أجله جزئيا.. فربما أقل ما يقدمه له الليلة أن لا يكدر عليه فرحته بالعناد..


وبالفعل كان زايد هذه الليلة سعيدا.. سعيدا جدا لدرجة أن منصور الذي كان هو بذاته غاية في السعادة..كان يقول له باسما:


تدري يأخيك أكيد بكرة شدوقك بتوجعك من كثر ما استخدمتها..



ابتسم زايد: تدري يأبو زايد.. خاطري أغمض عين وأفتح عين أشوف عياله.. ياني متشفق على شوفتهم..



رد عليه منصور بفخامة: وعليان المسكين؟؟



زايد بشجن: أنت عارف غلا علي.. بس أبي كساب يستقر ويرتاح باله.. وأبيه يوم يصير عنده عيال.. يفهم كل شيء سويته وكان يضايقه مني


ويحس اللي كان يسويه فيني أشلون يضايقني!!


ويدري بغلاه اللي داخل العظم واللحم وهو عاده شاك فيه!!






***********************************







" الحين أنتي من جدش على هالمناحة.. عيب عليش والله


هذا وانتي وإياها كنتو قطو وفار..


ترا كاسرة هي القطو وأنتي الفار"



وضحى تحاول منع سيل دموعها وهي تنظر لتألق كاسرة التي كانت تجلس في كوشتها الصغيرة والبالغة الرقي


والتي أقيمت لها في غرفة مجاورة للقاعة بناء على تصميم أم مهاب


وتهمس باختناق: غصبا عني شعاع.. والله العظيم غصبا عني..


يعني صدقيني على كثر ما كانت كاسرة كاتمة علي ومتحكمة فيني لكن عمري ماشكيت في غلاي عندها ولا هي شكت في غلاها عندي


ما أدري أشلون باستحمل البيت من عقبها..



شعاع تنظر لكاسرة وتبتسم وتهمس بشفافية: ماشاء الله تبارك الله.. عمري ماشفت عروس بذا الجمال ولا ظنتي بأشوف..



كانت تنظر لكاسرة التي كان تألقها أشبه بالخيال في فستانها الأبيض.. صورة مبهرة في الحسن والمثالية إلى درجة الألم..


تسريحتها الراقية وبعضا من خصلاتها تنحدر على نحرها الناصع وعلى العقد الماسي الذي كان يستمد جماله من جمال النحر الذي حضي بشرف ملامسته..


سواد أهدابها وزهوة شفتيها.. ونقشات الحناء على ذراعيها المصقولين..كل شيء كان بالغا حده في الإبهار والخيال...



أعادت الهمس وكأنها تكلم نفسها: ماشاء الله تبارك الله.. الله يحفظها من كل شر!!



وضحى تحاول أن تتناسى وجعها وهي تهمس لشعاع: جوزا وينها؟؟ مهيب جايه تسلم على كاسرة؟؟..



حينها انتقل ألم الشقيقات لشعاع: جوزا ماكانت تبي تجي.. واجد متفشلة منكم... ومستحية تواجهكم.. بس أمي حلفت عليها تجي


فهي تأخرت تتزين وبتجي بعد شوي..



وضحى بشفافية: شعاع يا قلبي هذا نصيب.. وجوزا مهما صار بنت عمتنا..



سميرة التي أنهت سلامها على كاسرة تدخل رأسها بين الاثنتين: مالي بذا السوالف.. وش فيكم تساسرون؟؟



شعاع تبتسم: لا تخافين ماجبنا طاري تميم..



سميرة تضع يدها على قلبها وتهتف بنبرة تمثيلية: الحمدلله وأنا قلبي كان ناغزني منكم..



شعاع تغمز لها: أما لو تميم شافش بذا الفستان الأسود مهوب بعيد ينجلط..


زين أنش تسهلتي عشان ما تقطعين نصيبي إذا شافوش النسوان بعد شوي في القاعة


تدرين المشفح يموتون على البياض.. وأنتي الليلة لمبة متحركة.. ماحد بمتفكر في خشتي..



سميرة تنفض يديها وهي تهمس بجزع تمثيلي: بسم الله علي.. ول عليش.. أنا اللي تخصص نظل حتى تخصصي بتنافسيني فيه..


بس ارتاحي.. أصلا أمي حالفة علي ما أطلع للقاعة .. بأسلم على كاسرة وأقوم أفارق.. خبرش عرسي قريب وعيب النسوان المشفح يشوفوني..


يبون يعقدوني.. مع أني بأموت أبي أشوف الترتيب.. وأنتو بعد يالدبات شفقتوني من كثر ما تمدحون العرس.. بأموت أبي أشوف..




كانت سميرة بالفعل غاية في التألق في فستان أسود من الدانتيل المختلط ببعض التركواز..


بدا في تضاده مع لون بشرتها الناصع أشبه بحكاية خرافية نسجتها عرافة سحرية لحسن شفاف..



أما وضحى التي نهضت الآن لتتوجه لشقيقتها فكانت ترتدي فستانا سكريا


قماشه هو ذاته قماش فستان العروس بشك وتطريزات شبيهة بفستان كاسرة مع اختلاف شاسع..


ولكن من يراه سيلاحظ التشابه المقصود فورا..وكانت هذه هي فكرة كاسرة


ولكن فستان كاسرة كان أبيض اللون ومتسع من الأسفل على الطريقة الفيكتورية


بينما فستان وضحى كان ضيقا على جسدها..


ورغم أن وضحى رفضت هذه الفكرة.. فهي ليست في حاجة أن يلاحظ أحد التشابه ..فيقارن مقارنة لن تكون لصالحها..


رفضت مطولا ولكن كاسرة فرضت رأيها الذي لم تبرر أسبابه..


فهي لم ترد أن تكشف أسبابها التي كانت بالغة العاطفية..


أحبت أن تمنح لوضحى إحساسا بالقرب منها.. لم يسبق أن فعلته عروس التي غالبا تحب أن تتميز لوحدها بلباس لا يشابها فيه أحد..



أما شعاع ففستانها السماوي من قماش الشيفون عكس بشكل رائع رقتها وسماويتها..



أما التي كانت مفاجأة الحاضرات القليلات جدا عند كاسرة في الوقت ذلك


فهي التي دخلت الآن بفستان حريري أخضر أبرز تفاصيل جسدها المثالية..


سميرة حينها وضعت يدها على جبينها وهي تهمس بنبرتها التمثيلية المحببة:


ياقلبي اللي وقف.. شعيع طالبتش.. قولي لأختش تسلفني جسمها يوم عرسي بس


طالبتش.. أبوس إيديكي ورجليكي.. ول على أختش على ذا الجسم.. أنا ارتفعت حرارتي الحين..



شعاع بجزع حقيقي: سمور يا النظول.. اذكري الله على أختي..



سميرة تضحك: ماشاء الله ياختي.. دنا عيني مش مدورة..


بس قولي لي أختش وش تاكل أكله قبل عرسي..



شعاع تضحك: لو أدري كان كلته أنا.. وأنا شكلي كذا كني بزر أم 15 سنة..



جوزاء كانت تحاول أن تتقدم بثقة رغم أنها في داخلها كانت ستموت حرجا من الموقف كله.. لم يمض على طلاقها من ابنهم إلا أيام فقط


عدا أن نفسيتها مرهقة تماما بل محطمة وماكان ينقصها هو أن تُجبر على التأنق حتى تبارك لكاسرة زواجها..


بينما هي أشبه بحطام إنسان ذاوٍ مقارنة بهذه الشمس التي احرق نورها كل من يجاورها..


ليذكرها كل ذلك بعقدها المتراكمة في ذاتها.. وهي تشعر أنها هذه الليلة تكره نفسها وتحتقرها أكثر من أي شيء في هذا العالم..



تقدمت خلف والدتها التي كانت تحتضن كاسرة وهي تبارك لها بتأثر عميق وهي تتذكر أخيها المتوفي..


لتتأخر حتى تتيح المجال لجوزاء التي همست بخفوت واستعجال: ألف مبروك كاسرة..



أنهت عبارتها وكانت تريد الانسحاب.. ولكن كاسرة شدتها من يدها وهمست لها بحزم: جوزا اقعدي جنبي أبي أكلمش في موضوع



جوزاء جلست وهي تشعر بحرج عميق.. آخر ما تريده أن تجلس بجوار كاسرة وتكون هي في بؤرة الضوء ومرمى نظر كل من سيأتي للسلام عليها


بينما كل ماتريده أن تنزوي في زاوية ينساها فيها العالم أجمع..



همست كاسرة لها بخفوت حازم: ادري إنه الحين مهوب وقته أبد وعيب حتى أتكلم في ذا الموضوع وفي ذا الوقت


لكن أنا ما أدري متى أقدر أشوفش.. وانا ما أقدر أخلي الكلام ذا في خاطري


وعلى العموم أنا ماني بمطولة عليش..


اسمعيني جوزا.. أنا مهوب خافيني إن معاملتش لي تغيرت 180 درجة من عقب موت أبو حسن اللي ماصار..


وأنا أدري إن التغيير ذا أكيد بسبب شيء سواه.. وأكيد هو سبب كل شيء صار لش..


وأنا سمعت من وضحى إنه رجع وخطبش على طول عقب ما طلقش امهاب..



وجه جوزاء اشتعل حرجا مريرا.. بينما كاسرة أكملت بذات الحزم الخافت: اسمعيني عدل.. نصيحة لله.. أنا أدري زين من معرفتي لمحبتش لحسن إنه مستحيل تزوجين وتضحين بحضانة حسن..


لكن ولد آل ليث توه شباب.. ومستحيل يقعد بدون مرة..


تبينه هو يتزوج وينبسط؟!!.. وفي النهاية ترا حسن إذا كبر راجع له راجع له..


يا بنت عمتي حطي عقلش في رأسش وارجعي لأبو حسن..


خليه يندم على كل شيء سواه.. خليه يندم على الشهور اللي قضيتيها في حداد وهو مطلقش


خليه يندم على ضياع عمرش ودراستش..


وقبل ما يفكر يطفش وإلا يهرب.. اربطيه بولد ثاني ..



جوزاء لم ترد عليها.. وهي تقف لتجلس بجوار شقيقتها شعاع بعد أن مرت على أم امهاب وسلمت عليها..



بينما فاطمة قفزت بجوار كاسرة وهي تهمس في أذنها بخفوت: هذي كلها سوالف مع أم جسم صاروخي.. حشا وش قلتي لها؟؟..



كاسرة تبتسم وتهمس: مستحية أقول لش.. مهوب أنا عروس..



ذات سؤال فاطمة سألته شعاع لشقيقتها..وهي تستغرب جدا ما الذي قد تقوله لها كاسرة وفي ليلتها الاستثنائية..


ردت عليها جوزاء بتبلد: بأقول لش في البيت..



بعد دقائق.. هتفت أم مهاب للشابات المتواجدات بعد أن أنهت اتصالا.. أن مهابا وتميما سيدخلون للسلام على شقيقتهما


وفي الوقت الذي استعجلت جوزاء الخروج وكأنها تريد الهروب..


فإن سميرة التي خرجت مجبرة كانت تتمنى لو استطاعت أن ترى تميما كي تطمئن على وضعه.. وإحساسها بالذنب من ناحيته يخنقها لأبعد حد..



بينما وضحى كانت تميل على أذن والدتها: غريبة يمه جية تميم وامهاب ..مهوب المفروض يجون مع كسّاب.. ليه جايين قبله..؟؟



بعد دقائق كان مهاب وتميم يدخلان..


رغما عنها ورغم ادعاء القوة الدائم.. انتابها إحساس عميق بالتأثر وهي ترى شقيقيها.. وخصوصا تميم بيديها الاثنتين المعلقتين بعنقه..



اقتربا كلاهما منها.. مهاب قبل جبينها وهو يهمس لها بمودة عميقة وتأثر أعمق: بنشتاق لقشارتش.. وين نلاقي لنا أخت قشرا كذا؟!!



كاسرة ابتسمت وهي تهمس بشفافية: زين اضحك علي قل بنشتاق لرقتش.. اسمي عروس ترا..



مهاب يعاود تقبيل جبينها وهو يهمس بمودة صافية: وأحلى عروس بعد.. ومافيه عروس عقبش بعد..



كاسرة تهمس له بمودة صادقة وتأثرها يتعاظم: وعقبالك قريب إن شاء الله..



مهاب تأخر ليتقدم تميم منها.. الذي قبل هو أيضا جبينها ثم ابتسم وهز كتفيه دلالة أنه لا يستطيع أن يشير بشيء..


ابتسمت له كاسرة وأشارت بمودة عميقة: وصلني اللي تقصد حتى لو ما أشرت.. جعلني ما أذوق حزنك وماتشوف شر..



حينها همس مهاب لكاسرة باستعجال: يالله ياعروس.. اطلعي لغرفتش وبدلي بسرعة عشان كساب ينتظر برا.. أنا بأوديكم المطار..



حينها تغير وجه كاسرة وهي تهمس بحزم: وكسّاب ليه ما يبي يدخل؟؟



مهاب بطبيعية : يقول مستعجل..



كاسرة بحزم خافت: يعني لو كان دخل معكم الحين بدل ماهو قاعد في السيارة مهوب متاخر؟؟


أنا آسفة ماراح أطلع إلا هو يجيني بنفسه.. يعني جد امهاب منت بحاس إن موقفه سخيف وقصده يهيني.. وإلا عادي عندك؟؟


يعني أنا ليش لابسة ومتكشخة.. مهوب عشان يجي ويشوفني.. وحضرته مهوب متنازل يعني!!



مهاب لم يفكر مطلقا بهذه الطريقة.. ولكن بما أن أخته متضايقة من هذه النقطة


فهو يستحيل أن يسمح أن تشعر أن كساب يقصد إهانتها وفي هذه الليلة بالذات.. حتى لو كان لا يقصد ذلك..



لذا تناول هاتفه وهو يتصل ويهمس بحزم: كساب لو سمحت تجهز عشان أنت تدخل وتأخذ أختي بنفسك..



كساب الذي كان يجلس في السيارة مع شقيقه علي الذي كان يقود السيارة الأخرى حتى يعيد تميم بعد ذلك..


هتف بحزم مشابه: امهاب ماعندي وقت.. نبي نطلع المطار.. وحتى أغراضي كلها صارت في السيارة..



مهاب بحزم أشد: بدل منت قاعد في السيارة.. ماراح يضرك تسمح خاطرها وتجي تاخذها وتطلع معها..



حينها صر كسّاب على أسنانه بقوة (يعني هذي أوامر الشيخة) ..


ولكنه لم يسمح لها أن تفقده السيطرة.. ولم يرد أن يظهر بمظهر غير لائق أمام نسيبه.. لذا هتف بحزم: خلاص ولا يهمك..تعال لي عشان أدخل..



بينما ابتسامة علي اتسعت وهو يرى كساب يُجبر على تغيير مخططاته..


فعلي أساسا كان يشعر باستغراب أن كسابا لا يريد الدخول (فهل هناك عريس لا يريد رؤية عروسه بالفستان الأبيض؟؟)


لذا كاد يقهقه وهو يعود مع تميم لموقع حفل الرجال الضخم


بينما كساب عاد للداخل مع مهاب وهو يعاود لبس بشته الأسود بعد أن خلعه لظنه أنه متوجه للمطار..



وقتها لم يعد مع كاسرة سوى والدتها.. بينما وضحى خرجت لبقية البنات في القاعة..


في الوقت الذي دخل كساب ومهاب عبر باب لا يمر على قاعة النساء..



ورغم أن كسابا كان يشعر ببعض غضب من كاسرة التي أجبرته على تنفيذ رغباتها..


ولكن من ناحية أخرى كان يشعر بارتياح أنه أوصل لها الرسالة التي يريد إرسالها لها


(أنه غير حريص على رؤيتها.. وأن الجمال الذي هي مغرورة به هو غير ذي أهمية عنده)



ولكن كلام يهذي به قبل دخول المعركة أوشك على التبخر وهو يسمع صليل السيوف وقعقعة الرماح وهسيس السهام فوق رأسه..


هذه الحرب الفعلية شعر أن رحاها تدور فعلا أمامه وهو يراها ماثلة أمامه في عينيها نظرة غضب أو ربما عتب


ولكن المؤكد أنها نظرة سحر لا وجود لمثيل لها في هذا الكون..


كانت حسنها ينير المكان كشمس فعلية غشت المكان بأنوارها التي لا قبل للعين باحتمالها!!


وعيناه تطوفان بتفاصيل حسنها الآسر تفصيلا تفصيلا.. وكل تفصيل يبدو كما لو كان يقول أنا منتهى الحسن وغايته!!



ولكن إن كانت عنيدة فهو أكثر عنادا منها بكثير.. وإن كانت أصرت على أن يدخل.. فهو سيجعلها تندم على ذلك وتتمنى لو أنه لم يدخل..


تقدم منها بخطوات ثابتة وهو يرى النظرة في عينيها تتغير لنظرة تحدي وانتصار لم يفهمها سواه..


بينما كانت مزنة ومهاب يقفان قريبا منهما.. ودعوات مزنة تتزايد مع تزايد تأثرها..



كساب حين وصلها وقفت كما يستلزم الذوق.. همس لها بثقة وفي عينيه نظرة مغرقة في العمق: ألف مبروك ياعروس..



فهمست له بثقة مشابهة: الله يبارك فيك ياعريس..



أنهى عبارته ليميل حينها جانبا ويقبل خدها بتروي.. كاسرة انتفضت لم تتوقع منه هذه الخطوة أبدا وأمام شقيقها..


افترضت على أسوأ الأحوال أنه سيقبل جبينها كالمعتاد.. ولكن أن يقبل خدها وبهذه الطريقة الحميمة المتأنية..


شعرت حينها أن خدها تشتعل وهي تهمس له بخفوت شديد من بين أسنانها: كساب بس.. عيب عليك..



كساب رفع شفتيه ثم همس بثقة وهو يجلسها بذوق كبير قبل أن يجلس جوارها: والله ما أشوف فيها شيء عيب.. بعدين هذا اللي انتي تبينه...


وإلا ليش لزمتي أدخل؟؟..



كاسرة صمتت خجلا من مهاب وليس منه..


بينما كساب عاود الوقوف ليسلم على أم مهاب وهو يقبل رأسها ويهتف بمودة عميقة: أشلونش يمه؟؟



مزنة بتأثر: طيبة يأمك.. وألف مبروك.. والله الله في كاسرة..



كساب التفت لكاسرة وهو يهتف بنبرة مقصودة: ازهليها يمه في عيوني


ثم همس لها برجاء فخم: يمه لو سمحتي نادي خالتي وأختي.. أبي اسلم عليهم


ثم التفت لمهاب: أبو فيصل لو سمحت.. خلاص انتظرنا في السيارة


أنا باطلع مع كاسرة تبدل ثم بنجيك في السيارة



مهاب خرج فعلا بعد أن قبل جبين كاسرة مرة أخرى.. بينما مزنة استدعت فعلا مزون وعفراء بناء على رغبة كساب



بينما كان غيظ كاسرة يزداد عليه.. (يعني الأخ ماكان عنده وقت ينزل..


الحين صار عنده وقت ينزل ويتحبب ويتميلح..


ياثقل طينتك وياشين وقاحتك)



مزون منذ استدعتها أم امهاب ودقات قلبها تتصاعد (معقولة إنه ناداني.. أكيد مجاملة قدام الناس)


دخلت هي وخالتها وكل منهما تغتالها مشاعر فرحة مختلفة..


عفراء ترى بكرها عريسا.. فرح مغموس بحزن شفاف أنها ما استطاعت أن تفرح بابنتها كما فرحت به..


وأمنية صادقة أن يستقر هذا العنيد الذي أتعب الجميع بصعوبة طباعه..



مزون دخلت وعيناها تتملئ من إطلالته وهو يقف بفخامة ملتفا ببشته الأسود.. في عينيها لم تر عريسا أكثر وسامة ولا أعظم حضورا..


كان هو وعروسه يشكلان لوحة نادرة جمعت قمة الأنوثة بقمة الرجولة..


وقف ليتلقى خالته ومزون.. آلمه كثيرا لمعة الدموع بعينيهما.. وصلته خالته أولا ليقبل هو جبينها ويهمس لها بحنان:


خالتي الله يهداش ماعندش تعبير عن المشاعر غير الدموع.. تحزنين تبكين.. تفرحين تبكين



كاسرة أرهفت السمع.. بدا لها أن حاسة السمع تخونها.. لم تتخيل أن هذا الكساب قد تصدر عنه هذه النبرة التي تذوب حنانا صافيا..


بدا لها أن من يتكلم هو شخص آخر تماما!!



بينما عفراء همست له بحنان عميق: مبروك يأمك ألف مبروك.. عقبال ما أشوف عيالك.. من فرحتي فيك مالقيت إلا الدموع


ثم أردفت وهي تلتفت لكاسرة وتهمس لها بمودة: كاسرة يأمش ما أوصيش في ولدي..


ثم ابتسمت: صحيح له طبايع قشرا بس قلبه ذهب..



كاسرة هزت رأسها وهي تهمس بذوق ورقة: لا تحاتينه خالتي..


بينما كانت تهمس في داخلها بتهكم (قال قلبه ذهب.. صفيح يمكن!!)



عفراء تأخرت لتسمح لمزون أن تصعد له.. مزون وقفت أمامه للحظات تملأ عينيها منه.. وهو بالمثل..


منذ زمن بعيد لم يلمح هذه السعادة في عينيها حتى وإن كانت سعادة مبللة بالدموع..


هي لم تستطع أن تكتفي بمجرد قبلة باردة.. تريد أن تطفئ عظامها التي سكنتها الوحشة والبرد..


لذا ألقت بنفسها على صدره وهي تتمنى ألا يحرجها وفي هذه الليلة بالذات


وهو لم يستطع فعلا أن يكون بخيلا معه أو حتى يحرجها بينما هي تندفع بمشاعرها هكذا ..


لم يرد أن يصغر شقيقته أمام زوجته حتى وإن كان عاجزا عن مسامحتها.. رد على ارتمائها على صدره بأن أحتضنها بخفة..


حينها فعلا انهارت ببكاء خافت.. أربع سنوات مرت لم يحتضنها فيه.. أربع سنوات مرت افتقدت فيها حضنه الدافئ..


أربع سنوات كانت فيها كالضائعة التي شعرت أنها تعود للميناء الآن..


كساب شعر بالألم يمزق روحه المنهكة من بكائها.. وهو يشدد احتضانه لها..


فإن كانت اشتاقت لأحضانه فهو أضناه الاشتياق لاحتضانها..


لتكن هذه لحظة مسروقة من غضبه الأسود . ولديه مبرر جاهز.. فليس من اللائق ألا يحتضنها في هذا الموقف وأمام زوجته وأمها..



كاسرة كانت مذهولة من شفافية العلاقة بينهما (لهالدرجة يحب أخته؟!!)


مزون ابتعدت قليلا وهي تهمس باختناق: مبروك كساب.. ألف مبروك



رد عليها بحياد: الله يبارك فيش..



ثم أردفت بجزع وهي تلحظ انطباع بعض أحمر شفاهها على بياض ثوبه على طرف البشت وتحاول مسحه: آسفة كساب والله ماكان قصدي



همس لها بخبث باسم وهو يلتفت لكاسرة: عادي لا تهتمين.. باقول لامهاب إن هذا من أخته..



حينها اشتعل وجه الاثنتان خجلا.. مزون وكاسرة.. بينما كانت كاسرة كانت تنظر لكساب نظرة تهديد لم يفهمها سواه..


عاد ليجلس جوارها بينما همست هي في أذنه: لا تكون من جدك تبي تكذب علي قدام أخي..



كساب بسخرية: إلا وأشرايش أقول له هذا روج أختي؟!!



عفراء تهمس لمزون والاثنتان تقفان جانبا مع مزنة: يأمش بس ليش ذا البكا كله؟؟



مزون باختناق: غصبا عني خالتي.. شوفي شكله جنبها.. شوفي اشلون لايقين على بعض... بس يا ليت صدق تقدر تريحه..



عفرء تبتسم لها: إن شاء الله يأمش..



كساب حينها وقف وهو يهتف لعمته: يمه لو سمحتي عباة كاسرة.. بنطلع عشان تبدل ونروح المطار..



مزنة سارعت لإلباس ابنتها عباءتها همست لكساب بحزم: تبيني يأمك أطلع معكم



كساب بثقة: براحتش.. لو أنتي تبين..



مزنة مالت على أذن كاسرة وهمست لها ببعض كلمات ليغادر الاثنان وحيدان..


حينها شعرت مزنة أنها بحاجة للجلوس جلست على طرف الكوشة وهي تشعر كما لو أن روحها تغادرها بشكل مجهول..


مزون سارعت لها وهمست لها بقلق: أجيب لش ماي خالتي..



مزنة رغم إحساسها بالإجهاد إلا أنها همست بثقة: مافيه داعي يأمش.. بأقوم الحين وبأروح القاعة بنفسي..



قالتها وهي ترفع برقعها وتهف على وجهها قليلا.. ثم تعاود إسداله لتقف وتتوجه لداخل القاعة بينما مزون تتبعها وهي تهمس لخالتها باسمة:


الحين عرفت من وين كاسرة جايبة ذا الزين كله !!..







***********************************






فور أن دخلت للجناح ألقت عباءتها بغضب وهي تهمس بغضب لمن كان يغلق الباب خلفها:


أنت شكلك كنت تبيني أتكسر عشان ترتاح..



كساب ألقى بشته على طرف المقعد وهتف ببرود: ليش إن شاء الله؟؟



كاسرة جلست على المقعد وهي تهمس بذات الغضب:


بصراحة ماعندك ذوق.. الحين العباة على وجهي وما أشوف شيء.. على الأقل امسك يدي لين أوصل فوق بدل منت مخليني أركض وراك



كساب بسخرية: قلت لش قبل ماعندي ذوق.. من وين أجيبه؟؟


ثم أردف وهو يجلس جوارها ثم يمسك بكفها ويهمس بخفوت خبيث: ولا يهمش .. الحين بأمسكها.. مادريت أنش متشفقة على مسكتي ليدش..



قالها وهو يرفع يدها إلى شفتيه مقبلا بعمق دافئ..



كاسرة شدت يدها التي رغما عنها بدأت ترتجف وقبل أن يلاحظ ارتعاشها وهي تهمس بثقة: تدري أنك سخيف..



حينها أمسك بوجهها بين كفيه وهمس بتلاعب: جد شايفتني سخيف؟؟



كاسرة بدأت تشعر بالتوتر الناتج عن خجلها الطبيعي.. فهي مهما كانت قوية مجرد شابة في ليلة زفافها..


وهذا الرجل الذي يتلاعب بها هو الأول الذي يقترب من حدودها المحظورة..


ومايثير توترها.. إحساسها أنه يخفي شيئا ما.. تعلم أن جمالها يدير عقول أعتى الرجال.. فثقتها بجمالها طاغية..


ولكنها في داخلها تشعر أن إظهار كسّاب للهفته لها أو تغزله الصريح بها ليسا أبدا مقصودين لذاتهما


لأن شخصية كشخصيته لا تظهر ولعها بهذه الصورة حتى لو كان سيكون يحترق ولعا.. فهو لابد سيحاول إخفاء ولعه..


فإلى ماذا يهدف من هذا التلاعب؟؟



كاسرة تأخرت قليلا وهي تهمس بنبرتها الحازمة الطبيعية: أنت ماكنت مستعجل على روحتنا للمطار؟؟.. اشفيك غيرت رأيك؟؟



أفلت وجهها وهو يتأخر ويسند ظهره للخلف ويهتف بتحكم: أنتي خربتي المخطط كامل..


والحين قومي توضي وبدلي عشان نصلي ركعتين..



وقفت وهي تهمس بحزم: زين وأنت بعد كنت ناوي تأجل صلاتنا مع بعض؟؟



هز كتفيه بثقة: كنا بنصلي إذا وصلنا.. مهوب أنا اللي أنسى..



كانت على وشك المغادرة حين همست بتساؤل حازم: خاطري أدري وش اللي كان في رأسك ؟؟ووش اللي في رأسك الحين؟؟



لم يرد عليها بينما كانت تتناول هي تنورة وتيشرت خفيفين كانت وضحى وضعتها لها على المقعد ..


حينها همس لها بخبث: تبين مساعدة في التبديل؟؟



أشارت بيدها لا ..وغيظها من وقاحته يتصاعد.. وارتدت ملابسها في الغرفة المجاورة بعد أن فككت تسريحة شعرها بسرعة..


وعادت له وهي تحمل سجادتها وجلالها وتهمس له بهدوء: أنا على وضي.. تبي تتوضأ أنت..



وقف وهو يهتف بثقة: وانأ بعد على وضي.. يا الله نصلي..



وقف ووقفت خلفه ليصليا ركعتين سويا.. ثم يدعو كل منهما بدعاء خاص به.. حينما انتهى وضع يده على رأسها وهو يدعو بالدعاء المأثور..



حينما انتهى همست له بسكون غريب: دعيت من قلبك يا كسّاب؟؟



هز كتفيه بتهكم: وليه تظنين إني مادعيت من قلبي؟؟



كانت تخلع جلالها وهي تهمس بثقة: لأني حاسة أنك ماخذ سالفة الزواج لعبة...



حينها أداراها ناحيته بقوة ليغرز أنامله بقوة في عضديها وهو يهتف لها بسخرية بها رنة غضب:


خوش كلام تقوله عروس لعريسها ليلة عرسهم!!



حينها أجابته بتهكم: ليه أنت حاسس بإحساس عريس صدق؟؟ (ترد عليه ذات عبارته التي قالها لها اليوم!!)



همس لها بخفوت وأنامله ترتخي عن عضديها لترتفع لكتفيها ثم لأسفل عنقها: من حيث أني حاسس.. فانا أكيد حاسس..



عاد لها إحساسها بالتوتر الذي طمرته خلف ثقة صوتها: ماكان هذا كلامك اليوم الظهر..



ابتسم لها بتلاعب: على قولت المثل ..كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح..



كاسرة بضيق: كساب لو سمحت تاخرنا على امهاب..



ابتسم كساب: تحاتين أخيش.. البشي عباتش على ما أنادي حد من تحت يشيل شناطش



كاسرة ارتدت عباءتها وهو يتصل.. وضعت نقابها على المقعد وفتحت حقيبة يدها لتستخرج منديلا لمسح الزينة وهي تقترب من كساب..


وتهمس له بهدوء: كساب لو سمحت لقني وجهك..



كساب استدار لها وفي عينيه تساؤل.. كان ردها على تساؤله أنها بدأت تدعك مكان أحمر شفاه مزون عن صدره..


حتى أزالت معظمه ولم يبق سوى أثر خفيف منها وهي تهمس بتهكم ومازالت تمسح: أنت من جدك كنت ناوي تطلع للمطار كذا؟؟..



هتف لها بابتسامة: شناطي صارت في السيارة.. سأشوي فيش وأنتي اللي اصريتي أنزل.. من وين أجيب لبس..



هتفت له ببرود وهي مازالت تمسح صدره: الحين أنا المذنبة في كل شيء؟!!



تناول كفها عن صدره ليقبلها وهو يهمس لها بدفء مقصود: كل شيء.. كل شيء!!



عاودها التوتر الذي ترفض الإفصاح عنه وهو يتناول كل أصبع من أصابعها ويقبله بنعومة متأنية تثير فيها مشاعر عميقة غريبة مختلطة باستغراب..


(إلى ماذا يهدف هذا الرجل من هذا الاندفاع في مشاعره؟!)


شدت يدها من يده وهي تهمس بثقة: ننزل؟؟



كان رده عليها أن مد يده ليعبث بطرف شيلتها الملاصق لخدها وهو يقترب منها كثيرا حتى باتت تتنفس أنفاسه من قرب مخيف


جعل آلاما غير مفهومة تتصاعد في معدتها.. وكأن بطنها يُعصر!!


تأخرت وهي تبتعد كليا عنه لتتناول نقابها وتهمس بنبرة مقصودة: الحين أنت ماكنت تبي تطلع معي أساسا.. على أساس إنه بنتأخر على الطيارة


وش اللي تغير؟؟ أجلوا الطيارة مثلا!! ماراح نتأخر الحين؟؟



همس لها بهدوء متمكن وهو يستدير ليعدل غترته في المرآة: احنا درجة أولى.. لو جينا قبل الإقلاع بنص ساعة بنسافر


والطيارة باقي عليها أكثر من ساعة ونص



حينها حملت حقيبة يدها وهي تهمس بذات النبرة المقصودة: وذا المعلومات ماكنت عارفها قبل شوي؟؟..



كساب رد عليها بذات نبرتها المقصودة: أكيد عارفها.. بس حبيت أوصل لش رسالة.. أعتقد إنها وصلت



كاسرة بذات النبرة المقصودة: والرسالة تقول؟؟



كساب دون أن يلتفت لها هتف بعدم اهتمام: أحب اللي يلقطونها وهي طايرة..



كاسرة بثقة: وأنا أحب اللي يشرح لي مقصده



كساب بذات عدم اهتمام: وانا مالي مزاج أشرح لأغبياء..



كاسرة ببرود: أنا غبية؟؟



كساب بحزم: يالله خلينا ننزل بدون كثرة هذرة.. ما تستحين تنقعين أخيش في السيارة كنه دريول؟!



كاسرة بصدمة: أنا؟؟



لم يرد عليها وهو يخرج وهي تخرج خلفه.. همس لها وهما في الممر بتلاعب: أمسك يدش الحين؟؟



كاسرة بحزم: لا مشكور.. الحين أشوف عدل..



ولكنه لم يستجب لرفضها وهو يمسك يدها بطريقة تملكية..


حاولت أن تشد يدها من يدها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل.. فيده كانت ككماشة أطبقت على يدها..


حين أصبحا في المصعد همس لها بخبث: لا تحاولين تفكين يدش.. إلا إذا أنا سمحت لش



كاسرة بنبرة غضب: كساب بلاحركات بزران.. لا تفشلني في أخي.. وش يقول علي؟؟.. مالها نص ساعة من شافته وكلبشت في يده؟؟



هتف لها بسخرية: عادي.. بيقول أنش ماقاومتي جاذبيتي..وماصدقتي تشوفيني وخايفة أهرب منش..



كاسرة شدت نفسا عميقا: كساب لو سمحت فك يدي..



كساب يدعي عدم السماع: نعم ماسمعت.. عيدي



رصت على كل كلمة: قلت.. فك.. يدي..



كساب بتلاعب: لا باقي كلمة ماسمعتها.. "لو سمحت"..



كاسرة بدأت تغضب: كساب عيب عليك.. المصعد وقف..



عاود كساب إغلاق أبواب المصعد وهو يهتف بذات التلاعب:نسكره..


شكلش تبين تتعبيني.. خلاص غيرت رأيي ما أبي "لو سمحت"


عطيني بوسة.. بس تكون من الخاطر وأفك يدش



كاسرة بصدمة: من جدك؟؟ هنا في المصعد؟؟..



كساب يضحك بخبث: ليش مستعجلة كذا؟؟.. مالنا مكان بيلمنا عقب؟؟..


أنا بأفكش الحين بس حطي في بالش أني ما أتنازل عن وعدش اللي أنتي مستعجلة عليه



شدت يدها وهي تتنفس الصعداء وهما خارجين من المصعد متجهين للخارج


هذه المرة نجح فعلا في إشعارها بالخجل رغما عنها..


وقاحته سببت لها صداعا..وهي تجبرها على الصمت طوال الطريق.. عدا إجابات مختصرة حين يوجه مهاب لها الحديث


كساب كان يجلس جوار مهاب بينما كانت هي تجلس في الخلف ممسكة بكفها التي كانت تؤلمها قليلا لأنه كانت تشد يدها بقوة لم يشعر هو بها..



حين وصلا للمطار.. نزل مهاب ناحيتها ليفتحه لها الباب.. حينها قبل رأسها وهمس لها من قرب بحنان وثقة:


ما أوصيش على نفسش وعلى رجالش..


ثم أردف بحزم: وأنا ما أعصيش على رجالش.. بس والله لأزعل عليش لأدري إن كساب زعلش وأنتي ماعلمتيني..


ثم ابتسم وأردف: ولو أنه ما ينخاف عليش.. المفروض أخاف على كساب..



أردفت بشفافية وهي تشد على يده: الله لا يخليني منك.. وجعل عمرك طويل.. لا تحاتيني ولا تحاتي كساب..



كساب اقترب منهما وهمس باسما: شكلي بأغار من امهاب.. وش ذا كله؟؟


لا وماسكة في يده.. وأنا ماخليتيني أمسك أصبع



كاسرة وجهها اشتعل احمرارا تحت نقابها وهي تتوعد كساب أن ترد كل ذلك


بينما مهاب ابتسم وهو يرأف لحال كاسرة التي أحرجها كساب رغم سيطرتها الدائمة


هتف لكساب بابتسامة: خف على أختي لا تفشلها..


ثم أردف بحزم: وما أوصيك فيها ياكساب.. هذي شيختنا..


ثم أردف وهو يشد كساب جانبا ويهتف بحزم أشد: ترا كاسرة شخصيتها قوية وما تعودت حد يكسرها


أوعدني أنك حتى لو تضايقت منها إنك لا تهينها ولا تكسرها.. ترا كسر القوي شين..



كساب هتف له بحزم متمكن: لا تحاتيها.. بس بعد ماني بكاذب عليك وقايل لك إني بأخلي أختك تمشي شورها علي..


بأعطيها حقها وبأخذ حقي..



مهاب بحزم: ماتقصر يأبو زايد.. حن مانبي إلا الحق..



كساب وكاسرة دخلا لداخل المطار همست له كاسرة بحزم : أنت الحين قاعد تحرجني ومستغل ذا الشيء ضدي..


بس عقب كم يوم إذا تعودت عليك ماعاد تنفع حركاتك البايخة ذي!!



كساب بشبح ابتسامة: بندور لنا شيء ثاني!!



وحين انتهت الإجراءات وانتقلا للانتظار في صالة الدرجة الأولى


هتف لها كساب بحزم وهو يحمل حقيبة صغيرة في يده: أنا بأروح أبدل ثيابي وبجي.. ماني بمتأخر..



همست له كاسرة بهدوء ساخر لا يعبر عن غيظها منه: ولو تاخرت ترا ماني بباكية.. لا تخاف..



حينها نظر لها نظرة ذات مغزى.. وغادرها.. ليتأخر فعلا.. بدأ نداء الصعود للطائرة يرتفع وهو لم يحضر بعد..


كاسرة تعلم أنه تأخر قاصدا ردا على تهكمها.. ولكن غيظها بالفعل تصاعد منه أكثر وأكثر من تصرفاته اللا مسئولة..


لم تعلم أن هناك خطة بعيدة المدى يرسمها هذا الرجل.. فكل خطوة يقوم بها يدرسها..


علم منذ اليوم الأول الذي رآها فيه أن التعامل معها سيكون صعبا..


وأنه لو تعامل معها بطبيعية.. فإن مركبهما لن يمشي.. لأن أنثى استثنائية مثلها.. لابد أن تُعامل بطريقة استثنائية تفاجئها وتقلب توقعاتها..


وهو لن يسمح لها أن تكون تغيره.. لذا هو من سيغيرها!!



فإن كان لا يهمها أن يتأخر.. رغم أنه يعلم أنها قالتها كنوع من العناد.. فليتأخر قليلا.. لتعرف كيف تنتقي عباراتها..



عاد لها مع النداء الأخير.. كان قد أبدل ملابسه ووضع ثوبه وغترته في الحقيبة الصغيرة التي كانت معه..


احتاجت ثوان لتتعرف عليه بعيدا عن الثوب.. كرهت كثيرا ماكان يرتديه وزاد غيظها منه ولا تعلم لماذا..


فبعيدا عن فخامة الثوب وانسداله الذي كان بالكاد قادرا على كبح تفاصيل عضلاته..


كيف (بالبنطلون والتيشرت) وهو يبالغ في الأناقة وإبراز نفسه بفخامة لدرجة أثارت غيظها أكثر ومازالت لا تعلم لماذا؟!



همست له ببرود متحكم: عادي كان تاخرت أكثر.. ولو حبيت تلغي الرحلة ترا ماعندي مانع..



ابتسم وهو يشدها ليوقفها.. وهمس بخبث: ياكثر هذرتش بس.. خلصيني.. أخرتينا على الطيارة..





#أنفاس_قطر#


.


.


.


.


خلاص بنات نودعكم على خير اليوم آخر جزء قبل رمضان ونتقابل بعد عيد الفطر إن شاء الله
ومثل ماكان الجزء الثلاثين بداية لمرحلة جديدة في الرواية
بيكون الجزء الأربعين بداية لمرحلة أخرى جديدة فيها ثقل جديد في الاحداث
.
بالنسبة لمسابقة أفضل رد
بس تنتهي الردود على هذا الجزء وفق ما يشوفون المشرفات
سيتم الإعلان عن الفائزة
.
.
بارك الله لكم في شهركم وأعانكم على صيامه وقيامه وحسن عبادته
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 19-09-10, 06:41 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الأربعون

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كل عام وكل القلوب الطاهرة بخير


كل عام وأنتم من الله أقرب


أعاد الله عليكم رمضان العام المقبل وأنتم ترفلون بلباس الصحة والعافية والطاعة والقرب من الله


.


سامحوني لو أبطيت


أنا صار لي عشرين يوم برا الدوحة وتوني راجعة أمس


السموحة من الوجيه الطيبة اللي اشتقنا لمصافحتها وجه وجه


والقلوب النقية اللي اشتقنا لدفاها قلب قلب


أشتقت لكم بلا قياس جعلني ما أخلا من قربكم ولا تواصلكم ولا محبتكم


.


ما أبي أطول عليكم.. أدري مشتاقين لربعنا موب لهذرتي


اليوم بنكمل من مكان ما وقفنا بالضبط


عادنا في ليلة عرس كسّاب وكاسرة


أدري فيه أشياء كثيرة بدت تثير حيرتكم.. وعندكم أسئلة


بعض الأسئلة جاوبت عليها قبل وصار عليها جدل بين البنات


والأشياء اللي تثير حيرتكم أنا قاصدتها.. أحب أترك بعض أشياء لذكائكم


وكل شيء مسيره ينفهم


خلنا الحين مع الجزء الجديد واوعدكم أجاوب على أسئلتكم


وقبل الجزء الجديد أحب أهني الغوالي اللي فازوا في مسابقة أحسن رد على الأجزاء الأخيرة قبل رمضان


أفراح الكويت


نور سوريا


إرادة


هامتي فوق


ألف ألف مبروك فوز مستحق بإطلاتكم ولمستكم الفريدة


وأقول للباقين.. لو علي أنا كان الكل فايز.. حتى من تكرم وتذكرني بكلمة


جعلني ما أخلا من دفا كلماتكم وذكاء تعليقاتكم


.


ويالله قدامي على الجزء الأربعين


جزء طويل وهو بداية لمرحلة جديدة بتتضح مع الجزء الجاي


وموعدنا الجاي بعد بكرة الثلاثاء إن شاء الله الساعة 8 الصبح


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.


.





بين الأمس واليوم/ الجزء الأربعون






تـــحــلــق الــطــائـرة..


وتنفصل عن الأرض..


تحمل قلبين / روحين اشتبكتا للتو في رحلة أبدية..


قلبان لم يعرفا الخضوع يوما!!


روحان جُبلتا على العناد والسيطرة وقوة الشخصية!!



منذ حلقت الطائرة قبل أكثر من ساعة واستغرابها منه يتزايد..


فبعد اللهفة المبالغ فيها التي فاجئها فيها وهو يغمرها بلمسات غريبة مختلفة يتلاعب فيها بين الحدود..


بين القرب والبعد..


بين التماس واللا تماس..


كاد يحرقها بكلماته ولمساته..


ثم عاد ليغرق في صمت غريب تجاهلها فيه تماما.. وكأنها غير موجودة أبدا..



لم يوجه لها كلمة واحدة منذ ركبا الطائرة.. وكأنها مخلوق غير مرئي.. غير موجود..


لم ينظر حتى ناحيتها.. أو يسألها هل هي مرتاحة؟؟ أو تريد شيئا كما يُفترض منه؟؟


كان يقرأ في كتاب منذ صعدا الطائرة..



" أنا يلتهي عني بكتاب؟!! أنا؟!!"



و هاهو الآن يغلق عينيه باسترخاء وكأنها ليست جواره.. هي .. كاسرة!!..


هي.. من توقف العالم على قدم واحدة احتراما لحسنها..


هي.. من تسكر الأرواح والعيون بمجرد رؤيتها..


هي.. من يفرض لها حسنها وشخصيتها السيطرة على من حولها..


هي.. من تلوي الأعناق لترتشف نظرات.. مجرد نظرات من حسن خيالي..


فكيف من أصبح هذا الحسن بين يديه وقربه.. ثم يتجاهل وجوده؟؟..



تلتفت له لتراقب ملامحه المسترخية الساكنة بتفاصيله المثقلة بالرجولة والغموض..


تحاول استشفاف ماوراء الاسترخاء المريب لملامحه.. ماوراء تعامله غير المفهوم معها..


تحاول تقييم رغباتها في زوج بشروط معينة.. وبين ماحصلت عليه فعلا في زوجها!!



"ليس في السن التي كنت أريدها !!


ولكنه على الأقل رجل ناضج على أعتاب الثلاثين...


أو هكذا يُفترض !!.. لأني أشك في مدى نضوجه!!"



تملئها الهواجس والأفكار التي يستولي عليها كسّاب وحضوره وشخصيته وهي تحاول تقييمه ..أو حتى تفهمه!!



" أمممممممم ليس سيئا..


لا أستطيع أن أظلمه وأقول أنه خال من المزايا..


لكنه.. لكنه متهور!!


وغير مفهوم.. ويتصرف تصرفات غير منطقية!!"



وهي مشغولة بالنظر له وغارقة في أفكارها حوله


فوجئت بالمضيفات يجتمعن وهن يحضرن كعكة صغيرة على شكل قلب أحمر..



حينها لكزت كساب بخفة وهي تخرج بارتعاش من أسر اندماجها في مراقبته


وكأنها كانت تحلق في عالم آخر..لتعود منه لعالم الواقع..



كساب فتح عينيه بتثاقل فخم أو ربما مغرور!!.. بينما كانت إحدى المضيفات تبتسم وهي تهمس بمودة: مبروك يا عرسان..


معاكن كامرا تا خد صورة إلكن..



كساب وقف حينها وهو ينفض استرخائه..


ليحضر كاميرا من حقيبته وهو يشعر بغيظ فعلي من علي الذي من المؤكد إنه حينما حجز أبلغهم أنه عرسان جدد..


ولكن هذا الغيظ لم يظهر في ابتسامته المتمكنة وهو يناول المضيفة الكاميرا..



همست المضيفة لكاسرة بذات النبرة الودودة: شو ياعروس.. ارفعي عن وشك مافيه حدا جنبكن أساسا


فيه بس اتنين ستات وجالسين وراكن



كاسرة أزالت النقاب عن وجهها وعدلت وضع شيلتها.. بينما ابتسمت المضيفة: الله يحميكن ماشفت بحياتي عروس حلوة هيك..


يالله ئربوا لبعض شوي تا أخذ لكن صورة حلوة مع الجاتو



حينها شدها كساب من كتفها ليلصق كتفها به وهو يحتضن كتفيها بذراعه..


ارتعشت رغما عنها وهي تشعر بصلابة جنبه ودفء كفه الساكنة على عضدها بطريقة تملكية!!


لا تعلم ماذا يفعل بها هذا الرجل؟؟


أي سحر في لمساته؟!..


بل حتى في كلماته التي لا يجيد اختيارها في معظم الأحيان وهو يلقيها كقنابل بلا بوصلة؟!!



حالما انتهت الصورة همست له كاسرة بخفوت حازم: الصورة خلصت


ممكن تخف عن كتفي شوي



كساب أفلت كتفها بطريقة بدت لها غير مبالية بينما كانت تردف بنبرة أقرب للتهكم:


تدري.. ما تخيلت حركة الكيك ذي ممكن تجي منك..



حينها هتف كساب بعدم اهتمام: وقبل ما تشوفين أشياء واجد راح تستغربينها مني..


ترا رحلة شهر العسل ذي ترتيب أخي علي..


ومارضى يقول لي عن ترتيبه فيها يبيها مفاجئة لنا..



حينها رفعت كاسرة حاجبا وأنزلت الآخر: وانا متزوجتك أنت وإلا أخيك؟..



هتف لها كساب ببرود قارص: ما أدري.. أنتي قولي لي..


وترا كيفي أنا وأخي.. حب يهديني هدية لعرسي.. مادرى عن طبايع مرتي اللي تلوع الكبد..



كاسرة ببرود مشابه: إذا أنا طبايعي تلوع الكبد.. أجل طبايعك وش ينقال عنها؟؟



كساب بحزمه الطبيعي: طبايعي تتقبلينها غصبا عنش.. شينة زينة.. تقبلينها وبس..



كاسرة بحزم أشد: وأنا قلت لك أني ما أتغاضى عن اللي ما يعجبني.. ولو ماعجبني شيء بأنكد عليك..



حينها هتف كساب بتهكم: ماشاء الله بادية النكد من بدري!!



ردت عليه بتهكم مشابه: نكد متبادل طال عمرك!!



رد عليها حينها ببرود: لا تستفزيني.. لأني ما أتحاكى لو كنت معصب..



ردت عليه ببرود مشابه: أشلون ما تتحاكى.. تستخدم إيديك مثلا؟!!


وإلا تذبحني مثل النفس اللي ذبحتها بدون تفكير..



هتف لها حينها بغضب عارم وهو يستعيد الذكرى المقيتة لمحاولة الاعتداء على خالته


الذكرى التي مازالت تشعل غضبه كلما تذكرها وهو يتذكر جيب خالته المفتوح وأثر الصفعات على وجهها:


أنا اللي يدوس على طرف حرمة بيتي يستاهل أكثر من الذبح..



كاسرة بنبرة جدية: عشان حدته الحاجة يسرق تأخذ روحه..



كساب بغضب عارم وهو يصر على أسنانه محاولا إخفاض صوته:


كاسرة سكري ذا الموضوع أحسن لش..


الرجال راح في اللي ما يحفظه.. وابي عوض هله بأكثر من الدية بكثير..


والقضية تسكرت وانحفظت...



كاسرة بذات النبرة الجدية: أشلون تتسكر وتنحفظ؟؟.. أنت كان المفروض على الأقل تنسجن عشان الحق العام للدولة..


وإلا عشانك ولد زايد آل كساب اللي يمشي على غيرك مايمشي عليك..



حينها هتف لها كسّاب بغموض وهو يسترخي في جلسته: والدولة أعفتني من الحق العام..


وكوني ولد زايد آل كساب ماله أي علاقة في الإعفاء!!


عندش مانع؟؟ وإلا بتحاسبين الدولة بعد؟؟!!




شدت كاسرة لها نفسا عميقا وصمتت ولم ترد عليه..


مرهقة تماما.. لها يومان لم تنم..


رغم أنها كانت تُرجع سهرها إلى أنها لا رغبة لها في النوم.


ولكنها في داخلها تعلم أنها متوجسة من الحياة مع هذا الرجل الغريب الذي تشعر أن حياتها معه كما لو كانت على كف عفريت..



"فهل هما الآن يمثلان بتصرفاتهما المتحفزة وحوارهما الحاد عريسان ليلة زفافهما؟؟


هما في حوارهما الآن كمن سكت دهرا ونطق كفرا!!"




المضيفة عادت مرة أخرى: مائطتوا الجاتوه؟؟ أنا راح أئطع لكن..



قطعت قطعة واحدة في صحن واحد وأعطتهما شوكتين: يالله كل واحد يدوء التاني



هتف لها حينها كساب بحزم به نبرة غضب: خلاص مشكورة ياآنسة..بنأكل بنفسنا..



المضيفة غادرت بينما كاسرة همست له بنبرة مقصودة:


ترا شوي لباقة مع الناس ماراح تنقص من مكانتك شيء


يعني المسكينة كانت تحاول تكون ذوق.. ماكان فيه داعي تحرجها كذا..



كساب ببرود: أشلون يعني تبيني أتعامل معها.. أقول لها تعالي أكلينا أحسن.. حطت الكيكة خلاص تفارق..


وبعدين قلت لش قبل ماعندي ذوق من وين أجيبه؟؟



كاسرة همست بهدوء متحكم: سالفة ماعندي ذوق ذي مادخلت مزاجي..


أنت صاحب شركة.. وأسمع أن شركتك ناجحة.. وثلاث أرباع البيزنس علاقات..


يعني لو كان ماعندك ذوق على قولتك كان شركتك الحين في الحضيض


عشان كذا أكيد إنك عندك ذوق.. وذوق محترفين بعد


لكن قل أنك ماعندك ذوق معي أنا شخصيا..



كساب ببرود أشد: يمكن أنتي تحفزين الواحد يكون معدوم الذوق معش..



كاسرة بذات الهدوء الساكن المتمكن: ما أعتقد أني سويت شيء يزعل حضرة جنابك..


أنا أتعامل معك بطبيعتي لكن أنت حاسة أنك حاط حاجز يخفي شخصيتك عني كأنك تسكر روحك عني!!



حينها التفت كساب لها ليمد يده ويمسك بذقنها ويهتف بنبرة مقصودة: وهذا كله اكتشفتيه من ساعتين..


والحين أنا اللي حاط حاجز بيننا؟؟



كاسرة ارتعش داخلها قبل أن تمسك كفه وتبعدها عن ذقنها وتنزلها بهدوء وتهمس بذات الهدوء:


أعتقد أن معرفتي فيك قبل ذا الساعتين..


وبعدين ترا فيه فرق بين الواحد يفتح روحه للثاني.. وبين لمسات ما تتجاوز الجسد للروح..



كساب بعدم اهتمام: وترا أحيانا تكون اللمسة رسول للروح..



كاسرة أسندت رأسها للخلف وهتفت بثقة مغلفة بالعمق:


ما أعتقد إن حن وصلنا لذا المرحلة..


تدري يا كساب أنت مثل اللي واقف قدام باب.. الباب مفتاحه معلق فيه..


لكن أنت ماتبي تستخدم المفتاح وتبي تكسر الباب..








*************************************







"وش اللي شاغلك كذا؟؟"



عبدالله يلتفت لصالح الجالس جواره في مكان حفل زواج كساب وهو يهتف بتأثر:


حاس أني ضغطت على إبي واجد وهو قاعد يتلقى تهاني الناس برجعتي..


لدرجة أنه ماقعد.. رجع بعد العشا على طول..



صالح بطبيعية: عبدالله.. إبي ماعاد يحتمل صلبة القعدة في الأعراس..


ترا بالعادة يسلم ويروح ما يقعد للعشا.. ولولا إن زايد حلف عليه يقعد للعشاء وإلا ماكان قعد أصلا..



عبدالله يمسح جبينه ويهمس لصالح بتعب: الحين يا صالح إبي زعلان علي وما يكلمني.. وأنا ما أقدر أقعد على ذا الحال


لازم يرضى علي.. بس عشان يرضى لازم بيسألني ليه سويت ذا كله


خايف لو قلت له عمره ما يسامحني.. وفي نفس الوقت مستحيل أكذب عليه مرة ثانية..



صالح ربت على فخذ عبدالله وهمس بحميمية: توكل على الله وقل له.. مهما كان هو أب.. بيحس بوجيعتك على ولدك..


أكيد هو بيعاتبك واجد.. بس إن شاء الله إنه بيرضى..





.


.



في زاوية أخرى من الحفل نفسه





" ماشاء الله ياحضرة العقيد.. صراحة حفل ما شفت مثله.. اشتهيت أعرس"



منصور يبتسم بفخامة: خلاص بأزوجك بنتي..



فهد يبتسم: إذا بتزوجني.. مستعد أنتظرها.. بس خاف أتناها وعقبه بنتك تقول إني شيبة وما تبيني..



منصور يبتسم: قل قولها.. ماعندنا بنات يعصون الشور..


وبعدين وش شيبته ؟؟ بازوجك إياها عمرها 20 وأنت توك 48 شباب....



فهد يضحك: أما توي 48 كثر منها...وهي 20 ..يعني كبر بنتي..



حينها هتف منصور بنبرة مقصودة: زين قبل العرس.. منت مشتهي تعلق النجمة الثالثة؟؟..



فهد يرد عليه بنبرة مقصودة مشابهة: زين خلنا ناخذ دورة المظليين وعقبه نعلقها..



ابتسم منصور وهتف بذات النبرة المقصودة: زين جهز مظلتك قريب...





.


.




"صدق أنت مسافر بكرة؟؟"



زايد يلتفت لعلي ويهتف بهدوء: إيه بأروح لجميلة.. طيارتنا بكرة في الليل..


بس أبغيك يأبيك تمر على مشروع البرج الجديد.. فيه تنبيهات كنت معطيها المهندس وأبيك تشوفه لو نفذها..



علي يتنفس الصعداء.. مستعد أن يقوم بكل أعماله هنا.. ولا يرسله إلى هناك..


هتف بمودة ممزوجة بالاحترام: أبشر يبه.. بس عطني التفاصيل ومايصير خاطرك إلا طيب..



حينها هتف زايد بأمر لطيف لكن بنبرته الحازمة التلقائية:


زين يأبيك قم شوف الرياجيل اللي في الزواية تيك


دارت عليهم القهوة مرة ثانية وإلا لا عقب العشا


إسأل المقهويين ونبه عليهم إن القهوة ماتوقف أبد..



.


.




"عبدالرحمن يأبيك.. أنا باروح أرجع تميم لبيته


المسكين تملل من القعدة وتعب.. وهو حالته حالة مع جبس إيديه"



عبدالرحمن بمودة: زين يبه أنا بأكفيك وارجعه..



أبو عبدالرحمن برفض: لا جعلني الأول.. أنت روح جيب أمك وخواتك من العرس..



عبدالرحمن بإصرار: خلاص بأرجع تميم للبيت وعقب باروح أجيب أمي والبنات



أبو عبدالرحمن بإصرار أكبر: يكفيك مشوار واحد..






****************************************







"يمه.. خلاص نبي نمشي"



شعاع برجاء: جوزا تو الناس.. وهذا حسون معش.. ليه مستعجلة؟؟..



جوزاء بذبول: تعبانة شعاع أبي أروح..



أم عبدالرحمن بمودة: اقعدي يأمش بس شوي.. ونروح كلنا..



جوزاء هزت رأسها رغم عدم اقتناعها وهي تلتفت لتسقي حسن الجالس جوارها بعض العصير.. بينما شعاع تهمس بحماس:


خاطري أعرف أخت المعرس وين مسوية فستانها.. خرافي...


عشان أنا بعد يوم عرس عبدالرحمن أبي أسوي لي شيء ما انعمل مثله


هيييه جوزا.. أنا أكلمش!!



جوزاء بعدم انتباه: هاه وش تقولين.. ما انتبهت..



شعاع تبتسم: لا منتي بمعنا..


ثم أردفت بخفوت باسم : يالله قولي لي كاسرة وش قالت لش؟؟..



جوزاء بذات النبرة الذابلة: شعاع لا تصيرين لحوحة... قلت لش في البيت..




.


.


.



" "خالتي بس اقعدي.. ذبحتي نفسش وانتي تلفين"



عفراء تبتسم رغم إرهاقها: لازم أدور على الطاولات وأرحب بالنسوان وأشوف إذا تقههوا..



مزون تبتسم وهي تشدها لتجلس: خالتي كفاية وقفتش ساعتين ونص تستقبلين عند الباب..


لا تنسين زايد الصغير.. تبين عمي منصور يرفع علينا قضية..



عفراء تبتسم: زايد الصغير ماعليه إلا العافية.. لا نطيت ولا رقصت..



حينها هتفت مزون بحذر: خالتي لو ماقدرت أمرش بكرة قبل أروح المطار.. تبين شيء؟؟



تغير وجه عفراء وهي تحاول أن تهمس بطبيعية: لا سلامتش..


ثم لم تستطع منع صوتها من الإنحدار وهي تردف بتأثر:


بس.. بس طالبتش.. قولي لأبو كساب يوصي خليفة عليها..


ويوصيه يوسع خاطره عليها..




.


.


.




" يمه فديتش خلاص خلينا نمشي"



مزنة تلتفت لوضحى التي بدأ أثر الدموع يفسد زينتها وتهمس لها بحنان مخلوط بالحزم:


يامش ما يصير.. يقولون بنتهم راحت.. قاموا وخلو العرس


انتظري شوي



وضحى بصوت مختنق: يمه تميم أكيد ماراح يتأخر..الحين يبي حد يعشيه.. خبرش أكيد ما تعشى.. وأنا اللي أأكله بنفسي


غير أني يمه خلاص خاطري ضايق وابي أروح البيت..



مزنة تدفن تأثرها المتعاظم في ذاتها وتهمس بحزم: ساعة يامش ونمشي..



" لا تثقلي علي ياصغيرتي!!


أعلم أنك حزينة لفراق شقيقتك


فكيف بي؟!!


ستة وعشرون عاما.. لم تمر ليلة واحدة لم أروِ عيني من رؤيتها


لم تمر ليلة واحدة لم اسمي باسم الله عليها


لم تمر ليلة واحدة لم أنادي فيها اسمها عشرات المرات


ومؤخرا لم تمر ليلة لم نتجادل فيها ونتحادث ونتخاصم ونتصالح


لا أطمئن حتى أرى صفاء ضحكتها ولمعة عينيها


مثلها مثلكم جميعا ياصغيرتي!!"







*********************************







عاد العريسان المحلقان للغرق في الصمت..


بعد أن جاءت المضيفة لتحمل الكعكة التي لم يتناولا منها شيئا ومن بعده العشاء الذي رفضاه أساسا


وهي تستغرب (أي عريسين غريبي الأطوار هذين.!!)



كلاهما غارق في عالمه الخاص.. كساب في كتابه.. وكاسرة في أفكارها..



وقفت كاسرة.. ليهمس لها كساب ودون أن يرفع نظره عن سطور الكتاب متسائلا بنبرة حازمة: وين؟؟



كاسرة بنبرة لا تخلو من تهكم: يعني وين بأروح هنا في الطيارة؟؟ بأروح الحمام..



كساب لم يرد عليها.. بينما كاسرة توجهت للحمام لكي تمسح زينتها التي لم تجد وقتا لمسحها..


وهي تستغرب من تصرفات هذا الرجل الذي غرق في البرود بينما كان قبل ساعات يشتعل..


لم يُسمعها كلمة حلوة واحدة.. لم يتبادل معها الحديث ليتعرف عليها أكثر كما يحدث مع كل المتزوجين الجدد..



"هل هو فقط ينتظر اختلائه بها وهذا هو كل ما يهمه؟!"



آلمها هذا التفكير كثيرا..


لا تستنكره من كساب..


ولكنها كعروس.. ومهما يكن.. ورغم تفكيرها الواقعي.. حلمت بشيء آخر أكثر عاطفية ومثالية..



كاسرة تنهدت وهي تمسح وجهها الندي وتنظر في المرآة:


على قولت الشوام يذوب الثلج ويبان المرج ونشوف اللي ورا ذا الكساب



حينما عادت وجلست..


همس كساب ببرود حازم ودون أن ينظر ناحيتها: إذا سألتش عن شيء تجاوبين من غير استخفاف للدم..



كاسرة بثقة: المهم الجواب وصلك..



كساب بحزم : أحيانا أسلوب وصول الرد أهم من الرد نفسه..



كاسرة بنبرة مقصودة: وهذا الشيء ممكن ينطبق على كل شيء؟؟



حينها التفت لها كساب لينظر لها ببرود: كل شيء



كاسرة بذات النبرة المقصودة: زين أحتفظ بذا المعلومة يمكن تفيدني بعدين..



حينها سألها كساب بنبرة حازمة لا تخلو من الخبث: أنتي دايما كذا تحبين ترسمين لنفسش صورة الذكية..؟؟



حينها أجابته كاسرة بهدوء وهي تشبك أصابعها أمامها:


مثل منت تحب ترسم لنفسك صورة الغامض اللي ماحد يعرف وش اللي وراه..



حينها أجابها بنبرة لا تخلو من التهكم: يمكن لأني قريت مرة في كتاب غبي إن المرأة تحب الرجل الغامض..



ردت عليه بنبرة تهكم: على قولتك.. كتاب غبي..وعطاك معلومة غبية ماراح تفيدك بشيء..



نظر لها وأردف بنبرة عميقة مقصودة لا تخلو من غرور واثق: أنتي متأكدة إنها مافادتني؟!!



لم ينتظر ردها وهو يعود لتجاهلها وليقرأ الكتاب الذي كان يقرأ فيه..


أو يدعي قراءته!!!


بينما كان تفكيره اليوم يأخذه للأمس.. الأمس القريب جدا .. والبعيد جدا!!



.


.



قبل أسبوعين






"عمي أبي أسألك عن شيء وتجاوبني بصراحة"




منصور ينظر لكساب من تحت أهدابه وهو يهتف ببرود حازم:


وليه خايف منك ياولد عشان أدس عليك؟!


من متى وأنا ألف وأدور في أي سالفة.. خلصني وش تبي؟؟



كساب بتساؤل حازم: أبي أعرف يوم إبي كان يبي أم مرتي.. ليه ما تزوجها قبل مايتزوج أمي؟؟..



منصور ابتسم ثم هتف بهدوء واثق: خطبها بدل المرة مرتين.. بس هي مارضت..


أبيك ماتزوج إلا عقب ماعيت منه للمرة الثانية..



كساب بذات التساؤل الحازم: وليه مارضت فيه؟؟..


يعني اللي خذتهم ما اشوف فيهم حد أحسن من ابي.. الله يرحمهم جميع ويبيح منهم..



منصور هز كتفيه بثقة: يمكن لأن إبيك كان ميت عليها..


أم امهاب أنا أذكرها وحن صغار.. بيني وبينها سنة وحدة بس وكنا نلعب سوا..


كانت شخصيتها قوية ولسانها طويل.. وياويل اللي يدوس لها طرف.. بتخليه مايسوى بيزة..



كساب بثقة: بس مهما كانت شخصيتها قوية.. ماظنتي إن شخصيتها أقوى من شخصية ابي..



منصور ابتسم: لا تنسى ابيك وقتها كان صغير وكان يموت عليها من اقصاه..


يعني هي اللي كانت في موقع قوة..



حينها صرَّ كساب عينيه وهتف بحزم بالغ: الحين نجي للمهم..


أمي درت بشيء عقب؟؟


كيفه هو يحب اللي يبي قبل ما يأخذ أمي.. بس عقب ماخذها خلاص.. مفروض يدفن حبه في قلبه..ويحترم المرة اللي صارت أم عياله..



منصور بحزم مشابه: عاد في هذي لا تبهت ابيك.. عمري ماشفت رجّال يحترم مرته ويعزها مثل ماكان زايد يعز وسمية الله يرحمها..


وأنت بنفسك تذكر وش اللي صار له يوم ماتت أمك.. كان بيموت من الحزن عليها..



كساب شدَّ له نفسا عميقا ثم هتف بتصميم مرعب:


والله ثم والله لأدري إن أمي درت بشيء أو تضايقت في حياتها من ذا السالفة


إني لأقلب الدنيا عاليها سالفها..


وإن يصير شيء مستحيل حد منكم يتوقعه..





.


.



قبل خمسة عشر عاما






" هيييييه ياجماعة الخير.. يبه جابر.. أنا كساب بن زايد"



كان صوت كساب الصغير يتعالى أمام باب المجلس الخارجي بعد ان خطا نصف خطوة للداخل..


هتف الجد جابر بصوت مرتفع قدر ما استطاع: كسّاب تعال يأبيك..



كساب برفض: يبه خل هلك يفضون الدرب أول..



الجد جابر ابتسم وهو ينظر لكاسرة الصغيرة التي كانت تسكب له القهوة وحجابها مشدود حول وجهها:


كاسرة يأبيش روحي داخل..



كاسرة تنظر لكسّاب الواقف وعيناه في الأرض وتهتف بتلقائية:


وليه أروح؟؟.. إذا جاووك رياجيل رحت..



حينها هتف كساب بغضب ودون أن يرفع بصره: وليه وش أنتي شايفة قدامش يابنت؟؟



كاسرة بنبرة عدم اهتمام وهي تنظر له بشكل مباشر: بــزر !!..



الجد هتف بغضب: كاسرة أقول روحي داخل..



كاسرة خرجت واتجهت لداخل البيت..


بينما كسّاب توجه للداخل وهو يشعر بغضب عميق يتصاعد في روحه الصغيرة على طويلة اللسان التي قللت من رجولته التي لا يرضى أن تمس..



مال ليقبل رأس الجد.. وهو يهتف بنبرة ضيق: يبه.. ابي يسلم عليك ومرسل لك ذا العود ..


كان بيجيبه بنفسه بس جاه شغل.. فأرسلني..



الجد ابتسم: ياحيا الله الراسل والمرسول.. ياحيا الله الشيخ كساب..


وينك يأبيك ماعاد شفتك..؟؟


ماعاد شفت إلا علي هو اللي ياتي مع ابيه


وأنت مانشوفك إلا من العيد للعيد.. حتى العيد اللي فات ماشفتك



كساب بذات نبرة الضيق: السموحة يبه.. لاهي في دراستي وأدرس أختي بعد..



الجد جابر بمودة: الله لا يفرقكم... وجعل بطن(ن) جابتكم الجنة


والحين قل لي وش فيك يأبيك كنك ضايق؟؟..



كساب بذات نبرة ضيق: يبه.. يرضيك إن بنتكم تقول علي أنا بزر..



الجد ابتسم وهو يلمس خد كساب حيث أثر عضة كاسرة التي بدت واضحة لنظره الضعيف من هذا القرب:


علومها شينة ذا البنت من صغرها.. بأزوجك إياها وأخليك تأدبها على كل اللي هي سوت أول وتالي..



حينها هتف كساب بغيظ: أنا لو خذت بنتك ذي.. أول شيء بأسويه بأغير اسمها ثم أكسر رأسها..



الجد ضحك: لا يأبيك لا.. بنتي ذي مهرة.. تعسف بس ماتكسر..



.


.



ينظر للكتاب أمامه..


يتشاغل به.. بينما هو مشغول حتى النخاع بمن تجلس كملكة متوجة جواره..



" تعسف بس ماتكسر..


تعسف بس ماتكسر..


تعسف بس ماتكسر.. "




وكم هو ضئيل الفرق بينهما !!..


كم هو ضئيل!!!







************************************








" شأخبارك الليلة؟؟ عسى منت بتعبان؟؟"



أشارت بعد أن وضعت صينية العشاء جانبا..



هز رأسه بإشارة لا.. بينما وضحى اقتربت لتطعمه.. بعد لحظات رفض تميم أن يأكل..


أشارت له : اشفيك؟؟ ما كلت شيء



أخذ يغمض عينيه ويفتحهما.. بدايةً لم تفهمه..


ثم بعد ذلك استوعبت أنه يقصدها.. فدموعها كانت تنهمر بغزارة ودون أن تشعر..


فذهنها كان شاردا وهي تطعم تميم .. كانت تشعر بضيق عميق يطبق على روحها وهي تشعر أن البيت خال من رائحة شقيقتها..



أشارت له بألم: عطني بس يومين لين أتعود على فكرة أنه خلتنا خلاص..



لم يستطع أن يشر لها بشيء وإن كان في داخله متأثر أشد التأثر من حالة وضحى.. عدا عن تأثره الخاص به ..


قد يكون هو شخصيا أكثر ارتباطا بوضحى..


ولكن كاسرة شقيقته وتربطه بكل أخوته علاقة خاصة حرصت والدته على تغذيتها وتقويتها..


ومن ناحية أخرى حالته التي يعانيها جعلته أكثر حساسية..


يداه كلتاهما في الجبس.. وهو يفقد تواصله مع العالم


وموعد زواجه يقترب مع تحسسه المتزايد من زوجته المستقبلية..


مثقلة روحه الشفافة بكثير من الهموم التي لا يستطيع التعبير عنها بأي طريقة..


يجد نفسه غارقا في الهم وملجما في ذات الوقت عن التعبير عن همومه وأوجاعه سوى بالتفكير فيها..


التفكير الذي يزيده هما فوق همه..


لو أنه كان قادرا على العمل فقط ..كان دفن وجع أفكاره في العمل..


وتشاغل بعمله عن كل ما يؤلمه ويجرح مشاعره ورجولته وحتى إنسانيته!!


ولكن الآن ليس له إلا الصبر والدعاء........ والاحتراق بأفكاره وشكوكه حتى نخاع النخاع!!..







**********************************






" مابغيتوا تخلصون؟؟"



همست عفراء بإرهاق وهي تغلق بابها: خبرك لازم حن آخر حد يطلع من العرس..



منصور يحرك سيارته ويهتف بمودة: عسى ما تعبتي حبيبتي؟؟



عفراء بذات الصوت المرهق: شوي بس


ثم أردفت بابتسامة: بس يستاهل التعب ياقلب خالته.. جعلني أفرح بعياله فديته..



منصور يبتسم: شكلي بأغار من كساب الخايس.. الحين هو راح مع عروسه وقاعدة تفدين به.. وانا ماحد عبرني



عفراء تبتسم: الغلا لك يأبو زايد..



منصور بابتسامة فخمة: لي الغلا؟؟ خافه كلام بس؟؟..



عفراء بمودة: أفا عليك يأبو زايد الكلام لغيرك..



منصور مد يده ليحتضن كفها بقوة وهو يهمس بحنان: جد حبيبتي ماتعبتي؟؟



عفراء برقة: والله العظيم أني زينة.. وانت انتبه للطريق الله يخليك..وتمهل وأنت تسوق..



منصور يكف يده ويثبت يداه على المقود وهو ينظر للامام ويهتف بابتسامة:


حاضر.. مع أني أبي أطير.. عشان أشوف كشخة أم زايد..


أكيد كنتي أحلى وحدة في العرس



عفراء ابتسمت بعذوبة: يهمني أصير أحلى وحدة في عينك وبس..



منصور بفخامة: هذا شيء مافيه شك!! أحلى وحدة في عيني وقلبي وروحي


الله لا يحرمني منش بس!!







*****************************







حطت الطائرة بعد انتهاء رحلة العريسين الغريبة المثقلة بالصمت والتجاهل..


عدا الحوارين الحادين اليتيمين اللذين دارا بينهما!!



بعد إنهاء الإجراءات في مطار جنيف وخروجهما للسيارة التي كانت تنتظرهما


كاد كساب يمزق ملابسه أو يعود للدوحة مشيا حتى يصفع عليا.. وغضب شديد عارم يتفجر في روحه..



كانت تنتظرهما سيارة ليموزين سوداء طويلة جدا مزينة بالورد..


وكان العدد القليل من المارة الذاهبين لعملهم في ذلك الوقت المبكر يقفون لتحية العريسين..


بينما كانت كاسرة بالفعل تستغرب أن هناك شابا قد تخطر له هذه الأفكار البالغة الرومانسية


(يالله خلنا ننبسط باللي علي يسويه.. الله لا يحرمنا منك..


لولاك يمكن كساب وداني الأوتيل مشي وأنا شايلة شناطي!!)



ولكن هذه الأماني المرحة انهارت وكساب يتصل بعلي لأنه لا يمكن أن يحتمل المزيد..


فور أن رد علي بصوته الناعس انفجر فيه كساب بغضب:


شوف علي يأما أنك تعطيني برنامج السخافات اللي أنت مسويها


وإلا والله لأروح أحجز في فندق ثاني.. وخل برنامجك كله لك..


أنا مستحيل أخليك تمشيني على كيفك عقب خبالك اللي أنا شفته



علي حينها طار النوم من عينيه وهو يهتف بابتسامة ودودة:


أفا العريس زعلان.. ياخي ريح أعصابك.. ليه ذا العصبية؟؟



كساب بغضب عارم: عاجبك سواتك فيني.. وش ذا السخافة؟؟


كفاية سيارة المهرجين اللي أنت مرسلها تستقبلنا..


والله لا يصير شيء ثاني مثلها أني .. أني...........


يأخي من الحرة عليك ماني ملاقي كلام أقوله...بس دواك إذا رجعت الدوحة..



علي ابتسم: خلاص يالحبيب البرنامج كامل بتلاقيه عند الريسبيشن بعد شوي


بس اسمعني ياويلك تكنسل شيء من كيفك


لأنه كل شيء مدفوع ثمنه.. اللي مايعجبك قل لي عليه وأنا أغيره لك..


ويالله خلاص روح لمرتك..



كساب بتحكم واثق: مرتي قاعدة جنبي في حديقة الورد اللي أنت ورطتنا فيها.. وين أروح لها؟؟



علي بصدمة: صدق ماعندك ذوق.. قاعد تكلمني بذا العصبية قدامها.. اللي طفشت المسكينة..



كساب حينها ابتسم: أقول لا يكثر حكيك.. البرنامج أبيه في الريسبيشن خلال ساعة..



حينما أنهى الاتصال صمتت كاسرة لأنها رأت أنه من قلة الأدب أن تتدخل بينه وبين شقيقه بهذه السرعة.. لذا التزمت بالصمت..



سألها كساب بنبرة مقصودة: وش فيش ساكتة؟؟ وش رأيش في اللي سمعتيه؟؟



كاسرة بهدوء: أنا مالي دخل بينك وبين أخيك..


لكن من باب ثاني أكيد أفضل أنك تكون عارف البرنامج عشان مانقضي الأيام هذي في عصبية كل ماشفت شيء ما يعجبك..


كفاية الكيك والسيارة واحنا تونا مابدينا..



كساب تنهد ليهتف بحزم غاضب: أنا من البداية كنت رافض فكرة أنه يرتب الرحلة لأني أحب أكون عارف كل شيء بأسويه..


بس ماحبيت أحزنه وهو متجهد في التجهيز..ما تخيلت الحركات البايخة اللي هو بيسويها..



حينها ابتسمت كاسرة بخبث رقيق : على كذا أتوقع أنه بنلاقي الغرفة كلها ورود وبالونات حمرا..



كساب صرَّ عينيه: لا عاد؟؟



كاسرة هزت كتفيها: بس عاد مهوب تعصب على أخيك..


هذي تكون من الفندق أساسا إذا نزل عندهم عرسان في شهر العسل



كساب هز كتفيه بعدم اهتمام: تصدقين تراني أعرف ذا المعلومة..



كاسرة بنبرة عدم اهتمام مشابهة: في الإعادة إفادة.. والتكرار يعلم الـ.. يعلم الشطار..




بالفعل حينما وصلا لجناحهما كانت الورود منثورة على السرير والأرضية والشموع مشعلة في كل مكان..


وكانت تنتظرهم مضيفة بكعكة أخرى..


ولكنها هذه المرة انسحبت لوحدها قبل أن يعطيها كساب نصيبها من غضبه


وخصوصا انه كان ممتلئا غيظا لإحساسه أنه فاقد السيطرة في موضوع هذه الترتيبات التي لم ترق له إطلاقا..



كساب التفت لكاسرة وهمس بحزم: خلاص صلي الفجر أنتي..


الشباب اللي قابلتهم قبل شوي تحت في الريسبشن أتفقنا نصلي جماعة..



كاسرة أنهت صلاتها وكانت على وشك أن تستحم لولا أن قاطع مخططاتها عودة كساب..


حينها لا تعلم لماذا عاودها الشعور الملتبس بالتوتر..


لو عاود اندفاعه ناحيتها بعد أن تجاهلها طيلة الرحلة.. فربما تتناول حذائها وتضربه به على رأسه..


لا تستطيع أن تمنعه من حقوقه عليها.. فهذا أمر فرضه الله عليها..


ولكنها توقعت منه تعاملا أكثر رقيا.. وأن يكون في رأسه مشاعر أكثر نقاء



لذا كانت صدمتها البالغة منه لدرجة أنه كادت أن تنعته بـ " الحيوان"


أنه فور دخوله للجناح خلع قميصه فورا..


ولكن قبل أن تصدر عنها الكلمة رأته يتمدد على الارض ليقوم بتمارين الضغط.. وعلى يد واحدة بالتناوب!!



وقفت عدة لحظات حتى تستوعب ماذا يفعل؟؟ لتشيح بوجهها جانبا وهي تستوعب أنه عاري الظهر أمامها


سألته وهي مازالت تشيح بوجهها: شتسوي؟؟



أجاب بحزم وهو مستغرق في تمريناته: توني أقول لش أنش تحبين تظهرين نفسش ذكية..


عاد هذا سؤال ما يسأله أغبى غبي إلا لو واحد أعمى مايشوف..


شوفة عينش.. أتمرن..



كاسرة رغم استغرابها لكنها قررت ألا تسأله.. فليتدرب كما يشاء.. همست وهي تتجه لحقيبتها لتفتحها:


خلاص أنا بأتسبح..



كاسرة استغرقت وقت طويل للاستحمام.. فالبودرة التي التصقت بصدرها وظهرها وكتفيها.. استغرقت طويلا في دعكها..


عدا أنها استغرقت وقتا قبل في ذلك في فك بقايا تسريحتها بشكل أفضل


ثم في تنظيف شعرها والاعتناء به من أثر هجوم أدوات الشعر الساخنة ومثبتات الشعر..



حين انتهت.. التفت بروبها وخرجت بحذر ..


لم تجد كسابا.. ولكنها وجدت فوطة مبلولة ملقاة بجوار حقيبته.. يبدو أنه استحم في الحمام الآخر..



ربما في ظرف آخر.. ومع زوج غير كساب..ربما كانت لتتناول المنشفة وتعلقها في الحمام.. فهي بطبيعتها مرتبة وتكره الفوضى..


ولكنها شعرت أن كسابا يرسل لها رسالة وكأنه يجب أن تنظف قذارته المقصودة التي يتركها خلفه..


أما ماجعلها تتأكد من ذلك فعلا فهي أنها حينما فتحت حقيبته.. صُدمت بترتيبها غير المعقول..


تبدو الحقيبة كما لو كانت رُتبت باستخدام المسطرة..


وكل لباس معد للخروج ووضعت كل قطعه في كيس شفاف معا.. البنطلون والقميص والحزام والملابس الداخلية وحتى الجوارب..


وفي ناحية أخرى رُتبت الأحذية في كيس شفاف آخر.. عدا عن عدة فوط مرتبة بدقة..


شعرت بالحرج أن تقلب فيها أكثر..لذا أغلقتها وتركت الفوطة الملقاة جوارها



(معقول هو اللي رتب شنطته؟؟


يمكن حد رتبها له؟؟


على كل حال.. إذا كان هو اللي رتبها.. معناها إن حركة الفوطة مقصودة لأنه شكله متعود الترتيب


وإذا كان واحد متعود حد يرتب له.. ويقط ويبي حد يلقط وراه.. يكون مايعرفني)



ثم انتقلت لحقيبتها..


احتارت ماذا ترتدي.. فهذا الرجل يثير حيرتها


والأكثر ..يثير توجسا غريبا في روحها حول هدفه من تعامله الغريب معها..


ولكنها ختاما قررت ألا تفسد أي شيء رتبته حسب تفكير هذا المتخلف..


فهي من حقها أن تلبس ماتشاء وفق ترتيبها دون اهتمام به..


فبما أنها عروس فهي ستستمع بهذا الشيء دون اهتمام برأيه..



ارتدت رداءها الحريري الأبيض الفخم المثقل بالتطريزات الراقية..


وأحكمت شد روبها الحريري على جسدها حتى لا يظهر أي جزء من نحرها..


انتظرته من باب الذوق لنصف ساعة.. ثم قررت أن تنام..


وفعلا تمددت على السرير ونامت من التعب وهي تشعر بتوجس ما..


أن يعود فيقلق نومها بتقربه المريب منها..


لذا كانت مفاجأتها أنها حينما صحت قبل آذان الظهر بقليل..


أنها تلفتت جوارها لتجده نائما معتصما بناحيته البعيدة من السرير..


شهقت بخفة وهي تجد أن روبها قد انفتح قليلا أثناء نومها.. شدته وهي تقف لتنهض من جواره..


وهي تشعر باستغراب كبير أنه تركها تنام كل هذا دون أن يكدر عليها نومها..



جلست على المقعد قريبا من التسريحة لتمشط شعرها ..


ليفاجئها همسه الناعس المخلوط بالحزم: ممكن أعرف سبب الشهقة اللي صحتني من النوم؟؟



كاسرة استغربت أن شهقتها الخافتة المسموعة بالكاد قد أيقظته من نومه..


أجابته بحزم مشابه: ماشهقت.. شكلك تتحلم..



حينها رأت انعكاسه في المرآة وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بتلاعب:


إلا شهقتي.. هذا كله متروعة عشان اللي كان باين من جسمش


ترا أنتي كلش حلالي..



كاسرة ردت عليه ببرود وهي تركز نظرها على انعكاس صورته على المرآة أمامها:


ترا فيه أسلوب حضاري أكثر للحديث..



رد عليها ببرود وهو يقف لينزع قميص بيجامته: ماعليه بكرة أخذ منش كورسات



أنهى عبارته ليتمدد أرضا ويقوم بتمارين الضغط اليومية.. حينها هتفت له كاسرة بتساؤل: توك سويت تمارين أول ما وصلنا..



كساب يجيبها دون أن يتوقف: تمارين الضغط لازم مرتين في اليوم..


وعلى العموم هي ربع ساعة بس وأغسل وأتسبح وأفضى لش..



كاسرة ببرود: شكرا.. خلك في تمريناتك.. أنا بأغسل وأتوضى وأصلي..



كساب وهو منهمك بتمريناته: كلنا بنصلي.. ثم بنطلب شي نأكله..


ثم أردف بنبرة مقصودة: إلا ليش ماشلتي فوطتي من الأرض يامدام؟؟



ردت عليه كاسرة بذات النبرة المقصودة: لنفس السبب اللي أنت خليتها مرمية على الأرض عشانه يازوج المدام؟؟



كساب بذات النبرة: وقلت لش قبل لا تحطين رأسش براسي..



كاسرة بحزم: ليه رأسي فيه شيء أقل من رأسك؟؟..


شوف كساب تبي حياتنا تستمر تحترمني في كلامك وتعاملك.. وإلا..



قبل أن تكمل عبارتها كان يقفز بحركة محترفة مفاجئة ليقف أمامها مباشرة


وهو يهتف بحزم بالغ وعيناه تبرقان ببريق آسر.. مخيف: وإلا ويش؟؟ سمعيني..



كاسرة صُدمت وهو يقف أمامها من هذا القرب ونصفه العلوي عاريا هكذا..


لم ترد أن تُشح بوجهها في هذا الموقف فيحسب أنها خافت منه


لذا ركزت نظرها في عينيه وهي تهتف بذات الحزم البالغ:


وإلا مافيه داعي نكمل في حياة مفقود فيها أهم عنصر في الحياة الزوجية .. الاحترام..



حينها أمسك كساب بمعصمها بقوة وهو يرفعه لأعلى..


ويشدها ناحيته ويهتف بنبرة مرعبة وهو يركز نظره في عينيها كذلك:


إذا أنتي منتي بحريصة على حياتش معي.. مافيه أي سبب يخليني انا أكون حريص..


لأن هذي مسؤوليتش أنتي.. وإذا أنتي تخليتي عنها فتأكدي أني باكون قبلش..



كاسرة دون أن يتذبذب صوتها أو يتغير أو ينحدر وهي تهمس بذات النبرة الحازمة الواثقة:


كساب ممكن تقول اللي أنت تبيه بدون ما تستخدم إيديك..


شل يدك لأنك آجعتني.. تراني أسمع بأذني مهوب بيدي..



تبادلا النظرات لثوان وكل واحد منهما يرتشف نظرات الآخر بلهفة غريبة مشبعة بتحدي غامض ومشاعر أكثر غموضا..



ثم أفلت كساب ذراعها ليظهر احمرار معصمها واضحا مكان يده في بياض جلدها بين نقوش الحناء الغامقة..


حينها وبشكل صدمها تماما وبعثر مشاعرها.. رفع ذراعها ليقبل مكان الإحمرار بدفء حان.. قبلة قصيرة مبتورة سريعة..


ثم أنزل ذراعها بجوارها وعاد ليتمدد على الأرض ليكمل تمريناته..


بينما توجهت هي الحمام لتغتسل وتتوضأ ودقات قلبها تطرق جنباتها بدوي هائل



(هذا مستحيل يكون طبيعي


أكيد عنده انفصام في الشخصية!!


مهوب طبيعي!!


مهوب طبيعي!!


مريض نفسي أكيد!!)








*********************************







" يالله وش قالت لش كاسرة؟؟


البارحة قلتي لي تعبانة


والحين خلاص لازم تقولين لي"



جوزاء لا رغبة لها في الحديث.. تهربت منها البارحة.. ولكنها تعلم أن شعاع ستلح حتى تعرف..


لذا أخبرتها باختصار وهي تشعر بالصداع من مجرد الفكرة..



شعاع هزت كتفيها: عندها حق..



جوزاء بغضب: أي حق؟؟ أنا أرجع للزفت مرة ثانية عقب ماخلصني ربي منه..



شعاع بهدوء منطقي: زين قولي لي... هل بتتزوجين غيره يوم؟؟



جوزاء أنزلت راسها بين كفيها وهي تضغطه وتهمس بإرهاق:


ما أبيه ولا أبي غيره.. أبي أربي ولدي وبس..



شعاع بذات الهدوء المنطقي: جوزا أنتي عادش عمرش 25 سنة.. عادش صغيرة


من حقش تعيشين حياتش وتجيبين عيال غير حسن..


حسن بكرة بيكبر وبيكون له حياته الخاصة فيه..


إذا أنتي ماتبين تزوجين عشان حسن.. ارجعي لإبيه.. أدبيه عشان يعرف غلطته..


بس عبدالله بنفسه رجال فيه خير.. عطي نفسش وعطيه فرصة ثانية..



حينها انتفضت جوزاء بغضب عارم: نعم؟؟ فيه خير؟؟ واعطيه فرصة؟؟


أنتي أكيد مجنونة.. أنا وعبدالله مع بعض مرة ثانية؟؟..


مستحيل !! مستحيل!!







*********************************






" هلا والله بهل العرس البارحة..


متى جيتي البارحة يالصايعة؟؟ أنا رقدت عيالش ثم نمت وأنتي عادش ماجيتي"



نجلاء تبتسم وهي تجلس بجوار عالية: يأختي ردي السلام أول


ثاني شيء حتى عرس الرياجيل تأخر.. صالح أساسا هو اللي تأخر علي


بس شنو عرس ياعلوي.. خرافي والله العظيم..



عالية بتساؤل حماسي: والعروس كانت حلوة؟؟..



نجلاء بابتسامة عذبة: عاد كاسرة أخر وحدة ينسأل عنها ذا السؤال


هي حلوة على كل حال.. أشلون ليلة عرسها..


كانت خيال ماشاء الله وفوق الخيال بعد..


حياتي كلها ماشفت ولا ظنتي أشوف عروس كذا..



عالية تشد ياقة قميصها بحركة تأنق وهي تتساءل بغرور تمثيلي: ولا حتى أنا؟؟



نجلاء تضحك: لا عاد أنتي شيء ثاني.. أحلى وحدة في كوكب غير الأرض..



عالية تضحك: مالت على عدوش.. المهم أصير حلوة في عيون الدحمي بو نظارات..


عساه بس نظره ضعيف والشوف عنده ردي؟!..



نجلاء بمرح: لا طال عمرش.. جوزاء تقول لي نظره 6 على 6 بس النظارة للحماية وهو تعود عليها..



عالية بتحسر تمثيلي: أخ اللي طفش الرجّال..


ثم أردفت بابتسامة: خلينا مني.. تو الناس...


علميني عن العرس.. البنات وش كانوا لابسين؟؟..



نجلاء بمودة: ماشاء الله الكل حلو ومتكشخ..



عالية بتذكر: تدرين نجول أني شفت العريس وأنا جايه من فرنسا كان معنا على نفس الطيارة


بس شنو يانجول.. يسطل.. يسطل.. أنا انسطلت من قلب.. طاحت كبدي عنده..


لولا ان خالي نايف عصب علي.. وإلا كان رحت وقعدت في حضنه..



نجلاء تضحك: وين الدحمي يسمعش..



عالية بمرح: يا بنت الحلال إن الله جميل يحب الجمال...


والله يهني كسّاب بكاسرة..


ويهني الدحمي بعالية اللي بتطلع عيونه وقبلها نظاراته..







******************************************






" ماكلتي شيء!!"



كاسرة تهمس بهدوء: الحمدلله .. شبعت..



هتف بنبرة أقرب للتهكم: شوفتي تسد النفس يعني؟!!



كاسرة بثقة: ماقلت كذا.. لكن لو أنت تظن كذا أكيد عندك أسباب وجيهة..



كساب حينها أردف بنبرة لا تخلو من الغضب: أنتي على طول لسانش طويل كذا؟!!



كاسرة وقفت وهي تهمس بنبرة ساخرة: ما أشوف لساني طويل.. لكن اللي على رأسه بطحا يحسس عليها..



حينها شدها كساب بقوة ليجلسها جواره وهو يهتف بغضب:


زين ما أعتقد إنه يجهلش يأم الذوق والأدب أنه عيب تروحين ورجالش يحاكيش..



كاسرة همست ببرود مختلف عن غضبه: والله حسبت الكلام خلص..



كساب حينها كان من وقف وهو يهتف بحزم دون أن يلتفت ناحيتها:


قومي البسي عباتش.. اليوم بناخذ جولة مشي حوالين الفندق ثم بنطلع المدينة القديمة..وساحة بورغ دي فور..


وبكرة بيبدأ البرنامج بعد التعديل..


ثم أردف بصرامة وبنبرة أمر متسلطة : واعرفي أشلون تثمنين الكلمة قبل تقطينها.. تراني خاطري مهوب وسيع دايما!!


وترا أمش داعية عليش لو صدفتي قفلة خاطري وأنتي بملاغتش ذي!!







**********************************






" يبه فديتك.. قم توضأ للصلاة.. ماعاد دون الصلاة شيء"



هتف بتثاقل ودون أن يفتح عينيه: كاسرة كلمت؟؟



ابتسمت مزنة بشجن: لا فديتك.. بس أرسلت لي رسالة الفجر


إنها وصلت وقالت لي إنها بتكلم عقب صلاة الظهر..



مد يده لتساعده ابنته على الجلوس وهو يهتف بشجن عميق:


جعلني ما أخلى منش.. بس البيت من غير كاسرة ماكن فيه حد..



مزنة تناولت كفه لتقبل ظاهرها وهي تهمس بمودة عميقة:


دارية بغلاها عندك.. جعل ربي مايخليني منك..


ثم أردفت بابتسامة: وبعدين أنت اللي بغيتها تعرس...



الجد يخلع غترته الملفوفة حول رأسه ويضعه جواره على السرير وهو يتحسس بحثا عن عصاه ويهتف بعمق:


كاسرة أنا عارفها أكثر من روحي.. لو أني ما لزمت إنها تأخذ كسّاب ماكان عرست أبد..


كان قعدت تعيي من الخطاطيب لين يروح عمرها وشبابها..


بغيت لها الزين وأنا داري إن فرقاها علي صعيبة.. كن روحي مهيب بين جنوبي يأبيش..


كن روحي مهيب بين جنوبي!!






**************************************






كانت قد انتهت لتوها من صلاة الظهر حين سمعت رنين هاتفها..


تناولته بإرهاق ودون أن تنظر للرقم لترد بصوت مثقل بالإرهاق والذبول: نعم.. من؟؟



رغما عنه.. صوتها الذابل نفض أوتار قلبه الذائبة من أجلها وترا وترا ..


آلمه كم الإرهاق المتبدي من صوتها ومع ذلك هتف بنبرة رسمية متحكمة:


السلام عليكم يأم حسن..



حينها ارتفع ضخ الأدرينالين عندها وهي تهتف بغضب: أنا مهوب قلت لك تنسى ذا الرقم..



عبدالله ببرود: وأنا ما نسيته... بترفعين علي قضية تطالبيني أنساه..؟؟


وبعدين توش صوتش يالله طالع..


ماشاء الله من وين طلع ذا الصوت كله؟؟



جوزاء بغضب: مهوب شغلك.. صدق شين وقوات عين....



عبدالله قاطعها بصرامة: جوزا ..حدش.. ماراح أسمح لش تطولين لسانش علي..


أنا وأنتي بيننا ولد.. فهل كل مابغيت حسن أو بغيت أسأل عن شيء يخصه بأحط وسيط بيننا..؟؟



جوزاء بذات الغضب: وأنا ماني بحلال لك تدق معي سوالف..



عبدالله بذات البرود: والله أنا ما كلمت أتغزل فيش.. هي كلمة ورد غطاها


العصر جهزي حسن بأوديه أفصل له ثياب


مهوب عاجبني أنه يلبس بناطيل...



جوزاء بسخرية: وأنت وش كنت تلبس الأربع سنين اللي فاتت؟؟



عبدالله بحزم: والله لبستها مضطر.. وما أبي ولدي يتعود عليها.. أبيه يتعود على لبس الثياب..



جوزاء ببرود: و من وين صار ولدك وأنت قبل أسبوعين ماتدري عنه شيء؟؟



عبدالله ببرود: تبين أقول لش من وين.. قلت لش بالتفصيل



جوزاء تفجر غضبها عارما متدفقا: صدق أنك وقح وقليل أدب..



عبدالله بذات البرود: من طق الباب سمع الجواب يأم حسن..


تحدين الواحد على أقصاه.. وإنه يقول شيء مايبغي يقوله..



جوزاء بنفاذ صبر: خلاص العصر بتلاقيه جاهز.. شيء ثاني؟؟..



عبدالله بثقة: إيه أبي أدري أي روضة سجلتيه؟؟



جوزاء تكاد تمزق شعرها غيظا: وأنت وش دخلك؟؟..ياشين اللقافة!!


وعلى العموم حسن توه صغير ما سجلته في شيء



عبدالله بحزم: أشلون ماسجلتيه فتح المدارس بعد شهر ونص وبيكون عمره تقريبا 3 سنين ونص.. لازم يدخل روضة


وأنا كنت أقرأ في جرايد قطر أنه في أزمة تسجيل ولازم الواحد يسجل قبل نهاية السنة الدراسية..



جوزاء بغضب: وانت وش دخلك.. عني ما سجلته... إن شاء الله أقعده جنبي وعمره مادخل مدرسة...مالك شغل..مالك شغل


يأخي روح دور لك حد تحرق أعصابه بثقل دمك غيري..



عبدالله بحزم: قصري حسش.. وبعدين سالفة مالي شغل هذي تنسينها..


لأني لي شغل ونص.. وتأكدي إنه كل شيء يخص حسن أنا بأتدخل فيه..



جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك.. أنت تفهم وإلا ما تفهم.. حسن هذا ولدي أنا بروحي..



عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش.. افهمي ذا الشيء زين.. وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه..



جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه؟؟



عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي..



بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر..






أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 01:25 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية