السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وكل القلوب الطاهرة بخير
كل عام وأنتم من الله أقرب
أعاد الله عليكم رمضان العام المقبل وأنتم ترفلون بلباس الصحة والعافية والطاعة والقرب من الله
.
سامحوني لو أبطيت
أنا صار لي عشرين يوم برا الدوحة وتوني راجعة أمس
السموحة من الوجيه الطيبة اللي اشتقنا لمصافحتها وجه وجه
والقلوب النقية اللي اشتقنا لدفاها قلب قلب
أشتقت لكم بلا قياس جعلني ما أخلا من قربكم ولا تواصلكم ولا محبتكم
.
ما أبي أطول عليكم.. أدري مشتاقين لربعنا موب لهذرتي
اليوم بنكمل من مكان ما وقفنا بالضبط
عادنا في ليلة عرس كسّاب وكاسرة
أدري فيه أشياء كثيرة بدت تثير حيرتكم.. وعندكم أسئلة
بعض الأسئلة جاوبت عليها قبل وصار عليها جدل بين البنات
والأشياء اللي تثير حيرتكم أنا قاصدتها.. أحب أترك بعض أشياء لذكائكم
وكل شيء مسيره ينفهم
خلنا الحين مع الجزء الجديد واوعدكم أجاوب على أسئلتكم
وقبل الجزء الجديد أحب أهني الغوالي اللي فازوا في مسابقة أحسن رد على الأجزاء الأخيرة قبل رمضان
أفراح الكويت
نور سوريا
إرادة
هامتي فوق
ألف ألف مبروك فوز مستحق بإطلاتكم ولمستكم الفريدة
وأقول للباقين.. لو علي أنا كان الكل فايز.. حتى من تكرم وتذكرني بكلمة
جعلني ما أخلا من دفا كلماتكم وذكاء تعليقاتكم
.
ويالله قدامي على الجزء الأربعين
جزء طويل وهو بداية لمرحلة جديدة بتتضح مع الجزء الجاي
وموعدنا الجاي بعد بكرة الثلاثاء إن شاء الله الساعة 8 الصبح
.
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولا قوة إلا بالله
.
.
.
بين الأمس واليوم/ الجزء الأربعون
تـــحــلــق الــطــائـرة..
وتنفصل عن الأرض..
تحمل قلبين / روحين اشتبكتا للتو في رحلة أبدية..
قلبان لم يعرفا الخضوع يوما!!
روحان جُبلتا على العناد والسيطرة وقوة الشخصية!!
منذ حلقت الطائرة قبل أكثر من ساعة واستغرابها منه يتزايد..
فبعد اللهفة المبالغ فيها التي فاجئها فيها وهو يغمرها بلمسات غريبة مختلفة يتلاعب فيها بين الحدود..
بين القرب والبعد..
بين التماس واللا تماس..
كاد يحرقها بكلماته ولمساته..
ثم عاد ليغرق في صمت غريب تجاهلها فيه تماما.. وكأنها غير موجودة أبدا..
لم يوجه لها كلمة واحدة منذ ركبا الطائرة.. وكأنها مخلوق غير مرئي.. غير موجود..
لم ينظر حتى ناحيتها.. أو يسألها هل هي مرتاحة؟؟ أو تريد شيئا كما يُفترض منه؟؟
كان يقرأ في كتاب منذ صعدا الطائرة..
" أنا يلتهي عني بكتاب؟!! أنا؟!!"
و هاهو الآن يغلق عينيه باسترخاء وكأنها ليست جواره.. هي .. كاسرة!!..
هي.. من توقف العالم على قدم واحدة احتراما لحسنها..
هي.. من تسكر الأرواح والعيون بمجرد رؤيتها..
هي.. من يفرض لها حسنها وشخصيتها السيطرة على من حولها..
هي.. من تلوي الأعناق لترتشف نظرات.. مجرد نظرات من حسن خيالي..
فكيف من أصبح هذا الحسن بين يديه وقربه.. ثم يتجاهل وجوده؟؟..
تلتفت له لتراقب ملامحه المسترخية الساكنة بتفاصيله المثقلة بالرجولة والغموض..
تحاول استشفاف ماوراء الاسترخاء المريب لملامحه.. ماوراء تعامله غير المفهوم معها..
تحاول تقييم رغباتها في زوج بشروط معينة.. وبين ماحصلت عليه فعلا في زوجها!!
"ليس في السن التي كنت أريدها !!
ولكنه على الأقل رجل ناضج على أعتاب الثلاثين...
أو هكذا يُفترض !!.. لأني أشك في مدى نضوجه!!"
تملئها الهواجس والأفكار التي يستولي عليها كسّاب وحضوره وشخصيته وهي تحاول تقييمه ..أو حتى تفهمه!!
" أمممممممم ليس سيئا..
لا أستطيع أن أظلمه وأقول أنه خال من المزايا..
لكنه.. لكنه متهور!!
وغير مفهوم.. ويتصرف تصرفات غير منطقية!!"
وهي مشغولة بالنظر له وغارقة في أفكارها حوله
فوجئت بالمضيفات يجتمعن وهن يحضرن كعكة صغيرة على شكل قلب أحمر..
حينها لكزت كساب بخفة وهي تخرج بارتعاش من أسر اندماجها في مراقبته
وكأنها كانت تحلق في عالم آخر..لتعود منه لعالم الواقع..
كساب فتح عينيه بتثاقل فخم أو ربما مغرور!!.. بينما كانت إحدى المضيفات تبتسم وهي تهمس بمودة: مبروك يا عرسان..
معاكن كامرا تا خد صورة إلكن..
كساب وقف حينها وهو ينفض استرخائه..
ليحضر كاميرا من حقيبته وهو يشعر بغيظ فعلي من علي الذي من المؤكد إنه حينما حجز أبلغهم أنه عرسان جدد..
ولكن هذا الغيظ لم يظهر في ابتسامته المتمكنة وهو يناول المضيفة الكاميرا..
همست المضيفة لكاسرة بذات النبرة الودودة: شو ياعروس.. ارفعي عن وشك مافيه حدا جنبكن أساسا
فيه بس اتنين ستات وجالسين وراكن
كاسرة أزالت النقاب عن وجهها وعدلت وضع شيلتها.. بينما ابتسمت المضيفة: الله يحميكن ماشفت بحياتي عروس حلوة هيك..
يالله ئربوا لبعض شوي تا أخذ لكن صورة حلوة مع الجاتو
حينها شدها كساب من كتفها ليلصق كتفها به وهو يحتضن كتفيها بذراعه..
ارتعشت رغما عنها وهي تشعر بصلابة جنبه ودفء كفه الساكنة على عضدها بطريقة تملكية!!
لا تعلم ماذا يفعل بها هذا الرجل؟؟
أي سحر في لمساته؟!..
بل حتى في كلماته التي لا يجيد اختيارها في معظم الأحيان وهو يلقيها كقنابل بلا بوصلة؟!!
حالما انتهت الصورة همست له كاسرة بخفوت حازم: الصورة خلصت
ممكن تخف عن كتفي شوي
كساب أفلت كتفها بطريقة بدت لها غير مبالية بينما كانت تردف بنبرة أقرب للتهكم:
تدري.. ما تخيلت حركة الكيك ذي ممكن تجي منك..
حينها هتف كساب بعدم اهتمام: وقبل ما تشوفين أشياء واجد راح تستغربينها مني..
ترا رحلة شهر العسل ذي ترتيب أخي علي..
ومارضى يقول لي عن ترتيبه فيها يبيها مفاجئة لنا..
حينها رفعت كاسرة حاجبا وأنزلت الآخر: وانا متزوجتك أنت وإلا أخيك؟..
هتف لها كساب ببرود قارص: ما أدري.. أنتي قولي لي..
وترا كيفي أنا وأخي.. حب يهديني هدية لعرسي.. مادرى عن طبايع مرتي اللي تلوع الكبد..
كاسرة ببرود مشابه: إذا أنا طبايعي تلوع الكبد.. أجل طبايعك وش ينقال عنها؟؟
كساب بحزمه الطبيعي: طبايعي تتقبلينها غصبا عنش.. شينة زينة.. تقبلينها وبس..
كاسرة بحزم أشد: وأنا قلت لك أني ما أتغاضى عن اللي ما يعجبني.. ولو ماعجبني شيء بأنكد عليك..
حينها هتف كساب بتهكم: ماشاء الله بادية النكد من بدري!!
ردت عليه بتهكم مشابه: نكد متبادل طال عمرك!!
رد عليها حينها ببرود: لا تستفزيني.. لأني ما أتحاكى لو كنت معصب..
ردت عليه ببرود مشابه: أشلون ما تتحاكى.. تستخدم إيديك مثلا؟!!
وإلا تذبحني مثل النفس اللي ذبحتها بدون تفكير..
هتف لها حينها بغضب عارم وهو يستعيد الذكرى المقيتة لمحاولة الاعتداء على خالته
الذكرى التي مازالت تشعل غضبه كلما تذكرها وهو يتذكر جيب خالته المفتوح وأثر الصفعات على وجهها:
أنا اللي يدوس على طرف حرمة بيتي يستاهل أكثر من الذبح..
كاسرة بنبرة جدية: عشان حدته الحاجة يسرق تأخذ روحه..
كساب بغضب عارم وهو يصر على أسنانه محاولا إخفاض صوته:
كاسرة سكري ذا الموضوع أحسن لش..
الرجال راح في اللي ما يحفظه.. وابي عوض هله بأكثر من الدية بكثير..
والقضية تسكرت وانحفظت...
كاسرة بذات النبرة الجدية: أشلون تتسكر وتنحفظ؟؟.. أنت كان المفروض على الأقل تنسجن عشان الحق العام للدولة..
وإلا عشانك ولد زايد آل كساب اللي يمشي على غيرك مايمشي عليك..
حينها هتف لها كسّاب بغموض وهو يسترخي في جلسته: والدولة أعفتني من الحق العام..
وكوني ولد زايد آل كساب ماله أي علاقة في الإعفاء!!
عندش مانع؟؟ وإلا بتحاسبين الدولة بعد؟؟!!
شدت كاسرة لها نفسا عميقا وصمتت ولم ترد عليه..
مرهقة تماما.. لها يومان لم تنم..
رغم أنها كانت تُرجع سهرها إلى أنها لا رغبة لها في النوم.
ولكنها في داخلها تعلم أنها متوجسة من الحياة مع هذا الرجل الغريب الذي تشعر أن حياتها معه كما لو كانت على كف عفريت..
"فهل هما الآن يمثلان بتصرفاتهما المتحفزة وحوارهما الحاد عريسان ليلة زفافهما؟؟
هما في حوارهما الآن كمن سكت دهرا ونطق كفرا!!"
المضيفة عادت مرة أخرى: مائطتوا الجاتوه؟؟ أنا راح أئطع لكن..
قطعت قطعة واحدة في صحن واحد وأعطتهما شوكتين: يالله كل واحد يدوء التاني
هتف لها حينها كساب بحزم به نبرة غضب: خلاص مشكورة ياآنسة..بنأكل بنفسنا..
المضيفة غادرت بينما كاسرة همست له بنبرة مقصودة:
ترا شوي لباقة مع الناس ماراح تنقص من مكانتك شيء
يعني المسكينة كانت تحاول تكون ذوق.. ماكان فيه داعي تحرجها كذا..
كساب ببرود: أشلون يعني تبيني أتعامل معها.. أقول لها تعالي أكلينا أحسن.. حطت الكيكة خلاص تفارق..
وبعدين قلت لش قبل ماعندي ذوق من وين أجيبه؟؟
كاسرة همست بهدوء متحكم: سالفة ماعندي ذوق ذي مادخلت مزاجي..
أنت صاحب شركة.. وأسمع أن شركتك ناجحة.. وثلاث أرباع البيزنس علاقات..
يعني لو كان ماعندك ذوق على قولتك كان شركتك الحين في الحضيض
عشان كذا أكيد إنك عندك ذوق.. وذوق محترفين بعد
لكن قل أنك ماعندك ذوق معي أنا شخصيا..
كساب ببرود أشد: يمكن أنتي تحفزين الواحد يكون معدوم الذوق معش..
كاسرة بذات الهدوء الساكن المتمكن: ما أعتقد أني سويت شيء يزعل حضرة جنابك..
أنا أتعامل معك بطبيعتي لكن أنت حاسة أنك حاط حاجز يخفي شخصيتك عني كأنك تسكر روحك عني!!
حينها التفت كساب لها ليمد يده ويمسك بذقنها ويهتف بنبرة مقصودة: وهذا كله اكتشفتيه من ساعتين..
والحين أنا اللي حاط حاجز بيننا؟؟
كاسرة ارتعش داخلها قبل أن تمسك كفه وتبعدها عن ذقنها وتنزلها بهدوء وتهمس بذات الهدوء:
أعتقد أن معرفتي فيك قبل ذا الساعتين..
وبعدين ترا فيه فرق بين الواحد يفتح روحه للثاني.. وبين لمسات ما تتجاوز الجسد للروح..
كساب بعدم اهتمام: وترا أحيانا تكون اللمسة رسول للروح..
كاسرة أسندت رأسها للخلف وهتفت بثقة مغلفة بالعمق:
ما أعتقد إن حن وصلنا لذا المرحلة..
تدري يا كساب أنت مثل اللي واقف قدام باب.. الباب مفتاحه معلق فيه..
لكن أنت ماتبي تستخدم المفتاح وتبي تكسر الباب..
*************************************
"وش اللي شاغلك كذا؟؟"
عبدالله يلتفت لصالح الجالس جواره في مكان حفل زواج كساب وهو يهتف بتأثر:
حاس أني ضغطت على إبي واجد وهو قاعد يتلقى تهاني الناس برجعتي..
لدرجة أنه ماقعد.. رجع بعد العشا على طول..
صالح بطبيعية: عبدالله.. إبي ماعاد يحتمل صلبة القعدة في الأعراس..
ترا بالعادة يسلم ويروح ما يقعد للعشا.. ولولا إن زايد حلف عليه يقعد للعشاء وإلا ماكان قعد أصلا..
عبدالله يمسح جبينه ويهمس لصالح بتعب: الحين يا صالح إبي زعلان علي وما يكلمني.. وأنا ما أقدر أقعد على ذا الحال
لازم يرضى علي.. بس عشان يرضى لازم بيسألني ليه سويت ذا كله
خايف لو قلت له عمره ما يسامحني.. وفي نفس الوقت مستحيل أكذب عليه مرة ثانية..
صالح ربت على فخذ عبدالله وهمس بحميمية: توكل على الله وقل له.. مهما كان هو أب.. بيحس بوجيعتك على ولدك..
أكيد هو بيعاتبك واجد.. بس إن شاء الله إنه بيرضى..
.
.
في زاوية أخرى من الحفل نفسه
" ماشاء الله ياحضرة العقيد.. صراحة حفل ما شفت مثله.. اشتهيت أعرس"
منصور يبتسم بفخامة: خلاص بأزوجك بنتي..
فهد يبتسم: إذا بتزوجني.. مستعد أنتظرها.. بس خاف أتناها وعقبه بنتك تقول إني شيبة وما تبيني..
منصور يبتسم: قل قولها.. ماعندنا بنات يعصون الشور..
وبعدين وش شيبته ؟؟ بازوجك إياها عمرها 20 وأنت توك 48 شباب....
فهد يضحك: أما توي 48 كثر منها...وهي 20 ..يعني كبر بنتي..
حينها هتف منصور بنبرة مقصودة: زين قبل العرس.. منت مشتهي تعلق النجمة الثالثة؟؟..
فهد يرد عليه بنبرة مقصودة مشابهة: زين خلنا ناخذ دورة المظليين وعقبه نعلقها..
ابتسم منصور وهتف بذات النبرة المقصودة: زين جهز مظلتك قريب...
.
.
"صدق أنت مسافر بكرة؟؟"
زايد يلتفت لعلي ويهتف بهدوء: إيه بأروح لجميلة.. طيارتنا بكرة في الليل..
بس أبغيك يأبيك تمر على مشروع البرج الجديد.. فيه تنبيهات كنت معطيها المهندس وأبيك تشوفه لو نفذها..
علي يتنفس الصعداء.. مستعد أن يقوم بكل أعماله هنا.. ولا يرسله إلى هناك..
هتف بمودة ممزوجة بالاحترام: أبشر يبه.. بس عطني التفاصيل ومايصير خاطرك إلا طيب..
حينها هتف زايد بأمر لطيف لكن بنبرته الحازمة التلقائية:
زين يأبيك قم شوف الرياجيل اللي في الزواية تيك
دارت عليهم القهوة مرة ثانية وإلا لا عقب العشا
إسأل المقهويين ونبه عليهم إن القهوة ماتوقف أبد..
.
.
"عبدالرحمن يأبيك.. أنا باروح أرجع تميم لبيته
المسكين تملل من القعدة وتعب.. وهو حالته حالة مع جبس إيديه"
عبدالرحمن بمودة: زين يبه أنا بأكفيك وارجعه..
أبو عبدالرحمن برفض: لا جعلني الأول.. أنت روح جيب أمك وخواتك من العرس..
عبدالرحمن بإصرار: خلاص بأرجع تميم للبيت وعقب باروح أجيب أمي والبنات
أبو عبدالرحمن بإصرار أكبر: يكفيك مشوار واحد..
****************************************
"يمه.. خلاص نبي نمشي"
شعاع برجاء: جوزا تو الناس.. وهذا حسون معش.. ليه مستعجلة؟؟..
جوزاء بذبول: تعبانة شعاع أبي أروح..
أم عبدالرحمن بمودة: اقعدي يأمش بس شوي.. ونروح كلنا..
جوزاء هزت رأسها رغم عدم اقتناعها وهي تلتفت لتسقي حسن الجالس جوارها بعض العصير.. بينما شعاع تهمس بحماس:
خاطري أعرف أخت المعرس وين مسوية فستانها.. خرافي...
عشان أنا بعد يوم عرس عبدالرحمن أبي أسوي لي شيء ما انعمل مثله
هيييه جوزا.. أنا أكلمش!!
جوزاء بعدم انتباه: هاه وش تقولين.. ما انتبهت..
شعاع تبتسم: لا منتي بمعنا..
ثم أردفت بخفوت باسم : يالله قولي لي كاسرة وش قالت لش؟؟..
جوزاء بذات النبرة الذابلة: شعاع لا تصيرين لحوحة... قلت لش في البيت..
.
.
.
" "خالتي بس اقعدي.. ذبحتي نفسش وانتي تلفين"
عفراء تبتسم رغم إرهاقها: لازم أدور على الطاولات وأرحب بالنسوان وأشوف إذا تقههوا..
مزون تبتسم وهي تشدها لتجلس: خالتي كفاية وقفتش ساعتين ونص تستقبلين عند الباب..
لا تنسين زايد الصغير.. تبين عمي منصور يرفع علينا قضية..
عفراء تبتسم: زايد الصغير ماعليه إلا العافية.. لا نطيت ولا رقصت..
حينها هتفت مزون بحذر: خالتي لو ماقدرت أمرش بكرة قبل أروح المطار.. تبين شيء؟؟
تغير وجه عفراء وهي تحاول أن تهمس بطبيعية: لا سلامتش..
ثم لم تستطع منع صوتها من الإنحدار وهي تردف بتأثر:
بس.. بس طالبتش.. قولي لأبو كساب يوصي خليفة عليها..
ويوصيه يوسع خاطره عليها..
.
.
.
" يمه فديتش خلاص خلينا نمشي"
مزنة تلتفت لوضحى التي بدأ أثر الدموع يفسد زينتها وتهمس لها بحنان مخلوط بالحزم:
يامش ما يصير.. يقولون بنتهم راحت.. قاموا وخلو العرس
انتظري شوي
وضحى بصوت مختنق: يمه تميم أكيد ماراح يتأخر..الحين يبي حد يعشيه.. خبرش أكيد ما تعشى.. وأنا اللي أأكله بنفسي
غير أني يمه خلاص خاطري ضايق وابي أروح البيت..
مزنة تدفن تأثرها المتعاظم في ذاتها وتهمس بحزم: ساعة يامش ونمشي..
" لا تثقلي علي ياصغيرتي!!
أعلم أنك حزينة لفراق شقيقتك
فكيف بي؟!!
ستة وعشرون عاما.. لم تمر ليلة واحدة لم أروِ عيني من رؤيتها
لم تمر ليلة واحدة لم اسمي باسم الله عليها
لم تمر ليلة واحدة لم أنادي فيها اسمها عشرات المرات
ومؤخرا لم تمر ليلة لم نتجادل فيها ونتحادث ونتخاصم ونتصالح
لا أطمئن حتى أرى صفاء ضحكتها ولمعة عينيها
مثلها مثلكم جميعا ياصغيرتي!!"
*********************************
عاد العريسان المحلقان للغرق في الصمت..
بعد أن جاءت المضيفة لتحمل الكعكة التي لم يتناولا منها شيئا ومن بعده العشاء الذي رفضاه أساسا
وهي تستغرب (أي عريسين غريبي الأطوار هذين.!!)
كلاهما غارق في عالمه الخاص.. كساب في كتابه.. وكاسرة في أفكارها..
وقفت كاسرة.. ليهمس لها كساب ودون أن يرفع نظره عن سطور الكتاب متسائلا بنبرة حازمة: وين؟؟
كاسرة بنبرة لا تخلو من تهكم: يعني وين بأروح هنا في الطيارة؟؟ بأروح الحمام..
كساب لم يرد عليها.. بينما كاسرة توجهت للحمام لكي تمسح زينتها التي لم تجد وقتا لمسحها..
وهي تستغرب من تصرفات هذا الرجل الذي غرق في البرود بينما كان قبل ساعات يشتعل..
لم يُسمعها كلمة حلوة واحدة.. لم يتبادل معها الحديث ليتعرف عليها أكثر كما يحدث مع كل المتزوجين الجدد..
"هل هو فقط ينتظر اختلائه بها وهذا هو كل ما يهمه؟!"
آلمها هذا التفكير كثيرا..
لا تستنكره من كساب..
ولكنها كعروس.. ومهما يكن.. ورغم تفكيرها الواقعي.. حلمت بشيء آخر أكثر عاطفية ومثالية..
كاسرة تنهدت وهي تمسح وجهها الندي وتنظر في المرآة:
على قولت الشوام يذوب الثلج ويبان المرج ونشوف اللي ورا ذا الكساب
حينما عادت وجلست..
همس كساب ببرود حازم ودون أن ينظر ناحيتها: إذا سألتش عن شيء تجاوبين من غير استخفاف للدم..
كاسرة بثقة: المهم الجواب وصلك..
كساب بحزم : أحيانا أسلوب وصول الرد أهم من الرد نفسه..
كاسرة بنبرة مقصودة: وهذا الشيء ممكن ينطبق على كل شيء؟؟
حينها التفت لها كساب لينظر لها ببرود: كل شيء
كاسرة بذات النبرة المقصودة: زين أحتفظ بذا المعلومة يمكن تفيدني بعدين..
حينها سألها كساب بنبرة حازمة لا تخلو من الخبث: أنتي دايما كذا تحبين ترسمين لنفسش صورة الذكية..؟؟
حينها أجابته كاسرة بهدوء وهي تشبك أصابعها أمامها:
مثل منت تحب ترسم لنفسك صورة الغامض اللي ماحد يعرف وش اللي وراه..
حينها أجابها بنبرة لا تخلو من التهكم: يمكن لأني قريت مرة في كتاب غبي إن المرأة تحب الرجل الغامض..
ردت عليه بنبرة تهكم: على قولتك.. كتاب غبي..وعطاك معلومة غبية ماراح تفيدك بشيء..
نظر لها وأردف بنبرة عميقة مقصودة لا تخلو من غرور واثق: أنتي متأكدة إنها مافادتني؟!!
لم ينتظر ردها وهو يعود لتجاهلها وليقرأ الكتاب الذي كان يقرأ فيه..
أو يدعي قراءته!!!
بينما كان تفكيره اليوم يأخذه للأمس.. الأمس القريب جدا .. والبعيد جدا!!
.
.
قبل أسبوعين
"عمي أبي أسألك عن شيء وتجاوبني بصراحة"
منصور ينظر لكساب من تحت أهدابه وهو يهتف ببرود حازم:
وليه خايف منك ياولد عشان أدس عليك؟!
من متى وأنا ألف وأدور في أي سالفة.. خلصني وش تبي؟؟
كساب بتساؤل حازم: أبي أعرف يوم إبي كان يبي أم مرتي.. ليه ما تزوجها قبل مايتزوج أمي؟؟..
منصور ابتسم ثم هتف بهدوء واثق: خطبها بدل المرة مرتين.. بس هي مارضت..
أبيك ماتزوج إلا عقب ماعيت منه للمرة الثانية..
كساب بذات التساؤل الحازم: وليه مارضت فيه؟؟..
يعني اللي خذتهم ما اشوف فيهم حد أحسن من ابي.. الله يرحمهم جميع ويبيح منهم..
منصور هز كتفيه بثقة: يمكن لأن إبيك كان ميت عليها..
أم امهاب أنا أذكرها وحن صغار.. بيني وبينها سنة وحدة بس وكنا نلعب سوا..
كانت شخصيتها قوية ولسانها طويل.. وياويل اللي يدوس لها طرف.. بتخليه مايسوى بيزة..
كساب بثقة: بس مهما كانت شخصيتها قوية.. ماظنتي إن شخصيتها أقوى من شخصية ابي..
منصور ابتسم: لا تنسى ابيك وقتها كان صغير وكان يموت عليها من اقصاه..
يعني هي اللي كانت في موقع قوة..
حينها صرَّ كساب عينيه وهتف بحزم بالغ: الحين نجي للمهم..
أمي درت بشيء عقب؟؟
كيفه هو يحب اللي يبي قبل ما يأخذ أمي.. بس عقب ماخذها خلاص.. مفروض يدفن حبه في قلبه..ويحترم المرة اللي صارت أم عياله..
منصور بحزم مشابه: عاد في هذي لا تبهت ابيك.. عمري ماشفت رجّال يحترم مرته ويعزها مثل ماكان زايد يعز وسمية الله يرحمها..
وأنت بنفسك تذكر وش اللي صار له يوم ماتت أمك.. كان بيموت من الحزن عليها..
كساب شدَّ له نفسا عميقا ثم هتف بتصميم مرعب:
والله ثم والله لأدري إن أمي درت بشيء أو تضايقت في حياتها من ذا السالفة
إني لأقلب الدنيا عاليها سالفها..
وإن يصير شيء مستحيل حد منكم يتوقعه..
.
.
قبل خمسة عشر عاما
" هيييييه ياجماعة الخير.. يبه جابر.. أنا كساب بن زايد"
كان صوت كساب الصغير يتعالى أمام باب المجلس الخارجي بعد ان خطا نصف خطوة للداخل..
هتف الجد جابر بصوت مرتفع قدر ما استطاع: كسّاب تعال يأبيك..
كساب برفض: يبه خل هلك يفضون الدرب أول..
الجد جابر ابتسم وهو ينظر لكاسرة الصغيرة التي كانت تسكب له القهوة وحجابها مشدود حول وجهها:
كاسرة يأبيش روحي داخل..
كاسرة تنظر لكسّاب الواقف وعيناه في الأرض وتهتف بتلقائية:
وليه أروح؟؟.. إذا جاووك رياجيل رحت..
حينها هتف كساب بغضب ودون أن يرفع بصره: وليه وش أنتي شايفة قدامش يابنت؟؟
كاسرة بنبرة عدم اهتمام وهي تنظر له بشكل مباشر: بــزر !!..
الجد هتف بغضب: كاسرة أقول روحي داخل..
كاسرة خرجت واتجهت لداخل البيت..
بينما كسّاب توجه للداخل وهو يشعر بغضب عميق يتصاعد في روحه الصغيرة على طويلة اللسان التي قللت من رجولته التي لا يرضى أن تمس..
مال ليقبل رأس الجد.. وهو يهتف بنبرة ضيق: يبه.. ابي يسلم عليك ومرسل لك ذا العود ..
كان بيجيبه بنفسه بس جاه شغل.. فأرسلني..
الجد ابتسم: ياحيا الله الراسل والمرسول.. ياحيا الله الشيخ كساب..
وينك يأبيك ماعاد شفتك..؟؟
ماعاد شفت إلا علي هو اللي ياتي مع ابيه
وأنت مانشوفك إلا من العيد للعيد.. حتى العيد اللي فات ماشفتك
كساب بذات نبرة الضيق: السموحة يبه.. لاهي في دراستي وأدرس أختي بعد..
الجد جابر بمودة: الله لا يفرقكم... وجعل بطن(ن) جابتكم الجنة
والحين قل لي وش فيك يأبيك كنك ضايق؟؟..
كساب بذات نبرة ضيق: يبه.. يرضيك إن بنتكم تقول علي أنا بزر..
الجد ابتسم وهو يلمس خد كساب حيث أثر عضة كاسرة التي بدت واضحة لنظره الضعيف من هذا القرب:
علومها شينة ذا البنت من صغرها.. بأزوجك إياها وأخليك تأدبها على كل اللي هي سوت أول وتالي..
حينها هتف كساب بغيظ: أنا لو خذت بنتك ذي.. أول شيء بأسويه بأغير اسمها ثم أكسر رأسها..
الجد ضحك: لا يأبيك لا.. بنتي ذي مهرة.. تعسف بس ماتكسر..
.
.
ينظر للكتاب أمامه..
يتشاغل به.. بينما هو مشغول حتى النخاع بمن تجلس كملكة متوجة جواره..
" تعسف بس ماتكسر..
تعسف بس ماتكسر..
تعسف بس ماتكسر.. "
وكم هو ضئيل الفرق بينهما !!..
كم هو ضئيل!!!
************************************
" شأخبارك الليلة؟؟ عسى منت بتعبان؟؟"
أشارت بعد أن وضعت صينية العشاء جانبا..
هز رأسه بإشارة لا.. بينما وضحى اقتربت لتطعمه.. بعد لحظات رفض تميم أن يأكل..
أشارت له : اشفيك؟؟ ما كلت شيء
أخذ يغمض عينيه ويفتحهما.. بدايةً لم تفهمه..
ثم بعد ذلك استوعبت أنه يقصدها.. فدموعها كانت تنهمر بغزارة ودون أن تشعر..
فذهنها كان شاردا وهي تطعم تميم .. كانت تشعر بضيق عميق يطبق على روحها وهي تشعر أن البيت خال من رائحة شقيقتها..
أشارت له بألم: عطني بس يومين لين أتعود على فكرة أنه خلتنا خلاص..
لم يستطع أن يشر لها بشيء وإن كان في داخله متأثر أشد التأثر من حالة وضحى.. عدا عن تأثره الخاص به ..
قد يكون هو شخصيا أكثر ارتباطا بوضحى..
ولكن كاسرة شقيقته وتربطه بكل أخوته علاقة خاصة حرصت والدته على تغذيتها وتقويتها..
ومن ناحية أخرى حالته التي يعانيها جعلته أكثر حساسية..
يداه كلتاهما في الجبس.. وهو يفقد تواصله مع العالم
وموعد زواجه يقترب مع تحسسه المتزايد من زوجته المستقبلية..
مثقلة روحه الشفافة بكثير من الهموم التي لا يستطيع التعبير عنها بأي طريقة..
يجد نفسه غارقا في الهم وملجما في ذات الوقت عن التعبير عن همومه وأوجاعه سوى بالتفكير فيها..
التفكير الذي يزيده هما فوق همه..
لو أنه كان قادرا على العمل فقط ..كان دفن وجع أفكاره في العمل..
وتشاغل بعمله عن كل ما يؤلمه ويجرح مشاعره ورجولته وحتى إنسانيته!!
ولكن الآن ليس له إلا الصبر والدعاء........ والاحتراق بأفكاره وشكوكه حتى نخاع النخاع!!..
**********************************
" مابغيتوا تخلصون؟؟"
همست عفراء بإرهاق وهي تغلق بابها: خبرك لازم حن آخر حد يطلع من العرس..
منصور يحرك سيارته ويهتف بمودة: عسى ما تعبتي حبيبتي؟؟
عفراء بذات الصوت المرهق: شوي بس
ثم أردفت بابتسامة: بس يستاهل التعب ياقلب خالته.. جعلني أفرح بعياله فديته..
منصور يبتسم: شكلي بأغار من كساب الخايس.. الحين هو راح مع عروسه وقاعدة تفدين به.. وانا ماحد عبرني
عفراء تبتسم: الغلا لك يأبو زايد..
منصور بابتسامة فخمة: لي الغلا؟؟ خافه كلام بس؟؟..
عفراء بمودة: أفا عليك يأبو زايد الكلام لغيرك..
منصور مد يده ليحتضن كفها بقوة وهو يهمس بحنان: جد حبيبتي ماتعبتي؟؟
عفراء برقة: والله العظيم أني زينة.. وانت انتبه للطريق الله يخليك..وتمهل وأنت تسوق..
منصور يكف يده ويثبت يداه على المقود وهو ينظر للامام ويهتف بابتسامة:
حاضر.. مع أني أبي أطير.. عشان أشوف كشخة أم زايد..
أكيد كنتي أحلى وحدة في العرس
عفراء ابتسمت بعذوبة: يهمني أصير أحلى وحدة في عينك وبس..
منصور بفخامة: هذا شيء مافيه شك!! أحلى وحدة في عيني وقلبي وروحي
الله لا يحرمني منش بس!!
*****************************
حطت الطائرة بعد انتهاء رحلة العريسين الغريبة المثقلة بالصمت والتجاهل..
عدا الحوارين الحادين اليتيمين اللذين دارا بينهما!!
بعد إنهاء الإجراءات في مطار جنيف وخروجهما للسيارة التي كانت تنتظرهما
كاد كساب يمزق ملابسه أو يعود للدوحة مشيا حتى يصفع عليا.. وغضب شديد عارم يتفجر في روحه..
كانت تنتظرهما سيارة ليموزين سوداء طويلة جدا مزينة بالورد..
وكان العدد القليل من المارة الذاهبين لعملهم في ذلك الوقت المبكر يقفون لتحية العريسين..
بينما كانت كاسرة بالفعل تستغرب أن هناك شابا قد تخطر له هذه الأفكار البالغة الرومانسية
(يالله خلنا ننبسط باللي علي يسويه.. الله لا يحرمنا منك..
لولاك يمكن كساب وداني الأوتيل مشي وأنا شايلة شناطي!!)
ولكن هذه الأماني المرحة انهارت وكساب يتصل بعلي لأنه لا يمكن أن يحتمل المزيد..
فور أن رد علي بصوته الناعس انفجر فيه كساب بغضب:
شوف علي يأما أنك تعطيني برنامج السخافات اللي أنت مسويها
وإلا والله لأروح أحجز في فندق ثاني.. وخل برنامجك كله لك..
أنا مستحيل أخليك تمشيني على كيفك عقب خبالك اللي أنا شفته
علي حينها طار النوم من عينيه وهو يهتف بابتسامة ودودة:
أفا العريس زعلان.. ياخي ريح أعصابك.. ليه ذا العصبية؟؟
كساب بغضب عارم: عاجبك سواتك فيني.. وش ذا السخافة؟؟
كفاية سيارة المهرجين اللي أنت مرسلها تستقبلنا..
والله لا يصير شيء ثاني مثلها أني .. أني...........
يأخي من الحرة عليك ماني ملاقي كلام أقوله...بس دواك إذا رجعت الدوحة..
علي ابتسم: خلاص يالحبيب البرنامج كامل بتلاقيه عند الريسبيشن بعد شوي
بس اسمعني ياويلك تكنسل شيء من كيفك
لأنه كل شيء مدفوع ثمنه.. اللي مايعجبك قل لي عليه وأنا أغيره لك..
ويالله خلاص روح لمرتك..
كساب بتحكم واثق: مرتي قاعدة جنبي في حديقة الورد اللي أنت ورطتنا فيها.. وين أروح لها؟؟
علي بصدمة: صدق ماعندك ذوق.. قاعد تكلمني بذا العصبية قدامها.. اللي طفشت المسكينة..
كساب حينها ابتسم: أقول لا يكثر حكيك.. البرنامج أبيه في الريسبيشن خلال ساعة..
حينما أنهى الاتصال صمتت كاسرة لأنها رأت أنه من قلة الأدب أن تتدخل بينه وبين شقيقه بهذه السرعة.. لذا التزمت بالصمت..
سألها كساب بنبرة مقصودة: وش فيش ساكتة؟؟ وش رأيش في اللي سمعتيه؟؟
كاسرة بهدوء: أنا مالي دخل بينك وبين أخيك..
لكن من باب ثاني أكيد أفضل أنك تكون عارف البرنامج عشان مانقضي الأيام هذي في عصبية كل ماشفت شيء ما يعجبك..
كفاية الكيك والسيارة واحنا تونا مابدينا..
كساب تنهد ليهتف بحزم غاضب: أنا من البداية كنت رافض فكرة أنه يرتب الرحلة لأني أحب أكون عارف كل شيء بأسويه..
بس ماحبيت أحزنه وهو متجهد في التجهيز..ما تخيلت الحركات البايخة اللي هو بيسويها..
حينها ابتسمت كاسرة بخبث رقيق : على كذا أتوقع أنه بنلاقي الغرفة كلها ورود وبالونات حمرا..
كساب صرَّ عينيه: لا عاد؟؟
كاسرة هزت كتفيها: بس عاد مهوب تعصب على أخيك..
هذي تكون من الفندق أساسا إذا نزل عندهم عرسان في شهر العسل
كساب هز كتفيه بعدم اهتمام: تصدقين تراني أعرف ذا المعلومة..
كاسرة بنبرة عدم اهتمام مشابهة: في الإعادة إفادة.. والتكرار يعلم الـ.. يعلم الشطار..
بالفعل حينما وصلا لجناحهما كانت الورود منثورة على السرير والأرضية والشموع مشعلة في كل مكان..
وكانت تنتظرهم مضيفة بكعكة أخرى..
ولكنها هذه المرة انسحبت لوحدها قبل أن يعطيها كساب نصيبها من غضبه
وخصوصا انه كان ممتلئا غيظا لإحساسه أنه فاقد السيطرة في موضوع هذه الترتيبات التي لم ترق له إطلاقا..
كساب التفت لكاسرة وهمس بحزم: خلاص صلي الفجر أنتي..
الشباب اللي قابلتهم قبل شوي تحت في الريسبشن أتفقنا نصلي جماعة..
كاسرة أنهت صلاتها وكانت على وشك أن تستحم لولا أن قاطع مخططاتها عودة كساب..
حينها لا تعلم لماذا عاودها الشعور الملتبس بالتوتر..
لو عاود اندفاعه ناحيتها بعد أن تجاهلها طيلة الرحلة.. فربما تتناول حذائها وتضربه به على رأسه..
لا تستطيع أن تمنعه من حقوقه عليها.. فهذا أمر فرضه الله عليها..
ولكنها توقعت منه تعاملا أكثر رقيا.. وأن يكون في رأسه مشاعر أكثر نقاء
لذا كانت صدمتها البالغة منه لدرجة أنه كادت أن تنعته بـ " الحيوان"
أنه فور دخوله للجناح خلع قميصه فورا..
ولكن قبل أن تصدر عنها الكلمة رأته يتمدد على الارض ليقوم بتمارين الضغط.. وعلى يد واحدة بالتناوب!!
وقفت عدة لحظات حتى تستوعب ماذا يفعل؟؟ لتشيح بوجهها جانبا وهي تستوعب أنه عاري الظهر أمامها
سألته وهي مازالت تشيح بوجهها: شتسوي؟؟
أجاب بحزم وهو مستغرق في تمريناته: توني أقول لش أنش تحبين تظهرين نفسش ذكية..
عاد هذا سؤال ما يسأله أغبى غبي إلا لو واحد أعمى مايشوف..
شوفة عينش.. أتمرن..
كاسرة رغم استغرابها لكنها قررت ألا تسأله.. فليتدرب كما يشاء.. همست وهي تتجه لحقيبتها لتفتحها:
خلاص أنا بأتسبح..
كاسرة استغرقت وقت طويل للاستحمام.. فالبودرة التي التصقت بصدرها وظهرها وكتفيها.. استغرقت طويلا في دعكها..
عدا أنها استغرقت وقتا قبل في ذلك في فك بقايا تسريحتها بشكل أفضل
ثم في تنظيف شعرها والاعتناء به من أثر هجوم أدوات الشعر الساخنة ومثبتات الشعر..
حين انتهت.. التفت بروبها وخرجت بحذر ..
لم تجد كسابا.. ولكنها وجدت فوطة مبلولة ملقاة بجوار حقيبته.. يبدو أنه استحم في الحمام الآخر..
ربما في ظرف آخر.. ومع زوج غير كساب..ربما كانت لتتناول المنشفة وتعلقها في الحمام.. فهي بطبيعتها مرتبة وتكره الفوضى..
ولكنها شعرت أن كسابا يرسل لها رسالة وكأنه يجب أن تنظف قذارته المقصودة التي يتركها خلفه..
أما ماجعلها تتأكد من ذلك فعلا فهي أنها حينما فتحت حقيبته.. صُدمت بترتيبها غير المعقول..
تبدو الحقيبة كما لو كانت رُتبت باستخدام المسطرة..
وكل لباس معد للخروج ووضعت كل قطعه في كيس شفاف معا.. البنطلون والقميص والحزام والملابس الداخلية وحتى الجوارب..
وفي ناحية أخرى رُتبت الأحذية في كيس شفاف آخر.. عدا عن عدة فوط مرتبة بدقة..
شعرت بالحرج أن تقلب فيها أكثر..لذا أغلقتها وتركت الفوطة الملقاة جوارها
(معقول هو اللي رتب شنطته؟؟
يمكن حد رتبها له؟؟
على كل حال.. إذا كان هو اللي رتبها.. معناها إن حركة الفوطة مقصودة لأنه شكله متعود الترتيب
وإذا كان واحد متعود حد يرتب له.. ويقط ويبي حد يلقط وراه.. يكون مايعرفني)
ثم انتقلت لحقيبتها..
احتارت ماذا ترتدي.. فهذا الرجل يثير حيرتها
والأكثر ..يثير توجسا غريبا في روحها حول هدفه من تعامله الغريب معها..
ولكنها ختاما قررت ألا تفسد أي شيء رتبته حسب تفكير هذا المتخلف..
فهي من حقها أن تلبس ماتشاء وفق ترتيبها دون اهتمام به..
فبما أنها عروس فهي ستستمع بهذا الشيء دون اهتمام برأيه..
ارتدت رداءها الحريري الأبيض الفخم المثقل بالتطريزات الراقية..
وأحكمت شد روبها الحريري على جسدها حتى لا يظهر أي جزء من نحرها..
انتظرته من باب الذوق لنصف ساعة.. ثم قررت أن تنام..
وفعلا تمددت على السرير ونامت من التعب وهي تشعر بتوجس ما..
أن يعود فيقلق نومها بتقربه المريب منها..
لذا كانت مفاجأتها أنها حينما صحت قبل آذان الظهر بقليل..
أنها تلفتت جوارها لتجده نائما معتصما بناحيته البعيدة من السرير..
شهقت بخفة وهي تجد أن روبها قد انفتح قليلا أثناء نومها.. شدته وهي تقف لتنهض من جواره..
وهي تشعر باستغراب كبير أنه تركها تنام كل هذا دون أن يكدر عليها نومها..
جلست على المقعد قريبا من التسريحة لتمشط شعرها ..
ليفاجئها همسه الناعس المخلوط بالحزم: ممكن أعرف سبب الشهقة اللي صحتني من النوم؟؟
كاسرة استغربت أن شهقتها الخافتة المسموعة بالكاد قد أيقظته من نومه..
أجابته بحزم مشابه: ماشهقت.. شكلك تتحلم..
حينها رأت انعكاسه في المرآة وهو يجلس على طرف السرير ويهتف بتلاعب:
إلا شهقتي.. هذا كله متروعة عشان اللي كان باين من جسمش
ترا أنتي كلش حلالي..
كاسرة ردت عليه ببرود وهي تركز نظرها على انعكاس صورته على المرآة أمامها:
ترا فيه أسلوب حضاري أكثر للحديث..
رد عليها ببرود وهو يقف لينزع قميص بيجامته: ماعليه بكرة أخذ منش كورسات
أنهى عبارته ليتمدد أرضا ويقوم بتمارين الضغط اليومية.. حينها هتفت له كاسرة بتساؤل: توك سويت تمارين أول ما وصلنا..
كساب يجيبها دون أن يتوقف: تمارين الضغط لازم مرتين في اليوم..
وعلى العموم هي ربع ساعة بس وأغسل وأتسبح وأفضى لش..
كاسرة ببرود: شكرا.. خلك في تمريناتك.. أنا بأغسل وأتوضى وأصلي..
كساب وهو منهمك بتمريناته: كلنا بنصلي.. ثم بنطلب شي نأكله..
ثم أردف بنبرة مقصودة: إلا ليش ماشلتي فوطتي من الأرض يامدام؟؟
ردت عليه كاسرة بذات النبرة المقصودة: لنفس السبب اللي أنت خليتها مرمية على الأرض عشانه يازوج المدام؟؟
كساب بذات النبرة: وقلت لش قبل لا تحطين رأسش براسي..
كاسرة بحزم: ليه رأسي فيه شيء أقل من رأسك؟؟..
شوف كساب تبي حياتنا تستمر تحترمني في كلامك وتعاملك.. وإلا..
قبل أن تكمل عبارتها كان يقفز بحركة محترفة مفاجئة ليقف أمامها مباشرة
وهو يهتف بحزم بالغ وعيناه تبرقان ببريق آسر.. مخيف: وإلا ويش؟؟ سمعيني..
كاسرة صُدمت وهو يقف أمامها من هذا القرب ونصفه العلوي عاريا هكذا..
لم ترد أن تُشح بوجهها في هذا الموقف فيحسب أنها خافت منه
لذا ركزت نظرها في عينيه وهي تهتف بذات الحزم البالغ:
وإلا مافيه داعي نكمل في حياة مفقود فيها أهم عنصر في الحياة الزوجية .. الاحترام..
حينها أمسك كساب بمعصمها بقوة وهو يرفعه لأعلى..
ويشدها ناحيته ويهتف بنبرة مرعبة وهو يركز نظره في عينيها كذلك:
إذا أنتي منتي بحريصة على حياتش معي.. مافيه أي سبب يخليني انا أكون حريص..
لأن هذي مسؤوليتش أنتي.. وإذا أنتي تخليتي عنها فتأكدي أني باكون قبلش..
كاسرة دون أن يتذبذب صوتها أو يتغير أو ينحدر وهي تهمس بذات النبرة الحازمة الواثقة:
كساب ممكن تقول اللي أنت تبيه بدون ما تستخدم إيديك..
شل يدك لأنك آجعتني.. تراني أسمع بأذني مهوب بيدي..
تبادلا النظرات لثوان وكل واحد منهما يرتشف نظرات الآخر بلهفة غريبة مشبعة بتحدي غامض ومشاعر أكثر غموضا..
ثم أفلت كساب ذراعها ليظهر احمرار معصمها واضحا مكان يده في بياض جلدها بين نقوش الحناء الغامقة..
حينها وبشكل صدمها تماما وبعثر مشاعرها.. رفع ذراعها ليقبل مكان الإحمرار بدفء حان.. قبلة قصيرة مبتورة سريعة..
ثم أنزل ذراعها بجوارها وعاد ليتمدد على الأرض ليكمل تمريناته..
بينما توجهت هي الحمام لتغتسل وتتوضأ ودقات قلبها تطرق جنباتها بدوي هائل
(هذا مستحيل يكون طبيعي
أكيد عنده انفصام في الشخصية!!
مهوب طبيعي!!
مهوب طبيعي!!
مريض نفسي أكيد!!)
*********************************
" يالله وش قالت لش كاسرة؟؟
البارحة قلتي لي تعبانة
والحين خلاص لازم تقولين لي"
جوزاء لا رغبة لها في الحديث.. تهربت منها البارحة.. ولكنها تعلم أن شعاع ستلح حتى تعرف..
لذا أخبرتها باختصار وهي تشعر بالصداع من مجرد الفكرة..
شعاع هزت كتفيها: عندها حق..
جوزاء بغضب: أي حق؟؟ أنا أرجع للزفت مرة ثانية عقب ماخلصني ربي منه..
شعاع بهدوء منطقي: زين قولي لي... هل بتتزوجين غيره يوم؟؟
جوزاء أنزلت راسها بين كفيها وهي تضغطه وتهمس بإرهاق:
ما أبيه ولا أبي غيره.. أبي أربي ولدي وبس..
شعاع بذات الهدوء المنطقي: جوزا أنتي عادش عمرش 25 سنة.. عادش صغيرة
من حقش تعيشين حياتش وتجيبين عيال غير حسن..
حسن بكرة بيكبر وبيكون له حياته الخاصة فيه..
إذا أنتي ماتبين تزوجين عشان حسن.. ارجعي لإبيه.. أدبيه عشان يعرف غلطته..
بس عبدالله بنفسه رجال فيه خير.. عطي نفسش وعطيه فرصة ثانية..
حينها انتفضت جوزاء بغضب عارم: نعم؟؟ فيه خير؟؟ واعطيه فرصة؟؟
أنتي أكيد مجنونة.. أنا وعبدالله مع بعض مرة ثانية؟؟..
مستحيل !! مستحيل!!
*********************************
" هلا والله بهل العرس البارحة..
متى جيتي البارحة يالصايعة؟؟ أنا رقدت عيالش ثم نمت وأنتي عادش ماجيتي"
نجلاء تبتسم وهي تجلس بجوار عالية: يأختي ردي السلام أول
ثاني شيء حتى عرس الرياجيل تأخر.. صالح أساسا هو اللي تأخر علي
بس شنو عرس ياعلوي.. خرافي والله العظيم..
عالية بتساؤل حماسي: والعروس كانت حلوة؟؟..
نجلاء بابتسامة عذبة: عاد كاسرة أخر وحدة ينسأل عنها ذا السؤال
هي حلوة على كل حال.. أشلون ليلة عرسها..
كانت خيال ماشاء الله وفوق الخيال بعد..
حياتي كلها ماشفت ولا ظنتي أشوف عروس كذا..
عالية تشد ياقة قميصها بحركة تأنق وهي تتساءل بغرور تمثيلي: ولا حتى أنا؟؟
نجلاء تضحك: لا عاد أنتي شيء ثاني.. أحلى وحدة في كوكب غير الأرض..
عالية تضحك: مالت على عدوش.. المهم أصير حلوة في عيون الدحمي بو نظارات..
عساه بس نظره ضعيف والشوف عنده ردي؟!..
نجلاء بمرح: لا طال عمرش.. جوزاء تقول لي نظره 6 على 6 بس النظارة للحماية وهو تعود عليها..
عالية بتحسر تمثيلي: أخ اللي طفش الرجّال..
ثم أردفت بابتسامة: خلينا مني.. تو الناس...
علميني عن العرس.. البنات وش كانوا لابسين؟؟..
نجلاء بمودة: ماشاء الله الكل حلو ومتكشخ..
عالية بتذكر: تدرين نجول أني شفت العريس وأنا جايه من فرنسا كان معنا على نفس الطيارة
بس شنو يانجول.. يسطل.. يسطل.. أنا انسطلت من قلب.. طاحت كبدي عنده..
لولا ان خالي نايف عصب علي.. وإلا كان رحت وقعدت في حضنه..
نجلاء تضحك: وين الدحمي يسمعش..
عالية بمرح: يا بنت الحلال إن الله جميل يحب الجمال...
والله يهني كسّاب بكاسرة..
ويهني الدحمي بعالية اللي بتطلع عيونه وقبلها نظاراته..
******************************************
" ماكلتي شيء!!"
كاسرة تهمس بهدوء: الحمدلله .. شبعت..
هتف بنبرة أقرب للتهكم: شوفتي تسد النفس يعني؟!!
كاسرة بثقة: ماقلت كذا.. لكن لو أنت تظن كذا أكيد عندك أسباب وجيهة..
كساب حينها أردف بنبرة لا تخلو من الغضب: أنتي على طول لسانش طويل كذا؟!!
كاسرة وقفت وهي تهمس بنبرة ساخرة: ما أشوف لساني طويل.. لكن اللي على رأسه بطحا يحسس عليها..
حينها شدها كساب بقوة ليجلسها جواره وهو يهتف بغضب:
زين ما أعتقد إنه يجهلش يأم الذوق والأدب أنه عيب تروحين ورجالش يحاكيش..
كاسرة همست ببرود مختلف عن غضبه: والله حسبت الكلام خلص..
كساب حينها كان من وقف وهو يهتف بحزم دون أن يلتفت ناحيتها:
قومي البسي عباتش.. اليوم بناخذ جولة مشي حوالين الفندق ثم بنطلع المدينة القديمة..وساحة بورغ دي فور..
وبكرة بيبدأ البرنامج بعد التعديل..
ثم أردف بصرامة وبنبرة أمر متسلطة : واعرفي أشلون تثمنين الكلمة قبل تقطينها.. تراني خاطري مهوب وسيع دايما!!
وترا أمش داعية عليش لو صدفتي قفلة خاطري وأنتي بملاغتش ذي!!
**********************************
" يبه فديتك.. قم توضأ للصلاة.. ماعاد دون الصلاة شيء"
هتف بتثاقل ودون أن يفتح عينيه: كاسرة كلمت؟؟
ابتسمت مزنة بشجن: لا فديتك.. بس أرسلت لي رسالة الفجر
إنها وصلت وقالت لي إنها بتكلم عقب صلاة الظهر..
مد يده لتساعده ابنته على الجلوس وهو يهتف بشجن عميق:
جعلني ما أخلى منش.. بس البيت من غير كاسرة ماكن فيه حد..
مزنة تناولت كفه لتقبل ظاهرها وهي تهمس بمودة عميقة:
دارية بغلاها عندك.. جعل ربي مايخليني منك..
ثم أردفت بابتسامة: وبعدين أنت اللي بغيتها تعرس...
الجد يخلع غترته الملفوفة حول رأسه ويضعه جواره على السرير وهو يتحسس بحثا عن عصاه ويهتف بعمق:
كاسرة أنا عارفها أكثر من روحي.. لو أني ما لزمت إنها تأخذ كسّاب ماكان عرست أبد..
كان قعدت تعيي من الخطاطيب لين يروح عمرها وشبابها..
بغيت لها الزين وأنا داري إن فرقاها علي صعيبة.. كن روحي مهيب بين جنوبي يأبيش..
كن روحي مهيب بين جنوبي!!
**************************************
كانت قد انتهت لتوها من صلاة الظهر حين سمعت رنين هاتفها..
تناولته بإرهاق ودون أن تنظر للرقم لترد بصوت مثقل بالإرهاق والذبول: نعم.. من؟؟
رغما عنه.. صوتها الذابل نفض أوتار قلبه الذائبة من أجلها وترا وترا ..
آلمه كم الإرهاق المتبدي من صوتها ومع ذلك هتف بنبرة رسمية متحكمة:
السلام عليكم يأم حسن..
حينها ارتفع ضخ الأدرينالين عندها وهي تهتف بغضب: أنا مهوب قلت لك تنسى ذا الرقم..
عبدالله ببرود: وأنا ما نسيته... بترفعين علي قضية تطالبيني أنساه..؟؟
وبعدين توش صوتش يالله طالع..
ماشاء الله من وين طلع ذا الصوت كله؟؟
جوزاء بغضب: مهوب شغلك.. صدق شين وقوات عين....
عبدالله قاطعها بصرامة: جوزا ..حدش.. ماراح أسمح لش تطولين لسانش علي..
أنا وأنتي بيننا ولد.. فهل كل مابغيت حسن أو بغيت أسأل عن شيء يخصه بأحط وسيط بيننا..؟؟
جوزاء بذات الغضب: وأنا ماني بحلال لك تدق معي سوالف..
عبدالله بذات البرود: والله أنا ما كلمت أتغزل فيش.. هي كلمة ورد غطاها
العصر جهزي حسن بأوديه أفصل له ثياب
مهوب عاجبني أنه يلبس بناطيل...
جوزاء بسخرية: وأنت وش كنت تلبس الأربع سنين اللي فاتت؟؟
عبدالله بحزم: والله لبستها مضطر.. وما أبي ولدي يتعود عليها.. أبيه يتعود على لبس الثياب..
جوزاء ببرود: و من وين صار ولدك وأنت قبل أسبوعين ماتدري عنه شيء؟؟
عبدالله ببرود: تبين أقول لش من وين.. قلت لش بالتفصيل
جوزاء تفجر غضبها عارما متدفقا: صدق أنك وقح وقليل أدب..
عبدالله بذات البرود: من طق الباب سمع الجواب يأم حسن..
تحدين الواحد على أقصاه.. وإنه يقول شيء مايبغي يقوله..
جوزاء بنفاذ صبر: خلاص العصر بتلاقيه جاهز.. شيء ثاني؟؟..
عبدالله بثقة: إيه أبي أدري أي روضة سجلتيه؟؟
جوزاء تكاد تمزق شعرها غيظا: وأنت وش دخلك؟؟..ياشين اللقافة!!
وعلى العموم حسن توه صغير ما سجلته في شيء
عبدالله بحزم: أشلون ماسجلتيه فتح المدارس بعد شهر ونص وبيكون عمره تقريبا 3 سنين ونص.. لازم يدخل روضة
وأنا كنت أقرأ في جرايد قطر أنه في أزمة تسجيل ولازم الواحد يسجل قبل نهاية السنة الدراسية..
جوزاء بغضب: وانت وش دخلك.. عني ما سجلته... إن شاء الله أقعده جنبي وعمره مادخل مدرسة...مالك شغل..مالك شغل
يأخي روح دور لك حد تحرق أعصابه بثقل دمك غيري..
عبدالله بحزم: قصري حسش.. وبعدين سالفة مالي شغل هذي تنسينها..
لأني لي شغل ونص.. وتأكدي إنه كل شيء يخص حسن أنا بأتدخل فيه..
جوزاء بذات الغضب: لا تحط لنفسك حقوق مهيب لك.. أنت تفهم وإلا ما تفهم.. حسن هذا ولدي أنا بروحي..
عبدالله بنفاذ صبر: حسن ولدي مثل ماهو ولدش.. افهمي ذا الشيء زين.. وتاكدي أني ماراح أتنازل عن حقي في تربيته هو وأخوانه..
جوزاء بتساؤل مصدوم: أخوانه؟؟
عبدالله بثقة وهو يشدد النبر على كل حرف: إيه أخوانه اللي أنتي بتجيبنهم لي..
بعثرت جوزاء كل مشاعره بعنف وهي تجيب بتسرع ودون تفكير: بأفكر..
أنفاس_قطر#
.
.
.