لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (12) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-10, 04:33 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء العشرون

 

[CENTER].
ضروري تقرون المقدمة حتى لو تبون تقرون البارت أول وترجعون لها
.




النص بالمرفقات





#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 1.txt.zip‏ (17.7 كيلوبايت, المشاهدات 29)
عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 14-05-10, 10:28 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والعشرون

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



النص بالمرفقات


.

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 2.txt.zip‏ (15.6 كيلوبايت, المشاهدات 30)
عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 16-05-10, 04:41 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والعشرون

 

ملاحظة: بنات ترا البارت 21 نزل الجمعة في الليل


واليوم البارت22...


.


.



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياهلا والله بكل المشتركات الجدد


والله العظيم من شدة امتناني وتاثري ما أدري وش أقول


ما أقول إلا الله يعز شانكم ويكبر قدركم ويجمعنا في الجنة قادر على كل شيء


وياهلا مليون بكل من عطرت صفحاتنا ببصمتها متحدثة أو حتى صامتة


متألقة حديثا أو هدوءا


.


.


تدرون بنات الكتابة مثل البضاعة <<< أدري تشبيه عبيط بس هي كذا


يعني لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع


عشان كذا احنا نحب نقرأ لكاتب معين وما نحب نقرأ لكاتب ثاني مع إنه يكون كاتب عظيم


لكن لأن طريقته في الكتابة ما تناسب ذوقنا في القراءة


مثلا كاتب مثل (أرثر ميلر) الناس يؤلفون فيه مقطوعات مدح لكن أنا ما قدرت أكمل له رواية


المغزى من كل هذا.. أنا أعرف أكيد إنه فيه جوانب في كتابتي ما تعجب البعض


ومن حقه ما تعجبه...واحترم جدا عدم اعجابه


لكن ماجعل الله لأمرئ من قلبين في جوفه.. وأنا ما أقدر ألبس ثوب موب ثوبي


أحب أكتب بطريقتي اللي أنا متعودة عليكم... قد تبدو لكم بعض الأحيان غامضة في نواحي


بطيئة في نواحي..


لكن أنا جد أتعب فوق ما تتصورون في صنع تراتبية معينة للاحداث


وأنا أقرأ البارت قبل أنزله بروح قارئة مجردة واللي ما يعجبني أغيره


أرجع حتى للحوارات القديمة وأراجعها عشان ما يكون في اللي أكتبه تعارض


أحيانا آآخر الأحداث أو أقدمها لغرض في رأسي


المهم إنه في الختام إنه إن شاء الله القارئات اللي أساسا أسلوبي يعجبهم لكن هم شايفين فيه حاليا شيء قد ما يكون مرضيهم


أقول لهم اصبروا.. للصبر نكهته.. لو استعجلتي في الحدث مستحيل تقدرين ترجعين عجلة الزمن وتصلحين الخطأ


لكن لو كتبتي برواقة ومخمختي كل حدث يأخذ حقه بالكامل


وأنا دايم أقول... الحدث ليس بأهمية الغوص في الشخصيات


وقد أؤجل الحدث حتى أشعر أن ما أريد إيصاله عن الشخصية قد اتضح


ومهما بدا لكم الحدث بسيط أو متواتر.. تراه يكون مدروس بدقة


فكرة الرواية بالكامل في مخي.. ممكن في كل جزء أحط حدث كبير ونخلص الرواية وأرتاح


لكن وين المتعة وقتها؟؟


ومهما يكن تبقى الكتابة عمل إنساني نقصه أكثر من كماله


وأنا أحاول جهدي.. فإن أحسنت فمن توفيق الله.. وإن قصرت فمن نفسي


.


بنات تراني ما نسيت البنات اللي يبون موعد الجزء في الليل


بس عطوني فرصة نضبط المواعيد شوي


.


العسل اللي سالت عن البرقع اللي تلبسه مزنة


لا ياقلبي.. موب نفس الصورة <<< هذا نسميه بطوله ويلبسونه عندنا في قطر العجايز الحضريات الكبار كثير في السن


أم صديقتي تلبسه وياربي وش كثر أحبها واحب أشوفه عليها الله يطول بعمرها


لكن اللي أنا أقصده ويلبسونه حريمنا.. هو مثل النقاب تقريبا مع اختلافات طفيفة


.


.


بنات كان فيه خطأ مطبعي صغنون وهو فرصة نعيد التذكير


كتبت عن ختم القرآن كل 23 وهو كل 33 يوما تقريبا على نظام وِردي


جعل الله وِردكم في زود.. وأنتو للخير ومن الخير في زود


قولوا آمين


.


.


الجزء اللي فات


حبيت جدا مشاعر أبطاله.. فيها ثورة وعنفوان وعمق


صديقتنا الذكية العذبة بعثرة روح كان لها التقاطتها الذكية <<< نجمة على طول


حين ربطت بين حوار زايد ومزنة مع كساب وكاسرة


كلاهما طلبا من ابنائهم أن يتوقفا عن التصرف كأنهم في حرب


فهل هم فعلا مقبلين على حرب؟؟


وهل كذا تكون الحياة الزوجية التي يفترض أن تكون سكن للروح والوجدان؟؟


.


أعجبني جدا التفافة زارا الذكية إنه في البارت كان فيه نسف للتوقعات <<< نجمة يازارا وبجدارة


يعني الكل كان يتوقع اللي بيصير بين نجلا وصالح لما يسافرون


لكن ماحد توقع إنها بترجع له قبل السفر حتى


حتى اللي بيصير في فكرة السفر ماراح يخطر ببالكم <<< كما أظن << انتظر تبهروني


.


.


جزء اليوم


بارت الحذر والوقوف على أبواب الأحداث


ومن أجل أني أريد أن نلج للحدث وبالفعل ينتظركم أحداث كثيرة


غدا الإثنين سيكون لنا موعد استثنائي آخر في الساعة السابعة صباحا مع الجزء 23


وموعدنا المعتاد يوم الثلاثاء مع البارت 24


<<< انبسطت أنكم انبسطتوا على بارت الجمعة فحبيت أدلعكم


لكن بعد لازم تدلعوني أنتوا.. بعد كم بارت.. 6 أو 7 بارتات


أبي أرتاح وأوقف أسبوع وأمخمخ لي شوي


لأنه وقتها بندخل مرحلة حاسمة جدا من بين الأمس واليوم


.


إليكم


الجزء الثاني والعشرون


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.


بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والعشرون








صحى منذ دقائق ولكنه لم يفتح عينيه بعد.. رائحة عطرها تغمر الاجواء


كم يبدو هذا الصباح مختلفا..اختلافا جذريا عن نهاراته السابقة!!


نهار معطر كعطرها!!



البارحة حين أنهت وصلة بكائها.. قامت وأتمت جنون تنظيفها.. بينما تمدد هو على سريره بعد أن صلى قيامه


لينخرط في مراقبتها بنهم.. ظلت عيناه تتابعان حركتها الدؤبة.. ارتعاش شفتيها.. توتر أناملها..


يحفظها.. يحفظ كل ردات أفعالها


يجيد قراءة حتى لغة جسدها.. نظرات عينيها.. ارتعاش يديها.. ومعنى كل حركة..



غفا بهدوء على صورتها تكحل أهدابه.. لم ينم نوما هادئا كما البارحة رغم ضجيج التنظيف فوق رأسه..


ورغم صراخها السخيف (اعتبرني غير موجودة)



وحين صحا لصلاة الفجر وجدها أنهت التنظيف وتستحم .. توضأ في حمام المجلس.. وذهب للصلاة..


وحين عاد كانت قد صلت وغفت على الاريكة


بعد أن تركت له نورا خافتا بالقرب من السرير.. وأغلقت بقية الأضواء


تمنى لو يحملها من مكانها ليضعها على السرير..



"أ بعد أن قضت ليلتها في أعمال شاقة تنام هذه النومة غير المريحة ؟!


لولا أنني أخشى أن تثور وإلا لكنت حملتها لتنام هي السرير


وأخذت أنا مكانها


ولماذا أغلقت الأنوار؟؟ أتريد أن تحرمني من رؤية حسنها الغافي؟!"



اقترب منها قليلا.. يتمعن فيها بولهه الشاسع المصفى.. وفق ماسمح له الضوء الخافت البخيل


ملامحها الرقيقة المسترخية بهدوء


سلاسل الذهب المبلولة تغفو على مخدتها




"المجنونة تبي تمرض.. ماحتى قفلت التكييف"



توجه ليطفئ التكييف.. وهو يشعر برعب أن تكون التقطت بردا من بقاءها في جو التكييف بعد خروجها من الحمام


يخشى عليها تماما مثلما يخشى على طفلته الصغيرة


كان دائما ينهرها ألا تستحم وتخرج في التكييف..


وخصوصا أنها سبق أن أصيبت بنزلة شعبية ألزمتها المستشفى عدة أيام بعد زواجهما بعامين..


وما زالت ذكرى مرضها ترعبه


فلطالما كان حنونا معها لأبعد حد.. بل لحدود قد تتجاوز المخيلة



"فلماذا يانجلا لم يبق لي في ذاكرتكِ سوى ذكرياتي السيئة


لماذا لم تعودي ترين سوى صالح المثقل بالعيوب


أ لم يشفع لي أي شيء عندك؟؟؟"



كل هذا يعبر ذاكرته وهو مازال مغلق العينين يشتم رائحة عطرها أو ربما خياله من صور له ذلك


لأن ذكرى عطرها سكنت كل خلاياه بتمكن انغرز في كل خلية


فكلما ماكان يحتاجه هو معرفته بوجودها.. لتنثر مخيلته رائحة عطرها في الاجواء



فتح عينيه.. وهو يتوقع أنها مازالت نائمة..ولكنه فوجئ أنها غير موجودة..


شعر بالرعب يجتاحه.. أين ذهبت؟؟ أ يعقل أنها غادرت وعادت لبيت والدها


تنهد وهو يسترخي قليلا.. فهو يعرف أن نجلاء عاقلة.. ويستحيل أن تفعلها..


لذا استحم وأرتدى ثيابه ليتوجه لعمله.. وجدها في الاسفل تتولى مسئولية صب القهوة لعمها وعمتها..



تسللت الإبتسامة لروحه قبل شفتيه.. أ لم يقل أن هذا الصباح مختلف؟!!


يكفي وجودها في المكان لتضفي ألقها عليه..



انحنى يقبل رأس والده ووالدته وهو يلقي عليهم السلام...



أبو صالح وجه الكلام له بحزم: انا ماني بناشد وش سبة زعلكم اللي فات.. سالفة وانتهت الله لا يعودها


بس قوم حب رأس أم خالد قدامي ذا الحين.. وأحلف لي ماعاد تزعلها في شيء



صالح بابتسامة عريضة: حاضرين نحب رأس أم خالد.. وأحلف قدامك ماعاد أزعلها بشيء



نجلاء انتفضت وهي تقف بحرج رقيق: لا ياعمي طالبتك.. والله ما تخلي أبو خالد يدنق على رأسي.. محشوم..


والله لا يجيب الزعل.. سالفة وانتهت على قولتك.. وإن شاء الله إن أبو خالد ماعاد يعيدها



قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر لصالح بشكل مباشر نظرة مقصودة


بينما صالح المبتسم أجاب بنبرة ذات مغزى: حرمنا... بس عطينا فرصة






*************************************








مستغرقة في نومها.. صحت على أنامله الحانية تمسح خصلات شعرها وتشدها بخفة:


سمور قومي.. ماقدرت أنام وأنا ما تكلمت معش... وميت من التعب لي يومين مواصل.. قومي كلميني



سميرة تقفز من نومها جالسة وهي تمسح وجهها وتهمس بخجل: دقيقة بس.. أبدل وأغسل وأجيك



غانم يجلس على طرف السرير ويهتف بتعب: من متى تستحين يعني؟؟ مهوب أول مرة أشوفش متشنقطة ببيجامة


اقعدي ما أقدر أنام وأنا ما تكلمت معش



سميرة جلست وهي تعتدل جالسة وتشد طرف اللحاف على ساقيها حتى لا يظهر بنطلون البيجامة القصير قليلا وتهمس بتردد خجول:


أنت بعد زعلان علي عشان وافقت على تميم..؟؟



غانم يتنهد بحزم: ماني بزعلان.. خايف أنه أنتي تكونين منتي بمقتنعة..



سميرة ردت بحزن عميق وأثر بكاء الليلة الماضية واضح على أجفانها المنتفخة: المشكلة إني مقتنعة .. والله العظيم مقتنعة


بس الكل يحاول يقنعني إني ماني بمقتنعة وأني قررت بدون تفكير... والله العظيم ياغانم أني مقتنعة فيه


لذا الدرجة شايفين تميم مليان عيوب الواحد مايقدر يعيش معها.. والله ماشفت فيه عيب


حتى إنه ما يسمع ويتكلم شايفتها أنا ميزة مهوب عيب..


أردفت وهي تحاول أن تبتسم بفشل: كفاية أنا أتكلم نيابة عني وعنه..



غانم مسح على شعرها وهتف بحزن مشابه يخفي خلفه عدم اقتناعه: أنا ما أبي لش إلا الزين..


وحن مجتمعات عقولنا قاصرة.. عاجزين نستوعب نقص البشر


مع إن فيه ناس تكون عيوبهم أكثر بكثير من عيب تميم لكن حن نغض البصر عنها..


أنا ماأبي إلا سعادتش.. ودامش مقتنعة.. خلاص يأخيش.. ألف مبروك



قالها وهو يدني رأس سميرة منه ليقبل جبينها.. حينها تعلقت سميرة بجيبه وهي تنخرط في بكاء حاد وتدفن وجهها في عنقه


غانم هتف بقلق: ها وأشفيش بعد.. توش تقولين مقتنعة فيه



سميرة تشهق: نجلا زعلانة علي.. تكفى غانم كلمها.. لو هي سافرت وأنا ما شفتها والله لا يصير لي شيء.. والله لأموت..


تكفى كلمها.. تكفى







*************************************







تكاد تنهي يومها الدراسي.. مرهقة تماما.. مستنزفة لأقصى حد..


تحاول تعويض طالباتها عن أيام غيابها وخصوصا مع موعد الامتحانات الذي اقترب كثيرا


تسترخي على مقعدها في مكتبها بالمدرسة الخالي من زميلاتها في هذا الوقت


وهي تتناول هاتفها لتتصل بخليفة


رغم أن المسكين صحا من نومه على اتصالها.. تشعر أن طاقتها في المقاومة توشك على النفاذ


تريد أن تسمع صوتها فقط..يأكلها الشوق واللهفة لهمسات صغيرتها


ولكن لأنها تتصل بداليا.. فداليا حذرتها من ذلك.. لأن جميلة تتحسن.. وبدأ أكلها بالتحسن وهي تتقبل وضعها بصعوبة


وهي دائمة السؤال عن أمها.. لذا يجب إبعاد جميع المؤثرات التي أدت بها إلى هذه الحالة... وعفراء على رأس هذه المؤثرات..


تنهدت وهي تنهي اتصالها مع خليفة.. الذي أخبرها كالعادة بكل مافعلته جميلة منذ صحت من نومها حتى الآن..



وهي تتصل كان هناك خط آخر على الانتظار ولكنها لم تهتم للنظر له..


حين أنهت اتصالها.. نظرت للمكالمات التي لميردعليها.. كان المتصل هو منصور ولثلاث مرات..



تنهدت بعمق وهي تقول في داخلها: (يامن شرى له من حلاله علة..) هذا وش الفكة منه



حينما أعاد الاتصال ردت عليه وهي تهمس باحترامها الطبيعي: هلا حيا الله أبو علي..



منصور باحترام بارد: حيا الله بنت محمد



عفراء بذات أدبها الرفيع: أشلونك طال عمرك في الطاعة..؟؟



منصور رد عليها ببرود فيه نبرة غضب: على ذا الذرابة والأدب اللي عندش..


مفروض شفتيني اتصلت مرة والثانية.. تسكرين الخط الزفت اللي معش وتردين علي..



عفراء تنهدت بعمق وهي تحاول تغذية عروقها بالصبر: أول شيء أنا كنت أكلم رجّال بنتي..


الشيء الثاني السموحة لأني مادريت إنك أنت اللي على الانتظار


الشيء الثالث أعتقد أنه في الاتصال اللي فات قلت لك مافيه داعي تتصل مرة ثانية..



منصور بحزم: خلصينا من سالفة التلفونات.. حتى أنا كارهها.. كني صبي مراهق.. عيب يا بنت محمد ذا التنقيعة اللي أنتي منقعتني..



عفراء بدهشة: أنا منقعتك؟؟



منصور بحزم: إيه وانا أنتظر ردش..



عفراء باستغراب: أعتقد إني قلت لك ردي من المرة اللي فاتت..



منصور بحزم أشد: وأنا ما اقتنعت فيه وعطيتش فرصة تفكرين..



عفراء بهدوء: على كذا يأبو علي أنت اللي منقع روحك بروحك.. لأنك أقنعت نفسك بشيء ماصار



منصور بثقة متمكنة: اول شيء أنا أحب ينقال لي أبو زايد..


وثاني شيء أنا أعرفكم يا النسوان.. عودكم مهوب على أول مركازه.. كل يوم برأي..



عفراء بسخرية مبطنة: ما تفرق أبو علي أو أبو زايد دامك ما تبي حد منهم يأتي أصلا


وثاني شيء أنا عودي على أول مركازه ورأيي واحد..



(العود على أول مركازه= مثل يعني الاصرار على الرأي)



تنهد منصور بحزم شديد وهو يسألها: تردين شيء في ديني وإلا أخلاقي؟؟



عفراء بجزع عفوي: حاشاك.. تكرم



حينها ابتسم منصور لنبرتها العفوية: أجل خلاص مالش حق ترديني..


يا بنت الحلال جربيني.. يعني مهوب لذا الدرجة سيء.. ممكن أني أتعاشر وأخذ وأعطي.. ماني بوحش يعني



عفراء بهدوء أخفت خلفه إحساسها بالغيظ منه:


شنو أجرب ذي يأبو زايد..الظاهر عادي عندك الطلاق.. جربته قبل واجد..


لكن وحدة في عمري إذا الزواج صعب عليها...فالطلاق أصعب بواجد



منصور بحزم: ما اشين فالش.. والله المرة اللي هي تسبب بالطلاق عى روحها..



عفراء بحزم مشابه: والمفروض إن الرجال يكون عاقل وما يماشي المرة في خبالها إذا هي استخفت..



منصور بأمر حقيقي: وافقي علي وجربيني.. وإذا كان طيش الشباب غرني أول.. فانا الحين ماعدت مثل أول.. أوعدش ما تشوفين مني إلا خير


عدا أمرين.. كثرة عزايمي ما تناقشيني فيها.. ولا سالفة العيال..



عفراء تكاد تجن منه: الحين أنا وافقت عشان تقدم شروطك بذا الطريقة..؟؟


إذا على العزايم المرة اللي ترد رجالها من الكرم مافيها خير


لكن أنت مقصدك أنك بتكون مشغول بعزايمك ومجلسك حتى عن التزامك بمرتك



منصور بثقة حازمة: أنا واحد سيده وما اعرف ألف وأدور.. وش تقولين؟؟



عفراء تنهدت بعمق..


لو فكرت بموضوعية.. فمنصور ليس مطلقا بالفكرة السيئة.. فهو بالفعل مطمع للكثيرات..


بدت لها الفكرة مغرية بل شديدة الأغراء..أن تحصل هي على هذا الرجل الاستثنائي رغم كل عيوبه..


أن تجرب أن تحيا حياة جديدة.. أن تعيش تجربة الزواج التي لم تعشها فعلا..


أن تجرب أن تعيش من أجل نفسها مع رجل تعلم أنه سيكون سندا قويا لها في مقبل حياتها..


فحياتها أضحت خالية تماما بعد غياب جميلة عنها.. جميلة التي كانت تستهلك منذ مرضها الأخير وقتها بالكامل


لِـمَ لا تفكر في الموضوع؟؟ لتفسح لنفسها مجالا أن تفكر بعيدا عن إصرارها السابق على الرفض؟؟


فهي فعلا لم تفكر..إنما قررت أن ترفض كما كانت ترفض طوال عمرها الفكرة دون نقاش..


ولكنها لم تنتبه أن ظروفها ماعادت كالسابق.. تغيرت بالكامل.. ابنتها تزوجت.. وبالتاكيد أبناء شقيقتها سيتزوجون..


عدا أنها بالفعل أصبحت تشعر برعب عميق ووحشة أكثر عمقا من بقاءها لوحدها..


كساب وسيتزوج قريبا جدا.. فهل تعود للبقاء في بيتها وحدها مع ذكريات الرعب والوحدة؟؟


نفضت رأسها بانفعال وهي تحاول أن ترد عليه بهدوء: خلاص عطني فرصة أفكر وأعطي ردي لكساب..



منصور بأمر حازم غاية في الصرامة: الليلة تردين علي أنا... وكسّاب ماله دعوى.. الرد يوصلني أنا ما أبي وسيط بيننا..






********************************







"شعاع بطلي الباب... قسما بالله بأذبحش"


صراخ جوزاء الغاضب يتعالى.. بينما بكاء حسن يتعالى وهو يشد ثوبها باكيا: أبي صورة بابا



شعاع تهتف بثبات خلف الباب: والله ما افتح لش.. هدي حسن بأي شيء ثاني.. طلعيه.. لاعبيه.. عطيه حلويات


الألبوم والله ما أعطيكم إياه..



جوزاء تنتفض غضبا مع بكاء حسن الذي يذيب قلبها:


الولد مات من البكا.. عطيه صور أبيه..


أنتي وش دخلش..والله لأوريش شغلش بس افتحي الباب



شعاع بذات الثبات: جوزا قلت لهيه بشيء ثاني.. صور مافيه..



انحدر صوت جوزاء للرجاء العميق : تكفين شعاع تكفين.. حسون يبكي.. يهون عليش حسون



شعاع تهمس بألم رقيق: تدرين إنه مايهون علي.. ولا أنتي تهونين علي.. عشان كذا مستحيل أفتح..


روحو أي مكان لين ينسى.. هذا بزر مسرع ما ينسى..


والمهم الكبيرة يكون عندها رغبة بالنسيان..







***********************************







"حيا الله اللي ماصدقت إني أروح عشان تنط عند صالح"



نجلاء تحتضن هاتفها بحرج شديد وهي ترد بذات الحرج: حياك الله.. الحمدلله على السلامة



غانم بمودة واحترام: مبروك ردتش لبيتش يالغالية



نجلاء بذات الحرج: الله يبارك فيك..



غانم بنبرة مقصودة: زين وعشان رضيتي على صالح تزعلين علينا..



نجلاء صمتت وضيقها العميق يعاودها..والعبرات تخنق روحها



بينما غانم أردف بذات النبرة: ها يام خالد.. وش مزعلش علينا..؟؟


سميرة بتموت من الحزن بسبتش.. يهون عليش تسوين فيها كذا



نجلاء بهمها المجروح: إلا يرضيك يأبو راشد اللي هم سووه فيني...؟؟


ماعندهم حد في البيت غيري.. تصير الخطبة وعقبها بيومين الملكة..وانا مادريت بأي شيء...


عدوني غريبة وأنا عندهم في البيت.. إذا كان ذا يرضيك، قل لي؟؟



غانم تنهد: أكيد ما يرضيني.. بس خلاص الموضوع صار.. والمهم توفيق أختش.. تدرين قلبها كنه قلب طير.. الحين كنها تقلى على ضو



نجلاء بحزن: وزواجها من تميم.. تشوفه توفيق؟؟ سميرة كانت تستحق واحد أحسن بواجد



غانم بحزم أخفى خلفه حزنه: حكي في الفايت نقصان في العقل... خلاص سميرة صارت مرته ومقتنعة فيه.. وانتهى الحكي


والحين أبي اشوف خاطري عندش.. أبي أشوفش جايتنا مسيرة علينا وراضية علينا كلنا.. حن من غيرش يام خالد مانسوى



نجلاء تشعر بألم عميق لطلبه اللطيف منها.. لكنها موجوعة ولا تستطيع خداع نفسها أو خداعه لذات همست برقة:


عطني يومين بس فديتك لين أروق.. وعقبه أنا بأجيكم بنفسي جعلني فدا روحك





كانت نجلاء تنهي الاتصال حين تعالت طرقات صاخبة على الباب ثم اقتحمت عالية الغرفة كالأعصار : سلامو عليكو


يعني عشان رضيتي على صويلح قاعدة تحرسين الغرفة لين يرجع


قومي أنا زهقانة.. طلعيني.. خلينا نروح أي مكان..



نجلاء تبتسم: أول شيء كم مرة قد قلت لش لا عاد تدخلين علي بذا الطريقة.. عيب.. يمكن أنا الحين متفسخة ونسيت الباب مفتوح..


ثاني شيء وين نايف عنش اليوم.. أعرف كل مازهقتي سحبتي المسكين يطلعش



عالية تلقي بنفسها على السرير وهي تسحب شهيقا طويلا: يازين الريحة الخنينه.. خنقتي أخي بذا العطور.. بيجيه التنك..



وبعدين أول شيء إذا أنتي متفسخة.. سكري بابش عليش مالي ذنب إذا أنتي تعرضين مشاهدة مجانية


وبعدين التنبيهات هذي قديمة قلت يمكن قعدتش عند بيت هلش غيرت القوانين شوي



وثاني شيء فديت قلبه نويف اليوم خالاتي متهادين عليه.. فيه ثلاث كلهم مسوين له غدا.. تخيلي!!


والمسكين بيتغدا ثلاث مرات.. عزتي لكرشه اللي بتنبط.. الولد آخرته بيموت من كثرة الأكل..



نجلاء باستغراب: من جدش أنتي؟؟



عالية تضحك: والله العظيم.. وبعدين أنتي أساسا عارفة وش كثر يتهادون عليه..


أخيهم الصغير والوحيد على قولتهم.. الولد تعقد والله العظيم.. عزتي للي بتأخذه بيكون عندها سبع عمات..


وأنتي عارفة فيه ثنتين من خالاتي قشرات.. طبعا عارفتهم طيبات الذكر


تذكرين أشلون كانوا يقطون كلام على مرت عبدالله الله يرحمه لين طلعوا روح المسكينة..


أما عاد مرت نويف لو ماهج وسكن وياها في كوكب ثاني والله لا يزهقونها في حياتها لين تطفش.. وتشق ثيابها







******************************








"وافقي خالتي لا تضيعين على نفسش فرصة مثل عمي"



عفراء بابتسامة: الحين عمش فرصة وأنا اللي كخة..



مزون بجزع: حاشاش خالتي.. والله مهوب المقصد


ثم أردفت بحماس: بس أنا أبي الزين للزين


والله يا خالتي عمي يجنن.. شوفي على قد ما طلعت مع ابي ومع علي.. وحتى مع كساب أول


إلا أن الطلعة مع عمي غير.. جد يحسسش إنش أميرة.. برنسيسة من قلب



عفراء بذات الابتسامة وبنبرة مقصودة: معنى كذا عمش مافيه عيوب؟؟



مزون بحذر: مافيه إنسان مافيه عيوب.. هذا طبع البشر.. بس فيه عيوب الواحد ممكن يتعايش معها.. وعيوب ما ينسكت عليها


وما أعتقد إن عيوب عمي من النوع الثاني أبد


صحيح عصبي شوي ودمه حامي وعنيد ورأسه يابس بس والله العظيم قلبه طيب..


وأحلى ميزة فيه إنه مايلف ولا يدور..



عفراء تقلد طريقة مزون في الكلام: (عصبي شوي ودمه حامي وعنيد ورأسه يابس)


وهذي كلها ما تشوفينها عيوب؟؟



مزون تبتسم : ونسيتي إنه قلنا قلبه طيب وما يلف ولا يدور



عفراء تتنهد: يصير خير.. ما يصير ذا الحصار اللي كلكم مسوينه علي أنتي وأخيش وعمش


عطوني فرصة أفكر برواقة... هذا قرار مهوب هين






*******************************************







"أشرايج في جو الحديقة برا.. خيال صح؟؟"



يساعدها على النزول من كرسيها المتحرك.. بعد أن باتت تتقبل مساعدته بعفوية..


ليحملها بعد ذلك ويمددها على سريرها وهي تجيبه بوهن: تعبت من ذا الطلعة..



خليفة بابتسامة: زين تعبتي يعني ما عجبتج كلش؟؟



جميلة بدون اهتمام: حلوة..



خليفة لم يتوقع منها ردة فعل أكثر من ذلك أساسا.. لذا جلس بهدوء وهو يقول: يضايقج أشوف مباراة عندج.. اليوم فيه مباراة للريال..



همست ببساطة واهنة: براحتك..



خليفة يغير بين القنوات يبحث عن قناة تتحدث بالانجليزية وتنقل المباراة حتى وجدها.. وجلس انتظارا لبدء المباراة



بعد لحظات صمت همست جميلة بعفوية طبيعية: علي يشجع ريال مدريد.. بس كساب يشجع برشلونة..



حينها التفت لها خليفة.. لا يمكن أن يحتمل أكثر من ذلك.. طاقته استنفذت.. أي رجل هذا الذي يقبل أن يكون دائما مثار مقارنة عند زوجته


وهي تعقد مقارنة دائمة بينه وبين رجال آخرين


لذا هتف بهدوء كان تأثره يمور تحته: جميلة ما تشوفين إنه عيب في حقي.. إنه في كل سالفة لازم تدخلين عيال خالتج



جميلة ببساطة بريئة: ما أشوف فيها شيء.. ليه؟؟



خليفة مازال يحاول الاعتصام بهدوءه: احترمي إني ريلج.. مافيه ريل يرضى بجذيه..



حينها هتفت جميلة ببرود: والله الرجّال هذا يوم خذني.. يعرف إني متربية مع عيال خالتي وما أعرف حد غيرهم


فليش يستنكر الحين أني أسولف عنهم..


مهوب عاجبه.. الباب يفوت جمل..



خليفة يحاول جاهدا ألا يتسلل غضبه لصوته حتى لا يثيرها: والله أعتقد إن الريل هذا أنتي اخترتيه برغبتج على عيال خالتج


الحين صار الباب يفوت يمل



حينها نظرت له جميلة بشكل مباشر وهتفت بحدة: عقلي صغير وماعرفت أختار.. وما ينشره علي


تكفيك هذي إجابة؟؟



خليفة تقلصت قبضتيه بشدة.. وغضب عات يمور في روحه.. من بين كل المرات التي أطالت لسانها عليه


كانت هذه المرة هي الأقوى.. والأكثر قسوة وتجريحا..


لذا وقف حتى يخرج للخارج..


وهو يحاول قهر روحه وتذكيرها أنه مهما حدث.. فهي مريضة.. وكلامها لا يمكن أن يحاسبها عليه


مهما كان جارحا له ولرجولته!!








*******************************








" ها نروح مكان ثاني بعد؟؟"


صوت فاطمة المتسائل..



كاسرة بحزم: لا كفاية كذا.. أبي ألحق على جدي قبل ينام.. يتعشى عقب صلاة العشا وينام على طول..


وأنا لو ماشفته قبل ينام وخذت علومه.. ما أرتاح تيك الليلة..



وضحى برجاء: مايصير كذا كاسرة.. كذا والله ما تلحقين تخلصين شيء.. تونا الحين قبل صلاة العشاء بشوي



كاسرة بذات الحزم: تعرفين زحمة الدوحة.. على مانرجع للبيت بيكونون العرب صلوا العشا.. وجدي أبدى علي



فاطمة بمودة: خلاص الله لا يخليش من جدش.. نرجع البيت.. حتى أنا ما ابي أتأخر على عيالي..



كاسرة بهدوء: أنا أبي أعرف أنتو ليه شايفين سالفة سوق العروس أزمة.. الوحدة ماراح تهاجر.. والسوق قريب..


عدا عن إن الوحدة أساسا قبل ما تتزوج عندها ملابس..وذا الاسراف والله ماله معنى..



وضحى بهدوء: بس الناس عينهم على العروس.. على الأقل لازم تكون لابسة حلو ومتألقة..



كاسرة بثقة: الدولايب مليانة ملابس.. وأعتقد أني متألقة ومتأنقة عشان نفسي مهوب عشان حد..



فاطمة بهدوء: خلينا على الأقل نلاقي لش فستان.. واللي غير كذا لاحقين خير..



كاسرة بحزم: نطلع السبت الضحى ونأخذ اليوم كامل.. طلعة وحدة بتكفي كل شي.. لأني زهقت من ذا السالفة








********************************







وضعت طفليها في السرير وحصنتهما بالأذكار ثم عادت لغرفتها..


تشعر بتوتر عميق.. لم تر صالحا منذ خرج صباحا.. حتى الظهيرة لم يعد


شعرت أن غيابه مقصود..وكأنه يريد أن يمنحها فرصة للتفكير..


والمشكلة أن التفكير لديها معطل.. فهي غاضبة عليه.. وعلى أهلها.. وعلى كل شيء..


غاضبة من هذا الموقف السخيف الذي وضعت فيه.. من اضطرارها للتعامل مع موقف هي غير مستعدة له


من تسرعها في قرار العودة لتعاقب نفسها قبل ان تعاقب أهلها.. فالقلوب مازالت لم تصفُ..


ولكن بما أنها كانت ستسافر معه قريبا.. فهل يختلف الأمر الآن عن سفرهما..



فتحت دولابها..


ماذا يفترض أن تلبس حتى تبدو طبيعية غير متكلفة.. ومتباعدة.. متباعدة جدا!!


سحبت لها بيجامة قطنية واسعة وارتدتها.. ومشاعرها تنتقل من التوتر للتبلد.. تريد أن تشرنق نفسها بهذا التبلد حتى يصفو عقلها


فهي غير مستعدة لصالح ولتاثيره عليها الذي تعلم أنه تاثير خطير حين يريد ذلك..



وهي في أفكارها.. وصل صالح.. هادئا غامضا.. ألقى السلام بهدوء.. لترد عليه بهدوء مشابه


انحنى ليقبل جبينها.. لم تسمح له وهي تبتعد عن مدى شفتيه.. لم يعلق وهو يتجاوزها ليخلع ملابسه..


ثم يدخل ليستحم.. صلى قيامه.. حينما أنهى صلاته وورده.. توجه ليجلس جوارها على الأريكة


ولكنها نهضت لتجلس على كرسي منفرد.. لم يعلق أيضا.. وعلائم الغموض المتلاعب ترتسم على وجهه بوضوح



حينها نهض من الأريكة ليتوجه للسرير.. ويتمدد وينام دون ان يوجه لها حتى كلمة واحدة..



نجلاء استغربت بالفعل ردة فعله.. فصالح ليس هكذا مطلقا.. بل تعبيره عن مشاعره تجاهها مبالغ فيه في كثير من الأحيان


فهو لا يعترف بالرفض ومثابر لأبعد حد على اقتحام حصونها مهما حاولت رفعها وتعليتها..


فما به اليوم يبدو مهادنا ومتفهما بهذه الصورة؟!!



ولكنها ختاما حمدت ربها أنه تفهم رغبتها في الابتعاد عن تأثيره..


وبما أنه تفهم رغبتها هذه.. فلا معنى لنومها على الأريكة


لذا توجهت لتنام جواره وهي تدير ظهرها له!!







*********************************







"وش فيك طال عمرك؟؟ شكلك تهوجس في شيء؟؟"



منصور يلتفت لفهد الجالس جواره في مجلسه الغاص بالضباط ويهتف بحزم:


مافيه شيء.. مشاغل بسيطة



فهد بابتسامة مغلفة بالاحترام: أفا وش ذا الشيء اللي يشغل بال أبو علي؟؟"



منصور بابتسامة: تجيك العلوم قريب


إلا قل لي.. وش علوم مدرسة السواقة؟؟



فهد يبتسم رغم إحساسه بالضيق: باقي لي أسبوع على التراي.. الشرطي اللي أنت مسكته موضوعي متحلف لي..


ويقول إن ذي وصاتك له..



منصور يبتسم بفخامة: أنا ماأبي إلا مصلحتك.. وأنت داري..



حينها هتف فهد بضيق لم يستطع منعه من التسلل لصوته: ومصلحتي إنك خليتني مسخرة الشباب على سبة ذا الموضوع..


حتى هزيّع يطوّل لسانه علي وهو يشوف سواق البيت يوصلني مشاويري..


والله لولا حشمتك وغلاك وأني ما أبي أفجر حلفك علي.. وإلا كان شقيت ثيابي من زمان



منصور بحزم: اللي يقول كلمة.. قل له عشر.. واللي عنده ريال خله يقطعه..


ترا الروح يأبيك مهيب رخيصة.. (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)


وغير ذا وذا.. مابه حكي..




كان فهد يعلق على ماقاله له منصور.. ولكن منصور لم يسمع حرفا مما قاله وانسحب فكره من ضجيج مجلسه بالكامل وهو يتلقى رسالة على هاتفه



رسالة رأى رقم عفراء يتصدرها





#أنفاس_قطر#


.


بنات ترى بكرة فيه جزء استثنائي هدية صغنونة بينزل الساعة 7 الصبح <<< اعلان عشان اللي أعرف أنهم ما يقرون المقدمة أبد..


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 17-05-10, 06:18 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباحكم خير وبركة


اعذروني على الـتأخير <<< أبو الشباب عليه اليوم فطور ربعه وتوه وداه.. وانهديت من قلب


.


بارت اليوم بارت ردات الفعل


.


أما عن بارت الغد سيكون في وقت مختلف هو الساعة 2.30 الظهر


ليش؟؟ لأن البارت اللي بعده بارت الخميس بيكون يوم الأربعاء الساعة 10


وهذا استعداد لنقل البارتات بالليل


سبت وثنين واربعاء الساعة 10 مساء


وعلى العموم سنجرب هذا الوقت خلال الأسبوعين القادمين


وبعدها أنا أغيب لأسبوع.. كل من ترد على القصة خلال هذا الأسبوع تقول هل ناسبها هذا الوقت


أم تريد العودة للنشر الصباحي؟؟


أعلم أن رضاكم في هذا الموضوع صعب لكن على الأقل بنشوف الأكثرية وش يبون


والله لا يحرمني منكم يا الغوالي


.


.


إليكم


الجزء 23


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله.


.


.


بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والعشرون






حينما أخبره كساب أو بمعنى أصح "صدمه" برغبته في تزويج خالته من زايد


لا يعلم أي مشاعر مجهولة غزته بكل الحدة والعنفوان وحركت رتابة حياته التي اعتادها حتى تغلغلت فيه برتابتها



لم يكن مطلقا لأي من مشاعر الصبا أي حضور في عقله الظاهر.. فمشاعر الصبا دفنت مع الصبا


ولكن مشاعر الخذلان لم تدفن أبدا!!



لذا رفض أن تكون عفراء لزايد الذي حرمه منها.. الذي خذله..


الذي جرحه الجرح الأعمق وهو يفضل رجل غريب عليه.. على شقيقه الوحيد الذي لو طلب منه أن ينحر نفسه فداء له لم يكن ليتهاون


وربما كان هناك شيء غامض في داخله ينبئه أنها لن تتزوج وهو يعلم تماما أنها أغلقت حياتها بعد وفاة زوجها


ورفضت فكرة الزواج مرة أخرى.. شعر أنها محمية.. لن تعود لتصبح زوجة رجل آخر.. ستبقى مثله!!


لذا شعر بغبن شديد حين علم أن زايدا قد خطبها مسبقا.. كما لو كنت تترك أمانة عند شخص ما.. فلا يكون حريصا عليها


بل يسمح لنفسه أن يمتد تفكيره لها..


أ لم يكفه ما فعله مسبقا؟!!


تخيلَ لو أن هذه الخطبة التي لم يعلم بها قد تمت.. كان مجرد التخيل قاسيا على روحه الحرة.. وهو يبعث فيها غضبا لا حدود له..



ربما لو كان زايد حينما كان يعرضها عليه قد قال له (إذا لم تتزوجها سأتزوجها أنا..)


لربما كان قد تزوجها قبل زواجه الأول حتى..


لم يستطع مطلقا استساغة أن تكون عفراء لزايد.. أن تكون زوجة لزايد


أن تكون حلالا لزايد


مستعد أن يضحي بحريته ورغبته في العزوبية من أجل ألا يتحقق هذا الأمر...


.


بعد ذلك..


حينما أقدم على الفكرة راقت له.. راقت له بالفعل ولأبعد درجة..


شعر أن هناك روحا جديدة اقتحمت حياته المختنقة بالرتابة والملل


ورفض عفراء أثار عناده ورغبته فيها أكثر وأكثر


وجودها المختلف.. صوتها الرقيق الحنون.. حواره معها.. أشياء تمنى ألا تختفي من حياته..



ثم في الختام سيجد له روحا إنسانية تتحاور معه في لياليه الطويلة الباردة التي يقضيها وحيدا دون أنيس


وبعيدا عن التسرع الذي قاده لخطبتها في البداية وبعد التفكير العميق.. وجد أن عفراء تعد خيارا مثاليا..


سيدة رزينة.. لن تصيبه بالجنون الذي أصبنه به زوجاته السابقات.. لن تحاول تقصيص أجنحته أو حد حريته


الأمر المرفوض تماما عنده.. وهو من يشعر أنه نسر محلق ويريد أن يظل هكذا على الدوام..


والشيء الاخير أنه بالفعل ليس لديه رغبة في انجاب أطفال بعد هذا العمر.. وأي زوجة بظروف عادية سترغب حتما أن تنجب


بينما عفراء لديها ابنة.. ولا يعتقد أن فكرة الإنجاب ستبدو مغرية لها..


لذا أصبحت عفراء تمثل له خيارا مثاليا عقلانيا لإيجاد شريكة تكمل معه مابقي من سنين حياته


.


وهاهو يمسك هاتفه بين يديه.. وينفصل عن كل ضجيج المجلس وهو يفتح رسالتها التي شعر فورا أنها تحتوي شيئا مهما


فلا يعقل أن عفراء برزانتها المعروفة سترسل له شيئا غير مهم:



" أنا موافقة عليك وعلى شروطك


عزايمك فوق رأسي


والعيال عندي الحمدلله بنت


و أنا أساسا مالي خلق حمل وولادة عقب ذا السنين


بس أنا بعد عندي شرط"



منصور كان بوده أن يتصل بها فورا.. ولكنه لم يستطع ترك ضيوفه أو الانشغال عنهم.. لذا بقي يتقلب على جمر حتى غادر آخر ضيف


كانت الساعة قاربت منتصف الليل.. وعفراء بالفعل خلدت للنوم حين تعالى رنين هاتفها


التقطته بجزع وجميلة هي من تخطر ببالها: نعم من؟؟



منصور بثقة: من؟؟ أنا منصور



عفراء انحدر صوتها لحرج شديد به رنة قلق: عسى ما شر يا أبو زايد.. حد فيه شيء؟؟



منصور بذات الثقة: أعتقد بيننا كلام معلق..



عفراء بضيق: أبو زايد مافيك تصبر للصبح.. صحيتني من نومي..والوقت أبد مهوب وقت اتصال حتى لو كنت أنا مانمت



منصور بابتسامة: وأنا أقول البحة الحلوة هذي من وين جايه.. أثرها من أثر النوم..



عفراء شرقت واتسعت عيناها دهشة وحرجا وهي تكح بصوت مسموع


بينما منصور أكمل حديثه بثقة وكأنه لم يكد أن يتسبب بأزمة قلبية لمن يحاورها بجرأته:


دام أنتي وافقتي علي.. مسألة الوقت صارت مسألة شكلية


واعتبر أني أقدر أتصل في أي وقت


والحين أبي أسمع شرطش.. لأني أبي الملكة بعد بكرة وتجين بيتي على طول.. وبكرة الصبح مهرش بيكون في حسابش..



عفراء بدأ رأسها يؤلمها من الحرج من هذا الجريء الذي اقتحم أمسيتها الهادئة ولكنها حاولت دفع الثقة في صوتها وهي تقول:


أنت عارف إن يمكن يكون سبب ترددي في الموافقة عليك هو طلاقاتك الثلاث.. حسيتك واجد تتسرع في الطلاق


وكأنه هو الحل الأول عندك مع أنه مفترض يكون الحل الأخير بعد استنفاذ كل الحلول..


لكن بصراحة هذا بيكون شرطي الوحيد..



منصور بتساؤل فخم: مافهمت قصدش بصراحة



عفراء بثقة: بنتي الحين ما اراح أبلغها بزواجي عشان ماشيء يأثر على علاجها.. لكن هي مسيرها تعرف


فلو موضوع الزواج ضايقها وطلبت مني أني أتطلق.. تطلقني..



منصور بغضب مكتوم وهو يصر على أسنانه: لذا الدرجة مرخصتني من أولها.. تبين أطلقش لو بنتش بغت.. وش ذا الخبال..



عفراء بذات الثقة الهادئة: يا أبو زايد.. بنتي وحدة مريضة.. وما أدري وش ظروفها بترسى عليه.. ما أدري حتى لو هي بتستمر مع زوجها أو لا


أنا أبي أتحسب للظروف بس.. وتأكد إن بنتي لو طلبت إني أتطلق بيكون عشان ظروفها ما تحتمل وجود زوج أم


يعني يمكن تكون هذي احتمالية واحد في الميه.. وأنا أبي أحطك في الصورة


ومثل ما أنا وافقت على شروطك اللي ما أعتقد إنه فيه حد بيوافق عليها


تقدر توافق على شرطي أو ترفضه.. هذا احنا على البر



منصور يريد أن يهشم الهاتف بين أصابعه من شدة ضغطه عليه ومع ذلك أجاب بحزم:


ما أعتقد إن جميلة ممكن تجبرش على قضية الطلاق ذي...ما أدري ليه حاس إنش تلككين.. وتبين لش حجة..



عفراء بهدوء: يأبو زايد وحدة في عمري تأكد إن الطلاق صعب عليها وهي تتزوج عقب ذا السنين كلها


لكن أنا ما أبي أخلي شيء للظروف..



منصور بثقة: زين يا عفرا.. انا موافق على شرطش.. مع أنه إن شاء الله ماراح يصير..



عفراء بغموض: ما تدري يمكن أنت اللي تصير تبي تطلق.. متعود على السالفة



منصور بحزم: بلاها ذا الحكي المغطي.. وطاري الطلاق ذا ما أبي أسمعه..


وخلاص أتناش تنورين بيتش بعد بكرة إن شاء الله



حينها هتفت عفراء بحزم مغلف بخجل وأدب رفيع: بس تخطبني من أبو كساب.. ويكون هو وليي في عقد الزواج..


أنا مارباني غير زايد.. وما ينكر الفضل إلا البوار.. وأنا ما أنا ببوارة







***********************************




اليوم التالي


صباح جديد





صحا من نومه للتو على رأسها مستندا لكتفه..بعد أن كان حينما صحا لصلاة الفجر لم يجدها لأنها سبقته للقيام للصلاة


وحين عاد كانت صلت ونامت معتصمة بطرفها البعيد وكأنها بذلك ترسل له رسالة ما..


لذا ابتسم وهو يتنفس من قرب خصلات الذهب وأمواج العسل


يشعر كما لو كان يتنفس رائحة الحياة التي افتقدها طوال الأشهر الماضية


مال بعفوية حانية ليقبلها..


لكنها ما أن شعرت بأنفاسه القريبة الثقيلة على بشرتها مع نومها الخفيف حتى قفزت مبتعدة لطرف السرير


تبدلت نظرة الوله في عينيه لنظرة أخرى مجهولة.. وهو يقف دون أن يقول شيئا..


يغتسل ويرتدي ملابسه ويغادر دون أن يقول كلمة


بينما استغراب نجلاء منه يتزايد ويتزايد


وإحساس أقرب للوجل يتسرب لروحها


فهذا الرجل بردات فعله غير المسبوقة يبدو عصيا على التفسير..مجهولا بالنسبة لها


فهل تحاول اكتشافه من جديد؟؟


أو ما هذا الذي يحدث؟؟







*******************************







" منصور أنت من جدك؟؟


جاي تخطب عفرا؟؟ عقب ذا السنين كلها؟؟"



منصور يرد على اندهاش زايد بحزم: عفرا شارطة إنك وليها في العقد.. وأنا واحد مستعجل أبي أتملك بكرة وتجي هي لبيتي



حينها رد زايد بحزم غاضب: ودامكم متفقين وش شوري فيه؟؟



حينها هتف منصور باحترام فهو لا يرغب مطلقا في التقليل من قدر أخيه الكبير عنده: وش حن من غير شورك يأبو كساب


جعلني فداك أنا قلت لكساب يأخذ شورها قبل أخطب رسمي.. ويوم وافقت هذا أنا جيتك..



نظر زايد لمنصور نظرة مباشرة وكأنه يريد أن يسبر ماخلف الملامح المشدودة بحزم غامض (ماذا تخفي يامنصور؟؟)


هتف زايد بنبرة مقصودة: وممكن أعرف أسبابك اللي خلتك تبي عفرا عقب ذا السنين مع أني عرضت عليك واجد تاخذها


وأنت كنت تعيي.. وش اللي تغير؟



كان منصور على وشك أن يقول (اللي تغير إن كسّاب كان يبي يزوجها لك) لكنه أمسك عبارته التي بدت له وقحة جارحة وخالية من أي تهذيب


وقال بهدوء عميق فيه كم صراحة شاسع.. ففي نهاية هذه هي الحقيقة فعلا:


اللي تغير إني حسيت عمري راح وأنا عايش بروحي


تعبت يأخيك من الوحدة.. وما أبي لي بنت صغيرة تجنني


أبي مرة عاقلة تونس وحدتي وأكون أنا وإياها على نفس المستوى من التفكير


ومالقيت أنسب من عفرا.. وإلا انا غلطان في الاختيار؟؟



ابتسم زايد: إلا أشهد أنك اخترت وأحسنت الاختيار.. بنت محمد نادرة.. وانا أشهد إنه مافيه مثلها في النسوان


الله يوفقكم..


وبكرة عشا ملكتك علي أنا وأنا اللي بأعزم عليه هنا في مجلسي..



منصور نهض ليقبل رأس زايد ويهتف بمودة شاسعة: اللي تقوله تم ولو أني كنت أبي العشا في مجلسي


بس مجلسي ومجلسك واحد.. جعل المجلس مايخلا من راعيه..







***********************************







"من البارحة مندسة مني يالخايسة"


همس جوزاء الودود وهي تقرص خد شعاع بمودة..



شعاع تبتسم وتهمس بعذوبة: أبي الحالة لين تستقر تمام ست جوزا.. وبعدين لقيت لي وقت أخلص المادتين اللي باقيات علي في الامتحانات


خوش حبسة جات بنتيجة...



جوزاء تبتسم: بس جد يا بنت أنش خطيرة... إذا انا صدعت روحي.. أشلون استحملتيني أنت



شعاع بمودة: لأجل عين تكرم مدينة.. تدرين إني ابي مصلحتش ومصلحة حسن..



جوزاء تتنهد: والله العظيم اشعيع.. ما أدري أشلون أشكرش إنش ما طاوعتيني وعطيتيني الصور


والله إني كنت أصارخ وكان ممكن أضربش لو فتحتي لي.. بس شيء في داخلي يقول يارب ما تفتح يارب ماتفتح


حسن البارحة جنني.. ونام وهو يبكي يبي صور أبيه..



شعاع برقة: بس صحا اليوم وهو ناسي.. وهذا هو المطلوب ياجوزا.. صدقيني بكرة بعد يمكن يطلبهم ويبكي


وبعد بكرة بعد.. ثم عقبها شوي شوي ويسج.. ولا تحاتين.. وراكم رجالة!!







*********************************







"ماشاء الله زايدة 2 كيلو"


هتاف داليا السعيد.. وهي تساعد جميلة لتنزل عن الميزان



لترد عليها جميلة بدون اهتمام: يعني رجعت دبة مثل أول..



داليا بمودة: إذا وصلتي لـ80 هذاك الوقت قولي دبة..



جميلة تمسك خصرها المتخشب وهي تهمس بوهن: من الحين دبة.. بس خلاص ما يهم.. اللي تبوني أكله بأكله


لو تجيبون لي خروف كامل كليته.. مايهم



داليا تبتسم: الرجال يحبون الوحدة المليانة.. شو يعني ما تبين تعجبين أستاذ خليفة..



جميلة بذات النبرة الواهنة غير المهتمة: أنا ما أبي أعجب حد.. وأولهم خليفة هذا



داليا بحذر: إلا أستاذ خليفة على غير العادة ساكت.. وما رضى يدخل معنا للميزان



جميلة ترد بألم .. غيظ.. عدم اهتمام: الأخ زعلان من البارحة.. خله يزعل لين السنة الجايه بعد..







**********************************







" في ويش سرحان؟؟ تدري إن فنجالك برد..


ياولد تعال خذ ذا الفنجال وصب غيره"



صوت مهاب يرتفع وهو يوجه حديثه لعبدالرحمن ثم لمقهوي مجلسه الذي تناول الفنجان من أمام عبدالرحمن


الفنجان الذي برد بعد انشغل عنه عبدالرحمن بأفكاره الخاصة وهمومه التي أخذته للبعيد



عبدالرحمن يقول بعمق وكأنه يحادث روحه: جايني منحة بحث في جامعة أمريكية ورفضتها.. مع إنها كانت بتكون في مصلحتي فوق ما تتخيل



مهاب بغضب: وليش ترفضها زين..؟؟



يتنهد عبدالرحمن: عشان أمي وخواتي... ابي صاير عصبي عليهم بشكل... كفاية اللي جاهم وأنا في بريطانيا


ماعندي استعداد ولا حتى واحد في المية إني أخليهم يعانون من جديد معه..



صمت مهاب.. فليس لديه ما يخفف به عنه..


رغم أنه كان يتمنى لو يحمل كل الهم عن توأم روحه.. ويدفنه في أعمق نقطة في روحه بعيدا عن حنايا عبدالرحمن الغالية



ثم أردف عبدالرحمن بذات العمق المتجذر: امهاب.. طالبك شيء



حينها انتفض مهاب حميةً.. وهو يهتف بحزم: تطلبني؟؟ آمرني وبس.. لو تبي رقبتي ماتغلى عليك



عبدالرحمن يبتسم: الرقبة وراعيها سالمين لي..


أنا أبي أوصيك وصية..



مهاب بدهشة: توصيني؟!!



عبدالرحمن بإيمان عميق: تدري يا سنايدي.. الدنيا موت وحياة.. وماحد يدري متى ساعته


وأمي وخواتي مالهم غيري.. الحين تطمنت على جوزا إنها عندك.. بس باقي شعاع وحتى أمي


امهاب وصيتي لك أمي وخواتي لو صار لي شي..



مهاب قفز بجزع وهو يهتف: فال الله ولا فالك



لتصدم يده بالدلة الحارة التي كان المقهوي يحملها وتنسكب القهوة المغلية على يده



عبدالرحمن قفز معه وهو يمسك بجزع مرتعب يد مهاب التي انسلخت فورا لشدة حرارة القهوة التي اُنزلت للتو من النار ويصرخ بغضب عارم:


قسما بالله منت بصاحي.. ماتشوف ذا الرجال ودلته..



مهاب يصرخ بغضب مشابه وهو ينفض يده بألم: إلا أنت اللي منت بصاحي.. أنت وذا الفال الشين



عبدالرحمن يشده خارجا وهو مازال يعنفه بغضب: أمش أوديك المستشفى يا الخبل.. والله ماعليك شرهة







**********************************







" هلا والله بالغالية.. أشلونش وش أخبارش طمنيني عنش"



مزون بابتسامة غلفت بها عمق شاسع به رنة حزن متجذرة: أخباري إني علقت سالفة الطيران كلها لأجل غير مسمى..


وسجلت ماجستير إدارة هنا في جامعة قطر وبأبدأ من فصل الخريف الجاي


فخلاص هروبك من الدوحة ماله داعي.. ارجع يأختك.. والله إني محتاجتك جنبي



علي بغموض: يصير خير يامزون.. يصير خير



تنهدت مزون لأنه لم يرح قلبها ثم أردفت بابتسامة: وعندي خبر أهم متصلة أقوله لك.. وأتمنى ماحد سبقني..



علي بتساؤل: اللي هو؟؟



مزون بابتسامة شاسعة: عمي منصور بيتزوج بكرة



علي بدهشة سعيدة: لا لا.. مستحيل أكيد هذي تأليفة من عندش..



مزون تضحك: والله العظيم بكرة ملكته والعروس بتجي لبيته على طول


ثم صمتت لثانية وأردفت بنبرة مقصودة: وخالتي عفرا بعد بتتزوج بكرة



حينها شهق علي من الصدمة: لا هذي أكيد من عندش.. مستحيل خالتي تتزوج



صوت ضحكات مزون يتعالى: بسم الله عليك.. والله العظيم من جدي..



علي مازال مصدوما: عمي وخالتي في يوم واحد وش ذا الصدفة..


ثم أردف كالمضروب على رأسه وهو يشهق: إلا لو.. معقول...؟؟



مزون مازالت تضحك: أول مرة أدري إنك متنح كذا ياعلي... إيه معقول.. عمي بيتزوج خالتي بكرة...



حينها بدأ علي يضحك بسعادة حقيقية: والله العظيم مايردني من الجية للدوحة شيء إن شاء ربي..


أنا بأرتب وضعي اليوم وخلاص جايكم الدوحة إن شاء الله


مستحيل أفوت مناسبة مثل ذي..


عمي وخالتي مع بعض.. معقولة؟؟ والله لحد الحين ماني بمصدق..


كني في حلم!!






****************************






"وين وضحى؟؟ ماشفتها اليوم.."


همس كاسرة الهادئ



مزنة تصب فنجان قهوة لوالدها.. وتقربه من يده حتى تضعه في باطن كفه وتحكم إغلاق قبضته عليه وتهمس بطبيعية:


خبرش بكرة آخر امتحان عندها وتدرس


حتى أبي أودي شبكة سميرة ومهرها.. وهي مترجيتني تقول تبي تروح معي.. فبنروح بكرة قبل المغرب


لولا إن عرسش عقب 3 أسابيع وإلا كان قلت لش تروحين معنا..



كاسرة تميل على كتف جدها لتقبله ثم تهمس لأمها وهي تتجاهل حديثها عن موعد زواجها: قومي يمه أنا بأقهويكم



مزنة بمودة: خلش جنب جدش.. أنا مشتهية أتقهوي وأقهويه..



كاسرة تلمس طرف لحيته الطويلة وتهتف بحنان: شعره ولحيته تبي ترتيب بأقول لامهاب يجيب له الحلاق بكرة..



الجد حينها هتف بوهن: تو الحلاق كان عندي ماله حتى أسبوعين..



كاسرة تحتضن عضده بقوة وهي تلصق خدها بكتفه وتهتف بمودة شاسعة: أنا أبي شكلك مرتب.. عشان نذوب قلوب العذارى الذايبة فيك



الجد يبتسم: أشهد أنهم على العازة اللي مالقوا لهم حد يذوبهم غيري



كاسرة تبتسم له بعذوبة خلابة: إلا كلهم نظر.. إذا أنت ما تذوب القلوب من اللي كفو يذوبها..



الجد حينها هتف بعمق: يالله حسن الخاتمة يأبيش.. أنا أشهد أني خذت حقي من الدنيا..



وحينها قفز ضيقها للذورة فورا.. ولكنها لم ترد عليه.. تعبت من تكرار الحكي والاعتراض..


صمتت.. ولم تجد شيئا سوى الصمت



عم الصمت لدقيقة لتقول مزنة بعفوية: بلغتي شغلش بموعد عرسش على أساس تأخذين إجازة؟؟



كاسرة حاولت تنحية ضيقها من حديث جدها جانبا: مابعد.. تو الناس..



مزنة بهدوء: وش تو الناس.. عرسش عقب ثلاث أسابيع... بلغيهم من الحين عشان يوافقون على الإجازة..


وخذي لش فوقهم أسبوعين والا ثلاثة من رصيد إجازتش


ذا السنة ماخذتي أي شيء منها



كاسرة بحزم: مافيه داعي أخذ من إجازتي السنوية شيء.. كفاية الأسبوعين إجازة الزواج



مزنة بحزم أشد: أنتي عارفة إنه نظام بيع الاجازات ألغوه.. ولو ماخذتي الإجازة بتروح عليش..



كاسرة بثقة: خلها تروح.. كفاية أقابل وجهه أسبوعين.. تبين أقابله شهر..



حينها هتفت مزنة بحزم بالغ الشدة: كذا يعني.. ها والله ثم والله إن قد تأخذين رصيد إجازتش كامل فوق إجازة الزواج



حينها وقفت كاسرة وهي تنتفض غضبا: يعني عشان دارية إني ما أقدر أفجرش يوم حلفتي تسوين فيني كذا


يعني أنتي تعاقبيني على صراحتي.. أنا كان أقدر أقول لش زين.. وعقب أسوي اللي في رأسي


يعني هذي جزات صدقي معش..



حينها وقفت مزنة وهي تهتف بغضب مشابه: كم مرة قايلة لش إذا قدش تحاكيني يا بنت بطني قصري حسش...




"وش فيكم صوتكم طالع؟؟"


قاطع نقاشهم الحامي الوطيس صوت مهاب العائد من المستشفى بضماد شاش خفيف جدا فيه مادة دوائيه على يده


ولابد أن ينزعه بعد قليل لأن الحريق لابد أن يكون مكشوف


وهو يحمل كيس مراهم الحريق في يده



الاثنتان شغلتا عن كل شيء به وهما تنظران بجزع ليده.. وإن كانت كاسرة عجزت عن التعبير عن اهتمامها وجزعها بانتاج الكلمات


فإن مزنة صرخت بقلق جازع: وش فيك يأمك؟؟



مهاب بهدوء: حرق بسيط من قهوة..



مزنة بقلق: وحرق بسيط يخليك تلف يدك وشكلك جاي من المستشفى بالكيس اللي في يدك



مهاب يصلهم ليقبل رأس والدته وجده الذي كان في عالم آخر حينها كما صار يحدث له مؤخرا


ويبعثر شعر كاسرة بيده السليمة ويبتسم: والله العظيم بسيطة.. وأقلها حصلنا لنا إجازة طبية أسبوع



حينها همست كاسرة بهدوء فيه رنة قلق: خلني أشوف يدك.. أشلون تقول بسيطة.. ويعطونك إجازة طبية.. لا وأسبوع كامل


أنت عارف حتى يوم واحد ما يعطون إلا بطلوع الروح



مهاب جلس وهو يهتف لجده باحترام ودود: أشلونك يبه اليوم؟؟


ثم يلتفت لكاسرة ويبتسم: يا شين تدقيقاتكم يارؤساء الأقسام أنتو.. توقفون المراكب السايرة


الله رزقني بإجازة.. حاسدتني أنتي..



كاسرة بذات هدوءها المحمل برنة قلق وهي تحاول كبح جماح قلقها الاكبر خلف هدوءها الواثق:


زين وش يضرك لا وريتني.. أصلا الحرق مهوب زين يتغطى



مزنة ساندتها وهي تهتف بحزم: إيه يأمك خل نشوف حرق يدك زين وإلا مهوب زين



ليرد الجد أخيرا وهو ينتبه لما حوله: سلامتك يأبيك ماتشوف شر.. أش قومك ما تريح أمك وأخيتك وتوريهم يديك


كود يتريحون إذا شافوك طيب



مهاب وقف وهو يبتسم وهو يخفي خلف ابتسامته إحساسه بألم مريع في يده التي تآكل جلدها الخارجي وهتف بذات الابتسامة:


قلت لكم طيب .. تبون السالفة كايدة غصب


ثم هتف وهو يستعد للمغادرة: بانسدح شوي لا حد ينسى يقومني لصلاة المغرب



مهاب صعد.. بينما كاسرة التفتت لامها وهي تهمس بقلق: والله يمه إن حرقه مهوب زين وإنه مستوجع منه


وإلا متى كان امهاب يرقد ذا الحزة إلا كنه جاي من رحلة






**************************






"خالتي يا الله نروح السوق بسرعة"



عفراء ترفع شعرها وتربطه وهي تنزل درجات السلم بهدوء وتقول بذات هدوء خطواتها: الناس يقولون السلام عليكم أول



مزون باستعجال: السلام عليكم ويالله نروح صار لي ساعة أنتظرش تصحين من النوم



عفراء ترد بصوت مازال أثر النوم فيه: اليوم أصلا ما طلعت من المدرسة إلا وأذان العصر يأذن.. جيت البيت صليت العصر نمت على طول


حتى كساب ما أدري شيء عنه.. ما أدري لو تغدى وإلا لا



مزون تنهدت.. لا تستطيع التغلب على هذا الحزن مهما مرت السنوات دونه.. بعد أن كانت من تعرف كل تفاصيل يوم كسّاب بدقة..


أصبح يومه وما يفعله فيه مجهولا لها.. وحتى بعد أن كان قلبها يطمئن برؤيته صاعدا أو نازلا من غرفته


حُرمت من هذا الشيء وهو ينتقل للإقامة مع خالته من بعد خروجه من التوقيف..



هتفت حينها مزون بهدوء ساكن: كسّاب يصرف نفسه.. قومي نروح للسوق



همست عفراء بهدوء: تبين شيء من السوق يعني؟؟



توسعت عينا مزون دهشة: أنا أبي شي من السوق؟؟ و اللي بتروح لبيت رجالها بكرة ماتبي شي من السوق؟؟



حينها وقفت عفراء وهي تتجه للمطبخ: أنا ما أبي شيء أبد.. بأقوم أسوي قهوة وشاي..أتقهوى أنا وياش



مزون حينها وقفت وهي تهتف بحزم: بأقول للخدامة تسوي.. وانتي اطلعي البسي عباتش..



عفراء بهدوء: يأمش إذا أنتي تبين شيء وديتش.. شيء ثاني أنا آسفة



حينها قالت مزون بخبث: إيه والله ناقصني أشياء واجد.. وديني خالتي تكفين..



حينها عادت عفراء وهي تتجه للدرج: خلاص خلي الخدامة تسوي لنا كأسين كرك... بس نعدل المزاج على السريع


وأنا طالعة ألبس عباتي.. وكلمي جينا تشغل السيارة...







*************************







" يمه... نجلا كلمتش اليوم؟؟"



أم غانم المشغولة بالتبديل لصالح الصغير ترد بهدوء منهمك: إيه كلمتني..



سميرة بتردد موجوع: ما سألت عني؟؟



أم غانم بعفوية: والله مش فاكرة.. أكيد سألت..



حينها ردت سميرة بحزن لا يشبه أبدا روحها المطرزة بابتسامتها الدائمة: إيه صح.. أكيد سألت عني



أم غانم بذات العفوية وهي تزيح صالح جانبا ثم تنتقل لمها الصغيرة لتبدل لها ملابسها: وأنتي زاكرتي زين؟؟ بكرة آخر امتحان صح؟؟



سميرة بعدم اهتمام: ذاكرت يمه.. هو أصلا امتحان سهل..


ثم أردفت بتردد: يمه ممكن بكرة أروح لنجلا..



"إذا كانت هي هربت مني


فلن اسمح لها بمزيد الهروب


إن كانت ترفض أن تكلمني ..ستجدني أمامها


لن تفلتي نجلا.. لن أسمح لكِ ان تبتعدي وتبعديني


أي قسوة هذه تقترفينها ضدي؟؟


تبتعدين عني وأنتِ تعلمين أن الحياة لا نكهة لها بدون رضاكِ وابتسامتكِ وحنانكِ ؟؟"



أم غانم ترد وهي منهمكة: ماعليه يأمش مايخالف.. أوديش بكرة عقب المغرب إن شاء الله


لأنه أم امهاب كلمتني تبي تجي العصر قبل المغرب يعني... إذا راحت أم امهاب رحنا لنجلا ولا يهمك






******************************







طرقات هادئة على بابه..


يخفي يده في زاوية غير مرئية جواره ويهتف بصوت عال: ادخل يا اللي عند الباب..



تدخل كاسرة بخطوات هادئة وهي تحمل بين يديها صحنا فيه مجموعة من الشطائر الصغيرة المتنوعة وكأسا من العصير


وهي تبتسم: أخينا الكبير مسوي نفسه تعبان ويتدلع وحتى العشا ما تعشى..



مهاب يبادلها الابتسام: من وين الشمس طالعة الشيخة كاسرة بنفسها جايبة لي عشا..



كاسرة بهدوء واثق : يعني من بيجيب لك؟؟.. وضحى ماعلمناها عشان ماتسوي فيلم هندي وهي عندها بكرة أخر امتحان



لم ولن تخبره أنها أصلا من أعدت عشاءه له حين أخبرتها والدتها أنه رفض أن ينزل للعشاء


وتحجج أنه شرب كثيرا من القهوة والشاي في المجلس حينما عاد من صلاة العشاء


ولكن كاسرة فهمت فورا أنه لا يريد أن يمد يده أمامهم حتى لا يعرفوا مدى سوء إصابته



كاسرة سحبت طاولة صغيرة ووضعتها بقرب سريره ووضعت العشاء عليه ثم جلست جواره وقالت بحزم:


يا الله ورني يدك اللي أنت داسها وراك..



مهاب مد يده لها ببساطة.. ولو كانت وضحى أو حتى أمه القوية من طلبت ذلك لتردد أن يصدمهما بمنظر يده المتسلخة


ولكن كاسرة لا يخشى عليها الصدمة.. فهي مضادة للصدمات في نظره..



كاسرة تمنت أن تشيح بنظرها وقلبها يقفز في حنجرتها وهي تتأكد الآن من مقدار الالم الذي يعانيه


ولكنها لم تستطع الإشاحة بنظرها حتى لو أرادت.. فهذا لا يتناسب مطلقا مع شخصيتها المرسومة للجميع وأمام الجميع



سحبت لها نفسا عميقا قبل أن تجيب بحزم: يعني مستوجع؟؟



مهاب يجيب ببساطة وهو يرجع كتفيه للخلف: شوي.



حينها وقفت كاسرة.. كانت تتمنى بداخلها لو استطاعت البكاء.. ولكنها لا تعرف كيف يبكون


وكما هي على الدوام :لم تخلق يوما لتبكي


لذا هتفت وهي تصر على أسنانها بغضب: لا مهوب شوي.. واجد وواجد بعد


وش فيها لو خليتنا نشاركك شوي في إحساسك..؟؟


دامك مستوجع كذا.. أقلها قول إيه أنا مستوجع..


خلنا نقول لك كلام مؤازرة سخيف.. ونقول سلامتك وما تشوف شر وفي العدوين ولا فيك..



حينها ابتسم مهاب وهو يكاد يضحك: دامه كلام مؤازرة سخيف أنا وش عازتي فيه؟؟



كاسرة بذات الغضب: كذا.. عشان هذا هو طبع البشر.. يحبون حد يخفف عنهم بالهذرة..



حينها هتف مهاب بنبرة مقصودة: يعني أنتي لو كنتي مستوجعة من أي شيء.. تبين لش كلام مؤازرة سخيف بعد؟؟



كاسرة صمتت ولم ترد عليه.. حينها أكمل مهاب حديثه بحزم: يا بنت أمي .. أنتي لو تكونين بتموتين من الوجع جسدي وإلا نفسي


ماقلتي لأحد أنا مستوجعة.. مستكثرة علي أنا الرجّال أحتفظ بوجعي لروحي







**********************************







تجلس أمام المرآة.. تنظر لنفسها.. مشتتة.. وتغتالها الحيرة.. تشعر أنها تقف على أرض رخوة تميد بها



" ما الذي يحدث بيني وبين صالح؟؟


تغيير صالح يصيبيني بالحيرة


صالح الصامت المتجاهل.. مخلوق غريب بالنسبة لي


سابقا كان من الممكن أن اتوقع ردات فعل صالح


فهو لا يكل ولا يمل من التعبير عن مشاعره بكل الصور


كنت أتوقع أن هذا هو ما سيفعله.. وأنا سأتقوقع داخل برودي


حتى يصفى ذهني للتفكير في مشكلتنا


فإذا به يفاجئني ببروده غير المعتاد..


منذ أن عدت للبيت.. ماعدت أراه حتى.. لا يهاتفني إلا لحظات ومن أجل الصغيرين فقط


لا أنكر محاولاته للتقرب.. ولكنها محاولات لا تشبه صالح حتى


فهذه المحاولات الخجولة المترددة التي تتوقف فورا مع صدي الأول له


لا تشبه أبدا صالح الجريء الذي لا يقبل الرفض مطلقا


وأنا من كنت أخشى أن تنهار مقاومتي له مع قدرته الغريبة للتسلل لطيات قلبي


وهو يذيب هذا القلب مع غزله المنتقى بعناية


ولكنه حتى الآن لم يلجأ إلى هذه القدرة.. أو ربما كان فقدها


وأنا أقف أمام صالح جديد يشعرني بالحيرة لعدم قدرتي على توقع ردة فعله القادمة"



وهي غارقة في أفكارها.. دخل بخطوات هادئة واثقة.. سلم بهدوء وردت السلام بتوتر


اقترب منها ثم مال عليها ليقبل كتفها.. حين رأته يهوي عليها كان بودها أن تبقى ساكنة.. حتى ترى ماذا ستكون خطوته التالية


ولكنها لا تضمن ردات فعل صالح ولا حتى رداتها المشوشة وهي لا تريد أن تفاقم المشكلة قبل أن تحلها


عدا أنها فعلا غير متقبلة لأي لمسة من صالح مع غضبها منه.. لذا مالت بجسدها جانبا ونهضت قبل أن تصل شفتيه لكتفها



صالح هز كتفيه بعدم اهتمام ثم اتجه للسرير وجلس على طرفه وهو يهتف ببرود حازم:


نجلا ..اليوم ثالث يوم لش من يوم رجعتي لبيتش.. وأنتي حتى اللمسة العفوية اللي والله ما اقصد منها شيء منتي بمتقبلتها مني..


خلاص الرسالة وصلت يا بنت عمي..



أكمل عبارته ثم نهض بحزم وهو يخلع ملابسه ويتجه للحمام.. بينما نجلاء تتساءل في داخلها


( أي رسالة اللي وصلت؟)






********************************







" بصراحة أنتي استخفيتي على السوق اللي خليتيني أشتريه اليوم"



عفراء المنهكة تلقي بالأكياس وترتمي على الأريكة



مزون تلقي بأكياسها وترتمي بجوارها وهي تبتسم بتعب: صدق زطية ياخالتي.. الحين عمي حاط في حسابش فلوس وش كثر


مهوب هاين عليش تشترين كم شغلة تلبسينهم قدامه.. تحسسينه إنه فعلا رجّال متزوج..



حينها اعتدلت عفراء بحرج: ليه عمش حط في حسابي شيء؟؟ ما انتبهت.. بعدين الملكة عادها بكرة.. ليه يحط اليوم..



مزون تبتسم: يعني ما انتبهتي للتضخم في رصيدش وأنتي تسحبين اليوم..


وثاني شيء إيه لازم منصور يدفع دم قلبه.. تبينه يتزوج بلوشي..



عفراء ترد عليها بثقة باسمة: الحمدلله ترا خيري واجد من قدام عمي.. عشان كذا ما انتبهت للبهانس اللي عمش حطها في حسابي



حينها انفجرت مزون ضاحكة: إخس ياخالتو والله منتي بهينة


ثم أردفت مزون بحماس: يا الله ياخالتي يانا متحمسة لبكرة.. أحس بكرة يوم أكشن من أوله


من بكرة الصبح بأروح لبيت عمي أنا وشغالات بيتنا.. أشوف شنو قاصره وش يبي ترتيب.. خبرش ترتيب صبيان


ما يعرفون في الترتيب شيء.. وهم في صوب والنظافة في صوب..



عفراء نهضت وهي تهتف بهدوء: خلش في تخطيطاتش وأنا خلني أقوم أجهز حق المدرسة بكرة..



مزون تمسك بخالتها وهي تقول بدهشة: من جدش خالتي بتروحين بكرة المدرسة..



عفراء تهز كتفيها باسمة: أكيد بأروح.. وليه ما أروح يعني؟؟





#أنفاس_قطر#


.


.


يا بنات كلكم مدعوين لزواج عفراء ومنصور بكرة الثلاثاء الساعة 2.30 الظهر


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
قديم 18-05-10, 12:46 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي بين الامس واليوم

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعرف أني بكرت قليلا في إنزال البارت


لكن بالفعل هذه الأيام لدي بعض الظروف الضاغطة


ولأني لا أحب أن أتأخر عليكم في بارت.. أفضل أن أضعه مقدما


لذا اليوم سيكون موعدنا مع بارتين لا بارت واحد


بارت اليوم.. وبارت غدا لأني لا أعلم كيف ستكون ظروفي غدا


ومعنى ذلك أنه موعدنا سيكون يوم السبت العاشرة مساء


سنجرب التنزيل المسائي لفترة


ثم نرى على ماذا يستقر الوضع


.


اليوم بارتين استثنائية بالفعل


أولا بداية حياة منصور وعفراء


ثم سنقفل بقفلة قوية جدا


والبارت الجاي بيكون أكثر استثنائية ليس بسبب موضوع القفلة


لكن لسبب آخر أكثر أهمية


.


ما أقدر أهذر اكثر لازم أنزل البارت وأطلع


.


قراءة ممتعة مقدما


.


لا حول ولا قوة إلا بالله


.


.


بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والعشرون






"وش فيش شكلش تعبانة موت وطافية؟؟"



كاسرة بإرهاق: لأني فعلا طافية.. وما نمت أساسا وتقريبا جايه مواصلة



فاطمة بقلق: ليش عسى ماشر؟؟



كاسرة بتعب: امهاب محترق حرق شين.. أنا من لما شفته البارحة كنت متأكدة إنه لازم بتجيه حمى عليه في الليل لأنه شكله ملتهب


عشان كذا ماقدرت أنام وأنا كل شوي أطل عليه..



ثم ابتسمت بحنان: وأمي وتميم كان عندهم نفس التفكير.. كم مرة تقابلنا ثلاثتنا عند باب غرفته


أخرتها تميم جاب فراشه ونام عنده.. وفعلا قبل صلاة الفجر ارتفعت حرارته فوق الأربعين ووداه تميم للمستشفى ولحد الحين مارجعوا



فاطمة بتأثر عميق : زين والآنسة رقيقة وينها عنكم..



كاسرة بابتسامة مرهقة: وضحى ماقلنا لها شيء.. لأنه اليوم آخر امتحان عندها.. ولو كانت عرفت والله ماتدرس شي


وكان عسكرت عنده في غرفته.. والحين إذا درت بتزعل علينا..



ثم أردفت وهي تنهض: أنا بأخذ أذن باتطمن على امهاب وبأرجع البيت أنام خلاص ما أقدر.. تعبانة



وهي تنهض رن هاتفها.. التقطته بعفوية.. صوت أنثوي رقيق..


بعد السلامات المتحفظة لأنها لم تعرف من المتصلة همست كاسرة بلباقة حازمة: عفوا من أنتي؟؟



الصوت الأنثوب بذوق رفيع: أنا آسفة سامحيني.. حسبت أنش عرفتي صوتي


بس طبعا مهوب كل الأصوات مثل صوتش ما تنسى


أنا مزون بنت زايد أخت كسّاب..



حينها رحبت بها كاسرة بلباقة رغم استغرابها اتصالها.. لتهتف لها مزون بعذوبة: الليلة بيكون زواج عمي منصور من خالتي عفرا


طبعا ماراح يكون فيه حد.. أنا بأعزمكم أنتو بس.. تفضلوا أنتي والوالدة وأختش



حينها اعتذرت كاسرة منها بذات اللباقة: سامحيني والله كان بودنا.. بس والله عندنا ظرف يمنعنا



حينما انتهى الاتصال سألت فاطمة عن الاتصال الذي بدا غريبا لها وأخبرتها كاسرة


لتبتسم فاطمة وتسأل بخبث: وليش ما تبين تروحين؟؟



كاسرة تقف وترتدي نقابها وتهتف بحزم: يا شينش لا سويتي روحش غبية.. ماعليش مردود..



فاطمة تضحك: يعني عشان عرسش قرب بتحبسين روحش ما تقابلين الناس


ذا الشيء كلش ما يركب عليش..


لا تكونين مستحية بس؟؟



كاسرة تستعد للخروج وتهتف بثقة: حتى لو ماكنت مستحية.. أنا وحدة أعرف الأصول..


يا زيني رايحة لبيته وأنا عرسي عقب 3 أسابيع!!!








****************************







" هلا والله أبو علي؟"



منصور بابتسامة: وهلا والله بأبوخالد عقبال ما نشوف خالد قريب..



فهد باحترام شاسع: في حياتك إن شاء الله.. وتراني بأسمي الأول منصور



منصور بفخامة: يبشر منصور الصغير بسماوة ماجات لمولود في الدوحة..



فهد بابتسامة: كفو يأبوعلي كفو..



حينها هتف منصور بمودة وبلهجة حازمة أقرب للأمر فيها رنة غموض:


زين أنا أبيك تجيني عقب صلاة العشا في مجلس أبو كساب..



فهد باستغراب: حاضرين.. ليه فيه شيء؟؟



منصور بابتسامة: أبيك تشهد على ملكتي... وعقبه العشا عند أبو كساب


وأنت والوالد وأخوانك كلكم معزومين



فهد بصدمة كاسحة: من جدك حضرت العقيد؟؟ أنت بتزوج؟؟



منصور انقلب صوته من الابتسامة للحزم: ليه مواضيع مثل ذي فيها شيء غير الجد



فهد بحرج: السموحة مهوب القصد


ثم بتر عبارته وهو يردف بحزم: خلاص تم.. أبركها من ساعة أنك تختارني أنا أشهد على عقد زواجك


وتبديني على القادة والضباط الكبار..



ابتسم منصور: أبي عيالي هم اللي يشهدون.. أنت وكساب..



انتهى الاتصال وألقى فهد بهاتفه جواره بقوة وانفعال..


الصوت الذي لفت انتباه صالح الذي كان يجلس جواره غارقا في تفكيره الخاص..ولم ينتبه لشيء من مكالمة فهد..


والاثنان كانا ينتظران والدهما وهزاع حتى يتغدوا سويا...



ابتسم صالح: وشفيك معصب يأخينا.. فكها الله يفكها عليك.. بغيت تكسر التلفون المسكين..


تراه ماله ذنب المسيكين..



فهد بضيق عمق كتم على نفسه: اسكت مني يا صالح.. ماني برايق لك..



صالح بذات الابتسامة: اخس ياوجه البومة وتنافخ بعد أنت ووجهك..


اعرف اشلون تكلم اخيك الكبير قدام أسنعك



فهد كأنه يكلم نفسه: العقيد بيتزوج الليلة وعازمكم كلكم في مجلس أخيه



صالح ضحك: عشان كذا زعلان.. المفروض تنبسط.. يالله عقدة العقيد انفكت.. باقي عقدتك..



فهد بضيق حقيقي: تدري إنك متفرغ..



حينها التفت له صالح بشكل مباشر وهو يقول له بجدية: الحين أبي أدري وش مضايقك


أدري أنك تحب منصور وتحترمه وتغليه.. المفروض تفرح له



فهد بذات الضيق العميق: منت بفاهمني ياصالح.. والله ما تفهمني..



صالح بذات الجدية الحازمة: جربني..



فهد كأنه يحادث نفسه: حضرة العقيد لي ولربعي مهوب مجرد قائد.. تقدر تقول اب.. رمز.. ملجأ لنا..


عمرنا ما تضايقنا وإلا صادفتنا مشكلة.. إلا يكون هو أول واحد نفكر نلجأ له


مجلسه أول مكان الواحد منا يفكر يروح له.. وحنا كنا نأخذ راحتنا في انه ممكن نتصل فيه أو نجيه أي وقت


لأنه حن ندري إنه ماوراه شيء يشغله.. لكن الحين مرة وعقب عيال..


تدري صالح.. حاس بإحساس اليتيم والله العظيم



حينها هتف صالح بحزم: إلا إحساس الأناني وأنت صادق..



فهد انتفض بغضب: أنا.. أناني؟؟



صالح بثقة: إيه أناني..


ثم أردف وكأنه يحادث نفسه: وأنتو ياعيال آل ليث.. أنانيتكم غير شكل.. مايهمكم إلا نفسكم ومشاعركم.. واللي غيركم بالطقاق


المهم يكون هو مسخر لكم وبس..



فهد بغضب متزايد: أنا ياصالح؟؟ أنا؟؟



رغم أن صالح في جزء الحديث الأخير كان يقصد فردا آخر من آل ليث غير فهد.. ولكنه عاد بذهنه إلى فهد وهو يهتف بثقة:


الحين يا الشيخ.. منصور آل كساب اللي عايش طول عمره لكم.. وعمره راح وهو لا ونيس ولا ولد


يوم جا بيتزوج.. تضايقت..


مسيره يشيب ويتقاعد.. وأنتو بتلهون في دنيتكم ولا حد منكم بطال في وجهه


تبونه أنت وربعك يقعد بس ستاند باي لكم.. حقكم بروحكم.. ومستكثرين عليه حقه في السعادة


وعقب ذا تقول أنك منت بأناني.. إلا أيش الأنانية غير هذي؟؟


يا الله قل لي..



فهد وقف وخرج وهو ينتفض غضبا من كلام صالح


والذي ضايقه أكثر أنه بالفعل كان كلامه على جانب كبير من الصحة







**************************







" ها وضحى منتي برايحة معي لسميرة؟؟"




وضحى بعتب رقيق: لا ما أبي أروح.. باقعد عند امهاب.. مهوب كفاية البارحة كلكم تدرون وما علمتوني



مزنة بهدوء حان: يأمش امهاب طيب.. وهذا هو في المجلس.. تبين تروحين يالله البسي..


ماتبين رحت للعرب عشان أرجع قبل آذان المغرب



وضحى تجلس وهي تهمس بهدوء: لا يمه باقعد.. أخاف امهاب يجي وما يلقى حد..




صوت كاسرة التي كانت تنزل الدرج يصلهم واضحا حازما: وليش ما يلقى حد.. هذا أنا موجودة..


تبين تروحين مع أمي لصديقتش روحي



وضحى بهدوء ساكن: مابي أروح.. أنا أساسا كلمتها وقلت لها..



مزنة ترتدي عباءتها وتستعد للخروج وهي تحمل أكياسا فخمة بيدها وتهتف بحزم:


أحسن بعد.. خلني أروح وأرجع بسرعة من غير مريس البنات وتمرطاسهم



كاسرة تجلس وهي تهمس بهدوء: وش سويتي في امتحانش..؟؟



وضحى من بين أسنانها لأنها كانت تعاني غضبا تحاول كتمانه: زين.. زين..


الامتحان التافه اللي ماعلمتوني بحرق امهاب عشان ما أنشغل عنه؟؟



كاسرة تنظر لها بنصف عين: إيه الامتحان التافه نفسه؟؟



حينها انفجرت وضحى بغضب: أنا أبي أعرف أنتو أشلون تسمحون لنفسكم تدسون علي موضوع مثل حرق امهاب


ويتعب ويروح للمستشفى وأنا ما أدري عن شيء.. ماكني بأخته وأختكم



كاسرة بهدوء حازم ودون أن تتغير جلستها المسترخية: قصري حسش.. تراني اسمع عدل..


مافيه داعي للاسراف في استخدام الحبال الصوتية عندش



وضحى تحاول السيطرة على نفسها وتفشل: زين ومتى استخدم حبالي الصوتية وأنتي كاتمة علي كل وقت..



كاسرة بذات الهدوء المثير: والله الطبقة العالية من الصوت ذي لها مواقف تقدرين تستخدمينها فيها


وأكيد مهوب منها أنش تبين تعاتبين أختش اللي ما بينش وبينها إلا شبرين..



ماقلنا لش عشان مصلحتش.. وإصابة مهاب شيء بسيط لاهو بمرقد في المستشفى ولا شيء



وضحى ينحدر صوتها بألم لأنها تحاول منع نفسها من البكاء.. فآخر ما تريده هو أن تبكي أمام كاسرة لتجده سببا فعليا لتعنيفها:


من حقي أدري.. وأنا اللي أقرر كايدة وإلا بسيطة..


حسسوني إني معكم في البيت.. إني ماني بطوفة في ذا البيت..


واشمعنى انتي تدرين وأنا لا ؟؟.. عشان أنا ما حد يهتم أدري وإلا عني مادريت بشيء.. بالطقاق



كاسرة بذات هدوءها الحازم: أنا دريت لأني كنت موجودة يوم دخل امهاب علينا


وأما على سالفة طوفة وماحد يهتم.. فعمري ماشفت وحدة تحور الحقايق مثلش..


لا تكبرين السالفة وهي صغيرة.. امهاب طيب ومافيه إلا العافية.







********************************







سميرة وأم غانم وصلتا بعد صلاة المغرب مباشرة..


وهاهي سميرة تجلس مع والدتها وأم صالح وهي تشعر كما لو كانت تجلس على نار متوقدة..


تود أن تصعد لنجلاء ولكنها تخجل أن تجد أحدا في طريقها..


وخصوصا ان عالية ليست هنا.. لترى لها الطريق..فهي مع خالها نايف من بعد صلاة العصر..


عدا أن عالية بنفسها حكاية آخرى تحتاج الحل.. بعد الكلام القاسي الذي جرحتها به في زيارتها الأخيرة لهم



سميرة تنحنحت: خالتي أم صالح.. أبو خالد هنا وإلا أطلع لنجلا؟؟



أم صالح بحنان: لا يامش صالح أصلا ما رجع هنا من يوم طلع من صبح


روحي يأمش استعجليها.. أنا أرسلت عليها الخدامة تعلمها.. قالت بتلبس وتنزل الحين



سميرة صعدت بخطوات مترددة.. حتى وصلت لباب غرفة نجلاء.. تنهدت بعمق.. وطرقت الباب بخفة


وصلها صوتها العذب الغالي على قلبها: دقيقة بس.. ألبس



انتظرت قليلا ليفتح الباب وتظهر على عتبته نجلاء التي تغلق أزرار قميصها الأخيرة وهي تفتح باستعجال..


لتجف يدها على زرار عنقها الأخير وهي ترى العينان الدامعتان الظاهرتان من فتحتي النقاب



سميرة خلعت نقابها وكأنها تريد من نجلاء أن ترى تأثير مافعلته به على ملامح وجهها المرهق..


نجلاء تأخرت خطوتين للداخل وهي تهمس بنبرة مموهة غير واضحة الملامح وهي تتحاشى النظر لسميرة:


ادخلي.. دقيقة بس أسوي شعري وأنزل..



سميرة دخلت واغلقت الباب .. بينما نجلاء توجهت للتسريحة حتى تمشط شعرها..


ولكن سميرة لم تسمح لها بتنفيذ ماخططت له لأنها شدتها لتجلسها على السرير.. ونجلاء طاوعتها وهي مازالت تتحاشى النظر لها


ثم ركعت سميرة جوار نجلاء وهي تنحني لتخفي وجهها في حجر نجلاء


ثم تنفجر في بكاء هستيري عال الشهقات


مثقل بالوجع لأبعد حد..



قلب نجلاء قفز لبلعومها وهي تشد سميرة عن الأرض وتجلسها جوارها وتحتضنها بحنو شاسع وتهتف بجزع قلق حنون:


وش فيش يالخبلة؟؟ هذا سنع وحدة جايبين لها شبكتها اليوم.. أمي يوم كلمتني قالت لي تو أم امهاب طالعة منكم



سميرة تدفن وجهها في ثنايا رائحة نجلاء وهي تشهق: والله ماحسيت بطعم شي وأنا دارية إنش زعلانة علي..


والله العظيم يانجلا إني ماقصدت أدس عليش شي.. الموضوع جا كذا بدون قصد..


والله العظيم إنش عارفة غلاش عندي.. أنتي أمي الثانية.. يهون عليش اللي سويتيه فيني.. من يوم طلعتي من بيتنا دمعتي ماجفت


أنا اللي كنت ما أبكي إلا في المناسبات الرسمية كل عشر سنين.. أصير صياحة كذا


تدرين يانجلا عادي عندي الدنيا كلها تزعل بالطقاق.. بس أنتي لا.. أنتي لا.. والله العظيم ضاقت علي الوسيعة من عقبش



نجلاء ازدحمت العبرات في حنجرتها.. لم يخطر ببالها مطلقا أنها تسببت بكل هذا الحزن لصغيرتها التي ماعرفت الحزن يوما


أن كانت سببا لاختفاء ابتسامة ماعرفت الانطفاء يوما


أنها كانت السبب أن تذرف العينان الغاليتان كل هذا الكم من الدموع



أنزلت شيلة سميرة على كتفيها وهي تدخل أناملها بحنان في خصلات شعرها وتهمس بحنان تخفي خلفه اختناق صوتها:


تعرفين حن العجايز نحب نتدلع.. ونجرب غلانا..



سميرة تمسح دموعها وتدعك أنفها المتفجر احمرارا الذي بدا احمراره واحمرار خديها شديد الوضوح في شدة بياضها وتبتسم أخيرا بعد كل هذه الأيام:


أنا قلت لش تدلعي على صالح.. شكلش فهمتي نصيحتي غلط



حينها ابتسمت نجلاء: نصايحش كلها تودي في داهية.. ماقدرت أتدلع على صالح قلت أتدلع عليش..



سميرة تضحك بصوتها المبحوح ضحكة طفولية مغردة: والله أني اشتقت لش.. تكفين ما تزعلين علي مرة ثانية


تدرين حتى شبكتي وكل هداياهم مارضيت أفتحها لين أنتي تجين وتفتحينها معي







********************************






انتهى عقد قران منصور وعفراء


.


أصبحا زوجين..


.


قرار متسرع .. ولكن العجيب أنهما فكرا فيه بحكمة


العمر يمضي.. والسنوات تمضي.. وسنوات غيرها قادمة لتحمل مزيدا من الوحدة والوحشة لكليهما


كل واحد منهما محتاج لروح يأنس إليها.. يشكو إليها همه.. تشاركه أفكاره.. تحاوره.. تحتويه وتشعره بكينونته البشرية


لم يعد أيأ منهما يبحث عن الحب ولا الولع ولا كل مسميات الغرام المتهاوية في نظرهما


كلاهما يبحث عن شريك حياة.. رفيق درب..


روح يشعر بالانتماء إليها حين يعود في نهاية اليوم من عمله يريد أن يجد من يسأله (ماذا فعلت؟؟ كيف كان يومك؟؟)


وليس مجرد بيت بارد تصفر رياح الوحدة في جنباته..




"مبروك ياعريس.. وأخيرا"



منصور ينظر لكساب ويبتسم بثقة: الله يبارك فيك..



كساب يبتسم: إن شاء الله الرابعة ثابتة.. وخصوصا أني شاهد العقد.. توقيعي بيجيب لكم البركة..



منصور بثقة رائقة: بركاتك ياعم كساب..



مشاعر مجهولة تغزوه.. ليست المرة الأولى التي يجرب هذا الإحساس.. ثلاث مرات سابقة..


فلماذا يشعر هذه المرة بالاختلاف..؟؟


لماذا يشعر بلهفة حادة لرؤية عفراء لم يشعر بها مطلقا مع زوجاته السابقات؟؟



يتمنى أن ينتهي العشاء بسرعة.. هذه الرسميات التي كان طوال عمره حريصا عليها.. يتمنى لو ينسفها الآن


يريد أن تمضي الساعات القليلة التي تفصل بينهما بسرعة..


حتى يستطيع أخذها لبيته.. يصبح له حق رؤيتها


معرفة سبب إحساسه العميق بالاختلاف هذه المرة..



"في كل زواجاتي السابقة.. كنت أشعر بضرورة الزواج وليس ضرورة الزوجة نفسها


علاقة اجتماعية رسمية لمظهري أمام الناس وأنجب أطفالا يحملون اسمي


ولكن هذه المرة الأمر مختلف.. مختلف


اهتمامي هنا هو بالمرأة نفسها


فلم يعد الزواج كمظهر اجتماعي يهمني.. ولم أعد أريد أطفالا


أريدها هي..


أريد روحها أن تنتمي لي أنا فقط


أريدها أن تحتوي روحي التي أتعبتها الوحدة والترحال"




كان منصور غارقا في أفكاره حينما سمع السلام الجهوري الذي أحدث موجه ترحيب هائلة سعيدة في كل أطراف المجلس الضخم


ابتسامة شاسعة ترتسم على وجه منصور.. بينما قلب زايد غرد رغم أنه بالكاد مضى ما يقارب عشرة أيام على رؤيته له



علي وصلهما ليسلم على الجميع.. ثم يهتف لعمه بمودة واحترام:


مبروك ياعريسنا.. كان مستحيل أخلي مناسبة مثل ذي تفوتني



منصور بمودة شاسعة وسعادة حقيقية: بصراحة مافيه أحلى من ذا المفاجأة..


كفاية تشوف التعبير اللي على وجه أبيك.. كنه واحد لقى شي مضيعه



زايد يبتسم ويهتف بعمق شفاف: ليته بس يرد علي ضايعتي على طول.. مهوب يشفقني فيها ثم يأخذها..



علي مال على رأسه ليقبله للمرة الثانية: مايصير إلا اللي يرضيك إن شاء الله



علي لا يريد إخباره أنه بدأ بالفعل في إجراءات عودته وطلب نقله لقسم آخر عدا التمثيل الخارجي


يريد أن يتأكد من انجاز الإجراءات ثم يفاجئه بالخبر..



علي يلتفت لكساب ويهتف بمودة صافية: ها نروح نشوف العروس؟؟



كساب يبتسم بسعادة حقيقية: يا الله..



زايد يهتف للاثنين بحزم: لا تاخرون.. عشان تقلطون الرياجيل على العشا..



علي يرد عليه بمودة واحترام شاسعين: خمس دقايق بس ونعوّد.. وحن اللي بنقلطهم..


.


.



في الداخل..



عفراء متوترة.. بل غارقة في توتر عميق قلق حاد


جوانحها تذوب قلقا


وأكثر ما تخشاه هو ردة فعل جميلة


ماذا ستقول لو علمت؟؟


لا تستبعد انها قد تقول (إنكِ تركتني هناك حتى تعودي وتتزوجي)


والكلام مهما كان موجعا لا يهمها.. ولكنها تخشى أن يكون لذلك تأثير على صحتها وتحسنها


لولا أنها صلت استخارة عدة مرات.. وكانت ترى نفسها شديدة الطمأنينة لهذا الزواج لم تكن لتقدم عليه


شعرت أن الله سبحانه يهديها لخير ما ..كرهت أن ترفضه..



مزون كانت متأنقة لأبعد حد.. رغم أنه لا يوجد أحد سواها وخالتها.. ولكنها شعرت بالرغبة في التأنق لهذا الحدث الاستثنائي


همست لخالتها بابتسامة صافية: عروستنا الحلوة وش فيها من يوم وقعت العقد وهي ساكتة..؟؟



عفراء تحاول ن تبتسم فتفشل وبجدارة فتهمس بهدوء: متوترة بس.. ليس إلا



مزون بمرح: مافيه داعي للتوتر.. هذا منصور آل كساب على سن ورمح..


ثم أردفت وهي تنظر للساعة: تدرين خالتي فيه مفاجأة لش كان المفروض إنها وصلت.. ما أدري ليه تاخرت



عفراء باستغراب متسائل: أي مفاجأة..؟؟



فور انهاءها جملتها.. تعالت طرقات على الباب.. لتقفز مزون بحماس: شكل المفاجأة وصلت ياخالتي..



فتحت الباب.. ليدخل علي يتبعه كساب.. ويشرق وجه عفراء بابتسامة حقيقية وهي تهتف بسعادة: علي؟؟



علي يتوجه ناحيتها ليحتضنها بحنو ويقبل رأسها ويهتف بمرح حنون:


بحب بشويش بس..ما أبي اخرب شكلش.. ماشاء الله تبارك الله


صدق أحلى عروس


ألف مبروك ياخالتي... سبحان الله.. والله انكم متناسبين.. ما أدري ليه ماعمره خطر ببالي..



علي يفلت خالته ويتوجه لمزون ويحتضنها بحنو دافئ وهو يلصق خده بخدها ويهمس:


عفية على اللي كتمت سر جيتي.. صدق كانت مفاجأة حلوة لهم..



بينما كساب يبتسم ويهتف بمرح مزاجه الرائق هذه الليلة:


ترا ماخطر ببالك لأنهم مهوب متناسبين... لا تألف من عندك..


عمك جلف وثقيل طينة.. وخالتي رقيقة وعسل



يلتف له علي ويهتف بمرح مشابه: إذا عمي جلف وثقيل طينة.. تراك مطوف عليه دبل الدبل.. الله يعينها بنت ناصر عليك



كساب بذات الابتسامة الدافئة: إلا الله يعين بنت ناصر عليكم.. من الحين حطيتوها علكة في ثمكم..



مزون كان وجهها يشرق بابتسامة دافئة كذلك.. ابتسامة حقيقية تَشَارَكها الأشقاء الثلاثة الليلة


حتى وإن كانت لا تشترك في الحوار.. فهي سعيدة جدا هذه الليلة


ولن تفسد سعادتها بالتفكير في أي شيء يكدرها


منذ زمن طويل لم تشعر بهذه السعادة.. شقيقاها أمامها مبتسمان سعيدان


خالتها الغالية تجد لها سكنا حانيا قويا تلجأ إليه


تكفيها كل هذه السعادة الليلة.. لن تطالب بالزيد!!


.


.




بعد حوالي الساعة



كساب يعود لبيت خالته.. لا يقول أي شيء.. فقط كان ينظر إليها بنظرة غامضة.. خليط من ود وعمق وغرابة وحنين


عفراء تهمس له بحنو: وش فيك يأمك تطالعني كذا؟؟



حينها انحنى كساب عليها وأمسك عضديها بخفة ليوقفها.. قبل جبينها ثم همس في أذنها بعمق حنون: عمي ينتظرش برا..


ثم أردف بابتسامة: كنت أبي أوصلكم.. بس هو مارضى.. يقول مايبي دريول..



حينها ارتعشت عفراء.. وشعر كساب بارتعاشها بين كفيه عاود الهمس في أذنها بحزم:


حتى لو كان عمي وغالي علي.. والله ثم والله لا أدري إنه قهرش وإلا ضامش وإلا حتى زعلش بأقل شيء


وأنتي ماقلتي لي.. إن قد يصير شيء مايرضي حد منكم..



عفراء تنهدت وهي تهمس بصوت مبحوح عانى ليخرج من حنجرتها الجافة توترا: جعلني ماخلا منك يأمك.. قول آمين



عفراء ارتدت عباءتها بذات التوتر الذي لا يفارقها


وخرجت فقط بحقيبة يدها.. فيها أوراقها الثبوتية.. محفظتها وهاتفها.. بعد أن أخذت مزون اليوم عصرا كل أغراضها ورتبتها في بيت منصور


تشعر كما لو كانت مسافرة فعلا.. تشعر بإحساس مسافر مهاجر.. يهاجر ليبدأ حياة جديدة مختلفة جذريا


مهاجر يترك كل ما عرفه وأطمأن له في وطنه ليتوجه إلى وطن آخر مجهول


ومهما وعده الوطن الجديد بالراحة والطمأنينة.. فالحنين للوطن القديم لا يمكن أن يخبو أبدا


.


.


في الخارج


كان منصور وزايد وعلي يقفون جميعا في انتظارها.. ومزون خرجت معها أيضا


كانت عفراء تتحاشى بصورة عفوية النظر لمنصور.. وخجل عميق يجتاحها


لم تعد صغيرة لتشعر بكل هذا الخجل..


ولكن هل للاحساس بالحياء عمر؟؟


ولم يكن ما تشعر به مجرد إحساس بالحياء..


بل تكاد تنكفئ على وجهها لشدة احتكام خجلها الذي زاده قلقها العميق من الحياة المجهولة التي هي مقبلة عليها


حتى الأمس فقط كانت رافضة تماما لفكرة الزواج كما رفضتها طوال العشرين عاما الماضية.


فإذا بها اليوم زوجة..فــــجـــأة!!


هكذا بدون مقدمات أو تمهيد..


فهل استعجلت في الموافقة؟!!



زايد كان أول من تحدث وهو يهتف بحزم صارم وفي ذات الوقت مثقل بالمودة:


يا بنت محمد.. ترا بيتش مفتوح لش أي وقت.. وأنا على طول أخيش الكبير..


أنتي وصات الغالية الله يرحمها.. وأنتي أم عيالي اللي ربيتهم.. وجميلش فوق رأسي


وإذا منصور في يوم ضايقش بأدنى شيء تراني بأقطع أذانيه..


وتراش المبداة عندي على خلق الله



منصور يبتسم: وش ذا؟؟ من أولها تبون تعصون مرتي علي .. وتقوون رأسها علي..



زايد يلتفت له ويهتف بمودة: بنت محمد عاقل.. وحظ بيتك اللي بيضويها.. الله الله فيها



علي يهتف بابتسامة: تراك خذت أمنا.. الله الله فيها..


أنا أعترف مافيني حيل أناطحك لو زعلتها.. بس بأغري عليك كساب يخبزك..



منصور يتجه ليشغل سيارته ويبتسم: الله يكفي شركم.. بنت محمد فوق راسي.. أزهلوها كلكم.. بس اطلعوا من بيننا..



عفراء بلغ تأثرها الذروة مع حديث زايد وابني شقيقتها.. ثم انقلب التأثر إلى الانفعال إلى توتر عارم..


وكساب يفتح لها الباب المجاور لعمه ويشير لها لتركب..


عفراء تقدمت بخطوات متوترة حاولت تغليفها بالثقة وهي تركب


ثم شعرت حين استوت جالسة.. وتحركت السيارة أن الأكسجين بدأ يتناقص بسرعة حتى كادت تختنق ومنصور يهمس لها بصوت منخفض:


حيا الله بنت محمد



حاولت عفراء الرد ولكن الكلمات اختنقت في حنجرتها..


لم ترد مطلقا أن تبدو بهذا المظهر أمام منصور.. فهي ليست طفلة


ولكن رغما عنها كانت تشعر بهذا الإحساس الخانق الذي تزايد مع خروجها من بيت زايد..


لتشعر كما لو كانت تدخل مرحلة عدم توازن وهي تغادر البيت الذي احتواها طوال سنين..


فهي لم تعرف لها بيتا غير بيت زايد منذ وفاة والديها وهي طفلة في الثامنة..


حتى حينما تزوجت خليفة غادرت البيت لثلاثة أشهر فقط عادت بها لتقضي حدادها في عند أختها


وزايد حينها حلف ألا يدخل المنزل أبدا حتى تنهي حدادها.. وهو يقيم في المجلس الخارجي..


تشعر بامتنان عميق لزايد لكل مافعله من أجلها.. لم تشعر يوما في وجوده أنها دون سند.. أو تخاف من ظروف الحياة



قطع حبل أفكارها صوت منصور الفخم ذاته: قلنا حيا الله بنت محمد.. وبنت محمد ماعبرتنا



عفراء اغتصبت الكلمات بصعوبة وحاولت إخراجها رزينة هادئة: الله يحييك يا أبو زايد



منصور يبتسم بتلاعب: وش أبو زايد ذي بعد؟؟



عفراء بحرج خجول: أنت قلت لي إنك تحب ينقال لك أبو زايد..



منصور بذات الابتسامة الغامضة: هذاك أول.. الحين قولي منصور



صمتت عفراء والكلمات تجف على لسانها ثم تتبخر..


منصور تركها لصمتها بقية الطريق حتى بيته القريب الذي لا يبعد عن بيت زايد سوى شارع واحد..







**********************************






سيارة منصور تتوقف في باحة بيته.. تغتاله لهفة غريبة عميقة لرؤية وجهها


يريد أن يرى ماذا بقي من الطفلة التي كان يشد ظفائرها الطويلة مشاكسا .. ليسكتها بعدها بقطعة من الحلوى وهو يسخر منها:


"أنتو يا البنات كل شيء يبكيكم وكل شيء يسكتكم"



يريد أن يرى ماذا بقي من الصبية التي كانت تسهره ليال طويلة خلف النوافذ يتصيد أي لمحة لها ..؟؟


يريد أن يرى ماذا بقي من حلم قديم أضناه التفكير به ثم أضناه نسيانه؟!!


يريد أن يرى ماذا بقي من ملامح حلم أسكنه زايد قلبه رغما عنه ثم انتزعه رغما عنه كذلك؟!!


.


.


دخل أمامها وهو يشرع الباب الخشبي الضخم ويهتف بترحيب فخم دافئ: نورتي بيتش يا بنت محمد



عفراء دخلت بخطوات مترددة.. ثم همست بمجاملة: ماشاء الله بيتك حلو



رغم أنها لم تكد تبصر شيئا لشدة ارتباكها...منصور اقترب منها خطوة وهتف بغموض:


البيت بيتش مهوب بيتي.. وترا مافيه حد داخل البيت.. أنا نبهت على الصبيان كلهم يشيلون قشهم للغرف في المجلس الخارجي


يعني اخذي راحتش



عفراء صمتت وهي تشعر بتوترها يتزايد ويتزايد حتى كادت تختنق.. حينها أكمل منصور بنبرة مقصودة: ماتبين تحطين عباتش؟؟



عفراء بحرج شديد بصوتها المختنق: بلى .. بس وين؟؟



منصور تنهد وهو يردد في داخله (شكله عمري ماراح أفهم النسوان أشلون يفكرون)


ثم قال لها بهدوء: تفضلي معي..



عفراء صعدت خلفه وتوترها وارتباكها في تزايد.. حتى وصلوا لغرفته الشاسعة وهو يهتف لها بتلقائية:


سامحيني.. غرفة عزابي.. ما لحقت أغير شي.. واللي تبين تغيرينه.. غيريه بكيفش..


وعلى العموم أنا توني مغير الديكور كله قبل كم شهر


الفاضي يعمل قاضي..



عفراء حتى لم تستوعب كلامه لأن توترها بلغ ذروته..


حين تزوجت لأول مرة شابة صغيرة في السابعة عشرة..


سعيدة بلعبة الزواج.. وأختها هيئتها مطولا.. وقضت وقتا طويلا في التجهيز.. لذا في ليلة زواجها شعرت أنها مستعدة لتقوم بدور العروس


ولكن الليلة وبعد مرور عشرين عاما.. امرأة ناضجة تعي مفهوم الزواج ومتطلباته ولكنها سقطت في فخ الزواج بسرعة هائلة لم تتح لها حتى فرصة التهيؤ النفسي له



سألت بتوتر: وين غرفة التبديل؟؟



أشار لها منصور لناحية غرفة التبديل.. وهو يخلع غترته ويلقيها على طرف الأريكة ثم يجلس مترقبا وعيناه تتبعان حركتها بلهفة غريبة



عفراء توجهت لغرفة التبديل وأغلقت الباب عليها..


ثم جلست وهي تنزع نقابها عن وجهها وتسحب لها نفسا عميقا..وهي تحرك يديها أمام وجهها وكأن حرارة وجهها المشتعل ستبرد..


وتحاول تهدئة وجيب قلبها المتصاعد هلعا وتوترا.. مضت عدة دقائق وهي على ذات الوضع


رأت أن موقفها بات محرجا.. وهناك رجل اسمه زوجها يجلس خارجا في انتظارها وهي أطالت في الإغلاق على نفسها


خلعت عباءتها.. ورتبت شكلها.. وهي تكثر الدعوات وقراءة آيات الذكر الحكيم


ثم خرجت.. رغم أنها كانت تتمنى لو تبقى لوقت أطول حتى تهدئ توترها الذي تجاوز كل حد


ولكنها في الختام كانت تعرف أنها حتى لو بقيت حتى الصباح فإن هذا التوتر لن ينطفئ بتأخيرها للمواجهة..



كان منصور جالسا على الأريكة حين خرجت..


وقف.. لا يعلم لِـمَ شعر حينما سمع صوت الباب يُفتح أنه سيراها مازالت بعباءتها ونقابها


لذا تسللت الابتسامة لشفتيه وهو يرى بهائها الكامل


فستانها الحريري البنفسجي الذي احتوى تفاصيل جسدها باتقان..


شعرها المنسدل على كتفيها في تدرجات كثيفة تصل حتى منتصف ظهرها


عذوبتها التي زادها خجلها وارتباكها عذوبة لا تقاوم



عجزت عن إكمال طريقها لأي اتجاه والتوتر يشل حركة قدميها وهي عاجزة عن إكمال النظر لمنصور بعد أن رفعت عينها وأنزلتها بذات السرعة


كانت تعرف شدة وسامته الطاغية.. ولكن رؤيتها في هذا الظرف وبهذا القرب.. بعثر أفكارها تماما


وعلى كل حال يكفيها وجود رجل معها لتشعر أنها عاجزة عن التفكير..



وعلى كل حال أيضا هو لم يسمح لها بإكمال الطريق وهو يتجه ناحيتها متمعنا في تفاصيل وجهها..


تسللت ابتسامة دافئة لشفتيه...بدت له لم تتغير مطلقا عن المرة الأخيرة التي رآها فيها


ملامحها مازال بها كم كبير من الطفولة.. يستحيل لمن يراها أن يصدق أنها سيدة متزوجة.. فكيف وهي لديها ابنة على أعتاب العشرين..



وصلها.. مد يده لها.. توترت أكثر ولم تحرك أصبعا وهي تنزل نظراتها للأرض


ليمسك هو بيدها ويشدها.. إحساسه بنعومة أناملها بين صلابة أصابعه.. بدا له خياليا لحد الألم الموغل في شفافيته


وبدا لها خانقا لحد الاختناق الحقيقي وأناملها تتصلب وأكسجين رئتيها المتناقص أصلا بدأ يتناقص أكثر..



منصور شدها ليجلسها على الأريكة ويجلس هو جوارها.. كانت عيناه تطوفان بها وهو يمسح كل تفاصيلها بدقة..


بينما عيناها مثبتتان على يديها التي تدعكها بتوتر.. مد أصبعه تحت ذقنها ورفع وجهها..


انتفضت بحدة شعر بها.. هتف لها بعمق دافئ: ليش متوترة كذا؟؟



لم ترد عليه مطلقا.. والكلمات التي أبت الانصياع تتبعثر وتهرب شاردة..


نقل يده من ذقنها ليدخلها في طوفان شعرها ويهتف بابتسامة متلاعبة:


وين الجدايل الطويلة اللي كانت أول؟؟



عفراء بحرج دون أن ترفع بصرها مطلقا إليه: تذكرهم..؟؟



منصور يدخل يده الثانية في الناحية الآخرى من شعرها بينما عفراء كانت تحاول أن تتأخر فلا تفلح


وهو يكمل بذات الابتسامة المتلاعبة: أكيد أذكرهم.. كم مرة شديتها؟؟ واجد..



عفراء تريد أن تقف ولكنها لا تستطيع وهو يمسك شعرها بهذه الطريقة ويوترها بنظراته التي كانت تتفحصها بعمق.. لذا همست باختناق:


أبي أقوم أتوضأ.. ممكن تهدني لو سمحت..



منصور حينها همس بصوت خافت عميق النبرات: كلنا بنقوم نتوضأ ونصلي مع بعض ركعتين الحين


بس أول شيء أنا كنت وعدت نفسي بشي صغير من زمان..


ولحد الحين ماصار..







#أنفاس_قطر#


.


.


.



بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والعشرون






كفاه يسكنان طوفان شعرها وهو يهمس بصوت خافت عميق النبرات: كلنا بنقوم نتوضأ ونصلي مع بعض ركعتين الحين


بس أول شيء أنا كنت وعدت نفسي بشي صغير من زمان..


ولحد الحين ماصار



عفراء جفت الكلمات في حنجرتها مع تلميحاته الغامضة التي لم تفهمها



منصور أكمل بعمق: تدرين وش وعدت نفسي..؟؟


أشوف عيونش



عفراء بحرج: تشوف عيوني؟؟



منصور يبتسم: من أول ماخذ زايد أختش وأنتي عمرش 7 سنين وعقبها بسنة ماتوا هلش الله يرحمهم..وجيتي بيت زايد


وأنا خاطري أشوف عيونش..



عفراء عاجزة عن رفع عينيها وهي تهمس باختناق خجول: وأنت شفتهم.. وواجد مهوب شوي



منصور بابتسامة ذات مغزى: مثل ما أنا شايفهم الحين يعني..



عفراء صمتت بحرج.. بينما منصور مد يده ليرفع وجهها له وهو يهمس بثقل فخم:


تدرين إنش من يوم أنتي بزر.. عمرش ما حطيتي عينش في عيني.. كان خاطري أشوف عيونش عدل



حينها نظرت عفراء له ثم عادت لتنزل عينيها وهي تهمس بخجل عميق:


أمي الله يرحمها كانت دايما تقول لي البنت ما تكاسر الرجّال حتى لو هو إبيها وإلا أخيها


وذا الشي عمره ما راح من بالي..



(تكاسر= تنظر إلى العين بشكل مباشر)



منصور همس لها بتلاعب: زين أنا أبيش تكاسريني..ارفعي عيونش خلني أشوفها يا بنت الحلال



عفراء لم ترد عليه.. وارتباكها يتزايد


ولكنها أدخلت يديها في شعرها وهي تمسك بيدي منصور الاثنتين وتبعدها عن شعرها..


بدت لها ضخامة كفيه لصغر كفيها مرعبة.. ومع ذلك أبعدتها وهي تقف مبتعدة


وتهمس بخجل: أبو زايد.. خلنا نصلي



منصور وقف وهو يردد في داخله (زين يا عفرا.. وين بتروحين مني)


رد عليها وهو بتسم: نصلي أول..


أنا على وضي العشا.. توضي أنتي..



عفراء همست بحرج: أبي لي ربع ساعة.. عادي؟؟



منصور جلس: خذي راحتش..



عفراء متوترة بالفعل.. هذا القرب الرجولي الباذخ يشعرها بالارتباك.. لا تعرف حتى كيف تتعامل معه..


اعتادت التعامل مع كساب وعلي كابناء.. ولا تعرف كيف يكون التصرف مع رجل من هذا القرب خارج إطار دورها كأم..



مسحت مكياجها.. وخلعت ملابسها.. توضأت ثم بقيت محتارة ماذا ترتدي.. لتستقر لها جلابية حرير مغربية بما أنها تريد أن تصلي أولا


تناولت سجادتها وجلال الصلاة من دولاب الملابس ثم خرجت..



منصور وقف حين رآها وهتف بحزم :نصلي..



اجابته بخفوت: نصلي..



وقفت خلفه وصليا.. وحينما أنهى الصلاة التفت لها ووضع يده فوق راسها ودعا بالدعاء المأثور


"اللهم أني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه.. وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلتها عليه"



ثم ردد في داخله بعمق شفاف( صليت ودعيت الدعاء مع كل وحدة تزوجتها.. وما الله كتب لي التوفيق


يا الله أنك تكتبه لي ذا المرة)



حينما أنهى الدعاء رفع وجهها ثم ابتسم: تدرين لا عاد تحطين مكياج أبد.. ما تحتاجينه.. وانا أحب أشوف شكلش طبيعي قدامي



عفراء وقفت بخجل همست وهي تخلع جلالها: إن شاء الله..



كانت توشك على الاتجاه لأي مكان بعيدا عنه ولكنه شدها ناحيته: وين بتروحين؟؟



عفراء بخجل عميق: ولا مكان.. بقعد



وكانت بالفعل بحاجة إلى أن تجلس.. فطوله جوارها أشعرها بالضآلة


وإحساسها بقربه يوترها ويجعلها عاجزة عن التفكير



شدها وأجلسها وجلس جوارها.. ثم هتف بثقة وهو يسند كتفيه للخلف:


حاسة إني استعجلت عليش في موضوع العرس؟؟



عفراء ابتلعت ريقها الجاف ولم ترد.. منصور أكمل بذات الثقة: من يوم دخلنا هنا حتى كلمتين على بعض ما قلتيها


أدري إني استعجلت عليش .. وانش أكيد متوترة ومستحية..


بس تدرين عفرا.. ماعاد حد منا بصغير وإلا يمكن يأخذ قرار مهوب عقلاني..


يعني ما اعتقد إنش وافقتي علي وأنتي مترددة لو واحد في المية..


صح وإلا أنا غلطان؟؟



عفراء تهمس بصوت مبحوح: أكيد إني ما وافقت إلا وانا مقتنعة


أنا يا ابو زايد محتاجة بالفعل لشريك حياة



منصور قاطعها بفخامة: قلنا منصور..



ولكن عفراء لم تستطع أن تنطق اسمه مجردا لذا أكملت حديثها بذات صوتها المبحوح الجاف:


بس أنا طول عمري ويمكن من طفولتي وأنا أم.. ربيت مع وسمية الله يرحمها عيالها كلهم.. من أول واحد كساب وأنا عمري 8 سنين


وأنا حاسة إني أمه مهوب خالته لين علي ومزون ثم بنتي.. عمري ما كنت أنثى بمعنى أنثى


فسامحني لو ماعرفت أتصرف معك في البداية بالطريقة اللي ترضيك



حينها مد منصور اصبعه ومسح على طرف خدها نزولا لعنقها وهو يهمس بثقل خافت: هذا كله ومنتي بأنثى.. أجل الأنثى من تكون؟؟






****************************






قبل ذلك بساعتين



" عالية حبيبتي.. فيه عجوز تحت تقول لش عمتي أم صالح تقهوينها لين تجيش"



عالية تلتفت لباب غرفتها حيث تقف نجلاء وهي تخلع عباءتها بعد عودتها للتو مع نايف:


الحين أنتو منتظريني أرجع عشان تنطون في حلقي.. أقهوي عجوز النار.. قهويها يا بنت الحلال.. لين أخذ شاور.. وعقب يصير خير..



نجلاء تغمز وتبتسم : عجوز النار ذي جايه تخطب.. تعدلي بسرعة وانزلي سلمي وخلش ذوق معها..


أمش مادرت أنها بتجي ذا الحزة...وهي رايحة مع أمي يسلمون على جارتنا الوالدة..


فقالت لي خل عالية تقويها لين أجي



حينها قفزت عالية بمرح: والله فلة.. وأخيرا حد تذكر يخطبني..


خلني أروح أشوف أم المعرس لا بارك الله فيه ولا في أمه..وش فيه أبطأ الخايس..


ومهوب لازم أتعدل.. واجد عليها شوف خشتي..



عالية تقفز الدرج وهي ترى الموضوع كله من زاوية مرحة.. بينما نجلاء تهتف وراءها: لا تفضحينا في المرة تراها غريبة شوي



عالية تكاد تصل أسفل الدرج: أشلون غريبة لها قرون يعني... القرون أنا الحين بأطلعها لها هي وولدها..



عالية دخلت مجلس الحريم.. وهي ترحب بالطريقة المعتادة: ياهلا والله ومرحبا..حياش الله.. أمي على وصول مهيب مبطية



اقتربت من الطاولة التي وضعت دلال القهوة عليها وهي تتمعن في العجوز التي لا يكاد يظهر منها شيء


وهي ترتدي قفازات سوداء.. وتلبس نظارات عريضة وسميكة جدا فوق برقعها



عالية همست لنفسها بصوت خافت: شكلها عميا مرة وحدة.. الله يستر لا يكون ولدها مثلها


ثم أردفت بصوت عال: أشلونش يمه؟؟ أشلون صحتش؟؟



ولكن العجوز لم ترد عليها مطلقا....عالية صبت لها فنجان قهوة ومدته لها وهي تستغرب أن العجوز لم تتحدث مطلقا..


العجوز وضعت الفنجان على الطاولة الصغيرة أمامها..


ثم شدت عالية لتجلسها جوارها.. عالية اُحرجت من تصرف العجوز ومع ذلك بقيت جالسة جوارها


ولكن ما لم تحتمله مطلقا أن العجوز بدئت في تحسس جسدها بطريقة محرجة..


حينها تفجر غضبها وقفزت وهي تصرخ بغضب:


أنتي شتسوين؟؟ لا تكونين قاعدة تستكشفيني لولدش..


برا.. يا الله اطلعي برا.. لا بارك الله فيش من عجوز



العجوز مدت عصاها وضربت عالية بخفة على فخذها.. عالية حينها صرخت بغضب:


لولا إنش عجوز كبر جدتي وفي بيتنا و إلا والله لا تشوفين شي عمرش ماشفتيه..



أنهت جملتها واتجهت للباب.. لتفجع أن الباب انغلق عليهما..


التفتت ناحية العجوز.. لتجد العجوز تتقدم ناحيتها بظهرها المنحني تلوح بعصاها


عالية صرخت: قسما بالله منتي بصاحية.. ياعجوز روحي وراش.. تراش منتي بمستحملة كفين.. خايفة من الله تموتين في يدي..



ولكن العجوز استمرت في التقدم لتهرب عالية منها ورعبها بدأ يتصاعد لأنها ايقنت العجوز يستحيل أن تكون طبيعية


بدأت سلسلة من المطاردات عالية تركض والعجوز خلفها وهي تضربها بالعصا كلما تمكنت منها..


وعالية تصرخ برعب حقيقي: يمه.. نجلا.. افزعوا لي..



كانت عالية على وشك أن تصعد فوق طرف الأريكة حتى تصعب على العجوز الوصول لها


لكن حينها لمحت ساقي العجوز التي رفعت عباءتها لتصعد خلف عالية


كانتا ساقين ناعمتين مصقولتين ناصعتي البياض..


حينها نزلت وهي تغافل العجوز لتشد البرقع عن وجهها..


لتنفجر سميرة ضاحكة وهي تهتف بين ضحكاتها الهستيرية: عادي يا بنت الحلال تكفير عن مقالبش فيني أنا واختي طول ذا السنين


وعلى إنش طولتي لسانش علي أنا ورجالي..



عالية بدأت تضربها وهي تضحك بصوت عال: صبيتي قلبي.. جعل رجالش يطلقش..



وحينها فُتح الباب لتظهر نجلاء التي كانت تسمع عبر الباب وهي تضحك أيضا بشكل هستيري: ها أكيد انبسطتوا.. خوش مقلب ياهل المقالب



عالية تضحك ووجهها احمر من كثرة الضحك: أنا التالية ما تقعد فيني.. إذا مارديتها دبل فأنا ما أنا بنت خالد آل ليث..



سميرة مازالت تضحك : لا تكفين.. مافيه دبل لذي إلا لو أنتي ناوية تذبحيننا



حينها التفتت عالية لسميرة وهمست برجاء لطيف شفاف: منتي بزعلانة علي.. صح؟؟



سميرة ابتسمت: لا.. خلاص.. تعرفينني أنسى بسرعة



عالية حينها همست بضيق عميق: بس أنا زودتها..زودتها واجد بعد.. بس والله من غلاش عندي.. آجعني الموقف كله



نجلاء تهمس بمودة: خلاص من غير عتب.. يالله اطلعوا لغرفة عالية.. وأنا بأروح أسوي لكم خوش عشا


المهم لاعبوا عيالي وونسوهم معكم








*******************************







"ماشاء الله طولتوا في السهرة؟؟"



انتفضت وهي تسمع صوته الساخر وتراه جالسا على الأريكة ممدا ساقيه الطويلتين على طول الأريكة



قالت بهدوء وهي تشيح بنظرها عنه وتتجه لدولابها: غانم توه جا وخذ سميرة..



تناولت بيجامتها واستحمت لتصلي قيامها.. وهو مازال جالسا على نفس الوضعية



صالح أصبح مخلوقا غريبا بالنسبة لها.. أصبحت تشعر بعدم الأمان الفعلي


فهي تجهل هذا الرجل الصامت المثقل بالغموض


لا يشبه أبدا الرجل الذي عاشت معه ما يقارب عشر سنوات


باتت عاجزة عن التفكير.. لأنها لا تعلم كيف ستكون نتائج التفكير


سابقا كانت حينما تتصرف تصرفا ما.. كانت تتوقع تماما ردة فعل صالح..


ولكن الآن ردات فعله غير متوقعة مطلقا..



سابقا حينما كانت تغضب منه.. وتنام وهي توليه ظهرها.. كان يشدها ناحيته وهو يهمس لها بعمق عاشق:


حتى لو زعلانة علي.. نامي على ذراعي.. تبين تعذبيني بزعلش وبعدش.. كفاية علي عذاب واحد..



ولكن هذه الأيام هاهي تنام جواره.. ويبدو كما لو كان لا يشعر بوجودها مطلقا..


يظل معتصما بطرف السرير.. حتى ينهض لصلاة الفجر ثم يعود ليتمدد قليلا حتى يحين موعد ذهابه لعمله


ثم لا يعود بعد ذلك إلا ليلا..



حينما رسمت مخططها الفاشل مع سميرة.. كانت ستعذب صالح بالصد والبرود بينما هو سيظل يرتجي ويتودد


ولكنها لن تلين حتى يشعر بفداحة الذنب الذي ارتكبه في حقها


ويجعله هذا الأمر يفكر كثيرا قبل أن يكرر ذات التصرف


ولكن لا شيء من هذا حدث.. فالمخطط انهار من أساسه لأنه رُسم من أجل صالح القديم.. ولكن هذا الصالح المريب مجهول التصرفات تماما



مثلما فعل الآن وهو يتجه للنوم دون أن يقول لها حتى (تصبحين على خير)


نجلاء تنهدت بحيرة وهي تتجه لتتمدد جواره وتغرق في أفكارها الخاصة..







****************************







" يا أبو زايد قوم.. ماعاد باقي على صلاة الظهر إلا ساعة "



وصلها صوته الناعس العميق: قلنا منصور..



عفراء بحرج: قوم الله يهداك.. يا الله تلحق تتريق وتتوضأ وتروح للصلاة



منصور يفتح عينيه بتثاقل وهو يبتسم: الذنب ذنبش انتي اللي سهرتيني لين صلينا الفجر



عفراء تراجعت بحرج: أنا؟؟



منصور بذات الابتسامة: إيه أنتي.. وش ذا الهذرة اللي عندش كلها؟؟


تقولين صار لش سنين محرومة من الكلام



حينها ابتسمت عفراء: والله أنت اللي تسأل وأنا كنت أجاوب بس..



ابتسم منصور وهمس بغزل رائق: أحلى ابتسامة في أحلى صبح مر علي بحياتي كلها..



عفراء تقوم من جواره وهي تهمس بعذوبة: يكونون يعلمونكم النصب في العسكرية..



شدها ليعيدها جواره وهو يعتدل جالسا: علمونا أشياء واجد.. بس النصب مهوب من ضمنها..


ثم أردف وهو يحتضن كفها: تبين نسافر مكان؟؟



عفراء ردت بحرج رقيق: لا طال عمرك.. الحين ماباقي شيء على نهاية الفصل


أبي أخلص مع طالباتي..


ثم عقب لو ماعندك مانع.. أبي اسافر لبنتي إذا دكتورتها قالت إن حالتها تسمح



تصلبت يد منصور التي تحتضن كفها..وهو يستعيد شرطها الوحيد للموافقة عليه..


البارحة تحدثا كثيرا وحدثته عن ابنتها مطولا.. بدت له ابنتها مدللة وعنيدة وبها كم كبير من الأنانية


رغم أن عفراء كانت تتكلم عنها بحنان شاسع وهي تحاول إظهارها الابنة الأفضل في الكون


ولكن لم يفت ذكاءه التقاط الإشارات بين السطور


لا يعلم لِـمَ تصاعد قلق مر في روحه.. أ يعقل أن ابنتها قد تطلب مثل هذا الطلب؟؟


والمأساة أنه وافق طلبها ووعدها به..


ولكنه لأول مرة يشعر بالراحة مع مخلوق ما كما يشعر به معها


بها كم حنان مهول.. وقدرة هائلة على الاحتواء


ورغم أنه لم يعتد عليها بعد.. ولكن بدت له فكرة خسارتها.. غير مقبولة أبدا



طوال حديثهما الطويل البارحة كان رأسه يتوسد فخذيها.. بدت له محرجة من جرأته وتحاول التفلت..


ولكنه لم يسمح لها بالافلات أو الابتعاد وهو يحاصرها بلمساته وبأسئلته


كان يستحثها أن تتحدث بأسئلته التي لا تتوقف عن كل شيء في حياتها.. ابنتها أبناء شقيقتها.. عملها..


كان يشعر كما لو كان يعاني العطش طوال عمره.. ثم وجد نبعا متدفقا من الماء الأصفى والأعذب في الكون


طريقتها في الكلام تصب في عمق الروح بحنانها واحتواءها..


شعر أنه مستعد أن يعيش حياته كلها رأسه في حجرها.. مكتفيا بالاستماع لأحاديثها وتنفس عبق أنفاسها من قرب



عفراء همست له باستغرابخجول : منصور أشفيك؟؟



منصور شدها ليدفنها بين أضلاعه ثم همس في أذنها بعمق فيه نبرة حزن لا يعلم لها سببا: أول مرة أدري إن اسمي حلو كذا







***********************************






"صباح الخير ياحلوة"



مزون تنظر لعلي وتبتسم: الله يحلي أيامك



علي يجلس وهو يضع غترته بحرص على الأريكة حتى لا تتجعد ثم يهتف بتساؤل: وين أبي وكساب؟؟



مزون أجابت وهي تسكب له فنجانا من القهوة: إبي طلع من بدري.. وكساب توه طلع من شوي..


ثم أردفت بألم: ماشرب إلا فنجان قهوة هو اللي صبه لنفسه


وزين إنه سلّم على الكرسي اللي كانت قاعدة هنا..



علي يربت على كتفها ويهتف بحنان: مسيره يرضي.. تعرفين يباس رأسه..



مزون بألم: تعبت ياعلي من ذا الوضع.. الطيران وخليته.. وسجلت في شيء جديد.. أبي أعرف وش عاد اللي مزعله مني


والله العظيم تعبت أدور رضاه وهو يتمنن به علي..


شكلي بأموت وهو ما رضى..



علي يحتضن كتفيها ويهتف بذات حنانه الخالص: بسم الله عليش.. صدقيني بيرضى.. ولو ما رضى هو الخسران


حد يلقى له أخت مثلش ويزعلها.. والله ماعنده سالفة..



مزون تسند رأسها لكتفه وهي تحتضن خصره وتهمس برجاء عميق:


تكفى علي وأنت بعد كفاية هربان منا... هذا أنا خليت اللي كان مزعلك مني أنتي بعد


تكفى علي أنا محتاجتك جنبي.. كفاية علي اللي كساب يسويه فيني



علي يشدد احتضانه لكتفيها ويهمس بعمق: يصير خير ياخيش.. يصير خير... ادعي بس الله يسهل






*********************************







" أنا باروح أتوضأ ماعاد باقي على صلاة الظهر إلا شوي


جهزي محضر اجتماع بكرة لين أجي"



فاطمة تستوقف كاسرة وهي تقلب اوراق في يدها: لا تروحين الحمام.. الحمام بابه خربان


قبل شوي تسكر علي.. ماحد فتحه إلا البوي الفراش مستخدم سكين..



كاسرة تقف لترتدي نقابها وتهتف بثقة: عادي لو تقفل علي.. ناديه يفتح لي..


وكلمي حد من تحت يجي يصلحه..



فاطمة تهز رأسها وهي مشغولة بالورق أمامها.. مرت عدة دقائق قبل أن تبدأ بشم رائحة دخان.. استغربت ولكنها لم تهتم


ثم دقيقتين أخريين قبل أن تسمع جرس الأنذار وسماح تقتحم عليها الباب وهي تصرخ بجزع: المبنى يحترق.. يا الله بسرعة..



فاطمة قفزت وكل ما يشغل بالها كاسرة.. ارتدت هي أبضا نقابها على عجل وهي تركض لباب الحمام الخاص الموجود بجانب مكتبهم


كانت ترى الجميع ينزلون ركضا والطابق يكاد يخلو


صرخت برعب وهي تطرق الباب بهستيرية: كاسرة.. كاسرة.. كـــاســـــرة



كاسرة همست بهدوء مستغرب: وش ذا الإزعاج اللي برا.. وش فيش روعتيني.. توني خلصت وضي الحين


خلني لين ألبس عباتي



فاطمة بدأت تبكي وهي تحاول فتح الباب وتصرخ: كاسرة المبنى يحترق.. بأروح أدور حد يفتح الباب



حينها صرخت بها كاسرة بحزم: لا تدورين حد.. انزلي بسرعة.. أكيد المطافي على وصول..



فاطمة ركضت تدور بين المكاتب ولم تجد بالفعل أحد..


توجهت للمطبخ وأحضرت لها سكينا وبدأت تحاول معالجة قفل الباب وهي تصرخ وتكح: كاسرة أنا هنا


الحين بافتح الباب..



كاسرة تصرخ بها بانفعال: أقول لش روحي.. أنا صرت أشم الدخان قريب.. أنا مسكر علي في حمام مهوب جايني شيء إن شاء ربي


بس انتي في الممر.. والله إن قد تروحين.. حلفت.. يالله روحي



فاطمة تعالى نشيجها وهي تحاول فتح الباب وتكح من رائحة الدخان بعد أن انتقل الحريق من الطابق الثالث للثاني حيث مكتبهم



كاسرة تصرخ بها بانفعال أشد: فاطمة والله العظيم لو مارحتي الحين إنه عمري في حياتي كلها لساني ما يخاطب لسانش


يا الخبلة عندش ولدين.. تبين ترجعين لهم ميتة وإلا محترقة..



كاسرة سكبت على نفسها الكثير من الماء وجلست في الزاوية على الارض


وهي تحاول الاعتصام بالجَلد ومنع الرعب من التسلل لقلبها الذي تعالت دقاته بشكل هستيري خوفا وجزعا..


وهي تهتف في داخلها بلوعة حقيقية :


" أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله


يا ربي لو كان ذا آخر يوم عمري


موتني مختنقة.. لا تموتني محترقة


لا تفجع أمي فيني بذا الفجيعة!!"



بينما فاطمة بدأت تنشج بهستيرية وهي ترمي بالسكين وتنزل راكضة للاسفل لتجد أن الحرق انتقل للسلم وتلسع يدها من النار وهي تركض للخارج



حين رأت رجال الأطفاء بدأت تصرخ فيهم بهستيرية: فيه وحدة متسكر عليها في الطابق الثاني



الإطفائي يصرخ بحزم: الطابق الثاني الحين انتقل له الحريق.. احنا الحين بنطفي الحريق.. وخبير اقتحام الحرايق الحين على وصول



فاطمة لم تشعر بنفسها إلا وهي تهزه بعنف وتصرخ: يعني تبونها تتفحم لين يأتي خبيركم ذا



الرجل يزيحها جانبا: مايصير إلا خير.. هذا هو على وصول






****************************






قبل ذلك بدقائق


كساب في سيارته متوجها لشركته.. رأى الدخان المتصاعد من المبنى الذي عرفه فورا.. مكان عمل زوجته


وفي وقت الدوام الرسمي أيضا..




أوقف سيارته بعيدا لأنه رأى ازدحام الشارع بالسيارات المتوقفة.. وركض متجها للمبنى دون تفكير..


إحساس فطري بالشهامة والمسؤولية



حاولوا منعه من الاقتراب لكنهم لم يفلحوا وهو يتعرف على السيدة التي كانت تبكي بهستيرية..


يتوجه لها بحزم ويسألها بنبرة أقرب للأمر العالي النبرة: شاللي صار؟؟ وفيه حد باقي فوق؟؟؟



فاطمة حينما تعرفت على صاحب الصوت تعالى صراخها: كاسرة فوق تقفل عليها الحمام.. وهم يقولون ينتظرون خبير يطلعها


والحريق وصل للطابق اللي هي فيه... بتموت.. بتموت



حينها صرخ فيها كسّاب بحدة: وين الحمام؟؟



فاطمة وهي تشهق: جنب مكتبنا على طول..



كساب توجه للمبنى وهو يركض.. حاول رجال الإطفاء منعه ولكنهم لم يستطيعوا أبدا إيقافه.. أوتثبيته في مكانه


لم يكن لكون كاسرة زوجته أي اهتمام عنده.. ربما لو قالوا له أن هناك قطة في الأعلى لصعد لإنقاذها


هناك روح تحتاج للإنقاذ ولن يتوانى هو عن تقديم المساعدة


وخصوصا ان الموضوع كان هينا بل غاية في السهولة بالنسبة له وهو يدرس احداثيات المبنى ومعطيات المهمة في عقله بسرعة فائقة..



مبنى من ثلاثة طوابق.. بدأ الحريق في الطابق الثالث وانتقل للثاني ولجزء من الاول.. وهناك ضحية محتجزة في حمام في الطابق الثاني


( مهمة غاية في البساطة..)



صعد متحركا بدقة وهو يدرس هندسة المبنى مع حركته البارعة..


فهناك أماكن تتأثر بالحريق أكثر من غيرها.. لذا كانت حركته مدروسة..لا تردد فيها


وهو يتجاوز الأماكن التي يعلم أنها قد تنهار..


لسعت النار أطراف ثوبه وغترته ولكنه لم يصب مطلقا


وهو يقفز ببراعة مذهلة من مكان لآخر ليصل في دقيقة واحدة لباب الحمام


ويخلع قفله بركلة واحدة..





#أنفاس_قطر#


.


.


.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من وحي قلم الأعضاء, أنفاس قطر, بين الأمس و اليوم, دون ردود, كاملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t158045.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط¨ط¹ط¯ظٹ ظ…طھط°ظƒط± ظ‡ظ…ط³ط§طھظƒ ظ…ظ† ط§ظٹط§ظ… ط§ظ„ط·ظپظˆظ„ط© This thread Refback 21-08-14 12:03 AM
Untitled document This thread Refback 19-08-14 02:15 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 17-08-14 07:47 PM
Untitled document This thread Refback 15-08-14 06:46 AM
ط´ط§ط¹ط± ظپط±ط§ط´ ط§ظ„ظ‚ط§ط´ This thread Refback 14-08-14 05:23 PM
ط§ط®ظ„ط§ ط·ط±ظپ ط¨ط§ظ„ط§ظ†ط¬ظ„ظٹط²ظٹط© This thread Refback 12-08-14 05:05 PM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 10-08-14 03:02 PM
ط§ظ†ظ‡ط§ ط­ظ…ط²ظ‡ ظˆط³ظ…ط§ط­ This thread Refback 10-08-14 04:33 AM
ظ…ظ†طھط¯ظ‰ ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ…ط§ ظˆط±ط§ ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ط© liilas This thread Refback 09-08-14 01:48 AM
Twitter meznah ظ…طµط± ظ…ط²ظ†ط© ط§ظ„ط¨ط­ط±ظٹظ† This thread Refback 03-08-14 12:01 PM
ط­ظٹظ† ط§ظ…ظˆطھ ط§ظ†ط§ ط³ظٹظ…ظˆطھ ظ…ط¹ظٹ ط­ظ„ظ…ظٹ This thread Refback 03-08-14 09:06 AM
ظˆط§ظ…ط§ظ… ط§ظ„ظ‚ط±ط§ط± ط§ظ„ظƒط¨ظٹط± ط¬ط¨ظ†طھ This thread Refback 01-08-14 02:11 PM


الساعة الآن 04:38 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية