الفصل الثاني
لم يكن هناك وقت لتفكر في هذا الامر ما ان بدأ الكسندر درايتون يمطرها بالاعمال لمدة ساعات بعد ذلك جعلها تعمل مع ادلا كارمن ريفيرا على كومة من عقود البيع البقط مفاتيح سيارته عن المكتب وقال
(( ساترككما لتتعرفا اكثر لا تتركي كارولين تعمل كثيرا ادلا فهي تكاد تنهار من التعب ))
سالته ادلا بضيق (( الى اين انت ذاهب اليكس ؟ ))
(( الى مكان محدد ولا لم انس موعدنا على العشاء سأذهب لاصطحابك عند الساعة العاشرة )) انهى كلامه وغادر المكتب
اذن كاري على حق فهذان الاثنان مرتبطان عاطفيا مع ان ليس هناك أي
رومانسية في التجهم البادي على وجه درايتون وهو يغادر المكتب كذلك الغصة التي ظهرت في حلق ادلا عندما خاطبها .
ادلا محامية الشركة وهي التي تجري كل المعاملات القانونية تماما كما تدير مكتبها الخاص لم تتفاجأكاري فهي صارمة جدا وقاسية لذا يمكنها ان تضع اي شخص مسكين في قاعة المحكمة في وضع حرج جدا وذلك من خلال ابتسامة من وجهها الجميل . الشعور متبادل فهي تكاد تشعر بالعداوة تنبعث من المراة من دون سبب يذكر شعرت كاري بالراحة عندما قررت ادلا ان تنهي العمل بعد مرور عشر دقائق قالت
(( ساراك في الغد ))
غادرت المكتب تاركة كاري بحالة من التعب الشديد . وهكذا استلقت في سريرها عند الساعة العاشرة وفي ذاب الوقت الذي سيصحب الكسندر درايتون ادلا الى العشاء لن اعتاد مطلقا على هذا النظام الصارم في العمل تاوهت كاري وهي تدفن راسها في الوسادة فقد وصلت الى شقتها بعد الساعة التاسعة وجدت ان هناك من ملا البراد بالطعام الضروري فأعدت بعض البيض المخفوق وأسرعت بالذهاب الى السرير لتنام
استيقظت في ساعة مبكرة فقررت ان تذهب الى حوض السباحة ولكنها تخلت عن الفكرة عندما رأت ان هناك من يسبح وقفت وراء شجرة باسقة راقبت بفضول رات بوضوح ان بشرته سمراء تما م كوجهه ابعدت كاري عينيها عنه ونظرت الى نوافذ الشقق في المبنى لاحظت ان جميعها مقفلة الا شقتها والشقة التي فوقها مباشرة هي والكسندر درايتون النزيلان الوحيدان في هذا المبنى . ذهبت للاستحمام بدلا من السباحة وحاولت ان تبعد صورته عن افكارها راغبة في ان تفكر بهوارد بدلا منه اليوم عليها ان تقوم ببعض التحريات عنه كما وان عليها ان تتصل لوالده
((سيد درايتون هل تمانع ان اجريت اتصالا شخصيا من المكتب ؟))
رفع نظره عن كومة الاوراق التي وضعها للتو امامه سالها وهو يحدق بها (( لصديقك ؟))
(( لا لوالدي اريد ان اخبره انني وصلت بأمان لقد كنت متعبة جدا البارحة لدرجة انني نسيت ))
(( بالطبع يمكنك ذلك )) وأعاد انتباهه الى الاوراق استدارت كاري لتغادر عائدة الى مكتبها قال
(( ناديني اليكس وليس السيد درايتون ))
(( ناديني كاري وليس كارولين )) ثم اغلقت الباب وراءها مقتنعة انها لم تتخيل انه ضحك بصوت عال
شعر والدها بالفرح لأنها وصلت بأمان ولم ينزعج مطلقا لأنها لم تتصل في الليلة السابقة وضعت سماعة الهابف وفي تبتسم فلا بد ان والدها كان منشغلا بمجموعته ونسي في اي يوم هو بعد الانتهاء من المكالمة بدأت كاري تفكر في هوارد الشخص الوحيد الذي تستطيع ان تسأله اين تقع بيرتو دال سول هو اليكس .. اليكس هل ستعتاد ان تناديه هكذا؟ نظرا لما قالته ادلا فهو لديه العديد من اماكن الترفيه على الشاطىء كما وانه يعرف المنطقة جيدا لكنها لا تستطيع ان تسأله ولا تعلم لما. ربما بسبب ان لا تمزج التسلية مع العمل او ان تتعامل معه بطرية مألوفة ستسبب لها المشاكل قررت ان تنظر في دليل الهاتف لكن ضغط العمل ابعد الفكرة عن بالها حتى اكتشفت امرا غريبا ذهبت الى غرفة التأسيس لتحضر ملفا ووجدت كومة من الاوراق كلها تحت عنوان بيرتو ال سول
منتديات ليلاس
(( لكن مالذي تفعله هنا ؟)) ان اعتقد ان فضولها امر غير عادي لكنه لم يذكر ذلك
(( انها الاسم الاصلي لمارينا دال اورو لكنها تعرضت للافلاس بسبب سؤ الادارة غيرت فريق العمل والاسم عندما اتيت الى هنا وأصبحت شريكا ))
شعرت كاري بساقيها ترتجقان بذهول سالت كاري (( منذمتى حدث ذلك ؟))لا شك ان فضوله قد سيطر عليه تمنت كاري ان لا يلاحظ تورد وجهه لأنه نظر اليها باهتمام وسألها (( لماذا تريدين ان تعرفي ؟ ))
رفعت كتفيها وقالت (( فقط اجمع بعض المعلومات السابقة عن الشركة ))
(( منذ شهرين .....)) دق جرس الهاتف فمد يده ليمسك بسماعة الهاتف علمت انها لن تحظى بفرصة لتستأنف اسئلتها من دون ان تثير شكوكه غادرت مكتبه وجلست في مكتبها مندهشة غير قادرة على الحركة وصلت رسالة هوارد الاخيرة منذ شهر ولم يذكر أي شيء عن خسارته لعمله بل قال لها ان الامور لا يمكن ان تصبح افضل من ذلك لماذا كذب عليها ؟ لماذا لم يخبرها ؟ شعرت بألم في رأسها طوال النهار تمنت لو تستطيع ان تأخذ بعض الوقت للراحة لكن اليكس لم يطلق سراحها حتى الساعةة الثالثة فارتمت على سريرها مرهقة وتشعر بحرارة شديدة مسكين هوارد كيف يمكن لهذا الامر ان يحدث له من جديد؟ هذا ليس عدل لكن اين هو الان ؟ منذ شهرين قال اليكس ماذا كان يفعل هوارد طوال هذه المدة ؟ سيطر الغضب على حزنها وتعاطفها معه كان عليه ان يخبرها فلديها كل الحق ان تعلم ما الذي يجري معه شعرت بالمرارة طوال الوقت الباقي م النهار وتخلصت منه بالعمل عند الساعة الثامنة اصبح مكتبها ومكتب اليكس خاليين من كل الملفات تمتم الكسندر درايتون وهو يضع يده على زر المجيب الالي
(( السكرتيرة المثالية سأذهب لاصطحابك عند الساعة العاشرة ))
اغمضت كاري عينيها للحظة انه يقود موظفيه كالعبيد! الم تفعل ما يكيفي من عمل ليوم واحد قرا ما تفكر به قال
(( لتناول العشاء وليس للعمل ))
اتسعت عيناها ما ان مر امامها وغادر المكتب سألت نفسها هل لديها خيار وهي تضع قرطين في اذنيها في المساء لم ينتظر لتجيب هل كان متأكدا انها ستوافق لكن هذا ما تريده ليس لأنها ترغب في رفقة اليكس بل لأنها ما زالت تشعر بالغليان من هوارد ولا ترغب في البقاء بمفردها هذه الليلة شعرت وكأنها ضائعة فأين هو وكيف يمكن لها ان تجده ؟ ولماذا لماذا لم يخبرها ؟ ارتدت فستانا احمر اللون لأن هذا ما تشعر به فهي غاضبة كالنار مع ان طرازالثوب بسيط وقماشه ناعم وجميل ارتدى اليكس بدلة رمادية اللون تظهر مدى صلابة جسمه ونتاسقه رات ان المطعم الذي ذهبا اليه يبعد عن الشاطئ ويقع على سفح تلة تحبس الانفاس من شدة جمال المناظر التي تحيط بها كما وان ضوء القمر الساطع على الخيج يعكس الوانا فضية وبيضاء ساطعة لم تكن كاري في مزاج يمكنها من تقدير كل هذا الجمال وبدلا من ذلك تساءلت ان كان هوارد في احدى هذه الفيلات فقد ذكر انه استأجر فيلا قرب الشركة بارتو والتي اصبحت الان مارينا بالطبع لكن هل ما زال هناك؟
جلسا على الشرفة في مطعم سويسري ورشفا شرابا باردا حتى شعرت كاري بالراحة والتخلص من التوتر الذي تعانيه قال اليكيس بنعومة (( لقد عملت كثيرا اليوم فأنت متعبة جدا ))
(( انا معتادة على هذا الضغط في العمل ))
(( لكن ليس في هذه الحرارة ))
(( يمكنني تحمل ذلك )) ابتسمت له لأنها شعرت بالرغبة في الابتسام انها تبالغ برد فعلها بالنسبة الى هوارد لأنه لم يخبرها عن عمله من المحتمل ان هناك جوابا بسيطا جدا لكل ذلك لكنها الان ليست مستعدة للتفكير به . طلب اليكس اللحم المشوي والسلطة الشهية فانشغلت بتناول الطعام والتحدث عن حياة البحر حتى وجدت كاري نفسها سعيدة وتستمتع بوقتها قال لها
(( انت ترتدين خاتم خطوبة )) وكان هذا اول كلام شخصي بينهما نظرت كاري الى الخابم البسيط في يدها وكأنها تراه للمرة الاولى رغبت في ان تكذب بشأنه ان تنكر انها مخطوبة وتدعي انه خاتم والدتها لكنها لم تفعل ولم تقل شيئا
((اذن ستتزوجين ويصبح لديك عائلة وتتركي العمل )) رفعت كاري عينيها اليه في تلك اللحظة كانت تشعر بالالم من شدة غضبها من هوارد قالت
(( هل تعترض ان تكون سكرتيرتك امرأة متزوجة ؟))
)) بل افضل ذلك ))
سألته (( تشعر بأمان اكثر ؟)) وتذكرت علاقته الغاضبة بادلا اجاب (( بالتحديد ))تذكرت انها لا تعرف وضعه الاجتماعي قد يكون لديه علاقة مع المحامية ولديه زوجة ايضا سألته (( هل انت متزوج ؟ ))
(( لا لكنني كدت ان افعل مرة ))
((وما الذي منعك ))
(( العمل ))
رفعت كاري حاجبيها مستفهمة فأجاب ((كان علي ان اختار بين ان اخسر ثروة او ان اخسر حبي )) مالت الى الامام وقالت وقد اتسعت عيناها (( وانت اخترت المال ؟))
رفع كتفيه وأجاب (( تعرض عملي لخسارة كبرى فحجزت نفسي في مكتبي في العاصمة لمدة شهر كامل وعندما عدت الى حياتي الطبيعية عملت على انقاذ مستقبلي لكنني خسرت المرأة التي كنت سأتزوجها ))
شعرت كاري بقلبها يعتصر لأجله لكن فقط للحظة لان ما قاله بعد ذلك بدد احساسها بالشفقة نحوه قال بهدوء
(( كان اجمل شهر في حياتي كلها وأكثر جمالا من زواجي المحتمل من فيونا ))
سألته بغضب (( وكيف لك ان تعلم ان كنت لم تتزوج بها ؟))
(( لأنها تزوجت من أبي الارمل ))
تفاجأت مما قاله وكادت ان تختنق بشرابها ابتلعت ما تشربه بصعوبة وقالت (( اه يؤسفني ذلك ))
(( لا داع لذلك ))وابتسم متاثرا من اهتمامها قبل ان يتابع (( انها سعيدة بإنفاق امواله في كل عاصمة في العالم كما وأنه سعيد بزوجته الجميلة والتي تصلح لتكون ابنته وهذا مناسب لهما معا اعتقد انني تمكنت من النجاة بنفسي الا تعتقدين ذلك؟))
(( بالنسبة لما حصل معك اعتقد ما تقوله صحيح )) رفعت عينيها لتنظر الى عينيه وتتابع (( لكنا ما كنت تعلم ذلك حينها اقصد كان بإمكانك ان تختارها بدلا من المال ))
(( لكنني لم افعل ذلك صحيح ؟ ))
(( هذا يعني انك وضعت قيمة اكبر للمال من العلاقات الشخصية ؟))
لم يجبها على الفور بل قال وبشكل عام (( المال صاحب السلطة الاقوى صحيح لا مجال لمقارنته مع امرأة جميلة لكن على المدى الطويل المال اكثر أمانا ))
احساس بالفراغ سيطر عليها من جديد بدا لها وكأن كل من في المطعم قد رحل وهي وإياه بمفردهما لكن لا يعقل ان الكسندر درايتون قد يجاول مغازلة سكرتيرته . بالطبع هي لا تتخيل انها رات ادلا ريفيرا مع ذلك لا يمكن ان تخطئ حين ترى كل الرؤوس تدور في المطعم لتحدق بها لكن اليكس لم يرها لأنه يجلس في الجهة المعاكسة لها تساءلت كاري ما الذي سيحدث لو انه يستدير ويراها تتناول العشاء مع رجل اخر
انهت ادلا ورفيقها العشاء وكانا على وشك المغادرة عندما لمحت ادلا كاري واليكس وضعت يدها على ذراع صديقها تساءلت كاري ترى ما الذي تفكر به ادلا من رؤيتها مع حبيبها لكن مالذي تفعله هي مع رجل أخر؟ لم تستطع كاري ان ترى وجه الرجل فهو واقف وظهره في مواجهتها لكن .....
وكأن احدا ضربها على معدتها فقد لاحظت انها تعرف ذلك الرجل وبدأت الاسئلة تتسارع في رأسها كيف ؟ لماذا ؟
فجأه اصبح قربهما واختفت ادلا وكأنها نجمة هاربة
(( اليكس مرحبا كيف الحال؟ ))
(( هوارد يسعدني انك عدت كيف كانت رحلتك الى طوكيو ؟)) بالكاد وقف اليكس ثم اشار الى خادم ليحضر كرسي اخر وهو يقول (( انضم إلينا لتناول القهوة هذه سكرتيرتي الجديدة كاري سترلاند كاري هذا مدير التسويق في شركتي هوارد بنسون ))
لم تعلم كاري ان كان عليها ان تضحك ام تبكي ام ان تصرخ حدسها الداخلي دفعها لتبقى صامتة ولم يكن ذلك خطأ قالت لنفسها هو لم يتوقع رؤيتها في اسبانيا ومع مديره ماذا تتوقع منه ان يتصرف ؟ ليس هكذا بالطبع شعرت بدوار عندما مد يده ونظر اليها وكأنها غير موجودة وكأنه لم يرها مطلقا من قبل ابتسم ابتسامة غريبة حتى لمست يده الباردة قال
((سعيد بلقائك كاري واعذرني ان لم انضم اليكما اليكس ))نظر الى ساعته الساعة التي قدمتها له في عيد ميلاده الثلاثين وتابع ((فأنا انتظر مكالمة من اليابان ))
سأله اليكس باهتمام (( هل الامور على ما يرام ؟))
(( جدا سأخبرك بكل التفاصيل عند الصباح )) تمنى لهما ليلة سعيدة وغادر
لم تعلم كاري كيف تمكنت من شرب القهوة فقد ماتت الكلمات على شفتيها وأي شيء قاله اليكس دخل عبر فراغ في دماغها فقد عادا الى الشاطئ بصمت فقد كانت منذهلة ومرتبكة لا تستطيع الكلام ومن الواضح ان اليكس ندم على دعوتها الى العشاء عندما وصلا الى المبنى اوصلها الى باب شقتها متمنيا لها نوما هنيئا ثم سار مبتعدا لا شك ان الامسية كانت كارثة فقد اصابت الكسندر درايتون بالملل حتى الموت! اما بالنسبة الى هوارد ...
نزعت كاري حذائها وذهبت الى المطبخ لتسكب لنفسها كوبا من الماء فتحت باب الشرفة وخرجت جاملة كوبها بيدها بدأت الاسئلة تتسارع في اعماقها ماذا يقصد هوارد بتجاهلها ؟ وكيف حدث انه يعمل مع اليكس ؟ وهل تعرض الى ادث ما ضربة على رأسه محت كل وجودها من ذاكرته ؟(( كاري ! كاري! )) صوت هامس ايقظها من حيرتها وجعلها تقفز متوترة نظرت الى حافة الشرفة وهي تضع يدها على قلبها المضطرب صرخت (( هوارد ! ما الذي تفعله هنا ؟ ))
وضع اصبعه على شفتيه وأشار الى الشقة التي تقع فوق شقتها ثم اشار إليها لتنزل الى الحديقة خرجت إليه في لحظات متوقعة ان يعتذر منها وان يفسر لها ما يحدث بدلا من ذلك امسك يدها وسار بها عبر ممرات باردة بعيدا عن المبنى حتى وصلا الى باحة صغيرة كانت كاري تركض قربه حافية القدمين دفعها هوارد لتجلس على مقعد تحت شجرة زيتون محاولا ان يضمها بين ذراعيه دفعته بعيدا وهي تحاول ان تتنفس بهدوء (( توقف ما الذي يجري هنا هوارد؟ ومالدي تفعله ؟ ))قال بغضب
(( انا ؟ هذا امر لا يصدق )) شعرت كاري بقلبها يغوص في اعماقها فهو لم يتغير (( لم اصدق عيني عندما رأيتك تتناولين العشاء مع اليكس درايتون انت ما الذي تفعلينه هنا هو الامر الاكثر اهمية ؟ )) باختصار اخبرته عما حدث في شركة تنسون انهت كلامها قائلة (( وهكذا عندما اتاني العمل تمسكت به ))
قال يتهمها (( اذن اتيت لتتجسسي علي صحيح ؟ فأنت لا تثقين بي ))
صرخت به (( اهدأ هوارد ! اريد تفسيرا وليس شجارا اريد ان اعلم لماذا لم تخبرني انك تعمل في مارينا دال اورو .))
(( حسنا حسنا ! ماذا توقعت ان اتصرف عندما رأيتك تتناولين العشاء مع رئيس عملي ؟ اصبت بصدمة كبرى ))
(( طريقة غريبة في التعبير ان اردت رأيي فمن المفترض اننا مخطوبان وسنترتبط قريبا الى الابد ))
((يا للهول ! انه لا يعلم أليس كذلك ؟ لم تقولي انك تعرفيني ؟ )) نهض من مكانه وأخذ يسير بعصبية واضحة
قالت بهدؤء (( لا لم اخبره انني اعرفك لكن لماذا كل هذه السرية ؟))
توقف عن السير لينظر اليها ويقول (( اتمنى لو انك لم تأتي الى اسبانيا كاري فقد تعملين على احباط كل اعمالي هل تدركين ذلك ؟من الافضل ان تعودي الى انكلترا ....))
(( تريدني ان اتخلى عن عمل لأجلك ؟ اعطني سببا واحدا منطقيا ))
(( لأن هذا العمل هو افضل عمل حصلت عليه منذ سنوات انت تعلمين الايام الصعبة التي عشتها وانا لا اريدك ان تثيري المشاكل لي هنا ))
اعترضت وهي تزفر بقوة (( وكيف لي ان اثير لك المشاكل هوارد ؟ ))
لم يجب بل تابع السير امامها ذهابا وإيابا حتى رغبت كاري بالصراخ قالت اخيرا (( هوارد ؟)) اجبرت نفسها على الهدوء مصممة ان ما لاذي يحدث معه قالت (( اريد ان اعلم بالتحديد ما الذي يجري هنا لم ارك يوما متوتراهكذا. تبدو
كغريب بالنسبة لي ومنذ وصولي اكتشفت ان برتو دال سول هي الان مارينا دال اورو وانت تعمل لدى اليكس وانت اتيت للتو من طوكيو ... وأنا لم اعلم شيئا عن كل ذلك الا تشعر بأنك تدين لي بتفسير ما ؟))
تنهد بضيق رمى بنفسه على المقعد قربها تمتم بلهجة لم بقنع كاري (( لم ارغب في إثارة قلقك كاري لكن مالذي تعرفينه عن شركة بارتو دال سول ؟ ))
منتديات ليلاس
رفعت كتفيها وأجابت (( ما اخبرني به اليكس انها كانت تدار بطريقة سيئة وانه عندما اتى بدل كل فريق العمل والاسم ايضا ولم تكن لدي أي فكرة انك ما زلت تعمل هنا ))
((لم اكن لفترة احد ما اخبرني عن الافلاس للشركة فغادرت وصل درايتون وأمواله فأبعد كل فريق العمل قدمت طلبا للعمل كمدير للتسويق وحصلت عليه وهذه هي القصة حتى الان ))
اجابت بغضب (( مع بعض التفاصيل المفقودة كيف غادرت قبل اعلان الافلاس ؟ وكيف علمت انه سيتخلص من فريق العمل كله ؟ ))
حف جبينه وأجاب (( امر محتم انه سيفعل ذلك فشركة بارتو دال سول لم تكن تعمل بطريقة شفافة كاري ))
اذن هي والصحف لم يكونا مخطئين بشأن مشاركة الاسهم والتلاعب بها لم تقل له قلت لك ذلك فهاورد يبدو وكأنه علم ذلك بنفسه ولو من خلال درس صعب جدا
((عندما اتى درايتون بدا وكأنه لا يثق بأحد حتى الذين يعملون في الحدائق كلهم رحلوا ما كنت لأحصل على فرصة في هذا العمل لو شك انني عملت في الشركة الاصلية للمشروع اسمعي حبيبتي ...))
ووضع ذراعه حول كتفها ثم تابع (( يؤسفني انني اغضبتك الليلة لكنني امضيت اوقاتا صعبة في طوكيو وأصبت بصدمة عندما رأيتك شعرت بالخوق ان تخبري درايتون أي شيء عني فهذا العمل مهم جدا بالنسة لي ))
بالطبع كاري تفهم ذلك او على الاقل هذا ما تعتقده لكن الذي لا تفهمه (( وماذا كنت تفعل مع ادلا ريفيرا الليلة ))
ضحك وهو يجيب (( لقاء عمل عزيزتي اني احاول ان انهي القعد وأحتاج الى تقض البنود القا القانونية وأردت ان اتأكد منها مع ادلا ))
(( الا ينتظر الامر حتى ساعات العمل ؟ )) نظرت اليه مطولا ولم تتفاجأ عندما رأت ملامح من الضيق على وجهه راودها شعور ان هوارد وادلا مرتبطان عاطفيا
(( هاي مهلا ! انا لم انزعج عندما رأيتك مع درايتون أليس كذلك ؟ ))
هذه نقطة لصالحه لكنها لا تريد الاعتراف بذلك بل قالت
(( امر مؤسف انك لم تفعل هوارد كنت بذلك برهنت انك تهتم بي ))
(( هذا كلام قاسي يا كاري ))
(( الحياة قاسية جدا معك اليس كذلك هوارد ؟)) لقد سمعت ما فيه الكفاية وقفت لتسير مبتعدة عنه لكنه امسك بيدها وجذبها اليه (( كاري عزيزتي انا حقا اهتم بك لا بج انك تعرفين ذلك )) ح اول ان يضمها اليه لكنه لم يستطع ابعدته عنها وهي تقول (( لا هوارد لا تلمسني فأنا بحاجه لوقت كي اتمكن من تحليل عاطفتي نحوك ))
صرخ (( لديك شكوك بشأن خطوبتنا اليس كذلك ؟ )) سمعت بوضوح الاتهام وكأن تلك غلطتها(( وانت ايضا ))
لم يحب على الفور وكان ذلك جواب كاف لها قال اخيرا ((انني حقا احبك كاري ))
قالت ببرود (( لكن ليس بالقدر الكافي لأنك لو كنت تحبني فعلا لكنت صادقا معي وأخبرتني عما حدث في بارتو دال سول ووثقت بي لا يمكن ان يكون لدينا علاقة صادقة ان لم يكن بيننا ثقة هوارد ))
(( لقد قمت بأخطاء كاري اعترف بذلك لكنني لا اريد ان تنتهي علاقتنا هكذا ))
(( منذ خمس دقائق كنت تريدني ان اعود الى انكلترا وأصبت بالرعب انني قد اعرض عملك للخطر ))
(( مازلت ارى انه من الافضل ان ترحلي لدينا فرصة اكبر ان ننقذ علاقتنا ان كنا بعيدين عن بعضنا بدلا من ان نحاول ان نعمل معا ))
اتسعت عيناها من الدهشة وقالت (( لا استطيع ان افهم نظريتك هذه ))
وقف وكأنه يحاول ان يشرح لها (( ان بقيت هنا ستعرفين قريبا ما اعني ليس من السهل العمل مع درايتون فأنت بحاجة لكل قدراتك وسيسحب اخر نقطة من دمك ليحصل على ما يريده ))
(( اذن اذا كنت تحت كل هذا الضغط فلما تعمل لديه ؟ ))
وضع يديه في جيبي بنطاله وضحك بانزعاج (( مع سجل عملي عزيزتي انا نذير شؤوم على كل شركة لكن ليس هذه قد لا احب درايتون لكنني اعلم الشخص الناجح عندما أراه والسيد الكسندر درايتون سيصنع لي ثروة ))
(( حسنا يمكنني القول انكمما متشابهان وانا متأكده انكما ستعملان معا لفترة طويلة ))
(( لا شك لدي لكن ما زلت اريد ان تشاركيني هذا النجاح كاري فلا داع للتسرع لنرى كيف ستجري الامور بيننا عندما تعودين الى انكلترا ربما ستتمكنين من رؤية الامور بشكل اوضح ))
ابتسمت له باستياء وقالت (( هذا هو السبب بالتحديد الذي دفعني للقدوم الى هنا ان ارى الامور بشكل اوضح ))
تجهم وجهه وسألها (( ما تقصدين ؟ ))
(( لا يهم ما اقصد هوارد لم يعد للامر أي اهمية ))
تنهدت بتعب ورفعت نظرها إليه ثم تابعت (( سأبقى للعمل في الشركة وانا هنا فقط لشهرين وهكذا لن افسد علاقتك بادلا ))
هز رأسه بغضب (( هيا كاري ليس هناك من علاقة بيننا انها صديقة درايتون ))
ألهذا السبب هربت من المطعم ؟ هل هي تخرج برفقة هاورد واليكس معا ؟ انها فكرة مذهلة لكن لا رغبة لديها في التفكير بها فجأة اصبحت متعبة جدا (( انا اسف كاري مازلت اعتقد ان لدينا فرصة للزواج ربما ستتحسن الامور ))
هزت كاري رأسها فقد علمت ان ليس هناك أي فرصة وكيف يمكن ان ينجح زواجهما ؟ فقد كانت علاقتهما سيئة في انكلترا والان ها هي هنا لتجد ان هوارد يعيش حياة لا علم لها بها
(( كاري لا ارى اي سبب يدفعنا للقول اننا نعرف بعضنا من قبل كما وأنني اثق انك لن تذكري اي شيء لدرايتون عن عملي في بارتو دال سول فلندع الماضي في مكانه أليس كذلك ؟))
(( من الافضل ان اذهب الان وليس من داع للتعرض للخطر برؤيتنا معا أليس كذلك ؟ )) طبع قبلة ناعمة على خدها واختفى في الظلام رمت كاري بنفسها على المقعد عندما رحل ووضعت رأسها بين يديها اذن هذا ما حدث نهاية خطوبتها لكن كيف حدث وفكرت بالارتباط به منذ البداية ؟ بطريقة ما انجرفا نحو ذلك القرار فكل اصدقاءهما يفعلان ذلك فبدا لهما وكأنه امر محتم ان يتزوجا لكن اين الحب في كل ذلك ؟ لقد احبته فعلا لكن يبدو لها ذلك منذ عهود مضت فقد حدث الكثير منذ ذلك الوقت تغير هوارد عندما خسر عمله مع ان الاف الاشخاص يخسرون اعمالهم ولا يؤدي ذلك الى تحطم علاقاتهم العاطفية لكن من الواضح ان علاقتهما لم تكن ثابته بما فيه الكفاية كل ما حدث تحذير مهم لها فالزواج عمل جدي ولا يمكن ان تقدم عليه بسهولة رغم خيبة الأمل التي تشعر بها فهي مثل الكسندر درايتون تمكنت من النجاة بنفسها
منتديات ليلاس
اخيرا وقفت وقررت الرجوع الى شقتها فهي متعبة جداوبالكاد تستطيع ان تبقي عينيها مفتوحتين شتمت بسرها هوارد لأنه لم يوصلها الى شقتها فهي لا تعلم ابدا اين تسير توقفت فجأه هذه ليست طريق الشقة فهي لا تتذكر هذا النوع من الزهور لامست احدى الاشوال ذراعها فأبعدتها وأخذت تحف ذراعها بشدة استدارت وكادت ان بقع عندما تعثرت بدرج حجري لم تره من قبل قالت لنفسها بالطبع كانت هنا فنزلت الدرج واستدارت غير ان عينيها لم تريا غير الظلام في تلك الممرات الحجرية
شعرت بالضياع وازداد غضبها من هوارد وفجأه جمدت مكانها من الرعب فهناك احد ما قربها ووقع اقدام على الدرج ورائها ركضت كاري ركضت محاولة ان تنقذ حياتها
صرخت بشدة ما ان انعطفت وراء زاوية جديدة مدت يد وأمسكت برسغها وأدارتها نحو الجدار حاطتها ذراعين قويتين وضمتها إليه علمت من يكون وأحست بالامان وتأوهت قائلة اسمه (( اليكس ))
ان ااعتقدت انها بأمان فقد اخطأت فقد عانقها بقوة وكل اليأس والخوف اللذان شعرت بهما الليلة جعلاها تتمسك به قال
(( يا للهول ! ان كنت ستتجولين في الليل كغجرية ثائرة عليك ان تتحملي العواقب )) وعانقها من جديد شعرت بالدموع تنهمر من خديها فهي بحاجة الى شيء من الحنان ولا تدري لماذا يحاول معاقبتها قالت
(( ما كان عليك ان تفعل ذلك ))
ابعدها عنه وهو يجيب بغضب (( وما كان عليك ان تبدين هكذا في هذا الوقت من الليل ما الذي تخططين له كاري ؟ ))
(( ذهبت للسير قليلا ولم استطع ان اجد طريق العودة اعتقدت انني سمعت حركة وشعرت بالخوف الشديد )) رفعت عينيها المليئتين بالدموع اليه وقد شحب وجهها شعر بها ترتجف سألها بصوت هادئ
(( ترتجفين من البرد ام من الصدمة ؟ ))
همست ((من الصدمة ))
(( مصدومة من عناقنا وإلى اين كان سؤدي بنا ؟ ))
تراجعت كاري الى الوراء حتى اصطدمت بالجدار قالت (( ما كان ليحدث ذلك ))
(( بل كان ليحدث وبمنتهى السهولة كاري وهذا يدهشني ))
(( ماذا تعني بقولك ؟ )) شعرت وكأنها ستختنق من انفاسها المتقطعة
قال بهدؤء (( انت مخطوبة وقريبا ستتزوجين اتذكرين ذلك ؟ وهذا تصرف غريب لفتاة مغرمة برجل اخر ام ان هذه هي المشكلة ؟ هل كنت تفكرين به وتريدينه قربك ؟ هل اساسك بالوحدة يقودك عبر الليل للبحث عن شريك ؟ ولو لم تصادفينني هل كان أي رجل مناسب لك ؟
قالت وهي تشعر بالغثيان (( ايها الوغد ! كيف تجرؤ ؟ )) واستدارت مبتعدة
بطريقة ما وجدت طريق العودة دخلت شقتها وأغلقت الباب وراءها بالقفل استحمت ورمت بنفسها على السرير ولم لديها مزيد من الدموع فهذه الليلة انهت خطوبتها وكادت ان تخطئ مع رجل بالكاد تعرفه وهذا الرجل هو من يدفع راتبها
لقد ناداها بالغجرية الثائرة وهذا تماما ما جعلها تشعر به احساس قوي لم تكن تدرك انها تملكه امضت ساعات الليل وهي تتصارع مع عواطف غريبة عنها حاولت ان تفكر بهوارد لكنها تعلم انها لم تشعر مرة حياله كما شعرت نحو اليكس وهل هذا سبب اخر لذوبان حبها له
استلقت مرهقة وهي تحدق بالسقف فهي تعلم انها ليست من تلك الفتيات وأخيرا استسلمت لنوم مقلق وهي ترى اليكس درايتون مطبوعا في مخيلتها
يتبع