كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث عشر
الفصل الثالث عشر
"وماذا حصل غير ذلك,ساشا؟"
"أتذكر ذلك المنبه الذي رن في تلك الليلة؟ فأنا لا أذكر أنني أعددته بطريقة خاطئة...وبنفس تلك الليلة وجدت فوق المدفأة كتابا مفتوحا لا أذكر انني فتحته, ثم وجدت في غرفتي فرشاة أسناني علي السرير , كما وجدت زجاجة عطري مفتوحة"
"أي كتاب كان ذلك؟"
"مكامن الخريف"
"هل اتصلت بالشرطة؟"
"لا"
"لماذا؟"
"خفت أن يعتقدوا أنني مجنونة أو يعتبروا أن هذه محاولة لكي أحصل علي دعاية لنفسي"
"حسنا فلنحاول الآن أن نبحث عمن يحاول إخافتك"
"هذا أمر يحيرني ...فأنا لم أؤذي أحدا في حياتي وليس لدي أي أعداء"
"فكري جيدا"
"أعتقد أن بعض الأشخاص غاضبون مني, صاحب المكتبة مثلا انه يعتقد أنني أكتب قصصا سخيفة, وصاحب الكاراج الذي أصده دائما كلما أراد الخروج معي, وهناك موظف البريد الذي أضايقه بكثرة ترددي دون أن أبتسم له, وكذلك العجوز ويلي دانتون الذي يكره الجميع...ولكني لم أتشاجر مع أي أحد منهم"
"أنا أصدقك" طمأنها دوغ وهو يشد علي يدها" وبمن تشكين أيضا؟"
"جيوفري بريغز, لقد سمعت كلامه بنفسك ولكن هذا ليس سببا لكرهه لي وكل هؤلاء لا يمكنني أن أتهمهم"
ترك دوغ يدها ووضع يده تحت ذقنه وهو يفكر
"وزوجك السابق؟"
"سام؟أوه لا سام لا يتصرف بهذا الشكل"
"إنكما مطلقان وقد يكون يشعر بالغيرة من نجاحك"
"سام؟يغار من نجاحي؟لا, كما وأنه مشغول دائما بأعماله ولا يمكنه أن يقضي وقتا طويلا بملاحقتي"
"ولكن كل هذه الأحداث تسارعت في هذه العشرة أيام الأخيرة يجب أن تتصلي بالشرطة, ساشا"
"لا" صرخت ساشا وأسرعت نحو الباب "لم يكن يجب علي أن آتي ,أنا آسفة"
أسرع دوغ وأمسك يدها وضمها الي صدره وأخذ يداعب خدها بشفتيه "لا تقولي هذا مرة ثانية,ساشا. لقد فعلت الصواب بمجيئك الي وأنا مسرور لأنك فعلت ,انك هنا عندي,معي, ألم تتحققي ممن ذلك بعد؟"
وبسرعة تحول الخوف الذي يظهر في عينيها الي شعاع بالأمل "نعم لقد أدركت أنني عندك ومعك وأنا لم آتي اليك الا لأن هناك سبب..."
ثم اقتربت منه أكثر وأخذت تداعب شفتيه بإصبعها وشعرت بالأمان وهي تستند لصدره القوي وشعرت بأنها بحاجة الي ذلك الرجل الذي وحده يستطيع إسعادها...
ولكن لمسات دوغ الجريئة جعلتها ترتعش وفجأة ابتعدت عنه وصرخت وهي تبكي" لا,دوغ لن أرتكب نفس الغلطة فمرة واحدة تكفي...لقد شعرت بخيبة وبحرمان كبير عندما رحلت ذلك المساء وتركتني....." ثم تنهدت وأضافت" لست أدري ماذا يحصل لي في تلك الأسبوعين ,أصبحت كالمجنونة, أرغب بك كثيرا بك أنت ولكني للأسف فهمت أنك لا تشاركني مشاعري عندما تخليت عني ذلك المساء..."
منتديات ليلاس
كلامها ذلك أثار دوغ ولمعت عيونه ببريق غريب ودون أن ينطق بكلمة عانقها طويلا بكل حب ثم ابتعد عنها ولاحظ دوغ احمرار وجهها وبريق عينيها وتسارع أنفاسها وأدرك تأثيره عليها وحاول أن يمنحها فرصة لكي تتأكد من مشاعرها
ابتسمت ساشا وكأن الأدوار قلبت الآن وكأنه هو الآن الذي يخاف من أن تتركه ,في هذه اللحظة....شعرت فجأة بالخجل وسألته بهمس "لست أدري ماذا أفعل دوغ...."
"أتريدين الرحيل؟"
"لا"
"اذا ماذا تريدين؟"
ترددت ساشا قليلا ثم أجابته"أريدك أنت"
فتح دوغ ذراعيه دون أن يقترب منها, انها هي التي يجب أن تتقدم نحوه...ففهمت ساشا انه يريد أن يترك لها حرية الخيار, لم تتردد ساشا طويلا وفي لحظات وجدت نفسها بين ذراعيه.
انه دوغ الآن الذي يرتعش وأنفاسه تتسارع وأخذ يردد اسمها بهمس فنظرت اليه وضعت يدها علي صدره تتحسس دقات قلبه.
"يجب أن أعلم,ساشا, أريد أن أعرف ماذا كان يفعل بك..."
"من؟ عمن تتكلم؟"
"زوجك السابق سام, أريد أن أعرف ماذا كان يفعل بك, أنا أخاف أن أؤلمك بإحدى حركاتي التي تذكرك بما كان يفعله معك..."
"اصمت الان أنا لا أفكر به دوغ, أنا معك أنت بكل كياني"
ولكن أمام إلحاح دوغ فهمت أنه لن يمكنها أن ترفض الحديث معه عن ماضيها فقبلت يده بحنان وقالت" كان فظا معي"
"هل كان يضربك؟"
"لا, لكنه لم يكن يحترمني ولا يهتم بي وكنت لا أزال عذراء عندما تزوجني وكانت ليلة عرسي كالكابوس وبدل أن يعاملني بلطف وبحب اغتصبني تقريبا ولم يحاول أبدا إرضائي وكان أنانيا يسخر من آلامي ...لقد جعلني أشمئز من كل الرجال"
قبلها دوغ بحنان وشجعها علي المتابعة
"ولأنني لم أكن أتجاوب معه أصبح أكثر وحشية وأخذ يجبرني علي مشاركته الفراش ويحاول أن يؤلمني واعتقدت أنه بذلك يفرض سيطرته علي كونه زوجي..."
ثم صمتت وعندما لم تر ردة فعل دوغ غطت وجهها بيديها وبكت بمرارة وقالت" يا الهي أعتقد أنني أضجرتك"
"لا,أبدا ساشا ولكنني أشعر بالذنب..."
"بالذنب؟"
"لأنني عاملت كثيرا من النساء بنفس الطريقة الأنانية, وقبل ان أعرفك استخدمت رجالا للنجاح في عملي كما استخدمت نساء للوصول الي متعتي وعندما عرفتك شعرت انني أصبحت مختلفا وشعرت لأول مرة باحترام نفسي هل هذا هو الحب؟ ساشا... أنا أحب أتصدقينني"
"لم اسمع هذه الكلمة من فبل دوغ"
"وأنا لم يسبق لي ان قلتها من قبل, انما بحاجة لك ساشا, لقد حصلت في الماضي علي كل شيء وتركته بدون ندم ولكنني لم اشعر من قبل بمثل هذه الرغبة لإسعاد أية امرأة أخري وأنا ممتن لك جدا فأنت ضرورية بالنسبة لي ولهذا السبب أردت ان أتأكد من انك تريدني لنفسي كما أريدك أنا"
ثم ضمها الي صدره بقوة فأحاطت عنقه بيديها وأرجعت رأسها للوراء, ابتسم دوغ وقبلها بحنان وحب قويان قبلة طويلة وشعرت ساشا وكأنها أصبحت أسيرة له
"أوه دوغ....دوغ كم أحبك"
|